تبدأ التونسية لاسيما في المناطق الساحلية باعداده وتجهيزه على مراحل مع والدتها منذ بلوغها مرحلة الصبا . وقبل الزواج بوقت طويل نظرا لما يتطلبه اقتناء هذا اللباس من اموال طائلة
يصعب توفيرها دفعة واحدة ومن وقت طويل لترصيف الحلى المختلفة وتطريز اللباس الحريرى
المزركش ولوازمه الاخرى المتنوعة.
وتعمل الام على تدريب ابنتها منذ الصغر على ارتداء معظم مكونات لباس العرس التقليدى
اثناء مرافقتها لها لحضور مناسبات الاعراس للفتيات والصديقات لان ارتداء هذا اللباس الثمين
ليلة الزفاف يعد ذروة مراسم العرس وقمة التجمل في ليلة الزواج.
ويتكون لباس العرس التقليدى للفتاة التونسية الذى قد يختلف فى بعض الجزئيات الطفيفة
من منطقة الى اخرى من لباس حريرى من قطعتين مطرز ومن تشكيلة من الحلى الذهبية
التقليدية التى يتعين على أسرة العروس توفيرها وتضاف اليها الحلى ذات التصميم الحديث
التى يقدمها العريس للعروس ضمن شروط الزواج.
وتتمثل اهم القطع الذهبية التقليدية المكونة لهذا اللباس، حسب كونا، فى قلادة ذهبية مرصعة
بالزمرد وعقود من الجواهر ومن عقد اخر ذهبى تقليدى تونسى يطلق عليه (التليلة)
والخلخال الذهبى الذى تلبسه المراة فى ساقيها تحت كعب الرجل اضافة الى قطعة ذهبية اخرى
يطلق عليها( طير الخجل ) تعبيرا عما قد يعترى الفتاة من خجل ليلة الزفاف.
ويقدر ثمن لباس العرس التقليدى للفتاة التونسية لاسيما فى مناطق الساحل الشرقى
بم ابين 30 و40 الف دولار .. فيما قد يتعدى احيانا هذا الحد فى بعض الحالات لان هذا اللباس
يقدم ايضا صورة عن المظهر الجمالى والوضع الاجتماعى للعروس واسرتها حتى ان البعض
يطلق على المرتدية للباس العرس التقليدى «بنكا متنقلا» تعبيرا عن قيمته المادية.
ويتم استعمال لباس العرس التقليدى بجميع مكوناته للمرأة مرة واحدة على الاقل فى العمر
ليلة الزفاف فيما تحتفظ المرأة بأهم مكوناته بعد زواجها لارتدائه فى مناسبات الاعراس
والافراح الاخرى للتجمل والتباهى احيانا .. أو لمنحه لابنتها عند زفافها فى حالة افتقار
الاسرة للامكانيات المطلوبة لاعداد لباس جديد لعرس الابنة.
وعلى الرغم من مظاهر التطور والحداثة والتقليد التى شهدتها مراسم الاعراس والافراح
العائلية التونسية التى تحولت فى بعض الاحيان الى مهرجانات للمغالاة والتباهي ..
لا تمت الى التقاليد بصلة فقد ظلت الفتاة التونسية العروس متمسكة حتى هذا اليوم بلباس
عرسها التقليدى خلافا للعريس الذي يبدو انه تخلى عن «البرنس» و«الجبة»
التى كانت زينة الاجداد السابقين ليلة الزفاف.