بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(أن ناساً من عرينة قدموا على رسول الله المدينة فاجتوها فقال لهم رسول الله إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها و أبوالها فعلوا فصحوا ) —
إلى آخر الحديث – رواه البخاري برقم 5361 ومسلم برقم 1671
أولا: مكونات حليب الإبل وفوائده من واقع الأبحاث
تحدث الدكتور عبد العاطي كامل
( رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية)
عن دراسة له قال
إنه أثبت أن ألبان الإبل تحتوي على
سكر اللاكتوز (وهو سكر له مفعول مدر للبول)
مؤكداً أن هذا السكر يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة
للإنسا ويتحول بفضل أنزيم الأكتيز إلى سكر الجلوكوز
والعجيب من هذا النوع من السكر
إنه يتم امتصاصه بطء في الدم ليمنع تزايد تراكم الجلوكوز
الأمر الذي يحمي الإنسان من الإصابة بمرض السكر
ويكون بالتالي مفيد جداً لمرضى السكر
ويؤكد أيضا أن ألبان الإبل
تحتوي كذلك على أقل نسبة دهون
مقارنة بألبان الحيوانات الأخرى
لذلك فإن انخفاض نسبة الدهون في ألبان الإبل
يعطيها مميزات غذائية أخرى
مهمة للغاية لاسيما
لأصحاب أمراض الكبد مشيراً
إلى أنه بمقارنة دهون لبن الإبل بالألبان الأخرى
أتضح أنه يحتوي على أحماض دهنية قصيرة السلسلة علاوة
على أن لبن الإبل تكمن أهميته في تركيزاته العالية
من الأحماض الدهنية سريعة التمثيل خاصة حامض الملينوليلك
والأحماض الدهنية غير المشبعة
وهي الأنواع المعروفة بضرورتها في غذاء الإنسان للمحافظة
على صحته وحيويته
بالإضافة إلى أن ألبان الإبل
تحتوي على أحماض أمينية أكبر بكثير من الألبان الأخرى
ومن هذه الأحماض الأمينية الميثونين
والأرجنين والليسين والفالين والفينيل والأنين .
وجاء في أكثر من مصدر إعلامي
أن مجمع زايد الحكومي لبحوث الأعشاب والطب التقليدي في أبو ظبي قد أجرى
دراسة علمية أظهرت إمكانية تطوير مضاد حيوي من حليب الإبل
يقضي على حمى الوادي والإيدز والسل وداء الكبد الوبائي
وغيرها من الأمراض
ونسب للدكتور ناجي مدير عام المجمع
قوله إن الإبل هي الحيوانات الوحيدة التي تملك جهاز مناعة شاذ
ومميز عن القاعدة الأساسية لنظام المناعة المتعارف عليه لدى الحيوانات الأخرى مشيراً إلى أن جهاز مناعة الإبل يحتوي على
حقل مناعي واحد هو السلسلة الثقيلة
ويخلو من السلسلة الخفيفة
وأوضح أن السلسلة الثقيلة تحتوي على قوة ربط و موزانة فريدة من نوعها .
ويري الباحثون أن حليب الإبل
يحتوي على خلاصات تنشط الكبد
وتحرض على خروج المادة الصفراوية من الحويصلة الصفراوية
وأن قيمة حليب الناقة أيضا
تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة
وبخاصة حمض اللينوليلك و الحموض المتعددة غير المشبعة الأخرى
والتي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان
وخصوصاً في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب
ويعد حليب الابل غني بفيتامين ج
أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك
ولذا ينصح بإعطاء حليب الإبل للنساء الحوامل
والمرضعات والمصابين بمرض الإسقربوط
ومن أهم مزايا حليب الإبل
أنه يتميز دون غيره من الألبان الأخرى
بامتلاكه لمركبات ذات طبيعة بروتينية كالأزوزيم
ومضادات التخثر ومضادات التسمم
ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة الأخرى
ولذا فحليب الإبل أقل إصابة بالحمى المالطية
من كل أنواع الحليب الأخرى ..
ويقول الدكتور احمد سليمان
خبير الإنتاج الحيواني بصندوق دول الكمنولث
إن حليب الإبل
يتفوق عن غيره بمحتواه العالي من أملاح الكالسيوم
و الماغنسيوم و البوتاسيوم والصوديوم بالإضافة
إلى أنه غني أيضاً بأملاح الحديد و المنجنيز والنحاس والزنك والعناصر المعدنية الدقيقة الأخرى مما يضيف له مزايا علاجية جيدة
لمن يعانون من فقر الدم وضعف النظام
ويعتبر حليب الإبل غني بفيتامين ب2 وب 12
وهي فيتامينات هامة ويعتبر فيتامين ب2
على الصورة البسيطة أو المعقدة هام جداً
فيما يتعلق بالتعاملات الكيميائية الخاصة
بالتمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية
وتحسن النمو وتساعد على ليونة الجلد واختفاء الاحتقان الموجود
حول العين أما فيتامين ب12 فهو يعتبر العامل المضاد للأنيما الخبيثة
وهذا الفيتامين يحتوي على الكوبالت لذلك
يسمي بالسيانوكابالت أميني
وهي مركبات لها تأثيرات بيولوجية في الجسم
ويحتوي بروتين حليب الإبل
علي ثلاثة أنواع من الجلوبيولين هي
الفاجلوبيولين
و بيتاجلوبيولين
وجاماجلوبيولين
وهذه الأنواع الثلاثة موجودة غالباً في جميع البروتينات
الموجودة في جميع ألبان الحيوانات الأخرى
إلا أنها تختلف فيما بينها في التركيب النسبي
ويتميز حليب الإبل
بارتفاع النوع جاماجلوبيولين
وهو الذي يعزى إلى دوره في تقوية جهاز المناعة
لشاربي حليب الإبل وعلاج كثير من الأمراض المرتبطة
بخلل أو ضعف في جهاز المناعة .
ولقد جاء في البي بي سي وجريدة يديعوت إحرنوت الإسرائيلية
أن البرفيسور (ريئوفين يغيل)
الذي يعمل بجامعة بن غريون
في بئر سبع وبمشاركة طاقم من الأطباء
قاموا بدراسات وأبحاث على حليب الإبل
وان هناك اكتشافات مثيرة جدا فيما يتعلق بالتركيبة الكيماوية
لحليب الإبل الذي يشبه حليب الأم أكثر مما يشبه حليب البقر.
ويقول البروفيسور غيل –
أن حليب الإبل يحتوي
على كمية قليلة من حليب اللاكتوز والدهون المشبعة
إضافة على احتوائه على كمية كبيرة من فيتامين سي والكالسيوم والحديد
وهو ما يجعله ملائم للأطفال الذين لا يرضعون
ويضيف الأطباء اليهود أن حليب الناقة غني بروتينات جهاز المناعة
لكنه لا يحتوي على البروتينين الاثنين المعروفين بحساسيتهما
ولذلك فهو ملائم لمن لم يتمكن جهازه الهضمي من هضم سكر الحليب، ومازال البروفيسور غيل يتحدث عن المزايا العلاجية لحليب الإبل
فيقول – أن حليب الإبل
يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم ويلائم من يعانون من الجروح وأمراض التهاب الأمعاء كما يوصي به لمن يعانون الربو أو من يتلقون علاجاً كيماوياً لتخفيف حدة الأعراض الجانبية كما يوصي به لمرضى السكري والمرضى الذين يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة
مثل مرض اللوبوس حين يبدء الجسم بمهاجمة نفسه .
ويستمر البروفيسور غيل فيقول – أوصي من يعانون من هذه الأمراض
أن يحاولوا شرب كاسين من هذا الحليب يوميا ويزيد الكميه وفق حاجته
ثانيا :مكونات بول الإبل وفوائده من واقع الأبحاث
إن تركيبة بول الإبل (تحليل بي اتش )
كانت بصورة عمومية قلوي جداً عكس البول البشري
فهو حمضي لاذع وأن اللاكتروايت والعناصر التابعة
إذا ما قورنت بين مختلف الحيوانات التي ترعي بالعشب
وجد أنها تحتوي علي كمية كبيرة من البوتاسيو
م وكميات قليلة من الصوديوم وعندما
تتم قارنة بول الإبل مع أبوال الأبقار والماعز والبشر
نجد أن المغنسيوم في بول الإبل
أعلى من البول البشري
وإن التركيز للعوامل الأخرى
يختلف بصورة كبيرة جداً بين كل الأصناف
وكان محتوى البولينا و البروتينات الزلالية عالية جداً
إذا ما قورنت بالبشر فإن الحامض البولي أقل
وأن هذا هو الذي يلعب دوراً أساسياً في تحسين توازن الألكترولايت
لمرضى الاستسقاء ولعل هذا يوضح التبادل الحاصل
في بول الإبل بين السوائل المختلفة الكثافة بعضها عن بعض
حتى يحدث التجانس في التركيبة وهذا ربما يوضح أيضاً التأثير المدر للبول
لمن يشرب بول الإبل
وكذلك الزيادة المتكررة لحركة تفريغ الأمعاء التي تجعلهم أفضل حالاً وأحسن نشاطاً .
وقد عقدت جامعة الجزيرة ندوة تحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمداني عميد كلية
المختبرات الطبية بالجامعة
أوضح فيها أن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض من مرضى الاستسقاء وأمراض الكبد يوميا جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطاً بلبنها
حتى يكون مستساغاً وبعد خمسة عشر يوماً
من بداية التجربة كانت النتيجة مذهلة للغاية حيث انخفضت البطون
لوضعها الطبيعي وشفوا تماماً من الاستسقاء
لأن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال والبوتاسيوم
وبول الإبل غني بالاثنين معاً و قد شفوا من تليف الكبد بعد أن استمروا في شرب البول شهرين آخرين
ولا شك أن كثير من قبائل البدو يشهدوا بهذه النتائج
من واقع حياتهم وأسلوب معيشتهم الذي لا يخلوا من العلاج بحليب الإبل و أبوالها والتي استمدوها من الهدي النبوي المصحوب مع الفتوحات الإسلامية لهذه البلاد ولا يسعنا إلا أن نقول أنه مازال الطب النبوي بشتى عناصره ينفرد بالصدارة والقمة لجميع ما وصل إليه الإنسان من دواء ولا شك أن هذا من معجزات النبوة وإقامة الحجة على العالمين