التصنيفات
منوعات

جبال الصبر والتوكل على الله

خليجية

جبال الصبر

ان التابعي عروة بن الزبير رضي الله عنه ابن اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما ابتلي بسرطان في ساقــــه فقال له الاطباء لا بد من بتر الساق يا عروة فسلم عروة رضي الله عنه لامر الله تعالى ورضي بقضـــاء وجيئ به الى غرفة العمليات الجراحيـــة ليبتر ساقه عن الفخذ قال له الاطباء تناول مخدرا ً لكي لا تشعر بالم الجراح يا عروة فقال لهم عروة معاذ الله أن اتناول شيئا ً يغيب عقلي عن التفكير في عظمة الله فقالوا له فكيف تقطع الساق يا عروة قال لهم إذا أنا دخلت في الصلاة وكبرت تكبيرة الاحرام وجلست لقراءة التشهد فأقطعوا ساقي فإنني عند ذلك لا افكر في الدنيا وانما أكون في سبحات مع الله العلي العظيم .

فجلس عروة وقرأ التشهد بعدما دخل في الصلاة وبتر ساقه وهو يقرأ التشهد وبعد أن سلم التسليمتين حمل الى بيته والدماء تسيل منه .

وكان لعروة بن الزبير رضي الله عنه ولدان اثنان وبينما هو جالس مع عواده الذين يزورونه وساقه امامه و إذا به ينادي على أبنه الاكبر فلم يرد عليه النداء فقال عروة إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال اسألوا لماذا لم يرد علي ّ إنها اول مرة انادي عليه ولم يرد علي ٌ وذهب الجالسون الى ابنه فوجدوه قد سقط من فوق السطح فمات .

فأكبر ولديه مات الساق أمامه وهو صابر وبعد ذلك دخلوا عليه وقالوا له عظم الله أجرك في ولدك الاكبر يا عروة .
فأمسك عروة بن الزبير رضي الله عنه بالساق المبتورة وقال يا رب لقد وهبت لي ساقين اخذت احدهما وابقيت الاخرى فلك الحمد على ما أخذت ولك الشكر على ما أبقيت , ووهبت لي ولدين أخذت اكبرهما وابقيت الاخر فلك الحمد على ما أخذت ولك الشكر على ما أبقيت , ثم أمسك بالساق المبتورة بعدما كفنهـــا ليدفنهـــا

وقال الحمد لله لانني ما سرت بك الى مكان يغضب الله تعالى .

خليجية




جزاك الله كل خير حبيبتي



بارك الله فيك
سمعت القصة من قبل م احد العلماء و الله انها قصه تجعلنا جميعا نعيد التفكير في صلاتنا
هل هي مقبوله؟
آمين



جزيتي الفردوس غاليتي سوسو والله انها قصه تقشعر لها الابدان وتدمع لها العينان تقبلي مرور محبتك الوان الطيف



سندس

خليجية




التصنيفات
منوعات

التوكل ,,,,رائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( التوكل)

تجارب الناس الي شاركو بحملة التوكل

يا شيخ اقسم لك أني فوضت أمري لله في أمر كنت أظنه لن يتحقق ولكنه تحقق الان بعد دقائق من الحملة سبحان ربي ما أعظمهشكراً شيخ

البارحة وقعت في مأزق كاد يؤثر في حياتي!والله لم يخرجني منه إلا توكلي على الله وثقتي به!الى الآن أنا مذهولة كيف دبر الله امري

سبحان من إذا صدَقتَه صدَقَك،، توكلت عليه في تيسير أمر ارّقني، فإذا أمره يأتيني على طبق من ذهب بين "ك" و "ن". لك الحمد يارب

شيخ والله توكلت ع الله في امر من الامور وجدت المشكله ززاااااالت والحمدلله

ربٌ كريم بعطائه ولم يدم علي توكلنا حتي نصف نهار يالله لك الحمد علي نعمك ولك الحمد علي من بعثته لنا ليُفَهِمنا حمدا كثيرا

تأجل تسليم مشروع التخرج مرتين..حتى الصباح لم يتحدد التاريخ النهائي وكنت متوترة فوكلت نفسي لله حتى اتاني الخبربعد ساعتين

اول تباشير حملتك وصلني اتصال كنت انتظره من زمان ويارب من بعد هالاتصال ينكتب لي الخير الايام الجايه

اليوم توكلت على الله في امرين وتسهلت معي جدا وحسيت فيها الحمدلله كم نحن في نعمه كبيره

ياشيخ والله ما أمداني أقرأردود البعض وأقول في نفسي ليه انا ماتحقق لي اللي ابي إلاهي أقل من نص ساعة ويتحقق مرادي! سبحان الله

تو اقرا تغريدات اخوااني واقول وش نااقصني ما اتوكل والله في اقل من ربع سااعه تحقق الي ابي جزاك الله خييير

سبحانك ربي ولله اني نمت مخنوقة العبره ولم اهدر دمعه لاني كلي توكل على الله ولله ان الذي همني هو بنفسه الذي ايقضني ليفرحني

شيخنا للأمانة للتو دخلت اقرأ عن الحملة فـ والله يا شيخ فور انتهائي من تفويض امري لخالقي اتاني اتصال انتظرته لأسابيع

الحمد لله سمعت أحلى قرار راح يغير حياتي للأفضل وفيه رزق وسعه لي ولبنتي وعرفت الاجابة على أمر كان محيرني وزاد الله في رزقي

نويت العمرة.ولم أجدمحرمايذهب معي.فنمت وانا مفوضة أمري لله.فصحوت على سؤال والدي أتريدين الذهاب اليوم للعمرة؟وتيسرت بفضل الله

كنت اقراالريتويت وفكرت ماهو الشي الذي لم احصل عليه وتوكلت ع الله ثم جأتني رساله بخصوصه وفرحت كثير سبحانك ربي مارحمك

السلام عليكم شاهدت موضوعكم بالأمس عن التوكل ويشهد الله اني وكلت أمري الى الله وتيسرت اموري التي كانت معقده أكثر من 3 سنوات

بعد التوكل على الله انحلت قضيتي الصعبه في قصر العدل اليوم وسخر الله لي موظفين ساعدوني وانا قاعده بمكاني الحمدلله والشكر

واليوم توكلت على **** وقلت دعاء وأيد عجيب"ربي دبرني فإني لا أحسن التدبير"ؤ**** يا شيخي بعدساعات انحلت مشاكلي بشكل ماتخيلتة

ونعم بالله تابعت موضوع التوكل من يوم الثلاثاء وتحقق لي امر له ثلاث سنوات متعقد تحقق اليوم الحمدلله دوووماً

أنا شاركت معاكم في مرحلة تأنية في تؤكل تخيل يأشيخ توظفت بعدها ب3 أيام وظيفة كنت استنى من سنتين وأكثر ألحمدالله وشكر يأرب

لم أصدق المكالمه اليوم التي أخبرتني بأن حلم حياتي سيتحقق بعد ان بدأت افقد الأمل فيه!! لقد بكيت فرحا"… توكلوا على الله

هذي بشاير من مواقف الناس الي فعلا توكلو على الله والحمله ماصرلها الا 6 ايام وليلحيها ماخلصت

والحين بحطلكم خطوات التوكل :

الخطوة1: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب في أن يتحقق لك..أوشيئا لاتحبه وتريد التخلص منه

خطوة2:نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو:أن تفوض مهمةإنجاز هذا الشيء إلى الله..أي:أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك

ياجماعةقبل أن ننتقل..نريد أن نطبق المرحلة2 من كل قلبنا..نريد أن يرى الله قلوبنا فعلا قد فوضت الأمر له وبكل صدق الآن

إذاكنت قد طبقت المرحلة2 وأنت واثق بالله فستشعربراحة..لأن هذا الإله الذي اعتمدت عليه قد وعدك بتحقيق رغبتك فقال:ومن يتوكل على الله فهوحسبه

المرحلة3: هي"بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل مابوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك

وهذي بعض الأسئله الي كتبها الشيخ عن التوكل :

س:المتوكل وغيرالمتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
ج:غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط
ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها..لاتعتمد على دوائك ولامذاكرتك ولا واسطتك ولاقوتك بل اعتمد على الله وحده لاشريك له
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "بذل الأسباب"ولكننا نستحضرأثناء فعلها انها ليست هي التي ستوصلنا للهدف بل الله هوالذي يوصلنا
علينا إذاتوكلنا على ملك الملوك أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة..إلخ"ولكن لانعتمد عليها بل نعتمدعليه

س:من شروط التوكل العمل وبذل الأسباب.. ولكن بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الزوج الصالح؟
ج: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية..مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب
فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع..فهوسبحانه قد جعل الدعاء سببا للفرج..والاستغفار سببا للحماية..والصدقة سببا للشفاء

سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل؟
جواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك

كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟
ج:بحسب ثقتك واطمئنانك بالله..فإذاكنت قلقا وغيرمطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف
وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله..ومتيقنا بأنه سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك.. عندها لن تقلق..هذا توكل قوي
إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه..كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ماتشاء..فكيف لايطمئن؟

س:أنامتوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟
ج:هذا يدل على ضعف بالتوكل..فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه
لوتبعك شرطي فهربت إلى أن أدخلك الملك في قصره ووعدك بحمايتك..فإذا أحسست بالقلق بعدكل هذا فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلامن الاستمتاع بمجالسة الملك
بل لو رآك الملك تشعربالقلق من شرطي بسيط بعد كل التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك..لأنه سيحس أنك لاتثق بكلامه
لله المثل الأعلى..ربي يحب أن يراك تثق به بعد التوكل..وسيعطيك أكثرمما تتخيل إذا أعطيته قدره لانه قال لك:وكفى بالله وكيلا
وبدلامن أن تضيع وقتك بالقلق..عليك أن تفرح بالتوكل ومعرفةالله والاطمئنان إليه ومحبته التي حرمهامن كثيرين وأعطاك اياها

كيف لايحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك..وإن لم تتوكل فإنه يمهلك إلى أن تتذكره

أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله..فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟؟
المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه..أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا..كيف؟
التفكيرالسلبي هوالقلق وتوقع الفشل أما التفكيرالإيجابي فهوالتدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الذي ضمنه لمن توكل عليه

كيف أترك التفكيرالسلبي عندالتوكل؟
ج:يجب أن نعرف أولا:هل أنت تتحكم بنفسك أم أن الشيطان يتحكم بك ويحركك رغما عنك؟ مارأيكم؟
لايمكن للشيطان أن يجبرك على أي شيء فأنت الذي تتحكم بنفسك..ولن أعطيك دليلا على ذلك..بل سأدع الشيطان بنفسه يعترف
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعدالحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي
فإذا كان الشيطان لايملك أن يتحكم فيك بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا.. ويدعوك للتشاؤم
وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل..وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت
فكل مافي الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكارالسلبية ولانتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن

س: توكلت على الله في أموري ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن..ماذا أفعل؟
ج: توكل على الله في أن يرزقك"راحةالتوكل" أيضا

يااااااااااااااارب ياجبار انك تجبر قلوبنا وتحقق لنا مانتمنا ومايعدي هالشهر الا انتو حمل بالذريه الصالحه وانا ان شاءالله ربي يرزقني الزوج الصالح .. الله امين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




مشكوووورة



التصنيفات
منوعات

التوكل على الله

التوكل على الله

د. مهران ماهر عثمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
الأمر بالتوكل:
فإن التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير}
وقال :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
وأمر به المؤمنين:
فقد قال الله تعالى في سبعة مواضع من القرآن :{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

تعريف التوكل:
فما هو التوكل؟
هو في اللغة الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحا: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة [العلوم والحكم لابن رجب (409)].
وقال الجرجاني رحمه الله: التوكل هو الثقة بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناس [التعريفات (74)].

التوكل والأخذ بالأسباب.
لابد هنا من لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].
وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «لا تبشّرهم فيتكلوا» دليل على أنه لابد من بذل الأسباب وعدم الاتكال.
الأمر الثاني: تتخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها.
ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب.
ولما أراد الله أن يطعم مريم وهي في حالة وهن وضعف أمرها أن تهز جذع النخلة؛ لأن السبب يتخذ ولو ضعف.
الأمر الثالث: أن لا يعتمد عليها، وإنما يجعل اعتماده على الله تعالى.
ابذل السبب ولو كان يسيراً، واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.
فلا يعتمد إلا على الله، وتتخذ الأسباب، لأن الله يقدر الأمور بأسبابها.

ويتأكد التوكل على الله في بعض المواطن:
المسلم عليه أن يعتمد على الله في أمره كله، ويتأكد في مواضع، ذكرها بعضها الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، منها:
عند النوم:
فعن البراء بن عازب رضي اللّه عنهما أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الّذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهنّ آخر ما تتكلم به».
عند نزول الفاقة:
ففي جامع الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ».
عند الإعراض عن الأعداء:
قال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً} [النساء: 81].
إذا أعرض الناس عنك:
قال تعالى :{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهو رب العرش العظيم} [التوبة: 129].
عند مسالمة الأعداء:
قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال: 61].
عند مواجهة الأعداء:
قال تعالى: {قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ * قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم: 10-12].
عند نزول المصائب وحلول الكرب:
قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ :«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
وفي سنن أبى داود قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».
عند الخروج من المنزل:
ففي سنن أبى داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ»؟
إذا تسرب إلى النفس شيء من التطير:
ففي السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطيرة شرك». قال ابن مسعود: وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ.
والمسلم الحق عليه أن يلجأ إلى الله تعالى في كل أحواله، فلا أشقى من عبد وكله الله إلى نفسه، قال سبحانه :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً} [النساء : 81].

نماذج من توكل الأنبياء عليهم السلام والصالحين:
1/ لما مر ركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم بحمراء الأسد، فأخبرهم بالذي بأن أبا سفيان جمع لهم،وذلك بعيد أحد- قالوا : {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ } ـ أي زاد المسلمين قولهم ذلك ـ {إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [ آل عمران : 173، 174 ] .
وقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال :{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
2/ عن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ –شجر شوك- فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ –شجرى الطلح- فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، فَنِمْنَا نَوْمَةً ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ» ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [البخاري ومسلم].
3/ قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: إَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ :«يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» [البخاري ومسلم].
وفي ذلك يقول ربنا:{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
4/ ولما لحق سراقة بن مالك بالنبي صلى الله عليه وسلم بشره بسواري كسرى وهو مطارد، قال له :«كَأَنِّى بِكَ قَدْ لَبِسْتَ سِوَارَىْ كِسْرَى» [سنن البيهقي].
فأي ثقة هذه التي امتلأ بها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
5/ قال تعالى عن هود عليه السلام : {قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 53-56].
فكيدوني جميعا لا يتخلف منكم أحد.
6/ قال تعالى عن نوح عليه السلام: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71].
ومعنى الآية: أعدُّوا أمركم، وادعوا شركاءكم، ثم لا تجعلوا أمركم عليكم مستترًا بل ظاهرًا منكشفًا، ثم اقضوا عليَّ بالعقوبة والسوء الذي في إمكانكم، ولا تمهلوني ساعة من نهار.
7/ قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام: {قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ * وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْ ءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يونس: 66-67].
8/ قال تعالى عن موسى عليه السلام: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 53-62].
البحر أمامه، وفرعون خلفه، والجبال الشاهقة ترى عن يمينه وشماله، ومع ذلك :{ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
9/ وقال عن مؤمن آل فرعون: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 44-46].
أي: " ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم" [تفسير السعدي، ص 738].
10/ ولما فوَّضت أم موسى أمرها إلى الله حفظ ابنها ورده إليها، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 7-8].

ثمرات التوكل :
النصر:
قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
فأمر الله بالتوكل بعيد ذكره للنصر ليدلل على أن من أسبابه الاعتماد عليه.
الحفظ من الشيطان الرجيم:
قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99].
الشجاعة:
فمن امتلأ قلبه بالتوكل على الله فمم يخاف؟
ولهذا كان سيد المتوكلين سيد الشجعان، ففي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا»، ثُمَّ قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا».
والعُري غير المسرج. و«لم تراعوا»: أي روعا مستقراً، أو روعا يروعكم، و«وجدناه بحراً»: أي واسع الجري.
وفي الزهد لهناد بن السري أن شقيق بن سلمة أبو وائل قال: خرجنا في ليلة مخوفة، فمررنا بأجمة –الشجر الكثير الكثيف الملتف- فيها رجل نائم، وقيد فرسه فهي ترعى عند رأسه فأيقظناه، فقلنا له: تنام في مثل هذا المكان؟ قال: فرفع رأسه فقال: إنّي أستحي من ذي العرش أن يعلم أنّي أخاف شيئا دونه، ثم وضع رأسه فنام.
الرزق:
ففي سنن الترمذي وابن ماجة: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا».
تغدو: تذهب أول النهار، وتروح: ترجع آخر النهار.
دليل على صدق الإيمان:
قال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وفي سبعة مواضع في القرآن الكريم :{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
وذا قال سعيد بن جبير رحمه الله :"التوكل على الله جماع الإيمان" [الزهد لهناد].
وقال ابن القيم رحمه الله: "التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة؛ فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة" [المدارج 2/118].
الكفاية والحماية والرعاية:
قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً} [النساء: 81].
وقال: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
وقال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49].
في التوكل لابن أبي الدنيا: عن عون بن عبد اللّه قال: بينا رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئبا معه شي ء ينكت به في الأرض، إذ رفع رأسه فسنح له صاحب مسحاة، فقال له: يا هذا مالي أراك مكتئبا حزينا؟ قال: فكأنّه ازدراه فقال: لا شيء. قال صاحب المسحاة: ألدنيا؟ فإنّ الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البرّ والفاجر، والآخرة أجل صادق يحكم فيها ملك قادر، يفصل بين الحقّ والباطل.
فلمّا سمع ذلك منه كأنّه أعجبه، فقال: لما فيه المسلمون.
قال: فإنّ اللّه سينجّيك بشفقتك على المسلمين، وسل، فمن ذا الّذي سأل اللّه تعالى فلم يعطه، ودعاه فلم يجبه وتوكل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه؟ فدعا اللهم سلمني وسلم مني، فتمحّلت، ولم تصب منهم أحدا.
نيل محبة الله:
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وأعظم ثمرة جنة الله:
قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ} [العنكبوت: 58-59].
وفي الصحيحين عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ». ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ»؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «هُمْ الَّذِينَ َلَا يَسْتَرْقُونَ، ولا يكتوون، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».

التوكل لا يكون إلا على الله:
يسوغ: لولا الله ثم فلان إن كان فلان سبباً، وليس يجوز: توكلت على الله ثم عليك، وأقبح منه: توكلت على الله وعليك، فإن الله تعالى يقول: {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}، {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلً}، وقال: { وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
فالاستعانة بغير الله فيما يقدر عليه لا شيء فيها، أما التوكل فعل القلب لا يكون إلا على الله تعالى.
أسأل الله العلي أن يملأ قلوبنا بالاعتماد عليه.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،،،




:05:


إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

جزاكي الله كل خير على الموضوع الرائع

.




جزاك الله الف خير



تسلمي اختي ومنكم نستفيد



شكرلكم



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

قصة عجبتيعن فائدة التوكل على الله

واليقين

باستجابة الدعاء والثبات وحسن الظن بالله

ولتعلم كل مؤمنة بالله إن تأخر عليها أي أمر من أمور الدنيا ولم

تدركه فالموعد الآخرة مع نعيم لا ينفد ومع الجزاء الأوفى الذى يناله الصابرون المحتسبون المتوكلون المتيقنون بوجود جزاء لاحق بهم لا محالة

فهو العدل .. لم يكن ليظلمك أو يظلمني وهو الحق
وعده حق فاستبشروا بالخير ان شاء

القصة

كنت قد نويت أن أكتب لكم منذ زمن بعيد , لكن ظروفي حالت دون

ذلك, والآن فإني أشعر بأنه قد آن الأوان لكي أطلعكم علي تجربتي

مع الحياة. فأنا سيدة في الثامنة والثلاثين من العمر نشأت في

أسرة ميسورة الحال وعشت في كنفها حياة هادئة إلى أن تخرجت

في الجامعة.. وعقب التخرج التحقت بعمل ممتاز يدر علي دخلا

كبيرا.. وأحببت عملي كثيرا وأعطيته كل اهتمامي , وتقدمت فيه

سريعا حتي تخطيت كثيرين من زملائي.

وكنت خلال مرحلة الجامعة قد ارتديت الحجاب بإرادتي واختياري , وبدأ الخطاب يتقدمون إلي , لكني لم أجد في أحدهم ما يدفعني

للارتباط به , ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتى

بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت أعاني النظرات المتسائلة عن

سبب عدم زواجي حتى هذه السن.
وتقدم إلي شاب من معارفنا يكبرني بعامين .. وكان قد أقام عقب

تخرجه عدة مشروعات صغيرة باءت كلها بالفشل.. ولم يحقق أي

نجاح مادي, وكان بالنسبة إلي محدود الدخل , لكني تجاوزت عن

هذه النقطة ورضيت به وقررت أنني بدخلي الخاص سوف أعوض

كل مايعجز هو بإمكاناته المحدودة عنه.. وستكون لنا حياة

ميسورة بإذن الله.

وبدأنا نعد لعقد القران وطلب مني خطيبي صورة من بطاقتي

الشخصية ليستعين بها في ترتيب القران .. ولم أفهم في ذلك الوقت

مدى حاجته لهذه الصورة لكني أعطيتها له.

وفي اليوم التالي فوجئت بوالدته تتصل بي هاتفيا وتطلب مني

بلهجة مقتضبة مقابلتها على الفور.. وتوجست خيفة من لهجتها

المتجهمة , وأسرعت إلي مقابلتها. فإذا بها تخرج لي صورة

بطاقتي الشخصية وتسألني هل تاريخ ميلادي المدون بها صحيح

؟ وأجبتها بالإيجاب وأنا أزداد توجسا وقلقا, ففوجئت بها تقول

لي:إذن فإن عمرك يقترب الآن من الأربعين.

وابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت لها بصوت خفيض إن عمري34

عاما.

فقالت إن الأمر لا يختلف كثيرا لأن الفتاة بعد سن الثلاثين تقل

خصوبتها كثيرا وهي تريد أن ترى أحفادا لها من ابنها.. لا أن تراه

هو يطوف بزوجته على الأطباء جريا وراء الأمل المستحيل في

الإنجاب منها.
ولم أجد ما أقوله لها لكني شعرت بغصة شديدة في حلقي..

وانتهت المقابلة وعدت إلى بيتي مكتئبة.. ومنذ تلك اللحظة لم

تهدأ والدة خطيبي حتى تم فسخ الخطبة بيني وبينه وأصابني ذلك

بصدمة شديدة لأنني كنت قد أحببت خطيبي وتعلقت بأمل السعادة

معه.. لكنه لم ينقطع عني بالرغم من فسخ الخطبة , وراح يعدني

أنه سيبذل كل جهده لإقناع والدته بالموافقة على زواجنا.. .

ووجدت أنني في حاجة إلى وقفة مع النفس ومراجعة الموقف

كله.. وانتهيت من ذلك إلى قرار ألا أمتهن نفسي أكثر من ذلك

وفعلت ذلك ورفضت الرد على اتصالات خطيبي السابق.
ومرت ستة أشهر عصيبة من حياتي.. ثم أتيحت لي فرصة السفر

لأداء العمرة , فسافرت لكي أغسل أحزاني في بيت الله الحرام ..

وأديت مناسك العمرة .. ولذت بالبيت العتيق وبكيت طويلا

ودعوت الله أن يهيء لي من أمري رشدا , وفي إحدى الأيام كنت

أصلي في الحرم وانتهيت من صلاتي وجلست أتأمل الحياة في

سكون فوجدت سيدة إلى جواري تقرأ في مصحفها بصوت جميل

وسمعتها تردد الآية الكريمة وكان فضل الله عليك عظيما

فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة,
فالتفتت إلي هذه السيدة وجذبتني إليها, وراحت تربت على ظهري

بحنان وهي تقرأ لي سورة الضحي إلى أن بلغت الآية الكريمة ولسوف يعطيك ربك فترضى فخيل إلي أنني أسمعها لأول مرة في حياتي مع أني قد رددتها

مرارا من قبل في صلاتي .. وهدأت نفسي, وسألتني السيدة الطيبة

عن سبب بكائي فرويت لها كل شيء بلا حرج, فقالت إن الله قد

يجعل مع كل عسرٍ يسرا, وإنني الآن في العسر الذي سوف يليه

يسر بإذن الله .. وإن ماحدث لي كان فضلا من الله لأن في كل بلية

نعمة خفية كما يقول العارفون ,

وشكرتها بشدة على كلماتها الطيبة ودعوت لها بالستر في الدنيا

وفي الآخرة,
وانتهت فترة العمرة وجاء موعد الرحيل, وبعد انتهاء إجراءات المطار, خرجت فوجدت أقرب صديقاتي وزوجها في صالة

الانتظار فهنأتني بسلامة العودة ، سألتُ عما جاء بهما للمطار

فأخبراني أنهما بانتظار صديق الزوج عائدًا علت نفس الطائرة التي جئت بها.
ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري

في مقاعد الطائرة , ثم غادرت المكان أنا ووالدي .. وما أن

وصلت إلى البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتى

وجدت صديقتي تتصل بي وتقول لي إن صديق زوجها معجب بي

بشدة ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن

خير البر عاجله , ثم أخبرتني أن زوجها يسهب في مدح صديقه

والإشادة بفضائله ويقول عنه أنه رجل أعمال شاب من أسرة

معروفة وعلى خلق ودين ولا يتمنى لي من هو أفضل منه لكي

يرشحه للارتباط بي.

وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. واستشرت أبي..
ولم تمض أيام أخري حتى كان قد تقدم لي ..

ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتى كنا قد تزوجنا وقلبي يخفق بالأمل بالسعادة , وحديث السيدة الفاضلة في الحرم

عن اليسر بعد العسر يتردد في أعماقي.
وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة ووجدت في زوجي كل

ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم

وبر بأهله وأهلي , غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية

علامات الحمل , وشعرت بالقلق خاصة أنني كنت قد تجاوزت

السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل

والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب , فضمني إلى صدره وقال

لي بحنان غامر إنه لا يهمه من الدنيا سواي..
وإنه ليس مهتما بالإنجاب, لأنه لا يتحمل صخب الأطفال

وعنائهم , لكني أصررت على مطلبي .. وذهبنا إلى طبيبة كبيرة

لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل, وجاء موعد

تسلم نتيجة أول تحليل منها ففوجئت بها تقول لي إنه لا داعي

لإجراء بقيتها لأنه مبروك يا مدام..
أنت حامل !

فلا تسألوا عن فرحتي وفرحة زوجي بهذا النبأ السعيد .. وغادرت

عيادة الطبيبة وأنا أشد على يدها شاكرة لها بحرارة.
وفي ذلك الوقت كان زوجي يستعد للسفر لأداء فريضة الحج,

فطلبت منه أن يصطحبني معه لأداء الفريضة وأداء واجب الشكر

لمن أنعم علي بهذه النعم الجليلة , ورفض زوجي ذلك بشدة وكذلك

طبيبتي المعالجة لأنني في شهور الحمل الأولى .. لكني أصررت

على مطلبي وقلت لهما أن من خلق هذا الجنين في أحشائي على

غير توقع قادر على أن يحفظه من كل سوء , واستجاب زوجي

لرغبتي بعد استشارة الطبيبة واتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية

وسافرنا للحج وعدت وأنا أفضل مما كنت عليه قبل السفر.
ومضت بقية شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة

زائدة بسبب كبر سني , وحرصت خلال الحمل على ألا أعرف نوع

الجنين لأن كل مايأتيني به ربي خير وفضل منه , وكلما شكوت

لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه

يرجع إلى تأخري في الحمل إلى سن السادسة والثلاثين .

ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة وبعد أن أفقت

دخلت علي الطبيبة وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته

لنفسي فأجبتها بأنني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه..

ففوجئت بها تقول لي:
إذن مارأيك في أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة !

لم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك فإذا بها تقول لي وهي

تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي : إن الله سبحانه وتعالى قد

منَّ علي بثلاثة أطفال , وكأن الله سبحانه وتعالى قد أراد لي أن

أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة منه بي لكبر سني ,

وأنها كانت تعلم منذ فترة بأنني حامل في توءم لكنها لم تشأ أن

تبلغني بذلك لكيلا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد

خوفي. ولم أسمع بقية كلامها فلقد انفجرت في حالة هستيرية من

الضحك والبكاء وترديد عبارات الحمد والشكر لله.. وتذكرت سيدة

الحرم الشريف.. والآية الكريمة.. ولسوف يعطيك ربك فترضى ..

وهتفت أن الحمد لله.. الذي أرضاني وأسبغ علي أكثر مما حلمت

به من نعمته.

أما زوجي الذي كان يزعم لي أنه لا يتحمل صخب الأطفال

وعناءهم لكي يهون علي همي ، فلقد كاد يفقد رشده حين

رأى أطفاله الثلاثة وراح يهذي بكلمات الحمد والشكر لذي الجلال

والإكرام حتى خشيت عليه من الانفعال . وأصبح من هذه اللحظة لا

يطيق أن يغيب نظره عنهم.
وإنني أكتب إليكم رسالتي هذه من إحدى الشواطئ , حيث نقضي

إجازة سعيدة أنا وزوجي وأطفالي , وأرجوك أن توجهي رسالتي

هذه إلى كل فتاة تأخر بها سن الزواج أو سيدة تأخر عنها الإنجاب

وتطالبيهن ألا يقنطن من رحمة الله.. وألا يقطعن الرجاء في

الخالق العظيم وألا يمللن سؤاله والدعاء إليه أن يحقق إليهن

آمالهن في الحياة, فلقد كنت أردد دائما دعائي المفضل:
ربي إن لم أكن أهلاً لبلوغ رحمتك , فرحمتك أهل لأن تبلغني لأنها

قد وسعت كل شيء. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.




مشششششششكؤوؤرة حبيبتي



مشششششششكؤوؤرة حبيبتي



التصنيفات
منتدى اسلامي

أثر الوفاء و التوكل على الله

خليجية

أثر الوفاء والتوكل على الله في قضاء الحاجات
يقول الله تعالى:
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا
وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}
النحل 91.
هذا يشمل جميع ما عاهد العبد عليه ربه من العبادات والنذور والأيمان
التي عقدها إذا كان الوفاء بها برا،
ويشمل أيضا ما تعاقد عليه هو وغيره كالعهود بين المتعاقدين،
وكالوعد الذي يعده العبد لغيره ويؤكده على نفسه،
فعليه في جميع ذلك الوفاء وتتميمها مع القدرة.
"تفسير السعدي"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَسَلَّمَ
أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ
فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ،
قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا ،
قَالَ صَدَقْتَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ
فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ
إِلَى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا
فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ
وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فَ
رَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ،
وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ
يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا
فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ،
ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ
لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ ،
قَالَ هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ قَالَ أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ،
قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا.
"صحيح البخاري"
قال المهلب:
ان من صح منه التوكل على الله فإن الله عز وجل تكفل بنصره وعونه،
قال الله تعالى:
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
فالذى نقر الخشبة توكل على الله ووثق به فى تبليغها وحفظها،
والذى سلفه وطلب الكفيل صح منه أيضًا التوكيل على الله ؛
لأنه قنع بالله كفيلاً وحميلاً، فوصل إليه ماله.
"شرح البخاري لابن بطال"

اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
خليجية




خليجية



خليجية



منوررررررررررررررررررين يالغوالي
خليجية



التصنيفات
قصص و روايات

قصة عن التوكل رائعة

همت بإرتداء ملابسها وقالت لإبنتها أن ترتدي ملا بسها فسألتها إبنتها : هل تملكين المال الكافي للفحوصات؟
فقالت لها : أملك التوكل علي الله
فخرجتا وملؤهما توكل وعند خروجهما توقفت لهما سياره وسألهما السائق إلي أين يذهبان فأجابت الأم أنهم ذاهبون للمستشفي لعمل بعض الفحوصات لإبنتها فرد أنه ذاهب في نفس طريقهما وعند وصولهما إلي المستشفي أبي إلا أن ينزل معهما وقام بدفع المبلغ المطلوب وقام بإيصالهما إلي المنزل وعندما أوصلهما قالت له الأم أرجوك يابني أخبرني من انت فقد ساعدتنا كثيرا وأرجو أن يوفقني الله لجزاءك فأجاب

أنا المتوكل علي الله
وصدق الله تعالي القائل {ومن يتوكل علي الله فهو حسبه}

لا تنسوا الرد علي الموضوع




التصنيفات
منوعات

قاعدة التوكل

بسم الله الرحمن الرحيم

قاعدة التوكل على الله نوعان :

احدهما :

توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية او دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية ،،

والثاني :

التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الايمان واليقين والجهاد والدعوة اليه ،،

وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه الا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية ومتي توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم .

التوكل تارة يكون توكل اضطرار والجاء بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا الا التوكل كما اذا ضاقت عليه الأسباب وضاقت عليه نفسه وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة ،،،،

وتارة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد فان كان السبب مأمورا به ذم على تركه وان قام السبب وترك التوكل ذم على تركه أيضا فانه واجب باتفاق الأمة ونص القرآن والواجب القيام بهما والجمع بينهما وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته وتوحد السبب في حقه في التوكل فلم يبق سبب سواه فان التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد ودفع المكروه بل هو أقوى الأسباب على الاطلاق وان كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به التوكل أو لا يضعفه فان أضعفه وفرق عليك قلبك وشتت همك فتركه اولى وان لم يضعفه فمباشرته أولى لأن حكمه أحكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب به فلا تعطل حكمته مهما أمكنك القيام بها ولا سيما اذا فعلته عبودية فتكون قد أتيت بعبودية القلب بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المنوى به القربة والذي يحقق لتوكل القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله كما أن القيام بالأسباب المفضية الي حصول الخير يحقق رجاءه فمن لم يقم بها كان رجاؤه تمنيا كما أن من عطلها يكون توكله عجزا وعجزه توكلا
وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب علي الله وحده فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها كما لا ينفعه قوله توكلت علي الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كما أن توبة اللسان مع اصرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء فقول العبد توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الي الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها .

الفوائد لابن القيم ص 86




خليجية



خليجية



التصنيفات
قصص و روايات

التوكل على الله قصة رائعة جميلة

قصة أعجبتنى لما فيها من معانى للتوكل على الله عن حق .

كان هناك رجل فقير يعيش فى مكة
متزوج من إمرأة صالحه
قالت له زوجته ذات يوم: يا زوجي العزيز
ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج
الرجل إلى السوق يبحث عن عمل، بحث وبحث
ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث،
توجه إلى بيت الله الحرام، وصلى
هناك ركعتين وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.
وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم
وجد كيساً، التقطه وفتحه، فإذا فيه ألف دينار.
ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده
لكن زوجته ردت المال وقالت له: لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه
فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم
ووجد رجل ينادي: من وجد كيساً فيه ألف دينار؟
فرح الرجل الفقير، وقال: أنا وجدته، خذ كيسك
فقد وجدته في ساحة الحرم،
وكان جزاؤه أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً
ثم قال له: خذ الكيس فهو لك،
ومعه تسعة آلاف أخرى، استغرب الرجل الفقير،

وقال له: ولما، قال المنادي: لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار،
وقال لي: اطرح منها آلف في الحرم، ثم ناد عليها،
فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه أمين
.
.
قال الله تعالى:
“ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”.

منقول
خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

التوكل على الله

التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير} سورة الفرقان 58
رد مع اقتباس



بارك الله فيك وفي مجهودك



التصنيفات
منوعات

التوكل على الله

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد:
فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ، وتقضى الحاجات ، و كلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود أتم تحقيق ، و هذا هو حال جميع الأنبياء و المرسلين ، في قصة نبي الله إبراهيم – عليه السلام – لما قذف في النار روى أنه أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال : "أما لك فلا و أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً و سلاماً عليه ، و من المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و دفع الضر .

و نفس الكلمة رددها الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ ) " سورة آل عمران : 173 – 174 " .

و لما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) " سورة القصص : 23 – 24 " أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب ، و تذكر كتب التفسير أنه كان ضاوياً ، خاوي البطن ، لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال ، و حاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب ، فلما أظهر فقره لله ، و لجأ إليه سبحانه بالدعاء ، و علق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة ، يقول تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ ) " سورة القصص : 25 " وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب ، و نفس الأمر يتكرر من نبي الله موسى ، فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم السلام – لما سار نبي الله موسى و من آمن معه حذو البحر ، أتبعهم فرعون و جنوده بغياً و عدواً ، فكان البحر أمامهم و فرعون خلفهم ، أي إنها هلكة محققة ، و لذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون ، قال نبى الله موسى : (كلا إن معي ربى سيهدين) قال العلماء : ما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى و من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده ، و لذلك قيل : فوض الأمر إلينا نحن أولى بك منك ، إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله ، الذي يعلم كفاية الله لخلقه: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) " سورة الزمر : 36 "

التوكل والتواكل:
قد تنخرق الأسباب للمتوكلين على الله ، فالنار صارت برداً و سلاماً على إبراهيم ، و البحر الذي هو مكمن الخوف صار سبب نجاة موسى و من آمن معه ، ولكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل كما لا ينبغي التعويل على الحول و الطول أو الركون إلى الأسباب ، فخالق الأسباب قادر على تعطليها، و شبيه بما حدث من نبى الله موسى ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الهجرة ، عندما قال أبو بكر – رضي الله عنه – : لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" ما بالك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا "، و هذا الذي عناه سبحانه بقوله: ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا ) " سورة التوبة : 40 ".
والأخذ بالأسباب هو هدى سيد المتوكلين على الله – صلوات الله و سلامه عليه – في يوم الهجرة و غيره ، إذ عدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع، و الاعتقاد في الأسباب قدح في التوحيد ، و قد فسر العلماء التوكل فقالوا : ليكن عملك هنا و نظرك في السماء ، و في الحديث عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : قال رجل : يا رسول الله أعقلها و أتوكل ، أو أطلقها و أتوكل ؟ قال : "اعقلها و توكل " رواه الترمذي و حسنه الألباني ، وأما عدم السعي فليس من التوكل في شيء، و إنما هو اتكال أو تواكل حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التوكل على الله يحرص عليه الكبار و الصغار و الرجال و النساء ، يحكى أن رجلاً دخل مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة فرأى غلاماً يطيل الصلاة ، فلما فرغ قال له : ابن من أنت؟ فقال الغلام : أنا يتيم الأبوين ، قال له الرجل : أما تتخذني أباً لك ، قال الغلام : و هل إن جعت تطعمني ؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن عريت تكسوني؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن مرضت تشفيني؟ قال: هذا ليس إلي ، قال : و هل إن مت تحيني ، قال : هذا ليس إلى أحد من الخلق ، قال : فخلني للذي خلقني فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين، و إذا مرضت فهو يشفين ،و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، قال الرجل : آمنت بالله، من توكل على الله كفاه

. و في قصة الرجل الذي كان يعبد صنماً في البحر ، و التي نقلها ابن الجوزي عن عبد الواحد بن زيد دلالة على أن التوكل نعمة من الله يمتن بها على من يشاء من خلقه حتى و إن كان حديث العهد بالتدين ، فهذا الرجل لما جمعوا له مالاً و دفعوه إليه ، قال : سبحان الله دلتموني على طريق لم تسلكوه ، إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته ، و كأنه لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته ، فغنيهم فقير ، و كلهم ضعيف و كيف يتوكل ميت على ميت : (فتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده).

و في الحديث :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي و قال: حسن صحيح . و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم :" اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ". رواه البخاري و مسلم و كان يقول : "اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون ". رواه مسلم ، و كان لا يتطير من شئ صلوات الله و سلامه عليه ، و أخذ بيد رجل مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال : "كُلْ ثقةً بالله و توكلا عليه " رواه أبو داود و ابن ماجة .
التوكل على الله نصف الدين:
ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية ، فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و قال أيضاً : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ، و قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الإيمان ، و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون و يقولون : نحن المتوكلون ، فإن قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل الله تعالى: ) وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ( " سورة البقرة : 197 " وروي أن نبي الله موسى – عليه السلام – كان يقول : اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان ، و بك المستغاث و عليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك . عباد الله إن الله هو الوكيل ، الذي يتوكل عليه ، و تفوض الأمور إليه ليأتي بالخير و يدفع الشر .
من أسماء الرسول :المتوكل
و من أسماء رسول الله صلى الله عليه و سلم " المتوكل " كما في الحديث: " و سميتك المتوكل " .و إنما قيل له ذلك لقناعته باليسير و الصبر على ما كان يكره ، و صدق اعتماد قلبه على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار من أمور الدنيا و الأخرة و كلة الأمور كلها إليه، و تحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ، و لكم في نبيكم أسوة حسنة و قدوة طيبة ، فلابد من الثقة بما عند الله و اليأس عما في أيدي الناس ، و أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و إلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم يعطه ، و دعاه فلم يجبه و توكل عليه فلم يكفه ، أوثق به فلم ينجه؟ إن العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه ، و بسبب سوء ظنه ، و في الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء " و الجزاء من جنس العمل ، فأحسنوا الظن بربكم و توكلوا عليه تفلحوا ، فإن الله يحب المتوكلين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




خليجية

بارك الله فيك

وجزاكي الله خيرا

تقبلي مروري وردي

اختك ام ورد

خليجية




شكرلكم



جزاكي الله خيرالجزاء وجعله في موازين حسناتك
يعطيك العآفيه ع الطرح الرائع..
اقبلي مني باقات من القرنفل
تحمل في شذاها اسمى معاني الأحترام..
بانتظارجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..

ام خالد
خليجية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلمو الأنامل على هذا الموضوع الرائع

سلمتي وسلمت يمناكي