لعل فترة الحمل هي من أسعد الفترات في حياة المرأة وهذا ينعكس عادة على مظهرها الخارجي. ولمدة تسعة أشهر ستبدين في أحلى حالاتك وستشعرين أن شعرك أصبح أكثر كثافة ولمعانا وبشرتك أكثر اشراقا وحيوية. فأنت الآن في أحسن حالاتك وأنتِ تنتظرين طفلك.وتؤكد الأمهات حول العالم أن فترة الحمل هي من أجمل الفترات في حياتهن وأنهن يشعرن بسعادة غامرة أثناء حملهن.
ولكن الهرمونات الاضافية التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي في فترة الحمل والتي هي مفيدة لشعرك ولبشرتك، قد تكون مسئولة أيضا عن شعورك بالارهاق خلال فترة الحمل المهمة.
اذا كنتِ تعتقدين أن الولادة هي المرحلة الصعبة الوحيدة خلال فترة الحمل، فأنت مخطئة. فهناك الاحساس بالغثيان الذي تسببه الهرمونات الزائدة وقد يلازمك هذا الاحساس طوال اليوم وليس فقط في الصباح كما هو شائع، مما يجعلك تشعرين بالتعب.
وبالاضافة الى الارهاق الذي تشعر به غالبية النساء من جراء الغثيان المستمر، تشعر العديد منهن أيضا أنهن مصابات بالزكام طوال فترة الحمل. وفي الواقع، فان سيلان أو انسداد الأنف الذي لا تصاحبه أية أعراض أخرى للزكام من الحالات الشائعة خلال فترة الحمل والتي تعرف بالتهاب الأنف المرتبط بالحمل.
فالهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الحمل قد تجعل بطانة أنفك وجيوبك الأنفية تنتفخ أيضا، وبالتالي ستشعرين أن المنطقة المحاذية لأنفك وبين عينيك مسدودة ومنتفخة.
وهذا بدوره قد يزيد من الافرازات المخاطية، مما يجعلك تعانين من سيلان الأنف بشكل مستمر. ولكن الخبر السار هنا هو أنه عندما يولد طفلك عادة ما تختفي هذه الأعراض بسرعة، فهي مجرد جزء آخر من فترة الحمل التي ستؤدي بك في نهاية المطاف الى تلك المعجزة الصغيرة التي ستحملينها بين ذراعيك بكل الحب والحنان بعد تسعة أشهر.
ولسوء الحظ، فان الصعوبات التي تواجه النساء في فترة الحمل لا تتوقف هنا. فالزكام يعتبر مرضا مزعجا بالنسبة لمعظم الناس، ولكنه عادة ليس مرضا خطرا كما أن أعراضه تزول باستخدام الأدوية. ولكن عندما تكونين حاملا، لن يكون في مقدورك تناول أدوية وعلاجات الزكام والسعال الشائعة لأنها قد تؤثر على صحة جنينك.
وهذا يعني أنه عليك تحمل أعراض الزكام بدون علاج يريحك منها مما قد يجعلها تدوم لفترات أطول وتسوء. والسعال هو بلا شك من الأعراض التي يجب تلافيها قدر الامكان أثناء فترة الحمل. فالسعال المستمر قد يكون مؤلما لا سيما وأن عضلات البطن تكون مشدودة من جراء انتفاخ البطن في فترة الحمل. وهذا قد يجعل بعض النساء الحوامل يحاولن أن يكتمن سعالهن. وبعد المعاناة من السعال لعدة أيام، من الأرجح أنك ستشعرين بألم مستمر في عضلات بطنك.
وبالاضافة الى ذلك، ستزداد أعراضك سوءا وستطول لأنك لا تتناولين الأدوية اللازمة مما يعني ان الزكام الذي عادة ما تشفين منه بسهولة وبسرعة سيصبح مرضا يسبب لك التعب والارهاق لفترة أطول من قبل.
وقد تشعرين بالانزعاج أيضا من انسداد أنفك. فخلال الأشهر الأخيرة من الحمل ومع انتفاخ بطنك ومحاولتك لايجاد وضعية مريحة للنوم، فان آخر ما تحتاجينه في هذه المرحلة هو انسداد الأنف مما يجعل نومك متقطعا. فالأنف المسدود سيرغمك على التنفس بشكل غير طبيعي من خلال فمك وقد يرغمك على الاستيقاظ مرات متكررة خلال الليل. ونظرا الى حاجتك للراحة لكي تتمكني من مقاومة فيروس الزكام وللتغلب على الاحساس بالارهاق المصاحب للحمل، فان الأرق خلال الليل قد يزيد من احساسك بالتعب.
ولحسن الحظ، وحتى لو كانت الأعراض أسوأ ودامت لفترة أطول، فان الاصابة بالزكام لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على جنينك. والسبب الذي يجعل بعض أدوية وعلاجات الزكام والسعال غير ملائمة للاستخدام خلال الحمل يكمن في المواد التي تحتوي عليها هذه الأدوية مثل الكافيين الذي قد يؤثر على صحة جنينك.
ولكن ذلك لا يعني أنه يتوجب عليك أن تتحملي هذه الأعراض وأن تسمحي للزكام أو الحساسية أن تشغلك عن الاستمتاع بفترة حملك. فهناك علاجات طبيعية قد تساعدك في تخفيف الأعراض وتُسَرع شفاؤك من الزكام وهي آمنة تماما للحوامل.
أولا:
الوقاية أفضل من العلاج. فحاولي أن تتلافي التعامل مع الآخرين اذا كنت تعرفين أنهم مصابون بالزكام. ولا تقللي من أهمية هذا الأمر حتى لو كان ذلك يعني أنك ستغضبين الآخرين. فعليك الوقاية من كل الأمراض بقدر ما تستطيعين، كما أنك فعلا تحتاجين لأية فرصة للراحة وللاسترخاء تتوفر لك أثناء فترة الحمل.
ثانيا :
راقبي ما تأكلين وتأكدي من أنك تأكلين الأطعمة المناسبة. فمن الضروري في هذا الوقت بالذات الذي تتغذين فيه «لشخصين»، أن تتبعي نظاما غذائيا متوازنا يشتمل على الكثير من الفاكهة والخضروات الطازجة التي ستمنحك الكمية اللازمة من الفيتامينات والمعادن والكاربوهيدرات والبروتين والدهون لمساعدة جسمك على مقاومة الالتهابات والأمراض وتحافظ على سلامة صحتك.
ثالثا :
اذا كنتِ تعانين من الزكام أو من الحساسية التي تتسبب في انسداد أنفك، جربي استنشاق البخار للمساعدة على ازالة الاحتقان والانسداد ولفتح ممرات الأنف. وهي عملية سهلة وآمنة يمكنك اجراءها في المنزل عند الحاجة لذلك. قومي بوضع منشفة على رأسك واحنِ رأسك فوق وعاء من الماء المغلي يحتوي على قطرة أو قطرتين من زيت الأوكالبتيس وتنشقي البخار المنبعث من الوعاء.
رابعا:
وتستطيعين أيضا استعمال رذاذ للأنف مكون من ماء البحر الطبيعي مثل رذاذ «راينومر» المتوفر في الصيدليات. ويعتبر رذاذ «راينومر» آمنا جدا للسيدات الحوامل لأنه طبيعي ولا يحتوي على أية مواد ضارة. ويمكنك استخدام «راينومر» لبخ الماء في الأنف وازالة الانسدادات وتخفيف الاحتقان في الجيوب الأنفية. ويمتاز «راينومر» أيضا بمفعول تعقيمي طبيعي هو مفعول ماء البحر كما أنه يتميز بمعدل Ph جيد، مما يساعد في تخفيف أعراض الزكام وفي شفاء بطانة الأنف.
خامسا :
اذا كان أنفك مسدودا، فأنتِ على الأرجح تتنفسين من خلال فمك خاصة أثناء النوم. وهذا سيتسبب في جفاف فمك، لذا احتفظي بكوب من الماء في متناول يديك عندما تستقيظين واستخدمي مرطبا للشفاه للحفاظ على نعومة شفتيك. وقد تبدأين بالشخير بسبب أنفك المسدود، عندئذ لربما سيساعدك النوم على جنبك في تلافي هذه المشكلة المزعجة. اذا كنت بحاجة الى تنظيف أنفك، استخدمي أولا رذاذا طبيعيا للأنف لتخفيف سماكة المخاط ومن ثم تخلصي من الافرازات المخاطية في أنفك بلطف. وهذا سيقلل من الضغط على الرأس والأنف.
سادسا :
من الممكن أن يخفف تناول شراب من الماء الساخن والعسل والليمون ألم الحلق بشكل طبيعي كما أن الغرغرة بالماء المالح تساعد على محاربة التهاب الحلق دون الحاجة الى تناول المضادات الحيوية. وأخيرا، خذي قسطا من الراحة كلما سنحت لك الفرصة. فالنوم يساعد الجسم على مداواة نفسه بشكل طبيعي كما سيمنحك طاقة وحيوية أكبر للاستمتاع بلحظات حملك السعيدة.
وتتفق كل الأمهات على أن فترة الحمل هي من أسعد الفترات في حياتهن والتي لا تفوقها سعادة الا لحظة ولادة أطفالهن. والهرمونات التي تجعلك تتألقين وتنالين اعجاب صديقاتك قد تكون مسئولة أيضا عن شعورك بالتعب والارهاق. ولكن ليس من الضروري أن يؤثر ذلك على هذه التجربة الرائعة في حياتك.
وبالرغم من أنه يجب تلافي الأدوية والعقاقير أثناء فترة الحمل، فان العلاجات الطبيعية الآمنة من الممكن أن تساعدك في الحفاظ على حيويتك ونشاطك لكي تستمتعي بكل لحظة طوال فترة الحمل.