التصنيفات
منوعات

حكم تخصيص رجب بالصيام والاعتكاف والصمت فيه

حكم تخصيص رجب بالصيام والاعتكاف والصمت فيه

شيخ الإسلام أحمد بن تيمية

س : سئل الشيخ أحمد بن تيمية رحمه الله عما ورد في ثواب صيام الثلاثة أشهر، وما تقول في الاعتكاف فيها والصمت، هل هو من الأعمال الصالحات أم لا؟

أجاب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية
ج : أما تخصيص رجب وشعبان جميعا بالصوم أو الاعتكاف فلم يرد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولا عن أصحابه ولا أئمة المسلمين، بل قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم إلى شعبان ولم يكن يصوم من السنة أكثر مما يصوم من شعبان من أجل شهر رمضان وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات، وأكثر ما روي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب يقول: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)) وقد روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صوم رجب، وفي إسناده نظر لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: (لا تشبهوه برمضان) ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء واستعدوا للصوم فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجب، فقال: (أتريدون أن تشبهوه برمضان؟) وكسر تلك الكيزان. فمتى أفطر بعضا لم يكره صوم البعض وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا.

وأما تخصيصها بالاعتكاف فلا أعلم فيه أمرا بل كل من صام صوما مشروعا وأراد أن يعتكف من صيامه كان ذلك جائزا بلا ريب، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران وهما روايتان عن أحمد أحدهما: أنه لا اعتكاف إلا بصوم كمذهب أبي حنيفة ومالك والثاني: يصح الاعتكاف بدون الصوم كمذهب الشافعي.

وأما الصمت عن الكلام مطلقا في الصوم أو الاعتكاف أو غيرهما فبدعة مكروهة باتفاق أهل العلم، لكن هل ذلك محرم أو مكروه؟ فيه قولان في مذهبه وغيره، وفي صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق دخل على امرأة من أحمس فوجدها مصمتة لا تتكلم فقال لها أبو بكر: (إن هذا لا يحل، إن هذا من عمل الجاهلية) وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال: ((من هذا؟)) فقالوا: هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال: ((مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه)) فأمره صلى الله عليه وسلم مع نذره للصمت أن يتكلم كما أمره مع نذره للقيام أن يجلس ومع نذره ألا يستظل أن يستظل، وإنما أمره بأن يوفي بالصوم فقط وهذا صريح في أن هذه الأعمال ليست من القرب التي يؤمر بها الناذر وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) كذلك لا يؤمر الناذر أن يفعلها، فمن فعلها على وجه التعبد بها والتقرب واتخاذ ذلك دينا وطريقا إلى الله تعالى فهو ضال جاهل مخالف لأمر الله ورسوله ومعلوم أن من يفعل ذلك؛ من نذر اعتكافا ونحو ذلك إنما يفعله تدينا ولا ريب أن فعله على وجه التدين حرام؛ فإنه يعتقد ما ليس بقربة قربة ويتقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه الله، وهذا حرام لكن من فعل ذلك قبل بلوغ العلم إليه فقد يكون معذورا بجهله إذا لم تقم عليه الحجة فإذا بلغه العلم فعليه التوبة.

وجماع الأمر في الكلام قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) فقول الخير وهو الواجب أو المستحب خير من السكوت عنه، وما ليس بواجب ولا مستحب فالسكوت عنه خير من قوله ولهذا قال بعض السلف لصاحبه: السكوت عن الشر خير من التكلم به، فقال له الآخر: التكلم بالخير خير من السكوت عنه وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى } [المجادلة: 9] وقال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ً} [النساء: 114] وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله تعالى))، والأحاديث في فضائل الصمت كثيرة وكذلك في فضائل التكلم بالخير، والصمت عما يجب من الكلام حرام سواء اتخذه دينا أو لم يتخذه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيجب أن تحب ما أحبه الله ورسوله، وتبغض ما يبغضه الله ورسوله، وتبيح ما أباحه الله ورسوله، وتحرم ما حرمه الله ورسوله

المصدر : Fatwa_net الفتوى




مشكورة حبيبتى على التوضيح




خليجية



جزيتي الجنه غاليتي تقبلي مروري



شكرلكن مروركن الكريم



التصنيفات
منوعات

الاعتكاف : أحكامه وآدابه فتوى العنوان

الاعتكاف : أحكامه وآدابه (16) فتوى العنوان
الأخوة الأفاضل نريد معرفة أحكام الاعتكاف بالتفصيل حتى تكون عونا لنا في إحياء هذه السنة الطيبة في رمضان
السؤال
15/09/2008 التاريخ
الدكتور رجب أبو مليح المفتي

الحل

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالاعتكاف سنة من السنن التي حرص عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون إلا في المسجد، واختلف الفقهاء في مدته فمنهم من اشترط أن تكون ليلة كاملة من قبل غروب الشمس إلى صلاة الفجر ، ومنهم من أجازه ولو كان وقتا قصيرا.

ولذلك يجوز على الرأي الأخير أن يخرج الرجل إلى عمله ثم يعود إلى معتكفه، ويستحب أن ينشغل المعتكف بالذكر والعبادة ، ولا يؤثر الاحتلام على صحة الاعتكاف ، ولا يشترط أن يكون في مسجد بعينه فكل المساجد تصلح للاعتكاف، ولا يجوز للمرأة أن تعتكف إلا بعد استئذان زوجها.

.
الاعتكاف: حكمه ، ومكانه ، ومدته العنوان
أود أن أسأل فضيلتكم عن حكم الاعتكاف ؟ وهل يصح للمسلم أن ينوي الاعتكاف كلما دخل المسجد أم لا ؟ جزاكم الله خيراً
السؤال
06/10/2007 التاريخ
أ.د حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس المفتي

الحل

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الاعتكاف سنة عند أكثر أهل العلم في العام كله ، وأوكد الاعتكاف ما كان في العشر الأواخر من رمضان ، وإذا نذر المسلم الاعتكاف صار الوفاء به فرضاً ، ويرى العلماء جواز الاعتكاف مدة يسيرة في المسجد كساعة أو ساعتين بنية التقرب لله تعالى .

وإليك تفصيل ذلك في فتوى فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :ـ

الاعتكاف مسنون عند أكثر أهل العلم في العام كله وأوكد الاعتكاف ما كان في العشر الأواخر من رمضان وإذا نذر المسلم الاعتكاف صار الوفاء به فرضاً .

أما زمان الاعتكاف ومدته فجمهور العلماء يرون جواز الاعتكاف مدة يسيرة في المسجد كساعة أو ساعتين ونحو ذلك .

قال العلامة ابن القيم : رحمه الله :[ كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وتركه مرة فقضاه في شوال . واعتكف مرة في العشر الأول ثم الأوسط ثم العشر الأواخر يلتمس ليلة القدر ثم تبين له أنها في العشر الأواخر فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه عز وجل . وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل وكان إذا أراد الاعتكاف صلّى الفجر ثم دخله … وكان يعتكف كل سنة عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً … وكان إذا اعتكف دخل قبته وحده وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه إلا لحاجة الإنسان وكانت بعض أزواجه تزوره وهو معتكف ولم يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في معتكفه … الخ ] زاد المعاد 2/88-90 .

قال ابن حزم : [ كل إقامة في مسجد لله تعالى بنية التقرب إليه اعتكاف فالاعتكاف يقع على ما ذكرنا مما قل من الأزمان أو كثر إذ لم يخص القرآن والسنة عدداً من عدد ولا وقتاً من وقت.

قال سويد بن غفلة : من جلس في المسجد وهو طاهر فهو عاكف فيه ما لم يحدث .

وعن عطاء بن أبي رباح عن يعلى بن أمية قال : إني لأمكث في المسجد ساعة وما أمكث إلا لأعتكف ، قال عطاء : هو اعتكاف ما مكث فيه وإن جلس في المسجد احتساب الخير فهو معتكف وإلا فلا ] المحلى 3/412 .

وينبغي أن يعلم أن الاعتكاف لا بد أن يكون في المسجد الذي تقام فيه الجمعة والجماعة حتى لا يحتاج المعتكف للخروج لهما ولا بد في الاعتكاف أيضاً من النية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 إنما الأعمال بالنيات ). والمطلوب من المعتكف أن يلبث في المسجد وينشغل بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار وعليه أن يبتعد عن الخوض في أمور الدنيا ، وأن يجتنب ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال ويجتنب أيضاً المراء والجدال والسباب ويقلل الكلام في أمور الدنيا ولا يتكلم إلا بخير. ويكره للمعتكف أن يترك الكلام تركاً مطلقاً معتقداً أن ذلك قربة لله لأن ذلك بدعة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ترك الكلام تركاً مطلقاً أن يتكلم.

ويجوز للمعتكف أن يأكل ويشرب وينام في المسجد مع وجوب محافظته على نظافة وطهارة المسجد ويجوز له أن يتطيب ويلبس ما شاء من الملابس الحسنة ، ويجوز أن يخرج للوضوء والغسل والأعمال الضرورية لأن الخروج من المسجد يفسد الاعتكاف إلا لما ذكرنا .

والله أعلم .
اعتكاف الزوجة واشتراط إذن الزوج العنوان
إذا أرادت المرأة أن تعتكف فهل يجب عليها الحصول على إذن الزوج؟ السؤال
12/10/2006 التاريخ
الدكتور محمد سعدي المفتي

الحل

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
لا يجوز للمرأة أن تعتكف إلا بإذن زوجها، لأن اعتكافها في المسجد يفوت حق الزوج، وإن أذن لها الزوج ثم بان له أن يرجع عن إذنه فقد اختلف العلماء في هذا، فذهب الشافعية والحنابلة أن للزوج أن يمنعها من الصوم[النافلة] أو الاعتكاف ولو كانت شرعت فيه، والمالكية قالوا يمنعها قبل الشروع لا بعده، والحنفية قالوا: ليس له منعها.

قال الشيرزاي رحمه الله تعالى في المهذب:

لا يجوز للمرأة أن تعتكف بغير إذن الزوج؛ لأنَّ استمتاعها ملك للزوج، فلا يجوز إبطاله عليه بغير إذنه.

وقال ابن قدامة المقدسي في المغني [بتصرف]:

ليس للزوجة أن تعتكف إلا بإذن زوجها، فإن أذن الزوج لها، ثم أراد إخراجها منه بعد شروعها فيه، فله ذلك في التطوع. وبه قال الشافعي، وقال أبو حنيفة في الزوجة : ليس لزوجها إخراجها ؛ لأنها تملك بالتمليك، فالإذن أسقط حقه من منافعها، وأذن لها في استيفائها، فلم يكن له الرجوع فيها، كما لو أذن لها في الحج فأحرمت به، بخلاف العبد ؛ فإنه لا يملك بالتمليك. وقال مالك : ليس له تحليلهما.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

الزوجة مرتبطة بإذن الزوج في التطوع بالعبادات، فلا يجوز لها إذا كان زوجها حاضرا أن تتطوع بصلاة أو صوم أو حج أو اعتكاف بدون إذنه، إذا كان ذلك يشغلها عن حقه ; لأن حق الزوج فرض، فلا يجوز تركه بنفل ; ولأنَّ له حق الاستمتاع بها، ولا يمكنه ذلك أثناء الصوم أو الحج أو الاعتكاف.

وقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد أي حاضر إلا بإذنه }. رواه البخاري. فإن تطوعت بصوم أو حج أو اعتكاف دون إذنه فله أن يفطرها في الصوم، ويحللها من الحج، ويخرجها من الاعتكاف لما فيه من تفويت حق غيرها بغير إذنه، فكان لرب الحق المنع. وهذا باتفاق.

وإن أذن الزوج لها أن تتطوع بصوم أو اعتكاف أو حج، فعند الشافعية والحنابلة : له أن يمنعها من الصوم أو الاعتكاف ولو كانت شرعت فيه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة وحفصة وزينب رضي الله تعالى عنهن في الاعتكاف، ثم منعهن منه بعد أن دخلن فيه، فقد أخرج الشيخان عن عائشة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها. قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه، فأبصر الأبنية فقال : ما هذا ؟ قالوا : بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آلبر أردن بهذا ؟ ما أنا بمعتكف }.

وعند الحنفية ليس له أن يمنعها ؛ لأنه لما أذن لها فقد ملَّكها منافع الاستمتاع بها، وهي من أهل الملك فلا يملك الرجوع عن ذلك. وعند المالكية : له أن يمنعها ما لم تشرع في العبادة، فإن شرعت فلا يمنعها.

وما أوجبته المرأة على نفسها بنذر، فإن كان بغير إذنه فله أن يمنعها منه، وهذا باتفاق. وإن كان بإذنه، فإن كان في زمان معين فليس له منعها منه. وإن كان في زمان مبهم، فله المنع عند المالكية إلا إذا دخلت فيه، وهو على وجهين عند الشافعية والحنابلة.

والله أعلم.




جزاكى الله خيرا حبيبتى



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الاعتكاف فى رمضان

خليجية

الاعتكاف بمعنى الخلوة إلى الله في المساجد ، هي فترة تجرد لله ،

تنسلخ فيه النفس من كل شيء ، و يخلص فيه القلب من كل شاغل ،

و هو سنة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) في العشر الأواخر من رمضان ،

فعن أمنا عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : كان النبي ( صلى الله عليه و سلم )

" إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله" .

[ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 4713 ] .

و من أقوال العلماء في معنى شد المئزر ، أنه كناية عن الجد و التشمير في العمل .

إن ظل هذه الليلات العشر يشعرنا و كأنها ذوات أرواح ،

تعاطفنا و نعاطفها ، ففي جوها تلتقي

و تتجاوب الأرواح العابدة الخاشعة مع أرواح هذه الليالي المختارة ،

فترفرف إلى عليين ، فيا لأنس هذا المشهد .. و يا لنداوة هذا الجو ..

و يا للنجوى المؤنسة للروح .

هذا المعنى الرائق للاعتكاف ، و هذا الجو الندي في هذه الليالي العشر ،

و هذا الجد و التشمير في العبادة ،

أصبح عند كثير من نساء اليوم جد و تشمير و لكن في المطبخ في التحضير لحلويات العيد ،

و في الأسواق لشراء ملابس العيد !! ..

و لو كن حريصات على اغتنام هذه النفحات الربانية ،

لما أضعنها في مثل هذه الأمور ،

فهناك متسع من الوقت لها في غير هذه الأيام المباركة ،

فرمضان لا يأتي إلا مرة في كل عام ، و العشر الأواخر تجرد لله عما سواه ،

و لكن يبدو أن الماديات طغت في زماننا هذا و ما عاد للروحانيات مكان !! ،

فصلاتنا لا تعدو عن كونها ركعات جوفاء ،

و صيامنا امتناع فقط عن الطعام و الشراب ، و لكن أين راحة القلب ، و سمو الروح ؟! .

أنا أشعر بأن في الاعتكاف أسراراً و عجائباً ، لا يدركها إلا من تدبرها و تفكر فيها ،

و لا يستشعر حلاوتها إلا من ذاقها ، و لمس أثرها في نفسه ،

فللاعتكاف تأثير واضح في القلب و في الفكر ، و في صفاء الذهن ،

و في إدراك الأمور و فهم الحياة ، و في تصحيح السلوك ،

و هذا يحتاج إلى جلسة متأنية و فاحصة مع النفس ، و اعتزال الخلق ،

و فراغ القلب و الفكر من كل الملهيات و الشواغل الدنيوية ،

حتى يتسنى للروح أن ترتقي و تحلق في آفاق الكمال و النور ، فتتصل بخالقها ..

و لكن ربما يعجز القلم و اللسان عن وصف مثل هذه الإحساسات ،

فمن المعاني زهور ربيع ، يُشَمُّ و لا يُفرك .

فيا أخواتي المسلمات المعتكفات في المطابخ و في الأسواق ،

مضمار السباق قد انعقد ،

و الجنة فُتحت لمن جد ، و الجائزة أُعدت لمن جد ،

فشمِّرن عن ساعد الجد ، و قلن .. لن يسبقنا إلى الله أحد .

اللهم أكرمنا بليلة القدر ، و أسعدنا بالأجر ، و شرف أمتنا بالنصر …

اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .


لاتنسوا تقيمونى بطريقة الميزان
دمتم بود
تحياتى

.




بارك الله فيك

اللهم بلغنا ليلة القدر

واعنا على القيام وقراءة القران والدعاء




خليجية