التصنيفات
منوعات

مجالس الصالحين

كتبه/ ماهر السيد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الإنسان كما يقولون: "مدني بطبعه"، ولابد له من مخالطة الناس، فإذا كان الأمر كذلك وكانت مخالطة الناس أمرًا لابد منه؛ فالأجدر بالعبد أن يختار الصحبة الطيبة التي يقضي معها وقته في مجالسه ورحلاته وسفراته، وقد نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خطورة هؤلاء الذين نصاحبهم ونجالسهم حين قال: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) (متفق عليه).

وإن نظرة واحدة على مجالسنا اليوم تبعث في النفس الأسى لما آل إليه حالنا؛ حيث تنتشر الغيبة، واللغو والباطل، وغير ذلك من المظاهر الفارغة، ويزداد الأسى حين تقارن هذه المجالس بمجالس الصالحين، والتي سنعرض لنماذج منها في مقالنا هذا.

الصحابة أكابر الصالحين:

لقد اختار الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أفضل الأصحاب؛ فهم أفضل الأمة، وأبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، والجهاد في سبيله؛ لنشر الإسلام.

هم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا، وإذا كان أحدهم يرى الرأي؛ فينزل القرآن بموافقة رأيه، فإن رأيه صادر من قلب ممتلئ نورًا وإيمانًا وحكمة وعلمًا ومعرفة وفهمًا.

هؤلاء الصالحون أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت لهم مجالس، لكنها مجالس عامرة بالإيمان والخير، قال فضيل بن غزوان: "كنا نجلس أنا ومغيرة نتذاكر الفقه، فربما لم نقم حتى نسمع النداء بصلاة الفجر"!

وكانوا يجتمعون فيأمرون أحدهم أن يقرأ عليهم القرآن، اجتمعوا فقال عمر -رضي الله عنه-: "يا أبا موسى ذكّرنا ربنا، فقرأ وهم يستمعون".

وكان الواحد منهم يقول للآخر ولمن معه: اجلسوا بنا نؤمن ساعة، وصلى النبي -صلى الله عليه وسلم– بأصحابه التطوع في جماعة مرات، وخرج على الصحابة من أهل الصفة وفيهم قارئ يقرأ، فجلس معهم يستمع.

فعن جابر -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نقرأ القرآن، وفينا العربي والأعجمي، فقال: (اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ وَسَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ يَتَعَجَّلُونَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ) (رواه أبو داود، وصحه الألباني).

وكان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جلسوا يتذاكرون، فإنهم يذكرون ما بعد الموت، والآخرة، فعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطَّلَعَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: (مَا تَذَاكَرُونَ؟). قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ: (إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ) (رواه مسلم)، ثم ذكر لهم علاماتها.

هكذا كانت مجالسهم يتذاكرون الخير وأحكام الآخرة، وأمور الدين والإيمان، وكانوا يستعدون بما يتذاكرون للفتن، فعن أبي سعيد قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟) قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: (الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

كان جلوسهم للفقه في الأعمال، ومعرفة ما هو الأقرب إلى الله، فعن عبد الله بن سلام قال: قَعَدْنَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَذَاكَرْنَا فَقُلْنَا لَوْ نَعْلَمُ أَيَّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى الَّهِ لَعَمِلْنَاهُ… " (رواه الترمذي، وصحه الألباني).

وهكذا كانوا يجلسون فيتذاكرون: مَن هؤلاء أهل الجنة؟ ما هي صفاتهم؟ روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ الَّهَ. قَالَ آلَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قَالُوا: وَالَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ الَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ الَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟). قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ الَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا. قَالَ: (آلَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟). قَالُوا: وَالَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ. قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ).

هكذا كانت مجالسهم، ولا يمنع أن يكون في بعض مجالسهم شيء من الشعر، وأيام العرب، وأمور الجاهلية، والذكريات القديمة، لكنه ليس حديثًا محرمًا ولا مُسفّاً؛، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَحَزِّقين، وَلاَ مُتَمَاوِتِينَ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَيَذْكُرُونَ أمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُم عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الله دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ" (رواه البخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة في مصنفه، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد).

مُتَحَزِّقين: أي: منقبضين، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ: أي: ليسوا أصحاب كآبة، وإنما كانت فيهم حيوية، وكان فيهم نشاط، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُم عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الله: أي: معصية.

فلا يرضى الواحد منهم بالمنكر، ولا يمكن أن يشترك فيه، وإذا رأى أمامه منكرًا، أو دُعي إلى منكر فهكذا يكون حاله.

أمام البيوت:

إن كثيرًا من الصحابة ما كانت لهم داخل بيوتهم أماكن للجلوس، فكانوا يجلسون في أفنيتها وعلى حافة الطريق.

قال أبو طلحة: كُنَّا قُعُودًا بِالأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ فَجَاءَ رَسُولُ الَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: (مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ -أي: الطرقات- اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ) -وذلك لأن الجلوس فيها قد يضيق الطريق، ويكون فيه من إطلاق البصر ما فيه، إلى غير ذلك من الآفات-. فَقُلْنَا: إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَاسٍ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ -أي: في أمر القرآن والوحي، وأمر الفقه والأحكام، وأمر الآخرة وتذكر ما فيها-. قَالَ: (إِمَّا لاَ فَأَدُّوا حَقَّهَا -أما إذا أبيتم إلا هذا ولم يكن عندكم غيره فأدوا حق الطريق- غَضُّ الْبَصَرِ وَرَدُّ السَّلاَمِ وَحُسْنُ الْكَلاَمِ) (رواه مسلم).

فكانوا يضطرون للجلوس فيها، لكن لأي شيء؟ لأجل أن يتذاكروا؛ ولأجل أن يتفقهوا ويتدارسوا، وهكذا كانوا.

وإذا حصل منهم في مجلس شيء من الخوض في قضية لا يصلح الخوض فيها، أو لابد لها من ضوابط، كان التذكير النبوي يأتي؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ نَتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ – أي: نتباحث في شأنه- فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْنَتَيْهِ الرُّمَّانُ -من شدة الغضب- فَقَالَ: (أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَمْ بِهَذَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ تَنَازَعُوا فِي هَذَا الأَمْرِ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَتَنَازَعُوا فِيهِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

فالدخول في القدر إذا كان بعلم وفقه فلا بأس به، وإذا كان جدالاً ونقاشًا بلا حجة، ولا بيان، فيُنهى الإنسان عنه.

وكذلك فإن بعض مجالس أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيها شيء من شكوى الحال بين بعضهم البعض، قال أبو الدرداء: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ، فَقَالَ: (آلْفَقْرَ تَخَافُونَ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، حَتَّى لاَ يُزِيغَ قَلْبَ أَحَدِكُمْ إِزَاغَةً إِلاَّ هِيَهْ، وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ) (رواه ابن ماجة، وحسنه الألباني)، وفي رواية: "كنا نتذاكر الدنيا وهمومها ونخشى الفقر.. ".

وفي هذا بشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم-لأمة بأن الله سيغنيها من فقرها، ولكنه حذرهم من فتنة الغنى؛ لأن حب الدنيا يزيغ القلوب بعد استقامتها، ويضلها بعد هداها، وتكون الفتنة، ولذلك لم يكن يخشى عليهم الفقر، وإنما كان يخشى عليهم فتنة الغنى، هذا بعض ما كان في مجالس أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فكيف هي مجالس اليوم؟!

هذه حال مجالس أصحاب محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-، فما هي حال مجالسنا نحن اليوم؟

كم فيها من الدين؟ وكم فيها من الدنيا؟!

كم في مجالسنا من الطاعة، وكم فيها من العصيان؟! كم يطغى عليها من أخبار الدنيا، وتجارة الدنيا، وأمور البيع والشراء، والبضائع والأسعار، والمحلات، والخدمات؟!

وهكذا يدور أصحاب كل همٍ إذا اجتمعوا في همهم الدنيوي، فمجالس الموظفين، ومجالس الطلاب، ومجالس التجار، ومجالس الأطباء، ومجالس النساء، إذا ارتقت تكلموا فيما يعملونه بالنهار، وأما مجالس نسائنا فكثيرًا ما تكون مشغولة بالأزياء، والموضات، والأكلات، والحفلات، وحال الأسواق والمحلات!

هل مجالسنا عامرة بذكر الله؟ هل تُطرح فيها قضايا العلم والفقه؟ هل يحصل فيها التذاكر لأمور الآخرة؟

هل يكون فيها شيء من معاني القرآن والسنة أم أن فيها من الغيبة، والنميمة، ونهش الأعراض، والتفكه بلحوم الخلق، مهاترات، مماراة، جدال، مجاملات، ومداهنات باطلة؟!

بل قد لا تسلم من شيء من الانتقاص، أو الاستهزاء بعض أمور الدين، وذلك أمرٌ خطيرُ جدًا، اعتداء على الخلق، وانتقاص، وازدراء، واحتقار، واستهزاء!

أين تلك المجالس التي كان يجلس فيها أولئك الصحابة، فيعمرونها بالعلم والإيمان؟! (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا، وَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِلا كَانَ مَجْلِسُهُمْ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (رواه أحمد، وصحه الألباني)، تِرَةً: أي: حسرة.

(مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ عَلَى ذِكْرٍ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ إِلاَّ قِيلَ لَهُمْ: قُومُوا مَغْفُوراً لَكُمْ) (رواه الحسن بن سفيان، وصحه الألباني).

فالقرآن ذكرٌ، والسنة ذكرٌ، والفقه ذكرٌ، وأمور الآخرة ذكرٌ، وهكذا، أمور الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمور تقويم المجتمع والمحافظة على الأسرة إسلامية، أمور تربية النفس وتربية الأولاد، أمور التفقه في الحلال والحرام، أمور القيام بتبليغ الإسلام، وهكذا يُذَكّر الناس بأبواب الصدقات، وأيضًا يُجالس المسلم قومًا يلتقطون له طيب الكلام كما يُلتقط طيب الثمر، فإذا كان أصحابك من الأخيار كان مجلسك كذلك.

المجالس الإلكترونية:

يا مسلمون: هذه مجالسنا الإلكترونية اليوم التي طغت على المجالس الوجاهية الحضورية الاجتماعية، فصار الناس يجالس بعضهم بعضًا عبر الشاشات: محادثات، مجموعات، منتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، فماذا يحدث فيها؟ ما هي موضوعات المجالس الإلكترونية؟ يقولون: دردشات، ثم تنظر فيها، فإذا فيها من أمور الجنس ما لا يمكن أن يتحمله من عنده حياء، ثم فيها أمور من إشاعة الفاحشة، وهذه المجالسة للطرف الآخر، سواء كان أمامك مباشرة، أو خلف شاشته، فإنها تؤثر في النفس، بل هي مجلس ولو كان على البعد.

هذه المجالس الإلكترونية لها اليوم آثار كبيرة، وخطيرة، كان السلف يلتمسون مجالس العلم، مجالس الحديث، ولمجالس آداب، فهاهنا التماس مجلس الرجل الصالح وصاحب العلم، عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا، فأتيت قومًا فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: مَن هذا؟ قالوا: أبو الدرداء قال علقمة -وهو تابعي- فقلت: إني دعوت الله أن يسر لي جليسًا صالحًا، فيسرك لي.

وقال حريث بن قبيصة: "قدمت المدينة فقلت: اللهم يسر لي جليس صالح، قال: فجلست إلى أبي هريرة".

إذاً: كان هناك دعاء يلتمس فيه هذا من ربه أن يسر له جليسًا صالحًا: صاحب علم، صاحب دين، يُذكّر، ينصح، وهكذا مجالس الصالحين والأخيار، يوقَّر فيها الكبير، ويُرحم الصغير، ويُغض من الصوت، ويقال فيه الكلمة الطيبة، والمجالس بالأمانة، فلا تفشى فيها الأسرار، ولا يتناجى اثنان فيها دون الثالث، وفيها تلك الكفارة العظيمة إذا قاموا من مجلسهم: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".

فيها التفسح للداخل، والتزكية، والتهذيب، والتربية وغيرها من فوائد مجالس الصالحين، نسأل الله أن يجعل مجالسنا عامرة بذكره، وأن تكون في موازين حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

اللهم اجعل مجالسنا عامرة بذكرك، اللهم ارزقنا مجالسة الأخيار، وباعد بيننا وبين الأشرار




التصنيفات
منوعات

أويس بن عامر القرني مواقف إيمانية من حياة الصالحين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقف إيمانية من حياة الصالحين
أويس بن عامر القرني

ملاحظه حقا الموضوع طويل لكن والله مفيد للغاية اسأل الله أن ينفع به اقرأ منه مقدار ما تكتفى حتى لو سطرين وجدد النية وأحسن الظن بالله جل وعلا فلن يخيب ظنك ابدا

رجل من أولياء الله الصالحين، جعل نصب عينه مراقبة الله، ورعاية حرماته…
زهد في الدنيا بعد أن جاءت إليه راغمة، وتعالت نفسه على الرئاسة والإمارة بعد أن دُعي إليها من الخليفة عمر بن الخطاب، وعزفت نفسه عن الشهرة بعد أن كانت منه قاب قوسين أو أدنى…
وترفعت نفسه عن المجد المبتذل المزيف؛ فأبى المجد الصادق الحقيقي إلا أن يسير في ركابه …
أرأيت إنساناً يختار أن يعيش أجيراً فقيراً و في مقدوره أن يكون سيداً مطاعاً، وثرياً واسع الثراء، وزعيماً يصدر القوم عن رأيه !!!
نعم إنه أويس القرني، عاش حياته خامل الذكر، فقير الحال، يحتقره أكثر الناس؛ لما يظهر عليه من رثاثة الثياب، وضآلة البدن، والعمل في خدمة الناس كأجير يرعى الإبل، بل أنه كان يتوسل إلى أحدهم أن يكف عن أذيته والسخرية منه، ومن رثاثة ثيابه…
هذا الرجل قد ذكره رسول الله ج ووصفه بالصلاح والتقوى، وأنه لو أقسم على الله لأبره …
قال عمر بن الخطاب ط سمعت رسول الله ج يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر في أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبريء منه إلا موضع درهم، له والدة هو بار بها، لو أقسم على الله لأبر قسمه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)(1).
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله ج: ((إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء، الأبرياء، الشعثة روؤسهم، المغبرة وجوههم،الخمصة بطونهم، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم يُنكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن طلعوا لم يفرح لطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا…

قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟
قال ؛: ذاك أويس القرني…
قالوا : ومن أويس القرني…
قال: أشهل ذو صهوبة()، بعيد ما بين المنكبين، معتدل، آدم() شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله يتلوا القرآن، ويبكي على نفسه، ذو طمرين()، لايؤبه له()، مئتزر بإزار صوف…
مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله تعالى لأبر قسمه، ألا وأن تحت منكبه الأسير لمعة بياض، ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد أدخلوا الجنة، وقيل لأويس: قف فاشفع، فيشفعه الله ﻷ في مثل عدد ربيعة ومضر
يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه، فأطلبا إليه أن يستغفر لكما…
فمكث عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب يطلبانه عشر سنين، لا يقدران عليه، فلما كان آخر السنة التي توفي فيها عمر ط قام على جبل أبي قبيس فنادى بأعلى صوته:
يا أهل الحجيج من اليمن
أفيكم أويس من مراد؟
فقام شيخ كبير اللحية فقال:
– إنا لا ندري من أويس، ولكن هناك ابن أخ لي يقال له أويس، وهو أخمل ذكراً، واقل مالاً، وأهون أمراً، من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى أبلنا، **** بين أظهرنا…
فعمى عليه عمر كأنه لا يريده، وقال: أين ابن أخيك هذا؟ أبحرمنا هو؟
قال: نعم…
قال عمر: وأين يصاب…
قال الرجل بأراك عرفات…
ثم ركب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب من ساعتهما سراعا إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة ، فأوقفا راحلتيهما؛ ثم اقبلا عليه فقالا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فخفف أويس الصلاة وقال: وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قالا: من الرجل؟
قال: راعي إبل وأجير قوم…
قالا: لسنا نسأل عن الرعاية ولا عن الإجارة…
ما اسمك؟
قال: عبدالله…
قالا: قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله…
فما اسمك الذي سمتك به أمك؟
قالا: يا هذان ما تريدان مني؟
قالا: وصف لنا محمد ج أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة؛ فأخبرنا؛ أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء، فأوضحها لنا فإن كانت بك، فأنت هو فأوضح منكبه؛ فإذا اللمعة تلوح…
فابتدراها يقبلانها وقالا: نشهد إنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك…
قال: ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحد من بني آدم، ولكنه في البر والبحر، في المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات…
ثم قال: يا هذان إنه قد شهر الله لكما حالي، وعرفكما أمري، فمن أنتما؟
قال علي: أما هذا فهو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فاستوى أويس قائماً…
وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته…
السلام عليك يا ابن أبي طالب ورحمة الله وبركاته…
جزاكما الله عن هذه الأمة خيراً…
قالا: وأنت جزاك الله خيراً عن نفسك…

وقال له عمر: أنت أخي، لا أريدك تفارقني أبداً، وعندما رأى عمر رثاثة ثيابه، وضآلة بدنه…
قال له: مكانك يرحمك الله؛ حتى أتيك بنفقة من عطائي، وكسوة من فضل ثيابي، وهذا المكان ميعاد بيني وبينك…
قال أويس: لا أراك بعد اليوم تعرفني…
ما أصنع بالنفقة؟…
وما أصنع بالكسوة؟…
أما ترى علي إزاراً من صوف، ورداء من صوف، متى تراني أخرقهما، أما ترى نعلاي مخصوفتين.. متى تراني أبليهما؟
أما تراني قد أخذت من أجرتي أربعة دراهم متى تراني أكلهما…
ثم قال: يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كوؤدا، لا يكاد يجاوزهما إلا ضامر مخف مهزول فأخف رحمك الله…
فلما سمع عمر ط ذلك ضرب بدرته الأرض! ثم نادى بأعلى صوته….
ألا يا ليت أم عمر لم تلده…
ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها…
يا ويلتاه من يوم تشخص فيه الأبصار…
يا ويلتاه من يوم صبيحته القيامة…
يا وليتاه من جواز السراط…
يا وليتاه من الوقوف بين يدي رب العالمين…
ثم التفت أويس إلى عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وقال:
وداعاً لا لقاء بعده…
يا أمير المؤمنين خذا من هذا الطريق؛ حتى أخذ أنا من الطريق الآخر، فولى عمر وصاحبه ناحية مكة، وساق أويس أبله حتى وافى القوم بإبلهم وخلا عن الرعي، وأقبل على العبادة…
هذا الحديث أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء 2/80 عن أبيه عن حامد بن محمد عن مسلمة بن شبيب عن الوليد بن إسماعيل الحراني عن مجالد بن يزيد عن نوفل بن عبدالله عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة وأورده الحسن الواسطي في كتابه مجمع الأحباب بدون إسناد، وأورده أيضاً ابن الجوزي في صفة الصفوة بدون إسناد، وتعقبه الذهبي في سير أعلام النبلاء وقال: هذا سياق منكر…
يذكر أن أويساً سافر إلى الكوفة بعد أن رفض دعوة عمر بن الخطاب للبقاء معه في المدينة؛ ليعينه على أمور المسلمين، كل ذلك خوفاً على نفسه من الفتنة، ورعاية لحقوق الله ـ وزهداً في الدنيا واستصغاراً لشأنها…
ثم انظر إلى أخباره في الكوفة تجد عجباً!!
لقد تحمل العري والجوع وأذية الأشرار صابرا محتسبا!!
علماً أنه لو أراد أن يكون أميراً على ذلك البلد لحصل على ذلك، ولو أراد أن يكون بيته مزاراً للناس لتقاطروا عليه من كل حدب وصوب؛ يقبلون يديه ورجليه؛ ليفوزوا بأعظم منحة، وهي أن يستغفر لهم …
عن يسير بن جابر قال: كان هناك محدث بالكوفة يحدثنا؛ فإذا فرغ من حديثه انصرف ، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحد يقول مثله يدخل القلب، ويؤثر في النفس، قال : فأحببت ذلك الرجل، ثم أني فقدته بعد مدة، فقلت لأصحابي هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا صفته كذا وكذا…
قال رجل منهم: نعم أعرفه.. ذلك أويس القرني…
قلت: أفتعرف منزله؟
قال: نعم…
فانطلقت معه حتى جئت حجرته؛ فخرج إلينا فقت يا أخي: ما حبسك عنا؟
قال: العري!
قال: وكان أصحابه يسخرون منه، ويؤذونه، قال: قلت خذ هذا الثوب فألبسه حتى تتمكن من الحضور إلينا…
قال: لا تفعل؛ فإنهم إذاً يؤذونني إذا رأوه…
قال: فلم أزل به حتى لبسه، ثم خرج عليهم فعندما رأوه، قالوا: من ترون خدع هذا عن برده.
قال: فعاد إلى موضعه وقال: أرأيت…
قال : فأتيت القوم في مجلسهم فقلت: ما تريدون من هذا الرجل…
قد آذيتموه، فهو يعرى مرة ويكتسي مرة…
قال: فأخذتهم بلساني أخذاً شديداً…
قال: ثم أن وفداً من أهل الكوفة ذهب إلى المدينة المنورة، وعندما علم بهم عمر بن الخطاب سألهم عن أويس القرني، وكانوا لا يعلمون عن حاله شيئاً، وكان معهم ابن عم له يولع به؛ فإن رآه مع قوم أغنياء قال: ما هو إلا يستأكلهم…
وإن رآه مع قوم فقراء قال: ما هو إلا يخدعهم…
وأويس لا يقول: في ابن عمه ذلك إلا خيراً غير أنه إذ مر به استتر منه ، مخافة أن يأثم في سبه ، فعندما سأل عمر عنه تقدم ابن عمه ذاك وقال: يا أمير المؤمنين هو ابن عمي، وهو رجل **** خامل الذكر، لم يبلغ ما أن تعرفه أنت. قال عمر: ويلك هلكت.. ويلك هلكت، ذلك من أولياء الله الصالحين، ثم عرف القوم خبره…
ثم أن ذلك الرجل ندم على ما كان يفعل بأويس وعندما عاد على الكوفة ذهب إلى ابن عمه أويس قبل أن يدخل بيته وقال: استغفر لي يا ابن عمي…
قال أويس: ما هذه بعادتك؛ فما بدا لك…
قال: سمعت عمر يقول كذا وكذا، فاستغفر لي يرحمك الله…
قال أويس لا أفعل حتى تجعل لي عليك:
– أن لا تسخر مني فيما بعد…
– وأن لا تخبر أحداً بالذي سمعت من عمر…
قال يسير: فما لبث أن فشا أمره في الكوفة وتكاثر عليه الناس، يطلبون منه أن يستغفر لهم…
فاختفى من الكوفة فجأة ولم يعثر له على أثر.. وكان ذلك آخر العهد به ..
هذا الخبر قد ورد أكثره في صحيح مسلم…
وقال هرم بن حيان: قدمت الكوفة، فلم يكن لي هم إلا طلبه؛ حتى وجدته على شط الفرات يتوضأ ؛ فعرفته بالنعت الذي نعت لي.. وكان مهيب المنظر؛ فسلمت عليه، ورد علي السلام…
ونظر إلي.. فمددت يدي لأصافحه، وقلت له: رحمك الله وغفر لك…
كيف أنت؟
وخنقتني العبرة من حبي إياه، ورقتي عليه لما رأيت من رقة حاله.. فبكيت.. وبكى ثم قال: وأنت حياك الله يا هرم بن حيان كيف أنت يا أخي؟
من دلك عليّ؟
قلت: الله…
قال: لا إله إلا الله…
(
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً)[الإسراء:108]
فقلت من أين عرفت أسمي واسم أبي…
قال: عرفت روحي روحك، حين كلمت نفسي نفسك…
إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضاً، ويتحابون بروح الله، وإن نأت بهم الدار، وتفرقت بهم المنازل قلت: حدثني – رحمك الله – عن رسول الله ج قال: إني لم أدرك رسول الله ج ولم يكن لي معه صحبه – بأبي هو وأمي – ولكن قد رأيت رجالاً قد رأوه…
ولست أحب أن أفتح على نفسي هذا الباب ؛ فأني لا أحب أن أكون محدثاُ ولا قاصاً ولا مفتياً ؛ إن في نفسي لشغل عن ذلك…
فقلت له: اقرأ علي آيات من كتاب الله ﻷ؛ فإني أحب أن أسمعها منك، وأوصني بوصية أحفظها عنك، فأني أحبك في الله تعالى…
فأخذ بيدي وقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
قال ربي، وأحق القول قول ربي، وأصدق الكلام ربي.. ثم قرأ
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ( 40 ) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ( 41 ) إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 42 ) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48)﴾

[الدخان 38-42]
قال: فشهق شهقة، فنظرت إليه، كاد أن يغشى عليه!.. ثم قال:
يا ابن حيان.. مات أبوك، ويوشك أن تموت، فإما إلى الجنة وإما إلى النار، ومات آدم، وماتت أمك حوى، ومات نبي الله نوح، ومات إبراهيم خليل الله، ومات موسى نبي الله، ومات داوود خليفة الرحمن، ومات محمد حبيب الرحمنج عليهم أجمعين، ومات أبوبكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات أخي وصديقي عمر بن الخطاب ط…
قلت له: يرحمك الله، إن عمر لم يمت…
قال: بلى قد نعاه إليّ ربي ﻷ، ونعى إليّ نفسي، وأنا وأنت غداً في الموتى ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم…
ودعا بدعوات خفاف ثم قال:
وصيتي إليك كتاب الله، ونعي المرسلين، ونعي صالح المؤمنين، وعليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين، وأنذر قومك إذا رجعت إليهم، وأنصح لأمة محمدصلى الله عليه وسلم جميعاً وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك؛ وأنت لا تعلم؛ فتدخل النار، ادع لي ولنفسك.. ثم قال: اللهم إن هذا زعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك…
فعرفني وجهه في الجنة… وادخله دار السلام وأحفظه ما دام في الدنيا حيا ورضه من الدنيا باليسير، واجعله لما أعطيته من نعمك من الشاكرين…
ثم قال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته لا أراك بعد اليوم رحمك الله؛
فإني أكره الشهرة، والوحدة أحب إلي لأني كثير الغم، مادمت مع الناس حياً…
وقال: لا تسأل عني، ولا تطلبني، وأعلم أنك مني على بال، وإن لم أرك وتراني واذكرني، وادع لي، فأني سأدعو لك وأذكرك إن شاء الله…
والآن انطلق أنت من هاهنا حتى آخذ أنا من هاهنا…
قال يسير فحرصت على أن أمشي معه ساعة فأبي علي ذلك، ففارقته يبكي وأنا أبكي! فجعلت أنظر إليه حتى دخل بعض السكك، ثم سألت عنه بعد ذلك، وطلبته، فلم أجد من يخبرني عنه بشيء.. وما أتت على جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين.. انتهى
وكان أويس إذا أمسى يقول: هذه ليلة ركوع فيركع حتى يصبح…
ومرة يقول: هذه ليلة سجود فيسجد حتى يصبح…
وكان إذا أمسى يتصدق بما في بيته من طعام وغيره ويقول: اللهم من بات جائعاً فلا تؤاخذني به؛ فإنني لا أملك إلا ما بطني، ومن بات عرياناً؛ فلا تؤاخذني فإنني لا أملك إلا ما على ظهري…
قالوا: وبلغ من عري أويس: أنه جلس في قوصرة() لا يبرحها؛ لأنه لا يجد ما يلبس!…
وكان يلتقط كسر الخبر الجاف من المزابل، فيغسلها ويأكل بعضها، ويتصدق ببعضها ويقول:
اللهم أني أبرأ إليك من كل ذي كبد جائع…
لا إله إلا الله… ومن يطيق ذلك!!!
اللهم أزل حب الدنيا من قلوبنا، وأجرنا من فتنة المحيا والممات
وهنا سؤال يطرح نفسه.
لماذا يعمد هذا الرجل الصالح إلى إخراج كل ما بيته من قليل أو كثير، ثم يضطر إذا عضه الجوع بنا به؛ أن يبحث في المزابل عن كسر الخبز اليابس التي لا يستطيع الناس أن يأكلوها ليبسها …
والجواب أن أويسا قد جعل الموت نصب عينيه؛ يظن أنه إذا أصبح لن يعيش إلي المساء، وإذا أمسى لن يعيش إلى الصباح؛ ولذلك يسارع إلى التصدق بما عنده حتى لايفجأه الموت ولديه شيء من حطام الدنيا..
أسمع إليه يتحدث عن الموت عندما طلب منه أحدهم الوصية
قال: توسد الموت إذا نمت وأجعله نصب عينيك إذا قمت…
وادع الله أن يصلح قلبك، ويثبتك، فلم تعالج شيئاً أشد عليك منه…
بينما هو مقبل إذا هو مدبر…
وبينما هو مدبر إذا مقبل…
ولا تنظر في صغير الخطيئة…
ولكن انظر إلي عظمة من عصيت…
هذه نظرة أويس للموت والحياة وقد تحدث عن الموت أيضاً في وصيته لهرم بن حيان التي سبق ذكرها.
المراجع
1) مختصر صحيح مسلم لمحمد بن ياسين بن عبدالله (2/376) حديث رقم (2542).
2) حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني (2/79).
3) مجْمَع الأحباب لمحمد بن الحسن الواسطي (2/81).
4) سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (4/19).
صفة الصفوة لابن الجوزي (3/29)




بــــووووركـــــتي



التصنيفات
منوعات

الذَوْق خُلُقْ الصالحين

الذَوْق .. خُلُقْ الصالحين

نبيل جلهوم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إنى أشهدك أنى أحب نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , رسول الانسانية , ومنبع الأخلاق الذكية , وأساس الخيرات الدنيوية والأخروية , والداعى لكل مافيه السعادة والسرور لجميع البشرية , مَنْ جَعلْت منه الرحمة المهداة , وفى إتباعه الأساس لكل من يرجو النجاة , صاحب الخلق العظيم , والذوق العالى الرفيع , الذى منحته الحياء الجميل فجملته به وزينته , فلم تجعله صلى الله عليه وسلم إلا نورا لكل سالك , وهداية لكل شارد , وجعلت الفخر والكرامة والعزة لكل مسلم فى أن يتبع ذلك الرسول الإنسان , صاحب أفضل الأخلاق وجميل الخصال الحسان , من كان بالطفل وبالزوجة والبنون والبنات والناس رؤوفا رحيما صلى عليه الله النبى العدنان .

زينته بالحلم وأكرمته بالعلم وفقهته فى الدين فجعلت منه النور المبين لكل من أراد أن يتخلق بأخلاق الصالحين المؤمنين ,
صلى عليك الله يارسول الله صلاة كاملة وسلاما تاما تكونان سببا فى حل عقدنا وانفراج كربنا وقضاء حوائجنا والفوز بجميل وأحسن الرغائب , وعلى آلك وصحبك فى كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم عند الله أرحم الراحمين وحبيب سيد المرسلين .

لماذا الذوق ؟؟؟

لأنه سلوك غفل عنه كثير من عوام الناس إلا من رحم الله , وكثير كذلك من الملتزمين بالدين , فضاعت ذوقيات التعامل وأصبحنا
نرى سلوكيات يندى لها الجبين , قد لا تحدث ممن هم على غير ديانة سيد المرسلين النبى محمد طه الأمين .

الذوق والإسلام :

ما الذوق فى الإسلام إلا شعار الدين والباعث الحقيقى لكل خلق متين والداعى لكل خير وجمال ومتانة فى علاقات الناس أجمعين , فله ترتاح النفوس وبه تزداد المحبة والراحة ويزول كل كرب وهمّ عن المكلوم ومن يحملون ضيقا فى النفوس .

بالذوق .. ستُحل المشاكل ومعضلات الأمور .
بالذوق .. سيفوز الناس بقلوب صافية .
بالذوق .. لن نجد بين المسلمين الغل والحق والحسد .
بالذوق .. سترتاح النفوس ولن تجد إلا كل جمال وسعد وتكافل ملموس بين الناس ومحسوس .

صدق الله العظيم :
صدقت ربى وتعاليت عندما مدحت وأثنيت على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم عندما قلت وقولك الحق :
( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم آية4 .

فلم تمتدحه فى هذه الآية الشريفة بعشيرته .. ولم تمتدحه بفتوته .. ولم تمتدحه بشجاعته .. ولم تمتدحه برسالته ..
وهذا كله وغيره يستحق المدح به والثناء عليه , إلا أنك ياربنا ياعظيم أردت بهذه الآية البسيطة والمكونة من أربع كلمات .. أردت بها ومنها أن تعطى الاشارات وتنبهنا إلى نبينا العظيم وإلى أخلاقه العظيمة التى لم يبلغها أحد مثله , وكأنك ياربنا ترسل لنا ومضات مُسعدات لنا فى حياتنا لن نجدها إلا أذا كنا كحبيبك بالأخلاق عظماء وبالذوقيات والسلوكيات علماء ومطبقين لها وفقهاء .

نحو ذوقيات هامة :

1. الاتصالات :

قد تجد كثيرا من الناس يتصل بك على الهاتف بطرق لا ذوق فيها ولا أخلاق , يطلبون الرقم ويظلون على الاتصال دون توقف , فى الوقت الذى يجب أن يتوقف بعد مرور ثلاث رنات على الهاتف , فقد يكون المتصل عليه مشغولا فى أمر هام , قد يكون بعمل أوإجتماع لا يستطيع الرد وقتذاك , قد يكون مريضا غير قادر على الحديث بالهاتف , قد يكون الهاتف على وضعية الصامت , قد يكون المتصل عليه نائما , قد يكون وقد يكون وقد يكون ..

فيا متصلا بالهاتف كثيرا .. لا داعى أن تطيل الاتصال وتكرره كثيرا .. وكن صاحب ذوق وإكتفى بثلاث رنات ..
فالذوق جمال ورحمة واللبيب بالاشارة يفهم .

2. البيوت :

قد يذهب البعض إلى الناس فى بيوتهم , فيطرقون الباب المرة وعشرات المرات فى حين أن الاسلام قد حدد فى ذلك مايدلل على جمال الذوق والأخلاق بأن تطرق الباب مرة ثم تنتظر ثم تتبعها الثانية ثم تنتطر ثم الثالثة وتبتعد عن الباب ’ فاذا لم يرد عليك أحدٌ فتوكل على ربك وإرجع هو أقرب للتقوى وأحفظُ لماء الوجه .

فقد يكون صاحب الدار نائما وقد يكون على غير إستعداد لأن يقا بلك وقد يكون الدار غير منظما ولا مرتبا وقد يكون وقد يكون وقد يكون …

فيا طارقا لأبواب الناس .. كن صاحب ذوق وتأدب بأداب الإسلام .. فالذوق سعادة .

3 . رسائل الهواتف :

قد تجد كثيرا من الناس تصله رسائل على هاتفه المحمول من أناس يحبونه , رغبوا فى تهنئته بمناسبة سعيدة أو بدعاء جميل أو تذكيرا بطاعة , ثم لاتجد من هؤلاء ردا على رسائل الغير , لا مبالاة ولا إهتمام , فى حين أن الأخرين كلفوا أنفسهم بكتابة الرسائل وبقيمتها صغيرة كانت أو كبيرة وعبّروا عن طيب أخلاقهم وجميل ذوقياتهم , إلا أن المرسلة اليهم الرسائل قد قابلوا هذا الحب وذلك الذوق بعدم الرد برسائل مثلها , ناسين قول ربهم : واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ) النساء36 .

مما قد يصيب المُرسِل بضيق وحزن بسبب عدم إهتمام المرسل إليه الذى قد يكون بذلك متكبرا على عباد الله الذين أحسنوا وبادروا وعبّروا عن جميل خلقهم وجمال ذوقياتهم …

فياهذا المتكبر .. لم تتكبر ؟؟ وعلام تتكبر ؟؟؟ أنسيت أنك قد خلقت من منّى يمنى ؟؟
كن صاحب ذوق وأحسن الى الناس كما يحسنون إليك ..

وهل جزاء إحسانهم إليك تجاهلك لهم … فالذوق دليل التربية الطيبة والفهم الجميل لمعانى الاسلام .

4. الإقتراض :

قد تجد من يقترض منك لحاجة ماسة , فتقرضه ثم إذا قدمت له ورقة لاثبات الدين وطريقة السداد تجده يحزن منك ويتضايق كيف تفعل ذلك معه ألست واثقا فيه ألست مؤتمنا له , وهكذا كثير من الانفعالات الغير طبيعية والتى تصطدم فى حقيقتها مع شرع الله الذى أتى إلينا به فى سورة البقرة بقوله : ( ياأيها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه …. ) البقرة 282 .
سبحان الله يأمر المولى تعالى بكتابة الديْن ويوجه خطابه للذين آمنوا … أليس فى ذلك مصلحة للذين آمنوا وتطبيقا للشرع وضمانا للحقوق ؟ فلماذا تكون ردود الأفعال الغريبة من جرّاء كتابة الدين .

أليس فى كتاب الله دستورا لنا ينظم حياتنا الاجتماعية فيما بيننا ويضمن أموالنا تجاه بعضنا ..
ألا من باب أولى أن يشكر المقترض صاحب القرض على أن يسّر أمره وفك كربه وأعانه على نوائب الدهر .

فيا مقترضا .. كن صاحب ذوق .. فالذوق ضمانة إجتماعية توقف الخلافات والمظان السيئة وتضمن الحقوق .

5. القمامات :

قد تجد كثيرا من الناس من يقوم برمى قمامات بيته أمام بيوت الناس أو فى الطريق , غير عابئا بمن حوله , مؤذيا للناس , غير مؤديا لحق الطريق , متناسيا قول رسوله وقدوته سيدنا محمد صلى الله عليه فى الحديث الذى رواه ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه (126) .

فيا مؤذيا للناس .. كن صاحب ذوق .. فالذوق هداية .. والجار حبيب للرسول ووحى الرسول .

6. الانتظار :

قد تجد بعضا من الناس إذا ذهب إلى مصلحة من المصالح خاصة أو حكومية أو ذهب الى الماركت ليقف أمام الصندوق ليدفع القيمة لما إشتراه أو يقدم أوراقه للموظف , قد تجد بعض هؤلاء يحاولون تخطى غيرهم فى خط الانتظار يريدون أن يتمكنوا من أول الصفوف بلا حياء بلا خجل بلا أدب , متناسين تماما أن فى ذلك أثرة وحب للذات وأن فى ذلك مبغضة لمن يقفون أمامه وظلم وسوء أدب ’ متناسين أن إيمان المرء لايكتمل إلا اذا أحب لأخيه مايحب لنفسه وبأنه لايجوز شرعا التعدى على حقوق الغير و إيذائهم ..

فيا أنانيا تحب نفسك … كن صاحب ذوق .. فالذوق شجاعة.

7. التحيّة :

قد تجد بعضا من الناس إذا ألقيت عليه السلام الذى يدلل على إيمانك وشعار فهمك لإسلامك , تجده لايرد السلام عليك ومنهم من يرد غير عابئا , ومنهم من يرد بصوت غير مسموع يوحى لك بأنه لم يرد , فى حين أنه إذا كان إلقاء السلام سنة عن نبينا على من تعرف ومن لاتعرف , إلا أن رد السلام واجب , فضلا عن أنه يدخل السرور على الغير ويحبب الناس فى بعضهم بعضا ويزيد من المودة والتآلف بين الناس .. وقد كان نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يلقى السلام حتى على الصبيان تحببا وتوددا .

فكن يا من لاترد السلام أو ترده بغير لطافة وأدب .. كن صاحب ذوق ورُدّ رداً يدلل على إهتمامك .. فالذوق أدب .

8. الاستعارة :

قد تجد من الناس من يستعير منك شيئا , ككتاب أو مجلة أو شيئا من أدوات المنزل الضرورية , ثم تجده لايرده إليك أو يرده بعد وقت طويل أو لايرده إلا اذا طلبته منه .. أو تجده قد أضاعه وأفقده , ومنهم من يرد الشيء المستعار معيبا على غير حالته الطيبة السليمة التى كان عليها وقت الإعارة .. غير عابئا ولا مهتما بالحفاظ على أمانات الناس , بل قد لا يفكر أن يقول لك شكر الله لك .. لاحرمنا الله من مساعدتك .

فيا مستعيرا بلا أدب ..هل تقابل الاحسان بإساءة .. كن صاحب ذوق .. فالذوق نعمة .

9. الزيارة :

قد يأتى اليك زائر , وما أن يدخل البيت إلا وتجده يعبث ببصره يمنة ويسرة فى قاع البيت وجنباته , غير مهتما بما قد يكون بالبيت من الفتيات والنساء على حالة تستدعى غض بصره , وقد تجده ما أن يجلس إلا ويبدأ يسأل عن كل مايراه كم سعره من أين إشتريته , وقد يطيل الزيارة بما يسبب حرجا لأصحاب البيت , وقد يصل الأمر به إلى أن يصيب بيتك بعين أو حسد ’ تظل بسببه مهموما مكلوما وأهل بيتك لفترات لايعلمها سوى العليم الخبير .

فيا هذا .. تأدب عند دخول البيوت وضع بصرك فى الأرض عند الدخول وأخفض فيه صوتك ولاتجلس فى مكان يكشف عورات البيت وأدعوا لأهل البيت وبارك ولاتسترسل فى السؤال فيما لايعنيك ولاتطيل الزيارة , فمن تلطف فى زيارة الناس أحبوه وتشوقوا دائما إليه … فالذوق مشاعر وأحاسيس جميلة .

10. الأصوات العالية :

قد تجد من الناس من يقوم بتعلية أصوات التلفزيون أو الراديو بالدرجة التى تشعرك كأن ذلك الصوت داخل بيتك أنت , ومنهم من يسكن فى الطابق الأعلى ويترك أولاده يلعبون ويطرقون ويدقون ويزعجون . غير مهتمين براحة جيرانهم , وغير ناظرين الى أنه قد يكون بالبيت مريضا يتألم أو طالبا مجتهدا يذاكر ويتعلم .

وكأنه يقول بلسان حاله المهم أن أستمتع وأولادى وحدنا فقط ولا يهمنى إذا كان فى ذلك إتعابا لجارى أو راحة له .

فيا جار السوء … إعلم أنك لجارك مؤذيا ولمشاعره مُجرّحا ولراحته مُضيّعا .. فتكون بذلك له ظالما .. قد تنالك منه الدعوات الحارقة فتصبح بسببها فى تيه وتعب بسبب حماقتك وعدم رشدك .

قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) [النساء: 36]

وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه (126) .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة ؛ فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك )) رواه مسلم (127) .
وفي رواية له عن أبي ذر قال : إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني : (( إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ، ثم انظر أهل بيت من جيرانك ، فأصبهم منها بمعروفٍ )) (128) .

وعن أبي هريرة رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن )) ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقه !)) متفق عليه (129) .
وفي رواية لمسلم : (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ))

فياجار السوء .. إن لم تستطع أن تسعد جارك فلا تكن مصدر شقاء وتعب له .
وكن صاحب ذوق … فالذوق راحة لك ولجارك .. وتدبّر ما قاله ربك ورسوله عن الجار الذى قد يجعلك إما إلى جنة أو إلى نار .

11. شُرُفات البيوت :

قد تجد من بعض الرجال والشباب من يقفون فى شرفات منازلهم بملابس داخلية متعرية أذرعتهم وصدورهم ,بشكل ليس من الرجولة فى شيء , مما يجرّح مشاعر جيرانهم من النساء والفتيات , فيضطرون لإغلاق نوافذهم ويجلسون فى ضيق وتعب لايستطيعون الاستمتاع بالهواء ولا تدخل إليهم الشمس ولا أضواء النهار .

فيا رجلا بلا رجولة ويا شابا بلا حياء .. كن صاحب ذوق ولاتحرم جيرانك من حق الاستمتاع بالدنيا مثلك وحافظ على مشاعرهم وأحب لهم ما تحبه لنفسك .. فالدنيا لم تُخلق لك وحدك . . فالذوق رجولة وحياء .

12. مواقف السيارات :

قد تذهب لمكان ما ثم توقف سيارتك بمكان مناسب نظامى لا تعطيل فيه للغير , ثم ترجع لتجد غيرك قدأوقف سيارته خلف سيارتك , فتظل تنتظر وتنتظر , وقد يطول الانتظار بك فتتعطل مصالحك وتتهيج أعصابكولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .

فيا مُعطلا للناس مصالحهم … كن صاحب ذوق … وإتق الله فى الناس , فقد يكون من وقفت بسيارتك خلفهقد يكون فى حالة تستدعى ولادة زوجته أو طفلا له مريضا يريد أن يسعفه أو ميتا يريد أن يشارك فى جنازته أو صلاة فى المسجد جماعة يريد ألا تفوته أو أرتباطا بوظيفة ومواعيد حضور يريد أن يلتزم بها .

فيا صاحب هذا السلوك … هل ترضى ذلك لنفسك .. هل تقبل من أحد أن يُضيّع عليك موعدا أو يتسبب فى مشكلة لك فى بيتك أو وظيفتك أو يحرمك من لزوم الجماعة بالمسجد أو المشاركة فى تشييع الميت .

بالطبع لن ترضى … فكن صاحب ذوق … فالذوق عبادة .

خاتمة :

اللهم وَفّر حظّ المسلمين من خيرٍ تُنـزِّله أو إحسانٍ تتفضل به عليهم أو بِرٍّ تُنشِرُهُ لهم أو رزق تبسطه أو ذنب تغفره أو خطأ تستره عليهم . يا إلهي يا من بيده ناصيتنا يا عليماً بضرنا وأخلاقنا وسلوكياتنا ومسكنتنا , يا خبيراً بفقرنا وأحوالنا وسلوكياتنا وفاقتنا , نسألك بحقك وقدسك وأعظم أسمائك وصفاتك أن تجعل أوقاتنا في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وتعاملاتنا فيما بيننا جميلة مرضية مقبولة .

يامن إليه شكونا أحوالنا وسلوكياتنا , نسألك أن تقوِّ على خدمتك جوارحنا وتهذب بفضلك أخلاقنا وتُجمّل برحمتك سلوكياتنا وتشدد بالعزيمة جوارحنا , وهب للمسلمين جميعا الجدّ في خشيتك والدوام على الاتصال في خدمتك والاسعاد التام لخلقك ولكل من تشرّف بعبادتك , حتى نخافك مخافة الموقنين واجمعنا في جوارك مع المؤمنين أصحاب الذوق والسلوكيات والخلق المتين .

اللهم اقذف رجائك في قوبنا واقطع رجائنا عمن سواك حتى لا نرجو أحداً غيرك فأنت مولانا وَ وَلِيِّنا في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم يا عظيم نسألك باسمك العظيم أن تَكْفِنَا كل أمر عظيم وأن تٌجمّلنا بكل عظيم من الأخلاق العظيمة التى زينت بها حبيبك ونبيك وصفوة خلقك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .




خليجية



شكرلكم



التصنيفات
ادب و خواطر

قال احد الصالحين

قال احد الصالحين : اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك

ويسلم لك عرضك ودينك :

1* لا تحزن على مافاتك .

2* ولا تحمل هم ما لم ينزل .

3*ولا تلم الناس على مافيك مثله.

4* ولا تطلب الجزاء على ما لم تفعل .

5*ولا تنظر بشهوة إلى مالم تملك.

6* ولاتغضب على من لم يضره غضبك.

7*ولا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك .




جميل جدا يسلمو



التصنيفات
منتدى اسلامي

من الكتب :رياض الصالحين

بسم الله الرحمن الر حيم

اخواتي في الله دعوني اليوم اخذكم معي في رحله

مابين صفحات كتاب

وكتبنا اليوم

رياض الصالحين لاامام النووي

طبعا الكل يعرف الكتاب
ممكن الكتاب موجود في اكثر المنازل لكن جربنا نمسكه ونقرأ

اليوم راح نقرا سويا في بعض صفحاته

وراح ابدا مثل ما بدات انا

في باب التوبه




قَالَ العلماءُ : التَّوْبَةُ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب ، فإنْ كَانتِ المَعْصِيَةُ بَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى لاَ تَتَعلَّقُ بحقّ آدَمِيٍّ فَلَهَا ثَلاثَةُ شُرُوط :
أحَدُها : أنْ يُقلِعَ عَنِ المَعصِيَةِ .
والثَّانِي : أَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا .
والثَّالثُ : أنْ يَعْزِمَ أَنْ لا يعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً . فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ لَمْ تَصِحَّ تَوبَتُهُ.
وإنْ كَانَتِ المَعْصِيةُ تَتَعَلقُ بآدَمِيٍّ فَشُرُوطُهَا أرْبَعَةٌ : هذِهِ الثَّلاثَةُ ، وأنْ يَبْرَأ مِنْ حَقّ صَاحِبِها ، فَإِنْ كَانَتْ مالاً أَوْ نَحْوَهُ رَدَّهُ إِلَيْه ، وإنْ كَانَت حَدَّ قَذْفٍ ونَحْوَهُ مَكَّنَهُ مِنْهُ أَوْ طَلَبَ عَفْوَهُ ، وإنْ كَانْت غِيبَةً استَحَلَّهُ مِنْهَا . ويجِبُ أنْ يَتُوبَ مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي . وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الكتَابِ والسُّنَّةِ ، وإجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى وُجوبِ التَّوبةِ .

قَالَ الله تَعَالَى : ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( [ النور : 31 ] ، وَقالَ تَعَالَى : ) اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ( [ هود : 3 ] ، وَقالَ تَعَالَى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحا ( [ التحريم : 8 ].

13 وعن أبي هريرةَ t ، قَالَ : سمعْتُ رسولَ الله r ، يقول : (( والله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً )) رواه البخاري .
14– وعن الأَغَرِّ بنِ يسار المزنِيِّ t ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله r : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ مَرَّةٍ )) رواه مسلم .
15– وعن أبي حمزةَ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ- خادِمِ رسولِ الله rt ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله r : (( للهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرهِ وقد أضلَّهُ في أرضٍ فَلاةٍ([1]) )) مُتَّفَقٌ عليه .
وفي رواية لمُسْلمٍ : (( للهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يتوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتهِ بأرضٍ فَلاةٍ ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابهُ فأَيِسَ مِنْهَا ، فَأَتى شَجَرَةً فاضطَجَعَ في ظِلِّهَا وقد أيِسَ مِنْ رَاحلَتهِ ، فَبَينَما هُوَ كَذَلِكَ إِذْ هُوَ بِها قائِمَةً عِندَهُ ، فَأَخَذَ بِخِطامِهَا([2]) ، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ : اللَّهُمَّ أنْتَ عَبدِي وأنا رَبُّكَ ! أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ )) .
16– وعن أبي موسَى عبدِ اللهِ بنِ قَيسٍ الأشْعريِّ t ، عن النَّبيّ r ،قَالَ : (( إنَّ الله تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها )) رواه مسلم .
17– وعن أبي هُريرةَ t ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ r : (( مَنْ تَابَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها تَابَ اللهُ عَلَيهِ )) رواه مسلم .
18– وعن أبي عبد الرحمان عبد الله بنِ عمَرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهما ، عن النَّبي r، قَالَ : (( إِنَّ الله U يَقْبَلُ تَوبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ([3]) )) رواه الترمذي، وَقالَ : (( حديث حسن ))

وهذا من بعض الاحاديث الوارده




بارك الله فيكي



التصنيفات
قصص و روايات

قصص وحكم الصالحين روعة

1- قصة الدرهم الواحد
يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت ، وقالت: نعم، هو كذلك.فقال: إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75 درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشر وعلى أخته، ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه ، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي أنت- درهم واحد.

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________
2- قصة المال الضائع
يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________
3- قصة الحكيمة
صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق على أربعمائة درهم.فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا ( القنطار: المال الكثير).فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________
4- قصة الخليفة الحكيم
كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________
5- قصة ورقة التوت
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ووقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ووقة التوت طعمها واحد لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________

6- قصة العاطس الساهي
كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟ فقال الرجل: الحمد لله!عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله

______________________________ ______________حكم و عبر من الصالحين______________________ ______________________

7- قصة الرجل المجادل
في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتنيفقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار

:11_1_123[1]: :11_1_123[1]: :11_1_123[1]:




شكرا عمري كتيييييييييييييير
و الله هذي القصص عبرة



شكرا على المرور



جزاك الله خيرا



شكرا على المرور



التصنيفات
منتدى اسلامي

فوائد وثمرات مجالسة الصالحين

فوائدو ثمرات مجالسة الصالحين ….

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته …..

1. إن من جالس الصالحين تشمله بركة مجالسهم ويعمه الخير الحاصل لهم وان لم يعمل عملهم ، قال بعض الحكماء : " من جالس خيرا أصابته بركته فجليس أولياء الله لا يشقى وان كان كلبا ككلب أصحاب الكهف " .
2. ومنها أن المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر بعلمه وعمله وسلوكه ومنهجه ـ قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ( رواه أبو داود ) .
. إن جليسـك الصالح يبصرك بعيوبك ويدلك على اوجه الضعف عندك ـ قال الحسن ـ رحمه الله ـ " المؤمن مرآة 3أخيه إن رأى فيه مالا يعجبـه سـدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية " .
4. انك تتعرف على اخطائك السلوكية وفي أمر العبادة من خلال مقارنة أعمالك بما عليه جليسك .
5. انك تكف بسبب جليسك الصالح عن المعصية .

6. انه يرشدك ويدللك على أمور من أمور الخير ينفعك العلم بها .

7. إن مجالستهم حفظ للوقت الذي هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال .

8. إن جليسك الصالح يحفظك في حضرتك وغيبتك فلا يفشي لك سرا ولا ينتهك لك حرمة .

9.إن المرء بمجرد رؤيته الصالحين والأخيار يذكر الله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام : " أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله تعالى " قال قوس بن عقبة ـ رحمه الله ـ : " إني كنت لألقى الأخ من إخواني فلأكون بلقيه عاقلا أياما " .
10 . انهم زين وانس لك في الرخاء وعدة في البلاء وخير معين لتخفيف همومك وحل مشكلاتك ، خرج بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مرة على أصحابه فقال " انتم جلاء حزني " وقال اكثم بن صيفي ـ رحمه الله ـ " لقاء الأحبة مسلاة للهم " ـ وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : " عليك بإخوان الصدق فعش في اكنافهم فانهم زين في الرخاء وعدة في البلاء " .
11. إن مصاحبتك لأهل الخير سبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم يوم القيامة ولاهم يحزنون قال تعالى : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ، يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) " الزخرف : 67 ، 68 " .

12 .انك تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك قال عليه الصلاة والسلام " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل " ( رواه مسلم ) ، وقال عبيدالله بن الحسين ـ رحمه الله ـ لرجل " استكثر من الصديق ـ يعني الصالح ـ فان ايسر ما تصيب أن يبلغه موتك فيدعو لك " .
13 .إن مجالس أهل الخير يهابها شياطين الأنس والجن قال عليه الصلاة والسلام :" عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية " ( أخرجه الإمام احمد )

14.إن المجالسة والمصادقة والزيارة في الله سبب لمحبة الله تعالى كما في الحديث القدسي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبادلين في ) " رواه مالك " .
15.إن مجالس الصالحين مجالس ذكر الله ـ عز وجل ـ قال صلى الله عليه وسلم : " لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة نزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " ( رواه مسلم ) .
16.إن المرء بزيارته إخوانه في الله يطيب بنفسه ويطيب ممشاه ويتبوأ منازل عظيمة في الجنة قال صلى الله عليه وسلم ـ : " من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا " ( أخرجه الترمذي ) .

17.ومن ثمرات مجالسة الصالحين إنها تؤدي إلى محبتهم في الله والحب في الله له ثمرات عظيمة وآثار جليلة على النفوس وقد راتب الله عليه الأجور العظيمة والثواب الجزيل .

18 .وبالجملة فالجليس الصالح منفعة لك من كل وجه في دينك ودنياك كما قال عليه الصلاة والسـلام " المؤمن إن ماشــيته نفعك وان شـاورته نفعك وان شاركته نفعك وكل شيء من أمره منفعة " ( رواه أبو نعيم ) .

يـا بـــــني
اعمل يا بني ـ وفقك الله للصواب ـ انه لم يتميز الآدمي بالعقل إلا ليعمل بمقتضاه ، فاستحضر عقلك ، واعمل فكرك ، وأخل بنفسك ، واعلم انك مخلوق مكلف ، وان عليك فرائض أنت مطالب بها ، وان الملكين يحصيان ألفاظك ونظراتك ، وان أنفاس الحي خطاه إلى اجله ، ومقدار اللبث في الدنيا قليل ، والحبس في القبور طويل ، والعذاب على موافقة الهوى وبيل ، وراع عواقب الأمور يهن عليك الصبر عن كل ما تشتهي وما تكره وان وجدت من نفسك غفلة فاحملها إلى المقابر وذكرها قرب الرحيل .

فأين لذة أمس ؟ رحلت وأبقت ندما .

وأين شهوة النفس ؟ وكم نكست رأسا وأزلت قدما .

وما سعد من سعد إلا بخلاف هواه ، ولا شقي من شقي إلا بإيثار دنياه واعلم أن أداء الفرائض واجتناب المحارم لازم ، فمتى تعدى الإنسان فالنار النار .

فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك . واجتهد في لحاق الكاملين مادام في الوقت سعة ، واسق غصنك مادامت فيه رطوبة واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة ، ذهبت لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل .

بكى رجل فقالوا : ما يبكيك ؟ فقال : على يوم مضى ما صمته وعلى ليلة ذهبت ما قمتها .

واعلم يا بني : إن الأيام تبسط ساعات ، والساعات تبسط أنفاسا ، وكل نفس خزانة ، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ، وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة .
واد إلى كل ذي حق حقه وانظر ك لساعة من ساعاتك بماذا تذهب ، فلا تودعها إلا اشرف ما يمكن ، ولا تهمل نفسك ، وعودها اشرف ما يكون من العمل وأحسنه ، وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه كما قيل :
يا من بدنياه اشــتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغـــتة والقبر صندوق العمـل………
خليجية[/IMG]




جزاكي ربي خيراً



خليجية



مشكووورة ع الموضوع المفيد

جزاكي الله كل خير




التصنيفات
منوعات

يقبل اولا متحتاره ساعدوني ربي يرزقكم الزواج الصالحين

السلام عليكم ..

انا ماكنت ادري ان اليوم يوم عرفه وانا ناويه اصوم عرفه من زمان

بس لما صحيت الصبح الساعه 6 صباحاً

ماكنت عارفه ان اليوم عرفه فافطرت وبعدين نمت نص ساعه بعدين قمت وعرفت ان اليوم عرفه

وكملت صيام يعني لما عرفت مااكلت شي يقبل صامي او لا

اي ترد الله يرزقها الزوج الصالح ان شاء الله




وينكم 🙁



والله مدري حبيبتي بس الا فضل تسالي الشيح



والله مااقدر اسئل شيخ ي قلبي ومشكووووووووووورة كثيير



ان نشاء الله ربي يتقبل منك يارب



التصنيفات
منوعات

التنافس على الخيرات هو الذي يشغل بال الصالحين , ويرفع درجات المتقين

لتنافس على الخيرات هو الذي يشغل بال الصالحين , ويرفع درجات المتقين .

والله ما أقلت الغبراء و أظلت الخضراء ,أكرم خلقاً , ولا أزكى نفساً , ولا أحرص على هداية الناس من محمد صلى الله عليه وسلم , كان يستغل جميع المواقف ليعظ الناس ويذكرهم بربهم , ولا يرى عاصياً إلا نصحه , ولا مقصراً إلا وجهه , ولم تكن نظرته في هداية الناس قاصرة , بل كان عالي الهمة في ذلك يفكر في هداية الناس وهم في أصلاب آبائهم .

وحث كل أحد على نشر العلم والنصيحة , فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين , حتى النملة في جحرها وحتى الحوت , ليصلون على معلم الناس الخير "

– تأمل فى غفلة كثير منا عن دعوة من هم بين أظهرنا …كم نرى من المسلمين المقصرين فى صلاة الجماعة , والمتساهلين بالغناء وسماعه ؟! وكم نرى من العاقين , والمرابين , والمتلاعبين بأعراض المسلمين ؟! بل كم نرى من السكارى , والشباب والفتيات الحيارى ؟!

فماذا بذلنا لهم ؟؟!!

بصراحة……. بعض الناس إذا تكلمنا عن الدعوة إلى الله , ظن إن الدعوة مقصورة على من أعفى لحيته وقصر ثوبه , ثم جعل حلقه للحيته , وإسباله لثوبه , أو تدخينه , أو سماعه للغناء , حائلاً بينه وبين خدمة الدين , أو نصح المقصرين .

بل قد يقعد الشيطان العاصي عن الدعوة , ويقول له : أنت تنصح الناس !!!ألا تذكر خطاياك ؟ أمثلك يعمل للدين ؟

فيفوت الشيطان بذلك على الإسلام جندياً من جنود الرحمن , نعم لا ننكر أن الأصل في الداعية أن

يكون مستقيماً على الطاعات , ولكن وجود السيئات , لا تمنع من فعل الحسنات .

ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد

أيها الإخوة والأخوات :

نحن اليوم في زمن تكاثرت فيه الفتن , وتنوعت المحن , وقل الأصدقاء , وتلون العداء , فأكثر المسلمين اليوم حائرون في الملذات , غرقى في الشهوات , يبحثون عن حياض النجاة , عن خشبة يتعلقون بها , أو سفينة يأوون إليها , فمن كان عنده فضل مال فليجد به على من لا مال له , ومن كان عنده فضل طعام فليجد به على من لا طعام له , ومن كان عنده فضل علم فليجد به على من لا علم له , ومن كان عنده خوف ووجل من العظيم الأجل , فليجد به على الغافلين , المعرضين اللاهين .
وأنت لا تدرى , ما الباب الذي تدخل منه إلى الجنة , فابذل ولا يخذلك الشيطان .

وما أجمل أن ينتصر العبد على الشيطان !!

وعند مسلم قال صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا"

* قصص أسوقها لكم من الواقع للتحفيز :

– يقول أحد الدعاة , أنه طرق عليه باب بيته في منتصف الليل …
قال : فخرجت انظر من الطارق , فإذا شاب عليه مظاهر المعصية , ففزعت في ظلمة الليل , وسألته : ما تريد ؟
قال : أنت الشيخ فلان ؟
قلت : نعم .
قال : يا شيخ , هنا رجلان قد أسلما على يدي , ولا أدرى ماذا أفعل بهما .
فقلت في نفسي : لعل هذا الشاب في ظلمة الليل قد شرب مسكراً , أو تعاطي مخدراً , فأذهب عقله .
فقلت له : وأين هذان الرجلان ؟
قال : هما معي في السيارة
فنزلت معه إلى سيارته , فلما أقبلت عليهما , فإذا اثنان من العمال الهنود , ينتظران في السيارة .
قلت لهما : مسلمان ؟
قالا : نعم , الحمد لله , الله أكبر .
فالتفت إلى الشاب , وقلت متعجباً : أسلما على يدك ؟! كيف ؟!
فقال : هما يعملان في ورشة , ولا زلت أتابعهما بالكتب حتى أسلما .
والآن , ما يفعل الرجلان طاعة , ولا يصليان صلاة إلا كان في ميزان هذا الشاب مثل أجورهما .

[وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ] {فصِّلت:33}

– يقول أحد الصالحين أنه رأى الشيخ ابن باز ( رحمه الله ) بعد موته في المنام .

قال : فسألته , قلت : يا شيخ , دلني على عمل فاضل نافع .

قال : فرفع الشيخ يده وهزها وهو يقول : عليك بالدعوة إلى الله , عليك بالدعوة إلى الله , وما زال يكررها حتى غاب عنى .

فكم من شخص كانت هدايته بسبب شريط نافع , أو نصيحة صادقة , أو رسالة عابرة .

-وقفه : لو تأملنا …كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والفلبين , والهند والصين , حتى صار فيها ملايين المسلمين .

فمن دعا هؤلاء ؟!

والله ما دعاهم مشايخ ولا علماء , وإنما اهتدوا بسبب أقوام من عامة الناس , ليسوا طلبة علم , ولا أئمة مساجد , ولا تخرجوا في كليات شريعة , أقوام ذهبوا إلى هناك للتجارة , فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم , فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين علماء ودعاة , واجر هدايتهم لأولئك التجار .

* إن توزيع الأشرطة , ونشر الكتب , وتوزيع بطاقات الأذكار , أمور لا تحتاج إلى علم .

***لو رأيت تائها عن بيته فدللته عليه , لكنت مأجوراً , فكيف بمن هو تائه عن ربه , غارق في خطيئته وذنبه , فما أعظم من يدله عليه ؟!**

ولئن كان أهل الباطل , قد يفلحون في إفساد الشباب والفتيات , ونشر المنكرات , فإن أهل الحق أولى وأحرى .وكلما كثرت المنكرات , وقلت الطاعات , غضب رب الأرض والسماء , وقرب نزول البلاء .
بل إن المنكرات إذا كثرت , خربت البلاد وهلك العباد , وصار الناس كالبهائم , ما بين حائر وهائم
والمنكر إذا وقع , لم يضر الفاعلين فقط , بل عم الصالح والطالح , قال الله : [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الأنفال:25}

* وصح عن أبى يعلى انه صلى الله عليه وسلم قال " أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله , فصلة الرحم , ثم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر "

نعم , فلا يعذر أحد في ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , كل بحسب استطاعته , وعلى العاقل أن يسلك جميع السبل في سبيل إنكار المنكرات , ولا يكتفي بسبيل واحد ثم يرضى بالقعود ….

فأين أولئك الذين يرون المنكرات , ولا تنشط نفوسهم إنكارها , بل ربما أنكروا مرة أو مرتين , فلما لم يقبل منهم ………يئسوا من الإصلاح , ألقوا السلاح .

– انظر إلى ذلك الجبل , انظر إلى الشيخ ابن باز – رحمه الله – دخل عليه بعض المصلحين , يستعينونه لإزالة منكر وقع من أحد الأشخاص .

فقال الشيخ :اكتبوا له رسالة , انصحوه , فقال أحدهم : كتبت له يا شيخ ولم ينته.
قال : اكتبوا له أخرى
فقال الثاني : أنا كتبت له يا شيخ أيضاً
فقال : اكتبوا له ثالثة .
فقال أحدهم : إلى متى يا شيخ , هذا معرض لا يتعظ .
فقال الشيخ : والله أنى في إحدى المرات , كتبت إلى صاحب منكر مائة مرة , حتى أزاله .

يا الله همة عالية وعزيمة ماضية .

* لا تسيء الظن بأحد , فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء , وبعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره , إلا أن يسمع موعظة صادقة .

قصة :كان زاذان الكندي مغنياً , صاحب لهو وطرب , فجلس مرة في طريق يغنى , ويضرب بالعود , وله أصحاب يطربون له ويصفقون , فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه , فأنكر عليهم فتفرقوا .
فأمسك بيد زاذان وهزه وقال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى , ثم مضى , فصاح زاذان بأصحابه , فرجعوا إليه , فقال لهم : من هذا ؟
فقالوا : عبد الله بن مسعود.
فقال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا : نعم , فبكى زاذان .
ثم قام , وضرب العود على الأرض فكسره , ثم أسرع فأدرك ابن مسعود , وجعل يبكى بين يديه .
فاعتنقه عبد الله بن مسعود وبكى وقال : كيف لا أحب من قد أحبه الله , ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن , وصارا إماماً في العلم .

فما الذي يمنعك إذا رأيت منكراً , أن تنصح صاحبه بلسانك , أو تكتب له رسالة بمشاعر صادقة , وعزيمة واثقة , ثم ترفع كفك في ظلمة الليل , فتبتهل إلى من بيده مفاتيح القلوب , إن يحرك في قلبه الإيمان , ويعيذه من وسوسه الشيطان , كفاك قعوداً وخنوعاً , دع الراحة وراء ظهرك .

* لا تيأس إذا لم تقبل نصيحتك من أول مرة , بل أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته , ومدمن الطرق للأبواب أن يلجأ .

أيها الإخوة والأخوات :

إن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى يوم القيامة , ولئن انتصر الباطل ساعة , فالحق منصور إلى قيام الساعة .

المسألة تحتاج إلى جرأة في البداية , ولكن لها فرحة في النهاية .

وعلى هذا الطريق سار أصحابه , فكان نشر الدين , هو القضية الوحيدة التي لأجلها يحيون , وعليها يموتون ونحن وإياكم بإذن الله نسير معاً على هذا الطريق فهيا بنا نبدأ الطريق معاً إلى نشر الخير ويتعاهد كل منا بينه وبين الله أن يبذل قصارى جهده في نشر الخير والدعوة إلى الله عسى أن تنفعنا [يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ] {الشعراء:88}

منقوول

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ

الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

لا تنسونا من صالح دعائكم




مشكورة



يسلمووو على المرور



جزاكى الله خيرا على مجهودك



يسلمووو على المرور



التصنيفات
منتدى اسلامي

الوقار سيما الصالحين


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد فحريٌ بالمسلم أن يتحلى بكل ما يزينه ويحمله من مكارم الأخلاق، ويبتعد عن كل ما يشينه ويسيء إليه.
وإن من مكارم الأخلاق التي يجدر بالمسلم أن يتحلى بها خلق الوقار، ونستطيع القول: إن الوقار صفة تنتج عن التحلي بمجموعة من الأخلاق الكريمة الأخرى كالحلم والسكينة والرزانة والوداعة والثبات. ولهذا عرفه بعضهم بأنه: التأني في التوجه نحو المطالب.
وعرفه الجاحظ بأنه: الإمساك عن فضول الكلام والعبث، وكثرة الإشارة والحركة فيما يستغنى عن التحرك فيه، وقلة الغضب والإصغاء عن الاستفهام، والتوقف عن الجواب والتحفظ من التسرع والمباكرة في جميع الأمور.
وقد حرص الشرع المطهر على تحلية المؤمنين بحلية الوقار وزينته، ففي أمر من أهم أمور المسلمين في دينهم يحثهم نبي الإسلام على الوقار حين يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".

وإذا كان المسلم مطالبًا بذلك فأجدر بأهل العلم والديانة أن يحرصوا عليه ويتحلوا به. وهكذا كان العلماء من السلف رضي الله عنهم؛ فهذا الإمام مالك رحمه الله كان إذا أراد أن يُحدِّث تنظف وتطيب، وسرح لحيته، ولبس أحسن الثياب، وقد ألقى الله عليه الوقار حتى قيل فيه:
يَدَعُ الجوابَ ولا يُراجَـع هيبةً والسائـلـون نـواكسُ الأذقــانِ
نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان

وهكذا أوصى ابن مسعود رضي الله عنه أهل القرآن فقال: ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًّا محزونًا، حكيمًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلاً ولا ضحايًا، ولا صياحًا ولا حديدًا".
وقال الحسن رحمه الله: قد كان الرجل يطلب العلم يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشيه، وهديه ولسانه، وبصره، وبره.
إن القلب إن كان حيًّا وكان بالوجه حياء حمل صاحبه على الوقار، فيوقر غيره ويتوقر هو في نفسه.
وعلى قدر توقير العبد وتعظيمه لربه يكون توقير الخلق له. فمن عظم الله ووقره زرع الله له المحبة والتوقير في قلوب الخلق.
ومن استهان بحق الله تعالى وضعف في قلبه توقير الرب، فتجرأ على معاصيه وحدوده وضيع أوامره وفرائضه، فإن الله لا يلقي له في قلوب الناس وقارًا ولا هيبة، وإن وقَّره بعض الخلق اتقاء شره فذاك وقار بغض لا وقار حبٍّ ولا تعظيم.

وأخيرًا: ما أحسن ما قال الشاعر:
انطــق مـصـيبًا لا تكــن هــذرًا عـيابـة ناطـقًا بالفُحـش والرِّيـب
وكن رزينًا طويل الصمت ذا فِكَرٍ فإن نطقت فلا تُكثر من الخطب
ولا تجــب سـائلاً من غير تروية وبالذي مثله لم تُسأل فلا تجب

نسأل الله تعالى أن يزيننا بزينة الإيمان وأن يحلينا بحلية الوقار