ويوضح الدكتور محمد فكري ، استشاري الامراض النفسية، أن الصوم قد يشفي العديد من الأمراض المتعلقة بالأرق والتوتر والتي تقل بصورة ملحوظة مع زيادة التقرب إلى الله ولكن على الجانب الآخر لا يؤثر في حالة الأمراض النفسية الكبرى.ويضيف أنه يمكن الاستفادة من النظام الواحد الموجود في شهر رمضان مع المرضى الذين قد يعانون من مشاكل في نظام حياتهم اليومي . ويستطرد قائلا: "إن الدراسات تشير أن القرب من الله". ويوضح :"أن العلاج من الأمراض النفسية يساعد على الشفاء من بعض الأمراض البدنية مثل مرض الأكزيما العصبية والثعلبة والكلى والضغط والقلب، ولذلك نجد كثيراً من الأطباء يوصون المرضى بالتقليل من الأطعمة والمشروبات وعدم الانفعال حتى يمكن أن يحقق الدواء فعاليته".
الوسم: الصوم
فوائد الصوم للجسم بالصور
وكانت دراسة أميركية صادرة عن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية قد أكدت أن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وأن 75% من عدد الوفيات بالولايات المتحدة الأميركية سنوياً ناتج عن الإصابة بأحد مسبّبات أمراض القلب
وعن طرق التحكم في معدل الكولسترول في الدم وخاصة في رمضان د. جلال أعظم جلال – رئيس قسم الكيمياء الحيوية في جامعة الملك عبد العزيز حسب مجلة " سيدتي " يقول : يعدّ الكولسترول بمثابة مادة شمعية بيضاء معدومة الرائحة مشابهة في خواصها لخواص الدهون، توجد بطبيعتها في جميع خلايا الجسم، تحافظ على سلامة الأغشية المحيطة بالخلية والأجهزة الحيوية الداخلية ودورة سريان الدم ومرونة الشرايين. وهو ينتمي إلى مجموعة الشحوم التي لا تذوب في الماء، ولكنه يختلف عن الدهون في أنه لا يمدّ الجسم بأية سعرات حرارية ، إلا أنه يعدّ من المواد الضرورية التي يحتاجها الفرد لصحّة جيّدة وإنتاج بعض الهرمونات الهامة. وقد صنّف باحثو التغذية الكولسترول إلى مصدرين أساسيين:
*المصدر الأوّل يأتي عن طريق الجسم إذ يقوم كبد المرء بتصنيع ما بين 70% إلى 75% من الكولسترول في الدم، بينما يأتي المصدر الثاني والذي يشكّل نسبة تتراوح بين 25% و30% عن طريق تناول الأطعمة المحتوية على نسبة كبيرة من الدهون مصدرها المنتجات الحيوانية (الزبدة والبيض والحليب بمشتقاته والروبيات واللحوم الحمراء بأنواعها وخصوصاً لحم الكبد والطحال والكلاوي). ويؤدّي استعمال الزيوت النباتية بكثرة في الطعام إلى ارتفاع مستوى الدهون في الدم. وفي هذا الإطار، أشارت دراسة حديثة إلى أن زيت الزيتون والسمسم هما من أفضل زيوت القلي، وذلك لأنهما لا يتأكسدان كباقي أنواع الزيوت النباتية (زيت الذرة ودوّار الشمس). لذا، ينصح الخبراء بإضافة بعض الأعشاب النباتية كالزعتر والبردقوش عند استخدام زيت نباتي في القلي، ما يحدّ من أضرار الأكسدة ويقلّل من مستوى الكولسترول بالدم.
الكولسترول وأنواعه
يرجع الباحثون أسباب ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم إلى خلل وراثي يسبّب إنتاج الكبد له بإفراط أو إلى ضعف قدرة الكبد على تخليص الدم وتنقيته منه أو الإصابة بأمراض ترتبط بارتفاع نسبة الكولسترول بالدم كأمراض الكلى والسكري وارتفاع معدّل الدهون الثلاثية على الكبد والغدة الدرقية، إلى جانب الإفراط في تناول الغذاء الغني بالدهون والسعرات الحرارية. وبالطبع، أن ارتفاع المحتوى الدهني للطعام وزيادة عدد الوحدات الحرارية المتناولة يشكّلان أبرز الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الكولسترول في الدم، اذ يصبح الكبد أقل كفاءة في تخليص الدم من الدهون الزائدة فيه. كما يشكّل الإفراط في تناول الطعام سبباً رئيساً في زيادة إنتاج الكولسترول بواسطة الكبد، فإذا ازداد استهلاك الفرد من الكولسترول الغذائي بكمية تتراوح من 100 ملليجرام إلى 400 ملليجرام يومياً أي ما يعادل تناول صفار بيضة واحدة، فمن المتوقع أن تصل زيادة معدّل الكولسترول في الدم إلى 60 ملليجراماً. لذا، ينصح الخبراء بألا يزيد المتناول من الكولسترول الغذائي عن 100 ملليجرام يومياً لكل 1000 سعرة حرارية من احتياجات الفرد اليومية.
ونظراً إلى كون الكولسترول مادة شحميه تتنقل في الدم بواسطة نواقل تسمى
البروتينات الشحمية والتي تم تقسيمها إلى نوعين تبعاً لدرجة الكثافة، وهما:
* الكولستــرول الجـيّـد hdl المعـروف بـالبروتينات الشحمية عالية الكثافة والتي تعمل على نقل الكولسترول الزائد من الأنسجة وإعادته إلى الكبد لإجراء عمليتي التكسير والإفراز مرّة أخرى. لذا، يعدّ ارتفاع نسبة هذا النوع من الكولسترول في الدم نوعاً من أنواع الوقاية التي تجنّب تراكم الكولسترول في الأنسجة والأوعية الدموية.
– الكولسـتـرول السيئ ldl المعــروف بـالبروتينات الشحمية منخفضة الكثافة والتي تعمل على نقل الكولسترول من الكبد إلى أنسجة الجسم المختلفة. وبالتالي، فإن حدوث أية زيادة في نسبة هذا النوع من النواقل في الدم ستؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة في ترسّبات الكولسترول داخل الأوعية الدموية والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
وتأتي فائدة الصيام في أنه يساعد الجسم في التخلص من الكولسترول الضار بل وفي علاج العديد من الأمراض التي يخلفها الغذاء السيئ الذي نتناوله علي مدار العام ، حيث تتضح فوائد الصوم حسب الأطباء فيما يلي :
أهمها :
* تخفيف الوزن الزائد والتخلص منه ومن السمنة بشرط تناول طعام صحي متوازن عند الإفطار.
* يعمل الصيام على خفض مستوى الكولسترول الضار ورفع الكولسترول الحميد في الجسم، وهذا يعمل على إزالة الدهون المترسبة على جدران الأوعية الدموية وبالتالي منع حدوث انسداد الشرايين وجلطة القلب.
* ضبط مستوى السكر في الدم والمحافظة عليه في الحدود الطبيعية لمرضى السكري المسموح لهم بالصيام، كما انه يساعد على التخلص من الكثير من الأمراض أو السيطرة عليها كارتفاع ضغط الدم وداء النقرس.
* يربي النفس عن الوقوع في إشباع الشهوات والغرائز، كما أنه يبعد المسلم عن مظاهر الغضب والانفعال، ويشعر الصائم بسكينة وطمأنينة القلب وانشراح الصدر خلال صومه، وبالتالي تتحسن العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية كالاكتئاب والقلق.
فضل الصوم في رجب وشعبان
فالصيام مطلوب على وجه العموم بحيث يجعل المسلم من أيام دهره أوقاتًا للصيام يتجرد فيها من المادة، ويُقَوِّي عزيمته، وتصفو نفسه وتألق روحه.
أما الصيام في شهر رجب بعينه فقد قال الإمام النوي: لم يثبت في صومه نهي ولا ندب لعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه، وفي سن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها.
أما شهر شعبان فقد صح في صيامه أحاديث، منها ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيتُه في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان.
ومعنى الحديث أن الرسول الكريم لم يصم شهرًا كاملاً إلا رمضان، وكان يصوم في شعبان كثيرًا حتى قالت عائشة في بعض الروايات: (كان يَصُوم شعبانَ كله، كان يَصُوم شعبانَ إلا قليلًا).
وما عدا هذين الشهرين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانًا يصوم حتى يظن الناس أنه لا يفطر، وأحيانا يفطر أياما متوالية حتى يظن الناس أنه لا يصوم.
فالمسألة راجعة إلى انشراح الصدر والإقبال على الطاعة بلا ملَل أو فتور.
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث: (خذوا من الأعمال ما تُطِيقون؛ فإن الله لن يَمَلَّ حتى تَمَلوا، وكان يقول: أَحَبُّ العملِ إلى الله ما دام عليه صاحبُه وإن قلَّ).
مشكورة يا عسل
متميزة بمواضيعك
لا تحرمينا من جديدك
كل ودي ورودي
المرحلة الأولى :
مرحلة الهضم والإمتصاص :
يتم في هذه المرحلة تكسير الغذاء إلى أجزاء صغيرة يسهل إمتصاصها وذلك بفعل الأنزيمات الموجودة بالأمعاء.
تبدأ عملية الهضم في الفم, وتكمل مراحلها في الأمعاء الدقيقة, حيث يتم تحويل الغذاء إلى مواد بسيطة هي السكريات البسيطة والأحماض الأمينية وا لأحماض الدهنية يتم بعد ذلك يتم امتصاص هذه المواد و توزيعها على أجهزة الجسم المختلفة للاستفادة منها خلال الأنشطة الخلوية المختلفة.
المرحلة الثانية :
مرحلة التخزين :
في هذه المرحلة يتم تخزين الفائض من المواد الغذائية في بعض الأنسجة.
يتم تخزين السكر في الكبد والعضلات على شكل سكريات معقدة تسمى جلايكوجين.
يتم تخزين الدهون الزائدة والشحوم في منطقة الارداف والعجز وجدران الأمعاء والبطــــن ومناطق أخرى من الجسم.
المرحلة الثالثة :
مرحلة الإستقلاب
في هذه المرحلة يستفاد من المخزون الفائض الذي تم تخزينه في المرحلة الثانية الآنفة الذكر, بفعل بعض الهرمونات نحو هرمونات الكورتيـــزون والادرينالين وهرمون النمو بالإضافة إلى بعــــض الإنزيمات الضرورية لتحويل الجلايكوجين المخزن في الكبد والعضلات والمخزون الدهني من الشحوم حيث يتم تحويلها إلى مواد بسيطة يستفاد منها لتوليد الطاقة, فالجلايكوجين يتم تحويله إلى الجلوكوز الأحادي للاستفادة منه في توليد الطاقة. كذلك يتم تحويل الدهون إلى مواد أخرى للاستفادة منها في توليد الطاقة.
ما العلاقة بين الصيام ومرحلة الإستقلاب؟
دعونا ننظر بعمق إلى مرحلة الإستقلاب.
في هذه المرحلة يكون هناك نقص في الجلوكوز المباشر الموجود في الدم, لذا يتم إنتاج مصادر للطاقة من المواد الفائضة التي تم تخزينها في المرحلة الثانية فيتم إستهلاك جزء من الجلايكوجين والدهون المخزنة لتوليد الطاقة.
لذا ينبغي للإنسان أن يدرك أهمية مرحلة الإستقلاب, ومدى الإستفادة منها ولاسيما في شهر رمضان.
لذا فإن الإفراط في النوم والركون إلى الكسل والراحة الزائدة تحرم الإنسان من الإستفادة من فوائد مرحلة الإستقلاب.
لذا أعيد تأكيد أهمية الرياضة للصائم الذي يرغب في تخفيض وزنه, حيث أن مزاولته للرياضة أثناء الصيام يساعده على التخلص من الدهون الزائدة, التي تشكل خطراً على صحته و تؤدي إلى إصابته بمرض السمنة و اداء السكري وارتفاع ضغط الدم.
هناك تنبهات أود أن ألفت النظر إليها, حول أداء النشاط الرياضي أثناء الصيام :
– ينبغي أن لا يكون النشاط الرياضي مرهقاً. ينبغي تجنب الرياضة العنيفة ككرة القدم, أو تلك التي تؤدي إلى العطش الشديد كالجري نتيجة التعرق وفقد كمية كبيرة من السوائل.
– تعتبر رياضة المشي أفضل ألوان الرياضة خلال فترة الصيام. يمكن دعمها بجزء بسيط من الهرولة البسيطة.
– ينبغي ألا يتجاوز النشاط الرياضي ساعة. إن أداء النشاط الرياضي لمدة 30- 60 دقيقة يومياً تعتبر كافية.
– يعتبر وقت ما قبل الغروب وقتاً مناسباً لأداء هذا النشاط الرياضي, حيث يمكن أداء هذه الأنشطة قبل الإفطار بساعة أوساعتين. يعتبر هذا الوقت وقتاً مناسب ويحقق فائدة في التخلص من الدهون والسكريات الفائضة.
– أداء الرياضة في أماكن جيدة التهوية, بعيداً عن أماكن الإزدحام الشديد , تفادياً لإستنشاق الهواء الملوث الناتج من عوادم السيارات , حيث أن ذلك يؤدي إلى زيادة إرهاق الجسم ولاسيما لدى أولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والنساء الحوامل.
– ينبغي للإنسان أن يتوقف عن مواصلة النشاط الرياضي في الأحوال التالية :
– عند الشعور بآلام في الصدر , ولاسيما لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل بالقلب.
– الشعور بآلام شديدة في العضلات.
– عند حدوث صداع, حيث قد يكون ذلك مؤشراً على إنخفاض مستوى السكر في الدم.
فوائد الصوم بالصور
ان لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فأرفع ملفك لمحكمة الآخرة
فإن الشهود ملائكة والقاضي أحكم الحاكمين
لماذا يحرم بعضهم من فوائد الصوم ؟
كيف يحسّن الصيام من صحة الجسم؟
قبل التحدث عن الأسباب التي تجعل بعض الصائمين يُحرم من فوائد الصوم الصحية دعونا نشرح لكم كيف يحسن الصيام من صحة الجسم؟
خلال شهر رمضان المبارك يلتزم الصائم برنامج غذائي وحياتي جديد وفريد من نوعه مقارنة بما اعتاد عليه في الأشهر الباقية من السنة ويتمثل هذا البرنامج في الامتناع عن الطعام والشراب حوالي اثني عشر ساعة ثم تناول الغذاء بعدها بشكل معتدل وبدون إسراف على ألا يقضي الصائم نهاره في النوم والراحة بل يستمر في ممارسة عمله اليومي الذي اعتاد عليه. أما الأمر الآخر الذي يستجد في حياة الإنسان المسلم خلال شهر رمضان الكريم فهو زيادة بهجته وسعادته وصفاء نفسه، فرغم أنه لم يستجد شيء في قوانين الكون أثناء شهر رمضان إلا أننا عندما نقارن حال الناس قبل رمضان وحالهم أثناء رمضان نجد وكأن طائفاً إلهياً مّر على كل بيت وشارع ليمنحه السعادة والبهجة و السكينة والطمأنينة. و الآن دعونا نحلل بشكل علمي وطبي كيف يحسن صيام شهر رمضان المبارك من صحة الجسم؟
الصيام مع الحركة:
إذا تركنا جسم الإنسان يتحرك وهو صائم هذا يعني أننا نجعله يستمد طاقته من الغذاء المخزون فيه، ولأن آخر وجبة تناولها الصائم هي وجبه السحور التي تعتبر مصدراً للطاقة في ساعات النهار الأولى فهذا يعنى أن جسم الإنسان سوف يكون مضطراً لتكسير وحرق المواد الغذائية السكرية المخزونة في الكبد ثم إذا ما انتهت تلك ا لمواد السكرية فإنه يبدأ بحرق المواد الدهنية ثم البروتينية، ويعتبر حرقه لتلك المواد بمثابة تخليص الجسم من تراكمات غذائية قديمة، ولعل من أهمها المواد الدهنية التي يذيبها الصوم كما يذيب الماء الثلج، ومن بين هذه الدهون التي تُذاب الدهون المتراكمة في جدران الأوعية الدموية فيؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم للخلاي وبالتالي زيادة حيوية ونشاط الخلايا، وبالتالي زيادة وظيفة وحيوية أجهزة الجسم المختلفة، أما تأثير الصيام على حرق المواد البروتينية المتراكمة فمثله كمثل الجراح الدقيق الماهر الذي يستأصل الخلايا المريضة والميتة من الجسم وبعد ذلك يستبدلها بخلايا جديدة وصحيحة، وسبحان القائل في كتابه العزيز: {..وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.[البقرة: 184]
شهر رمضان والصحة النفسية:
من الأمور التي تستجد في حياة المسلم أثناء شهر رمضان الكريم والتي سبق وأن ذكرناها هي تحسن صحته النفسية مثل: سكون العواطف والتخلص من الهم والحزن والكآبة والشعور بالفرح والأمل، وسكون القلب وسمو الروح، كل تلك الأمور تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة أعضاء الجسم؛ فكما هو معروف أن هناك أمراضاً عديدة يُصاب بها الإنسان بسبب تدهور صحته النفسية، وهذه الأمراض تسمى "الأمراض الجسميّة النفسيّة" مثل: الشقيقة و أمراض الحساسية والقولون العصبي و القرحة وغيرها من الأمراض.
أسباب عدم استفادة بعض الصائمين من فوائد رمضان الصحية
مما سبق يتجلى بوضوح الأسباب والحالات التي يخسر فيها يعض الصائمين فوائد رمضان الصحية ومن هذه الأسباب:
1 زيادة النوم والراحة أثناء نهار رمضان، بل إن كثيراً من الموظفين والعاملين يعمل المستحيل لكي تكون إجازته السنوية في شهر رمضان، ومعروف أن الجسم عندما يكون نائماً أو ساكناً فإن حاجته للطاقة تقل وبالتالي ليس بحاجة إلى حرق المواد الغذائية المتراكمة.
2 الإسراف في الأكل أثناء ليل رمضان وبشكل مبالغ فيه حتى إن بعض الأسر ترتفع ميزانية مصروفاتها في شهر رمضان الكريم إلى أضعاف مضاعفة.
3 عدم الاستفادة من فوائد شهر رمضان النفسية بسبب ابتعاد بعض الصائمين عن الأمور التي تزيد في سمو الروح ونقاء النفس وتهذيب الأخلاق وإدخال البهجة والسعادة على أنفسهم، وأقصد بهذه الأمور المكوث في المساجد والمحافظة على صلاة القيام، وحضور المحاضرات، وإيتاء الصدقات والسعي في حاجة الفقراء والمساكين، فلأسف الشديد قد يقضى هؤلاء جل ليلهم في المقاهي أو أمام القنوات الفضائية أو في الطرقات أو اللعب أو اللهو، فنسأل الله – سبحانه وتعالى – لهم الهداية والتوفيق وألا يكونوا ممن قال فيهم المصطفى – صلى الله عليه وسلم -:(رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[COLOR="DarkSlateBlue"]
[COLOR="Red"]موضوع بعنوان : الصوم…عملية بدون جراحة
بقلم المهندس
عبد الدائم الكحيل [/COLOR]مقدمة
عُرف الصيام قديماً منذ آلاف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض. ونحن اليوم نستطيع أن نشاهد ما كتبه حكماء الإغريق منذ آلاف السنين حول فوائد الصيام من خلال المخطوطات القديمة الموجودة في متاحف العالم. ونجد الأطباء منذ القديم يوصون بالصوم مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وجالينوس والذين يؤكدون أن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض! (1).وهنا تتجلى معجزة قرآننا العظيم عندما يخبرنا عن وجود هذه الظاهرة عند الأمم قبل الإسلام، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم.
وسوف نرى الآن ما يقوله الطب الحديث عن فوائد ومنافع الصيام لندرك أن القرآن عندما جعل الصيام فرضاً واجباً على المسلم إنما سبق أطباء العصر الحديث في دعوتهم اليوم إلى هذا الصيام بعدما رأوا النتائج المبهرة التي يقدمها هذا السلاح العجيب للإنسا في مواجهة مختلف الأمراض. حتى إننا نجد اليوم على شبكة الإنترنت مواقع ومجلات بأكملها خاصة بالصوم، مثلاً موقع الصوم:دليل سلطان للمواقع الإسلامية العربية Sultan Guide to Arabic Islamic Sites
إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يقول أحد الأطباء: يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن والمواد السامة!! (2) وكل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.
فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة، ولكن ما هو الحل؟
إن الحل الأمثل لاستئصال هذه المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً. ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.
سوف نعدد بعضاً من فوائد الصيام والتي ظهرت حديثاً وقد يجهلها الكثير من الأخوة القراء:
الصوم أقوى سلاح للاضطربت النفسية!
من أغرب الأشياء التي لفت انتباهي في الصوم قدرته على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلابا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.
حتى إن الدكتور يوري نيكولايف Dr. Yuri Nikolayev مدير وحدة الصوم في معهد موسكوالنفسي قد عالج أكثر من سبعة آلاف مريض نفسي باستخدام الصوم، حيث استجاب هؤلاء المرضى لدواء الصوم فيما فشلت وسائل العلاج الأخرى، وكانت معظم النتائج مبهرة وناجحة! واعتبر أن الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والاحباط (3).
حتى إن إحدى المجلات الطبية اليابانية (4) أكدت في دراسة لها أن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب الحياتية، بالإضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفعال لمواجهة هذا الخطر! كما أن الصوم يحسن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.
فلدى البدء بالصوم يبدأ الدم بطرح الفضلات السامة منه أي يصبح أكثر نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ أكثر قدرة على التفكير والتحمل، بكلمة أخرى أكثر استقراراً للوضع النفسي.
[COLOR="darkslategray"] لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية سلاح ضد البدانة والوزن الزائدحالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضرة في الجسم الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ "بانتهام" النفايات السامة والأنسجة المتضرة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.
هنالك أكثر من 60% من الشعب الأمريكي زائد الوزن عن الحدود الطبيعية! وهؤلاء كلّفوا الدولة 117 بليون دولار في سنة واحدة عام 2022. بالإضافة إلى 300 ألف وفاة سنوياً بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سبباً رئيسياً في مرض السكر وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وجميع هذه الأمراض الخطيرة ترتبط بالبدانة بشكل مباشر (5).
وليس غريباً أن يكون الصيام سلاحاً ناجعاً ضد السمنة وما ينتج عنها من أمراض، ولو أنهم طبقوا القواعد الإسلامية في الصوم، فكم سيوفّروا من المال والمرض والمعاناة؟
الصوم: هل يخفّض الشهوة الجنسية؟
إن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوماً أثناء الصوم، وهذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (فعليه بالصوم فإنه له وِجاء). والوِجاء هو رضّ عروق البيضتين فيكون شبيهاً بالخصاء (6). وفي هذه الكلمة إشارة قوية وعلمية لانخفاض شهية الصائم الجنسية بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدنيا.
الصوم يطيل العمر!
الصيام يطيل العمر! حتى إن التجارب قد أظهرت أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها! (7). ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى.
إن التنظيف المستمر للخلاي باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلاي، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح.
الصوم من أجل طاقة أكبر للجسم!
أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة، ويؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدو القصوى!!! (8).
الصوم مفيد حتى لمدمني المخدرات والتدخين!
حتى إن الصوم أعطى نتائج ممتازة لمدمني المخدرات حيث تنخفض شهيتهم لتعاطي المخدرات بشكل كبير! وسبحانك ياربّ العالمين! حتى عبادك من العاصين والبعيدين عن طريقك القويم، جعلتَ الصوم نافعاً ومفيداً لهم، فهل هنالك أوسع من رحمة الله بعباده؟ أيضاً الصوم يساعد على ترك التدخين! فهو يعمل في جسم الإنسان مثل السلاح الخفي الذي لا يُرى فيطرد المواد السامة مثل النيكوتين، وبنفس الوقت ينظف الدم فتنخفض الشهوة للدخان بسرعة مذهلة (انظر موقع الصوم).
الصوم شفاء من آلام المفاصل!
من الأشياء الغريبة في الصوم أنه يساعد على شفاء آلام الظهر والعمود الفقري والرقبة. وقد أوضحت دراسة نروجية أن الصوم علاج ناجع لالتهاب المفاصل (8) بشرط أن يستمر الصوم لمدة أربعة أسابيع (وتأمل أخي الحبيب هذه المدة وكم هي قريبة لصيام شهر واحد هو رمضان)!
أمراض الجهاز الهضمي علاجها مؤكد مئة بالمئة!
كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون والتهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث (9).
قائمة طويلة من الأمراض يختصّ الصوم بعلاجها!
أثبت الدراسات الحديثة والتي شملت عشرات الآلاف من المرضى، والتي أجريت في بلاد غير إسلامية، أن الصوم يساعد بشكل فعال في شفاء العديد من الأمراض ونذكر منها:
1- ضغط الدم العالي يعالجه الصيام بشكل جيد.
2- وحتى مرضى السكر فإن الصوم لا يضُرّهم، بل يساعدهم على الشفاء.
3- الصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي.
4- الأمراض القلبية وتصلب الشرايين.
5- أمراض الكبد مهما كان نوعها فقد أثبت الصوم قدرته على علاجها بدون آثار سلبية.
6- أمراض الجلد وبشكل خاص الحساسية والأكزما المزمنة.
7- الوقاية من مرض الحصى الكلوية.
8- علاج الأمراض الخبيثة مثل السرطان.
9- كما أن الصوم يعتبر السلاح رقم واحد في الطب الوقائي.
معجزة نبوية!
إن الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه يقول: (والصوم جُنَّة)، فماذا تعني هذه الكلمة؟ في معجم مختار الصحاح نجد أن معنى كلمة (الجُنَّة): هو السلاح الذي يستر به المرء. والصيام هو سلاح لا يراه الآخرون ولكنه يمارس عمله في الخفاء، فيدمر الخلايا الهرمة والضعيفة وبنفس الوقت يهاجم السموم في مخابئها ويخرجها ويبعدها. أليس التعبير النبوي عن الصيام دقيقاً من الناحية العلمية والطبية؟
إن ما يقدمه لك الدواء في سنوات قد يقدمه لك الصيام في أيام وبدون آثار سلبية. ولذلك فإن الصيام يحسن أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم ويقوّي نظام المناعة، فالصيام هو سلاح بكل معنى الكلمة! هذا السلاح يحمينا من هجمات الفيروسات المحتملة ويقينا مختلف الأمراض، أليس الرسول على حق عندما سمى الصيام (جُنَّة) أي سلاح نستر به؟ أليست هذه معجزة نبوية مبهرة؟!
ومن نعمة الله علينا أن جعل خير الشهور شهر رمضان، وأنزل فيه أعظم كتاب على وجه الأرض وهو القرآن فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185].
من أقوال أطباء غير مسلمين عن الصوم
يصف أحد أشهر الأطباء المعالجين بالصوم فوائده المتعددة فيقول (10):
"Decreased weight, clearer skin, increased elimination, tissue repair, decreased pain and inflammation, increased concentration, relaxation, plus spare time and savings in the cost of food. Perhaps the greatest benefit is the satisfaction that you are taking a major role in improving your health."
وهذا الكلام يعني:
"وزن أقل، جلد نقي، إزالة متزايدة للسمو، إصلاح للأنسجة، انخفاض في الألم والالتهاب، زيادة في التركيز، استرخاء، توفير في الغذاء والوقت. وربما الفائدة الكبرى تتمثل في الرضا بأنك لعبت دوراً رئيسياً في تحسين صحتك".
وقد لخّص القرآن كل هذا الكلام بكلمات بليغة وجيزة، يقول تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 184].
خاتمة (الصوم الإسلامي هو الأكثر أماناً)
يؤكد الاختصاصيون أن الصوم المستمر لفترات طويلة له مخاطر كثيرة وآثار سلبية، ولكن يؤكدون في الوقت نفسه أن الصوم القصير والمتكرر (وهو الصوم الإسلامي من الفجر وحتى المغرب) هذا النوع آمن ومفيد دائماً حتى لمرضى الكبد والسكر!! (11).
كما أن الصوم الذي يمارسونه في الغرب هو صوم ناقص حيث يسمح للصائم بأخذ شيء من العصير أو الأغذية التي يحددونها له، ومع هذه الحالة لا يمكن للصوم أن يقوم بمهمته التطهيرية على الوجه الأكمل، بل إنهم يعترفون بأن الصوم الكامل هو العملية المثالية لتنظيف الجسم من السموم.
هنالك ميزة في الصيام الإسلامي وهي أنه متاح لكل المؤمنين وميسّر ولا توجد له أية مساوئ أو أضرار. بينما الصيام الذي يمارسه غير المؤمن هو صيام تجويع وهو صعب ولا يتحقق إلا بإشراف الطبيب، وهكذا يفقد الجانب الروحي والإيماني وهو من أقوى العوامل في إنجاح عملية الصوم وتحقيق الهدف منها. كيف لا ونحن نصوم شهراً أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؟!
الصوم الإسلامي يقبل عليه المسلمون برغبة شديدة بل وينتظرون هذا الشهر الكريم بفارغ الصبر وتجدهم يصومون في معاً ويفطرون معاً وكأنهم أسرة واحدة، وهذا ما لا نجده في الصوم الطبي حيث أنك تصوم والكل من حولك مفطر! وهذا ينعكس بشكل سيء على الاستقرار النفسي للصائم.
إننا نصوم لله تعالى فنكسب أجري الدنيا والآخرة ونكسب مرضاة الله تبارك وتعالى، ونستجيب لأمر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذه الأشياء تجعل عملية الصوم الإسلامي أكثر نجاحاً وفائدة. حتى إن الله تعالى قد جعل الصوم فريضة خاصة به يجزي بها بنفسه، وخصص باباً من أبواب الجنة الثمانية لا يدخل منه إلا الصائمون! فهل نستجيب لنداء الحقّ عز وجل: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 184].
منقول لعيونكم
وعلاج هذه الأمراض في أساسه يتكون من البخاخات وفي بعض الأحيان بعض الأقراص. وبخاخات الربو تتكون في الأساس من نوعين، النوع الأول موسعات الشعب أو ما يعرف أيضا بالأدوية المسعفة ومنها بخاخ الفينتولين وتأخذ عند اللزوم أو عند إحساس المريض بضيق في التنفس والنوع الثاني الأدوية الواقية وتأخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة باليوم حسب وصف الطبيب. لذلك نجد أن صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار. أما البخاخ المسعف فعلى المريض تناوله في أي وقت احتاج إليه حتى لو كان في نهار رمضان لأن تناوله ضروري في حال وجود الأعراض. وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون حبوب كحبة السنجيولير أو الكلاريتين فإني أنصحهم بتناولها قبل وقت نومهم بالليل. وما سبق ينطبق على المرضى المصابين بحساسية الجيوب الأنفية. قد تكون الحالة شديدة عند بعض مرضى الربو ويحتاجون للبخاخ الواقي أكثر من مرتين في اليوم. لهذه الفئة من المرضى، أنصح بعدم تغيير نظام تناول الدواء حتى يراجعوا أطباءهم. وأود التنبيه هنا أن البخار الذي يتناوله بعض المرضى في البيت هو مادة الفيتولين الموسعة للشعب وينطبق عليه ما ينطبق على بخاخ الفينتولين الموسع للشعب. وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم لأن الجهد قد يزيد من أعراض المرض كما أن الجفاف قد يزيد من أعراض المرض لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي للجفاف. ويتساءل بعض المرضى الذين يستخدمون الأكسجين في البيت عن الصوم فلهؤلاء المرضى نقول إن عليهم أن يستمروا في استخدام الأكسجين كما وصف لهم وأن يحرصوا على وضع مرطب المياه مع الأكسجين لتجنب الجفاف أما قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر عليهم نقاشه مع أطبائهم. ويجدر التنبيه هنا أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأكسجين المسال المعبأ في قوارير أو الاسطوانات. في حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال الشهر الكريم وبالذات صلاة التراويح فإني أود تنبيههم لأخذ الحيطة الكاملة من استخدام البخور (العود) وهو يستخدمون الأكسجين لأن الأكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق لا قدر الله. وفي ضمن السياق نفسه أود أن اذكر مرضى الربو باستخدام البخاخ الموسع للشعب قبل الذهاب إلى المسجد إذا المسجد يبخر لأن البخور يسبب ضيق في الشعب الهوائية لدى بعض مرضى الربو. وأجدها فرصة هنا للطلب من جماعة المسجد عدم تبخير المسجد لأن ذلك يضايق بعض المصلين المصابين بأمراض صدرية وقد يحرمهم من أجر صلاة الجماعة والتهجد في شهر الخير وأن يحرص على أن تكون تهوية المسجد جيدة للحد من انتقال الأمراض الفيروسية التي تكثر في بداية فصل الشتاء وهو ما يوافق شهر رمضان هذا العام.
و أجد أن الشهر الكريم فرصة ذهبية لكل المدخنين للإقلاع عن عادة التدخين فمن فوت فرصة شهر رمضان فإن فرص ترك التدخين في الأشهر التالية ستكون بدون شك أقل. وأخيرا أود أن أذكر مرضى الصدر أن تطعيم الأنفلونزا سيطرح خلال شهر رمضان أو شوال وهذا التطعيم تنصح به منظمة الصحة العالمية لكل المصابين بأمراض صدرية مزمنة وأخص بالذكر المرضى الذين ينوون أخذ عمرة خلال الشهر الكريم.
فائدة للمرأة قضاء الصوم
لماذا تقضي المرأة الصوم ولا تقضي الصلاة ؟
يقول ابن القيم _رحمه الله_ في "إعلام الموقعين
((284/2))"وأما إيجاب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة؛ فمن تمام محاسن الشريعة وحكمتها ورعايتها لمصالح المكلفين، فإن الحيض لما كان منافيا للعبادة لم يشرع فيه فعلها، وكان في صلاتها أيام الطهر ما يغنيها عن صلاة أيام الحيض، فتحصل لها مصلحة الصلاة في زمن الطهر، لتكررها كل يوم، بخلاف الصوم، فإنه لا يتكرر وهو شهر واحد في العام، فلو سقط عنها فعله بالحيض لم يكن لها سبيل إلى تدارك نظيره، وفات عليهامصلحته، فوجب عليها أن تصوم شهرا في طهرها لتحصل مصلحة الصوم التي هي من تمام رحمةالله بعبده، وإحسانه إليه بشرعه، وبالله التوفيق".اه
تقبلي مروري يالغلا… ام خالد…