التصنيفات
منوعات

ما هي التوبة؟

إن التوبة هي الاعتراف بالذنب، كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: "فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه" .

وقد تكرر هذا المعنى في القرآن الكريم، وجاء على لسان المرسلين عليهم السلام، فهذا آدم عليه السلام يقول لربه معترفًا بذنبه: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعرَاف: 23].

وكذلك جاء عن موسى عليه السلام حين قتل القبطي ولم يكن يقصد، فما كان منه إلا أن استرجع وندم على فعلته، واعترف بظلمه لنفسه أن حمّلها الوزر، فتوجه إلى ربه بقلب مرهف، وضمير يقظ، طالبًا مغفرته وعفوه:

قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ..[القَصَص: 16].

فاستجاب الله إلى ضراعته، وحساسيته، واستغفاره: فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القَصَص: 16].

وكذلك يونس عليه السلام بقوله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبيَاء: 87].

بل كان من دعائه صلى الله عليه وسلم الذي علمه لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم" .

وهذه النصوص وغيرها لتؤكد أهمية الاعتراف بالذنب الذي هو حقيقة التوبة، وأنه سبب أكيد لحصول الرحمة؛ والمغفرة من الله.

فإن المعترف بالذنب يدرك خطأه، ويعرف زلته، ويندم على فعلته، لذلك يطلب العون من ربه والمغفرة لذنبه.

إنه يتوب ويتوب، ويشعر بالضعف، فيستعين بربه، ويطلب رحمته؛ لأنه يعلم علم يقين بأنه لا حول له ولا قوة إلا بعون الله ورحمته وإلا كان من الخاسرين؟!

جاء عن العز بن عبدالسلام رحمه الله: "الاعتراف بالذنوب استكانة لعلام الغيوب، موجبة لعطفه ولطفه، بغفر الذنوب، وستر العيوب".

كما أن التوبة هي ترك الذنب على أجملِ وأبلغ وجوه الاعتذار، وهي من كمال الإيمان، وحسن الإسلام، ترقى بالعبد إلى مقامات المتقين، وتحول بينه وبين سبل الشيطان.

والتوبة تعني الرجوع إلى الله بحل عقدة الإصرار عن القلب، والقيام بحقوق الرب، وتدارك ما أمكن . كما أنها تعني الرجوع عمّا يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه الله ظاهرًا وباطنًا، والرجوع عن معصية الله إلى طاعته.

قال الله تبارك وتعالى: وَتُوبُوا إِلَى الَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النُّور: 31].

أي عودوا إلى طاعته، وأنيبوا إليه، فالمؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة التي هي سبيل الفلاح.

قال ابن القيم رحمه الله: "التوبة هي رجوع العبد إلى الله ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين"، وقال الجرجاني رحمه الله: "والتوبة في الشرع، الرجوع عن الأفعال المذمومة إلى الممدوحة".

وفي التوبة إقلاع عن السيئات، وندم على المعاصي، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة" ، حيث إن الندم يقود المرء إلى تذكر الذنب دائمًا، ومن ثم يتحقق له الخوف من الله، فيكون ذلك بالنسبة له بابًا إلى مرضاة ربه تعالى.

يقول الحسن البصري رحمه الله: "إن الرجل يذنب الذنب فما نساه وما يزال متخوفًا منه حتى يدخل الجنة".

والمقصود هو الندم على معصية الله مع العزم الأكيد على عدم العودة إلى الخطايا والآثام.

يا عين فلتبكي ولتذرفي الدمعا
ذنبًا أحاط القلب أصغي له سمعًا

أين الدموع على الخدين قد سالت
فالنفس للعصيان يا ربي قد مالت

وكتب الحسن البصري رحمه الله إلى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "اعلم أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه".

والتوبة واجبة على الفور من كل ذنب.

فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بالعباد، فلابد أن يقلع العبد عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم على ألا يعود إليها أبدًا، وإلا لم تصح توبته.

أما إذا كان الذنب يتعلق بالعباد.. فلا بد للتائب أن يرد المظالم إلى أهلها، ويبرأ منها.. هذا إذا لم يترتب على ذلك مفسدة أعظم.

وأعظم التوبة وأوجبها:

التوبة من الكفر إلى الإيمان، والتوبة من البدعة إلى السنة، ثم يليها التوبة من كبائر الذنوب، ثم يلي ذلك التوبة من صغائر الذنوب.. ثم التوبة من التقصير في جنب الله وأوامره، والتوبة من الغفلة ومن تأخير التوبة والتسويف بها.

كما أن المسلم الجاد والمؤمن القوي الحريص على بركة عمره يعد إهدار الوقت في المباحات والمبالغة فيها معصية يجب التوبة منها.

يا ثقتي ويا أملي
أنت الرجا أنت الولي اختم بخير عملي
وحقق التوبة لي قبل حلول أجل
وكن لي يا رب ولي




خليجية



شكرلكم



خليجية



شكرلكي



التصنيفات
منتدى اسلامي

سرعة الضوء أم سرعة الصوت أم سرعة التوبة؟!!

غالباً ما يعقد الناس في السرعة مقارنة بين الضوء والصوت، وكلاهما كما نعلم لا يستغرق أكثر من أجزاء بسيطة من الثانية!! ولا شك أنه قد يكون في ذلك إسعافٌ للناس، إما بالرؤية أو بسماع خبر عاجل، ليبقى السؤال : هل لا حظت يوماً هذه الومضة التي تنبض في نفسك على حين غرة في بعض الأحيان قائلة :
* ليتني ما فعلت!!

* أو ليتني كنت عبداً صالحاً!!

* أو ليتني ما ضيعت هذه الفرصة من الحسنات!!

فقد تعجب حين تعلم أن هذه الومضة – سريعة الظهور والزوال

تعتبر بمثابة قطرة ماء الحياة لروحك وقلبك؛ لو أنك سارعت

باستثمارها من خلال التفاعل السريع معها!!

فسرعة
ظهورها قد يساوي تماماً زمن مغفرة ذنبك!!
هل خطر ذلك ببالك من قبل؟! بالطبع لا . . ولكنه ليس على الله بعزيز!!

فإنها حين تضرب
بحرارتها جدار هذا البالون المتضخم برصيد الغم

والهم والحزن المكبوت في نفسك، والمتراكم على مدار السنين؛

جراء تلك المعصية التي فعلتها أو الكبيرة التي ارتكبتها، ولم تجد

خلاصاً من كآبة توابعها بسبب تراكم المزيد والمزيد من الهم والحزن!!

ألا رب شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!

فكأنها تريد لفت انتباهك أن باستطاعتها على صغر حجمها؛ تفجير

هذا البالون الكبير، وجعله هباء منثوراً فقط بلحظة صدق

واحدة منك مع الله، لو استثمرت هذه الومضة في حيينها!!


أما إذا كنت تعتقد أن مغفرة ربك لذنوبك تحتاج شهوراً أو سنيناً أو حتى أيام
!! فقد أعظمت على الله الفرية!!

إذ كيف يكون أكرم من سُئل، وأجود من أعطى، ولا يستطيع أن

يجعل ذنوبك هباءً منثوراً في لحظة صدق واحدة؟!!!!!!!

فأوحى الله إلى أرض الرحمة أن اقتربي

وإلى أرض العذاب أن ابتعدي

فوجدوه قريباً من أرض الرحمة بشبر

!! فأخذته ملائكة الرحمة!!

إن سرعة تفاعلنا مع أي خاطرة للتوبة في نفوسنا، لهي أولى بشائر

الغيث على قلوبنا الظمأى بسبب البعد عن الله، فليروِ كل منا ظمأ

قلبه بالقرب من ربهومولاه، وليجعل من هذه الومضة، شعلته على

الطريق نحو النجاة بالتوبة، التي تبدأ وتنتهي بكلمة . .

(استغفر الله)!!

حيينها فقط . . تكون قد قلبت السحر على الساحر!! وأذهبت سنين

الشيطان الطوال، وعمله الفاسد البطال سدى!! إذا أقرنت هذه

الكلمة بندمٍ صادقٍ من صميم قلبك، وبعزيمةٍ تزول لها الجبال على

عدم العودة، وبانعزالٍ فوريٍ عن هذه المعصية أو تلك!!

حيينها فقط . . سوف تستشعر حلاة التوبة تمسح ببردها الحاني على

قلبك، لتزف إليك أولى بشائر المغفرة!!

إن سرعة
ومضة التوبة يمنحها الله لعباده، لعلها تسبق سرعة ومضة

ملك الموت حين يخطف روح العبد في لحظة!!

فاغتنم ومضة النجاة قبل فزعة الموت!!

فما يدريك لعل الله أن يكتب لك بها سعادة لا تشقى بعدها أبداً، فمن

عرف نعمة هذه الومضة، واغتنم استثمارها بحق؛ سيكون الوحيد

الذي يمكنه الإجابة على سؤالنا :

سرعة الضوء أم سرعة الصوت

أم سرعة
التوبة؟!!




مشكووووووووووووووووره



موضوع في قمه الرووعه

ثاانكس حبيبتي
ننتظر ابداعتك وجديدك
ومن افضل ان شاء الله الى الافضل والافضل
تقبلي مروي