التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

التفسير المختصر – سورة الأحزاب تفسير الآيات27-33 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآية الثامنة والعشرون والآيات التي بعدها تشكِّل مجموعة: محورها القدوة في الإسلام لها حساب خاص، فالأب قدوة في البيت، وخطأ الأب غير خطأ الابن، والمعلم قدوة، والطبيب في المستشفى قدوة، ومدير المستشفى قدوة، وأي إنسان يحتلّ ُمنصبًا قياديا ولو كان على مستوى الأسرة الذي هو أقل منصب قيادي، فلا بد أن تكون قدوة، والمعلم في الصف قدوة، ومدير المدرسة قدوة، فالذي يحتل منصبا قياديا له حساب خاص.

قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)﴾
[سورة الأحزاب]
لماذا قال تعالى:
﴿فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)﴾
[سورة الأحزاب]

" منكن " أي يا نساء النبي، أجرا عظيما، لأن زوجة النبي عليه الصلاة والسلام قدوة لنساء المؤمنين، ثم قال تعالى:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)﴾
(سورة الأحزاب)

فإن أرادت الله و الدار الآخرة فإن الله سيؤتيها أجرا عظيما، و إن أتت بفاحشة مبينة يُضَاعف لها العذاب ضعفين، وهذا حكم، لأن القدوة إن أحسن فله أجر إحسانه و أجر مَن اقتدى به، والقدوة إذا أساء فعليه وزر إساءته و وزر مَن قلَّده، فإذا كان الأب يُدخِّن أمام أبناءه ملء السمع والبصر، وصار ذلك مألوفا عند الولد، و قد لا يشتهي الابن أن يدخِّن، ولكن حتَّى يقلِّد والده صار يدخَّن.
فيا أيها الإخوة، المنصب القيادي ولو على مستوى أب أو معلم مدرسة عنده خمسة وخمسون طالبا، أو طبيب في مستشفى، و الأم تحتل مركزا قياديا أمام بناتها، ولو أنها مثلا قالت لزوجها: لن أخرج في غيبتك ؛ وقد خرجت على مرأى من بناتها كذبت على زوجها أمام بناتها، فتحمل وزر إساءتها ووزر ابنتها التي قلَّدت أمها في الكذب على زوجها بعد أن كبرت، فكل إنسان قيادي له حساب خاص، إن أحسن فله أجره وأجر من قلده، وإن أساء فله وِزْرهُ وِ وِزْرَ من قلَّده قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28)﴾
[سورة الأحزاب]
هناك موضوع ثانٍ، لو أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في أعلى مستويات الكمال ؛ وهو كذلك ؛ ولم تكن نساءه كذلك ما الذي يحصل ؟! أردْن الحياة الدنيا و زينتها، و المظاهر و الفخامة، و قد رُكِّب في طبيعة المرأة حبُّ المظاهر، فلو أنَّ المرأة لم تكن على شاكلة زوجها وكان زوْجها له دَعوة إلى الله عز وجل، ما الذي يَحصل ؟ يقول الناس جميعًا: لو كانت دَعْوته واقِعِيَّة لطَبَّقَها على أهل بيْتِهِ، فما دام هذا الدَّاعِيَة عاجِزًا عن تطْبيق دَعْوتِهِ على أهْل بيْتهِ، فالدَّعْوَة غير واقِعيَّة، وإن كانت واقِعِيَّةً فلماذا لا يطبِّقها على لا أهل بيته ؟ و في أحسن الظروف نقول: إنّ الدعوة غير واقعية، مثالية، فكما يقال: يا طبيب طُبَّ لنفسك، لذلك أكاد أقول إنك إذا دعوتَ إلى الله فزوجتك وبناتك و أبناءك جزء من الدعوة، فإن لم يكونوا كما تريد فقد حُطِّمتْ الدعوة، وليس ثمَّة عذرٌ، فأنت مرشد وموَجِّه تنصح الناس بكذا و كذا فإذا كانت النصيحة غير واقعية فدعْنا منها، و إن كانت واقعية فلِمَ لا تطبِّقها في بيتك ؟!، لذلك فالله عز وجل تولَّى بذاته العلية تطهير بيت أهل النبي.

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)﴾
[سورة السجدة]
و أهل البيت الزوجة و الأولاد جزء من الدعوة، فإن لم يكن البيت منسجمًا مع الدعوة صار للناس ألف استفهام واستفهام و ألف مأخذ ومأخذ و هذه الآيات تؤكِّد ذلك.
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)﴾
[سورة الأحزاب]
ثم قال تعالى:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)﴾
[سورة الأحزاب]
ما المقصود بالفاحشة ؟ الحقيقة أنَّ الفاحشة وردت للزنا، لكنَّ العلماء قالوا: لا يُعقَل و لا يمكن و لا يرد على الخاطر أن تقع زوجة رسول الله في الزنا، فالعلماء لحسن ظنِّهم وفهمهم الدقيق قالوا: إنَّ الفاحشة في حقِّ نساء النبي أ نْ يزعجن النبيَّ في طلب الدنيا فقط، فلو طلبتْ منه شيئا لا يستطيعه كأنَّما أتتْ بفاحشة لِعِظَم مقام النبي عليه الصلاة والسلام، فلو أنَّ إحداهنَّ طلبت طعاما من النبي لا يملك ثمنه يُعَدُّ في حقِّها فاحشة لعِظَم مقام النبي عند الله عز وجل، فإرهاق الخلق بمطالب مادية شيء يزعجه ويعرقل الدعوة إلى الله عز وجل، و تمر ّأيام عديدة لا تُوقَد نار في بيوت النبي، لأنّ النبي كان فقيرا، وقد قال الله له:
((يا محمد أتريد أن تكون نبيًّ ملِكا أم نبيا عبدا ؟ قال: بل نبيا عبدا، أجوعُ يوما فأذكره و أشبع يوما فأشكره…"))
و دخل عليه عديُّ بن حاتم فألق له وِسادةً مَحشُوَّة ليفاً، قال: اجلس عليها، قلتُ: بل أنت، قال: بل أنت، قال: فجلستُ عليها وجلس هو على الأرض ليس في بيته وهو سيِّدُ الخلق إلا وسادة واحدة، " ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31)﴾
[سورة الأحزاب]
كان إذا أراد أن يصلِّيَ قيام الليل غرفتُه التي ينام فيها مع عائشة لا تتَّسع لصلاته و نوم عائشة، فلو أن الدنيا أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر جرعة ماء ! فلينظر ناظرٌ بعقله أنَّ الله أكرم محمَّدًا أم أهانه فإن قال: أهانه فقد كذب، و لئِن أكرمه فقد أهان غيره إذ أعطاه الدنيا قال تعالى:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)﴾
[سورة الأحزاب]
ث
هل لاحظْتُم ؛ في الإكرام هناك مُضاعفة وفي العقاب هناك مضاعفة و هذا ينسحبُ على كلِّ قدوة في المجتمع الإسلامي، فكل إنسان له منصب قيادي بدءًا بالأب ونهاية بأعلى منصب ؛ فهذا يُحاسَب حسابا خاصًّا ؛ إنْ أحسن فأجره وأجر من قلَّده، وإن أساء فعليه وزرُه ووزرُ من قلده، ثم قال تعالى:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32)﴾
[سورة الأحزاب]
فالمرأة إذا دخلت لتشتريَ حاجة و أَلاَنَت القولَ طمع فيها هذا الرجُل وهذه قاعدة خطيرة جدًّا، ومِن أُولى آداب المرأة أنْ تقول مع الرجل الأجنبي قولاً معروفا، ذكر لي أحد الإخوة القصةَ التالية ؛ عنده محلٌّ تجاري أمام بيته، فجاءه يوما ابنه يقول له: إنَّ في بيتنا رجلا و أُمِّي تستغيث بك، فأسرع إلى بيته فرأى رجلا داخل بيته و الزوجة لابسةٌ لباسا كاملا، كيف دخل إلى البيت ؟ هذا الرجل بائع، دخلتْ عليه هذه الزوجة لتشتريَ، وبدأتْ تناقش البائع في السعر، فظنَّ أنَّ هذه المرأة تقبل أن يتَّصل بها و هي تسكن قريبا منه، فطرق بابها ودخل البيت و المرأة جاهلة، وإن أرادتْ بنقاشها في الشراء شيئا إلاَّ أن تخفِّض السعر، ولكن ألاَنَتْ القول، فيجب أن نربِّيَ نساءنا إذا كلَّمْنَ رجلا أجنبيا أن يقُلْن قولا معروفا، لأنَّ الكلمة اللَّيِّنة من المرأة تعني أنَّها ترضى الفاحشة، وهذه نقطة دقيقة قال تعالى:

﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32)﴾
[سورة الأحزاب]
ثم قال تعالى:
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)﴾
[سورة الأحزاب]
فالأصل أن تقررْن في بيوتكن، فقائدُ الطائرة يقود طائرةً تحمل ستمائة راكب، غرفة القيادة هل تُعَدُّ سجنا لهذا الطيَّار، هو أخطرُ مكان، فإذا ظنَّ الطيَّار أنَّ هذه الغرفة تقييدًا لحرِّيته، ويجب أن ينطلق إلى رحاب الطائرة أودَى بحياة الركاب، كذلك هذا البيت هو مركز قيادة لهذه الأُسرة،وفي الحديث:
(( أيُّما امرأة قعدتْ على بيت أولادها فهي معي في الجنة…"))
و المرأة المؤمنة تتفرَّغ لأولادها.
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)﴾
[سورة الأحزاب]
فإذا خرجْتُنَّ لأمر قاهر فلا تبرَّجن تبرُّج الجاهلية الأولى، قال تعالى:
﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23)﴾
[سورة القصص]
فحياء المرأة منعها أن تختلط بالرجال، وما خرجتْ من البيت إلا لأمر قاهر؛ لأنَّ أبانا شيخٌ كبير، قال تعالى:

﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)﴾
[سورة الأحزاب]
" يطهركم تطهيرا " لأنَّكنَّ جزء من الدعوة، فإذا كان الواحد ملتزما وزوجته متفلِّتة لا يُقبَل ذلك منه، هو مطبِّق وبناته كاسيات عاريات مائلات مميلات، معنى ذلك لستَ أبًا، فزوجتك و أولادك جزء من دعوتك إلى الله، هذا هو معنى الآيات، فدرس اليوم القدوة، والقدوة له حساب خاص، إنْ أحسن فله أجره مرَّتين، و إن أساء فله العقاب مرَّتين، والأصل في الزوجة أن تقرَّ في بيتها لتربية أولادها و" أيُّما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة.
والحمد لله رب العالمين




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

موسوعة التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم

خليجية

التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم:
نبذة مختصرة … إن التفسير الموضوعي نوع من أنواع التفسير الذي بدأت أصوله تترسخ، ومناهجه تتضح منذ نصف قرن من الزمن، وأُقِرّ تدريسه في الجامعات.
وهذه موسوعة علمية شاملة عمل عليها نخبة من كبار علماء القرآن وتفسيره في هذا العصرومن ضمنهم الشيخ ناصر العمر … بإشراف الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم – وفقه الله -، عكفوا على تدوينها بعد دراسة مستفيضة حول الخطوات المنهجية، مع مشاورة أهل العلم، فخرجت لنا موسوعة تربط بين أسماء السورة الواحدة، مع بيان فضائلها – إن وُجِدت -، ومكان نزولها، وعدد آياتها مع اختلاف القراء في ذلك، والمحور الذي يجمع موضوعات السورة، والمناسبات بين الآيات وابتدائها وانتهائها، في أسلوب علميٍّ غير مسبوقٍ.
– الكتاب عبارة عن عشرة أجزاء مُصوَّرة.
وهو شامل لكثير من التفاسير وفيه فوائد قيمة
بصراحة مانقلته لكم الا اني وجدته رااائع بمعنى الكلمة واسلوبه سهل وواضح اليكم رابط التحميل
اقرئي فيه واحكمي بنفسك ….

http://www.islamhouse.com/p/318743




جزاكي خيرا



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

تفسير سورة الهمزه التفسير الميسر

تفسير سورة الهمزة – كاملة.

وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)

شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم.

الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2)

الذي كان همُّه جمع المال وتعداده.

يَحسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخلَدَهُ (3)

يظن أنه ضَمِنَ لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحساب.

كَلا لَيُنبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ (4)

ليس الأمر كما ظن, ليُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلْقى فيها.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحُطَمَةُ (5)

وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة النار؟

نَارُ اللَّهِ المُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفئِدَةِ (7)

إنها نار الله الموقدة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب.

إِنَّهَا عَلَيهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)

إنها عليهم مطبَقة في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.

(التفسير الميسر)




السلام عليكم ورحمة الله..بارك الله فيك



جزاك الله الخير يا رب



التصنيفات
منوعات

القران الكريم بجميع لغات العالم مع التفسير


بسم الله الرحمن الرحييييييم

http://www.quranexplorer.com/quran/

حبيت اقدم لكم اليوم برنامج قران إكسبلور

بصراحه روعه روعه روعه

تستطيع ان تشاهد وتسمع التﻼ‌وه وكذالك تشاهد وتسمع الترجمه وتستطيع اختيار المترجم الذي ترغب به الى اكثر من لغه وتسمع تﻼ‌وة الشيخ الذي ترغب بسماع صوته وتسمع من اي سوره واي ايه واي جزء واي حزب وتستطيع ان تجعله يكرر حسب العدد الذي ترغب به وتستطيع تظليل اﻻ‌يه التي تتلى باللون الذي ترغب وتستطيع ان تجعله تﻼ‌وه فقط بدون ترجمه او ترجمه بدون تﻼ‌وه وتستطيع تكبير الخط وتغير النمط وتقليب الصفحات واشياء اخرى كثيره وهناك خدمة المساعده تخبرك بكيفيه استعمال البرنامج

بصراحة شي متعوب عليه

اللهم إجزي صاحب هذا العمل عناّ خير الجزاء وارفع ذكره في الدارين ومن قام أو سعى في نشره للخير

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من دعا إلى هدىً، كان له من اﻷ‌جر مثل أجور من تبعه ﻻ‌ ينقص ذلك م ن أجورهم شيئاً،
ومن دعا إلى ضﻼ‌لةٍ، كان عليه من اﻹ‌ثم مثل آثام من تبعه ﻻ‌ ينقص من آثامهم شيئاً !

اللهم أغفر و أرحم راسلها و قارئها و ناشرها

نحن قوم اعزنا الله باﻻ‌سﻼ‌م . . . فان ابتغينا العزة

في غيره اذلنا الله




التصنيفات
منوعات

سوره ق والتفسير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا

تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ

فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ

مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ

السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا

بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ

(13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ

خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ

يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ

سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ

مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ

قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ

اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ

لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِ

جَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ

حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا

يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ

مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ

وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ

طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ

مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ

(43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ

بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)

التفسير 50- تفسير سورة ق عدد آياتها 45 ( آية 1-22 )
وهي مكية

{ 1-4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ }

يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه كثير البركات، جزيل المبرات. والمجد: سعة الأوصاف وعظمتها، وأحق كلام يوصف بهذا، هذا القرآن، الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين، الذي حوى من الفصاحة أكملها، ومن الألفاظ أجزلها، ومن المعاني أعمها وأحسنها، وهذا موجب لكمال اتباعه، و [سرعة] الانقياد له، وشكر الله على المنة به.

ولكن أكثر الناس، لا يقدر نعم الله قدرها، ولهذا قال تعالى: { بَلْ عَجِبُوا } أي: المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، { أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم } أي: ينذرهم ما يضرهم، ويأمرهم بما ينفعهم، وهو من جنسهم، يمكنهم التلقي عنه، ومعرفة أحواله وصدقه.

فتعجبوا من أمر، لا ينبغي لهم التعجب منه، بل يتعجب من عقل من تعجب منه.

{ فَقَالَ الْكَافِرُونَ } الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم، لا نقص بذكائهم وآرائهم

{ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } أي: مستغرب، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين:

إما صادقون في [استغرابهم و] تعجبهم، فهذا يدل على غاية جهلهم، وضعف عقولهم، بمنزلة المجنون، الذي يستغرب كلام العاقل، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان، وبمنزلة البخيل، الذي يستغرب سخاء أهل السخاء، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله ؟ وهل تعجبه، إلا دليل على زيادة وظلمه وجهله؟ وإما أن يكونوا متعجبين، على وجه يعلمون خطأهم فيه، فهذا من أعظم الظلم وأشنعه.

ثم ذكر وجه تعجبهم فقال: { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } فقاسوا قدرة من هو على كل شيء قدير، الكامل من كل وجه، بقدرة العبد الفقير العاجز من جميع الوجوه، وقاسوا الجاهل، الذي لا علم له، بمن هو بكل شيء عليم، الذي يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم مدة مقامهم في برزخهم، وقد أحصى في كتابه الذي هو عنده محفوظ عن التغيير والتبديل، كل ما يجري عليهم في حياتهم، ومماتهم، وهذا الاستدلال، بكمال علمه، وسعته التي لا يحيط بها إلا هو، على قدرته على إحياء الموتى.

{ 5 } { بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ }

أي: { بَلْ } كلامهم الذي صدر منهم، إنما هو عناد وتكذيب للحق الذي هو أعلى أنواع الصدق { لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ } أي: مختلط مشتبه، لا يثبتون على شيء، ولا يستقر لهم قرار، فتارة يقولون عنك: إنك ساحر، وتارة مجنون، وتارة شاعر، وكذلك جعلوا القرآن عضين، كل قال فيه، ما اقتضاه رأيه الفاسد، وهكذا، كل من كذب بالحق، فإنه في أمر مختلط، لا يدرى له وجهة ولا قرار، [فترى أموره متناقضة مؤتفكة] كما أن من اتبع الحق وصدق به، قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدق فعله قيله.

{ 6-11 } { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ }

لما ذكر تعالى حالة المكذبين، وما ذمهم به، دعاهم إلى النظر في آياته الأفقية، كي يعتبروا، ويستدلوا بها، على ما جعلت أدلة عليه فقال: { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ } أي: لا يحتاج ذلك النظر إلى كلفة وشد رحل، بل هو في غاية السهولة، فينظرون { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } قبة مستوية الأرجاء، ثابتة البناء، مزينة بالنجوم الخنس، والجوار الكنس، التي ضربت من الأفق إلى الأفق في غاية الحسن والملاحة، لا ترى فيها عيبًا، ولا فروجًا، ولا خلالًا، ولا إخلالاً.

قد جعلها الله سقفًا لأهل الأرض، وأودع فيها من مصالحهم الضرورية ما أودع.

{ و } إلى { الأرض كيف مَدَدْنَاهَا } ووسعناها، حتى أمكن كل حيوان السكون فيها والاستقرار والاستعداد لجميع مصالحه، وأرساها بالجبال، لتستقر من التزلزل، والتموج، { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } أي: من كل صنف من أصناف النبات، التي تسر ناظرها، وتعجب مبصرها، وتقر عين رامقها، لأكل بني آدم، وأكل بهائمهم ومنافعهم، وخص من تلك المنافع بالذكر، الجنات المشتملة على الفواكه اللذيذة، من العنب والرمان والأترج والتفاح، وغير ذلك، من أصناف الفواكه، ومن النخيل الباسقات، أي: الطوال، التي يطول نفعها، وترتفع إلى السماء، حتى تبلغ مبلغًا، لا يبلغه كثير من الأشجار، فتخرج من الطلع النضيد، في قنوانها، ما هو رزق للعباد، قوتًا وأدمًا وفاكهة، يأكلون منه ويدخرون، هم ومواشيهم وكذلك ما يخرج الله بالمطر، وما هو أثره من الأنهار، التي على وجه الأرض، والتي تحتها من حب الحصيد، أي: من الزرع المحصود، من بر وشعير، وذرة، وأرز، ودخن وغيره.

فإن في النظر في هذه الأشياء { تَبْصِرَةً } يتبصر بها، من عمى الجهل، { وَذِكْرَى } يتذكر بها، ما ينفع في الدين والدنيا، ويتذكر بها ما أخبر الله به، وأخبرت به رسله، وليس ذلك لكل أحد، بل { لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ } إلى الله أي: مقبل عليه بالحب والخوف والرجاء، وإجابة داعيه، وأما المكذب والمعرض، فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.

وحاصل هذا، أن ما فيها من الخلق الباهر، والشدة والقوة، دليل على كمال قدرة الله تعالى، وما فيها من الحسن والإتقان، وبديع الصنعة، وبديع الخلقة دليل على أن الله أحكم الحاكمين، وأنه بكل شيء عليم، وما فيها من المنافع والمصالح للعباد، دليل على رحمة الله، التي وسعت كل شيء، وجوده، الذي عم كل حي، وما فيها من عظم الخلقة، وبديع النظام، دليل على أن الله تعالى، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحد، وأنه الذي لا تنبغي العبادة، والذل [والحب] إلا له تعالى.

وما فيها من إحياء الأرض بعد موتها، دليل على إحياء الله الموتى، ليجازيهم بأعمالهم، ولهذا قال: { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ }

ولما ذكرهم بهذه الآيات السماوية والأرضية، خوفهم أخذات الأمم، وألا يستمروا على ما هم عليه من التكذيب، فيصيبهم ما أصاب إخوانهم من المكذبين، فقال:

{ 12-15 } { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ * أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

أي: كذب الذين من قبلهم من الأمم، رسلهم الكرام، وأنبياءهم العظام، كـ "نوح" كذبه قومه، [وثمود كذبوا صالحًا] وعاد، كذبوا "هودًا " وإخوان لوط كذبوا "لوطًا " وأصحاب الأيكة كذبوا "شعيبًا " وقوم تبع، وتبع كل ملك ملك اليمن في الزمان السابق قبل الإسلام فقوم تبع كذبوا الرسول، الذي أرسله الله إليهم، ولم يخبرنا الله من هو ذلك الرسول، وأي تبع من التبابعة، لأنه -والله أعلم- كان مشهورًا عند العرب لكونهم من العرب العرباء، الذين لا تخفى ماجرياتهم على العرب خصوصًا مثل هذه الحادثة العظيمة.

فهؤلاء كلهم كذبوا الرسل، الذين أرسلهم الله إليهم، فحق عليهم وعيد الله وعقوبته، ولستم أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، خيرًا منهم، ولا رسلهم أكرم على الله من رسولكم، فاحذروا جرمهم، لئلا يصيبكم ما أصابهم.

ثم استدل تعالى بالخلق الأول -وهو المنشأ الأول – على الخلق الآخر، وهو النشأة الآخرة.

فكما أنه الذي أوجدهم بعد العدم، كذلك يعيدهم بعد موتهم وصيرورتهم إلى [الرفات] والرمم، فقال: { أَفَعَيِينَا } أي: أفعجزنا وضعفت قدرتنا { بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ } ؟ ليس الأمر كذلك، فلم نعجز ونعي عن ذلك، وليسوا في شك من ذلك، وإنما هم في لبس من خلق جديد هذا الذي شكوا فيه، والتبس عليهم أمره، مع أنه لا محل للبس فيه، لأن الإعادة، أهون من الابتداء كما قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }

{ 16-18 } { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

يخبر تعالى، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان، ذكورهم وإناثهم، وأنه يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهوالعرق المكتنف لثغرة النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره وباطنه، القريب منه في جميع أحواله، فيستحي منه أن يراه، حيث نهاه، أو يفقده، حيث أمره، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم ويوقرهم، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه، مما لا يرضي رب العالمين، ولهذا قال: { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ } أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد { عَنِ الْيَمِينِ } يكتب الحسنات { و } الآخر { عن الشِّمَالِ } يكتب السيئات، وكل منهما { قَعِيدٌ } بذلك متهيئ لعمله الذي أعد له، ملازم له

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ } خير أو شر { إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي: مراقب له، حاضر لحاله، كما قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }

{ 19-22 } { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }

أي { وَجَاءَتْ } هذا الغافل المكذب بآيات الله { سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } الذي لا مرد له ولا مناص، { ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } أي: تتأخر وتنكص عنه.

{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } أي: اليوم الذي يلحق الظالمين ما أوعدهم الله به من العقاب، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب.

{ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ } يسوقها إلى موقف القيامة، فلا يمكنها أن تتأخر عنه، { وَشَهِيدٌ } يشهد عليها بأعمالها، خيرها وشرها، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد، وحفظه لأعمالهم، ومجازاته لهم بالعدل، فهذا الأمر، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال، ولكن أكثر الناس غافلون، ولهذا قال: { لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } أي: يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام، توبيخًا، ولومًا وتعنيفًا أي: لقد كنت مكذبًا بهذا، تاركًا للعمل له فالآن { كشفنا عَنْكَ غِطَاءَكَ } الذي غطى قلبك، فكثر نومك، واستمر إعراضك، { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ينظر ما يزعجه ويروعه، من أنواع العذاب والنكال.

أو هذا خطاب من الله للعبد، فإنه في الدنيا، في غفلة عما خلق له، ولكنه يوم القيامة، ينتبه ويزول عنه وسنه، ولكنه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط، ولا يستدرك الفائت، وهذا كله تخويف من الله للعباد، وترهيب، بذكر ما يكون على المكذبين، في ذلك اليوم العظيم.




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

التفسير العلمي للحب الحقيقي

مانعرفه عن الحب أنه حاله نفسيه وعاطفيه تصيب الانسان لأسباب عدة ومنها أن كل المشاعر الملتهبه التي تجتاح الحبيب العاشق ليست في النهايه سوى أستجابه طبيعيه لنداءات الجسد خصوصآ أن المرء لايعرف أنه واقع في الحب ألا عندما يشعر بأنه عاشق
وهذالشعور ربما يكون خادعآ حتي لو كان قويآ كالاعصار المدمر الذي يجرفه في طريقه كل شي هذا هو فحوي كتاب <التباسات الحب> الذي صدر أخيرآ عن دار جامعه هارفارد التي تعد الارقي في العالم من جانب أخر لايلغي هذا الكتاب صفه الحب عن ذلك النوع الشهواني من الانجذاب ألا أنه يفضل أن يعده نوعآ من حب الذات الذي يصفه بأنه سعي أناني لاشباع رغبه عابره وفي سياق هذا السعي تختفي المكونات ألاخري للحب الحقيقي والتي يتجسد من خلالها الفرق بين الغريزه الجسديه والعشق الانساني الكامل بكل مافيه من مشاعر رقيقه وعذبه تميز الانسان عن باقي المخلوقات



تسلم يدك يا عسل بس يتهيأ لي انو المشاعر والاحاسيس لازم لها دور مومعقول كله نداء جسد تصدقي

اني قرأت مره انو الحب يبدأ في المخ وينتهي في القلب ما يبدأ في القلب يعني انو الحب عمليه زي كل

العمليات الي تحصل في عقل الانسان وتبدأ في العقل وهذا كمان كلام علمي والله مو فلسفه بس ما

اذكر المصدر




الف شكر لك مبدعتي



مشكورين حبايبي علي مروركم



مشكورة