الكل تقريبا يعرف بأن الطريقة الامثل لبناء نظام مناعة قوية هو بالقيام بالتمارين الرياضية، تناول غذاء صحي، واخذ الملاحق والفيتامينات الضرورية مثل فيتامين ج، وفيتامين دي بالاضافة الى مغذيات اخرى مختلفة، ولكن يجب أن نعترف بأن هناك طريقة أخرى فعالة في رفع المناعة وحماية الجسم من الامراض وهي النسيان والصفح والمغفرة.
وفقا لدراسة جديدة اجريت على عينة من مرضى نقص المناعة المكتسبة، تبين بأن الاشخاص الذين تسامحوا أكثر مع المسيئين إليهم أو غفروا لشخص ما الاساءة اظهروا تغيرات ايجابية في مستوى المناعة الداخلية.
وتأتي هذه الدراسة مدعمة بدراسات أخرى تشير الى أن حوالي 2/3 مرضى السرطان عرفوا حالة الصفح والمغفرة على انها امر شخصي يتعلق بهم، بينما قال 1 – 3 اشخاص بأنهم عانوا من مشاكل غفران مزمنة. هذا واظهرت دراسات سابقة صلة قوية بين المسامحة والغفران وبين انخفاض ضغط الدم.
يقول بعض المتسامحون، "شعرت بأن صخرة كبيرة رفعت عن صدري، وهذا هو الشعور الذي تجلبه المشاعر الايجابية والمسامحة الخالصة ونسيان الاساءة."
تذكر بأن المسامحة ونسيان الاساءة، لا تعني بأنك تمنح الطرف الأخر اذن بالعودة الى حياتك. المسامحة هي قرار بأن تترك الكراهية والحقد ومشاعر الثأر والنقم. وهذا بحد ذاته خطوة ايجابية. قد لا ننسى بعض الاساءات التي تعرضنا لها، ولكن المصالحة المبدئية قد تساعدنا على فهم وجهة نظر الطرف الاخر وسبب قيامه بالاساءة وقد يتحول شعورنا من الغضب الى التفهم.
ما هي فوائد التسامح؟
التخلص من مشاعر الكراهية والحقد واستبدالها بمشاعر التعاطف والسلام الداخلي. الصفح غالبا ما يؤدي الى:
علاقات صحية أكثر.
حالة صحية أفضل على المستوى الروحاني والنفسي
شعور اقل بالتوتر، الاجهاد والعداء
انخفاض في ضغط الدم
اعراض اقل للكآبة
اقبال اقل على الكحول والمخدرات والادوية أو اي روتين غير صحي
لذا، وبالاضافة الى تحسين الحالة الصحية، يساعد الشعور بالصفح والغفران على تعزيز جهاز المناعة، ويساعدنا في التخلص من اثقال واحقاد الماضي التي غالبا ما تضايقنا وتكبت على قلوبنا. استغلوا السنة الجديدة في القيام بمبادرات طيبة واجعلوها فرصة للنسيان والمسامحة. وكل عام وأنت بخير.