
في الحياة من الممكن أن تصادف كثير من المواقف,,,,
والتصرفات التي تزعجك,,,,سواء حدثت معك وأزعجتك
,,,,,
او شاهدها مع غيرك
أنتقدت هذا التصرف لكونه خاطئ~~~~~~
إما لأنه مخالف لديننا أو مخالفآآآآآ للعادت والتقاليد,,,,,
هي مواقف معترف بكونها خاطئة جدآآآآآآ
ولكن مع ذلك
هي مشاهده وتحدث بصورة مستمره ~~~~
لو أعطيت الحق في رفع كرت أحمر بوجهه هذه التصرفات
و من يقوم بها
لتقول له كفى,,,,,,,,
كف عن ذلك…..
هي كروت حمراء سترفع بوجه تصرفات خاطئة
في وجه من سترفعونها؟؟؟
ارجوا التفاعل
ليه ؟ هو بقى وفاة ثانية ؟؟
انا اعرف ان الساعة 60 دقيقة منين طلعت الـ 77 دقيقة ؟؟
لاياشيخ ؟
ارحمنا ياللي الحين تقول رايح لوكالات ناسا
ياذوق يا أخلاق
متأكد انهم هم المكفوفين ؟
لاتعليق
كويس انك ماقفلت عليها بالخزانة
وفيه سجادة تباع جزء جزء ؟
الرجال شبع موت وذويه يشكرون المستشفى !! على كذا لو كان متشافي شو بتساوو!!! ؟؟
الموضوع منقول نصا حرفا
و قد نصحتني من أرادت بي الخير أن أبتعد عن هجره حفاظاً على صحتي و تعظيماً لحقه و احتساباً للأجر العظيم عند الله تعالى , وأوصتني جزاها الله خيراً أن أستبدل غضبي هذا ونديتي أمامه بمناقشة المشكلة بعد هدوء الزوج, وألا ننام تلك الليلة وفي نفس أحدنا شيء من صاحبه, ولله الحمد عملت بنصيحتها فتجنبت كثيرا مما كنت أعاني منه, وأصبحت نفسيتي و كذا نفسية زوجي أكثر تسامحاً وصفاءاً وغمرت بيتنا السعادة..
وأخري تقول: في واحدة من الخصومات الزوجية بيني وبين زوجي التي كثيراً ما تكون لعدم انصياعه لكلامي أو تحقيقه لطلباتي، قررت أن أترك له البيت، فحملت حقيبتي وذهبت إلى بيت أهلي و تركت اطفالي بالبيت معه وجلست أنتتظره ليأتي إلى بيت أهلي ليعتذر ويأخذني أو حتى يتصل بالهاتف, وطالت مدة الانتظار وأنا أكتوي بنار البعد عن صغاري وبيتي وزوجي الذي أحبه، هذا فوق ما وجدته من عنت الناس وكثرة أسئلتهم المحرجة وتبرعهم لي بنصائح لا قيمة لها، وقلقت نفسيتى وزادت تعاستي وسلبت صحتي وعافيتى بعدها يوماً بعد يوم، حتى توسط أزواج بعض الأخوات وطلب منه إرجاعي إلى بيتي وصغاري حتى منّ الله علىّ وعدت إلى بيتي وأولادي وزوجي, وبعد سنواتٍ حصلت بيني وبين زوجي مشكلة كبيرة جداً كان ظالماً لي فيها لكنني لم أفكر في العوده الي بيت أهلي مرة أخرى لأنني أخذت درساً في المرة الأولى، بل قمت واعتذرت من جرمٍ لم أرتكبه، ونفذت له طلباته والله حسبي ونعم الوكيل، صدقوني إن بيوت أهلنا التي هي جنان قلوبنا لا تكون كذلك إلا حينما نذهب إليها ونحن سعداء مع أزواجنا وأولادنا .
هذه بعض مشاهد الخصومات الزوجية التي تنشأ من عدة أسباب على رأسها ندية الزوجة وعنادها وتحديها لزوجها ، ومحاولات إثبات أنها مثله سواءً بسواء، لها الأمر والنهي كذلك كما أن له الأمر و النهي ولها في البيت مثل ما له، وأنه لا أحد أحسن من أحد حتى صارت هناك لعبة واحدة تمارس في معظم البيوت بين الزوجين ألا وهى:
زوجة تعامل زوجها بتحدٍ و ندية وترفع أنفها في وجهه ، وزوج يحاول كسر أنف زوجته رداً على محاولاتها إثبات تحديها له .
وإلى تلك التي تناطح الرجال نقول:
إذا تناطح رأسان صلبان تألما معاً، وإذا تصارعت إرادتان قويتان انكسرت إحداهما وانكسرت معها الكرامة.
في الماضي عرفت المرأة نفسها وأدركت دورها عندما كانت الحياة على الفطرة والبيوت بسيطة والزوجات يدركن قدر أزواجهن ويحترمنهم، أما اليوم فلقد اعتقدت كثيرات أن في طاعة الزوج مهانة، وفي حسن التبعل للزوج ذلة، وفي إعطاء الزوج مكانته انتقاصاً من قدرها، وفي اعترافها لزوجها بالجميل تشجيعا له على الاستعلاء والغرور والتسلط .
فهل يمكن أن تكون تلك البيوت ساكنة مستقرة سعيدة ؟! إنه وبالطبع لا ..
بل إن أول وأكبر الخسائر تقع على كاهل المرأة الضعيفة قبل أن يعاني الرجل شيئاً كما رأينا من بعض القصص الواقعية الكثيرة التي ذكرنا شيئاً منها ، وكما ترى المرأة المنصفة من نفسها، ويكفي تحذير النبي صلى الله عليه وسلم لمن لا تعترف لزوجها بالجميل وتتنكر لفضله.إذ يقول صلى الله عليه وسلم : ( أُريت النار فإذا أكثر أهلها الناس، يكفرن) قيل أيكفرن بالله ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( لا.. يكفرن العشير ، لو أحسنت لإحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيراً قط ) البخاري ( 5197 )
و قال صلى الله عليه وسلم : (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها و هي لا تستغني عنه ) رواه النسائي و صححه الألباني في الصحيح ( 289 ).
والزوجة التي تعامل زوجها بندية عليها ألا تلوم إلا نفسها إن حاول الزوج كسر أنفها ليثبت أنه الرجل و رب البيت و العائل و القوّام.
ولو علمت المرأة قدر زوجها وحقه عليها لماعرفت الندية ولا التحدي إلى نفسها سبيلاً، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغي له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظّم الله من حقه ) رواه ابن حبان وحسنه الألباني في الإرواء (1998)
وقال صلى الله عليه وسلم ( حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه ) صحيح الجامع (3148)
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( يا معشر النساء، لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها ).
نعم أختاه إنها حقوق قدّرها الله العليم الخبير، وتؤمن بها المرأة المؤمنة فتخالف طبعها وكبرياءها محتسبة الأجر عند ربها وعينها على الجنة التي وُعدت بها في الآخرة. قال صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ) الترمذي (1161)، ابن ماجة (1854)
ووالله قد سعدت في الدنيا المرأة المؤمنة القانتة الخاضعة لزوجها في غير معصية ربها، حتى أخضع الله عز وجل قلب زوجها لها فملكته والجزاء من جنس العمل، فهيئتها أنها ذليلة لزوجها وحقيقتها أنها عزيزة عليه جداً قد ملكت قلبه وسكنت في فؤاده.
ولكن كل وعد في شرع الله مشروط بشروط يتم بتمامها وينقص بنقصانها وينعدم بانعدامها.
وما شقيت أكثر النساء في حياتها اليوم إلا لأن القلوب أنكرت فطرة خالقها، وتنكرت لشرع ربها فخالفت أمره في الخضوع و الذلة للزوج، وهو الأمر الذي تكرهه نفوس النساء اللاتي لا يعرفن حب الإيمان وشرائعه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنّي رسول النساء إليك، وما منهن امرأة إلا وتهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههن، وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء، كتب الله الجهاد على الرجال، فإذا أصابوا أثروا، وإذا استُشهدوا كُتبوا عند ربهم أحياء يُرزقون ، فما يعدل ذلك من أعمالهم من الطاعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم (طاعة أزواجهن ، و المعرفة بحقوقهن ، وقليل منكن من تفعله ) رواه أحمد و الطبراني في الكبير، مجمع الزوائد (4/306)
انظري رعاك الله ما هو المطلب الذي أجمعت عليه نساء المسلمين؟! إنه الأجر والثواب، يُردْن المساواة مع الرجال في ذلك والله عز وجل قال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً…)(النحل 97)
وقال تعالى: (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ…) (غافر40)
وقال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ… )(آل عمران195)
فإذا كان الرجل يختلف عن المرأة في التكاليف والواجبات بالضرورة الشرعية والفطرية والعقلية فإن الله عز وجل قد سوّى بينهما فيما خلقا من أجله وهي العبادة والطاعة التى هي مقصود الوجود وغايته وجوهره، فكلاهما مخلوقان لعبادة الله ، ولكل منهما تكاليف شرعية تختص به ، ومن مقصود الشرع أن يكلفنا بما نحب وبما نكره ، فليست كل تكاليف الدين محببة للنفوس، ومن مقصود التكاليف الشرعية الابتلاء والاختبار ، قال تعالى: ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)(النازعات40-41)، فمن وفّى وفّى الله عز وجل له أجره، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، والكريم على الله من اتقاه فعمل بطاعته، قال الله عز وجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات12)، بلا تفرقة بين رجل وامرأة، وهذا كما قلنا هو الأمر الذي تكرهه نفوس النساء من فروض الدين تماماً كما أخبر الله عز وجل أن الجهاد المكتوب على الرجال تكرهه نفوس الرجال وهو من فروض الدين، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة216)
فأين مطلب نساء المسلمين اليوم من مطلب نساء المسلمين بالأمس ؟! أين من يطالبون بالمساواة مع االرجال في أمور الدنيا بما يجلب الشقاء للجميع، أين هم ممن يبحثون عن أبواب التنافس مع الرجال في الأجر والمثوبة من الله ؟!
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب الإيمان وشرائعه، وأن يزين الإيمان في قلوبنا و يشرح له صدورنا وأن يُكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.
هذا والحمد لله رب العالمين.
مرورك يسعدني
بجد توبيك اكثر من رااااااائع ويستحق التقييم
تقبلي مروري
جزاكي الله خيرا
بجد توبيك اكثر من رااااااائع ويستحق التقييم
تقبلي مروري
|
تسلمين يارب
نوووووووووووووورتي ياعسل:sdgsdg:
(النشأة الأولى واختلاف التوقعات:
(إنه لا يتكلم أبدًا!
إنه لا يكاد يقول شيئًا أبدًا وعلي أن أجر منه المعلومات جرًا؛ وكأني غير موجودة معه في البيت، إني أتساءل أحيانًا إذا كان لا يراني ولا يسمعني؛ فلماذا تزوجني إذًا؟!)
لقد أصبحت سعاد تشعر بأن زوجها بعيد عنها، فهو إما غير مبال بها وإما عنيف أو عدوانى معها، وهى تتطلع عادة إلى القاء به في المساء بعد عودته إلى المنزل لتجلس معه وتحدثه عن يومها وتسمع منه عن يومه إلا إنه يفضل عند عودته أن يترك وحيدًا ليستريح ويكرر عبارته دومًا (لا أحد يكلمني الآن).
ويدعي الزوج بأنه دومًا يكلم زوجته، إلا أنه منزعج لأنها لا تريد أن تحدثه إلا في الأمور التي تزعجه، وأنها لا تستمع إليه عندما يريد الحديث في أمور أخرى تهمه.
والزوجة أيضا منزعجة لأنه لا يستشيرها في الأمور وينفرد في اتخاذ القرارات بينما هى لا يخطر في بالها أبدًا أن تفعل هذا معه، إلا أنه يعتقد أن ما تطلبه منه سيقيده ويحد من حريته، ويشعر كأن عليه أن يأخذ الإذن منها في كل شيء.
وما يزيد هذ المشكلة أنهما لم يكونا قد توقعا مثل هذه الأمور والتصرفات قبل زواجهما، فما زالا يحملان الذكريات والخيالات الطيبة المليئة بالوداعة والمحبة والرعاية والتفاهم، والتي حملاها من قبل الزواج، بينما يشعران الآن بالتوتر والألم والحرقة من تصرفات بعضهما، وكلاهما يشعر أيضًا أن حياتهما مليئة بالمشاحنات والجدال.
وأكثر ما يزعجها في زوجها أنه بعد كل جدال ينزعج منه تجده يلوذ بالصمت ولا يعود يقول شيئًا ويحتج هو بقوله: (لا فائدة من الحديث معها عندما تكون في حالة غضب؛ فهي لا تعود تفهم أو تستوعب الكلام) وكلاهما يشعر الآن بالإحباط وخيبة الأمال.
عندما تظهر الاختلافات:
ما يحدث عادة أنه عندما يتزوج الطرفان فإنهما يريان الكثير من الأمور المشتركة بينهما، وهما أيضًا يحبان بعض الفروق التى بينهما، ولكن يحاول كل منهما في المرحلة الأولى من العلاقة إظهار أفضل ما عنده من السلوك والطباع، ويحاول كل منهما استيعاب الآخر وتقديره، وفى مخيلة كل منهما صورة خيالية مثالية عن طبيعة العلاقة بينهما؛ وقد يحملان هذه الصورة الخيالية غير الواقعية لعدد من السنوات.
ونلاحظ في حدوث ذلك أمر صحي عندما تبدأ هذه الفروق بالظهور شيئًا فشيئًا إلى السطح، وقد يتوافق هذا مع بعض التغيرات الاجتماعية كإنجاب الطفل الأول، أو تغيير المهنة أو الانتقال إلى بلد أخر أو غيرها من الأمور التى تساعد على إظهار اختلاف تقديرهما للمواقف والأعمال، وعندما يدرك الزوجان أن مقدار الاختلاف بينهما أكبر ما كانا، يظنان في بداية العلاقة وقد يعزى أحدهما ذلك إلى تغير الطرف الأخر.
إنهما يريان الأمور الآن بواقعية وعلى حقيقتها، بينما في البداية كانت أمور الحياة تسير بشكل سهل ومريح وكانت العلاقة مليئة بالمحبة والسلوك الحسن، والآن ومع تزايد صعوبات الحياة اليومية ومشاكلها بدأت هذه المحبة بالتعرض للاختبر والامتحان.
فهما الآن يختلفان في كيفية صرف المال وشراء الحاجات، وفي من يساعد في تنظيف البيت وتدريس الأولاد، وفي كيفية التعامل مع والدي الزوجين وربما الاختلاف في كل شيء تقريبًا.
إن هذه الفروق والاختلافات بين الزوجين ليست بالضرورة أمرًا سلبيًا، فلفروق عادة جانب إيجابي، والاختلافات عادة أمر طبيعى في الحياة إن أحسن التعامل معها، كما أنها تعتبر ما يتميز به إنسان معين ويختلف فيه عن الآخرين، وما يجعل الآخرين ينجذبون له وما يميز هوية هذا الإنسان وذاته، فظهور هذه الفروق بين الزوجين في هذه المرحلة من الزواج؛ تفتح مجالًا ممكنًا لمزيد من المحبة الناضجة والتفهم الواقعي بينهما.
تبدل التوقعات:
ولكن لابد أن يسأل الزوجان نفسيهما إذا كانت الاختلافات إيجابية وحسنة؛ فلماذا تغيرت العلاقة الحميمية وأصبحت علاقة متوترة يشوبها الانزعاج؟ ولماذا يشعر كل منهما الآن بذهاب المحبة التي كانت بينهما في البداية؟
لاشك أن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذا ومنها قضية التوقعات، فالزوجة قد تتوقع مثلًا أن يكون هناك حديث طويل بينها وبين زوجها كلما عاد من العمل، والرجل قد يتوقع أن تسعى زوجته في رعايته وبكل ما تستطيع عندما يصاب بمرض أو رشح، وقد تتوقع الزوجة رحلة في كل أجازة صيفية، بينما يتوقع هو إنجاب مولود في نهاية السنة الأولى من زواجهما، وقد يتوقع أحدهما أن يكون الآخر مثله تمامًا في كل أمر من الأمور، أو أن يرغب في نفس الأمور التى يرغب هو فيها أو أن يكون له نفس الذوق والتفكير وعادة تنشأ المشكلات والصعوبات عندما لا تتحق هذه التوقعات.
اختلاف النشأة:
ولابد أن نسأل أنفسنا لماذا نحمل توقعات مختلفة؟ لماذا عندما يتوقع أحد الزوجين أمرًا وهو يراه أمرًا عاديًا جدًا وطبيعيًا فقد يراه الطرف الآخر على أنه توقع غير منطقي وغير معقول؟
وقد يعود السبب إلى أننا نشأنا في أسر مختلفة ومرت بنا ظروف متباينة جعلت توقعاتنا مختلفة وكأننا قد دربنا خلال نشأتنا على سلوك معين وتوقعات متفاوتة، فنحن نتأثر عادة بما لا نلاحظه من تعامل أبوينا في محبتهما واختلافهما وبما يقولان أو يفعلان أو بما يصمتان عنه، ونكون قد تعلمنا من غير أن ندري أساليب مختلفة في معظم أمور الحياة، ولذلك لاشك أنه عندما يتزوج اثنان فإنهما يأتيان من خلفيتين متباينتين، وإن كانا في مجتمع واحد وطبقة واحدة وتحدثا بنفس اللغة، ويفسر هذا بعض الاختلاف في توقعات الزوجين في كثير من الأمور.
فإذا كانت هناك فروق كثيرة بين الزوجين من البيئة الواحدة، فكيف الحال بالزوجين من مدينتين مختلفتين أو بلدين مختلفين أو ثقافتين وديانتين مختلفتين كما في الزواج المختلط) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون المبيض، ص( 23 إلى 26)].
اختلاف النشأة يؤدي إلى اختلاف الشخصية :
(إن اختلاف الشخصيتين وعدم فهم هذا الأمر يؤدي إلى كثير من المشاكل، فالشخصيات كثيرة ومتنوعة ولها سماتها، فهناك العقلاني والعاطفي والاجتماعي والانطوائي وهذه الشخصيات آية من آيات الله في الكون، فإذا لم يتفهم كل صاحب شخصية صاحبه ومفاتيح تلك الشخصية وكيفية التعامل معها فستقع الكثير من المشكلات، والشخصيات المتشابهة تتفاهم أكثر من غيرها، وكذلك الشخصيات المتكافئة حيث يوجد من القوة في كل شخصية ما لا يوجد في غيرها، أما الشخصيات المتنافرة فهي بيت الداء في العلاقات الزوجية) [حتى يبقى الحب، د.محمد بدري، ص( 506 )].
ما معنى الشخصية؟
عرفها البعض بأنها: (الشخصية هي انتظام دينامي في الفرد للأجهزة النفسية والفسيولوجية، والذي تحد توافقاته الأصلية مع البيئة فالشخصية هي نتاج تفاعل بين الفرد الذى يتميز بخصائص موروثة وبين بيئته الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد مختلفة، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورًا هامًا في نمو الشخصية الإنسانية وتكاملها، ومعنى ذلك أن الإنسان كائن متغير في بيئة متغيرة).
وعرفها آخرون بأنها: (الشخصية هي جملة الصفات الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية والخلقية، التي تميز الشخص عن غيره تميزًا واضحًا.
أي الشخصية هي مجموعة من الخصائص ولكنها فيها صفة التميز، فكل شخص يتميز عن غيره فالشخصية كالبصمة لا تت ول في التوائم) [قياس الشخصية، د.أحمد محمد عبد الخالق، (ص64) ].
ومن أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية :
1- الوراثة.
2- المستوى الثقافي والاجتماعي (البيئة المحيطة بالفرد).
3- التعليم.
أثر الوراثة والبيئة على شخصية الإنسان:
(يتحكم في السلوك الإنسانى مجموعتان من العوامل، وهما:
1-المجموعة الأولى: هى المجموعة ذات الأساس البيولوجي وعلى رأسها الوراثة وبعض العوامل الأخرى مثل: اضطرابات الغد وأمراض الجهاز العصبي …. إلخ.
2-المجموعة الثانية: وهي المجموعة ذات الأساس البيئي وتشمل عمليات التعليم والبيئة الاجتماعية والنفسية المحيطة بالفرد منذ نشأته.
ومن هنا فإن تكوين شخصية الإنسان ومحدات سلوكه نتيجة للتفاعل بين هاتين المجموعتين) [المحدات البيولوجية للسلوك والشخصية، د/حنان سعيد السيد، ص (87-93)، باختصار].
ومن هنا يمكن أن نصل إلى أنه من أسباب المشكلات الزوجية اختلاف النشأة؛ فكل إنسان منا له ظروف مختلفة عن الآخر، من ظروف المولد وتركيب الأسرة وعدد أفرادها وترتيب الميلاد والعلاقات المتبادلة الفرد والديه وإخوته والعلاقات بين الوالدين، فضلًا عن التاريخ التعليمى والصحي، وعامل الوراثة والبيئة يلعبان دورًا هامًا في تكوين الشخصية والذي هو بدوره يختلف من إنسان إلى آخر.
وما لاشك فيه أن تفهم طبيعية ونشأة الطرف الآخر ودراسة البيئة المحيطة به سوف يسهل كثيرًا على الطرف الآخر فهم شريكه وتجنب الوقوع في الخلافات، وحتى وإن حدثت فسوف يكون من السهل الوصول إلى حل يرضي الطرفين لما بينهما من تفاهم قد تم بالفعل.
المرأة العصرية والمعاصرة بات ترى في الاربعين تخلصا من القيود الاجتماعية والذاتية والاقتصادية التي كبلتها في سنواتها العشرين وبداية الثلاثين، وبداية فصل جديد من حياتها تكون فيه هي البطلة بلا منازع.
وقد انعكست هذه الثقافة على مناحي كثيرة من الحياة. فالرجل لم يعد يرى أنها مشرفة على الذبول وأن مدة صلاحيتها قد انتهت (على الأقل في الغرب)، كما أن المصممين لم يعودوا يركزون على الصبايا سواء عندما يطرحون أزياءهم، أو عندما يقومون بحملاتهم الإعلانية، بدليل مادونا التي تعدت الأربعين وكانت وجه محلات «غاب» بأزيائها الموجهة للشابت، وأخيرا وجه دار فيرساتشي، إضافة إلى نجمات أخريات تعدين الأربعين بعدة سنوات. فصناع الموضة والجمال يعرفون جيدا أن هذه الشريحة تمتلك مفاتيح القدرة الشرائية وذوقها يهم كثيرا لكي يحققوا النجاح التجاري أو العكس. كما أن أرباب العمل، في بعض المجالات، باتوا يرحبون بالخبرة خصوصا إذا صاحبها مظهر جميل وشاب يتميز بالنضج والثقة.
ولأن ثقافتنا أصبحت تتأثر بحياة النجوم والنجمات، وهم القدوة والبوصلة التي نقتدي بها في غالب الأحيان، ولا مفر من ذلك نظرا لاقتحام الإعلام من فضائيات ومجلات حياتنا اليومية، فإن الأربعين لم يعد ذلك الرقم المخيف الذي يثير القلق والأرق في نفوس النساء، بل العكس أصبح رقما يدعو للتفاؤل بمرحلة جديدة، نحلم ان نبدو فيها أجمل وأكثر اناقة وجاذبية. فنحن لسنا أقل من نجمات من عيار بروك شيلدز التي ستحتفل بعيد ميلادها الأربعين في شهر مايو المقبل، وساندرا بولوك، 40 سنة، وديمي مور، 42، ويقال إنها حامل بمولودها الرابع، ميشال فايفر، 46، وشارون ستون، 47، إلى جانب أخريات على أبواب هذا الرقم نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر هال بيري، 38، جوليا روبرتس، 37، ليز هيرلي، 39، نيكول كيدمان، 37. القاسم المشترك بين كل هؤلاء النجمات ان روحهن شباب، ولا يبدو أن الزمن أخذ من جمالهن أي شيء، بل العكس تماما، لأنهن تعلمن خلال رحلتهن الحياتية مكامن الضعف والقوة لديهن، واكتسبن خبرة وثقة انعكست عليهن بالإيجاب، ويراها الكثير من الرجال عنصر جاذبية لا يقاوم. فعندما يجتمع الجمال مع الخبرة والثقة تكون النتيجة جذابة ومثيرة جدا.
للأسف لا يمكن تطبيق هذه النظرة المتفائلة على كل المجتمعات، في العديد من أوساط المجتمعات العربية ما زالت المرأة، بإيحاء من المجتمع والرجل، تشعر بأنها تفقد أنوثتها وجمالها عند وصولها الأربعين. وما زالت هذه السن تعني لها أن الوقت قد حان لتعطي المجال لبناتها الشابات بأن يعشن حياتهن، لأن مهمتها انتهت إلى حد ما، وزمنها قد ولى، والآن أصبح عليها انتظار أحفادها والاستمتاع بهم عوض الاستمتاع بحياتها وكيانها. وأمثالنا الشعبية التي تصب في هذا المعنى كثيرة نذكر منها «لن نعيش حياتنا وحياة غيرنا» التي تت على لسان أي أم.
وفي الحالات القليلة التي تحاول فيها الخروج من النظرة أو تسول لها نفسها أن تستمتع بالحياة التي قد لا تكون عاشتها في الصبا، نظرا لرزوحها تحت ثقل المسؤوليات الأسرية أو العقد النفسية، فإنها قد تنعت بالتصابي. صحيح أن هذه النظرة بدأت تتغير في بعض الأوساط لكن النسبة العالية ما زالت تنتمي للعينة الأولى. على عكس ما هو عليه في الغرب حيث تسود ثقافة عامة مفادها أن الحياة تبدأ فعلا بعد الأربعين. وهذه ليست مقولة جوفاء، فالأربعون في الألفية الثالثة هي مرادف لسن الثلاثين في الألفية الثانية.
فبدخولها مضمار المنافسة مع الرجل في مجالات عديدة، وحصولها على استقلاليتها المادية تصالحت المرأة مع ذاتها، وهو ما تجلى في احتفالها بجمالها، ورغبتها أن تعيش سنها وشبابها، لأنها ربما تكون قد قضت سنوات العشرين والثلاثين تتنافس مع الرجل ومع باقي بنات جنسها لإثبات نفسها في العمل، أو تتفانى لإرضاء أطراف أخرى قد تكون الأب والام أو الزوج، وبالتالي لم تتح لها الفرصة في أن تعيش سنوات الصبا كما تريد، وهو ما تحاول التعويض عنه في الأربعين. لكن لا يمكن تجاهل أمر مهم وهو زيادة الوعي بالثقافة الصحية بدءا من التغذية إلى ممارسة التمارين الرياضية، والأهم من كل هذا تقدم العلم والطب وعمليات التجميل، الأمر الذي جعل سن الأربعين اليوم يوازي سن الثلاثين بالأمس قلبا وقالبا. قد يتحامل العديد منا على بعض النجمات لنشرهن ثقافة سطحية الشكل الجميل وضعهن المرأة العادية المقايس والجمال تحت ضغط كبير لتساير الموضة التي ينشرنها: جسم رشيق يميل إلى النحافة أو منحوت، مع وجه خال من التجاعيد وأحيانا التعابير، لكن ما يحسب لهن أنهن في المقابل نشرن وعيا جديدا بأن الحياة لا ترتبط بعمر، وأن لكل مرحلة من مراحل الحياة جمالها ونكهتها التي يجب ان نستمتع بها. في عهدهن أصبح بنطلون الجينز لا يقتصر على الفتيات الصغيرات، ولا الفساتين الحالمة والرومانسية، أو الشعر المسترسل الطويل. كما شجعن المرأة أن تفهم بأنها في هذه السن، يجب ألا تهمل لياقتها وصحتها، وبأن عليها أن تعانق الحياة بنضج أكبر، لا سيما أنها تكون قد تخلصت من كل العقد التي مرت بها غالبيتنا في العشرينات، بدءا من المنافسة مع النفس، ومع الغير لإثبات الذات وإرضاء الآخرين، سواء كان المدير للحصول على ترقية، أو تبني افكار وشخصية تصوغها وفق طلبات عريس حتى تكسبه وما إلى ذلك من الأمور، التي تستنزف الكثير من طاقتها وجهدها وتؤدي إلى الكثير من الضغط والإرهاق النفسي. ومن ميزات أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات الأخرى أنها تكون قد قامت بكل الأدوار المفروضة عليها من قبل المجتمع، كأن تتزوج وتلد وتربي أطفالها، ويصبح بإمكانها أن تتفرغ لنفسها، بالقيام بكل الأمور التي كانت تتمنى القيام بها ولم يكن لديها الوقت أو الشجاعة للقيام بها. لذلك ليس غريبا أن نرى المرأة الأربعينية في الغرب تتوجه في أوقات فراغها إلى النوادي الرياضية وصالونات التجميل، وهي مقتنعة بأن طعم الحياة في الاربعين أحلى لانه يخلو من أي قيود تكبل حريتها واستقلاليتها الذاتية، فهي الآن لا تتنافس مع غيرها، بل فقط مع نفسها. العمل مثلا يتحول إلى متعة وليس لمحاولة لإثبات الذات، والحروب النفسية مع الزملاء والزميلات تتحول إلى علاقات مريحة، وتوقعات الآخر منها أصبحت على ذيل قائمة أولوياتها. فهي ستستمتع بنفسها ونجاحاتها بطريقتها، وذلك بتحفيز نفسها وتقديم ما يرضيها، والحفاظ على شبابها أطول فترة ممكنة. حتى السينما التي يمكن اعتبارها ترجمة للحياة، بدأت تعكس هذه الثقافة.
فسن الأربعين لا تعني بالضرورة انتهاء صلاحية اي نجمة أو انخفاض جاذبيتها كما كان في السابق، بل العكس، فنجمات مثل ديمي مور، جوليان مور، شارون ستون تعدين الأربعين، ومع ذلك يتمتعن بجمال وروح شباب تفتقدها الكثير من بنات العشرين، ولمزيد من الصراحة، فحتى هؤلاء الأربعينيات كان مظهرهن أقل إبهارا وجمالا في العشرينات، وإن كان تألق الصبا في صالحهن. مثل الكثيرات من قريناتهن في هذه السن، لم يكن قد بلورن شخصيتهن تماما، ولم يتعرفن على ما يناسبهن. العديدات منهن كن مجرد مقلدات، ولم يصبحن أيقونات يقتدى بهن إلا بعد أن تجاوزن منتصف الثلاثينات. وليس أدل على ذلك من النجمة ديمي مور، التي حصلت على دور جريء في فيلم «تشارلز آينجلز» وظهرت بملابس سباحة وهي في لياقة جسدية تحسدها عليها بنات العشرين، أو ليز هيرلي التي بنت كل «أسطورتها» على شكلها، ولم يخفت توهج هذه «الأسطورة» حتى وهي في التاسعة والثلاثين من العمر. صحيح أنها لا تأكل إلا وجبة فقيرة واحدة في اليوم، وتوجه إلى النوم وهي تتضور جوعا، حسب اعترافها، لكنها ما زالت تثير الإعجاب وما زال الطلب عليها من قبل المصورين والمعلنين على حد سواء. وهو الأمر الذي لم يكن يتصور أي أحد أن يحدث في الماضي. فحياة عارضة الأزياء مثلا كانت تنتهي بمجرد أن تصل إلى الثلاثين، أما اليوم فهناك عارضات على مشارف الأربعين أمثال ليندا إيفانجليستا وسيندي كروفورد، ما زلن يلهبن الخيال ويثرن الإعجاب أكثر من اي عارضة في 16 من عمرها.
ونفس الأمر يمكن ان يقال على هوليود، حيث ما زالت أسماء هؤلاء تبيع التذاكر ويقبل عليها الشباب. الممثلة ساندرا بولوك، مثلا، وقعت أخيرا عقدا للقيام بالجزء الثاني من فيلم «ميس كونجينيالتي» رغم أنها وصلت الأربعين، وبروك شيلدز حصلت على دور رئيسي في المسرحية الاستعراضية «شيكاغو» وهو نفس الدور الذي قامت به كاثرين زيتا جونز في الفيلم الذي يحمل نفس العنوان وحصلت عليه على جائزة أحسن ممثلة مساندة. مع العلم أن إحدى الممثلات اللاتي سبقن بروك شيلدز لهذا الدور، جينفر إيليسون لا يتعدى عمرها ال21 سنة، أي نصف عمر بروك شيلدز تقريبا.
فالدور يحتاج للكثير من الحركة وبالتالي الى مرونة ولياقة عاليتين، وهو ما يراه منتج المسرحية ممكنا، بعد أن رآها في برودواي وجذبته بكاريزماتيتها وجمالها ورشاقة حركتها.
بروك شيلدز ستكون أيضا أول نجمة أميركية ستقوم بهذا الدور في «الويست إند» بلندن.
وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237]
قد تُستساغ المُشاحَنة في الشَّرَاكات الماليَّة بين الناس – وإنْ كان الأولى ترْكها – غير أنَّه لا يُنكر على مَن يحاسِب شريكَه في تجارة أو نحوها ويُوقفه عندَ كل صغيرة وكبيرة؛ حتى لا تضيعَ الحقوق وتأزَّم العلاقات.
لكن أن يكونَ ذلك في العَلاقات الاجتماعية والإنسانية، فهو أمرٌ غير سائِغ، بل شنيع؛ إذ لا بدَّ من العفو والمسامحة، فقلَّما يسلم أحدٌ مِن التجاوز والغفلة والنِّسيان، فإنْ لم يكن العفوُ فستكون العلاقةُ بين الناس متوتِّرةً وحسَّاسة، وقائمة على الخِلاف الدائم.
تأمَّل في قول الله – سبحانه وتعالى -: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237]، هذا جزءٌ مِن آية تتحدَّث عن التعامل بيْن الرجل وزوجته عندَ الطلاق قبل المسيسِ وبعدَ فرْض المهر؛ يقول المولى – سبحانه وتعالى -: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 237].
ذكر الله – سبحانه وتعالى – العفوَ وحضَّ عليه، وحثَّ في ثنايا الحديث عن الطلاقِ والفراق بين زوجين لم يلتقيَا، ولم يكن بينهما طويلُ ودٍّ ولا عِشرة عُمر – كما يُقال – فكيف بما هو فوق ذلك؟!
قال السعديُّ – رحمه الله – في تفسيرها: إذا طلقتُم النِّساءقبلَ المسيس، وبعد فرْض المهر، فلمطلقات مِن المهر المفروض نصفُه، ولكم نصفُه.
هذا هو الواجبُ ما لم يدخلْه عفوٌ ومسامحة، بأنْ تعفو عن نصفِها لزوجها، إذا كان يصحُّ عفوها؛ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ .
ثم رغَّب في العفو، وأن مَن عفا كان أقربَ لتقواه؛ لكونه إحسانًا موجبًا لشرح الصَّدر؛ ولكون الإنسان لا ينبغي أن يهمل نفْسه مِن الإحسان والمعروف، ويَنسى الفضل الذي هو أعْلى درجات المعاملة؛ لأنَّ معاملة الناس فيما بينهم على درجتين: إمَّا عدل وإنصاف واجب، وهو: أخْذ الواجب، وإعطاء الواجب، وإمَّا فضل وإحسان، وهو إعطاء ما ليس بواجبٍ والتسامُح في الحقوق، والغض ممَّا في النفس، فلا يَنبغي للإنسا أن ينسَى هذه الدرجة، ولو في بعضِ الأوقات، وخصوصًا لمن بيْنك وبيْنه معاملة أو مخالطة، فإنَّ الله مجازٍ المحسنين بالفضل والكرَم؛ ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [1].
إنَّ العفو إذا غاب عنِ الحياة الزوجيَّة معناه تأزم الحياة وتوسَّع الخِلافات وجرح النفوس والتوتُّر الدائِم، والله أعلم بما تَنتهي إليه تلك العَلاقة.
والعفو لا يكون ذا قيمةٍ أو تأثير ما لم يكن مِن الطرفين، يعفو هذا إذا هفَا ذاك والعكس، وبالطبع وحتى لا تنقلِب الحياة كلها إلى ممارسات خاطِئة لا يكون العفو عن كلِّ شيءٍ؛ فهناك مِن الأخطاء ما يحتاج إلى عِتاب أو توبيخ أو ربَّما تأديب، لكن غياب العفو كليةً هو الذي لا يُقبل لأنَّه:
مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ
وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ
ومِن أهمِّ ثمار العفو بيْن الزوجين: زيادةُ الحب، وتقوية العلاقة، وزراعة الاحترام، وتقبُّل الخطأ، وللعفو في الحياة الزوجيَّة طمع وذوق خاص، فعندما تأتي الزوجة وقد أخطأتْ خطأً ما، أو قصرتْ في حاجة مِن حاجات زوْجها، وتقدم اعتذارها فيعفو الزوجُ عنها وكلُّه انشراح وسرور باعتذار زوجته، والتي أشعرتْه أنها لم تكن تتعمَّد الخطأ والتقصير، وتعود الزوجةُ وهي تطير فرحًا بعفو زوْجها، فقد تفهَّم موقفها، ولم يجعلْ من خطئها وتقصيرها بابًا وعذرًا لإيذائها، ولم يستغلَّه استغلالاً بشعًا فيذيقها الأمرَّيْن: مرارةَ الخطأ، ومرارةَ عدم قَبول الاعتذار.
وكذلك الزوجة التي تجِد مِن زوجها تقصيرًا في حقٍّ مِن حقوقها وهي تعلم عدمَ تعمُّده لذلك، لكنَّه أخطأ فلم ترفعِ الدنيا ولم تُقعدها في وجهه، بل عفَتْ قبل أن يعتذِر، فكيف إذا اعْتذر؟
لا غِنى عن العفوِ للزَّوْجين، وإلا فستكون الحياة جحيمًا لا يُطاق، وضرورة العفو تبرُز في أمورٍ أهمها: استحالة العِصمة في أيٍّ من طرَفي المعادلة؛ وطول العِشرة، والاطلاع على حالات النَّفْس المختلفة مِن الرِّضا والغضب، والفرَح والحزن.
وللعفو مجالاتٌ كثيرة يجمعها عندَ حصول تقصير أو تعدٍّ مادي أو معنوي في مطلَب دُنيوي، أما في الدِّين وتعدِّي الحدود الشرعية فلا مجالَ للعفو فيها، ولا يقبل أصلاً مع القول بأهمية الحِكمة والموعِظة الحَسَنة والصبر على الدَّعوة والتربية مِن طرَف لآخر، لكن هذا شيء، والعفو شيء آخَر.
أسأل الله أن يرزُقَنا العفو والعافية في الدُّنيا والآخِرة.
فما أسباب تنمية الحب بين الزوجين؟!هذه بعض نقاط غفل أو تغافل عنها بعض الأزواج يجب التركيز عليها
الكلام العاطفي الصريح ، واستخدام كلمات الحب والغرام ، فقد روي أن السيدة عائشة كانت تقول : " سمعت حبيبي صلىالله عليه وسلم يقول كذا وكذا "
مخاطبة شريك الحياة بالكنىوالألقاب التي يحبها وتدليل الأسماء أو ترقيقها أو ترخيمها ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب السيدة عائشة بقوله : " يا عائش " أو " يا حميراء ".
المزاح والمداعبة ، ومقابلة الطرف الآخر بالكلمةالرقيقة والابتسامة الحانية ، وعدم التجهم والعبوس في وجهه دون مبرر ، وهذا من أهم وسائل الترويح عن الطرف الآخر وتخفيف أحزانه ، وقد ثبت أنه صلىالله عليه وسلم كان يمازح زوجاته ويداعبهن ، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه أن وضع اللقمة في فم الزوجة فيه أجر ومثوبة ، وهو من صورالمداعبة
التغزل في الزوجة وذكر النواحي الجمالية فيها
الإشادة بأخلاق الطرف الآخر وحسن تعامله، وشكره على ما يقدم من خدمات، والإغضاء عن هفواته بتذكر حسناته.
إطراء الزوج لحسن اختيار الزوجة للباسها ، وحسن صنيعها في الطعام وحسن ترتيبها لأثاث المنزل ،واهتمامها بشؤون العائلة.
حرص الزوجة على التزين الدائم لزوجها،وحرصها على اختيار ما يفضله من اللباس ، وانتقاء ما يميل إليه ذوقه من العطر والزينة وغيرها ، وكذلك الحال بالنسبة للزوج .
احترام الزوج لميول زوجته الفكرية واهتماماتها الثقافية، وعدم دفعها أو إجبارها علىالتقيد بنواحي فكرية معينة يميل إليها ، إلا إذا كانت تميل إلى أفكار هدامةمنافية للقيم الدينية والاجتماعية .
احترام مشاعر الطرف الآخروأحاسيسه ، والابتعاد عما يكدر خاطره ويجرح مشاعره ، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لصفية بنت حيي – وكان أبوها من اليهود – : " لقد كان أبوك من أشد الناس عداوة لي حتى قتله الله " فقالت : يا رسول الله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، فلم يذكر صلى الله عليه وسلم أباها بعد ذلك بسوء ، حفاظا على مشاعرها واحتراما لأحاسيسها .
تبادل الهدايا بين الزوجين في المناسبات ، فإن الهديةمن أكبر أسباب المحبة ، كما قال صلى الله عليه وسلم – " تهادوا تحابوا " هدايا الناس بعضهم لبعـــض تولد في قلوبهم الوصـــــــــــ ــالا وتزرع في النفوس هوى وحبا وتكسوهم إذا حضروا جمــــــالا
احترام أهل الطرف الآخر ، والإشادة بهم ، وعدم ذكر عيوبهم والتنقص بهم ، فإنفي ذكر عيوبهم إيذاء للطرف الآخر وتنقص به ، إلا إذا كان على سبيل التحذير من عادة أوخلق معين يتصفون به .
الابتعاد عن سوء الظن بشريك الحياة ، أوالتشكيك في سلوكه دون مبررات وأدلة ، فإن شدة الغيرة والمبالغة فيها معول هدم للحياة الزوجية .
وقد يعتقد كثير من الأزواج ، أن بعض هذه الأمورمنافية لرجولته ، أو تقلل من هيبته أمام زوجته ، ويرجع اعتقادهم هذا لعوامل نفسية أو تربوية أو اجتماعية ، لكن إذا تأمل هؤلاءسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أكمل الرجال رجولة وأعلاهم هيبة سيجدوا الأمر بعكس تصورهم ، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم حافلة بحسن تعامله مع زوجاته وتلطفه بهن ، وكانت العاطفة الصادقة تسود حياته الزوجية ،فقد كان طليق الوجه مبتسما ، ولم يكن متجهما عبوسا ، وهو القائل : " إن الله يحب السهل اللين القريب " ، لا كما يفعل بعض الرجال ، يدخل بيته كالوحش الكاسر يملأ البيت صخبا وصراخا ، ولا يعرف إلا الشدة والعنف والغلظة .
:11_1_123[1]: