التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

هل تغيرت نظرة المجتمع إلى المرأة العاقر؟

"هل تغيرت نظرة المجتمع إلى المرأة العاقر؟ وهل استعادت بعض شروطها وكرامتها الإنسانية؟ أو على الأقل هل وعى المجتمع أن دورها لم يعد يقتصر فقط على إنجاب الأولاد وتربيتهم؟ هل جفاف الرحم يمكن أن يؤدي إلى أن تكون تلك المرأة خصبة إنسانياً وحياتياً وفكرياً. وأن يكون دورها في المجتمع فاعلاً حتى ولو لم تنجب أطفالاً؟ أسئلة عديدة نحاول أن نلقي عليها الضوء في تحقيقنا هذا، غير غافلين بالتأكيد عن طبيعة المجتمع، الذي مازال في إنتاج القيم السابقة عن قصد أو غير قصد.

الأمثلة كثيرة ومتنوعة نعيشها ونلمس نتائجها على أرض الواقع ونحمل المرأة ذنب ماكان خارجاً عن إرادتها، فتكون الضريبة التي تدفعها مزدوجة، ضريبة يفرضها المجتمع وأعرافه السائدة وضريبة حرامانها من عاطفة الأمومة المنتظرة.

كريمة لم تنجب رغم مرور ست سنوات على زواجها، في البداية كان (عدم قدرتها على الإنجاب) أمراً مقبولاً من قبل زوجها، في البداية كان (عدم قدرتها على الإنجاب) أمراً مقبولاً من قبل زوجها وعائلته ولكن فجأة انقلبت الأمور رأساً على عقب لتتحول إلى شخص منبوذ الكل يتعامل معه بقسوة وبلا رحمة.

تقول: "حتى زوجي غير معاملته لي وأصبح يبحث عن أمرأة أخرى ليقترن بها كونه غير مستعد أن يمضي بقية حياته دون وجود طفل من لحمه ودمه، يقول لي كلمة (بابا).

المشكلة أن الرجل في مجتمعنا تربى على أن ينظر للمرأة كآله لتفقيس الأطفال فقط، فإذا لم تقم هذه الآلة بمهمتها فمن الأفضل استبدالها بغيرها.

"عائشة 30 سنة" امتنعت عن الخروج من المنزل، بسبب أسئلة الناس المتكررة لها عن سبب عدم إنجابها حتى الآن. فأصبح هذا الحديث هو محور حياتها. أما حماتها فقد هددتها بإرغام ولدها على تطليقها في حال لم تنجب له طفلاً يخلد اسمه.. تقول: "عيون الناس تراقبني من كل حدب وصوب وأشعر بأن الجميع يتهامسون علي، لذلك قررت أن أنعزل كي لا أسمع تعليقاتهم وتلميحاتهم الدائمة".

تعتبر المرأة في مجتمعنا هي مجرد وعاء للحمل والولادة، وعندما تفقد المرأة هذه الوظيفة فإنها تفقد قيمتها الإنسانية، والدليل على ذلك إعطاء الأم قدسية كبيرة، ففي ثقافتنا تكرس هذه المسألة ويتم ربط المرأة بدور الأم فقط، وأساساً مكانة المرأة في المجتمع منقوصة، فكيف إذا فقدت هذا الدور؟ بشكل طبيعي ستفقد كل شيء وظيفتها وحياتها المجتمعية وتصبح شجرة يابسة، بالمحصلة النظرة إلى المرأة كإنسان هو المهم وليس كجسد للإنجاب والمشكلة أن القانون يكرس هذه النظرة أيضاً عندما يمنح للزوج حق الطلاق نتيجة أمر لا ذنب للمرأة فيه ولم يكن خيارها أبداً.

نظرة خاطئة

هكذا تعيش المرأة ضمن هالة مجتمعية ونظرة واحدة هي أنها عاقر، فالنسيج المجتمعي لا يتقبل حتى الآن أي امرأة مهما بلغت من نجاح إذا لم تكن (أماً)، أما المرأة فما عليها سوى أن تقبل كل القيود والعقوبات الإجتماعية بينما الرجل يبحث عن خيار آخر تاركاً زوجته لمصيرها وللأقاويل التي يتوجب عليها سماعها برحابة صدر.

و كان زوجها يعيرها دائماً بأنها عاقر، وعندما تتلفظ بأي كلمة يكون جوابه: "ألا يكفي أنك لا تنجبين؟" لذلك وجدت نفسها مضطرة لتقبل كل الإهانات التي تتعرض لها من قبل زوجها والمجتمع من حولها، ببساطة حرمت من كل حقوقها، وأصبحت تشعر بأنها أمرأة منقوصة لا مكان لها في هذا العالم.

رجال لاينجبون

السؤال المهم هنا ماذا لو قلبنا الأدوار وكان الرجل عقيماً لاينجب هل تتمكن المرأة من التخلي عنه دون أن ينتقدها المجتمع ويتهمها بالخيانة؟

"سارة أ." رفضت التخلي عن زوجها لأنه عقيم وقررت البقاء على جانبه رغم كل الظروف، هذه الحالة ليست عامة وإنما هناك العديد من الإستثناءات ولكن في كل الأحوال المرأة تتحمل ضريبة أي شيء حتى الأشياء المرتبطة بالرجل وإلا أثيرت ضدها نقمة المجتمع بأكلمه.

"د.طلال مصطفى" أستاذ علم الاجتماع في جامعة يحمل المجتمع الذكوري كل مايحدث فنحن حتى الآن ورغم كل التمدن الذي حدث ما بعد الإستقلال مازلنا نتمسك بقيم تقليدية، ومن ضمن هذه القيم النظرة إلى المرأة كوسيلة للإنجاب أولاً، وثانياً كوسيلة وأداة للعمل الريفي الزراعي حتى عند المتعلمين والمثقفين مازالت تظهر هذه القيم بين الحين والآخر عندما يتزوج ويفاجأ بأن زوجته لاتنجب ويضيف: "العلاقات المجتمعية ترفض المرأة العاقر وتعتبرها آلة معطلة تنفي منها عملية.

ضغط نفسي

ونتاجاً لكل ماسبق تعيش المرأة العاقر تحت وطأة ضغوط مجتمعية ونفسية أيضاً، وتصبح أسيرة لأفكار تخلق التعاسة والبؤس، وهي أنه لم يعد هناك أي مبرر لوجودها تملكها اليأس والغيرة من كل امرأة لديها طفل وأصبحت غير قادرة على الإندماج مع.

المرأة تولد وتولد معها غريزة الأمومة، ومنذ نعومة أظافرها نجد لديها الرغبة بأخذ دور الأم الذي يتجلى في اللعب مع الدمى، ومع تتالي المراحل العمرية يزداد لديها التوق لتلك اللحظة لحظة تأسيس العائلة، ولاشك بأن إصابتها بمرض يمنعها من الإنجاب يشكل لديها مشكلة حقيقية تحطم ذلك الحلم وتهدد استقرار حياتها الزوجية فيسيطر عليها القلق والتوتر وما يزيد من معاناتها الضغط النفسي والأسري المفروض عليها من قبل الآخرين، كل هذا يزيد من خوفها فتشعر بالإحباط والعجز وتفقد ثقتها بنفسها، وتصبح مفرطة الحساسية تُغلق أمامها أبواب السعادة، وتنشغل بأفكار ومخاوف تطور لديها الاكتئاب فتلجأ الى الأدوية المهدئة لتخفف من شدة معاناتها وهناك حالات مستعصية تعاني منها المرأة من غير مفرطة وحنق على كل شيء.
أخيراً: منذ آلاف السنين ربط الإنسان المرأة بالأرض فكلما تنتج الأرض النبات بعد أن يرمى بها البذار كذلك تنجب المرأة الأطفال بعد أن يعاشرها الرجل ومع التكريس للنظام الذكوري فإن المرأة الأرض أصبحت مسؤولة عن عملية الإنجاب والتوالد.

واستمرت المرأة بحمل مسؤولية العقم وحدها ولم تكن فكرة الرجل العقيم واردة لولا تلك البحوث الطبية في بدايات القرن العشرين عندما أثبت العلم إمكان وجود حالات عقم عند الرجل كما المرأة، ولكن المفارقة المجتمعية التي بقيت مستمرة هي تجريد المرأة من كل إنسانيتها لأنها عاقر وعاقر فقط ؟!




حتي لو الراجل لاينجب نفس النظره للست من الي حواليها مبتتغيرش