التصنيفات
اكسسوارات وتجهيزات العروس

الشدة التلمسانية عروس غرب الجزائر شيك

[العروس التلمسانية

خليجية

خليجية

خليجية




يسلمو ياعسل

واصلي تميزك




خليجية



حلو مره
مشكوره يامبدعه



ماشاء الله حلوين



التصنيفات
الجلابيات والازياء التقليدية

الشدة التلمسانية اصالة وتميز جزائري

خليجية

خليجية

خليجية




خليجية

خليجية

خليجية




يسلمو



يسلمو



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اصعب دمعه خليجية
يسلمو

شكرا جزيلا على المرور نورتي




التصنيفات
منوعات

اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة

اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة </span>

عن عائشة رصي الله عنها قالت: "دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى". [أخرجه البخاري].
إنّ المُوفَّق لا يُفرِّطُ بشيءٍ من السُّنن حتى في أحلك الظُّرُوف والأحوال.
وكثيرٌ من النَّاس تُشاهِدُونهُ في الأوقات التِّي تضيق بالنِّسبة لهُ يُهدر كثيراً من الواجبات فضلاً عن السُّنن، فهو يتخفَّف من الواجبات لأدْنَى سبب، ويعْذُر نفسهُ بأدْنَى عُذْر بتخلفه عن الواجبات، فمثلاً: يترك الصَّلاة مع الجماعة لأدْنى عُذر، كأن يُصاب بزُكام، أو وعكة خفيفة، فيترك الصَّلاة، أو يُؤخِّرها حتى يخرج وقتُها، ويتخفَّف متعللاً بقوله: الله غفورٌ رحيم!.
نعم الله غفورٌ رحيم، ورحمتُه سبحانه وتعالى وسعت كُلَّ شيء.
يقول سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ). [سورة الأعراف، الآية: 156].
لكن السؤال: لمن سيكتبها؟!.
هل سيكتبها للمُفرِّطين للذِّين يُزاولُون المُنكرات، ويعتمدُون على سعة رحمة الله؟!.
الجواب: لا، فهو سبحانه أخبر عن نفسه أنّه غفورُ رحيم، وأخبر عن نفسِهِ أيضاً أنه شديدُ العقاب، يقول سبحانه: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). [سورة البقرة، الآية: 196].
والله سبحانه وتعالى يغار، ولذا حُدَّت الحُدُود، فكيف يزني الزَّاني ويقول: الله غفورٌ رحيم؟!
وكيف يسرق السَّارق ويقول: الله غفورٌ رحيم، وأن ورحمة الله – جل وعلا – لا تُحد، فقد وسِعت كل شيء؟!.
نعم، إن مع هذا الوعد هناك وعيد، وعلى المُسلم أنْ ينظر إلى النُّصُوص مُجتمعة، فلا ينظر إلى الوعيد فقط فيُصاب باليأس والقُنُوط، ويسلك مسالك الخوارج، وعليه أيضاً ألا ينظر إلى نُصُوص الوعد مُعرضاً عن نُصُوص الوعيد فيسلك مسلك الإرجاء، وينسلخ من الدِّين وهو لا يشعر.
فعلى الإنسان أنْ يتوسَّط في أُمُورِهِ كما هو مذهب أهل الحق مذهب؛ أهل السُّنة والجماعة.
إذاً النبي – عليه الصلاة والسلام- ما فرَّط في هذه السنة رغم ما يُكابِدُهُ من آلام وأوجاع، ومن عرف الله، وتعرَّف على الله في الرَّخاء، عرفهُ في الشِّدَّة.
من أراد أنْ ينظر الشَّواهد الحيَّة على ذلك على ذلك فليزر المرضى في المُستشفيات، لاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة؛ بل ينظر إلى أماكن العِناية، وينظر الفُرُوق.
دخلنا المُستشفى مرَّةً، فإذا بشخص عمُره أكثر من ثمانين، وهو في آخر لحظاتِ حياتِهِ، وعلى لسانِهِ اللَّعن والسَّب والشَّتم، ويلعن باللعن بالصَّريح، لا يفترُ عن ذلك!.
وخرجنا من عندهُ وهو على هذه الحال؛ لأنَّهُ عاش أيَّام الرَّخاء على هذه الحال.
وشخصٌ، بل أشخاص بغرف العناية، لا يعرف الزَّائِرين من حوله، ويُسْمع القرآن منهُ ظاهراً، يُرتِّل القرآن ترتيلاً، وهو لا يشعر بمن حوله، لأنه مُغمىً عليه!.
وكم من شخص في حال إغماء، فإذا جاء وقتُ الأذان أذَّن أذاناً واضحاً وظاهراً يُسْمَع منهُ؟!.
وكم من شخص يُلازم الذِّكر وهو يرقد بالعناية المركّزة، وتُرى علاماتُ الذِّكر على وجهِهِ.
قدِّم تجِد، وتعرَّف على الله في الرَّخاء يعرفك في الشِّدَّة.
أما لأدنى سبب تعذر نفسك وتترك الواجبات فضلاً عن المُستحبَّات، ففي النِّهاية لن تُعان.
كثير من طُلاَّب العلم – مع الأسف الشَّديد – ليس لهم نصيب كما ينبغي من كتاب الله -عز وجل- ، فإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة، في الأوقات المُفضَّلة في العشر الأواخر من رمضان في مكة يتفرَّغ للعبادة، فيجلس من صلاة العصر إلى أذان المغرب يتعرَّض لِنفحات الله في ذلك الوقت، يفتح المُصحف؛ لكن ليس لهُ رصيد سابق طُول عُمره، ويُريد أنْ يستغل هذه الأيام، فهل يُعان على قراءة القرآن؟!.
لا، لن يُعان أبداً على هذا موجُودة!.
تجد شخص من خيار النَّاس يفتح المُصحف بعد صلاة العصر خمس دقائق ثُم يغلق المُصحف، يمل ويتلفَّت يمنة ويسرى لعلُّه يرى أحداً يقضي معه بعض الوقت يُنفِّس عن نفسه!.
فهل أنت في كُربة حتى يُنفِّس عنك؟!.
لكن رأينا من ينظر إلى السَّاعة، وكيف أن الأوقات تنقضي بسُرعة قبل أنْ يُكمل ما حدَّدَهُ من تِّلاوة حِزبهُ الذِّي اعتادهُ!.
في الحديث: "من حجَّ فلم يرفُث ولم يَفْسُق خرج من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّه".
والحج أربعة أيَّام، فماذا على العبد لو سكت عما لا يحل أربعة أيام؟!.
لكن: هل سيُعان على السُّكُوت، وهو طول أيَّامِهِ أيَّام الرَّخاء في قيل وقال؟!.
والله لن يُعان على السُّكُوت!.
فعلى الإنْسان أنْ يتعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعرف في مثل هذه اللحظات.
وكما قال الله جل وعلا: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى). [سورة الليل، الآية: 4] ففي العناية كما قلنا: شخص يلعن، ويسبُّ ويشتم، وشخص آخر يقرأ القُرآن.
فهل هذا يعني أنّ الله – جل وعلا – ظلم هذا، ولطف بهذا؟!.
أبداً، تعالى الله عن ذلك.
لكن هذا الذي يلعن و يسبُّ ويشتم ما قدَّم لنفسه، وهذا الذي يقرأ القُرآن قدَّم لنفسه، والنَّتيجة أمامه.
النَّبي – عليه الصلاة والسلام – يُكابد من المرض ما يُكابد، ومع ذلك يحرص على تطبيق السُّنَّة: "فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى".
فبعد ما فرغ، وبمُجرَّد فراغه – صلى الله عليه وسلم – رفع يدهُ أو إصبعه، ثُمَّ قال: "في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى". – عليه الصلاة والسلام – وخرجت رُوحُهُ الشَّريفة إلى بارئِها.
وكانت عائشة تقول: "مات بين حاقنتي وذاقنتي". وهي الوهدة المُنخفضة ما بين الترقوتين، والذِّقن معروف: مكان اللحية.
قولها رضي الله عنها: "مات بين سحري ونحري". هذا من مناقبها، رضي الله عنها.
وفي لفظٍ: "فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يُحب السواك" فقلت: "آخذه لك؟" فأشار برأسه: أن نعم". وهذا لفظُ البُخاري، ولمسلم نحوه.
فعلينا أنْ نحرص أشدَّ الحرص على الواجبات، وما تقرَّب أحدٌ إلى الله بأفضل مما افترض عليه.
وأيضاً ينبغي الحرص على تطبيق السُّنن في الرَّخاء ليُمكَّن منها العبد في الشِّدَّة، ولِيَأْلَفها، ولِيَتجاوز مرحلة الاختبار إلى مرحلة التَّلذُّذ بالطّاعة والعبادة، فيكُون لهُ نصيب من الذِّكر، ومن التِّلاوة، ومن الانكسار بين يدي الله – عز وجل – وكلُّ ذلك ليُعرف إذا احتاج فيما بعد، وليُكْتب لهُ هذا العمل إذا مرض وعجز عنهُ، فيستمر لهُ أجرُ هذا العمل، وتُجرى عليه حسناته.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين




خليجية



بارك الله فيكي ياا عوومري



سندس
بارك الله فيكي يالغالية وكل عام وانت بخير



التصنيفات
منتدى اسلامي

انتظار الفرج وقت الشدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

الحمد لله الحميد في وصفه وفعله الحكيم في

خلـقه وأمـره الـرحـيم فـي عطـائــه ومنـعــه

المحمود فـي خفضه ورفعه وأشهد أن لا إله

إلا الله وحده لا شريك له في كماله وعظمته

ومجـده وأشهـد أن محمدا عبـده ورســولــه

أفضـل مـرسل مـن عنده اللهـم صل وسلـــم

عـلى محـمـد وعـلى آلــه وصحبــه وجـنــده

أما بعـد أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفكروا

فـي حـكـم المولـى فـي تصريف الأمور وأنه

المحمـود علـى ذلك ، المثني عليه المشكور

واعلمــوا أن مـا أصابكــم من مصيـبة فبمـا

كسبـت أيديكـم ويعــفـو عن كثـير و أن هذه

الشــدة و اللأواء لا بــد أن يفرجها من هـو

عــلى كل شيء قدير ولا بد أن يبـدل الشـدة

بضدها والعـسر بالتيسير ، بذلك وعـد وهو

الصــادق السميع البصـيـر ، فعودوا عــلـى

أنفسكم بالاعتراف بمعاصيكــم وعيوبكــم ،

وتوبوا إليه توبة نصوحا من جميع ذنوبكم

وقومـوا بما أمركم الله به وهـو الصبر عند

المصائب ، واحتسبوا الأجـر والثواب ، إذا

أنابتكم المكـاره والنوائب ، وكــونــوا فــي

أوقاتكـم كلها خاضعيــن لربكــم متضرعين

وفـي كل أحوالكم سائلين له كشف ما بكـم

ولكـرمه مستعرضين ووجهوا قلوبكم إلــى

من بيده خزائن الرحمة والأرزاق وانتظروا

الفـرج وزوال الشـدة من الرؤوف الرحيــم

الخلاق ، فإن أفضل العــبادة انتظار الفرج

من الرحيم الرزاق ، وإياكـم أن يستـــولي

على قلوبكم القنـوط واليأس ، أو تتفوهوا

بالكــلام الــدال عـلــى التضـجـر والتسخط

والإبلاس ، فإن المؤمن لا يزال يسأل ربه

ويطمع في فضله ويرجوه ولا يزال مفتقرا

إليه في جلب المنافع ، ودفع المضار مــن

جميع الوجوه،إن أصابته السراء كان فــي

مقدمة الشاكرين ، وإن نالتـه الضراء فهو

من الصابرين ،يعلم أنه لا رب له غير الله

يقصده ويدعوه ولا إله لــه ســواه يؤملـه

ويرجوه ، ليـس لـه عن باب مولاه تحول

ولا انصراف ولا لقلبه تلفـت إلى غيــره ،

ولا تعلـق ولا انحراف ، لا تخرجه السراء

والنعــم إلى الطغـــيان والبطر ، ولا يكون

هلوعا عند مس الضراء متسخـطا للقضاء

والقدر يتمشى مع الأقدار السارة والمحزنة

بطمـأنيـنة وسكـون ويهـدي الله لهـا قلبــه

لعلـمـه أنهـا تقدير مـن يقـول للشـيء كـن

فيكـون فهذا عبد موفق قد ربح على ربــه

وقـام بعبـوديته في جميع التقلبات ، وقــد

نــال السعادتين راحـة البال وحسن الحال

والمآل واكتسب الخيـرات ( مَا أَصَابَ مِن

مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ

قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11

الشيخ : عبدالرحمن السعدي

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

منقــــــــــــــــــــول




جزاك الله خير



خليجية




جزاك الله خيرا اللهم اجعلنا من الصابرين



التصنيفات
منوعات

]لكل مكروب ومهموم ومحزون [ الفرج بعد الشدة ] قصص وعبر

لكل مكروب ومهموم ومحزون [ الفرج بعد الشدة ] قصص وعبر
مرام محمد صالح المحمود

لكل مكروب ومهموم ومحزون

الفرج بعد الشدة

قصص وعبر

(إن مع العسر يسرا)
يا أيّها الإنسان.. بعد الجوع شبع، وبعد الظمإ ريّ، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، ويفكّ العاني، وينقشع الظلام (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو بأمر من عنده).
بشّر الليل بصبح صادق سوف يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية، بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشّر المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة.
فلا تضق ذرعاً، فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.

د / عائض بن عبد الله القرني

كرب ومطر وجوع
عن أبي قلابة المحدث، قال: ضقت ضيقة شديدة، فأصبحت ذات يوم، والمطر يجيء كأفواه القرب، والصبيان يتضوَّرون جوعاً، وما معي حبة واحدة فما فوقها، فبقيت متحيَّراً في أمري. فخرجت، وجلست في دهليزي، وفتحت بابي، وجعلت أفكر في أمري، ونفسي تكاد تخرج غماً لما ألاقيه، وليس يسلك الطريق أحد من شدة المطر.
فإذا بامرأة نبيلة، على حمار فاره، وخادم أسود آخذ بلجام الحمار، يخوض في الوحل، فلما صار بإزاء داري، سلم، وقال: أين منزل أبي قلابة؟ فقلت له: هذا منزله، وأنا هو.
فسألتني عن مسألة، فأفتيتها فيها، فصادف ذلك ما أحبّت، فأخرجت من خفّها خريطة، فدفعت إليّ منها ثلاثين ديناراً. ثم قالت: يا أبا قلابة، سبحان خالقك، فقد تنوق في قبح وجهك، وانصرفت.
عبد الله العابد – صنعاء

بعد فساد الزرع
قال بعض العلماء: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البَرَدُ فذهب بزرعها، فجاء الناس يعزّونها فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأَحسنِ الخلف وبيدك التعويض مما تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإنّ أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك،
قال: فلم أبرح حتى مرّ رجل من الأَجِلاء، فحدّث بما كان؛ فوهب لها خمسمائة دينار، فأجاب الله دعوتها وفرَّج في الحين كربتها.
عبد العزيز عبد الغني – صنعاء

استحكمت حلقاتها
أضجع أحد الجزارين كبشا ليذبحه بالقيروان، فتخبط بين يديه وأفلت منه وذهب، فقام الجزار يطلبه وجعل يمشي إلى أن دخل إلى خربة، فإذا فيها رجل مذبوح يتشحط في دمه ففزع وخرج هاربا. وإذا صاحب الشرطة والرجالة عندهم خبر القتيل، وجعلوا يطلبون خبر القاتل والمقتول، فأصابوا الجزار وبيده السكين وهو ملوَّث بالدم والرجل مقتول في الخربة، فقبضوه وحملوه إلى السلطان فقال له السلطان: أنت قتلت الرجل؟ قال: نعم! فما زالوا يستنطقونه وهو يعترف اعترافا لا إشكال فيه، فأمر به السلطان ليُقتل فأُخرج للقتل، واجتمعت الأمم ليبصروا قتله، فلما هموا بقتله اندفع رجل من حلقة المجتمعين وقال: يا قوم لا تقتلوه فأنا قاتل القتيل! فقُبض وحُمل إلى السلطان فاعترف وقال: أنا قتلته! فقال السلطان قد كنت معافى من هذا فما حملك على الاعتراف؟ فقال: رأيت هذا الرجل يُقتل ظلما فكرهت أن ألقى الله بدم رجلين، فأمر به السلطان فقُتل ثم قال للرجل الأول: يا أيها الرجل ما دعاك إلى الاعتراف بالقتل وأنت بريء؟ فقال الرجل: فما حيلتي رجل مقتول في الخربة وأخذوني وأنا خارج من الخربة وبيدي سكين ملطخة بالدم، فإن أنكرت فمن يقبلني وإن اعتذرت فمن يعذرني؟ فخلَّى سبيله وانصرف مكرَّما.
صادق عائش – صنعاء

——————-
أبشر ولا تحزن
في الحديث عن الترمذي: (أفضل العبادة انتظار الفرج) وكما قال سبحانه: (أليس الصبح بقريب)!.. صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح، تقول العرب: (إذا اشتد الحبل انقطع) والمعنى إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجاً ومخرجاً. وقال سبحانه وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) وفي الحديث الصحيح: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) وقوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا) قال عمر بن الخطاب – وبعضهم يجعله حديثاً- : (لن يغلب عسرٌ يسرين)، ومعنى الآية أنه لما عرّف العسر ونكّر اليسر، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسماً معرّفاً ثم أعادته فهو هو، وإذا نكّرته ثم كررته فهو اثنان. وقال سبحانه: (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، وفي الحديث الصحيح: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب)، وقال الشاعر:

إذا تضايق أمر فانتظر فرجاً
……….. فأقرب الأمر أدناه إلى الفرج

يقول بعض المؤلفين: إن الشدائد – مهما تعاظمت وامتدت- لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً، أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.

فما هي إلا ساعة ثم تنقضي
……… ويحمد غِبَّ السير من هو سائر

سليمة الخياط- اليمن
——————-

حرّ العطش وبرد الفرج
قال أحد السلف: كنت في طريق الحجاز فعطش الناس في مفازة تبوك، فنفذ الماء ولم يوجد إلا عند صاحب لي جمّال، فجعل يبيعه بالدنانير بأرفع الأثمان فجاء رجل كان موسوماً بالصلاح عليه قطعة نطع يحمل ركوة، ومعه شيء من دقيق فتشفّع بي إلى الجمّال أن يبيعه الماء بذلك الدقيق، فكلّمته فأبى عليّ ثم عاودته فأبى. قال: فبسط الرجل النطع ونثر عليه الدقيق ثم رمق السماء بطرفه وقال: إلهي أنا عبدك وهذا دقيقك ولا أملك غيره، وقد أبى أن يقبله. ثم ضرب بيده النطع وقال: وعزّتك وجلالك لا برحت حتى أشرب! فوالله ما تفرقنا حتى نشأ السحاب وأمطر في الحين فشرب الماء ولم يبرح. فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رُبَّ ذي طمرين لا يُؤبَهُ له مطروح بالأبواب لو أقسم على الله لأبَّره.
عابد عبد العزيز- اليمن

يا مجيب الدعوات
أصاب الفقر والحاجة شيخ القراء في زمانه عاصم بن أبي إسحاق، فذهب إلى بعض إخوانه فأخبره بأمره، فرأى في وجهه الكراهة، فضاق صدره وخرج لوحده إلى الصحراء، وصلى لله ما شاء الله تعالى، ثم وضع وجهه على الأرض، وقال: يا مسبّب الأسباب! يا مفتَّح الأبواب! ويا سامع الأصوات! يا مجيب الدعوات! يا قاضي الحاجات! اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك، يلح على الله بهذا الدعاء- حتى قال: فوالله ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعة بقربي، فرفعت رأسي فإذا بحدأة طرحت كيساً أحمر، فأخذت الكيس فإذا فيه ثمانون ديناراً وجوهراً ملفوفاً في قطنة، فبعت الجواهر بمال عظيم واشتريت منها عقاراً، وحمدت الله تعالى على ذلك.
سليمة الخياط- اليمن

——————-
فيما يفرج به الهم والغم
دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فرأى فيه رجلاً من الأنصار، يقال له أبو أمامة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني..
سليمة الخياط – اليمن

لا حول ولا قوة إلا بالله
جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أُسر ابني عوف. فقال له: أرسل إليه فقل له إن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله. فأتاه الرسول فأخبره، فأكب يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكانوا قد شدوه بالقد فسقط عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فإذا هو يسرح القوم الذين شدوه فصاح بها فأتبع آخرها أولها فلم يفاجئ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف، ورب الكعبة،.. فقالت أمه: واسوأتاه عوف كئيب بألم ما فيه من القد.. فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلا. فقص على أبيه أمره فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اصنع ما كنت صانعا بإبلك ونزل قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
سليمة الخياط – اليمن

حادثة الإفك
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: ( .. وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي.. قالت فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه. قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال فقال أبي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت، وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيراً: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدّر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه، قالت: فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة أما الله فقد برأك، قالت: فقالت لي أمي قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت: وأنزل الله تعالى: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) الآيات العشر، ثم أنزل الله هذا في براءتي.
عزيز عبيدان- تعز

الطب النبوي
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال: (يا فتى ألا أهب لك ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: (بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)
أبو عبد الرحمن- اليمن

فادع بهذا الدعاء
عن أصبغ بن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثاً لم نطعم شيئا –أي: من الجوع- فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت: يا أبتِ! الجوع! –تشكو الجوع- قال: فأتيت الميضأة، فتوضأت وصليت ركعتين، وأُلهمت دعاء دعوت به، في آخره: اللهم افتح عليّ منك رزقاً لا تجعل لأحد عليّ فيه مِنَّةً، ولا لك عليّ في الآخرة فيه تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين! ثم انصرفت إلى البيت، فإذا بابنتي الكبيرة وقد قامت إليّ وقالت: يا أبه! جاء رجل يقول إنّه عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمّال عليه دقيق، وحمّال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء فادع بهذا الدعاء، تأتك حاجتك،
قال أصبغ بن زيد: والله ما كان لي أخ قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
مراد العامري – إب
سليمة الخياط – اليمن

أتدلُّ العبادَ على الله ثم تنساه؟!
عن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به،
قال: فتوضأت وكان لي صديقٌ لا يزال يقسم علي بالله إن يكن بي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضتْ له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال: فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد، أفرغ عليَّ النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق! أتدل العباد على الله ثم تنساه؟!
قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، وانصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم..
مراد العامري – إب

ساقها لي بدعائي
كان رجلٌ من العباد مع أهله في الصحراء في جهة البادية، وكان عابداً قانتاً منيباً ذاكراً لله، قال: فانقطعت المياه المجاورة لنا وذهبت ألتمس ماء لأهلي، فوجدت أن الغدير قد جفّ، فعدت إليهم ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة فلم نجد ولو قطرة وأدركَنا الظمأُ، واحتاج أطفالي إلى الماء، فتذكرت رب العزة سبحانه القريب المجيب، فقمت فتيممت واستقبلت القبلة وصليت ركعتين، ثم رفعت يديّ وبكيت وسالت دموعي وسألت الله بإلحاح وتذكرت قوله: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) قال: والله ما هو إلا أن قمت من مقامي وليس في السماء من سحاب ولا غيم، وإذا بسحابة قد توسّطت مكاني ومنزلي في الصحراء، واحتكمت على المكان ثم أنزلت ماءها، فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا فشربنا واغتسلنا وتوضأنا وحمدنا الله سبحانه وتعالى، ثم ارتحلت قليلاً خلف هذا المكان، وإذا الجدب والقحط، فعلمت أن الله ساقها لي بدعائي، فحمدت الله عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
مراد العامري – إب

——————-
إبراهيم التميمي في سجن الحجاج
لما أُدخل إبراهيم التميمي سجنَ الحجاج رأى قوما مقرّنين في سلاسل، إذا قاموا قاموا معا، وإذا قعدوا قعدوا معا، فقال: يا أهل بلاء الله في نعمته، ويا أهل نعمة الله في بلائه، إن الله عز وجل قد رآكم أهلا ليبتليكم، فأروه أهلا للصبر،
فقالوا: من أنت رحمك الله؟
قال: أنا ممن يتوقع من البلاء مثلما أنتم عليه،
فقال أهل السجن: ما نحب أنَّا خرجنا.

اذكرني عند ربك
قال أحدهم: صحبنا إبراهيم التميمي إلى سجن الحجاج، فقلنا له: أوصنا، فقال: أوصيكم أن تذكروني عند الرب الذي فوق الرب الذي سأل يوسف أن يذكره عند ربه.

الفرج
قال الفضيل بن عياض رحمه الله وهو يحدث عن (إبراهيم التميمي) إن إبراهيم قال: إن حبسني (يعني الحجاج) فهو أهون علي، ولكن أخاف أن يبتليني فلا أدري على ما أكون عليه؟ (يعني من الفتنة)، فحبسني، فدخلت على اثنين في قيد واحد، في مكان ضيق لا يجد الرجل إلا موضع مجلسه، فيه يأكلون، وفيه يتغوطون، وفيه يصلّون قال: فجيء برجل من أهل البحرين، فأدخل علينا، فلم يجد مكانا، فجعلوا يتبرمون منه، فقال: اصبروا، فإنما هي الليلة، فلما كان الليل قام يصلي، فقال: يا رب مننت علي بدينك، وعلمتني كتابك، ثم سلطت علي شر خلقك، يا رب الليلة الليلة، لا أصبح فيه، فما أصبحنا حتى ضَرب بوّابُ السجن: أين البحراني؟ فقلنا: ما دعا به الساعة إلا ليقتل، فخُلَّيَ سبيلُه، فجاء فقام على الباب، فسلم علينا، وقال: أطيعوا الله لا يعصكم..

أ.م – صنعاء
——————-

السحر
قالت إحدى النساء تغيَّر عليّ زوجي في فترة معينة حتى صار يضربني ويسيء معاملتي فتعجبت من صنيعه ومن تغيّره بعدما قضيت معه سنوات عدة في استقرار؟
هل أخطأت عليه؟ هل؟ هل؟
أسئلة كثيرة كنت أفكر فيها ليلا ونهارا.
ومع الأيام ازداد زوجي سوءا حتى مللت الجلوس معه وأعلمت أهلي بخبره فنصحوني بالصبر وذكّروني بأبنائي حينها علمت أنْ لا ملجأ لي إلا الله تعالى فبدأت بالصيام ولزمت الدعاء والاستغفار وقيام الليل وصرت أعلَّم أبنائي القرآن الكريم وأروي لهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي يوم دخل زوجي وضربني وبالغ في إساءته لي حينها لم أعد أصبر على الجلوس معه فاتصلت بأهلي وأنا أبكي فجاؤوا إلى البيت ورأيت منهم الشفقة لحالي وحال أبنائي، وبينما كنا جالسين في البيت هدأت قليلا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث وفجأة قطع حديثنا صوت قويّ فهرعنا سراعا إلى المطبخ ظنا أنه أنبوب الغاز أو الكهرباء فلم نجد شيئا عندها خرجنا إلى ساحة البيت فرأبنا عجبا رأينا (بلاطة) خرجت من مكانها فاقتربنا منها ونحن خائفون متعجبون وتساءلنا أحقا كان الصوت الشديد منها فرفعناها ونظرنا تحتها وكانت الحقيقة.. لقد كان هناك شيءٌ من عمل السحر.. وفورا اتصلنا بأحد المشايخ وأخبرناه فَقَدَّمَ لنا طريقةً للتخلص منه وأما زوجي فكان خارج البيت ولكنّ الذي فاجأني كثيراً وأفرحني أنه قدم سريعا بعد إحراق السحر ودخل البيت لكن هل سيفعل ذَاتَ الفعل قبل ساعات؟ أبدا لقد دخل فرحا بثغر مبتسم وصدّقوني أن حالنا صارت بعد ذلك أحسن من ذي قبل.. حقا لقد أحسست بضرورة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى في كل أمر.
م.ش – بريدة

شفيت من السحر
لم ينتهِ حديث النساء عن فضل الصدقة حتى خلعت واحدة منهن عقدها الغالي الثمين وأعطته لإحداهن لتقوم ببيعه وتسليم ثمنه لعائلات فقيرة فلما ذهبت به إلى بائع الذهب وأراد وزنه أخرج (فصا) في وسط العقد فأذهله ما رأى وتعجّب، فقد شاهد شيئا من عمل السحر داخل (الفص) فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه والحمد لله.
أبو عبد الله – الرياض

لكلًّ شكوى
أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة: استدان زوجي من شخص (أربعة وعشرين ألف ريال) ومرت سنوات ولم يستطع معها زوجي جمع المال وقد أثقل الدَّينُ كاهله حتى أصبح دائم الهم والحزن فضاقت بي الدنيا لحال زوجي.. وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله تعالى بإلحاح – وأنا أبكي بشدة – أن يقضي الله تعالى دين زوجي، وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوءا وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر فقال وهو عاجز عن الكلام يبكي بكاء شديدا لم أره يبكي منذ زواجنا ودموع الفرح بادية عليه: إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي أما أنا فتلعثمت ولم أدر ما أقول فكأنّ جبلا انزاح عن رأسي ولهج لساني بشكر الله تعالى على ما أنعم به علينا. وشكرت صاحب الدَّينِ.
عبد الرحيم – السعودية

جزاء الإحسان
أصيبت (بفشل كلوي) – نسأل الله السلامة والعافية والشفاء لمرضى المسلمين- عانت منه كثيرا بين مراجعات وعلاجات فطلبت من يتبرع لها بكلية (بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال) وتناقل الناس الخبر ومن بينهن تلك المرأة التي حضرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات وفي اليوم المحدد دخلت المريضة على المتبرعة فإذا هي تبكي فتعجبت وسألتها ما إذا كانت مكرهة فقالت: ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي إلى المال ثم أجهشت بالبكاء فهدأتها المريضة وقالت: المال لك ولا أريد منك شيئا.. وبعد أيام جاءت المريضة إلى المستشفى وعند الكشف عليها رأى الأطباء العجب فلم يجدوا أثرا للمرض فقد شفاها الله تعالى ولله الحمد.
هـ. ق. – الرياض

إنه ولي حميد
حكت لي جدتي عن بدايات زواجها وبعد أن رزقت بمولودها الأول (عمي ناصر) تعرضوا لجدب شديد مع قلة الأمطار، ونضوب المياه في الآبار؛ حتى جف الضرع وكاد الزرع أن يهلك، وقد أقيمت صلاة الاستسقاء ولأكثر من مرة دون أن يمطروا!.. وفي لحظة يأس وحزن من الناس، ومن فرط حرص جدي – رحمه الله- خوفاً على زرعه وماشيته، خرجت جدتي بصبيّها الصغير وذهبت إلى مكان خال، وجلست وهي مستقبلة القبلة وصغيرها على فخذيها، قد رفعت يديه الصغيرتين إلى السماء وأخذت تدعو بقلب خاشع وعين دامعة أن يسقيهم الله ويغيثهم مما هم فيه من الكرب والشدة والجدب، ومع خشوعها وتذلّلها بين يديه سبحانه؛ وارتفاع صوتها بالبكاء؛ بكى الصغير لبكائها وارتفع صوته لنحيبها!.. لتتنزل الرحمات، وتتلبد السماء بالغيوم، ويأتي الفرج الذي طال انتظاره.. وصدق الله العظيم: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).
هـ. ق. – الرياض

من المسؤول
في صباح يوم كنت أرشف من معين مجلتنا الفوائد والمتع.. مرت لحظات يسيرة حتى شد انتباهي موضوع الغلاف للعدد 43 (الفرج بعد الشدة) حيث أثار العنوان كوامن الذكريات لدي كغيري من البشر، تذكرت كثيراً من الشدائد والكرب وما حصل بعدها من آيات الفرج، ثم تذكّرت نعم الله التي لا تُعَدُّ ولا تحصى لقوله سبحانه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) حمدت ربي، ثم عزمت على كتابة بعض الخواطر والفوائد في ذات الموضوع من باب الإدلاء بالدلو.. في تلك الدقائق الجميلة أراد الله خلاف ما أردت وهاكم تفاصيل الحدث باختصار..
أضاع أخي جواله وطلب مني إعارته جوالي ريثما يقتني جوالاً فوافقت وأخرجت بطاقة جوالي (الشريحة) مرت الدقائق سريعة حتى تذكرت البطاقة فقمت فزعاً للبحث عن المكان الذي خبأتها فيه لكني للأسف نسيت تماماً ولم يكن أمامي إلا البحث الشامل فبطاقة جوالي عزيزة عليّ بحكم وجود رقمي لدى الأهل والإخوان والزملاء.. بدأت البحث بهدوء في الأدراج ثم الكتب التي كانت أمامي دون العثور عليها.. مضت دقائق البحث الأولى بسلام دون توتر يُذكر أو بحث فوضوي، لحظات ودخل أخي الصغير القادم من مدرسته فأخبرته بالقصة فوافق على البحث معي.. وبأسلوب شبه طفولي بدأنا البحث فأخرجنا (كنب) الغرفة من مكانه علّ البطاقة تكون مختبئة خلفه، لم أتحمل الانتظام والبحث معه حتى عمدت إلى الكتب الموجودة ووضعتها أرضاً وجلست أفتش الصفحات كأني باحث حاذق أو عالم جهبذ وقد بدأ ضغط دمي يرتفع بتدرج وعلامات الحيرة والغضب تعانق صفحات وجهي..
مضت الدقائق مسرعة لا تلوي على شيء دون العثور على البطاقة، انتهيت من تفتيش الكتب وعدت إلى أخي المتواجد معي أجرّ أذيال الفشل.. أحاول السيطرة على غضبي حتى لا تتضاعف المشكلة وأُحْرَمَ الأجر فاستعذت بالله من الشيطان ثم جلست في إحدى زوايا غرفتي وقد نال مني التعب والإعياء وبلغا مني مبلغا.. مضت ساعة ونصف الساعة ونحن داخل الغرفة يتصبب العرق منا وكأننا داخل منجم.. لحظات ويدخل أبي حفظه الله ليفاجأ بمشهد أشبه ما يكون بمشاهد الدمار والخراب بعد قصف مكثّف.. ارتسمت على شفتيه ابتسامة متسائلاً عن سبب هذه الفوضى فأجبته بصوت خافت.. ولا أذكر من كلامه إلا قوله ابحثوا بهدوء وتأنًّ وستجدونها بإذن الله.. وبعد استراحة قصيرة أعدنا كل شيء إلى مكانه وبعد الانتهاء من الترتيب لفت نظري مجلة الأسرة العدد 180 التي كانت على (الماسة) هرعت إليها أقلّب الصفحات ولسان الحال (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) وبين صفحتين وجدت ضالّتي فخررت ساجداً لله رب العالمين شكراً على هذه النعمة، تذكرت حينها وطأة الشدة والكرب، ونعمة الفرج واليسر.. ولن يغلب عسرٌ يُسرين وصدق الله (فإن مع العسر يسرا . . إن مع العسر يسرا) فلله الحمد والمنّة.
ياسر عياش أحمد – الحديدة

الإرهابيون
في غُضُونِ حادث تفجير المدمرة (كول) في اليمن، حدث لأحد الإخوة وهو وصديقه موقفٌ صعب وحرج، ففي تلك الفترة هزّهم الشوق والحنين لزيارة مدينة عدن لغرض النزهة والترويح عن النفس..
وبعد وصولهما إلى مدينة عدن صعدا حافلة الركاب وهنا بدآ يتهامسان وكان جُلُّ حديثهما يدور حول المدمرة (كول) وما حدث لها، وفي أي مكان تمّ تدميرها، وفي تلك الفترة كانت السلطة تبحث عن كل من تشتبه بصلته بالحادث، ولأن صاحبينا ملتحيان، فقد حامت حولهما الشكوك، ووقعا فريسة سهلة لأحد أعوانِ شرطة ما يسمّى بمكافحة الإرهاب، والذي كان في المقعد الخلفيّ يرصد كل ما يقولانه بالحرف الواحد!!
وفجأة ودون سابق إنذار، فوجئنا بـ(الطقم العسكري) يحاذي الحافلة، ويطلب منهما سرعة تسليم نفسيهما ورفع أيديهما وصعود (الطقم) دون نقاش وجدال فنظرا يمنةً ويسرةً علَّ المطلوبين غيرهما، وإذا بالعسكر يطلبون منهما سرعة النزول دون تلكّؤ، فأخذا يراجعان العسكر ويطلبان منهم معرفة السبب، ولكن دون جدوى، فسلّما أمرهما لله وصعدا (الطقم) وهما مكبَّلان بالقيود وكلٌّ منهما ينظر إلى صاحبه ويضحك من شر البلية التي حلَّت بهما من حيث لا يدريان، حيث كان آخر مطاف نزهتهما خلف قضبان الحديد وبعد ذلك بدأت القضية وتمّ استدعاؤهما للتحقيق.. واتسعت رقعة القضية ودخلت منحدراً خطيراً، حتى كادا أن يتورّطا في حادثة لا ناقة لهما فيها ولا جمل.
وبعد أن بلغ بهما الأمر مبلغه واستحكمت حلقات الضيق، وجفَّ الريق، جاءت براءتهما كفلق الصبح، فحُلّت الأزمة، وزالت الغمّة وجاء الفرج بعد الضيق والشدة والكربة، فكانت نزهة عجيبة غريبة، ودرساً من دروس الحياة التي لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة.

عزيز غالب عبيدان- اليمن- تعز

كرب المستشفى
أسعفت زوجتي في تلك الليلة، أخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة، كانت في حالة يرثى لها، وفور وصولنا إلى المستشفى هبت جميع الطبيبات والممرضات بورقة قلن إنّ عليّ أن أوقَّع فيها بالموافقة على إجراء عملية قيصرية عاجلة جداً، وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه، كما أنه استنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله.
– وإن تعافى يا دكتور؟
– سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جرّاء الضرر الحاصل بالدماغ.
وأظلمت الدنيا أمام عيني حتى أنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم معاناتها في المستشفى، وأخيراً حالة الولد ميؤوس منها..
ثم تذكّرت (إن الحكمُ إلاّ لله) وليس للأطباء، فتوضأت وصلّيت ركعتين دعوت الله فيهما من قلب خالص، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غداً موعد الخروج يا أبا الطفل!! لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة، وزرت أم الطفل فقالوا لي اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل! واليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات.. وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى..
المسجون – اليمن

——————-
مع الشيخ عائض القرني

ضل من تدعون إلا إياه
يقول الشيخ عائض القرني: في عام 1413 هـ سافرت من الرياض إلى مدينة الدمام، فوصلت ما يقارب الساعة الثانية عشرة ظهراً، ونزلت المطار وأنا أريد صديقاً لي، ولكنه كان في عمله ولا يخرج إلا متأخراً، فذهبت إلى فندق هناك، وأخذت سيارة إلى ذاك المكان، فلما دخلت الفندق لم أجد فيه كثير ناس وليس الموسم موسم عطل ولا زوار واستأجرت غرفةً في الفندق وكانت في الدور الرابع، بعيدة عن الموظفين والعمال، ولا أحد معي في الفندق، ودخلت الغرفة ووضعت حقيبتي على السرير، وأتيت لأتوضأ، وأغلقت غرفة الوضوء، فلما انتهيت من الوضوء أتيت لأفتح الباب فوجدته مغلقاً لا يُفتح، وحاولت أن أفتح الباب بكل وسيلة ولكن ما انفتح لي، وأصبحت داخل هذا المكان الضيق، فلا نافذة تشرف، ولا هاتف أتصل به، ولا قريب أناديه، ولا جار أدعوه، وتذكرت رب العزة سبحانه، ووقفت في مكاني ثلث ساعة وكأنهُ ثلاثة أيام، سال العرق، ورجف منها القلب، واهتز منها الجسم لقضايا، منها: أنه في مكان غريب عجيب ومنها: أن الأمر مفاجئ، ومنها: أنه ليس هناك اتصال فيُخْبَرُ صديق أو قريب، ثم إن المكان ليس لائقاً، وأتت العبر والذكريات، وماجت الأحداث في ثلث ساعة!.. وفي الأخير فكرت أن أهز الباب هزاً، وبالفعل بدأت بهز الباب بجسم ناحل ضعيف، مرتبك واكتشفت أن قطعة الحديد تُفتح رويداً رويداً كعقرب الساعة، فهززت الباب وكلما تعبت توقّفت، ثم واصلت، وفي النهاية فتح الباب!.. وكأنني خرجت من قبر وعدت إلى غرفتي، وحمدت الله على ما حدث، وذكرت ضعف الإنسان، وقلة حيلته، وملاحقة الموت له، وذكرت تقصيرنا في أنفسنا وفي أعمارنا، ونسياننا لآخرتنا.
عزيز عبيدان- تعز

بين السماء والأرض
حدثنا الشيخ عائض القرني حفظه الله في أمسية عندما زار اليمن قبل بضع سنوات فقال:
ركبت في طائرة من أبها إلى الرياض عقب أزمة الخليج الأولى، لا أعادها الله علينا، ولما اقتربنا من الرياض أُخبرنا أن الطائرة فيها عطل وأنها سوف تتأخر في الجو، وانظر أنت راكب في طائرة في الجو ويقال لك إن الطائرة فيها عطل (وانتظروا)، لا مقهى تنتظر فيه ولا مستشفى ولا شيء!! وقالوا عليكم الصبر والسكينة!!
بين السماء والأرض عليكم الصبر والسكينة؟!!
قال الشيخ: فكرت أن أكتب وصيتي لكن لمن أعطيها؟؟ وبمن أتصل بالهاتف؟؟ ومن تكلم؟؟ أتصل بالواحد الأحد، الله وحده.. يقول سبحانه وتعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، يقول: فسألنا الواحد الأحد، والتجأنا إليه وبكينا وبعضنا عاهد الله أن يتوب ولا يعود، ويوم نزل في المطار رجع!!!
وجلسنا في الجو ساعة تمّت فيها عشر محاولات كاملة حتى جاء الفرج من الله بعد المحاولات العشر وتم إصلاح العطل.
يقول الشيخ: لقد عانينا في تلك الرحلة الكثير وكتبت فيها قصة (لذة المعاناة)، لذة المعاناة أنها تقربك من الواحد الأحد، أنها تعلمك أن العالم ليسا بشيء.. دراويش ومساكين وحشرات، كم من فوق التراب تراب، لا يملكون ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، فهو سبحانه المقصود وهو المحمود وهو الفعّال لما يريد وقلت في تلك الرحلة:

يا رب أنت الواحد القهار
………… أنت المجير وليس منك يجار
ولقد ذكرتك في مخاطر رحلة
………… جوية سارت بها الأخبار
كادت بطائرة (الخطوط) وفاتنا
………… تدنو وتروي موتنا الأقطار
و(الكابتن) البيطار أعلن عجزه
………… وعلى (المضيف) كسافة وقتار
وتفجع (الركاب) كل ذاهل
………… ملأ الفضاء تشهد وجؤار
ناديت يا الله فرج كربنا
………… ودعوت يا غفار يا ستار
نجيتنا وحفظتنا وحميتنا
………… فالحمد ربي ما أطلّ نهار

أنس الشومي- صنعاء
——————




المرجع: مجلة مساء العدد (44) شعبان 1443هـ



بارك الله فيك

استغفر الله




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

عبادات في أوقات الشدة

بسم الله الرحمن الرحيم

ما شعورك لو أصابك هم شديد، أو دين كبير، أو مرض خطير، أو جاءك خبر وفاة زوجتك، أو حادث سيارة أدى إلى وفاة ابنك؟!.

أيها الأحبة! إن هناك عبادات لا تظهر إلا في أوقات الشدة ؛ ومنها: الصبر, والرضا، واليقين، والتوكل، والتضرع، والابتهال، والانكسار، والافتقار، والتسليم، والطمأنينة.

إن من السهل أن نقرأ عن هذه العبادات أو نتكلم عنها، أو نستمع إلى شريط يتحدث عنها، أو ندعو الله بأن يشرح صدورنا لها.
ولكنه من الصعب جداً أن نعيشها في أغلب الأحيان ونجعلها هي عمدتنا عند الفتن والمصائب والكوارث.0

لعلك تعرف " فلان " كنت تظن أنه صاحب إيمان وتقوى ولكنه لما وقعت له المصيبة تبين لك جزعه وتسخطه على أقدار الله.

ولعلك تعرف " فلانة " متعلمة ومدرسة لما أصيب ابنها بذلك المرض وإذا بها تطلق العبارات المناقضة للصبر والرضا والقادحة في كمال التوحيد.

ولعلك أنت كنت تظن أنك ممن تربى على التوكل وعدم الخوف من غير الله ولكنك لما جاءك تهديد من بعض المشعوذين والسحرة وإذا بك تخاف منهم وتسكت عنهم وتمدحهم .

إن الابتلاء يظهر لك حقيقة نفسك التي بين جنبيك ويخبرك بأنك بحاجة إلى توفيق الله وتثبيته في كل لحظة.
إننا بحاجة إلى أن نتربى على عبادات الشدائد.

ما أجملها من لحظة عندما تقوم في آخر الليل تناجي ربك وتدعوه أن يكشف عنك همك ويزيل عنك غمك، وترسل مع عباراتك قطرات من عبراتك لكي يتنعم ذلك الخد بمرور تلك الدموع التي ماخرجت إلا لما جاءت تلك الشدائد.

إن عبادة التضرع والالتجاء ما ظهرت بقوة إلا في أوقات الشدائد " يريد أن يسمع صوتك ".

ولعل البلاء قد طال بك والشفاء قد تأخر عنك فهنا تأتي عبادة أخرى وهي " الرضا عن الله " فكأنك تقول: " يارب أنا راض عنك " حتى لو لم تستجب لي.
يارب أنا من لي سواك.. يارب مهما حصل لي فلن أسخط عليك لأني أحبك يارب.

ويزداد البلاء وتأتي عبادة " التوكل وتفويض الأمور إلى الله " لكي تكسبك قوة في الاعتماد على الله وتمنحك الشعور بقرب الفرج.

وهناك عبادة تدخل عليك وأنت في هذه الأثناء وهي " الثقة بالله " فينشرح صدرك ويطمئن فؤادك وتشعر بالسكينة قد نزلت عليك.
وبعد أيام وإذا بالفرج قد نزل والشفاء قد حصل والهم قد انكشف والغم قد زال، وهنا تأتي عبادة الشكر في أروع صورة.

ولا يعرف هذه المعاني إلا من جرب أنواع المحن ومرت عليه صنوف الفتن، والتثبيت يأتي من العلي الأعلى.. فأحسن ظنك بربك وتوكل عليه وابك بين يديه.

وعلق قلبك بمن يحركه، وارفع همك إلى الذي لن تجد أرحم منه ولا أرأف منه.

ألم تعلم أن من أسمائه.. الرحمن.. الرحيم.. الودود.. الرؤوف.. الواسع.. الجواد.. المنان.. القريب.. المجيب.. السميع.. البصير.

وأخيراً ارفع يديك وادع لي معك




جــــــــــــزاك الله خيــــــــــــرا



واياك اختي



تقبلى مرووووورى



حقا من اوتي هذه العبادات فقد اوتي خيرا كثيرا وانعم الله عله
بارك الله فيك



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

الشدة والعناء في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم

خليجية


لشدة أثر لا يخفى في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – , فقد نال في حياته من التعب قدراً عظيماً , وللثقل على نفسه موقع من سيرته – صلى الله عليه وسلم – إذ لاقى في حياته ما لاقى .
وما ألفته تلكم الشدة وذاك النصب إلا بعد مبعثه لا قبل, بعد أن بلغ من العمر أشده وبلغ أربعين سنة , إذ كانت شدة في الله – عز وجل – ودعوته .
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعالج شدة من نزول الوحي ويجد لذلك ثقلاً , تقول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – : ( ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد , فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً) فكان إذا أنزل عليه الوحي كَرُب لذلك وتربد وجهه , ولما جاءه الملك في غار حراء قال – صلى الله عليه وسلم – : ( فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ..) فرجع – صلى الله عليه وسلم – يرجف فؤاده .
وقبل مبعثه – صلى الله عليه وسلم – كان أعظمهم أمانة في قومه وأرضاهم فيهم وأصدقهم حديثا ما جربوا عليه كذبا قط , فلما بلغ رسالة ربه اتهموه بالكذب , وأنه ساحر أو مجنون .
و امتد به الأذى حتى أُلقي سلا الجذور على ظهره وهو ساجد بين يدي الله في البيت الحرام, ونالت قريش منه ما نالت إذ طلع عليهم يوما فوثبوا وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون : أنت الذي تقول كذا وكذا – لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم – فيقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : نعم أنا الذي أقول ذلك , ورجل منهم أخذ بمجمع ردائه , فقام أبو بكر دونه وهو يبكي ويقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله!
وحُوصِر – صلى الله عليه وسلم – في شعب أبي طالب مع بني هاشم وبني المطلب حتى سُمع صوت صبيانهم ونسائهم يتضاغون جوعاً وطعامهم الأوراق والجلود, ويعرض نفسه – صلى الله عليه وسلم – على القبائل ويخرج إلى الطائف يطلب النصرة فيقول له من يقول هو يمرط ثياب الكعبة: إن كان الله أرسلك!ويخاطبه آخر : أما وجد الله أحداً غيرك ؟! ثم يجتمع عليه العبيد والصبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبيه .. سبحان الله يقدر الله – عز وجل – ذلك لخير رسول من أنبيائه .. ليعلم به صدق نبيه في بلاغ رسالته وهو جل وعلا به أعلم , أمن أجل إبلاغنا الهدى يُصاب – صلى الله عليه وسلم – بذلك ؟
فما تردد – صلى الله عليه وسلم – في تبليغ دعوة رب العالمين وما كُتب عليه فيها من الشدة , بل كان الأسوة الحسنة لأمته فكان – صلى الله عليه وسلم – يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, ثم هو يوعك كما يوعك الرجلان من أمته , قالت عائشة – رضي الله عنها – : ( ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -) وتصيبه الحمى في آخر حياته فيمسح وجهه بالماء ويقول : ( لا إله إلا الله , إن للموت سكرات) .
ولما دنا منه الرحيل – صلى الله عليه وسلم – , يسائل أمته في حجة الوداع : (وأنتم تسألون عني , فما أنتم قائلون ؟), أبعد كل ذلك يا رسول الله تسألهم؟ أما يكفيك ما لاقيت حتى تسألهم بما هم قائلون عنك؟
أما يكفيك يا رسول الله تكالب الكفار من قريش عليك يوم أُحُد وأنت تنافح عن دعوة ربك؟ وقد شُجَّ وجهُك, وكُسِرت رباعيتك, وكُلِمَت شفتك السفلي , وَقعتَ لشِقك؟ أما يكفيك وقد ضُربتَ على عاتقك بالسيف ضربة عنيفة كنت تشكو لأجلها أكثر من شهر, وقد دخلت حلقتان من حلق المِغْفَر في وَجْنَتِك وقد سال الدم من وجهك الشريف؟
أتسألهم يا رسول الله وقد كنت لهم الأسوة الحسنة وقد كنت تتهجد من الليل بآية من القرآن, وقد كان لصدرك أزيز كأزيز المرجل من البكاء من خشية الله؟
أتسألهم وأنت تربط حجرين على بطنك من الجوع, وقد كنت لا تجد من الدقل ما يملأ بطنك, وما شبعتَ وأهلُك من خبزِ شعير يومين متتابعين وتبيت الليالي طاوياً لا تجد عشاءً؟
أتسألهم وأنت تنام على حصير وقد أثر في جنبك وتقول : (ما لي وللدنيا, إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قَالَ في ظلِّ شجرة ثم راح وتركها) تقول ذلك وقد أُعْطِيْتَ مفاتيح خزائن الأرض, وتنام على وسادة من أدم حشوها لِيْف؟
أتسألهم يا رسول الله وقد فُعل بك ما فُعل لا لشيء إلا لتبلغ الرسالة وتؤدي الأمانة ؟
بعد كل ذلك يسألهم – صلى الله عليه وسلم – : (وأنتم تسألون عني , فما أنتم قائلون ؟) قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال بأصابعه السبابة يرفعها إلى السماء, وينكتها إلى الناس : (اللهم اشهد) ثلاث مرات .
فما فعلت أمته من بعده؟ وقد رأى في حياته من الشدة ما رأى من أجل هدايتها, كيف به إذا جاء شهيداً عليها وقد جِيء من كل أمة بشهيد (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) كيف بأمة يشهد عليها خير البشر وقد جاهد في إبلاغها رسالة ربه , ثم هي تعرض عنه وتوله ظهرها ؟
أيرى سنته وقد بُدلت, ومنهجه وقد نُحيّ, وشريعته وقد أُقصيت؟
أيرى أقواماً من أمته وقد بدلوا وغيروا من بعده وما برحوا يرجعون على أعقابهم؟
أيرى من أمته من تخلى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدعي له حباً ونسباً, ويزعم له فيه قدوة وأسوة؟
كيف يشهد على أقوام يعصون الله ورسوله ثم لا يعتذرون منها ولكن يعذرون لها.
أيرى من نساء أمته وقد بدا منهن ما بدا واستبدال هدية بهدى من لا خلاف له.
أيرى من أمته من يأكلون الربا, ومن يتسامرون على المعازف, ومن يتفكهون بأعراض الناس ..
عجبا لأمة هذا نبيها, ويكون هذا حالها ..





بارك الله فيك



خليجية



خليجية



التصنيفات
ادب و خواطر

الفتحة ,الضمة ,الكسرة,الشدة ,السكون من قواعد القلوب الخاصه

الفتحة ,الضمة ,الكسرة,الشدة ,السكون من قواعد القلوب الخاصه

للقلـوب قواعـد خاصـة …..

لكل شيء في هذه الحياة قواعد وأسس.. فالقاعدة أشبه بالقانون.. فمثلما للحياة ضوابطها أيضا لأساليبنا وسلوكنا ومشاعرنا قواعد.. منا من يحبها ويفضلها ومنا من يمتنع عن الأخذ والرد بها
*******
الفتحة
نحن دائماً نفتح قلوبنا لمن نعزهم ولهم مكانة غالية في قلوبنا.. كُنا نطمع بأن نعطيهم الجميل على قلوبنا حتى تنبسط وتقر عينهم.. لانريد سوى الفرح والابتسامة تلازمهم وإلى الأبد
*******
الضمة
نعيش حياتنا حتى نضم أروع الذكريات التي عشناها مع أخوتنا وأصدقائنا نضم بها حنان ألأم و عطف الاب.. نضم تلك الأماني الرائعة ونضم سُكر أحلامنا المجنونة الصغيرة
*******
الكسرة
تتحدانا الحياة بمرارتها لننكسر.. نقف من جديد ننظر لشروق الشمس نراه ونتمعن بمنظره الساحر.. نراه ببزوغة القوي يواعدنا ويهمس لنا ليقول: سأعود فلن يكسرني ذاك الظلام.. لاتكسرنا أصعب الأشياء مهما كانت قوتها
*******
الشدة
نلتفت إلى اليمين لنجد من يسندنا ليشدنا بألطف كلمات المؤازره.. ونلتفت من يسارنا لنجد من يمد لنا يده بعون وإخلاص.. مشاعر دافئة وصادقة توشحت وتعطرت بالوفاء.. يفوقها شعور أصدق هو أن ننظر إلى الأعلى لنمد كفينا إلى الله بالدعاء
*******
السكون
يسكنون في أعيننا.. ويسكنون في قلوبنا.. ويسكنون في روحنا.. ومن يسكن القلب صعب أن يخرج منه.. لا نراه إلا في عيون قلبنا.. ولا تتغنى روحنا إلا بأسمائهم الوفية




التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الشدة النفسية وكيفية التعامل معها

يتعرض كل إنسان إلى التوتر النفسي أحياناً. وهو أيضاً يُصيب بعض الأشخاص في بعض المواقف أحياناً، كالتكلم أمام الجمهور مثلاً. ويمكن أن يحدث أيضاً عند بعض الأشخاص قبل الموعد مهم. إن ما يُسبب التوتر النفسي لشخص من الأشخاص لا يسببه لشخص غيره بالضرورة. وقد يكون هذا التوتر مفيداً أحياناً لأنه يمكن أن يشجعك على الوصول إلى غايتك أو على إنجاز عملك في اللحظة الأخيرة. لكن التوتر طويل الأمد يمكن أن يزيد من خطر حدوث بعض الأمراض مثل الاكتئاب ومرض القلب ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى. يدعى التوتر النفسي المتعلق بالمرض "اضطراب الكَرَب التالي للرَّض"، وهو ما قد يظهر أحياناً بعد وقوع حادثة كبيرة، كالحرب أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الكوارث الطبيعية مثلاً.

وإذا أصيب المرء بشدة نقسية مُزمنة فإن أفضل طريقة للتعامل معها هي معالجة المشكلة الكامنة وراءها. ومن الممكن أن تساعدك الاستشارة الطبية في الوصول إلى حالة من الاسترخاء والهدوء. وقد تكون بعض الأدوية مفيدة أيضاً.




مشكورة معلومات رائعة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية بسملة خليجية
مشكورة معلومات رائعة

العفو حبيبتي

نورتيني




يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلآم شاعرة خليجية
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق ..

خليجية

الله يعافيك




التصنيفات
منوعات

الشدة النفسية

عندما يتكلم الناس عن الشدة (stress) تقفز إلى الأذهان كل الصور السلبية المرتبطة بالتوتر النفسي، مثل التأثير على وظيفة القلب، وارتفاع الضغط، واستفحال داء السكري، وحدوث الشيخوخة المبكرة.. ولعل الحديث عن الشدة يتزايد هذه الايام بوجود الأزمة الاقتصادية العالمية والاضطرابات السياسية المستمرة في منطقتنا من العالم.

ولكن .. هل الشدة سيئة على الدوام.. أم هل لها وجه مشرق؟

الوجه الثاني للشدة
لاشك أن الشدة يمكن أو تؤذي صاحبها، خاصة عندما يستجيب لها بثورة من الغضب أو نوبة من الإحباط النفسي، أو عندما ينغمس بإحدى

العادات السيئة
(كمعاقرة الخمر) بسببها.. لكن للشدة مكاسب صحية هامة كذلك في بعض الحالات، كما تقول الدكتورة جانيت دي بيترو من جامعة جونز هوبكنز – إذ أنه ثبت أن أداء معظم الناس يصبح على أحسنه عندما يكونون تحت وطأة درجات خفيفة أو متوسطة من الشدة.

لقد تطورت ردود فعل البشر الهرمونية تجاه الأخطار، وتجاه التغيرات السريعة، وتجاه الحالات التي تتطلب قرارات هامة صعبة، تطورت عبر التاريخ لتساعد الإنسان على الحفاظ على حياته وعائلته وممتلكاته – وما زال بإمكانها اليوم أن تفعل الشيء نفسه – إن أحسن الإنسان التصرف.

فبإمكان الشدة أن تقوي قدراتنا الذهنية والجسمية لمعالجة الصعاب على المدى القصير، كما بإمكانها أن تشحذ مقاومتنا ومدى تحملنا لها على المدى الطويل.

وحتى عندما تكون الشدة من درجة عالية فقد تحمل فوائد صحية لا يستهان بها لبعض الناس، كما تقول الدكتورة جوديف أورلوف أخصائية الأمراض النفسية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، مما دعاها لمطالبة المراكز الصحية بإنجاز المزيد من البحوث المتوازنة حول فوائد الشدة الصحية، وكيفية استغلالها لمصلحة الإنسان.

الشدة هي ملح الحياة
ولعل أول من لفت انتباه العلماء إلى فوائد الشدة كان الدكتور هانز سيلي في الثلاثينات من القرن الماضي الذي لقب الشدة بـ(ملح الحياة) لا تقوم بدونه .. فالتغيرات والتحديات في الحياة لا بد منها، والشدة هي التي تمكننا من التصدي لهذه التبدلات والتخطيط للتحكم فيها.

فعندما عرّض الدكتور سيلي فئران المخبر لأنواع مختلفة من الشدة كضربهم بالعصي أو اطلاق القطط لمطارتهم تشكلت التقرحات الهضمية لدى الفئران وتضخمت غدد الكظر لديهم، وعرف فيما بعد أن ذلك كان بسبب ارتفاع الهرمونات الكظرية (الأدرينالين ثم الكورتيزون) التي تسبب تقرحات الشدة المعروفة.. هذه الهرمونات هي التي كانت تدفع الفئران لإيجاد ملجأ من الخطر المحدق بها والفرار لإنقاذ حياتها .. وهي عماد ما نسميه اليوم (استجابة الشدة) التي نراها في أي شخص يتعرض لصعوبات سوق السيارة في طريق مزدحم مثلاً، أو وجود منافس قوي في العمل، أو حتى في المناسبات المفاجئة السعيدة.. في هذه الأحوال تقوى ذاكرتنا ويتركز انتباهنا ونحن نفكر في أفضل سبيل للاستجابة للتغير المفاجىء في حياتنا.

ولكن .. متى تصبح الشدة مؤذية
عندما لا نستطيع (إطفاء الزر) بعد انطلاق هرمونات الشدة التي قدحت زنادها أزمة حياتية.. عندها نظهر الآثار السلبية للشدة، فالنهايات العصبية تنهك وتتوقف عن التواصل، والمادة السنجابية المسؤولة عن الذاكرة والتعلم في فص الدماغ الأمامي تنكمش، والهرمونات العالية التركيز تعمل عملها المخرب في الجهاز الهضمي وغيره.

لهذا ربط مفهوم الشدة المزمنة بالاكتئاب وضعف الذاكرة، وحتى مرض ألزهايمر..

هل كلنا معرضون لآثار الشدة بنفس الدرجة؟

الجواب حتماً لا ..
ففي دراسة للدكتور سالفاتور مدي من جامعة كاليفورنيا لحوالي 400 موظف في شركة كبيرة تعرضت للإفلاس، وجد أن معظم موظفي الشركة عانوا الأمرين صحياً من تحطم معنوياتهم، إذ ازدادت لديهم نسب البدانة والسكتات القلبية والدماغية، لكن حوالي ثلثهم بقي محافظاً على صحة ونشاطه وأبقى على عمله أو وجد عملاً بديلاً تأقلم فيه بسرعة.

ووجد أن هؤلاء الذين لم يتأثروا سلبياً بالضائقة المالية كانوا يشتركون فيما بينهم بتاريخ أسري صعب.. فمعظمهم تعرض في طفولته لأزمات صعبة، من قبيل التنقل بين بيئات مختلفة بسبب مهنة الأب، أو بسبب مرض أحد الأبوين أو كونه كحولياً.. الخ..

ومعظمهم تخطى هذه الصعوبات وكان موضع الأمل والثقة من أحد الوالدين أو كلاهما.

بمعنى أن الشدة التي تعرض لها هؤلاء في الصغر أعطتهم مناعة وحصانة ضد تأثيرات الشدة السلبية عندما صاروا بالغين مسؤولين.
وهناك من هؤلاء من درّب نفسه على اتخاذ مواقف هجومية (ساخرة أو مغطاة) إذا ما اعترته أية مسببات للشدة النفسية.

كل هذا يدل أن الباحثين الذين وجدوا أن هناك وجهين (قبيحاً ومفيداً) للشدة، لا يستطيعون حتى اليوم توقع ردود فعل كل إنسان على حدة عندما يتعرض لأزمة نفسية، ولا التعرف على النقطة التي يتبدل فيها تأثير الشدة لديه من إيجابي إلى سلبي.. إلا أن هناك اتفاقاً مبدئياً على أن لتجربة الطفولة والتربية في الصغر دوراً هاماً في تحديد سلوك الإنسان تجاه الشدة في الكبر، وأن طريقة تدريب الطفل على مواجهة الصعوبات بذكاء سيؤتي ثماره عندما يتعرض للشدة وهو في سن البلوغ.

هل هناك عوامل أخرى تحدد سلوكنا تجاه الشدة!
بالتأكيد.. فلا بد أن العوامل الوراثية تلعب دوراً هاماً في هذا المجال، ولو أن الباحثين بدؤوا يحللون دور الجينات الموروثة منذ فترة محدودة وحسب.

ثم هناك عامل الجنس، فردود فعل الرجال تجاه الشدة ومعظمهم يحاول أن ينزوي عن الناس ويعالج مشاكله بنفسه، يختلف عن ردود فعل النساء اللاتي يلجأن عادة لصديقاتهن وقريباتهن للمساعدة في المحنات الهامة، مما يكبت الاستجابة الهرمونية المديدة المؤذية.

وأخيراً هناك وقع تعرض الأم الحامل للأزمات الصعبة على جنينها في الرحم، ففي عاصفة الجليد التي اجتاحت ولاية كويبيك بكندا عام 1998، والتي نتج عنها انقطاع الكهرباء أكثر من شهر، تبين مثلاً أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات تأثرن بتلك العاصفة كان معيار الذكاء لديهم (IQ)، كما كانت قدراتهم على تعلم اللغة أقل وسيطاً من أطفال الولايات الكندية التي لم تتعرض لمثل هذه العاصفة.

ولكن – وبالمقابل – ثبت للدكتورة ديبيترو في جامعة جونز هوبكنز أن درجات ضئيلة من الشدة .. تتعرض لها الحامل هي نافعة – بل ضرورية – لتطور وتكامل الجهاز العصبي في الجنين.

هل يمكننا تحسين تكيّفنا مع الشدة وجعلها تعمل لصالحنا؟
هذا هو السؤال الذي يشغل بال العلماء حالياً، ويبدو أن الجواب عليه هو بالإيجاب، فالرهبان البوذيون مثلاً استطاعوا أن يدربوا أنفسهم بالتأمل سنوات طويلة، حتى صارت مراكز التعلم والسعادة في أدمغتهم ناشطة أكثر من المعدل، وقد برهن الدكتور ساكي سانتوريللي من جامعة ماساتشوستس أن التأمل لا يساعدهم في التأقلم مع الشدة وحسب، وإنما يصلح الأذى الذي لحق بالدماغ من جرائها كذلك.

وبينما لا يستطيع أكثرنا العيش كما يعيش الرهبان البوذيون ولا يملك أغلبنا الوقت لرياضة التأمل الطويل، فهناك وسائل لتحسين سلوكنا وتعلم الطرق الناجعة للتكيف مع الشدة.

من هذه الطرق التصدي فقط للأزمات التي نعلم أننا سنربح الجولة معها وترك غيرها.. اسأل نفسك عندما تواجهك مشكلة عويصة: هل الأمر هام فعلاً بالنسبة لي؟.. هل يستحق مني أن أثور أو أن أقاوم؟ هل أستطيع القيام بأي شيء فعال لتغييره؟.. وهناك اليوم برامج في بلاد الغرب لتدريب الراغبين في تحسين طرق معالجتهم للشدة.. ومن هذه الطرق أداء التمارين الرياضية كلما شعرنا أننا تحت ضغط كبير وأن معيشتنا في خطر.

ولكن لنتذكر أن ما يصلح لأحدنا في إدارة الشدة وتجنب آثارها السيئة قد لا يصلح للآخر.. وأنه مهما كانت الوسيلة المتبعة، فلا بد لأحدنا أن يشعر أنه في كامل السيطرة على زمام الأمور وأن يعالج أسباب الشدة بدراية وحكمة تناسب وضعه وظروفه، وإلا أنقلبت الوسائل العلاجية لمسببات جديدة للشدة تؤرق باله!




مــــشــــكــــورهـــ غلاااااااااتي
مـــوضـــوع رائع




خليجية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغلي حبيبه1761341
مــــشــــكــــورهـــ غلاااااااااتي
مـــوضـــوع رائع

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &#9612&#9829 &#1703ــ&#9829ــد&#1649 ا&#1717&#1713ــ&#1733&#1744ــ& #1660 &#9829&#65533
خليجية

خليجية