على الأبناء أن يفهموا المراحل السنية المختلفة لأعمار الأم… و أن يعاملوها بما يناسبها بحسب كل مرحلة .
اختر هدية مناسبة لكل مناسبة فقدمها ممتناً لها سعيداً بأن قبلتها (مثل : أيام العيد – زواج الأبناء – نجاح الأبناء – العودة من السفر – دخول مواسم الشتاء – و دخول مواسم الصيف – السلامة من الأمراض -…و غيرها)
كن حريصاً على انتقاء كلماتك التي سوف تطرحها على مسامع أمك …حتى لا تسمع الأم أي شيء يؤذيها …فقد نهي عن التأف… و هو أبسط الكلام… فكيف أذيتها بغيره .
ضع حساب بنكي للأم. يشترك الأبناء بوضع مبلغ شهري معين للأم. لكي تفي باحتياجاتها و مستلزماتها بدون أن تضطر طلب ذلك منهم …و يمكن عمل هذه الطريقة حتى و لو كانت الأم موظفة…فالأم تُحب أن ترى بر أولادها بها رغم عدم حاجتها لتلك المبالغ .
توديعها عند السفر …و ذلك بمقابلتها وجهاً لوجه… و التود لها ..و إدخال السرور عليها ..و الخروج النهائي يكون من عندها.. فتحظى بدعواتها التي هي بإذن الله مستجابة .
الذهاب إليها مباشرة عند قدومك..كأول من تقابل بعد سفرك …و تطمئنها بوصولك و سلامتك من السفر .
الاتصال اليومي بها إذا كنت في السفر …و لو للحظات بسيطة…فكم يبث في صدرها السعادة و يجلي عن نفسها الخوف .
الحرص على لقائها يومياً إذا كانت تسكن في نفس بلدك…و لا تبعدك مشاغل الدنيا عن الأنس بها و مقابلتها و هذا أقل القليل بحقها…و أن تكون هذه المقابلة تليق بها و بمكانتها و بحبها فلا يأتي المرء على عجل أو يسلم وهو واقف ثم يمضي..بل حقها أعظم .
إن لم تكن الأم في نفس البلد فيجب أن تتواصل معها بالاتصال اليومي…و عدم الانقطاع عنها لأي سبب من الأسباب .
من الأشياء المحبة للأم هو التقرب إلى من تحب…و أبناؤها هم أعز الناس عليها…كن رفيقاً بهم لطيفاً معهم مساعداً في قضاء حاجاتهم…فكم تسر الأم عندما تشاهد أن غرس تربيتها بدأت تثمر بثمار طيبة تجمع أسرتها .
تقبيل رأسها و يدها و قدمها عند مقابلتها… ولازلت أذكر قول الدكتور ميسرة لقد قبلت رأس أمي و يدها و قدمها فقبل أبنائي رأسي و قدمي و يدي
أن تعلم الأبناء علوا مكانة أمك …و ذلك بكونك قدوة مثالية للتعامل معها …فدعهم يشاهدوا كيف تخدمها ..و تحترمها.. و أجعلهم يطبقون ذلك معك و معها .
الحرص على تلبية طلباتها ..و تحضير أغراضها في وقتها …فإن ذلك أدعى للقرب لها و عدم غضبها .
لا تعدها بوعد ثم تخلف ميعادك..إذا وعدت فأوفي أو لا تعد .
انسب كل نجاح في حياتك لفضل الله سبحانه وتعالى ثم لفضل تربيتها …فإن في ذلك إدخال لشعور الفخر بنفسها.. و إدخال السرور في قلبها بأن رأت نجاحات تتحق في أبنائها وهي من ثمرة صنع تربيتها..فإن كل نجاح لأبناء هو نجاح للوالدين .
لا تجادلها و إن كنت محقاً …و لكن أستخدم الطرق السهلة لعرض رأيك و طرح أفكارك .
لا تقل من قيمتها إن كانت جاهلة بعض أمور الحياة ..بل زد علمها من تلك المعلومات بشكل يجعلك أنت بمكان الجاهل بها .
أجعلها هي أول من يعلم بكل خبر سعيد بحياتك…و أجعلها المطلعة على أسرارك…فإن في ذلك إدخال للفرح عليها…و يجعلك بمكان مقرب إلى قلبها …فهي ترى أنك لازلت أبنها الذي يحتاج أمه رغم كبر سنه .
حافظ على رعايتها الصحية…و إن كانت من كبار السن فوفر الأجهزة التي تحتاجها من أجهزة الضغط و قياس السكر و أدوات خاصة للنهوض و القيام و غيره مما تحتاج من الأدوية .
ضع لها برنامج شهري للفحص الكامل للاطمئن على صحتها
قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
وفر لها حاجياتها التي تناسب سنها في مراحل الشباب غير مراحل الكهولة
عند إحساسها بمرض أو ألم ..تألم معها…و داوها بالقراءة عليها وضع يدك على مكان ألمها و أقرأ عليها آيات و أحاديث الرقية
طمئنها في حالة مرضها بأنها سوف تعود إلى أفضل حال و أن هذه سنة الله في الحياة ..فما هي إلا لحظات ثم تعود أنشط مما فات .
أجلب لها الدكاترة و الأطباء المختصين في مكان سكنها أو أذهب بها إذا كانت قادرة و تفاهم معهم على أن يطمئنوها و أن الأمر شيء بسيط عابر .
أوصلها لصديقاتها و قريباتها المقربات إلى نفسها …لكي تروح عن نفسها ….و اشتر بعض الهدايا التي تناسبهم لكي تقدمها لهم عند زيارتهم .
ضع صندوقاً خاصاً بالأم وضع دائماً فيه أنواع من البسكويت و الحلويات و الألعاب و الهدايا الصغيرة…و ذلك حتى تقدمها لأحفادها عند قدومهم لها…فإن في ذلك تحبيب لأطفال بها و حب الالتقاء معها.
عند سفرها أو خروجها لمسافة بعيدة…تواصل معها و اطمئن عليها في كل وقت و كل حين من أوقات الطريق حتى تصل لمقصودها ثم كرر اتصال عليها في أيام مغيبها .
لا تبث أحزانك الموجعة عليها ..أو تشكي مواجعك لها فإن ذلك مما يدخل الحزن على قلبها…و لكن أخبرها أن الأمر يسير و أنك مطمئن و أن الله مفرج همه و أنك متفائل .
لا تنشر مشاكل الزوجية أمامها…فهي حزينة لذلك لكونها ترى أبنها يواجه حياته الزوجية و يقع في صعوباتها…فعاطفتها الجياشة سوف تجعلها تقدم لك أي حل و مهما كان الحل في سبيل أن تراك سعيداً في حياتك .
لا تكثر الثناء على زوجتك أمام أمك…أو تخبرها عن تفاصيل حياتك و ما تقدمه لزوجتك…فمهما كان بالزوجة من لطف…فقلب الأم يغار و يخاف أن يكون الابن قد استبدلها بغيرها…و أن تكون هي التي تزرع و غيرها هو الذي يحصد …حافظ على علاقة متوازنة مبنية على الاحترام والتقدير…وعدم إجحاف حق الآخرين .
و كذلك لا تنشر كل علاقتك مع أمك أمام زوجتك…ارفع مكانتها و لا ترضى بالتقليل منها…و وثق العلاقة بينهم…و لكن لا تكن دائماً بمحل مقارنة بين زوجتك و أمك..فكل له مكانته و كلاً له طبيعته التي يجب أن نعامله بها… كلٌ له حقوقه و واجباته التي يجب أن نؤديها له بدون نقص أو إخلال .
تجنب الحكم بين أبيك و أمك في الخلافات الزوجية…فأنت بغنى عن ذلك…بل أستخدم الحياد الظاهر…و أعمل بالباطن على النصح و الصلح .
لا تنتقدها بملبسها أو بمظهرها أو باختيارها أو بمزاجها أو بأسلوبها أو بطريقة تعاملها…و إن كنت ترى أن ذلك ظاهر للعيان و تخاف أن ينتقدها الآخرون فعليك أن تقدمها بأسلوب لا يجرح فيؤلم و لا يكشف العيب فيحزن .
أجعل علاقتك مع أخوتك قوية …و إن كانت هناك مشاكل بينك و بينهم فلا تجعلها أمام عين الأم فذلك حزنها و بؤسها .
لا تؤيد أباك في الزواج على أمك …و إن كنت ترى ذلك لأسباب معينة فليكن ذلك بينك و بين أبيك و بدون علمها .
علمها أمور دينها بالحكمة و الموعظة الحسنة و ذلك بجلب الأشرطة و الكتب النافعة .
لا تحرمها من حضور مجالس الذكر …و ذلك بتوصيلها للمحاضرت و الحلقات و إحضار أوقات الندوات و المناسبات الدينية و البرامج المبثوثة في وسائل الأعلام .
أفضل وقت للاحسن للوالدين هو أوقات عمل الطاعات…فإذا كنت في حج أو عمرة…كن عبداً لها..تحافظ عليها..و ترفق بها…و تتلين بالعمل معها..أمسكها مع يدها…و نبهها لمخاطر الطريق الذي تسير عليها…و أجعلها نصب عينيك و محل عنايتك .
قدم أعذارك لمن يخطئ من أخوانك…و أشد بتربيتها و أن الخطأ الذي حصل إنما هو بفعل همزات الشياطين و أن الله سوف يرده إلى الصراط المستقيم.
لا تكبر من أخطاء الآخرين عليها…من أقارب أو أصدقاء أو أبناء..بل قل الأثر عليها…فإن ذلك سوف يخف الألم و يجبر المصاب .
فعن أبي هريرة عن النبي قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة }
لا تفاجئها بالأخبار الحزينة و المصائب بدون تمهيد…أو تخبرها عبر الهاتف…بل أحضر إليها و مهد لها الأمر… ثم أخبرها و ذكرها أجر الصابرين.
مهما كان سنها..فهي تعشق الكلمات العاطفية…و تطرب للكلمات الرومانسية…فلا تحرمها من أعذب نشيد من أحلى صوت..فهي من ابنها أنشودة لن تنساها .
لا تكبر سنها أو تظهر أنها أصبحت غير قادرة على القيام بواجباتها..بل نشطها بالكلمات التي تدل على أنها في ريعان شبابها…لاطفها بالجميل من الكلمات…و أحسن إليها في كل مراحل الحياة .
لا تحرمها من أي شيء تحبه …حتى و إن كانت كبيرة …عطور و أدوات تجميل …و ثياب جديدة و ملابس سهرات جميلة …أجعلها تعيش عمرها من جديد .
إذا كان لك زوجات أب و بينهم خلافات..فلا تثني عليهن أمامها…أو تقع في الحكم لها على حساب أمك حتى لو كانت زوجة الأب هي صاحبة الحق في ذلك..بل إن السلامة لا يعدلها أي شيء…و لكن كن مصالحاً بينهم بطريقة لا تبين أنك توافق زوجة أبيك أو أنك تميل إليها .
لا تكثر من الثناء على تربية الآخرين أمام أمك و تتمنى أن تكون مثلهم أو تتمنى أن تصل للمراتب التي وصلوا إليها…فذلك يعني أنك لم تقنع بتربيتها…و أن لك ملاحظات على عملها الذي دأبت به طول عمرها.
عند حديثها ..أرعها سمعك و بصرك و قلبك ..و أقبل عليها بجميع جوارحك…ابتسم في المواقف المضحكة…تفاعل مع المواقف المحزنة…لا تكن جامد المشاعر .
قابلها دائماً بابتسامة…و مازحها و داعبها و كن خفيف الظل معها…و كن جاداً في المواقف الجادة في المواقف التي تحتج منك إلى ذلك.
:7_1_102v[1]: