الحمد لله وحده ,والصلاة واالسلام على من لا نبى بعده , أما بعد :
فما أحلى الحياة فى مجتمع المؤمنين قال تعالى :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
" ومثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى "
متفق عليه
وما أعظم أن يكون " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
متفق عليه
والمؤمنون الحقيقيون يدركون جيدا أنه { لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة
أو معروف أو إصلاح بين الناس }
فأنت يا أخى المؤمن إذا رأيت عداوة أو بغضاء أو كراهية بين إخوانك فاحرص على
أن تسعى بينهما بالصلح حتى ولو خسرت سيئا من مالك فإنه مخلوف عليك إن
شاءالله .
واحرص على أن تبتغى فى ذلك مرضاة ربك تعالى , لا طلب رياء أو اكتساب
رياسة فإنه تعالى يقول :
{ ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }
النساء
أما أجر الدنيا , فإنك لاتعدم منه الخير فإنما {الصلح خير } النساء
أما الآخرة فإن الله لا يجزيك إلا بالإحسان و قالى تعالى :
{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }
الرحمن
فأحرص على الإصلاح بين إخوانك كما كان النبى (صلى الله عليه وسلم ) يفعل ,
فكلما كان يقع خلاف بين الناس سارع وقال : " اذهبوا بنا نصلح بينهما "
رواه البخارى
أخى المؤمن ألا تحب أن تكون من المتصدقين ؟
"ألا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها ؟ …. تصلح بين الناس إذا تفاسدوا
وتقرب بينهم إذا تباعدوا "
رواه أبوداود
فأصلح بين إخوانك , ذلك حقهم عليك , ولا تخش إن اضرطررت إلى بعض المواراة
فى الكلام للتوفيق بينهم ,
ف{ ليس الكذاب من يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا }
متفق عليه
ولكن لا تسترض إخوانك بإغضاب الله تعالى , فإن " الصلح جائز بين المسلمين
إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما "
رواه ابن ماجه
فما أعظم أجرك إن أصلحت بين إخوانك , فلقد قال أنس بن مالك رضى الله عنه :
" من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة "
وقال الأوزاعى رحمة الله :
" ما خطوة أحب الى الله عز وجل من خطوة فى إصلاح ذات البين , ومن أصلح
بين اثنين كتب الله له براءة من النار " أعاذك الله منها .
واذكر أيها المؤمن { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون }
الحجرات
وصلى الله وسلم على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين
[/center][/center][/center]