التصنيفات
منتدى اسلامي

العفة بين أعاصير الفضائيات وطوفان الإنترنت

العفة بين أعاصير الفضائيات وطوفان الإنترنت
العفة بين أعاصير الفضائيات وطوفان الإنترنت
د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وأيقنوا أنّ التقوى هي العزّ والظَّفَر، وفي الحياة الدنيا ـ وايْمُ الله ـ خير ما يُدَّخَرُ، وأولى ما يُتَّعظ به ويُزْدَجَر، وأعدّوا واستعدّوا ليومٍ يُنادَى فيه: {كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}[1].

أيها المسلمون، الحقيقة التي يشهد بها الواقع، وينطق بها التأريخ، ولا تَتَخَلّف عنها السُّنن بحال؛ هي أنّ الأمم والحضارات لا تقوم أركانها، ولا يعلو بُنيانها إلا على قواعد الفضيلة، ولا تحلّ الانتكاسات، وتَدْلَهِمُّ الارْتِكاسات إلا إذا يَمَّمَتِ الأممُ شطرَ الرّذائل. ألا وإن مما يتحسّرُ منه الغيورون أنّ أمتنا الإسلامية الكَلْمَى لا تزال تَتَناوشُها الأرْزَاء من كل مَضِيق، والخُطُوب من كل فجٍّ عميق. يقال ذلك والأسى مِلْءُ جوانحنا، فمن أمعن النظر في بعض القضايا الاجتماعية وسَبَر غَوْرَها بمنْظَار الفَحْص والافْتِقاد، ودقَّقَ فيها بِمُقَلِ التسديد بُغْية الرشاد؛ أَلفاها ذاتَ سُلَمٍ تستوجِبُ الرُّفُوَّ والإرفاد، ووَهَاءٍ شَنِيع ذَرِيع يهْتِفُ بعاجل الرَّتَقِ والإعْضَاد، إنْ تراخت فيها الأمّة أو هَاوَدَت خَلَصت إلى بئيس القرار ووَبِيل المهاد.

ومع ما رُزِئ به العالم اليوم من حوادث العنف والتفجير، وأقضّ مضاجعه من أعمال الإرهاب والتدمير مما يتنادى العقلاء والشرفاء بتجريمه، ويتوارد علماء الأمة المعتبرون على تحريمه، وتتجرّع الأمة الإسلامية سَلبيّاته وآثاره، فإن من أخطر الحروب التي رُزِأَت بها الأمة، بل وانتكست يوم أن ارْتَكَسَت في حَمْأَتها الأممُ والحضارات هي الحرب على الفضيلة وإعلاء راية الرذيلة.

وقد قصدت الشريعة الغَرّاء إلى إيلاء كافة القضايا العناية والرعاية، ومن أهمها قضية حفظ الأعراض، بل قضية وقاية الأسر وحفظ المجتمعات والأجيال من لهيب الرّذيلة والسفور، وبراكين الفجور، وأعاصير الشرور، وجَحَافِل العُهْر وسَعَار اللذّة والإباحية البهيميّة. وإنّ أَنْكَى سلاحٍ بَتّارٍ أشهره العدو في صدورنا فمزّق به نَظِيم أمورنا، وكدّر به نَمِير حياتنا الروحية، وعَكّر به صفو أحوالنا الاجتماعية؛ هو ذلك الطوفان الغاشم من صنوف الرذيلة مما يُعدّ نوعًا من ألوان الإرهاب الأخلاقي والسلوكي ضد قيم الأمة ومُثُلِها وفضائلها، عبر القنوات الفضائية الإباحيّة، والشبكات العنكبوتيّة الدَّنِيّة في الفضاءات المفتوحة التي عَجَّت من قَتَامِها السماء، وضَجَّت من قَتَارِها الأرجاء، وتلك الأقراص الحاسُوبِيّة الخفيّة بَوْتَقة الإثم التي يَنْتَهِبُها الكبير والصغير والطَّرِير والغَرِير في غفلةٍ أو استغفال من الآباء والأمهات والمربّين والمربّيات، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[2].

والذي يصهر الفؤاد صهرًا من تلك الأرْجَاس والأدْنَاس أنها تُسَوَّق لنا، ونُرْجَمُ بها من قبل عدوٌ مبين، وخَصِيم وراء الأَكَمَة كَمِين عبر سَمَاسِرة الرّذيلة، وقَرَاصِنة الفِكر والفضيلة، من مُلاّكٍ ومُنْتِجِين ومُسَوِّقين يشوّهون بذلك مِلّة الإسلام وهدي سيد الأنام، {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[3].

إخوة الإيمان، لقد تبيّن الصبحُ لذي عَيْنين في غير مَوَارَبة أو مَيْن كون أعداء الفضيلة ودَهَاقِنة الإباحية وجَلاوِزَة المتع الجنسيّة الفاجرة مُنْيَةُ أبصارهم ومَعْقِدُ آمالهم المشؤومة تصديرَ الأوبئة التناسلية والرذائل، في طاعون قاصِف يدكُّ مَعَاقِل المسلمين دَكًّا، مَعَاقِلَ الشرف والفضائل، ومغادرةَ صروح العِفّة والنُّبْل والمروءة، وقد عَفَا عليها الزمان، وباتت في خبر كان.

فما أجسادٌ شبه مُعَرَّاة وسُحَنٌ بالأَصْبَاغ مُطَرَّاة وغِيدٌ رَعَابِيب عَارِمة الأنوثة والغَنَج، ترمي إلى إظهار المفاتِن بكل التّكَسُّر والتمَيُّع الهاتِن، إلا مكيدةٌ نَكْرَاء تُزيّن الفواحش، وتنشر الدعارة، وتصوّر الحياة غرائز يجب انتهازها وإشباعها عياذًا بالله. خرج الطبراني وغيره بسند صحيح أن النبي قال: "سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات مائلات مُمِيلات على رؤوسهنّ كأَسْنِمَة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها"[4].

أمة الطُّهر والفضيلة، إن الفضائيات المُتَهَتِّكَة الخليعة وكذا المجلات الفاضحة الرَّقِيعة والمشاهد الدَّاعِرة والأفلام الفاضحة ذات الصور العارية والأغاني الصاخِبَة التي تدعو جِهَارًا إلى الفحشاء مع الرقص المثير بهزّ الأعطاف والأرداف التي لا تزيد الغَرِيزة إلا شُبُوبًا وضِرَامًا؛ كلها تَتَرسَّبُ في أَحْناء المراهقين والمراهقات، وتتخطّفهم نحو البحث عن اللذة الفاتكة من أي سبيل وفَجّ، بل ما هي إلا السُّمُّ الزُّعَاف بذاته يُصَبُّ ناقِعًا في حياة كل زوج وشاب عَزَب؛ لأن نار الشهوة العاصفة المُلتهِبة في الصدور لا تَخْمُدُ بكل مَنْظر جديد من الخلاعة والتفسُّخ، بل تزداد أُوَارًا، وتستشرف في قَرَمٍ مشهدًا آخر أكثر إثارة وفتونًا عن العلاقة المشروعة برباط الزواج المقدس إلى حياة الجنس والنزوات المُتَقَلِّبة دون كابحٍ أو حاجز، {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا}[5].

إن تلك الشَّنَائِعَ والفَظَائِع ـ لَعَمْرُ الله ـ للنَّارُ الملتهبة والقنابل الموقوتة والخناجر المسمومة، تذيب قوالب المجتمع، وتُدَمْدِمُ من الأسرة أركانها، ومن الفضيلة شُمّ بُنيانها، {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}[6]. نعم: عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فهل أنتم ـ يا هؤلاء وأولئك ـ منتهون ومُرْعَوون، وإلا فَأُفٍّ لكلّ يدٍ تمتدّ لنشر الرذيلة، ولا قَرَّتْ لأصحابها عيون.

ومن لَفْح ذلك الأسى المُحْرِق قوله عليه الصلاة والسلام: "لم تظهر الفاحشةُ في قوم قَطّ حتى يعلنوا بها إلا تَفَشَّى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا" خرّجه البيهقي وابن ماجه والحاكم بسند صحيح[7]. وما يومُ تلك الأدواء بسِرّ، فهي كمثل ريحٍ فيها صِرّ.

ومن يتحرّش بالرَّدَى يَكْرَعِ الرَّدَى…زُعَافًا ومن يَسْتَنْبِتِ النارَ يُحرَقِ

ومن عدل الله وحكمته أن أعقب الفضيلة والنَّقَاء الصحةَ والنشاط، وأعقب الفساد والرذيلة الأدواء والانحطاط.

وأمّا من رَقّ دينُه، واضطرب يقينُه فزعم أن التخَلُّع تمدُّن ورُقِيّ، فالذي أتاه الفَدْمُ أمرًا كُبَّارًا فَرِيًّا، لا بدّ من الاسْتِيقَان بلا مِرَاء، لاسيما من المنهزمين البُلَهاء؛ أنّ الفضائل خيرات وبركات، ومن ثَمَّ عزائم وانتصارات، وأنّ الرذائل مصائب وجِراحات، ومن ثَمَّ هزائم وانتكاسات، {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}[8].

معاشر المسلمين، إن القلم المُجَلَّلَ بسواد الألم الرّاعِفَ بدماء اللَّوْعَة والظَّلَم والمآسي التي عصرت القلب بما به ألَمَّ لَكَهَامٌ تِلقاء وصف هذا الحال المرير الهالِع، والمآل الخطير الخالِع، برهان ذلك إحصاءات مذهلة، وحقائق مُروِّعة، وأعداد مُفْجِعة: (260) موقعًا إباحيًّا يتم إنشاؤها يوميًا على ما يُسمّى بشبكة الإنترنت، و(63) من المراهقين والمراهقات يرتادون صفحات الدَّعَارة ولا يدري آباؤهم ماذا يتصفّحون، (83) من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية صور إباحية، يا لله! هولٌ هائل، وبلاءٌ مُدْلَهِمّ نازل، لا تَسَعُه لَهَاتُ القائل! أليس من الأولى، بل من المتعيّن أن تصرف الأموال الطائلة في التسابق الإباحي على ما فيه إنماء المجتمعات ورفع مستوى الشعوب؟! وفي دراسة علمية لبعض الباحثين المتخصّصين عن سبب الإدمان الإباحي يقول: غالبًا ما ينطلق الإدمان بفضول بريء، ثم يتطور إلى إدمان له عواقب وخيمة دينية واجتماعية واقتصادية وأمنية، والله عز وجلّ يقول: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}[9].

إخوة العقيدة، إن الانحرافات الغَرِيزيّة وتجارة الإباحية التي أرخصت قيمة الإنسان، وأهدرت حقوقه ذَكَرًا وأنثى، وعَفَّرَت في الرَّغَام الأعراض، وطمست الحشمة والحياء دون خجل أو اعتراض؛ امتدّت في قذارة ودناءة إلى طهارة المجتمعات بأسرها التي تفتك بها ذئاب الرذيلة بينما هي تُلِّوحُ بالإنسانية والتقدُّميّة والمدنيّة، فيا ويحهم على الوِلا، وكلاّ للإغضاء ولا، {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[10].

أمة الإسلام، وفي عُرَام البثّ المباشر لسَعِير الشهوات القبيحة والحياة المنحرفة الذَّرِيحة التي تُؤجِّجُها في الصدور أوساط إعلامية؛ أنّى للجيل النَّزِيه النَّضِّ والنَّشء العَفِيف الغَضّ سواءٌ البنين والبنات أن تتوفر له بيئة نقية تُهذّب قواه الفكرية، ومداركه العقلية والذهنية، وعواطفه القلبية، وتهفو به إلى المعالي، وتَرْنُو ببصره إلى أسمى المعاني، فلا يجنح إلى امْتِطَاء أفكار منحرفة، ولا تُطَوِّحُ به عن شاطئ السلامة تيارات مُنْجَرِفَة.

ألا فلتشهد الدنيا يمينًا نعلنها صريحة مُدَوِّية دونها المَشْرَفِيّات البَوَاتِر أنه ما أُهدِرت الفضيلة وأدبرت، واستُرخِصت الرذيلة وأقبلت؛ إلا دُمِّرت القيم والأخلاق، وأَلَمَّ بالأمة الذلّ والهوان وحاق، وهل كان من وراء ذلك الفجور إلا انحلال عِرْض، واحتلال أرض، وفساد دين، واختلال أمن، وضَيْعة آمال، وتحطيم مآل، ومَحْو تاريخ، وتشتيت أجيال، وفشوّ زِيْجَات آنِيَّة سِرِّية، مُبتدؤها اللذّة والمُتعة، وخبرها الطلاق والفُرْقة، قد جَفّت منها مُضامين الزواج ومقاصده؟! وهل كان وراء المجاهرة بالفسوق إلا أن تَمَدَّل السفهاءُ الفُجّار بالمرأة، عَبْر مَوَاخِير السِّفاح، في أَفَارِين اللذّة والشهوة والغِوَاية على سمع وبصر من أنصارها المزعومين.

فيا أيها المُنْتَحِبُون على قضايا المرأة وحقوقها، دونكم قضيتَها الكبرى، انتَشِلوها بضاعة ساقطة من أوكار قنوات الزنا ومراقص الخنا، أنقذوها ينبوعًا للحنان ومدرسة للأجيال ومَحْضِنًا زكيًا للرجال، وانزعوا عن بُنَيّات الطريق وأُقْصُوصَتِها والأطروحات المثيرة التي تَتَلَمَّظُون بها حينًا بعد حين إن كنتم صادقين، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[11].

وقد يَتَشَبّث بعضُهم بأمور قد تكون في الأصل مشروعة، لكنّها تؤول إلى أمور ممنوعة، ومن القواعد المقرّرة في الشريعة: أنّ الأمر المشروع إذا أدّى إلى الممنوع فهو ممنوع، كما في قاعدة اعتبار المآلات التي نص عليها جمع من أهل العلم المحقّقين كالشاطبي وشيخ الإسلام رحمهما الله.

فيا إخوة الإيمان، ويا أيها المسؤولون مَعَاقِد الآمال، ويا أيها المصلحون حُمَاة الذِّمَار، هل تفلح أمةٌ تَبَطَّحَت أمام مُستنقعات الفَجَرَات، وأدمنت العَبَّ من قنوات الشهوات؟! لاهَ الله، رَبَّاه رَبَّاه، واخَجَلَتَاه؛ مما أصابنا من ضُمُور الغَيْرة واخَجَلَتاه!

ألا فَلْتَنْثَنُوا ـ يا رعاكم الله ـ في هِمّةٍ بَدْرِيّةٍ كاسِحَة، وَحَمِيّة إسلامية مَاسِحَة، دون تلك الخَلاعات والدِّنايات صَفًّا، وجمعًا مُلْتَفًّا؛ لِدَحْر تلك الويلات ساعدًا وكَفًّا، ودفعًا لأعاصير السُّفُور وكَفًّا.

هِمَمٌ غُرٌّ تَعَافُ الدَّنَسَا…وذِمَمٌ طُهْرٌ تُجَافِي النَّجَسَا

واعلموا أنه لا ارتفاع لرايات المؤمنين، ولا تَألّق لجبين الصالحين المصلحين، إلا بمقدار انتصارهم على شهواتهم، وامتلاكهم أَزِمَّة رغباتهم. وإن المسلم منيعُ حِجَاب القُبَّة الذي يغار لعينيه أن تسترقّهما وَهَنَانَةٌ حَسَّانة، فَيَكْْرَعُ من الإثم والندامة صَرَى، وتلك عاقبة التمرُّغ بأوحال الرذائل.

فيا هذا وذاك،

أتفرح بارتكابك للمعاصي…وتنسى يوم يُؤخذ بالنَّواصِي

فلا تَرْضَ المعايِبَ فهي عارٌ…عظيم يورِث الإنسانَ مَقْتًا

وتَهْوي بالوجيه من الثُّرَيّا… وتُبْدِلُه مَكان الفوق تَحْتَا

والدعوة الحرَّا موجّهة إلى الآباء والأمهات، وأرباب الفكر ورجال الإعلام، والمعنيين بقضايا التربية؛ أن يسهموا في انتشال الأمة من التردّي في مستنقعات الرذيلة، واضعين الأكفّ بالأكفّ لإيجاد البدائل المشروعة، والحلول العاجلة التي تُقَلِّم أظفار الإباحية، وتُجفّف منابع الرذيلة، مما يحقّق الطموحات والآمال، ويسير بالمجتمع نحو التوازن والاعتدال، ويقصد إلى جلب الخيرات والمصالح ودرء المفاسد والقبائح، وكان الله في عون العاملين المخلصين لدينهم وأمّتهم ومجتمعاتهم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[12].

أجارنا الله وإياكم من مُضِلاّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وحفظنا جميعًا من الرذائل والدنايا، وعصمنا من البلايا والرزايا، إنه جواد كريم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك، ونتوب إليك.

الخطبة الثانية:

الحمد لله المُتفَضِّل بالإنعام وسابِغ المِنَن، حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نستعصم بها من مَهَاوِي الفتن، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله خير من دعا إلى أقوم الهدى وأزكى السُّنن، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه المُقْتَفِين لخير السَّنَن، ومن تَرَسَّم هداهم ما غَرَّدَتْ وَرْقَاءُ بِفَنَن.

أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله على الدّوام وأطيعوه، وراقبوه في الخلوة والجَلْوة ولا تعصوه.

أيها الإخوة في الله، ولما كانت الإجازة الصيفية مَظِنَّة الفراغ ومَوْئل الأفراح والمناسبات فإن التنبيه يوجّه إلى أهل الإيمان ـ سيّما الأخوات المؤمنات ـ بإعلاء راية الفضيلة، وذلك بالتمسّك بالحجاب والعفاف والاحتشام، وعدم التشبّه بأزياء غير المسلمات، والانسياق المذموم واللهَّثِ المَحْمُوم خلف الموضات والتّقْلِيعات التغريبية المستوردة، والحذر من التبرّج والسفور والاختلاط المحرّم، وما يصاحب ذلك من آلات اللهو والمعازف، إذ لا يُعْقِب ذلك إلا المهالكَ، والشرورَ الحَوَالِك، وإذا كانت بعض الأحوال من هذا السِّفَال أنّى تتنَزّل رحمات الله وبركاته؟! أبانتهاك حدوده وحرماته؟! فلا خير في الأفراح إذا أدّت إلى أَتْراح، أين الغيرة على الأعراض والمحارم؟! وأين الحفاظ على الشرف والمكارم؟! عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن الله تعالى يغار، وغَيْرة الله أن يأتي المرء ما حرّم الله عليه" رواه البخاري[13].

أحبّتي في الله، ومن مظاهر الرذيلة التي كَلَّت من سُوئها نَوَاظِر ذوي الشرف كَلاّ، وتلَّ الطُّهرُ والخجلُ للجَبِين تَلاّ؛ ما يُعرض بجسَارَة وصَفَاقة في بعض الأسواق ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية من الأزياء المحرّمة التي تُشِفّ، وللسَّوآت تُبَيِّنُ وتصفّ، فأي داء حَطّم الحياء وأي بلاء؟! هل تبكي الفضيلة من الرذيلة؟! هل تنتحِبُ الفضيلة بقولها على الأعراض والعفاف الرِّثاء، وسَطّروا على تلك الأطلال عبارات العَزَاء؟! يُضاف إلى ذلك ظاهرة حديثة مُنْكَرة وجريمة شنيعة مُدَمّرة تَسلَّلت لِوَاذًا لمجتمع الحياء والحشمة والطُّهر المكَين ألا وهي ظاهرة تصوير النساء المؤمنات الغافلات والفتيات الشريفات العفيفات عبر الهواتف المحمولة في الأفراح والمناسبات، ورفع تلك الصور على رِماح أغراض دَنِيئة مما عظمت به المصيبة على أهل الغَيْرة والحياء، فكم كانت سببًا في دمار البيوت وتفكّك الأسر وهتك الأعراض ونشر الأحقاد والضغائن! يأبى، ثم يأبى أهل الشرف والعفّة والفضيلة أن تُهدَر أعراضهم، وتُنْتَهك محارمهم بتصرُّف غِرٍّ مَأفُون قليل الذوق عديم المروءة لا يبالي بحرمات المسلمين وصون أعراضهم. ولكن نحمد الله، ونثني عليه أن أقام الصُّدُقَ والغُيُر من أهل الغَضْبة المُضَرِيّة لتلك الدسائس بكل مرصد، وفي صدارتهم رجال الحسبة الميامين، لازالوا بالتوفيق مَكْلوئين.

فيا من عزمتم على الأفراح، احذروا التلطّخ بهذه الأَتْراح، والتلبّس بهذه المنكرات والآثام، واسعوا جميعًا إلى مرضاة الملك العلاّم. فكيف ـ يا أمة الطُّهر والنّقاء ـ بما يُجاهَرُ به كثيرًا من تفسّخ وميوعة مرذولة، فإلى الله نَجْأر بشكوانا، فهو العالم بسرنا ونجوانا.

وها هو الغيور يصطرخ في وَجْدٍ لَهِيف لكل قلب شَفِيف: اللهَ اللهَ في مكنونات شرفكم، غارُوا عليها واحفظوها، وفي أعراضكم حَذَارِ حَذَارِ أن تهتكوها، ولا يستخِفَنّكم الذين أُشْرِبت قلوبهم التَّفَرْنُجَ والاستغراب، وانساقوا وراء شعارات العولمة والانفتاح والخراب.

ألا فاتقوا الله عباد الله، وسيروا على دروب الفضيلة، وصونوها أن يمسّها يراعُ طائش، أو يَثْلِمَها تصرُّف دَعِيّ فاحش، واللهَ المسؤول أن يحفظنا والمسلمين من أدران المعاصي والرذائل، وأن يُزيّننا بحُلى الإيمان والفضائل، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول.

هذا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على سيد الأنام، النبي المصطفى من ولد عدنان، الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فقد أمركم بذلك المولى الرحيم الرحمن، فقال تعالى قولاً كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[14].

اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد…





اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد…

مشكورة حبيبتى




خليجية



بسم الله الرحمن الرحيم
ربناآتنا بفضلك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين

جزاكي الله كل خير يا حبيبه
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت و باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد




شكرلكم مروركم الكريم



التصنيفات
منوعات

العفة

خليجية

العفة هي البعد عن الحرام وسؤال الناس وللعفة أنواع كثيرة منها
عفة الجوارح:
المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج فقال تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله النور: 33
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه
أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
عفة الجسد:
المسلم يستر جسده ويبتعد عن إظهار عوراته فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب لأن شيمتها العفة والوقار وقد قال الله تبارك وتعالى وليضربن بخمرهن على جيوبهن
وقال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم
فقال :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقال تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن وقال سبحانه إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا
العفة عن أموال الغير:
المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أحد وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة ولما انتهى الوزير من ذلك أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة
فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ المصباح وأوقد مصباحا غيره فتعجب الوزير وقال: يا أمير المؤمنين إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ ذلك؟ فقال عمر: المصباح الذي أطفأتُه يُوقَدُ بزيتٍ من مال المسلمين بحثنا أمور الدولة على ضوئه
فلما انتقلنا إلى أمورنا الخاصة أطفأته وأوقدت مصباحا يوقد بزيت من مالي الخاص وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز
فضل العفة:
وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله قال الله صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يُغْنه الله ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: للهم إني أسألك الهدى والتُقى والعفاف والغنى مسلم
وقال الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دَعَتْهُ امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل
تصدق بصدق فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بحفظهم لفروجهم وعفتهم عن الحرام فقال تعالى والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير
ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون




التصنيفات
منوعات

��∫…Ξψ…االعفة وفضل العفة…ψΞ… ∫��

العفة
نشأ يوسف -عليه السلام- محاطًا بعطف أبيه يعقوب، فحسده إخوته، وأخذوه وألقوه في بئر عميقة. وجاءت قافلة إلى البئر، فوجدت يوسف، فأخذته وذهبت به إلى مصر، ليبيعوه في سوق العبيد، فاشتراه عزيز مصر (وزيرها الأكبر)؛ لما رأي فيه من كرم الأصل وجمال الوجه ونبل الطبع، وطلب من امرأته أن تكرمه وتحسن إليه. وكبر يوسف، وصار شابًّا قويًّا جميلا، فأُعجبتْ به امرأة العزيز، ووسوس لها الشيطان أن تعصي الله معه، فانتظرت خروج العزيز وقامت بغلق الأبواب جيدًا، واستعدت وهيأت نفسها، ثم دعت يوسف إلى حجرتها، لكن نبي الله يوسف أجابها بكل عفة وطهارة، قائلا: {معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} [يوسف: 23]. معاذ الله أن أجيبكِ إلى ما تريدين، وأُنَفِّذ ما تطلبين، وإن كنتِ قد أغلقتِ الأبواب، فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
*ذهب ثلاثة رجال في سفر. وفي الطريق، دخلوا غارًا في جبل يبيتون فيه، فسقطت منه صخرة كبيرة سدَّت باب الغار، ولم يستطع الثلاثة أن يحركوا تلك الصخرة الكبيرة، وأيقنوا بالهلاك، وأخذ كل واحد منهم يدعو ربه أن ينجيهم ويُفَرِّجَ عنهم ما هم فيه.
وكان أحد هؤلاء الثلاثة له ابنة عم يحبها حبَّا شديدًا، وكان يدعوها إلى معصية الله، لكنها كانت ترفض، حتى مرت بها أزمة مالية، فجاءته تطلب منه المال، فقال لها: لا أعطيك حتى تمكنيني من نفسك. فتركته وذهبت إلى مكان آخر تطلب منه مالا، فلم تجد من يعطيها، فاضطرت أن تعود إلى ابن عمها، وعندما اقترب منها، قالت له: اتِّقِ الله، وذكَّرتْه بالعفة والطهارة، وخوفتْه من عقاب الله، فعاد الرجل إلى صوابه ورشده، وأعطاها المال، واستغفر ربه.
ودعا هذا الرجل ربه أن يزيل الصخرة من باب الغار؛ لأن عمله هذا كان خالصًا لوجهه الكريم، فاستجاب الله دعاءه، وتحركت الصخرة، وخرج الثلاثة، ونـجَّاهم الله من الموت في الغار، وكانت العفة من الأخلاق الفاضلة التي أنجت الثلاثة. _[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].
*ما هي العفة؟
العفة هي البعد عن الحرام وسؤال الناس.
أنواع العفة:
للعفة أنواع كثيرة، منها:
عفة الجوارح: المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أداء حقوق الزوجية) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (وقاية). [متفق عليه].
عفة الجسد: المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59].
وحرَّم الإسلام النظر إلى الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} [النـور: 30]. وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 31]. وقال سبحانه: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} [الإسراء: 36].
وفي الحديث القدسي: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) [الطبراني والحاكم].
وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة (وهي النظرة التي لا يقصدها الإنسان ولا يتعمدها)، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) [أبو داود].
العفة عن أموال الغير: المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق. وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- أحدُ وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة. ولما انتهى الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال: يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ ذلك؟ فقال عمر: المصباح الذي أطفأتُه يُوقَدُ بزيتٍ من مال المسلمين.. بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى أمورنا الخاصة أطفأتُه، وأوقدتُ مصباحًا يوقد بزيتٍ من مالي الخاص. وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة.
كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله -عز وجل-، يقول تعالى: {ومن كان غنيًا فليستعفف} [النساء: 6].
وقد ضرب لنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مثلا رائعًا في العفة عن أموال الغير حينما هاجر إلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع -رضي الله عنه-، قال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسَمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجْها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك. أين سوقكم؟ فدلُّوه على سوق بني قَيْنُقاع) [البخاري]. وذهب إلى السوق ليتاجر، ويكسب من عمل يديه.
عفة المأكل والمشرب: المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من أمسى كالا (متعبًا) من عمل يديه أمسى مغفورًا له) [الطبراني]. وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو (يزيد أو ينمو) لحم نبت من سُحْتٍ (مال حرام) إلا كانت النار أولى به) [الترمذي].
عفة اللسان: المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله -تعالى- يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].
ويأمرنا الله -سبحانه- أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{وقولوا للناس حسنًا حٍسًنْا} [البقرة: 83]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن لعَّانًا) [الترمذي]. ويقول: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في الحديث، ونهانا عن الكذب، فقال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكْتَبَ عند الله صديقًا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا) [متفق عليه].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) [متفق عليه]. والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يُعنيه) [الترمذي وابن ماجه].
التعفف عن سؤال الناس: المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) [متفق عليه].
فضل العفة:
وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله، قال الله صلى الله عليه وسلم: (ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله)
[متفق عليه]. ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: (اللهم إني أسألك الْهُدَى والتُّقَى والعفاف والغنى) [مسلم].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دَعَتْهُ امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدق فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه) [متفق عليه].
وقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين بحفظهم لفروجهم وعفتهم عن الحرام، فقال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}
[المؤمنون: 5-7]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (عِفُّوا عن النساء تَعِفَّ نساؤكم) [الطبراني والحاكم].




الله يهدينا

جزاكم الله خيرا اختي فالله




خليجية



التصنيفات
منوعات

العفة و الحياء في عالم الحيوان

خليجية
أظهرت دراسة علمية حديثة أن عملية تزاوج ذكر الإخطبوط الاسترالي تتم غالب في الظلام

د محمد سيف

لما خلق الله ادم وحواء وأمرهما بأعمار الأرض , انزل من التشريعات ما بضبط العلاقة بين الذكر والانثي في ذرية ادم , حتى تصير علاقة طاهرة نظيفة يملؤها العفة والحياء , سعيا وراء استبقاء النوع الإنساني دون اختلاط للأنساب بما يتساوق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها , وعلي الرغم من أن الإنسان هو المخلوق الأكرم مكانة والأكثر تفضيلا علي كثير من المخلوقات ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاًِ ) ) الإسراء : 70).
إلا أن الله انزل من الشواهد في مخلوقاته من غير الإنسان ما يدل به علي حكمة التشريع وعظمته في العلاقة بين الذكر والانثي, في آيات باهرة لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد .
فعالم الحيوان عالم ملئ بالأسرار .. فقد يظن البعض أن العلاقة بين الجنسين ليس لها ضابط أو رابط , وان أي ذكر قد ينزو علي أي أنثي تقع في طريقه , أو أن أي أنثي قد تقبل بأي ذكر تلقاه , ولكن الأمر ليس كذلك , فطائر البطريق إذا أراد التود إلى أنثاه، يختار حصاة يتقدم بها في زهو وحنان، ويضعها تحت قدميها، فإذا التقطتها ،كان ذلك دليل قبولها زوجاً لها، فيتزوجان , وإذا لم يمس وتراً في فوأدها، تركت الحصاة ولم تمسها، وعندئذ يعود فيلتقط حصاه وينصرف بها إلى أخرى…!!
وفي لمحة من الغيرة علي الأعراض نجد أن بعض ذكور الحيوانات يعتريها حالة من الغضب الشديد إثناء موسم التزاوج تعبيرا عن الغيرة الشديدة علي إناثها , فقد وجد أن ذكور الإبل تتغير سلوكياتها في موسم التناسل بحيث لأتسمح لأي كان أن يقترب من قطيع إناثها, فتري الذكر في حالة الهياج وقد اخرج كيس منفوخ من جانب الفم يطلق عليه الطرف الحلقي ويصاحب ظهور الكيس صوت مزعج يرهب به من يسمعه , ثم يخرج إفرازات من غد قرب الأذنين ويحك بها الأشياء في منطقة الحياض الخاصة به, فإذا ما اشتمها حيوان غريب أدرك قدر الخطر المحدق به فيولي مبتعدا عن هذه المنطقة , وتبلغ الغير مداها عند ذكر الشمبانزي فنجده غيورا جداً على شريكة حياته, فعلي الرغم من أن الشمبانزي حيوان مسالم , إلا انه يصبح عدوانياً عندما يشتبه في أن شريكة حياته غير وفية أو عندما يجدها ترحب بعرض ذكر أخر , فيصل الأمر لكثير منهم , إما أن يشوه شريكة حياته أو يخرجها من حياته عند الاشتباه في خيانتها.
ولا تقتصر قضية الغيرة علي الذكور فقط , فقد وجد أن أنثي البط تغار علي زوجها , فتدفعه لان يعرب لها بالوفاء عندما تريد أنثي أخري أن تتسل إلي عش الزوجية السعيد , فيقوم الذكر بفرد جناحية وفرد عنقه وطأطأة رأسه مهرولا وراء غريمة أنثاه فيدفعها ويطردها بعيدا عن حياض الزوجية الهانئ , معلنا عن عفته وفائه لأنثاه . وإذا كانت بعض الذكور في عالم الحيوان لا تقبل بغير الزوجة فان بعض الإناث لا تقبل بغير الزوج أيضا, فقد وجد أن بعض إناث الحمام لا تقبل بغير زوجها وان راودها زوج آخر عن نفسها فإنها تفر منه وتبتعد عنه, بل قد يدفعها الوفاء لزوجها في بعض الأحيان أن لا تقبل زوجا آخر حتى بعد مماته .
وقد تجد بعض الحيوانات و قد تزيت بزي الحياء الذي قد يخلعه كثير من بني آدم إثناء عملية الالتقاء بين الزوجين, فالإبل في البرية غالبا ما تقوم بهذه العملية مسترة عن أعين الآخرين , كما وجد أن كلا من ذكر وأنثي الحمام يقومان بخفض ذيليهما وجره علي الأرض بعد إتمام عملية الجماع إعرابا عن حالة الخجل والحياء التي تعتريهم بعدها , كما أظهرت دراسة علمية حديثة أن عملية تزاوج ذكر الإخطبوط الاسترالي تتم غالب في الظلام، لذا فأنه لا يعرف ما إذا كان يتعامل مع ذ كر أو أنثى إلا بعد أن يتحسس هدفه.
ويتحقق التزاوج بعد أن يدس الإخطبوط أحد قوائمه في جسد الآخر، لذا فقد يغازل ذكر الإخطبوط خطأَ ذكراً مثله على أنه أنثى لكن هذا القاء ينتهي سريعاً وبشكل ودي، أما القاء بين ذكر الإخطبوط وأنثاه فقد يطول لأكثر من ساعة ونصف الساعة ليتأكد من نجاح عملية التخصيب.
وحتى لا تختلط الأنساب فان الله فطر ذكور بعض الحيوانات أن تلجأ إلي حيل عجيبة تكرّس فيها الكثير من الجهد والوقت للاطمئنان على أن تكون هي الآباء للأجيال القادمة وليس غيرها, فقد وجد أنه أثناء عملية التزاوج في العناكب , يترك الذكر جزءاً منه بداخل الأنثى لكي يقطع الطريق علي المنافسين من الذكور الآخرين ويضمن وجود ذرية خالصة من صلبه لا تختلط ب‏أنساب‏ الآخرين‏ !!! .
أما ذباب الموز فان السائل المنوي يحوي مادة سامة ذات تأثير بطئ إلى درجة أنه يقضي على الأنثى تماماً ولكن بعد وضع البيض الملقح، وبالتالي يصبح الذكر القاتل هو الأول والأخير في حياتها. وفي أنواع عديدة من الذباب والبعوض يمتلئ السائل المنوي لدى الذكور بخليط هرموني يجعل الأنثى عازفة عن المعاشرة بعد ذلك كليا ً.
أما بعض الحيوانات لديهم طريقة أخرى، فعالة، لمنع اختلاط "الأنساب"، وهي إغلاق الفتحة التناسلية للأنثى بعد عملية الجماع، بحيث يمنع حصول جماع أخر قبل تلقيح البويضات , فمثلاً نجد أن ذكر الفئران المنزلية يحتوي سائله المنوي على مادة تحوله إلى مادة صلبة تغلق الفتحة التناسلية عند الأنثى لفترة تكفي لتلقيح البويضة عند الإناث. أما عند الكلاب فان الأنثى تقوم بالضغط على العضو الذكري بحيث لا تسمح له بالتنصل بعد انتهاء القذف، وذلك لتعطي الفرصة لمنويات الذكر – الذي اختارته- للوصل إلى البويضة لتلقيحها، ثم ترفض بعدها أي ذكر يتقدم إليها.
أيا كانت العادة الجنسية التي يكررها نوع ما من الحيوان فأن التناسل وحفظ النوع أساسا يبقى هو الهدف ً. فأنثى الحيوان لا تسمح باقتراب الذكر منها إلا لفترة قصيرة جدا ، ولا يكون ذلك إلا أثناء دورة الشبق (Estrous cycle) (الدورة النزوية أو الاحترار ) والتي قد تكون موسمية أو قد تكون دورية , حيث تكون الأنثى جاهزة لعملية الجماع والتزاوج مع الذكر , و يكون المبيض في قمة نشاطه منتجا عددا من البويضات الجاهزة للتلقيح , كما أن المبيض يفرز أثناء هذه الدورة بعض الهرمونات والتي تكون مسئولة عن التغيرات السلوكية والجسدية التي تطرأ على الأنثى وقت الرغبة في الجماع , وتستمر أعراض الدورة في الأنثى من عدة ساعات إلي عدة أيام في حالة عدم إتمام التزاوج , ولكن إذا تم الجماع بين الذكر والأنثى فأن أعراض الرغبة في الجماع تنتهي بعد ذلك بفترة وجيزة . فأنثى الحيوان تتقبل الذكر- فقط- وهي مهيأة تماما للحمل بمجرد التلقيح، وما إن يتحقق الحمل حتى ترفض الأنثى الذكر طول العام، أو طول الوقت.
وهكذا نجد أن الحق سبحانه وتعالي قد أقام الحجة علي بني ادم بهذا السلوك الذي ينم عن العفة والحياء في بعض مخلوقاته , والتي هي دون الإنسان في القدر والمكانة , فأولي بالإنسان أن يحيا بمعالم ومعاني العفة والحياء ولا يسبقه في ذلك أي كان , حتى يظل محافظا لصدارته فوق كثير من خلق الله , فيحظي بحياة نقية وطاهرة ويبلغ مرضاة ربه الذي أمره بذلك وطلبه منه , بما فيه صالحه وهناءة عيشه.
قال الله تعالى في كتابه العزيز:(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) ) سورة الأنعام.




التصنيفات
منتدى اسلامي

ما اجمل الحياة مع العفة

مالي أراك أخي سريعا في تتبع العورات. عورات من ؟ أسألك، اين هي أخوة الدين عندك ؟ في أي مقبرة دفنت غيرتك ؟ لا حياة لك بدون اخوة دين وغيرة عن محارم المسلمين وأنت أختي، أجسد أنت أم ماذا ؟.

مالك لا تنطقين؟ -أو ما هي قبلتك؟…. موضة لندن أم قنوات الرذيلة؟ -أنت أختي المسلمة أغلى من ملئ الارض ذهبا، إذا ما اعتصمت بدينك و حجابك و حافظت على عفتك -ليس العيب في فتنة هذا الزمان، فلقد فتن سيدنا يوسف من قبل و استعصم -لكن العيب في غفلتكم و في اصراركم و عدم سماعكم و استجابتكم لصوت الحق صوت الحق والعفة العفة الصحيحة تجدونها تحت مظلة : رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا عفة المسلم و المسلمة في الدين كله لا بعضه ‘’ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ’’(البقرة 85 ) الايمان و الصلاة و الحجاب و العفة و الابتعاد عن أماكن و مسامع الرذيلة و الفحش و غير ذلك كله من الدين فلا تأمني الشر إن تركت حجابك و تساهلت في موضوع الصداقات مع الذكور و الاختلاط المخل بالآداب و أنت أخي ليس الدين فقط في إيمانك و صلاتك، لا تتجرأ عن محارم الله و لا تتساهل في النظر للحرام و السماع له ، يقول تعالى : ‘’وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ’’(الاسراء 36) فما يكون جوابك عن هذا السؤال؟؟ ركائزالعفة في الإسلام ‘’وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا’’ (الاسراء 32) ‘’قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ’’ (النور 30) ‘’وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ’’(النور 31) ‘’يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا’’ (الاحزاب 59) ‘’وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه ’’(النور 33) ‘’وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ’’ (لقمان 6) نصيحة رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَاِنَّهُ اَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَاَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَاِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ’’ ‏(مسلم) عقبة العفة الحقيقة ان المحافظة على العفة عقبة كؤود في زمن يتكالب في القاصي و الداني و تكثر فيه هواتف الضلال و من جهة أخرى الفطرة البشرية تهتف بالحق، قال تعالى: ”زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآب“(ال عمران 14) هي فطرة يجب أن تصرف بشكلها الطبيعي و الشرعي، و طريقها الى ذلك هو العفة سواء تعلق الامر بالشهوة أو المال، أو أي متاع دنيوي إذا الامر ليس سهل : قال عليه الصلاة والسلام "سيأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر" و يقول تعالى“فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَة“ (البلد 11) ابشروا إخوتي… الاكيد أن هذا الدين لم ينزل علينا لنشقى و ندخل في الحرج، يقول تعالى : ”طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى“ (طه 1 و 2) ”بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ“ (العنكبوت 49) حل هذه المعادلة يكون بالصبر على الطاعة و الابتلاء إقتحام عقبة العفة يقول تعلى في بيان الحكمة من الابتلاء و الفتن: ”أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين“ ( العنكبوت 2) َ ”وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ“ ( محمد 31) فالمبتلى و المفتون يخرج ناجحا من الامتحان بصفة الصادق و المجاهد و الصابر، و إن رسب في الامتحان فهو الكاذب في دعواه الاسلامية و الإيمانية و من رحمة الله بنا أن جعل الابتلاء من أبواب الانابة و التوبة و الرجوع اليه: يقول تعالى : ”وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ“ (الاعراف 16 ”وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ“ (السجدة 21) عقبة العفة تقتحم بالصبر على الابتلاء و الطاعة فأين هو عذرك على الهزيمة أمام فتن هذا الزمان بالنظر الى مصابات الأنبياء: فهذا محمد صلى الله عليه و سلم لا يقايض الدين لا بملك و لا برياسة و لا بسلطان، و تجرأ عليه سفالة القوم من قبيلة ثقيف و قد هم قومه أن يقتلوه، و خرج مهاجرا من أحب البقاع الى قلبه، و فقد الولد و صبر على كيد القريب و الجار و المنافق و الكافر.. و لم يثنه كل ذلك و غيره عن التخلي و لو عن ذرة من هذا الدين و لو للحظة من الزمن يقول تعالى : ”فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل“ ِ”وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين“ (العنكبوت 69) ”وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ“ (النحل 126) ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين“ (البقرة 153) ”إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب“ (الزمر 10) ”وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ“ (القصص 80) زادك على طرق العفة تلكم الصور السلبية كانت لإرادة شياطين الانس و الجن و الاخيرة كانت آيات من إرادة الله الشرعية في موضوع العفة و الابتلاء و الصبر على الطاعة فلك أختي و لك أخي ان تحاسبوا أنفسكم هل تدعنون لارادة الشياطين ام لإرادة الله، كيفما كان حالكم الله يناديكم من قريب و يفتح لكم باب التوبة: ”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُور الرحيم“ (الزمر 53)




بارك الله فيك
إنه لكلام يخرق القلب خرقا
نسأل الله أن يهدينا ويتوب علينا




بارك الله فيك

موضوع قيم ورائع




شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصلي تالقكي معنا في المنتدى

بارك الله فيك اختي …

نتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك من اجمل تحية ي




بارك الله فيك



التصنيفات
منتدى اسلامي

أنواع العفة وفضلها

من أنواع العفة
• عفة اللسان :
بأن يصونه عن الحرام من كذب و غيبة و نميمة و استهزاء
• عفة السمع :
يحفظه عن المحرمات
• عفة البصر:
بغضه عما لا تحل رؤيته
• عفة المال :
باخذه من الحلال و تحري الطيب من الرزق
• عفة الفرج :
بصيانته عن الحرام و الحذر من كل وسيلة قد تدعوه للوقع فيه
• عفة القلب:
بأن يمتليء رضا بقضاء الله و قدره و بعدا عن أمراض القلب كالحسد و الكبر

فضل العفة:
وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر وافر الثواب عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله)[متفق عليه].
ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: (اللهم إني أسألك الْهُدَى والتُّقَى والعفاف والغنى)
ادعو من الله ان يتقبل مني و منكم صالح الأعمال




بارك الله فيكي على الطرح
وجعل ما كتبتي في موازين حسناتك
تقبلي طلتي



اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله




التصنيفات
منوعات

العفة ركن المروءةوطهارة المجتمع

_قديمًا قال بعض أعداء الأمة :
كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما
يفعله ألف مدفع؛ فأغرقوها في حبِّ المادة والشهوات.
وقد حذر نبي الرحمة صَلى الله عليه وسلم من خطر
فتنة النساء :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "

وقد كان علاج القرآن لهذه الفتنة أبدع العلاجات
إذ سدَّ الإسلام كلا لذرائع وأغلق كل الأبواب
التي يمكن أن يصل منها الشر إلى المسلم فيوقعه
في الفاحشة، أو يفتنه بالمرأة.
لقد حرم الشرع الزنا، وسدَّ كل الطرق الموصلة إليه
وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين
أفرادًا ومجتمعات من خطورة الفواحش، حثهم
على العفة وترغيبهم في التحلي بها.

ونقصد بالعفة هنا :
الكفَّ عن الحرام في هذا الجانب جانب النساء.
فهي إذن خلق إيماني رفيع يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم رحمه الله :
" إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر، لكنها لذة يتقدمها ألم
حبس النفس، ثم تعقبها اللذة، أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك "
*غض البصر عفة :

إن إطلاق البصر إلى ما حرم الله من أعظم أسباب
الوقوع في الفواحش،
ولهذا أمر الله بغض البصر :
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
[ النور:30]
ولما سئل النبي صَلى الله عليه وسلم عن
نظر الفجأة قال :
" اصرف بصرك " فمن غض بصره عف فرجه "

*حجاب المسلمة عفة وطهارة ونقاء :

إن الآيات التي تدعو إلى الحجاب هي في الحقيقة
تدعو إلى العفاف وتحض عليه
قال الله تعالى :
( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) [الأحزاب:53].
وقال تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )
[ الأحزاب :59]
وهكذا نجد أن حجاب المرأة المسلمة بالإضافة
إلى كونه صيانة لها فهو وسيلة من وسائل
إشاعة العفة والفضيلة في المجتمع.
*العفه سبيلك إلى الجنة :

قال الله تعالى في وصف المؤمنين المفلحين أهل الجنة :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ *
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
[ المؤمنون:5- 11]

وقال النبي صَلى الله عليه وسلم :
" سبعة يظلهم الله في ظله …". منهم :
" رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال :
إني أخاف الله". وقال صَلى الله عليه وسلم :
" من يضمن لي ما بين رجليه وما بين لحييه أضمن له الجنة "

*العفة نجاة من المهالك :

ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم باب الغار فتوسلوا
إلى الله بصالح أعمالهم توسل أحدهم بعفته وتركه الزنا
مع قدرته عليه ففرج الله عنهم.
*المبادرة إلى الزواج :

إن من أهم أسباب العفة الزواج
ولهذا حثَّ النبي صَلى الله عليه وسلم شباب
أمته على المبادرة إليه وعدم التأخير :
" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛
فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج "
بل إن الله وعد على لسان نبيه صَلى الله عليه وسلم
من تزوج يريد العفاف بالمعونة :
"ثلاثة حقٌ على الله عونهم : الناكح الذي يريد العفاف "

*العفة تحفظ المجتمع وتحميه :

نعم
فإن من عفَّ عن المحارم عفَّ أهله
" عفُّوا تعفَّ نساؤكُم "
ولك أن تتخيل حالة مجتمع تشيع فيه روح الفضيلة..
كيف يتآزر أبناؤه ويتحابون وينتشر فيه الأمن، وتحفظ فيه الأنساب.
ثم انظر إلى الصورة المقابلة إلى المجتمعات التي ضعفت
فيها صيانة الأعراض كيف تعيش حالة من الخوف
وقلة الأمن واختلاط الأنساب وانتشار الخنا والخيانات
والجزاء من جنس العمل.
وقد ضرب السلف أروع الأمثلة.. في العفة
نذكر منها على سبيل المثال :
*قصة عبيد بن عمير رحمه الله وامرأة من مكة :
ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أن امرأة جميلة كانت بمكة
وكان لها زوج فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها :
أترى أحدًا يرى هذا الوجه ولا يفتن به ؟
قال : نعم.
قالت : مَنْ ؟
قال : عبيد بن عمير
قالت : فائذن لي فيه فلأفتننه
قال : قد أذنت لك
فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية في المسجد الحرام
فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر
فقال لها :يا أَمَةَ الله استتري
فقالت : إني قد فتنت بك
قال : إني سائلك عن شيء
فإن أنت صدقتيني نظرت في أمرك.
قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاكِ ليقبض روحك
أكان يسركِ أن أقضي لك هذه الحاجة ؟
قالت :اللهم لا
قال : صدقت.
قال : فلو أُدخلتِ قبركِ، وأجلستِ للمسألة أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت.
قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم
ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت :اللهم لا.
قال : صدقت.
قال : فلو أردت الممر على الصراط،
ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين، أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت :اللهم لا.
قال : صدقتِ.
قال : فلو جيء بالميزان، وجيء بك
فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقتِ.
قال :اتقي الله، فقد أنعم عليك وأحسن إليك.
قال : فرجعت إلى زوجها.
فقال : ما صنعتِ ؟
قالت : أنت بطالٌ ونحن بطالون.
فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة
فكان زوجها يقول : مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي
كانت في كل ليلة عروسًا فصيرها راهبة.
[روضة المحبين (340)].

فيا أيهاالمؤمنون إذا أردتم أن تذوقوا حلاوة الإيمان

وأن تعيشوا موفوروا الكرامة مُصانوا العرض

فكونوا أعفاء.




خليجية



بارك الله فيكى



مشكوره ع الموضوع ,, الحلوؤ يآإ حلوؤه ,, تسلمين يالغلاآإ ,, 🙂

سبحآأن الله وبحمده ,, سبحإأن الله العظيم




التصنيفات
منتدى اسلامي

من ثمرات العفة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشعر بعض من أسرتهم الشهوات أن الذين سلكوا طريق العفة يعيشون المعاناة مع النفس، والحرمان من اللذائذ، ويجهل هؤلاء أن للعفة ثمرات عاجلة وآجلة، ثمرات يجنيها المرء في الدنيا، وثمرات يجنيها في الآخرة، ومن هذه الثمرات:

1- الفلاح وثناء الله تعالى:

يفرح الناس بثناء البشر والمخلوقين ويعتزون بذلك، فالطالب يفرح بثاء معلمه عليه أمام زملائه، والطالبة تسعد بثناء معلمتها، وحين يكون الثناء والتزكية ممن له شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء، فكيف إذا كان الثناء من خالق البشر جميعا، وخالق السماوات والأرض بمن فيهن؟ قال تعالى } قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {(المؤمنون:1-7).

إنه ثناء لا يعدله ثناء، شهادة من الله تبارك وتعالى لهؤلاء بالإيمان، وإخبار عن فلاح هؤلاء الذين من صفاتهم حفظ الفرج والتجافي عن الفواحش، فهل يستبدل عاقل بذلك شهوة عاجلة ولذة فانية؟

2- الجنة والنعيم المقيم:

وعد الله تبارك وتعالى أهل العفة والحافظين فروجهم بالجنة والخلود فيها}أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{ (المؤمنون:10-11).

ويخبر e – وهو الذي لا ينطق عن الهوى- عن وعد صادق، فيقول: "من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"( رواه البخاري (6474) و الترمذي (2408 ) .

فحين تعف نفسك عن الحرام وتحفظ جوارحك ينطبق عليك وعد الله تبارك وتعالى، ووعد المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى باستحقاق الجنة وضمانها . فهل لديك مطلب أغلى من الجنة ؟

اسأل العالم الذي يقضي وقته في العلم والتعليم، اسأل العابد الذي ينصب في عبادة ربه، اسأل المجاهد الذي يرخص نفسه في سبيل الله، اسأل الذي يضحي بنفسه لإحقاق الحق وإبطال الباطل، اسأل الداعية الذي يواصل سهر الليل بكدّ النهار ويقيمه همّ الدعوة ويقعده، اسأل هؤلاء جميعا لم يصنعون ذلك؟ سيجيبونك بإجابة واحدة( نريد الجنة ) إنها مطلب السائرين إلى الله عز وجل مهما تنوعت بهم السبل.

فبادر أخي الكريم وبادري أختي الكريمة بضمان جوارحكم عن الحرام لتستحقوا هذا الوعد النبوي الصادق.

3- الطمأنينة وراحة البال:

يعاني من يسير وراء شهوته المحرمة عذاباً وجحيماً لا يطاق، أما من يعف نفسه فيعيش طمأنينة وراحة بال، إن الهم الذي يشغله ليس الهم الذي يشغل سائر الناس، والتفكير الذي يسيطر عليه ليس التفكير الذي يسيطر على سائر الناس، ولا عجب في ذلك، فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق الإنسان وهو أعلم به، وخلقه لعبادته وطاعته، ومن ثم فلن يعيش الحياة السوية المستقرة مالم يستقم على طاعة الله تبارك وتعالى، فالسيارة التي صنعت لتسير في الطرق المعبدة يصعب أن تسير في غيرها، والقطار الذي صنع ليسير على القضبان حين ينحرف عن مساره لا يستطيع المسير. وهكذا الإنسان فهو إنما خلق لعبادة الله وطاعته، فإذا انحرف عن هذا الطريق اضطربت حياته، وعانى من المشكلات، ولذا فأهل الكفر والإلحاد أقل الناس استقرارا وطمأنينة، وكلما اقترب العبد من الإيمان والطاعة ازداد استقرارا وطمأنينة.

4- لذة الانتصار على النفس:

لئن كان اللاهون العابثون يجدون لذة ممارسة الحرام، فالشاب العفيف والفتاة العفيفة يجدان من لذة الانتصار على النفس أعظم مما يجده أصحاب الشهوات، إن الرجولة والإنسانية الحقة أن يقدر المرء أن يقول لنفسه لا حين يحتاج إلى ذلك، وأن تكون شهواته مقودة لا قائدة، أما الذي تحركه شهوته وتستعبده فهو أقرب ما يكون إلى الحيوان البهيم الذي لا يحول بينه وبين إتيان الشهوة سوى الرغبة فيها.خليجية[/IMG]




خليجية



التصنيفات
منوعات

العفة ركن المروءة وطهارة المجتمع

قديمًا قال بعض أعداء الأمة :
كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما
يفعله ألف مدفع؛ فأغرقوها في حبِّ المادة والشهوات.
وقد حذر نبي الرحمة صَلى الله عليه وسلم من خطر
فتنة النساء :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "

وقد كان علاج القرآن لهذه الفتنة أبدع العلاجات
إذ سدَّ الإسلام كلا لذرائع وأغلق كل الأبواب
التي يمكن أن يصل منها الشر إلى المسلم فيوقعه
في الفاحشة، أو يفتنه بالمرأة.
لقد حرم الشرع الزنا، وسدَّ كل الطرق الموصلة إليه
وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين
أفرادًا ومجتمعات من خطورة الفواحش، حثهم
على العفة وترغيبهم في التحلي بها.
ونقصد بالعفة هنا :
الكفَّ عن الحرام في هذا الجانب جانب النساء.
فهي إذن خلق إيماني رفيع يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم رحمه الله :
" إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر، لكنها لذة يتقدمها ألم
حبس النفس، ثم تعقبها اللذة، أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك "
*غض البصر عفة :

إن إطلاق البصر إلى ما حرم الله من أعظم أسباب
الوقوع في الفواحش،
ولهذا أمر الله بغض البصر :
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
[ النور:30]
ولما سئل النبي صَلى الله عليه وسلم عن
نظر الفجأة قال :
" اصرف بصرك " فمن غض بصره عف فرجه "

*حجاب المسلمة عفة وطهارة ونقاء :

إن الآيات التي تدعو إلى الحجاب هي في الحقيقة
تدعو إلى العفاف وتحض عليه
قال الله تعالى :
( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) [الأحزاب:53].
وقال تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )
[ الأحزاب :59]
وهكذا نجد أن حجاب المرأة المسلمة بالإضافة
إلى كونه صيانة لها فهو وسيلة من وسائل
إشاعة العفة والفضيلة في المجتمع.
*العفه سبيلك إلى الجنة :

قال الله تعالى في وصف المؤمنين المفلحين أهل الجنة :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ *
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
[ المؤمنون:5- 11]

وقال النبي صَلى الله عليه وسلم :
" سبعة يظلهم الله في ظله …". منهم :
" رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال :
إني أخاف الله". وقال صَلى الله عليه وسلم :
" من يضمن لي ما بين رجليه وما بين لحييه أضمن له الجنة "
*العفة نجاة من المهالك :

ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم باب الغار فتوسلوا
إلى الله بصالح أعمالهم توسل أحدهم بعفته وتركه الزنا
مع قدرته عليه ففرج الله عنهم.
*المبادرة إلى الزواج :

إن من أهم أسباب العفة الزواج
ولهذا حثَّ النبي صَلى الله عليه وسلم شباب
أمته على المبادرة إليه وعدم التأخير :
" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛
فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج "
بل إن الله وعد على لسان نبيه صَلى الله عليه وسلم
من تزوج يريد العفاف بالمعونة :
"ثلاثة حقٌ على الله عونهم : الناكح الذي يريد العفاف "
*العفة تحفظ المجتمع وتحميه :

فيا أيهاالمؤمنون إذا أردتم أن تذوقوا حلاوة الإيمان
نعم
فإن من عفَّ عن المحارم عفَّ أهله
" عفُّوا تعفَّ نساؤكُم "
ولك أن تتخيل حالة مجتمع تشيع فيه روح الفضيلة..
كيف يتآزر أبناؤه ويتحابون وينتشر فيه الأمن، وتحفظ فيه الأنساب.
ثم انظر إلى الصورة المقابلة إلى المجتمعات التي ضعفت
فيها صيانة الأعراض كيف تعيش حالة من الخوف
وقلة الأمن واختلاط الأنساب وانتشار الخنا والخيانات
والجزاء من جنس العمل.
وقد ضرب السلف أروع الأمثلة.. في العفة
نذكر منها على سبيل المثال :
*قصة عبيد بن عمير رحمه الله وامرأة من مكة :
ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أن امرأة جميلة كانت بمكة
وكان لها زوج فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها :
أترى أحدًا يرى هذا الوجه ولا يفتن به ؟
قال : نعم.
قالت : مَنْ ؟
قال : عبيد بن عمير
قالت : فائذن لي فيه فلأفتننه
قال : قد أذنت لك
فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية في المسجد الحرام
فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر
فقال لها :يا أَمَةَ الله استتري
فقالت : إني قد فتنت بك
قال : إني سائلك عن شيء
فإن أنت صدقتيني نظرت في أمرك.
قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاكِ ليقبض روحك
أكان يسركِ أن أقضي لك هذه الحاجة ؟
قالت :اللهم لا
قال : صدقت.
قال : فلو أُدخلتِ قبركِ، وأجلستِ للمسألة أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت.
قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم
ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت :اللهم لا.
قال : صدقت.
قال : فلو أردت الممر على الصراط،
ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين، أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت :اللهم لا.
قال : صدقتِ.
قال : فلو جيء بالميزان، وجيء بك
فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك ؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقتِ.
قال :اتقي الله، فقد أنعم عليك وأحسن إليك.
قال : فرجعت إلى زوجها.
فقال : ما صنعتِ ؟
قالت : أنت بطالٌ ونحن بطالون.
فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة
فكان زوجها يقول : مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي
كانت في كل ليلة عروسًا فصيرها راهبة.
[روضة المحبين (340)].

وأن تعيشوا موفوروا الكرامة مُصانوا العرض

فكونوا أعفاء.




بارك الله فيك يالغلآ



الله يرزقنا العفة في القول والعمل
جزااك الله خير يآآ عســوؤولـة [:



خليجية



للهم ثبت محبتك في قلوبنا وقوها ووفقنا لشكرك وذكرك وارزقنا التأهب والاستعداد للقائك واجعل ختام صحائفنا



التصنيفات
منوعات

العفة ونفع الآخرين والتحمل والتطلع الى ما عند الله

العفة ونفع الآخرين والصبر والتحمل والتطلع إلى ما عند الله

(دعوة الأنبياء)

من الواجب على الداعية أن يكون قدوة حسنة لغيره بالعزوف عن الدنيا غير متطّلع لها يريد ما عند الله ، ويريد نفع الخلق ويعطيهم من كل ما يقدر على ذلك ، وهذه هي طريقة الأنبياء والرسل وطريقة أتباعهم فالأنبياء والرسل قد أخبر الله عنهم في كتابه الكريم أنهم كانوا في قمة العفة عن أموال الناس ، وهكذا كانوا في إقبال عظيم على ما عند الله لا يريدون من الناس جزاءا ولا شكورا مهما دعوهم وعلموهم وصبروا عليهم ، وتحملوا في سبيل ذلك .

فرّبنا قال في كتابه الكريم مخبرا عما قاله نوح عليه السلام لقومه :
(( قل ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين )) ، وهكذا أخبر الله عن هود عليه السلام أنه قال هذا ، وعن صالح ولوط وشعيب عليهم السلام فهذه سلسلة من سير الأنبياء وإخبار من الله أنهم كانوا يطمئنون أقوامهم أنهم لا يريدون منهم جزاءا ولا شكورا لا يريدون مالا من أقوامهم ولا يريدون جاها من أقوامهم ؛ بل من المواقف العظيمة التي ذكرها القرآن الكريم موقف سليمان النبي عليه السلام .

فملكة سبأ لما جاءها كتاب سليمان انزعجت له أيّما انزعاج ورأت أن ذلك لأمر عظيم فاحتالت بحيلتها على أنها تغري سليمان بالمال فقالت (( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون )) .
فلما جاء الرسول منها إلى سليمان عليه السلام قال سليمان كما أخبر الله عنه في كتابه (( أتمدونني بمال فما أتاني الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون )) .
فما كان شيء أشد عليها من هذا الرّد علمت أن هذا نبي من أنبياء الله لا يشترى بالمال ولا يُجر بالمال ولا يُخدع بالمال هكذا ينبغي أن يكون حال العلماء و الدعاة إلى الله وطلاب العلم ألا يجعلوا دينهم ولا علمهم ولا دعوتهم ألا يجعلوا ذلك لغرض من أغراض الدنيا وألاّ يسهل عليهم أن يستجيبوا لمن يريد أن ينال من دينهم ومن علمهم ومن مكانتهم ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قدوتنا جميعا وأسوتنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أخبر الله عنه أنه قال (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )) وأخبر الله عنه أنه قال ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا )) ولقد كان عليه الصلاة والسلام يُستهدف من قبل المشركين أن يُغرى بالمال

لكي يتحطم ويتوقف عمّا هو عليه من القيام بالدعوة إلى الله فقد عرضوا عليه أن يكون رئيسا لهم وأن يكون أكثرهم مالا فأبى عليه الصلاة والسلام .

بل أعظم من هذا ما جاء من حديث أبي هريرة عند أحمد وغيره أنه قال : " جلس جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل من السماء قال جبريل لم ينزل منذ خلق إلا الساعة قال : فقال الملك : يا محمد إن ربك يقول أملكا رسولا تريد ؟ أم عبدا رسولا ؟ يعني يخيره الله بين

أن يعطيه الملك حتى يصير ملك رسولا كشأن داود النبي وسليمان النبي كانوا ملوك وأنبياء فقال جبريل : يا محمد تواضع لربك .فقال عليه الصلاة والسلام :" أكون عبدا رسولا " فاختار العبودية واختار الفقر المادي والغنى القلبي لأن العبرة بغنى القلوب لا بغنى الجوارح أو بغنى ذات اليد فهذا من مواقفه عليه الصلاة والسلام العظيمة مع أنه كان يجوع تارة ويشبع تارة ما كان يعني المال عنده مقبولا للإختزان والإكتناز والتوسع كانت الأموال تأتي إليه عليه الصلاة والسلام فينفقها في سبيل الله وهذا شأن من عظمت غيرته على دين الله وعظمت شفقته ورحمته بالخلق فإنه يريد إنقاذهم بكل ما يستطيع ولهذا بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام مدى ما يمكن أن يبذله من المال لوأعطي له .

لقد جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي ذر أنه قال عليه الصلاة والسلام : " لو أن لي مثل أحد ذهبا لأنفقته في ثلاث ولا أرصد شيئا إلا شيئا أدخره لدين " . فانظر كيف أن المال نعمة لمن صرفه في طرق الخير ،

وفي سبل الخير وهو يعد نقمة ويعد وبالا لمن فتن به وما أكثر المفتونين . فالرسول يبين أن المال إذا جاء إلى الشخص إنما ينبغي أن ينفقه في أبواب الخير هكذا وهكذا هذا مما ينبغي أن يحرص عليه أرباب الأموال ، وقد جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال : " نعم المال الصالح للعبد الصالح أو للرجل الصالح " . فالمال الصالح هوالمال الذي يُكتسب من حلال والذي لا يحصل في وقت اكتسابه وحال اكتسابه تضييع للدين وتأخرعن أداء أوامر الله رب العالمين هذا مال صالح ، والرجل الصالح هو الذي يكتسبه من أبوابه وينفقه في أبوابه أي في الأبواب التي دعت الشريعة المحمدية إلى الإنفاق فيها فهنا نعم المال الصالح للرجل الصالح ،وقلّ أن يوفق أرباب الأموال لأن يكونوا صالحين ،

ولأن تكون أموالهم صالحة فمن كان كذلك فهنيئا له ، هذا اصطفاء خاص من الله يختص به من يشاء من العباد وهم أقل من القليل وهم أقل من القليل ، وأيضا حال الصحابة رضي الله عنهم .

فالصحابة قد اقتدوا برسولنا اقتداءا شاملا كليا في كل مجال فاقتدوا به في زهده وفي ورعه وفي تقواه وفي حبه لما عند الله وفي كرهه واحتقاره للدنيا وتنفيره عن الدنيا فاقتدوا به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورضي الله عنهم فما عرف التاريخ قوما أصفى وأنقى وأبعد عن الطمع في الدنيا واللهث وراءها من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهذا معلوم كم في الآيات القرآنية الواردة في هذا من بيان لعظيم إقبالهم على ما عند الله وكم في الأحاديث النبوية وكم في كتب السيّر والتواريخ في بيان ما رزقهم الله من الإقبال على الآخرة والقناعة بالحلال الطيب ولو كان قليلا ولو لحقهم شيء من الضر والجوع فلم يكن ذلك ليدفعهم ليتنكروا لما هم عليه من خير بل إن الصحابة رضي الله عنهم تركوا الدنيا من أجل الدين فالمهاجرون تركوا أموالهم وهاجروا في سبيل الله والأنصار قدّموا أموالهم لنصرة الله ولنصرة رسوله ولمواساة المهاجرين فرضي الله عن المهاجرين و الأنصار ،

ومما يدلنا على ما قلنا من باب العموم لا من باب التفصيل ما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :" ليهلكن كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله " من الذي سينفقها في سبيل الله ؟ أليسوا الصحابة ؟ الجواب بلى لأن الفتوحات هذه إنما كانت في عهد الصحابة فقاموا رضي الله تعالى عنهم بالإنفاق للأموال في سبيل الله أنظروا إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي هؤلاء الخلفاء الراشدون الذين جاءتهم أموال الدنيا فهل جعلوها مكتنزة أو جعلوا منها ما هو مكتنز لهم أو شققوا الأنهار أو أكثروا من بناء الدور والقصورلم يحصل هذا بل أنفقوها في سبيل الله رب العالمين سبحانه وتعالى .
فهذا يدل على عظيم ما أنعم الله به على الصحابة رضي الله عنهم وعلى عظيم الإكرام لهم من الله فإن الله إذا أحب العبد استعمله في طاعته وفي الإقبال على ما عنده ،نعم ولهذا لما أراد نساء النبي شيئا من التوسع في الدنيا وليس التوسع كما نفهم الآن بل توسع ضئيل جدا في ذلك الوقت طلبن زيادة النفقة فأنزل الله كما في البخاري ومسلم .

قال الله ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )).

فكانت كلمتهن قولا واحد أنهن يردن الله ورسوله والدار الآخرة رضي الله عنهن ما كان أعظم تقواهن وأعظم تعقلهن في هذا الأمر، نعم . فعلى الدعاة إلى الله من الرجال والنساء أن يكونوا مقتدين بالأنبياء والرسل وكذلك أيضا بأتباع الأنبياء والرسل والداعي إلى الله إنما يكون قدوة حسنة ويفتح الله عليه ويجعل الله له من الخير والقبول عند الناس بقدر ما يكون بعيدا عن التطلّع وعن البحث عن المال والجاه قال الله في كتابه الكريم : (( اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون )) .

فالذين يصلحون أن يتبعوا من كانوا مستقيمين على شرع الله رب العالمين ظاهرا وباطنا ومن كانوا بعدين وعازفين عن الدنيا الفانية الغرارة التي تغر وتخدع من كان ذا طيش ومن كان ذا جهل وحمق . فربنا أمر باتباع من لا يسأل الناس أجرا على دعوته وعلى تعليمه وعلى خطبه وعلى محاضراته ، وإنما يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله رب العالمين سبحانه . فهذا الصنف يُحرص على تلقي العلم على يديه وعلى أن يكون داعيا وإماما وكذلك أيضا يحرص على إعانته والتعاون معه والإنتصار والمناصرة له مادام أنه هكذا .

ولقد جاء عن العلامة ابن العثيمين رحمه الله أنه قال حينما سئل : على يد من نتعلم ؟ قال : تعلم على يد من صح معتقده وسلم منهجه وحسن مقصده " والشاهد وحسن مقصده إلى جانب ماسبق . فالشخص إذا كان يحس أن من وراء التعليم ، ومن وراء الدعوة إلى الله جمع الأموال والتوصل إلى المال فهذا لا يُفرح به هذا الصنف وهذا الشخص لا يفرح به فإنه يستخذم الدين لأغراضه ومصالحه نعوذ بالله وهذه حقارة للشخص معناه أنه ما عرف قدر نفسه حتى يحافظ عليها بل أهانها بهذا ،

وعلى كل يا رجال لقد بين العلماء خطر الدنيا على الدعاة والعلماء وطلاب العلم إن لم يجاهدوا أنفسهم في تجنبها ، وفي البعد عن حبائلها فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه القيّم ( الفوائد ) قال : واعلم أن كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلابد أن يقول على الله بغيرحق في فتواه وفي حكمه وفي خبره وفي إلزامه ،أنظروامصيبة على الشخص يعني إذااستولى عليه حب الدنيا والرغبة في الدنيا يقول على الله بغيرحق في فتواه إن سئل وفي حكمه إن حكم وفي خبره إن أخبر وفي إلزامه فيما يلزم به قال : وإن كثيرا ما تأتي الشريعة على خلاف أغراض الناس وصاحب الدنيا يريد من الناس أن يقبلوه حتى يعطوه ، حتى يعطوه وهكذا أيضا أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم ( وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )) .

فحب الدنيا فتنة وأي فتنة لكل مسلم ولكل مسلمة وكذلك يفتن بها أيضا أعني بحب الدنيا والرغبة فيها أوالرضا بها يفتن بها العلماء والدعاة وطلاب العلم إلا من سلّم الله ومن حفظ الله . فيفتنون بها ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن كعب بن عياض أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :" لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " يعني أن الأمة ما تفتن بالكبر ولا بالغرور ولا بالأشر والبطر كما تفتن بالمال ولما رأى أعدائنا من اليهود والنصارى أن هذه الأمة مفتونة بالمال أغدقوا على من يرون أن افتانهم بالمال سيؤدي لهم أغراضهم وسيوصلهم إلى ما يريدون من إفساد المسلمين وإلحاق الضرربهم والفتك بهم والقضاء عليهم وعلى دينهم هذا أمر لا ينكر بل أمر مشهور معلوم فالحذر ثم الحذرمن التطلع إلى الدنيا فانظروا على سبيل المثال ذلك الملك الذي أرسل إلى كعب بن مالك أن قال له إننا أخبرنا أن صاحبك قد قلاك يعني بصاحبه : الرسول ، قد قلاك يعني قد هجرك وتركك فألحق بنا لنواسيك فلست بأرض هوان .

فالدعاة وطلاب العلم أيضا يمكر بهم من قبل من لهم مآرب يريدون أن يتوصلوا إليها فيغرون بالمال لكي يصيروا بعد وقت من الأوقات قد تركوا ماهم عليه من خير وأقبلوا على أمر الدنيا فما أحوجنا إلى مجاهدة أنفسنا فإننا جميعا مبتلون بهذه الغريزة وهي غريزة الحب للجاه والحب للملك والحب للمال هذه غرائز وإنما تخف وتضعف هذه الغريزة ويخف هيجانها بقدر ما يجاهد الشخص نفسه ويطلع نفسه ويعرفها بما عند الله (( وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )) فما اكثرما تشاهدون من الدعاة و العلماء وطلاب العلم من يفتن في الدنيا بالمال وغير ذلك فكان هذا الأمر ينبغي أن يكون حافزا وداعيا لنا إلى اليقضة والحذر من أن نقع فيما وقع فيه من فتن بالدنيا والله المستعان .ألا و إن هنالك من يشوهون بهذا الدين ويشوهون بدعوة الله ورسوله وهي دعوة أهل السنة والجماعة بسبب الجري وراء المال واللهث وراء التزود من المال فمن أولئك صنف وهم الذين يجعلون الخطب والمحاضرات والإجتماعات لغرض أخذ المال من الناس وهذه الطريقة فيها مخاطر كثيرة هذا فتح باب لمن يتطلعون إلى المال ويريدونه بسرعة وبسهولة وباسم الدين .

فتجد من هذا الصنف من ، يعني يذهب و يرى أنه لا يحتاج إلى أكثر من أن يحفظ له كذا موعظة في الموت في عذاب القبر وفي أحوال يوم القيامة وهكذا ومن تم يدندن بها هنا وهناك وبعد أن يسمعها للناس ، يعني إما بالتصريح وإما بالتلميح وإما بدفع أشخاص أن هذا الرجل يحتاج إلى مساعدة أو هذا الرجل معه جمعية أو هذا الرجل عليه ديون وهكذا فهذه طريقة كما سمعت تفتح المجال للتسابق لجمع المال والبحث عن المال باسم الوعظ وما الوعظ وباسم الدعوة إلى الله و هكذا فحذار من سلوك هذا الطريق حذار من سلوك هذا الطريق فتصير إجتماعات المسلمين حقيقتها لجمع المال ما إن ينتهي هذا المحاضر أوالخطيب أو كذا إلا وقالوا : يا رجال عندنا كيت عندنا كذا يا رجال المطلوب أن تتعاونوا, وأن تتساعدوا فالطريقة هذه لا نرتضيها ولا نراها طريقة مفيدة ولا طريقة نافعة بل إنها من الطرق التي ذمها الشرع ذمها شرع الله .

…استشرتم فأشارعليكم بالرشد لا يريد منكم أجرا أي دنيويا فهذه الطريق الأولى المطلوب أن يجتنبها وأن يبتعد عنها الدعاة إلى الله وطلاب العلم والعلماء أما الحزبيون كالإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم فهم يستعملون وسائل كثيرة وطرق كثيرة لاصطياد أموال الناس وسحبها من الجيوب وغيرها فهم في هذا الباب ماهرون فلا يقتدى بهم وإنما ينفر عن هذه الطرق .

يكفي يا عبد الله أن تدل على الخير ، دل أرباب الأموال من تجار ومن غيرهم أن ينفق ماله في كذا في فعل خير كذا دله على ذلك وأنت مشكورعلى ذلك أما أن تحرص على أخذ ماله إليك وعن باعتبارالذي ستقوم بهذا فهنا النفس طماعة للمال قلّ أن يسلم الشخص من أن يحتال على هذا المال نسأل الله اللطف بنا جميعا وأن يجبنا الإفتتان بالمال والجاه والدنيا وكما سمعتم الطريق الأولى هذه المطلوب اجتنابها لا تشوه بدعوة الله وبدعوة رسوله عليه الصلاة والسلام ليعلم هذا القاصي والداني أننا لا نرضى بهذا الطريق ولا نوافق عليه ومن علمنا أنه يسلك هذا المسلك يعني سنحذر منه ونبين أنه على خلاف ما دعى إليه شرع الله رب العالمين سبحانه وتعالى

كذلك أيضا الشخص قد يعطى شفاعة قد يكون عند الشخص ما يحتاج إلى أن يُشفع له عند فاعل الخيريتساعد معه في أمرمن الحاجيات و الضروريات من زواج أوهكذا فالخطر الذي يحصل من هذاالصنف هو الآتي فبعضهم يستغل الشفاعة هذه والتزكية هذه يستغلها ليذهب بها عند أكثر من واحد ويطلب أكثر مما ، يعني كان مما شُفع له فيه بعضهم وعلم أنه متضرر بسبب كذا فيفتح له أبوابا لجمع الأموال وهو في نظره أنه منصور لأن معه شفاعة يعني أنه قدجاء من جهة كذا،فالشخص لا ينبغي أبداأن يستخدم هذا الطريق فليكن صادقا فيما يقول حينما يطالب بالشفاعة وفي نفس الوقت لا يتجاوز ما شُفع له فيه .لا يتجاوز ذلك ولا يستغل هذا إلى التوصل إلى أمور دنيوية أخرى فالحذر أيضا من هذا الطريق الذي سمعته.

فما أكثر ما يحصل من بعض الناس يعني بهذه الصورة بل بعضهم يُعطى شفاعة إلى جهة معينة إلى شخص معين أو هكذا فيذهب ويعلن أنها شفاعة له عند غيرمن ذكروا في الشفاعة إذا قرأها أحدهم افتضح هذا إذا قرأها وقال أعطيني الشفاعة أنظر فيها إذا قرأها أو قرأالتاريخ افتضح على أن التاريخ هذا قديم يدل على أن هذا يتكسب بهذه الشفاعة وعلى أنه يعرضها على أشخاص ماهي إليهم و إنما هي من باب التوسع فهذا أيضا من الأمورالتي يجب أن يترفع عنها كل من شُفع له في قضية من القضايا .

فالمطلوب الإبتعاد عن هذه الأمور كما سمعتم التي فيها دخول وولوج في الأكاذيب فالشخص يتق الله في نفسه ولا يدخل فيما فيه الكذب أنا وأنا وعندي وعندي وشأني وشأني الخ كما سمعت فلا ينبغي سلوك هذا الطريق ولسنا نخالف رسولنا عليه الصلاة والسلام فيما جاء به فقد جاء في البخاري ومسلم عن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطاه مالا فقال عمر : يا رسول الله أعطيه من هو أفقر إليه مني فقال له الرسول :" يا عمر إذا جاءك من هذا المال .
وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وتمول به ومالا فلا تتبعه نفسك " فالمطلوب يعني العمل بمقتضى هذا الحديث أن الشخص لا يتطلع إلى أموال الناس هذا عنده مال كثير…ليش ما أعطاني ؟ليش ما ينظر إلى حالي ؟ الخ لا قال الله : و(( اسألوا الله من فضله )) إن كان عليك ديون إن كان الشخص عليه ديون عنده فقر يسأل الله الذي بيده خزائن الملك كما سمعت قال الله : (( واسألوا الله من فضله )) (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))

فلا ينبغي التطلع إلى أموال الناس والثاني لا يسأل الناس إلا بقدرما أذن به الشرع إلا بقدرما أذن به شرع الله رب العالمين سبحانه وتعالى أما أن الشخص يسلك المسلك الذي منع منه شرعا فهذا لا ينبغي ,

فالدعاة والعلماء وطلاب العلم إن أكرمهم شخص أو أشخاص بمال بدون إهانة لهم وبدون إهانة لدعوتهم وبدون شروط باطلة فلهم أن يقبلوا هذا المال ومتى كان الذي يعطي المال له مطالب كمثل بعضهم يعطي المال لكنه يشترط أن الشخص يدخل في الحزبيات أو أن الشخص لا يقول كذا يعني يترك كذا من الحق وأنه يفعل كذا مما فيه شبهة أومما فيه حرام فهذا لا يقبل منه المال رأسا ومباشرة فمتى كان المال فيه إهانة للدعوة إلى الله أوللعلم أو فيه إدخال للشخص في الحزبيات وما أشبه ذلك من الفتن فلا حاجة في هذا المال ولا حاجة لدعوتك في هذا المال فاصبر والله عز وجل هو الذي ييسر الأمور من عنده وما أكثر الذين يبذلون الأموال لكن لهم مطالب وشروط يعود الضرر على من قبل ذلك المال واستسلم لتلك الشروط فكما سمعتم يحذر الشخص يبقى رافعا رأسه ويبقى شريفا كريما لا يرضى أن يذل نفسه كما سمعت فالحديث هذا حديث طيب حديث عمر وقد جاء من مسند ابن عمر كما سمعت يبين أن الشخص لا يتطلع إلى أموال

الناس وإن جاءه مال وليس من المال المشتبه المال الذي فيه شبه وليس من المال الحرام فما هنالك أي شيء في أخذه بالضوابط التي سبق ذكرها .

كذلك أيضا من الأمورالتي ينبه عليها يعني بعضهم قد يجد شخصا يتعاون معه ويتساعد معه فهذا يستغله يستغل هذا الشخص ويكثر من المطالب هات وهات وهات وعندنا وشأننا وقد يكون فعلا عنده بعض الحاجيات وكذا لكن أيضاالمطلوب المراعاة والمطلوب الصبر والعفاف لا الإستغلال لأموال الناس فإذا وجد من يتساعد مع طالب العلم مع الدعوة مع كذا فلا ينهك بكثرة المطالب ويوقع في إحراج وما أشبه ذلك مما لا ينبغي فيترك المجال له متى عنده نشاط أنفق وتعاون مع الدعوة مع طالب العلم مع طلاب علم ومتى فلا، يعني ،يدفع إلى الوقوع في الإحراج هذا مما ينبغي أيضا أن يكون معلوما .فعلى

كل لا يُقتدى في عصرنا بمن فتنوا بالدنيا بصورة وبأخرى قال الرسول عليه الصلاة والسلام :" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش "رواه البخاري وغيره ومعنى تعس أي هلك دعاء عليه بالهلاك فلا تستعبدنا هذه الدنيا وقد خلقنا الله أحرارا فليكن العلم داع لنا و نكون راضين وقابلين إلى ذلك إلى العفاف وإلى الزهد والورع والترفع عما يشين الشخص من أمورالدنيا ،أيضا طالب العلم إذا ضاقت عليه الأموروكثرت عليه الديون وهكذا فله أن يبحث له عن عمل ويشتغل وفي ذلك خير أن يقضي ديونه ولا يجعل السبيل والطريق أنه يذهب باسم الدعوة يبحث له عن قضاء ديونه بطرق وبأخرى مما فيه إهانة له فكما سمعت يبحث له عن عمل ويشتغل والحمد لله فإن وجد فرصة للإستمرارية في

الدعوة عاد واستمر وإن لم ، كما سمعت على حسب الضروف والأحوال .المطلوب المحافظة على الدعوة وعدم تعريض الدعوة للتشويه بها أيضا بعض الأشخاص ولو لم يجلس عندك إلا مدة قصيرة يذهب ويعلن أنا من طلاب فلان وأنا وأنا وشأني والخ وهكذا فليحذر الشخص من فساد نيته ومن سوء مقصده أنه يطلب العلم أو يتعلم للعلم والخطابة والمحاضرة وما أشبه ذلك لغرض أن يتوصل إلى دنيا فهذا العلم وبال على صاحبه فليخلص طالب العلم والعلماء والدعاة نياتهم لله رب العالمين وليكن مقصدهم فعل الخير كما يريد الله لا يريدون من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا فكم كره أناس العلم وطلاب العلم والدعوة والدعاة إلى الله بسبب من شاهد من بعض الأشخاص من الجري واللهث وراء الدنيا قال الشاعر : [ولو أن أهل العلم صانوه لصانهم ـ ـ ـ ولو عظموه في النفوس لعُظّم ]
[ ولكن أذلوه جهارا ودنسوا ـ ـ ـ محيّاه بالأطماع حتى تجّهم ]… (أي حتى تقبّح ) .

فالعلم والدين والدعوة إلى الله تقبُح في نفوس بعض الناس بسبب سوء تصرف من يسيء إليها فقضية المال فتنة عظيمة للناس كما سمعتم .
فالمطلوب الحذرمن الإقتداء بمن فتنوا بها فالشخص ندعوه إلى أن يتق الله ويراقب الله ويحافظ على ما عنده من خير ومن علم ومن دعوة وأن لا يعرّضها لمثل هذه الأمور يبقى حريصا على ذلك ما وجد إلى ذلك سبيلا .
نسأل الله عز وجل بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يزيدنا هدى وتقى وأن يصلحنا ويجنبنا شرور أنفسنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

لفضيلة الشيخ محمد الإمام حفظه الله