انك بارتباطك مع أسرتك، سواء مع والديك أو أبنائك أو زوجتك (زوجك)، يكون من المتعذر عليك تقليص مدى ارتباطك بهم بسبب عدم انسجام اعتباراتكم الفكرية.
فخلال ارتباطاتك الأسرية يتوجب عليك معرفة القوانين الفردية لكل شخص ومن ثم احترامها وإن كانت لا تتفق مع قوانينك الفردية أو حتى تتعارض معها.
تقص القوانين الفردية لكل من أعضاء أسرتك. فقد يكون مفهوم المحبة في رايك هو أن يتم السلوك معك برقة ولطف، وفي رأي اختك هو أن تحظى بالتشجيع والإطراء وبرأي أبيك هو أن تتعاطى معه باحترام، وبرأي زوجتك هو أن تتشاور معها في أمورك.
فأفضل أسلوب لتكوين ارتباط سليم مع أسرتك، وإن كانت أسرة لا تستسيغ وضعها، يتحدد بأسلوب واحد لا غير، يتأطر بإيلاء الاحترام للقوانين الفردية لأعضائها. فاحترامك لها يستدرج تباعاً احترامهم لقوانينك الفردية.
ولكن.. اعلم أنه يتعذر عليك أن تحترم هذه القوانين مالم يتحدد لك المفهوم الذي تحمله ألفاظ: المحبة، المساعدة، الاحترام و…. في قاموس أعضاء أسرتك. ففي غير هذه الحالة أي بانعدام التفاهم بينكم يتحول ارتباطك بهم إلى تقمص عاطفي.
– التقمص العاطفي (Empathy):
التقمص العاطفي هو ان تتلبس بشخصية الآخرين. أي أن تتصور نفسك في مثل ظروف الشخص وبمثل خصائصه. كيف كنت تفكر، ما هي الأحاسيس التي تستشعرها؟ وأي سلوك تتبناه؟ و…
أم ترافق طفلها الصغير في نزهة. تمسك يده وتندمج بحيوية ونشاط مع برنامجها الترفيهي إلاّ أن الطفل يسترسل في البكاء بلوعة.
تفشل الأم مهما جهدت في التفكير للتوصل إلى سبب بكاء طفلها. فلماذا يا ترى لا يلتذ الطفل بمثل هذا الجو اللطيف والمناظر الخلابة؟ زد على ذلك أنه أخذ يبكي أيضاً، حتى تتنبه إلى أن الطفل لا يرى أي شيء، وهو ينظر إلى العالم في مثل مستوى طوله. لا يمكن رؤية أي شيء من ذلك الارتفاع الواطئ. أنه لا يرى سوى أقدام الناس وهم يتحركون. فليس هنالك ما يمكن رؤيته في مثل هذا الازدحام.. في مثل هذا الارتفاع مملة تنعدم فيها مثيرات اللذة حقاً.
التقمص العاطفي هو أن تجعل نفسك في موقف غيرك بالاستناد الى التصور. فالأم تقمصت حالة الطفل بنظرها إلى المنتزه في رأي الطفل عندما حاولت أن تدرك حقيقة الأمر من وجهة نظره.
فحظك من الارتباطات الحميمة والتآلف مع الآخرين سوف يزداد كلما ترسخت قابلية التقمص العاطفي لديك أكثر فأكثر.
يرى علماء النفس أن التقمص العاطفي من شأنه أن يساهم وبشكل فاعل جداً في حل المشاكل العائلية الناشئة عادة عن انعدام التفاهم.
أيُّها الآباء والأمهات: اندمجوا مع حالة وشخصية ابنائكم. فكّروا مع أنفسكم: هل كانت بكم رغبة لامتلاك مثل هذين الأبوين؟
وإن كنتم من فريق الأبناء. تقمصوا حالة أبويكم، وهل كنتم تصفون مثل هؤلاء الأبناء بانهم أبناء طيبون؟
اجعل نفسك في موقف زوجتك (أو اجعلي نفسك في موقف زوجك) هل كنت تضمر (أو تضمرين) مشاعر الحب لمثل هذا الزوج (أو هذه الزوجة)؟ وهل كنت تعتبرها (أو تعتبرينه) زوجاً مطلوباً؟و…
فمثل هذا الاجراء يحول عملياً دون تبلور الكثير من المنغصات والمشاكل.
– حاول الإفادة من التقمص العاطفي في غير العلاقات الأسرية أيضاً
فأنت لو كنت معلماً. فكر في الأمور من وجهة نظر تلاميذك. وإن كنت تلميذاً، تعاطى مع الأمور بمثل تفكير معلمك.
وإن كنت زبوناً، انظر الى الأمور من وجهة نظر البائع و…
فإن كان بمقدور كل شخص أن يفكر في القضايا وأن ينظر اليها بتفكير وعين الطرف الآخر لا يتبلور أساساً الكثير من مشاكل الارتباطات لنكون بحاجة للعثور على طرق حل لها.
وأخيراً: تدرب على التقمص العاطفي… طوّر قابليتك على ممارسته.
المصدر: كتاب كن حميمياً واكسب الآخرين خلال عشر دقائق
منقوول للامانة
بارك الله فيك
ام عزوزى
ام نورا
دمتم سالمين حبايبى الحلوين