التي مرت بتجربة قاسية عاشت فيما مضى حياة ملئت بالحب الصادق
تحفها عواطف مهدرة لا حدود لها في كنف بيت هو مملكتها ..
ثم فجعت بأقسى كلمة وأشنع عبارة وأبشع موقف ..
إنه الطلاق .. حتما هو الطلاق .. لتتحول حياتها بعده إلى هموم وأحزان ..
شرود ذهني .. شتات فكري .. إحترقت معه العواطف ..
واغتيلت الأحاسيس ..
عندما عزمت على هذا الحديث الخاص والحوار الذي أردته أن يكون هادئ وجدت
أمامي بحراً من الهموم والأحزان الخوض فيه ليس بالأمر السهل !!
وأيقنت تماماً أن خلف الجدران هموم وآهات وزفرات وأحزان ، فاستعنت بالله
وسألته التوفيق ورجوته التسديد فكانت هذه الكلمات من قلبٍ يعلم الله بحاله إلى قلبك
الذي اريده أن يكون رحباً مقبلاً يتسع لحوارٍ هادئ لا أريد أن أنكأ لك به جرحا
أو اقلب لك به الأحزان إنما أريد من وراءه مشاركتك أحزانك والتخفيف من آهاتك .
لن يكون حديثي فيه عن لماذا ؟ وكيف ؟ .. ومتى ؟ وأين ؟
فلكل حادثة حديث ولكل مقام مقال ولكل جوادٍ كبوه إنما حواري فسيكون عن ..
ثم ماذا ؟؟
فهيا أيتها العزيزة المكرمة قلّبي هذه الأسطر وأنتي رائقة المزاج هادئة البال فلعل
أن تجدي فيها أنيساً لك في وحشتك وحادياً يحدوك على الطريق ..
وهذا الذي أرجوه .
حقيقة أمر الطلاق وكيف الاستفادة منه
نعم اخيتي الغالية إنه الفراق والألم الذي لا يطاق .. إنه واقع مرير وغربة إحساس وفتور
في المشاعر .. ولكن اختي هو ليس شراً محض ولا مصيبة مجرده ..
له جوانب مظلمة .. ولكن أيضا له جوانب مشرقة وزوايا مضيئة .
أختاه .. الأمر قد وقع .. وكان ما كان فلا تعيري الأمر اهتماما أكبر من حجمه الحقيقي
وتجعليه كابوساً يطفئ ما تبقى من الأنوار ويظلم عليك باقي الطريق عليك أن تعلمي
أنه أمر من الله لم يكن ليخطأك أبدا فاجعلي من هذا الطلاق بداية لحياة جديدة يملؤها
التفاؤل الأكبر في النجاح .. اياك ثم اياك أن تقف الحياة عندك عند هذه الكلمة
( مطلقة )
وحتى تستفيدي من هذا الطلاق أضع بين يديك أربع وصايا تستعيني بها بعد الله
على الوقوف في وجه هذا الخطب العظيم وتلك الحادثة الأليمة وتعينك بإذن الله
على التعايش الصحيح معها .
يجب عليك اختي المباركة أن تكوني راضية الرضى الحقيقي بالله وبقضائه وقدره ..
ولتعلمي أنه ابتلاء من الله لك .. والله جل جلاله لا يظلم أحد بل حرم الظلم
على نفسه سبحانه .. وقد جعل سبحانه الابتلاء يصيب به من شاء من عباده ليختبر
وليمحص إيمانه ويبين لنا هذا في قوله الكريم :
{ الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ}..
إنه الابتلاء فلا تضعفي أمامه أرغمي نفسك على تقبله والرضا به ..
يجب عليك أيتها الموفقة أن تتذكري أنك بصبرك على البلاء ورضاءك به
تظفري بحب الله .. تظفري بمحبة ملك الملوك علاّم الغيوب الذي بيده
مفاتيح الخير .. كل الخير .. والقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها
كيف شاء يقول تبارك وتعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } آل عمران146..اخيتي إن أكرمك المولى جل جلاله ونلتي هذه المنزلة العظيمة وهذا الشرف الكبير اعني
محبة الله .. فما ظنك بحال من أحبها الله وكيف تكون حياتها كيف ..؟؟دع المقادير تجريفي أعنتهـا ** ولا تبيتن الا خالي البـال
ما بين غمضة عين وانتباهتها ** يغيرالله من حال إلى حال
ثم اختي الموفقة أسعدك الله حتى تتقبلي هذا الابتلاء وترضي به يجب عليك أن تلتفتي
عن يمينك وشمالك لتنظري أوحيدة على هذا الطريق أم أن غيرك الكثيرات ممن وقع
عليهن البلاء نفسه فتعايشن معه بالطريقة الصحيحة .
تقول ( م . ع )
نعم عشت حياة سعيدة ملأتها الضحكات الصادقة .. كنت أشعر في بداياتها أنني
في حال من السرور والبهجة مالم تشعر به غيري من النساء نعم كنت مشغولة جدا
فوقتي ليس لي وهمي وتفكيري ايضا ليس لي .. لأن كل وقتي وجهدي وتفكيري
كان في زوجي وبيتي فقط .. مرت السنين ووقع أمر الله الذي كلي إيمانٌ أنه مقدر
وبحكمة يعلمها سبحانه أعني به الطلاق .. تقول ..
تطلقت من زوجي بعد ثلاث سنوات قضيتها معه لم نرزق بمولود
رجعت إلى بيت أهلي الذي خرجت منه وعدت وأنا راضية بما قسمه الله وقدره ..
لن أكذب وأقول كان الأمر عادي جدا بل تجرعت حينها غصص والحمد لله
ولكني أجبرت نفسي وأرغمتها على الرضا بما ماضٍ بلا شك ..
أكملت دراستي وعدت لممارسة هواياتي التي كنت احبها
( الرسم والخياطه )
وأصبحت عضوة في إحدى الجمعيات الخيرية وأخذت على نفسي عهداً أن لا أكدر حياتي
بذكريات الماضي التي ليس لها حدود ، أما الناس .. فمن أراد تذكيري بالماضي
وسؤالي عن ما حدث او تقليب صفحات قديمه فكنت أجدني ارد عليه بطريقة آلية لم
يوفقني الله واحب أن احتفظ بالأسباب لنفسي
والأخت ( س . س )
تقول بدأت طريقي بعد الطلاق بأول معاناة واجهتني وهي معاناة تربية الاولاد الذي
رفض والدهم أخذهم .. ومن هنا بدأت بتحقيق أول هدف لي عندما القيت اول
محاضرة للأمهات في كيفية التغلب على معاناة التربية ثم توسع هدفي لأصبح مدربة ادرب
الامهات وبدأت بفضل الله اخرّج المدربات ثم قلت لماذا لا أؤسس مدرسة ؟
تحقق حلمي بحمد الله وأنا الآن افكر في سلسلة من المدارس لهذا الغرض .
أما ( ن . غ )
تقول وقع طلاقي وأنا حامل وكان عمري وقتها لم يزد على العشرين سنه ثم رزقت بمولود
ذكر .. كافحت كثيرا في تربيته التربية الحسنة حتى حفظ القران وهو في
المتوسط .. وعملت أنا إدارية في مدرسة خاصة لأتمكن من تأمين متطلبات الحياة
لي ولوالدي المسن ولولدي الذي أصبح يؤم المصلين في المسجد وهو في الصف الأول
ثانوي ..والفضل والشكر لله وحده .
وتقول الاخت ( س . م )
كان لطلاقي الأثر الكبير في اكتشاف شخصيتي ..!!
تقول .. بدأت صفحة جديدة مع نفسي اكتشفت فيها صفات حميدة عندي لم أكن الحظها
من قبل وهكذا بدأت الأمور تتحول من السلب إلى الايجاب بمجرد تغير نظرتي
لنفسي . وهنا أدركت أن الخير كل الخير بالنسبة لي كان في الانفصال
_ على حد قولها _ لأنه أدى إلى زواج آخر كان أكثر توفيقاً ونجاحاً كما أوصلني
هذا الإنفصال إلى إكتشاف ذاتي .
اخيتي الغالية ..
الجوانب المضيئة من حياة المطلقات كثيرة أكثر من أن
احصرها هنا .. إذاً انظري للحياة من وجهها المشرق .. واحذري حماك
الله احذري من أن تسخطي او تجزعي أو حتى تتأففي من قضاء الله
وحكمته يقول عبيد بن عمير ( ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب
ولكن الجزع القول السيئ والظن السيئ ) وهذا من رحمة الله لأن حزن
القلب ودمع العين خارجٌ عن الإرادة .. فكوني ايتها المباركة راضية الرضا
الحقيقي بما قدره الله ولا تجمعي على نفسك أمرين كلاهما مُر لا تجمعي
على نفسك مرارة الابتلاء ووقعة المصاب مع عقوبة التسخط والجزع
وعدم الرضا .. وتذكري دوماً ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم حين قال
( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا لمؤمن
إن أصابته سراءشكر وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )
مختصر مسلم 2092
بل امزجي تلك المرارة وتلك الأحزان بحلاوة الرضا ولذة الاحتساب ..
عندها اقسم لك بالله ستطغى الحلاوة على المرارة وتهنئي بحياة سعيدة .
اصنعي من الليمون الحامض عصيراً حلوا
نعم ما أجملها من عبارة وما اعقلها من حكمة تلك هي الكلمات التي ذكرتها الاستاذة نجلاء
محفوظ رئيسة القسم الأدبي بجريدة الأهرام المصرية حين قالت في رسالة وجهتها إلى كل
مطلقة
(( استعيني بالله ولا تعجزي ويجب أن تثقي في نفسك وتستعيدي قواك النفسية
لتكتسبي صلابة .. إلى أن قالت ادعو كل مطلقة إلى التعامل مع الطلاق بتحدٍ
وأن لا تهتم بكلام الناس عنها وأن تذكر نفسها أنها ستصنع من الليمون المالح
عصيراً حلوا )) ..
اخيتي وفقك الله لا تدعي اليأس والوهم يدبان إلى قلبك ولا تفسحي لهما الطريق
إلى عقلك .. فيقض مضجعك .. ويقلق راحتك .. ويؤرق منامك ..
لا تستسلمي .. اختاه الطلاق ليس عنوانا لحياة كئيبة وليس فشلاً تام في الحياة قد
يكون المجتمع والزوج ظالماً لك .. فلا تكوني أنت ظالمة لنفسك فتحملينها من مالا
تطيق من الهم الزائد واليأس الظاهر عليك .. اتركي عنك تلك الزوايا التي لازمتيها
والتجأت إليها .. دعي عنك الإنطواء بل وآصلي حياتك فأنت قادرة على الاستمرار
في أدوارك الفعالة في الحياة ..اخيتي ..
إن خطوة إلى الوراء يمكن أن تكون دافعا لخطوتين إلى الأمام إجعلي من هذا الطلاق
نقطة إنطلاق .. قولي لنفسك أنا لست مطلقة أنا منطلقة .. نعم منطلقة إلى حياة
يملؤها الأمل وتغمرها السعادة حياة تحتضن بين جنباتها الفأل الأكبر بالنجاح ..
اتركي الماضي كلياً .. اتركيه بحلوه ومره ..إن لم تنسي فتناسي كل ما مضى ..
أنتي الآن وليدة اليوم .. قابلي الناس بإبتسامه مشرقه .. مارسي هواياتك
التي تحبينها .. شاركي من حولك في النقاشات الهادفة .. إهتمي بمظهرك ..
لا تظهري دائما بمظهر المهمومة المكتئبة .. كوني متفائلة وترقبي أسعد اللحظات
مع زقزقة العصافير في كل صباح .قال الليالي جرعتني علقما …. قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعلّ غيرك إنرآك مرنِّما …..طـــــرح الــكــــــــآبة جانبا وترنما
يقول ربك الكريم سبحانه .. (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
نعمة الفراغ نعمة عظيمة .. وها أنتي اختاه تملكين من الفراغ ما لا تملكه الكثيرات ..
بل ما لم تكوني تملكيه انتي من قبل .. وربما كنت قد تمنيت أن تجدي فراغا في وقتك
الذي مضى والذي لم تكوني تملكيه ، وقد أمرك ربك الكريم بعد الفراغ من الشغل
أن تنصبي قدميك في عبادته أشغلي هذا الفراغ بالتوجه لعبادة الله بقلبك وقالبك ..
أري الله من نفسك الخير والصدق والإقبال إليه ..
عبادة الله اخيتي وكفى .. كفى بها أنيساً لك في الوحشة وحادياً يحدوك
على الطريق ..
بقربك من ربك أختاه لن تصبحي وحدك .. يقول جل شأنه فيما يرويه
عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ( .. وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع
به وبصره الذي يُبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها)
وجاء في شرح هذا ما جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(إذا أدى المسلم ما فرض الله عليه .. ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى
بنوافل الطاعات واستمر على ذلك ما وسعه أحبه الله تعالى ، وكان عوناً
له في كل ما يأتي ويذر فإذا سمع كان مسدداً من الله في سمعه ، فلا
يسمع إلا إلى الخير ، ولا يقبل إلا الحق وينزاح عنه الباطل بتأييد الله
وتوفيقه .. )
اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى اسلامية 1/35فهيا أختاه حطمي عنك القيود .. اكسري جدار الأحزان الذي بنيتيه
انتي ولم يبنه غيرك على قلبك أنهي مسلسل الهموم والاكتئاب ..
مزقي صفحة الماضي لتجدي أمامك فجراً مشرق ونور يتلألأ
وشمساً ساطعة ..حطمي اليأس ولاتستسلمي…. عبثَ الحزنُ بأحلام ِ فتاةارفعي الرأس شموخا ًوارسم …..يبسمة ً تطغى على بؤس الشفاهامنحي الكون جمالا ًواطربي….. لا عدمنا الأنس منك ياسناهحلقي دوما ً الى الأعلى…. ولا تتواري تحت اقدام الطغاهصمي الاذان عن كل ِذميم…. ٍ لا تبالي إنهم حقا وشاههذه الدنيا فيوم ٌتسعدي …. وتذ ُوُقِي الهم في يوم ٍ تلاهاطمئني عله خيرخفي…. عن قريب ٍ يتجلى ونراهان هذا لابتلاء ٌٌمن قوي …. فالزمي الصبر واتقان الصلاهالجئي لله بلواحتسبي …. كُتِبَ القدر على كل الجباهأحذري أن توهمي نفسك أن الفشل يلاحقك وقد تمكن منك وقضى على انوثتك
وكبريائك وهدم كرامتك .. كلا .. كلا اخيتي فالطلاق ليس نهاية الكون وفناء
الأحاسيس .. فالأمل باقي وربما اخيتي حياة قادمة تكون لك أجمل وأجمل من
مضى .. وربما أن طلاقك اختاه فكاك لك وخلاص من حياة يملأها النكد وتنغصها
المشاكل .. وينتظرك في الطريق عليها مزيدا من الهموم والأحزان .
هذه الوصية آمل وأرجو وأتمنى منك أن تقرئيها بكل سرية ومصداقية مع نفسك في لحظات
لا يشاركك فيها احد .. أريدك في ساعة واحده فقط لا تزيدي عليها أن تنظري الى
الوراء .. ولساعة واحدة فقط .. بنظرة إنصاف وتتأملي إن كنتي مظلومة فالله
القوي الجبار وحده خير من ينصر المظلومين .. واعلمي أن فوق الجميع رب سميع ..
بثي شكواك إليه واصبري محتسبة الأجر والمثوبة .. ولك سلفٌ في من ابتليت
واسودت الدنيا في وجهها على عظم مكانتها وطهارتها !!
إنها اخيتي الطاهرة المطهرة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة المعصوم الحبيب خير
البشرية صلى الله عليه وسلم عندما اتهمها المرجفون ومن لا يخشى الله بالزنا فضاقت
عليها الدنيا بما رحبت واسودت في وجهها الايام لم تجد من ينصرها بل تخلى عن نصرتها
اقرب الناس اليها .. والديها ..
بكت الليل مع النهار قهرا .. مرضت فاستأذنت زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم
في أن تذهب إلى أهلها فأذن لها دون تردد .. مما زاد في قهرها وحزنها ..
ثم جاءها الفرج من فوق سبع سماوات وبرأها الله ..
فكان خبر براءتها قرآنا يتلى ليس في ذلك الوقت فحسب ..
بل تناقلته الأجيال عبر الأجيال .. ونتعبد لله به في صلاتنا إلى يوم الدين
أما اخيتي إن بدى لك مع نفسك أنك لست مظلومة وأيقنت بذلك فعليك بقول ربك سبحانه
({.. وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ابحثي مع نفسك عن نقطة الخطأ ومن أين بدأت
الشرارة التي أعقبت ناراً تلتهب في فؤادك .. واجعليها محطة توقف وبداية لإنطلاق
الصواب وقد قيل رب ذنب أدخل صاحبه الجنة ..
وأنا اقول لك اختاه هنا
( رب خطأ تتعلمين منه يقودك لحياة سعيدة ناجحة )
فلن تنتهي الحياة عندما نخطئ .. جميل أن نتعلم من أخطائنا ..
وأجمل من ذلك أن نبني منها الصواب .. وإن لم تكن لك هذه المصارحة مع نفسك
فاسمحي لي أن اقول أنه سيستمر الفشل وتزيد المأساة ..
والكريم الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين )
صحيح الجامع 7779.
إن حُرمتي اختاه من ابنائك وحيل بينك وبينهم كما هو حال الكثيرات فلا تجزعي
ولا تنزعجي .. لا تعطي الأمر حجما لا يستحقه استودعيهم الله الذي لا تظل
ودائعه .. وأكثري من الدعاء لهم بأن يتولاهم الله برعايته وأن يحفظهم بحفظه
وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام .. فيوماً من الأيام .. عاجلاً أم آجلاً سيأتوك
بإذن الله وتكحل برؤيتهم عيناك .. فتطيب الروح .. وتندمل الجروح ..
ويحلو اللقاء .. ولكن أنت لا تظهري الأحزان ولا تكثري التفكير ..
فلربما يعلم ابنائك عنك فيحملوا همك .. ويؤثر سلبيا على مشاعرهم ويظهر
على سلوكهم وحتماً وبكل تأكيد لن يرضيك هذا .
أما اختي الكريمة إن كان ابنائك معك ..
فلتحمدي الله أولاً وآخرا وعليك بما يأتي :-
اولاً : هيأي نفسك لتقبل الأمر بكل هدوء ولا تحملي هم تربيتهم ..
غيرك الكثيرات بل الكثيرات جدا .. يتمنين ويبكين الليل والنهار رجاء
في أن يكونوا ابنائهم بالقرب منهم وانت قد امتن الله عليك وأكرمك
بقربهم منك .
ثانياً : إحرصي كل الحرص .. واعملي جاهدة على تربيتهم التربية
السليمة .. اغرسي في نفوسهم الثقة الكاملة بالنفس ..
وطنيهم على حب الخير الذي سيقودهم إلى النجاح بعون الله
إبذلي في سبيل ذلك الغالي والرخيص فالعواقب محمودة بعون الله وتوفيقه .
ثالثاً : إن ابنائك ليس لهم علاقة فيما جرى .. ومهما حصل فهم
أبنائكم حتى بعد الإنفصال .. فاياك اختي أن يسمعوا منك كلمة قاسية
عن والدهم .. أي كلمة لا تليق ..
لا تحاولي تشويه صورة والدهم في أذهانهم .. أو تنعتيه بأبشع الصفات
أمامهم فإنه لا يزال والدهم وهم ابنائه !!
ثم إعلمي أنه لا يجوز لك شرعاً هذا العمل وتأثمين عليه{..وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ
خَبِيرَاً بَصِيراً }الإسراء
.. وثقي تماما أن مثل هذا الفعل سيؤثر سلباً على حياة ابنائك ..
وعلى علاقتهم بك قرب الزمان أم بعد .. لأنه اختاه من عق أباه فيوما لا محالة سيعق
أمه قرب الزمان ايضا ام بعد إلا أن يشاء الله .. كوني اختاه أنتي من يأمرهم بالبر
ويحثهم على الصلة إن كنتي حقاً تريدين لهم الخير ..
أأمريهم بزيارة والدهم وأهله والتواصل معهم ،حببي ذلك دوما في قلوبهم ، أزيلي ما بوسعك
أن تزيليه من عقبات أمامهم محتسبة ما عند الله فلن يخيبك وهو الكريم سبحانه يقول:
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ) المزمل .
رابعا: بعد رضا الله تبارك وتعالى إجعلي ابنائك همك الأكبر لا تنشغلي
عنهم وكوني قدوة لهم في علاقتك مع ربك وعلاقتك مع الآخرين ..
كوني قدوة لبناتك في حجابك وعفافك .فكيف نظن بالأبناء خيراً… إذا نشئوا بحضن الجاهلات؟!
وهل يرجى لأطفال كمال… إذا ارتضعوا ثديَّ الناقصات؟
خامساً : الدلال الزائد اخيتي قد يودهم إلى الإنحراف أجبري نفسك
وارغمي قلبك .. على أن تسمعيهم كلمة ( لا ) .. ولكن ..
ليس دائما ، أعلم أن القلب يرفضها في كثير من الاحيان لا سيما
في هذه الظروف !! ولكن ستجنين ثمارها مستقبلاً
.. وتذكري ..ليس دائما
وأخيراً اختي الغالية
لا يحملك اهتمامك بأبنائك والحرص عليهم على إهمال نفسك وعدم
الاهتمام بها من حيث (مظهرك .. جمالك .. بشرتك …. أناقتك ..)
وغيرها من أبجديات الاهتمامات .. مرة أخرى اختاه ليكن الطلاق بداية إنطلاق ..
ليكن الطلاق بداية إنطلاق.. ليكن الطلاق .. بداية إنطلاق .. ايتها المباركة
تذكري دوماً وتأملي وعيشي أيامك مع قول ربك الكريم سبحانه {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ
كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً }النساء130
اعيدي قراءتها إبني عليها طموحك ونظرتك للمستقبل اسأل الله العلي القدير الحكم العدل
أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية ..
🙂
ويزداد الألم والأسى عندما نرى هذه الكلمة تطلق على فتاة بعينها حين يقال فلانه عانس
أو في بيت فلان عانس !! .
احترت كثيرا من اين ابدأ وأين هي تلك الكلمات التي ستسعفني .. وأي الزوايا التي
استند إليها لأوصل كلمات يسيرة إلى قلب تلك الفتاة التي دائما هي شاردة
الذهن ..بعيدة الخيال .. كثيرة التفكير غارقة في بحر الأمنيات ؟؟ .
كتبت كلمة بل كلمات ثم حذفتها .. سطرت صفحة كاملة فمزقتها خشية أن تكون بينها
كلمة قاسية تؤذي مسمعك .. وتعكر صفو مزاجك .. وتزيد همك ..
أن تفتحي لها قلبك وأن تتقبليها من أخٍ لك يحمل همك ويريد لك الخير .
( كلمة عانس )
وتتوجسين منها وتتحسسين لها في كل مجلس ؟؟
لماذا أصبحت تتخوفين من نظرات من حولك ؟؟
لماذا اختي أصبح ينتابك الهم والقلق عندما ترين من تتحدثان مع بعضهما بصوت منخفض
ظنا ًمنك انهما تتحدثان عنك ؟؟
لماذا كل هذا القلق ؟؟
لماذا قلّت ثقتك بنفسك ؟؟
بل .. لماذا البعض من الاخوات أصبحت نفسها عندها رخيصة ؟؟
في اتصال هاتفي قالت لي احداهن والله حاولت الانتحار أكثر من مره !!
واخرى تقول فكرت في الهرب من البيت عدة مرات .. ليس إنتقاما من أهلي
ولكن هروبا من الواقع المرير _على حد قولها- ؟؟
عجباً والله ألهذا الحد .. ألهذه الدرجة بلغ بالبعض الضعف والانهزامية ؟؟
حياة بلا زوج تعني لا حياة
معادلة فاشلة مشئومة .. كيف أقنعتي بها نفسك ؟؟
وكيف رضيتي بأن تفرضها عليك نظرات قاصرة لا مكان لها بين العقلاء ؟؟
في مجتمع بدأ فعلاً يعي كثيراً وليس الكل من حقائق الأمور !! .
اياك اختي أن تستسلمي ..
إياك أن تستسلمي بل ارفعي رأسك شامخاً انشري بسمتك في كل الأرجاء
لن تقل قيمتك ولم يقل مقدارك ..
أختاه اللؤلؤة في قاع البحار تبقى لؤلؤة وإن عُمي عنها الصيادون
وتأمليها_ تبقى لؤلؤة وان عمي عنها الصيادون –
طالما اخيتي أسعدك الله أنك مؤمنة بالله _ ولا أشك في ذلك _فلماذا القلق
وهو سبحانه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين .. هو جل جلاله المطلع على حال
عباده .. يقسم بينهم الأرزاق بحكمة وميزان معلوم {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }الشورى
من جميل عدله وحكمته سبحانه أنه حرم الظلم على نفسه فلا يمكن أن يظلم احد ابدا ربنا
الكريم سبحانه لن يظلم أحداً في الرزق ولن يجحف في العطاء ..
إذاً هي أرزاق اختي مقدرة معلومة للإنسان كائن من كان وهو في بطن امه ..
لن تزيد عن المقدر بعد الخروج للحياة ولن تنقص .. هي مقسمة بتقسيم عادل دون
أي حيف أو ميل ومقسمها هو الله وكفى ..!!
أختاه بعد أن يزيد ايمانك بهذا ويرسخ يقينك به إليك البشارة من رسول الرحمة والهدى
صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه عليه الصلاة
والسلام قال ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها
الا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إستبطاء الرزق أن تطلبوه في معاصي
الله فإنه لا يدرك ما عند الله الا بطاعته )
خرجه البغوي في شرح السنه
بأن يغنيك ربك الكريم بحلاله عن حرامه وان يهيأ لك الخير حيث كان ، وعليك تحري
اوقات اجابة الدعاء التي ذكرها الحبيب صلى الله عليه وسلم ومنها الثلث الأخير من
الليل ، وبين الاذان والإقامة ، وعند نزول المطر وفي السفر وأقرب ما يكون
العبد من ربه وهو ساجد واستأنسي اختي بقول ربك {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
والذي أدعوك اليه هو أن لا تستبطئي الرزق ولا تقنطي
فرحمة الله اختي ليس لها حدود .
أن تقتلك هو .. الفراغ
أو الفراغ القاتل .. كما سمته إحدى الأخوات .. وكما يحلو للكثيرات أن يسمينه ..
ليست دقائق تمضي ، وليست ساعاتٌ تمر وتنقضي ..
إنما هي أيام إن لم تكن سنين تتصرم وتضيع هدرا ..
والله المستعان !!
أختي الكريمة الفاضلة الوقت ثمين وقد عظم رب العزة والجلال الوقت حين اقسم به
في أكثر من موضع في كتابه الكريم ومعلومٌ أن ربنا عظيم جل جلاله والعظيم لا يقسم
إلا بعظيم .. فلماذا تجعلين هذا الوقت الذي تملكينه ولا تملكه الكثيرات يضيع منك
بكل سهوله .. ليصبح حجة عليك يوم أن تلقي ربك .
هل مر بك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حين قال ( يقول رسول
الله صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن
أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله
من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه)
[ رواه الترمذي وحسنهالألباني ]
الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
[ رواه البخاري ]
وبدل من أن يقتلك لماذا اختي الكريمة لا تقتليه أنتي ؟؟
نعم تقتليه باستغلاله فيما يعود عليك بالنفع
تقتلي الفراغ أيتها الفاضلة حين تملئيه بالمفيد ..
هل فكرت وفقك الله أن تجمعي في هذا الفراغ وفي هذه الفسحة
من الوقت أكبر قدر من الحسنات ؟؟
هل عزمت على فعل الخير وتقديم النفع للغير ؟؟
اختاه ..
من الآن اعزمي عزيمة جادة على استغلال هذا الوقت وملأ
هذا الفراغ .. لا تجعليه حجةً وشاهدا عليك بين يدي الله ..
وإني لأرى أن من أولى ما تملأي به وقت فراغك هو حفظ كتاب الله
الكريم الذي هو خيرٌ كله في قرآته خير وفي تدبره خير وفي العمل
به خير وفي تعليمه للغير خير فهو خير كله والحبيب صلى الله عليه وسلم
يقول (خيركم من تعلم القران وعلمه ) ، وكذلك حفظ أكبر عدد
من أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها أذكار الصباح
والمساء التي فيها حصان لك بإذن الله من كل سوء في كل حالاتك
قائمة وقاعدة نائمة ومستيقظة ، كذلك من الأمور التي أرى أن تملأي
بها فراغك هو تفريغ بعض الأشرطة النافعة ونشرها على شكل مطويات
وأرى أن تجعلي لك قائمة بما ترينه من المخالفات عند الفتيات مثلا ..
بحكم قربك منهن اذكر لك مثلا منها ( الحجاب ، الاستهانة بالصلاة
التساهل في المزاح ، … ) وغيرها الكثير مما أنتي اعلم به مني ، ثم بعد
أن تجعلي هذه القائمة قومي بجمع ما يناسبها من طرق معالجتها
ومناقشتها بالأسلوب الأنسب من أشرطة المحاضرات التي تهتم بهذه
الجوانب او الرسائل الدعوية وعرضها على من تثقين في علمها من
المعلمات الفاضلات وهن كثيرات ولله الحمد أو حتى عرضها عن طريق
أحد محارمك على طالب علم ثم بعد ذلك تسعين في نشرها محتسبة
بذلك الأجر والمثوبة من الله الكريم المنان الذي يقول :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ
أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }الكهف
عندها اختي ستجدين ان وقتك كله قد انقضى في ما يعود عليك بالخير
ويرضي ربك الجليل عنك وكفى به مكسبٌ ومغنم ، ولا أرى بأس في
أن تتعاوني انتي ومن علمتيه من زميلاتك أو قريباتك محبة للخير بعيدة
عن الهزل على ذلك .. لعل الله أن يطلع عليكم وهو اعلم سبحانه بكم
فيراكم على حال يحبه .. حينها فلتبشري بمرضاة الله وتوفيقه
وانت تعلمين اختي بالمباركة انني وأنتي وجميعنا وجدنا لغاية نبيلة
ولهدف سامي جليل فلنري الله من أنفسنا الخير
أسأل الله العلي القدير أن يجعلك مباركة أينما كنت
ويحفظك من كل سوء .
إقتربي قليلاً اختي المباركة ، وأرعيني ذهنك رعاك الله وأقبلي بقلبك وفقك الله ..
لأهمس لك همسة أريدها أن تكون خاصة جداً وددت أن لا يقرأها غيرك ..
يقول الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم
وفساد عريض ) ..
المعيار في الزواج أختاه والمقياس هو الدين والخلق .. فقط الدين والخلق ..
لا تلتفتي إلى ما أملاه المجتمع اليوم من النظر إلى مكانة الخاطب الاجتماعية أو
إلى حالته المادية يقول ربك تبارك وتعالى : {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ
عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
أعني بهذا ايتها المباركة أن تحذري من رد من يخطب لأسباب تافهة ومعايير ناقصة ..
فالعواقب مخيفة كما جاء في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اعلاه
( … إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
إن من ما أخشاه والله عليك وعلى بنات المسلمين وعلى المسلمين عامة هذه الفتنة
في الارض والفساد العريض حمانا الله واياك والمسلمين من كل سوء.
بين كثيرات من بناتنا اليوم ما يأتي :-
تقول الفتاة أنا مازلت صغيرة .. والمستقبل أمامي ينتظرني .. !!
وقد وجدت والله المستعان من يشوش فكرها ويغرر بها ويقول الزواج في الصغر بداية
الفشل ؟؟ وقد نعق خلف هذه الأكذوبة أعوان إبليس لا كثرهم الله ..
بئس ما قالوه .. وبئس ما فعلوه في بناتنا !!
كم من فتاة أُشربت هذه الفكرة الشيطانية فأصبحت قعيدة الدار !!
عزف عنها الخطاب .. تتمنى الآن لو أن واحداً فقط من الذين طرقوا الباب لو يعاود
الطرق مرة أخرى .. وفي المقابل اختي المباركة كم من فتاة تزوجت في صغرها
فعاشت عيشة هنيه وقضت أيامٍ سعيدة ، عرفت بعضهن من قرب وعلمت
عن الأكثر .. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يديم عليهن السعادة والهناء
ويحفظهن من كل سوء .
ليس صحيحاً اختي الكريمة أن الشهادة شرط من شروط الزواج أو أن صاحبة الشهادة
فقط هي الناجحة في حياتها وهي فقط من يرغبها الخطاب ؟؟ ابدا ليس هذا صحيحا
واسألي نفسك أنتي بصدق يا من وضعتي هذا الشرط ..
كم من فتاة تعرفينها تزوجت وعاشت حياة سعيده وهي لا تحمل إلا اقل الشهادات ؟؟
وفي المقابل كم من فتاة تعرفينها أو سمعتي عنها رفضت الزواج في بداية حياتها لتكمل
دراستها ولتحصل على الشهادة ..
ثم لن أكمل ؟؟ ..
ومالذي يمنع إن كانت هناك رغبة في الدراسة والتحصيل العلمي أن يكون بعد الزواج .
أؤكد لك أن وراءه وساوس شيطانية وحيل ابليسية لن تقودك إلى الخير ..
لماذا اختي ثبتك الله على الحق والهدى لماذا كانت نظرتك فقط إلى من ظلمها زوجها
أو إلى تلك التي تجرعت غصص الحسرة والأسى ؟؟
اسمحي لي أن أقول أن من تنظر إلى الحياة الزوجية بهذه النظرات المشؤومة ..
فإن نظرها قاصر لن يجلب لها الخير ..
لما لا تكوني متفائلة دائما ؟؟
ألم تسمعي عن تلك التي بزواجها عاشت سعيدة في حياتها وأشرقت الدنيا في وجهها ؟؟
ولتكن ثقتك بالله نبراساً لك في الحياة وفقك الله .
ظناً منها أن التعدد لا يتعدى أن يكون ظلم .. ضياع .. إجحاف .. هموم .. مشاكل .
إلى غير ذلك من المسميات الظالمة
لن ازيد اختي المباركة على ان اقول هي ايضاً نظرات ظالمة تشاؤمية للحياة .
فليس والله من الحق والصواب أن تغمضي عينيك عن الجانب المشرق في حياة
المعددين !!
وليس من الحق والصواب أن تتعامي ايتها المباركة عن النظر إلى حياة تلك التي ربما
تعرفينها أنت حين تزوجت فكانت زوجة ثانية أو حتى ثالثة فكانت أسعد بكثير
من ألف إمرأه ؟؟ .
الكثيرات حين أقنعن أنفسهن بهذه الحكمة الأكثر من غبية يوم أن قالوا :
( ظل رجل ولا ظل حائط ) !!!
فكان هذا دافعاً لهن على الموافقة السريعة على أول من يطرق الباب من غير تردد كائن
من كان دون النظر إلى المعيار الشرعي وهو الدين والخلق ..
رغبة منها أو من أهلها في التخلص من شبح العنوسة الذي تراه هي انها يطاردها
في كل مكان ؟؟ .
وهذا أيتها المباركة قد يؤدي بك إلى ما لا تحمد عقباه !!
بل يجب عليك أسعدك الله التأني والروية وأن تستخيري الله جل وعلا ولتكن نظرتك
ومعيارك فقط الدين والأخلاق ولا غير الدين والأخلاق .
ويفرج همك وأن يحفظك من كل سوء ويعمي عنك أعين شياطين الأنس والجن
وأن يلبسك ثياب العافية والستر .
استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
استودع الله كرامتك وعفتك وحياءك ..
أستودع الله طهرك وحجابك وعفافك..
منقوووول :070:
ولا تنزعجي .. لا تعطي الأمر حجما لا يستحقه استودعيهم الله الذي لا تظل
ودائعه .. وأكثري من الدعاء لهم بأن يتولاهم الله برعايته وأن يحفظهم بحفظه
وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام .. فيوماً من الأيام .. عاجلاً أم آجلاً سيأتوك
بإذن الله وتكحل برؤيتهم عيناك .. فتطيب الروح .. وتندمل الجروح ..
ويحلو اللقاء .. ولكن أنت لا تظهري الأحزان ولا تكثري التفكير ..
فلربما يعلم ابنائك عنك فيحملوا همك .. ويؤثر سلبيا على مشاعرهم ويظهر
على سلوكهم وحتماً وبكل تأكيد لن يرضيك هذا .
فلتحمدي الله أولاً وآخرا وعليك بما يأتي :-
غيرك الكثيرات بل الكثيرات جدا .. يتمنين ويبكين الليل والنهار رجاء
في أن يكونوا ابنائهم بالقرب منهم وانت قد امتن الله عليك وأكرمك
بقربهم منك .
🙂
يعطيك العافيه