الطفلة سمر:بعد الحرب لم يعد لي أملٌ في الحياة
الطفل براء: أنا لا أخاف القصف وإن متُّ سأكون شهيداً…فلا داعي للخوف
جودة:الحربُ صدمةٌ قويةٌ تترك آثارها على الإنسان…والأطفال أكثر المتأثرين
أبو شاويش: الطفلُ صفحةٌ بيضاء ويحظر تعريضه لمشاهد العنف أثناء احتدام الحرب
د.بخيت: التربية الإيمانية تخفف من آثار الخوف والاضطراب النفسي
حمد:"ولئن يؤدب الرجلُ ولدهُ خيرٌ له من أن يتصدّق بصاع"
تحقيق/حنان مطير:
في أحد البيوتِ المجاورةِ لأراضي البرتقال في بلدةِ جباليا، تقطن الطفلةُ ملك وتوأمُها محمد ووالدتهما الحنون.. محمد وملك اللّذان لم يبلغا الثالثةَ بعدما ارتبطا ارتباطاً روحياً بقطعةِ الأرض الخضراء الواسعة خلف بيتِهم الصغير الآمن، فلا يمرُّ يومٌ إلّا ويقضيان معظمه يتفرجان على تلك الرّقعة الخضراء المتشابكة تشابك أصابعهما البريئة، غارقين في عالمِهِم الطّفوليّ الحالمِ بالجمال، منتظرين عودة والدهم من البلاد البعيدة.. إلى أن اعتلت الدبابيرُ الطائرةُ سماء البيتِ والأرض الخضراء، وغطّى دويُها فوق صوتيّ محمد وملك، مُطلقةً صواريخ تصحبُها انفجاراتٌ لم يعتد على سماعها التوأمان!
ويضيء البيتُ باللون الأحمر ويغرقُ بدخانٍ أسودَ كبريتيّ، فيُصعقان..البيت يتزلزل والأرض الخضراء تحترق.. والشظايا والأحجار تتطاير لتحطم النوافذ..ليكتشف التوأمانُ بعد دقائق أن هذه الدبابير لم تكن حشرات طائرة إنّما طائراتٌ حربية مقاتِلة، وأن تلك الأصوات المدويّة والأنوار الحمراء لم تكن ألعاباً نارية ولا رعوداً وبروقاً تصحبها الأمطار إنما هي انفجاراتٌ يهودية تسحق البيوت وحتى الأشجار، وأنّ الدّخان الأسود الذي غطى البيتَ والأشجار لم يكن ضباب الصباح أو غبار الرياح.. إنّما دخان الحرب والاجتياح..
ويكتشفُ التوأمانُ أنّ هناك عالماً آخر غير ذلك العالم الطفوليّ الحالم بالجمال.. عالمٌ تقودُه طائراتُ الحرب والإجرام..
ذاك مشهدٌ لا يُعدّ سوى نقطة لا تُذكَر في كتاب الجرائم التي ارتكبتها (إسرائيل) في تلك الحرب الإسرائيلية الإجرامية على أطفال غزة وبيوتهم وأحلامهم، وهو أبسط المشاهد النفسية التي تعرض لها الأبرياء،إذا ما قورِنَت بالاعتداءات المباشرة على أولئك الأطفال، والآن..وبعد انتهاء حربٍ عذّبت الأطفال مدة 23 يوماً، هل عاد التوأمانُ يسرحان حالمين بالرّقعة الخضراء ينتظران عودة والدهم الغائب أم أنّ الطائرات محت معالم ذاك الرابط الرّوحيّ بأشجار البرتقال؟
وهنا كان لـ" فلسطين" التحقيق التالي الذي يحاول التعرف على مدى التأثر النفسي لدى أطفال غزة ما بعد العدوان الإسرائيلي، وكيف يمكن التخفيف من وطأة تلك الآثار السلبية والقضاء عليها ما أمكن؟.
ذكرى الحرب في نفوس الأطفال
يتباين تأثير الحرب نوعا ما على مجمل الأطفال، فبعضهم يرفض الإقرار بالخوف أثناء القصف والمجازر، في حين لا يخجل كثيرون في الاعتراف بأن الحرب جعلت بعض اليأس يتسلل إلى نفوسهم.
وكمثال على الفئة الأولى، التقت "فلسطين" بمحمد وشهد أبو عودة وجارتهما ريم الذين لم يتجاوزوا الخامسة بعد يأبون أن يظهروا أنهم قد تأثروا بالحرب بأي شكلٍ من الأشكال! وكأنّ الخوفَ وصمةُ عارٍ على جبين من شعر به أثناء الحرب حتى وإن كانوا أطفالاً لم يدخلوا المدرسةَ بعد!".
ويقول الطفل براء حسين بكلماتٍ تكبُرهُ سنّاً:" أنا لا أخاف القصف ولا اليهود ولا أخاف أحداً غير الله وإن متُّ سأكون شهيداً، فلا داعي للخوف".
وبنفس التوجّهِ وبعد أن دخلت الحرب الإسرائيلية في منتصفها تقريباً، كنا قد وجدنا الأطفال ملّوا المكوث في البيوت لنراهم يلعبون الكرةَ في بعض الحارات، متجاهلين الطائرات الحائمة التي لم تكن تتردّد في قصف أيِّ مكانٍ حتى وإن كان مجمعاً للأطفال الأبرياء".
أما الطفلة سمر عبدو البالغة من العمر 11 عاماً فهي مثال حي على فئة موجودة من الأطفال تسببت الحرب بفقدانهم جزءا كبيرا من الأمل في الحياة، حيث تقول لـ "فلسطين":"بعد الحرب لا أشعر برغبة بالدراسة ولم أعد أحبّ المدرسة بل لم يعد لي أملٌ بالحياة لأني أتوقّعُ في أيِّ لحظةٍ أن يصادفني صاروخٌ إسرائيليّ حتى وإن كنتُ على مقعد الدراسة".
وبدرجةٍ من اللامبالاة تشاركها الرأي َ صديقتُها أحلام صافي، فتقول:"لقد رأيتُ المناظر المرعبة عبر التلفاز، وخفت كثيراً خاصة عندما قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مدرسة الفاخورة ، بالتالي لم أعد أبالي بالمدرسة ولا يهمني كم أحصّل من الدرجات".
وهنا تتحدث لنا السيدة سهير جودة الاختصاصية النفسية والاجتماعية، حول نفسية الأطفال ما بعد الحرب قائلةً:"الحربُ صدمةٌ قويةٌ يتعرض لها الإنسان وتترك آثارها، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من أعنف الحروب التي حدثت في تاريخها ومن ثمّ لا شكّ أنّها تركت آثاراً نفسية على جميع المواطنين، ولكن درجة التأثر تختلف من شخص لآخر وتختلف حسب قربها أو بعدها، إلّا أنّ أحداً لا يختلف على أن الأطفال هم أكثر المتأثرين بها ".
وتقول الطفلة مرام صالح:" كلما أتذكر الحرب أو يعرض التلفاز صورها فإني أحلم بهذه الصور في الليل، وأشعر بالخوف لدرجة أنني لا أستطيع العودة للنوم من جديد".
وتتحدث "بيان"، الطالبة الجامعية، عن أخيها محمد البالغ من العمر 11 عاماً، قائلةً:"أخي الصغير ذو طبيعة مرحة جداً فقبل الحرب لم أكن أراه إلّا وينشد الأناشيد الجميلة التي تعلّمها بالمدرسة أو من التلفاز، لكنه وبعد الحرب لم يعد يغني سوى "يما هدّوا دارنا"، وكأنه ما زال متأثراً بالحرب".
فقد تركت الحرب الإسرائيلية آثاراً واضحة في أجساد ونفوس أطفال غزة الأبرياء لدرجة أنّ كثيراً منهم أرعبه صوت الرعد ظانين أنه صوت قصفٍ جديد، وهذا ما أكّدته ابنة السبع سنوات في قولها:" عندما سمعت أصوات الرعد هرعتُ إلى أمي لأني كنت أظنه قصف يهود، ولم أكن أشعر بالأمان إلا عندما أغفو في حضنها".
هؤلاء وغيرهم أطفالٌ لم يتعرّضوا للقصف الإسرائيليّ بشكلٍ مباشر، إلّا أنهم تأثّروا وما زالوا متأثرين بما خلّفته الطائرات والدبابات الإسرائيلية، فما البال بالأبرياء الذين رؤوا بأم عيونهم عوائِلَهم تنزف أو تحترق؟ ما البال بمن بُتِر له طرفٌ أو طرفان أو جميعُها؟ ما البال بمن فقد أعز ما يملك..أمه وأبيه ؟
فهذه حنين موسى البالغة من العمر 16 عاماً تفقدهم.. أماً وأباً وثلاثة إخوة وأختاً تصغرها عاماً، رأتهم يحترقون وأعمدة الدخان تغطّي وجوههم، فتصرخ هلعاً ولكن ماذا يفيد الصراخ؟.. تهرع لأمها الملقاة أرضاً وتحضنها فتبتسم ابتسامةً حُفِرت في ذاكرة حنين.. ابتسامةً لن يمحوها الموت ولا الزمن.
ويبقى الأمل لدى حنين مستمراً رغم فقدانها أعز أحبائها إذ تقول:" كانت أمي تدعو لي دائماً بالنجاح والتوفيق، وكانت تتمنى أن تراني طالبة جامعية متفوقة، وها أنا أعِدها بتحقيق ما تمنّت وسأهديها نجاحي بإذن الله وتفوقي حتى وإن لم تكن موجودة بيننا إلّا أنها ترانا وتعلم أخبارنا لأنها بمرتبة الشهيدات".
آثارٌ نفسيةٌ خلّفتها الحرب
وتضيف:"كلما اشتدّت الحرب وطالت كلما زاد تأثُّر الطفلِ نفسياً، ومن هذه الآثار أن ترى الطفلَ مهلهلاً تتراءى له الكوابيس ويستحوذ عليه الخوف الشديد، وقد يضطرب لديه الكلام أو يعاني من تبوّلٍ لا إراديّ إلى جانب الخوف من الظلمة والأماكن المرتفعة وعلى رأس تلك الآثار ارتباط الطفل بوالديه".
أمّا من الناحية العلمية فقد يحدث أن يتعرض الطفل للنسيان أو التناسي إلى جانب كثرة الشرود والسرحان، وعدم التركيز والتشتت، ويظهر ذلك من خلال التحصيل العلمي أو شكاوى المدرسين حول تدهور المستوى العلمي لدى الطالب، وهذا ما أوضحته السيدة جودة.
وتواصل:"قد يرتبط المكان بحادثٍ مؤلمٍ يكون قد تعرّض له الطفل مما يجعله يرفض هذا المكان بعد ذلك، ومن أمثلة ذلك ما حدث في بعض المدارس في غزة التي تمّ قصفها الأمر الذي بدوره يترك نقطة شؤم وخوف حول ذاك المكان".
دور الأسرة أثناء الحرب
ولمّا كانت فلسطين أرض رباطٍ وجهاد، واليهود أهل غدرٍ وإرهاب كان لا بد لنا من التأهب لمثل هذه الحرب التي قد تشنّها (إسرائيل) "لا قدّر الله " في أي زمانٍ وأيّ مكان، فتقدّم السيدة سهير جودة نصائح للأهل لتفادي سلبيات قد تحصل أثناء الحرب ومنها:"أن يتواجد الأهل مع الأطفال في أكثر الأماكن أماناً، مع تبسيط المعلومات لهم ولكن بدرجة غير مطلقة حتى لا يُصدَم الطفل بما يراه أعنف مما وصفه له الأهل فيفقد ثقته بهم،إلى جانب مشاركتهم في نشاطاتٍ يحبها الطفل إن أمكن في أوقات الهدوء وتوقف القصف بحيث يتم إلهاؤهم وإبعادهم عن التفكير بالحرب، ومن الجميل لو تمّ تجميع الأطفال حول طبقٍ من الحلويات التي تضفي درجةً من الطاقة لدى الطفل"، وتواصل: "محاولة ممارسة الحياة الروتينية قدر المستطاع أثناء الحرب"، وتؤكد على ضرورة النوم بجانبهم لأنها طريقة مهمة جداً للتقليل من خوفهم وشعورهم بالأمان حتى بعد انتهاء الأحداث بوقتٍ يسمح لهم بإعادة حياتهم الطبيعية ومن ثمّ النوم بعيداً عنهم تدريجياً".
وتشدّد جودة على ضرورة إبعاد الأطفال عن الوسائل الإعلامية خاصة المرئية التي تبث أشكال الحرب بحذافيرها والتي من شأنها أن تولّد ظاهرة العنف لدى الأطفال بسبب تكرار هذه المشاهد واعتيادهم على رؤيتها، وتعزّز ظاهرة اللامبالاة، وكلتاهما إن كانت عنفاً أو لا مبالاة ظاهرتان تنمّان عن تدهور في النفس، وإنشاء جيلٍ بعيد عن الطبيعة الفطرية.
لا الصّمت ولا التهويل
ويوافقها الرأي الأستاذ محمد أبوشاويش، الاختصاصي النفسي في مركز علاج الصّدمات النفسية بغزة بقوله:"الطفلُ صفحةٌ بيضاء َ ينسجُ بفِكرِه البسيطِ خيالاتٍ واسعةً وقصصاً مختلفة تؤثر عليه بشكل سلبي، بالتالي لا بدّ من مراقبة ما يشاهده الطفل عبر التلفاز وعدم تعريضه لمشاهدة أنواع العنف والقتل والدماء عبر شاشات التلفاز أو الوسائل الأخرى التي يكثر بثها أثناء احتدام الحرب"، ويواصل:"قد يظن البعض أنّ عدم الحديث عن الحرب هو الأمر الصائب والذي لا بدّ من الحذر منه، إلّا أنّ التزام الصمت وعدم الحديث هو الأمر الخاطئ ولكن بشكلٍ يتناسب ومستوى عقل الطفل فلا يتمّ تضخيمه والتهويل منه بل محاولة معايشة الطفل للواقع بحيث يكون قد تحضّر نفسياً لاستقبال الحدث بدلاً من أن يفاجأ بأشياء لم يكن يتخيلها أو يسمع عنها فيُصدَم".
ويضيف أبو شاويش:"يجب تشجيع الطفل على الربط بين الحدث وتصرّف معين من أجل تفريغ جزءٍ من الطّاقة لتخفيف الضغط عن الطفل وتفادياً للصّدمة، كأن يصرخ الطفل "الله أكبر"عندما يسمع أصوات القصف القوية، بالتالي يتم تفريغ الطاقة والضغط في اتجاه آخر.
وانتهت الحرب.. فماذا بعد؟
وقد تستمر الآثار النفسية لدى الأطفال بل وتزداد حدّتها في حال كانت الحربُ قويةً وطويلة وهذا ما حدث في حرب غزة التي دامت 23 يوماً من العنف والإرهاب، وهنا يظهر ما يسمى بِـ"أعراض ما بعد الصّدمة" والتي تتمثل في خلق طفلٍ انطوائيٍّ ضعيف الذاكرة كما تقول الاختصاصية سهير جودة والتي تنصح الأهل بقولها:"في حال ظهور أعراض كالسابقة الذّكر فيجب إدخال برامج الدّعم النفسي من المحيطين حوله على رأسهم الأهل ومن ثم المدرسة والمؤسسات المختلفة، إلى جانب دمج الطفل في الحياة بأسرع وقتٍ، والإسراع في ترميم البيت إن كانت الإصابات مباشرة وإخفاء آثار الدّمار، وإبعاد الطّفل عن الجو النفسي الحربِيّ، ولا مانع من نوم الوالدين بجانب الأطفال لفترة معينة ما بعد انتهاء الحرب".
كي لا يخاف الأطفالُ الطائراتِ
ويشاركنا الدكتور محمد بخيت، أستاذ العقيدة المشارك في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، متحدثاً عن الطريقة الأساسية التي نضمن فيها عدم خوف الأطفال والتي هي أولى الخطوات التي تمنع دخول الخوف قلب الطفل حتى وإن تعرّض للحرب بشكل مباشر، فيقول بخيت:"الخوف ظاهرة موجودة في نفس كل إنسان صغر أم كبر وهي موجودة عند الأطفال بشكل أكبر بحكم بساطة تفكيرهم ولكن عندما نربي الطفل على الإيمان بالله وترسيخ هذا في ذهنه، وغرس فكرة أنّ الله لن يصيبنا إلّا ما كتب لنا، وأننا أصحاب قضية ولا بد لنا من الصبر والتحمل لأن الله هو الذي يقدّر كل ما يحدث، سنجد أن الخوف والاضطراب النفسي يقل وقد يتلاشى لدى الأطفال".
التربيةالإسلامية تحصد ثمارها
ويشير د. بخيت إلى أن هناك الكثير من الأطفال ظهروا أمام شاشات التلفاز وكانوا قد تعرّضوا لأعنف درجات الحرب إلّا أنّهم يتحدّثون بنفسٍ واثقة بالله وبرضىً عما حدث، وبقوةٍ لا تهزّها الطائرات، وإن كان مما يبكي العين ويُنزِفُ ويدمي القلب وهذا إن دلّ على شيءٍ إنما يدلّ على تربيةٍ سليمة منذ المهد، تربية على أننا أقوياء بإيماننا وإنْ قَوِيَ العدوّ بطائراته، والنصر للإيمان لا للطائرات، كما يقول د. بخيت.
ويختتم د. بخيت بقول الله تعالى:" ولنبلوَنَّكم بشيءٍ من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهُم مصيبةٌ قالوا إنَّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون". داعياً إلى أن تكون التربية منذ الصغر على هذا الأساس.
ويعزِّزُ الأستاذ مروان حمد، المحاضر في كلية التربية، قولَ سابقِه بحديثِ رسولِنا الكريمِ الذي يقول فيه:"ولئن يؤدب الرجلُ ولدهُ خيرٌ له من أن يتصدّق بصاع"، موضحاً أنّ ديننا الإسلامي اهتمّ بتربية الطفل من مختلف الجوانب، مضيفاً:يجب رفع المستوى الإيماني لدى الأطفال كلٌ حسب المرحلة العمرية فإن كان لديه الوعي وجبَ رفع منسوب الإيمان في أنّ الحياةَ مؤقّتة بحيث يكون لديه الاستعداد لأي مفاجأة، وإن لم يكن لديه الوعي الكافي وَجَبَ بثّ روح الطمأنينة في نفس الطفل من خلال تعبيرات الأهل التي عادةً ما يقرؤها الأطفال وتشكّل لديهم نفسية إما إيجابية أو سلبية حسب درجة التحكم في تلك التعبيرات.
الحرب فرصة!! فلنغتنمها
وبعدُ.. هل ثمة إيجابياتٍ لتلك الحرب الضّروس؟ أمِن أثرٍ لها يعزّز النفس ويمحو الكَدر؟ رغم كلّ الدّمار والخراب الذي حلّ بغزة، رغم الدّموع والدماء، رغم المأساة التي لم تُمحَ بعد، إلّا أنّ الحرب أعادت الكثير من الناس لرشدِهم الفطريّ ، لقد بثّت الحربُ روحاً من التسامح والمحبة بين الكثير، بثّت الخوف في النفوس من أشياء أخرى غير القصف والطائرات والدبابات، خوفاً من الله العظيم الذي قدّر وما شاء فعل.. فمن لم يكن توجّه للقِبلةِ رافعاً "الله أكبر" رفعَ يديه، من كان في قلبِهِ بغضٌ لأخيه تناساه، من ظنّ سوءًا بجاره استسمحه، من أغضب والديه وتأفأف لهم اعتذر وندم.. فحياتنا الدنيا لا تعدّ سوى دقائق من الآخرة، فلنعتبر هذه الحرب فرصةً ونغتنِم.