تمضي بنا الأيام سراعاً ونحن في غفلتنا وسهونا … لا نعتبر بالمواقف والخطوب ..
حتى الموت .. الواعظ الصامت .. الأمر الجلل .. ما عاد يؤثر في قلوبنا !
كم ودعنا من الأحباب والأصحاب ..؟.. كم ودعنا من الإخوان والرفاق ؟؟
كم ..؟؟ وكم …؟؟؟ وكم…..؟؟؟؟
نسأل الله أن يرفق بنا ويتجاوز عن ذنوبنا …
هذه دنيانا فقر وغنى .. حزن وفرح .. ضحك وبكاء .. لقاء ووداع .. وصال وفراق … راحة وعناء .. سعادة وشقاء ..
متقلبة متلاطمة الأمواج .. سريعة الزوال …!!
أختي ..
ما وددت والله تكدير صفوك .. ولا تنغيص حياتك ..
ولكني أحببت أن أبوح لكِ بنبض فؤادي …
.. لم يبرح ذكر الفراق ذهني ومخيلتي …
فكرت كثيراً بأمركِ وحملت – يشهد الله – همك ..
خشيت عليك من صروف الزمان .. وتقلب الأديان .. وضياع الخير والإيمان .. أسأل الله لي و لكِ الثبات حتى الممات ..
لستُ من يحميكِ من تلك الصروف .. ولا من يمسك قلبكِ عن تتبع أهوائه ووقوعك في شباك شهواته …
وإنما أختٌ لكِ .. أحبتكِ في الله وأنزلتكِ منزلاً من قلبها كمنزل أختها ..
فأحبت أن تحافظ على قلبكِ – بقدر استطاعتها – من الوقوع في مستنقعات الدنيا الدنية !!
وأن ترتقي بكِ وبنفسها إلى منابر النور يوم نحتاج إلى النور في ظلمات المحشر…
نعم .. مشاعرنا ليست ملكنا .. وليس بأيدينا التسلط عليها …
ولكن الذي بأيدينا هو تهذيب تلك المشاعر .. وتوجيهها الوجهة السليمة …
بأيدينا أن نربي أنفسنا على حب الطاعات والمجاهدة للدوام عليها …
بأيدينا أن نبحث في مناجم البشر عن كنوز صالحة يضيء بريقها في ظلمة الغربة ووحشة الطريق .. وصخب الفتن وضجيجها..
أختـــاه … لا أدري من يسبق بالرحيل .. أنا أم أنتِ !! ولكن …
الدنيا بأسرها لا تسوى عند الله جناح بعوضة … فلم أوليناها منزلاً ليس لها..؟
أفراحها .. أتراحها .. جميلها .. وقبيحها.. حسنها وسيئها .. كل ذلك إلى زوال !!
لن يرحل معنا منها إلا صالح العمل وسيئه .. إما أن يثقل الوزن أو يرجح ..!
فلنسارع – أخيتي – لجنة عرضها السماوات والأرض .. ونهجر الدنيا ..
فقد مللنا لهوها .. وسئمنا زيفها … وأدركنا خداعها ومكرها !!
تذكري دائماً …أن الدنيا ظل زائل … من ركن إليها جاهل !!
وأن بعد الحزن فرح .. وبعد الدمعة بسمة .. وبعد التعب راحة .. وبعد الشقاء سعادة .. وبعد الحرمان عطاء ..
وفي البلية تكمن العطيّـة .. وقطرة الدمع تنبت زهور الفرح .. ومن لحظة الضيق تولد ساعة الفرح …
في الختام … أسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا ، ويثقل بالطاعات ميزاننا ، ويمحو بكرمه أوزارنا ويستر عيوبنا ..آمين
دمتم بود …..فى امان الله
[/IMG]