التصنيفات
منتدى اسلامي

,,الغفلة نزيف العمر,,

,,الغفلة نزيف العمر,,

لجأ كثير من الناس في هذا الزمان إلى الحمية والوقاية من المهالك في الأبدان والأموال، وسلكوا كل سبيل ينجّي أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وغفل كثير منهم عن حمية الروح، وقاية النفس من أسباب الخسران .
فولج كثير منهم أبواب الغي ثم لا يُقصرون، وأتوا بغرائب الذنوب وعجائب الآثام في شتى شئون حياتهم؛ في أفراحهم وأحزانهم، وسائر أعمالهم وعلاقاتهم في الأعمال والبيوت وغيرها، وتأتيهم الموعظة من ربهم من كل مكان عبر خطبة يسمعونها، أو حكمةٍ تُلقَى إليهم، أو عبرةٍِ من حادث، أو موت قريب، أو صديق.
ومع كِبَر عمر الإنسان يسمع كل فترة يسيرة عن موت فلان، وحادثة لفلان، حتى يضرب الموت بأطنابه في بيته، فيصيب الموت زوجه أو أخًا أو ابنًا له، حتى يشعر بفقد هذا القريب كأنه قد فَقَد بعضه، وسُلب شيئًا من جسده، ويبدأ في العظة والاعتبار، وينظر لنفسه ويا ليت هذا الأمر يدوم ويستمر؛ فلعله ينتفع بالموعظة ويصلح الله حاله وهو القائل سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]، وإنما هي أيام ويعود إلى سيرته الأولى، وتلك هي الغفلة!!
وإذا نظر كل منا في حاله وجد نفسه غافلاً؛ فقد تمر عليه أوقات طويلة ربما ساعات لم يحرك فيها لسانه بذكر ربه وسيده ومولاه، وقد يجلس مجالس طويلة يتحدث في أمور كثيرة وفنون متعددة، وقد يضيع الساعات أمام الشاشات والملهيات، وقد يبحث عن الدراما وغيرها مما يزيده غفلة، وما أطول الرقاد في القبور!! وكم حسرات في بطون القبور!!

الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد:SIZEB=comi san6CLR#0لغفة [/COLOR][/FONT]لنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر : 19].

فأعظم النسيان والغفلة أن ينسى العبد نفسه، وينسى كثيرًا من أمور دينه، وتصيبه الغفلة، فيترك الذكر ويضيّع الفرائض، ويترك السن الراتبة والنوافل، وكثيرًا ما يغفل عن صيام يوم تطوعًا، وينسى الصدقة والصبر والبر وحسن الخلق … وكم من شهر مرَّ عليه دون أن يختم قراءة القرآن!!
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَسقتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ. [مسلم 3027].
قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله؛ فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .
عتاب فيه الود، وفيه الحض، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله، وحين لا تخشع للحق. وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب، سريع النسيان. وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور، ويرف كالشعاع؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسًا. وانطمست إشراقته، وأظلم وأعتم! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد. فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله. فالله يحي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار. . كذلك القلوب حين يشاء الله). [في ظلال القرآن 7/ 133].وقد حذّر رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغفلة المطبقة فقال: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً». [أبو داود 4855 وصحه الألباني].
الغفلة سبب لنسيان الله:
من صور نسيان الله تعالى: ضعف صلة المسلم بربه، وتبلد أحاسيسه ومشاعره نحو خالقه جل وعلا، ومستوى الإعراض عن هديه واستدبار منهجه .وهناك الكثير من النصوص التي تحث المسلم على أن يكون كثير الذكر والمراقبة لله تعالى حتى يصل إلى مرحلة الحب له وفرح الوعي به، والاستئناس بذكره، وقد قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب : 41-42]، وفي الحديث الصحيح : (مثل الذي يذكر ربه ولا يذكره كمثل الحي والميت) [البخاري 6407].
ولو رجعنا إلى ما حثت عليه الأذكار المسنونة في كتب عمل اليوم والليلة لوجدنا أن الالتزام بذلك يجعل المسلم لا يكاد ينفك عن تسبيح وتحميد وتهليل واستغفار وتضرع ودعاء، ما دام مستيقظًا. إن كثرة ذكر لله تعالى تولّد لدى المسلم الحياءَ منه وحبه، وتنشّطه للسعي في مرضاته، كما تملأ قلبه بالطمأنينة والأمان والسعادة؛ لينعم بكل ذلك في أجواء الحياة المادية الصاخبة .
إن الصلة بالله تعالى هي أساس كل عبادة، وإن ضرورة العصر تقتضي من المربين والعلماء الناصحين التوجيه إلى إثراء حياة الشباب والناشئة بالأعمال الروحية وعلى رأسها الذكر حتى لا يقعوا في مصيدة النسيان واللهو والإعراض عن الله تعالى .
إن مما صار شائعًا أن ترى بعض العاملين في حقل الدعوة، وقد شُغلوا بضروب من أعمال الخير، لكن الجانب الروحي لديهم صار ذابلاً، وأقرب إلى الجفاف بسبب إفراغ طاقاتهم في السعي إلى تحقيق أهداف عامة، دون أن يطبعوا على ذلك اسم الله تعالى.
هناك مستوى آخر من نسيان الله جل شأنه يتمثل في تخطيط شئون الحياة بعيدًا عن الاهتداء بكلماته، والتقيد بالقيود التي فرضها على حركة عباده. وهذا في الحقيقة هو النسيان الأكبر .
يقول سيد قطب -رحمه الله – عند هذه الآية: ({كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } .. وهي حالة عجيبة. ولكنها حقيقة .. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته) [في ظلال القرآن 7/ 171].
مريض الغفلة على خطر عظيم:
إن مريض الغفلة على خطر كبير في الآخرة، ولو كان في الدنيا منعمًا، قال الله تعالى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 7-8 ]. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]، فالله سبحانه خلق لجهنم كثيرًا من الجن والإنس وشبّههم بالحيوانات، مع العلم أن لهم قلوبًا وأعينًا وآذانًا ولكنها صرفت في غير مرضاة الله، لذلك سماهم الله في آخر الآية بالغافلين. إن أكثر الناس مصاب "بالغفلة" وهي أعظم داء.
قال ابن القيم رحمه الله: (الغفلة تتولد عن المعصية كما يتولد الزرع عن الماء والحرارة عن النار، وجلاءه بالذكر، وإن القلب ليمرض كما يمرض البدن وشفاؤه بالتوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاءه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة) [الفوائد 1/ 98].
والفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك: تبلد الفكر والعقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب.
ولقد مات عند الكثير من أهل الغفلة الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، ونسي المعاصي والمخالفات التي يستهين بها.
إن تركيز الشيطان منصب على القلب، فهو لا يمل في إرسال جنوده واحدا تلو الآخر حتى يوقع المؤمن في هذا المرض المقيت، وبعد ذلك لا تسأل عما يجري من وساوس وأوهام وقلق لا تنفك عن صاحبها إلا بالرجوع إلى واحة "ذكر الله"، فتنقلب الهموم والأحزان إلى راحة واطمئنان، قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
وقد قال ابن القيم رحمه الله: (خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر) [الفوائد 1/ 98].
ومن عجب أن ترى الإنسان إذا علم أن به مرضًا معينًا قلق وزاد همه، وحرص على علاجه بأسرع وقت، لاسيما إذا كان مرضه خطيرًا، ولا يحرك هذا الشخص ساكنًا، بل وينام قرير العين إذا علم أنه مبتلى بالغفلة، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} [الكهف:28]، وهذا المرض هو الذي يجب على الإنسان أن يفطن له ويبدأ بعلاجه قبل أي مرض آخر.




موضوع رائع لك يوجد خطأ في الآية 16 من سورة الحديد (فسقت) و ليس (فقست)….جزيت خيراً



خليجية



خليجية



خليجية

روؤوؤوؤوؤوعــ
ـَہْ

يسلموووو يالغلا علــى الطرح

شكراً لـ
ڪِ

تــ ح ــيآأتي ,,

رنوش




التصنيفات
منتدى اسلامي

الغفلة – نزيف العمر

لجأ كثير من الناس في هذا الزمان إلى الحمية والوقاية من المهالك في الأبدان والأموال، وسلكوا كل سبيل ينجّي أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وغفل كثير منهم عن حمية الروح، وقاية النفس من أسباب الخسران .
فولج كثير منهم أبواب الغي ثم لا يُقصرون، وأتوا بغرائب الذنوب وعجائب الآثام في شتى شئون حياتهم؛ في أفراحهم وأحزانهم، وسائر أعمالهم وعلاقاتهم في الأعمال والبيوت وغيرها، وتأتيهم الموعظة من ربهم من كل مكان عبر خطبة يسمعونها، أو حكمةٍ تُلقَى إليهم، أو عبرةٍِ من حادث، أو موت قريب، أو صديق.
ومع كِبَر عمر الإنسان يسمع كل فترة يسيرة عن موت فلان، وحادثة لفلان، حتى يضرب الموت بأطنابه في بيته، فيصيب الموت زوجه أو أخًا أو ابنًا له، حتى يشعر بفقد هذا القريب كأنه قد فَقَد بعضه، وسُلب شيئًا من جسده، ويبدأ في العظة والاعتبار، وينظر لنفسه ويا ليت هذا الأمر يدوم ويستمر؛ فلعله ينتفع بالموعظة ويصلح الله حاله وهو القائل سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]

وإنما هي أيام ويعود إلى سيرته الأولى، وتلك هي الغفلة!!
وإذا نظر كل منا في حاله وجد نفسه غافلاً؛ فقد تمر عليه أوقات طويلة ربما ساعات لم يحرك فيها لسانه بذكر ربه وسيده ومولاه، وقد يجلس مجالس طويلة يتحدث في أمور كثيرة وفنون متعددة، وقد يضيع الساعات أمام الشاشات والملهيات، وقد يبحث عن الدراما وغيرها مما يزيده غفلة، وما أطول الرقاد في القبور!! وكم حسرات في بطون القبور!!
الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد:
إن الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر : 19].

فأعظم النسيان والغفلة أن ينسى العبد نفسه، وينسى كثيرًا من أمور دينه، وتصيبه الغفلة، فيترك الذكر ويضيّع الفرائض، ويترك السن الراتبة والنوافل، وكثيرًا ما يغفل عن صيام يوم تطوعًا، وينسى الصدقة والصبر والبر وحسن الخلق … وكم من شهر مرَّ عليه دون أن يختم قراءة القرآن!!
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ.
[مسلم 3027].
قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله؛ فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .
عتاب فيه الود، وفيه الحض، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله، وحين لا تخشع للحق. وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب، سريع النسيان.
وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور، ويرف كالشعاع؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسًا.
وانطمست إشراقته، وأظلم وأعتم! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .
ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد. فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله. فالله يحي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار. . كذلك القلوب حين يشاء الله). [في ظلال القرآن 7/ 133].
وقد حذّر رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغفلة المطبقة فقال: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً». [أبو داود 4855 وصحه الألباني].

ما من قوم يقومون من مجلس ، لا يذكرون الله تعالى فيه ، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، و كان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني – المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:5750
خلاصة حكم المحدث:صحيح
الغفلة سبب لنسيان الله:
من صور نسيان الله تعالى: ضعف صلة المسلم بربه، وتبلد أحاسيسه ومشاعره نحو خالقه جل وعلا، ومستوى الإعراض عن هديه واستدبار منهجه .
وهناك الكثير من النصوص التي تحث المسلم على أن يكون كثير الذكر والمراقبة لله تعالى حتى يصل إلى مرحلة الحب له وفرح الوعي به، والاستئناس بذكره، وقد قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب : 41-42]

وفي الحديث الصحيح : (مثل الذي يذكر ربه ولا يذكره كمثل الحي والميت) [البخاري 6407].

مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت
الراوي:أبو موسى الأشعريالمحدث:البخاري – المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:6407
خلاصة حكم المحدث:[صحيح

ولو رجعنا إلى ما حثت عليه الأذكار المسنونة في كتب عمل اليوم والليلة لوجدنا أن الالتزام بذلك يجعل المسلم لا يكاد ينفك عن تسبيح وتحميد وتهليل واستغفار وتضرع ودعاء، ما دام مستيقظًا.
إن كثرة ذكر لله تعالى تولّد لدى المسلم الحياءَ منه وحبه، وتنشّطه للسعي في مرضاته، كما تملأ قلبه بالطمأنينة والأمان والسعادة؛ لينعم بكل ذلك في أجواء الحياة المادية الصاخبة .
إن الصلة بالله تعالى هي أساس كل عبادة، وإن ضرورة العصر تقتضي من المربين والعلماء الناصحين التوجيه إلى إثراء حياة الشباب والناشئة بالأعمال الروحية وعلى رأسها الذكر حتى لا يقعوا في مصيدة النسيان واللهو والإعراض عن الله تعالى .
إن مما صار شائعًا أن ترى بعض العاملين في حقل الدعوة، وقد شُغلوا بضروب من أعمال الخير، لكن الجانب الروحي لديهم صار ذابلاً، وأقرب إلى الجفاف بسبب إفراغ طاقاتهم في السعي إلى تحقيق أهداف عامة، دون أن يطبعوا على ذلك اسم الله تعالى.
هناك مستوى آخر من نسيان الله جل شأنه يتمثل في تخطيط شئون الحياة بعيدًا عن الاهتداء بكلماته، والتقيد بالقيود التي فرضها على حركة عباده.
وهذا في الحقيقة هو النسيان الأكبر .
يقول سيد قطب -رحمه الله – عند هذه الآية: ({كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } .. وهي حالة عجيبة. ولكنها حقيقة .. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته) [في ظلال القرآن 7/ 171].
مريض الغفلة على خطر عظيم:
إن مريض الغفلة على خطر كبير في الآخرة، ولو كان في الدنيا منعمًا، قال الله تعالى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 7-8 ].

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]

فالله سبحانه خلق لجهنم كثيرًا من الجن والإنس وشبّههم بالحيوانات، مع العلم أن لهم قلوبًا وأعينًا وآذانًا ولكنها صرفت في غير مرضاة الله، لذلك سماهم الله في آخر الآية بالغافلين.

إن أكثر الناس مصاب "بالغفلة" وهي أعظم داء.
قال ابن القيم رحمه الله: (الغفلة تتولد عن المعصية كما يتولد الزرع عن الماء والحرارة عن النار، وجلاءه بالذكر، وإن القلب ليمرض كما يمرض البدن وشفاؤه بالتوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاءه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة) [الفوائد 1/ 98].

والفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك:

تبلد الفكر والعقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب.
ولقد مات عند الكثير من أهل الغفلة الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، ونسي المعاصي والمخالفات التي يستهين بها.
إن تركيز الشيطان منصب على القلب، فهو لا يمل في إرسال جنوده واحدا تلو الآخر حتى يوقع المؤمن في هذا المرض المقيت، وبعد ذلك لا تسأل عما يجري من وساوس وأوهام وقلق لا تنفك عن صاحبها إلا بالرجوع إلى واحة "ذكر الله"، فتنقلب الهموم والأحزان إلى راحة واطمئنان
قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
وقد قال ابن القيم رحمه الله: (خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر) [الفوائد 1/ 98].
ومن عجب أن ترى الإنسان إذا علم أن به مرضًا معينًا قلق وزاد همه، وحرص على علاجه بأسرع وقت، لاسيما إذا كان مرضه خطيرًا، ولا يحرك هذا الشخص ساكنًا، بل وينام قرير العين إذا علم أنه مبتلى بالغفلة، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} [الكهف:28]
وهذا المرض هو الذي يجب على الإنسان أن يفطن له ويبدأ بعلاجه قبل أي مرض آخر.

منقول للفائدة




بارك الله فيك وفقك لما يحبه ويرضاه



جزاك الله خيراوبارك الله فيك سلمت يداك ع الطرح المميز والرائع ودمتي بود غاليتي



شكرا على المرور العطر



التصنيفات
منوعات

يا أيها الإنسان . إلى متى الغفلة !

إلى متى الغفلة !

يا أيها الانسان ارتفع عن الأحزان الصغيرة،

وارفع همتك عالياً،

وجل بخاطرك ونظرك في هذا الكون الواسع الدقيق،

وتفكر في ملك الله – تعالى -وملكوته

في كتابه المنشور،

وتفكر في آيات جلاله وجماله وحسنه وإحسانه وكرمه وإنعامه،

ثم عد ببصرك وبصيرتك معتبرا إلى مهجتك التي بين جنبيك،

أنت أيها الإنسان الضعيف المبتلى بكينونته في هذا الكون،

السائر إلى مولاه لا محالة،

المسافر يوما بعد يوم من غير رجعة،

وتأمل تأمل الحائر المسكين في مدة وجودك الغريب
في ثنايا عظائم هذا الكون اللامتناهي، المعجز والعجيب،

وقف عند قدرتك وسلطتك وحاجتك ومحاجك وإيجادك وإمدادك ومبتداك ومنتهاك،

وتذكر حالك واحتيالك ومصيرك وإصرارك.

فسترى أخي المؤمن أنك مخلوق صغير طارئ في هذا الوجود،

نسي مخلوقيته في زحمة الملاهي،

ومغرور مشبع بالغفلة والسهو والعمى،

بل سكران حتى الثمالة بما بين يديه ورجليه وما بين يومه وأمسه

المال والجاه والولد- لذلك فهو غائب لا خبر لديه عن سؤال وجوده وقيمته ومصيره، وللأسف غيابه غير مبرر. أعذاره مردودة عليه.

قتل الإنسان ما أغفله،

لا يرى أبعد من قدميه المنغمستين في طين الأشغال والشقوة والمال والولد والكسوة والتعب والنصب،

مغرور بمالي
وعندي وأنا وأملك،
وفعلت وأفعل…
ولم يتخلص من استغفال العقل وركوب الجنون
، وسوء الظنون،
واتباع الشهوات،

ليواجه نفسه بالسؤال الكبير العريض المؤرق:

من أنا؟

ولماذا؟

وإلى أين؟

ولم الحياة؟

وماذا بعد الموت؟

****************************** **********

:

واجه مصيرك بشجاعة وتحمل مسؤوليتك التي لا يتحملها غيرك..

وستعلم كم هذه الدنيا مظلمة مقرفة مقفرة،
بغير توفيق واهتداء، وبغير سابقة واصطفاء.

وكم نحن مساكين وغافلون، نخوض ونلعب، ونتناسى ونصم آذاننا عن حقيقة وجودنا في هذه الحياة، وعن رسالة ربنا جلت قدرته لنا.

وسترى أن لا منفذ للخلاص من تلك الظلمة الملتهبة الكالحة إلا بالتفكر والحيرة والتذكر والإقبال على المولى – جل وعلا –
بالاستغفار والانكسار والافتقار،
والعودة الصادقة إلى الفطرة الصافية:

رب من أين الطريق؟

رب كيف أعبدك؟…

كيف أخشاك دون سواك؟

كيف أرجوك ولا أرجو غيرك؟

كيف أخرق الجدر وأعبر الأنفاق؟

رب اجعلني ممن ترضى عنهم،

من أحبابك، أرنيهم،

حببهم إلي،

وحببني إليهم،

ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين…

بك أستخير وبك أستجير.

فلا تدعني غافلا،

لا تتركني بعيدا،

ولا تعذبني بفراقك،

إلهي وسيدي ومولاي تب علي توبة تقربني منك

وتبعدني عمن سواك،

وأرني الدنيا كما أريتها عبادك الصالحين…

آه!

أثقال الحاجة والعادة والطباع والشهوات،

وتكاثر الحاجات والعادات والماجريات،

وفتن الظلم وألوان الفساد تستغفل الإنسان وتمنعه من سلوك الطريق الصحيح،

وتحاجه بضراوة وصرامة لتقف أمامه عقبة تستعصي على الاقتحام،

وتملأ وقته وقلبه وعقله واهتمامه،وتنازعه لتأخذ منه أعز ما يملكه:

عمره الذي لا يكرر، أغلى فرصة.

حتى إذا أفقدت وجوده كل معنى وغيبت شهوده من كل حضور،

صيرته تافها يلهو بين قوم تافهين أصابهم داء صدأ الفطرة

(أو ردمها بالمرة)،

فاترة إرادتهم،

كسيحة عزائمهم،

غارقون في دوامة فناء قسري وتنويم قهري،…

مجموع عادات تمشي على الأرض… بلا وجهة.

فلا ينتبه الغافل إلا وهو في عالم آخر لا غفلة فيه ولا موعظة.

قال الإمام علي كرم الله وجهه:

"الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا".

***********************
:

استيقظ من نومك واصح من سكرك وانتبه من غفلتك،

واخرج من سجنك،

ولا يمنعنك من فعل ذلك منصبك وسنك وجاهك وحزبك وسربك
وألمك وأملك،

وفارق طوعاً قبل أن تفارق كرهاً،

قبل أن يفارقوك وإلى الأبد،

توهم وكأن ما بقي ليل ولا نهار من عمرك تملؤه،

وكأن منادي الرحيل ناداك باسمك وأجلك،

وكأن مقامك في الخالدين قد هيئ لك،

فعلى أي حال أنت؟.

وبأي وجه ستلقى ربك؟..

****************************** *

أيها الإنسان:

فرصتك عمرك،

وعمرك فرصتك،

إن ضيعتها ضاع معناك وخار مبناك،

أكلتك السباع وتخطفتك الطير واحتوشتك الشياطين،

وندمت ندما وددت لو تفتديه بوالدك وولدك والناس أجمعين،

فعد أخي واعقد الصلح مع مولاك وتب إليه ليتوب عليك ويفرح بتوبتك،

واخرج من قصورك وتقصيرك وتسويفك،

وارحل من حولك وقوتك

واهجر عادتك وطبعك

وفارق هواك وظنك وهواجسك وإلفك،

واقمع شيطانك وتسويفك

واصحب الذين صدقوا وسبقوا،

وتعلموا ليرتقوا،

وللدرجات العلى طلبوا فحصلوا،

وبكتاب الله – تعالى -احتفلوا وتغنوا وحكموا،

هم حسبك ونسبك وأحبابك وجلساؤك في الدنيا والآخرة:

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}،

معهم حيث هم

"و لا تعد عيناك عنهم".

مهما صرفك من هم.

*************************

نصيحة أخيرة :

ارتفع عن الأحزان الصغيرة فهي لا تنتهي حتى تنهيك،

كن قويا ولاتكن "عاديا" أينما اشتهيت ارتميت،

تخوض مع الخائضين وتلهو مع التافهين

وتؤجل يقظتك إلى يوم ليس من عمرك،

(( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ))




جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك موضوع رائع
سلمت يداك




جزاك الله الجنان



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

ما هى الغفلة . ؟

الغفلة
من معاني الغفلة:

قال المناويّ: الغفلة: فقد الشّعور بما حَقّهُ أن يُشْعَر به.
وقيل: متابعة النّفس على ما تشتهيه.
الغفلة والإعراض والنسيان:

هذه الأمور سبب عظيم من أسباب نقص الإيمان، فمن اعترته الغفلة وشغله النسيان وحصل فيه الإعراض، نقص إيمانه وضعف بحسب هذه الأمور الثلاث، وأوجبت له مرض القلب أو موته باستيلاء الشهوات والشبهات عليه.
الفرق بين السهو والغفلة والنسيان:

قال الكفويّ: السّهو: غفلة القلب عن الشّيء بحيث يتنبّه بأدنى تنبّه، والنّسيان غيبة الشّيء عن القلب بحيث يحتاج إلى تحصيل جديد.
وقيل: النّسيان زوال الصورة عن القوّة المدركة مع بقائها في الحافظة، والسّهو زوالها عنهما معا.
والغفلة تشمل الأمرين، إذ الغفلة عمّا أنت عليه لتفقّده سهو، وعمّا أنت عليه لتفقّد غيره نسيان.
من عيوب النفس الغفلة والتواني:
ومن عيوبها الغفلة والتواني والإصرار والتسويف وتقريب الأمل وتبعيد الأجل.
ومداواتها ما سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت جعفرًا الخلدي يقول: سئل الجنيد كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله؟ فقال: بتوبة تحل الإصرار، وخوف يزيل التسويف، ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل، وذكر الله على اختلاف الأوقات، وإهانة النفس بقربها من الأجل وبعدها عن الأمل. قيل: فبم يصل العبد إلى هذا؟ فقال: بقلب مفرد فيه توحيد مجرد.
الغفلة قد تحمد أحيانا:

قال الشّيخ العزّ بن عبد السّلام: الغفلة عن القبائح مانعة من فعلها، إذ لا يتأتّى فعلها إلّا بالعزم عليها، ولا عزم عليها مع عدم الشّعور بها، وتحصل هذه الغفلة بالأسباب الشّاغلة، وقد جعلها من المأمورات الباطنة، أمّا الغفلة عن ذكر اللّه فهي من المنهيّات الباطنة، والأولى محمودة والثّانية مذمومة.
أسباب الغفلة:
1. الجهل بالله -عز وجل- وأسمائه وصفاته.
والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه؛ لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلًا. فأُنس الجاهلين بالمعاصي والشهوات، أما أُنس العارفين فبالذكر والطاعات.
2. الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها.
قال الله عز وجل: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾(سورة الحجر: آية 3).
إن حال هؤلاء هو سُكْر بحب الدنيا، وكأنهم مخلدون فيها، لن يخرجوا منها، مع أن القرآن يهتف بنا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾(سورة فاطر: آية 5).
إن سكران الدنيا لا يفيق منها إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.
3. صحبة السوء.
فقد قيل: الصاحب ساحب، والطبع يسرق من الطبع، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾(سورة الفرقان، الآيات 27-29).
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: )المرء على دين خليله(الحديث.
ويقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه وأَولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة.
أنواع الغفلة:
يُلبِس الشيطان على الإنسان بطرقٍ شتَّى كي يصل به إلى الغفلة، ويستخدم هوى الإنسان ليقوم بهذا الدور، وأبرز ما تكون الغفلة في أمرين:
الجهر بالمعصية:
من أبرز النقاط التي يتعامل فيها الشيطان مع الناس، هو جعلهم يجاهرون في المعصية، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: )كلُّ أمَّتي معافى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثمَّ يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف ستر الله عنه (.
وما ذاك إلا لأنَّ المجاهرة تكون حائلًا كبيرًا أمام التوبة، وفيها معاندةٌ ظاهرةٌ لله تعالى، وهذا من أكبر أنواع الغفلة.
الاغترار بالحسنة:
من أخطر أنواع الغفلة، حيث يدخل الشيطان من الطاعة ليصل بالعبد إلى الغفلة، وذلك بتكبير هذه الطاعة، وتعظيمها في عين العبد، فيظنُّ أنَّه بطاعته تلك قد ضمن الجنَّة ومفاتيحها، ولم يعد في حاجةٍ إلى طاعاتٍ أخرى، ولا يزال الشيطان بالعبد حتى يرديه المهالك، وتقتله الغفلة.
الدواء:
إن الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى، وإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل اللاهي؟!!
قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾(سورة المؤمنون، الآيتان 99-100).
إنهم عند نزول الموت بساحتهم يتمنون أن يؤخروا لحظات قلائل، والله ما تمنوا عندها البقاء حبًّا في الدنيا ولا رغبة في التمتع بها، ولكن ليتوبوا ويستدركوا ما فات، لكن هيهات ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾(سورة سبأ: آية 54).
لقد خُلقنا في هذه الدار لطاعة الله، وليست الدنيا بدار قرار:
أما والله لو علم الأنامُ
لِمَ خلقوا لما غفلوا ونامُوا
لقد خُلقوا لما لو أبصَرَته
عيونُ قلوبهم تاهوا وهامُوا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ
وتوبيخ وأهوالٌ عظامُ
رِقَّةُ القَلْبِ:

فِي القَلْبِ قَسْوَةٌ لَا يُذِيبُهَا إِلَّا ذِكْرُ اللّه تَعَالَى، فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يُدَاوِيَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ بِذِكْرِ اللّه تَعَالَى؛ لأَنَّ القَلْبَ كُلَّمَا اشْتَدَّتْ بِهِ الغَفْلَةُ، اشْتَدَّتْ بِهِ القَسْوَةُ، فَإِذَا ذَكَرَ اللّه تَعَالَى، ذَابَتْ تِلَكَ القَسْوَةُ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ، فَمَا أُذِيبَتْ قَسْوَةُ القُلُوبِ بِمِثْلِ ذِكْرِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ».
قَالَ اللّه تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾(سورة الحديد، الآيتان 16-17).

فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَنْ قَدرَ عَلَى إِحْيَاءِ الأرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا بِوَابِلِ القَطْرِ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ القُلُوبِ المَيِّتَةِ القَاسِيَةِ بِالذِّكْرِ.
عَسَى مَنْ أَحْيَى الأَرْضَ المَيِّتَةَ بِالقَطْرِ، أَنْ يُحِييَ القُلُوبَ المَيِّتَةَ بِالذِّكْر.
——————-


ينادينا خالقنا تبارك وتعالى :-

{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ } الأعراف

205




بارك الله فيك



التصنيفات
منتدى اسلامي

الغفلة نزيف العمر

لجأ كثير من الناس في هذا الزمان إلى الحمية والوقاية من المهالك في الأبدان والأموال، وسلكوا كل سبيل ينجّي أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وغفل كثير منهم عن حمية الروح، ووقاية النفس من أسباب الخسران .

فولج كثير منهم أبواب الغي ثم لا يُقصرون، وأتوا بغرائب الذنوب وعجائب الآثام في شتى شئون حياتهم؛ في أفراحهم وأحزانهم، وسائر أعمالهم وعلاقاتهم في الأعمال والبيوت وغيرها، وتأتيهم الموعظة من ربهم من كل مكان عبر خطبة يسمعونها، أو حكمةٍ تُلقَى إليهم، أو عبرةٍِ من حادث، أو موت قريب، أو صديق.

ومع كِبَر عمر الإنسان يسمع كل فترة يسيرة عن موت فلان، وحادثة لفلان، حتى يضرب الموت بأطنابه في بيته، فيصيب الموت زوجه أو أخًا أو ابنًا له، حتى يشعر بفقد هذا القريب كأنه قد فَقَد بعضه، وسُلب شيئًا من جسده، ويبدأ في العظة والاعتبار، وينظر لنفسه ويا ليت هذا الأمر يدوم ويستمر؛ فلعله ينتفع بالموعظة ويصلح الله حاله وهو القائل سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]، وإنما هي أيام ويعود إلى سيرته الأولى، وتلك هي الغفلة!!
وإذا نظر كل منا في حاله وجد نفسه غافلاً؛ فقد تمر عليه أوقات طويلة ربما ساعات لم يحرك فيها لسانه بذكر ربه وسيده ومولاه، وقد يجلس مجالس طويلة يتحدث في أمور كثيرة وفنون متعددة، وقد يضيع الساعات أمام الشاشات والملهيات، وقد يبحث عن الدراما وغيرها مما يزيده غفلة، وما أطول الرقاد في القبور!! وكم حسرات في بطون القبور!!

الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد:
إن الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر : 19].

فأعظم النسيان والغفلة أن ينسى العبد نفسه، وينسى كثيرًا من أمور دينه، وتصيبه الغفلة، فيترك الذكر ويضيّع الفرائض، ويترك السنن الراتبة والنوافل، وكثيرًا ما يغفل عن صيام يوم تطوعًا، وينسى الصدقة والصبر والبر وحسن الخلق … وكم من شهر مرَّ عليه دون أن يختم قراءة القرآن!!

قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].

وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ. [مسلم 3027].

قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله؛ فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .

عتاب فيه الود، وفيه الحض، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله، وحين لا تخشع للحق.. وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .

إن هذا القلب البشري سريع التقلب، سريع النسيان. وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور، ويرف كالشعاع؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسًا. وانطمست إشراقته، وأظلم وأعتم! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد. فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله. فالله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار. . كذلك القلوب حين يشاء الله). [في ظلال القرآن 7/ 133].

وقد حذّر رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغفلة المطبقة فقال: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً». [أبو داود 4855 وصححه الألباني].

الغفلة سبب لنسيان الله:
من صور نسيان الله تعالى: ضعف صلة المسلم بربه، وتبلد أحاسيسه ومشاعره نحو خالقه جل وعلا، ومستوى الإعراض عن هديه واستدبار منهجه .

وهناك الكثير من النصوص التي تحث المسلم على أن يكون كثير الذكر والمراقبة لله تعالى حتى يصل إلى مرحلة الحب له وفرح الوعي به، والاستئناس بذكره، وقد قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب : 41-42]، وفي الحديث الصحيح : (مثل الذي يذكر ربه ولا يذكره كمثل الحي والميت) [البخاري 6407].

ولو رجعنا إلى ما حثت عليه الأذكار المسنونة في كتب عمل اليوم والليلة لوجدنا أن الالتزام بذلك يجعل المسلم لا يكاد ينفك عن تسبيح وتحميد وتهليل واستغفار وتضرع ودعاء، ما دام مستيقظًا. إن كثرة ذكر لله تعالى تولّد لدى المسلم الحياءَ منه وحبه، وتنشّطه للسعي في مرضاته، كما تملأ قلبه بالطمأنينة والأمان والسعادة؛ لينعم بكل ذلك في أجواء الحياة المادية الصاخبة .

إن الصلة بالله تعالى هي أساس كل عبادة، وإن ضرورة العصر تقتضي من المربين والعلماء الناصحين التوجيه إلى إثراء حياة الشباب والناشئة بالأعمال الروحية وعلى رأسها الذكر حتى لا يقعوا في مصيدة النسيان واللهو والإعراض عن الله تعالى .

إن مما صار شائعًا أن ترى بعض العاملين في حقل الدعوة، وقد شُغلوا بضروب من أعمال الخير، لكن الجانب الروحي لديهم صار ذابلاً، وأقرب إلى الجفاف بسبب إفراغ طاقاتهم في السعي إلى تحقيق أهداف عامة، دون أن يطبعوا على ذلك اسم الله تعالى.

هناك مستوى آخر من نسيان الله جل شأنه يتمثل في تخطيط شئون الحياة بعيدًا عن الاهتداء بكلماته، والتقيد بالقيود التي فرضها على حركة عباده. وهذا في الحقيقة هو النسيان الأكبر .

يقول سيد قطب -رحمه الله – عند هذه الآية: ({كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } .. وهي حالة عجيبة. ولكنها حقيقة .. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته) [في ظلال القرآن 7/ 171].

مريض الغفلة على خطر عظيم:
إن مريض الغفلة على خطر كبير في الآخرة، ولو كان في الدنيا منعمًا، قال الله تعالى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 7-8 ]. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]، فالله سبحانه خلق لجهنم كثيرًا من الجن والإنس وشبّههم بالحيوانات، مع العلم أن لهم قلوبًا وأعينًا وآذانًا ولكنها صرفت في غير مرضاة الله، لذلك سماهم الله في آخر الآية بالغافلين. إن أكثر الناس مصاب "بالغفلة" وهي أعظم داء.
قال ابن القيم رحمه الله: (الغفلة تتولد عن المعصية كما يتولد الزرع عن الماء والحرارة عن النار، وجلاءه بالذكر، وإن القلب ليمرض كما يمرض البدن وشفاؤه بالتوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاءه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة) [الفوائد 1/ 98].

والفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك: تبلد الفكر والعقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب.

ولقد مات عند الكثير من أهل الغفلة الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، ونسي المعاصي والمخالفات التي يستهين بها.

إن تركيز الشيطان منصب على القلب، فهو لا يمل في إرسال جنوده واحدا تلو الآخر حتى يوقع المؤمن في هذا المرض المقيت، وبعد ذلك لا تسأل عما يجري من وساوس وأوهام وقلق لا تنفك عن صاحبها إلا بالرجوع إلى واحة "ذكر الله"، فتنقلب الهموم والأحزان إلى راحة واطمئنان، قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].

وقد قال ابن القيم رحمه الله: (خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر) [الفوائد 1/ 98].

ومن عجب أن ترى الإنسان إذا علم أن به مرضًا معينًا قلق وزاد همه، وحرص على علاجه بأسرع وقت، لاسيما إذا كان مرضه خطيرًا، ولا يحرك هذا الشخص ساكنًا، بل وينام قرير العين إذا علم أنه مبتلى بالغفلة، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} [الكهف:28]، وهذا المرض هو الذي يجب على الإنسان أن يفطن له ويبدأ بعلاجه قبل أي مرض آخر.




خليجية



شكرلكم



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

هذه الغفلة و تلك الحيرة‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

هذه الغفلة و تلك الحيرة‏

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
فان السيئة وان كانت واحدة، فانها تتبعها عشر خصال مذمومة:
أولها: اذا أذنب العبد ذنبا، فقد أسخط الله وهو قادر عليه.
والثانية: أنه أدخل الفرح والسرور على ابليس لعنه الله

والثالثة: أنه تباعد من الجنة
والرابعة: أنه تقرّب من النار.
والخامسة: أنه قد آذى أحب الأشياء إليه , و هي نفسه

والسادسة : أنه نجس نفسه و قد كان طاهرا
و السابعة : أنه قد آذى الحفظة
والثامنة: أنه قد احزن النبي صلى الله عليه وسلم في قبره.
والتاسعة: أنه أشهد على نفسه السموات والأرض وجميع المخلوقات بالعصيان.
والعاشرة: أنه خان جميع الآدميين، وعصى رب العالمين

وحدث مالك بن دينار فقال :
دخلت على جار لي وهو في الغمرات يعاني عظيم السكرات، يغمى عليه مرة ويفيق أخرى
وفي قلبه لهيب الزفرات، وكان منهمكا في دنياه، متخلفا عن طاعة مولاه، فقلت له:
يا اخي، تب الى الله، وارجع عن غيّك، عسى المولى أن يشفيك من ألمك، ويعافيك من مرضك
وسقمك، ويتجاوز بكرمه عن ذنبك.
فقال: هيهات هيهات! قد دنا ما هو آت، وأنا ميّت لا محالة، فيا أسفي على عمر أفنيته في البطالة.
نعوذ بالله من سوء الخاتمة، ونستغفره من الذنوب المتقادمة.

أخي الحبيب, أختي الغالية
أقبل على قبلة التوجه الى مولاك، وأعرض عن مواصلة غيّك وهواك.
وواصل بقية العمر بوظائف الطاعات، واصبر على ترك عاجل الشهوات.
فالفرار أيها المكلف كل الفرار من مواصلة الجرائم والأوزار.
فالصبر على الطاعة في الدنيا أيسر من الصبر على النار.

قال أحد الأخيار لولده لما حضرته الوفاة:
يا بنيّ، اسمع وصيتي، واعمل ما أوصيك به.
قال: نعم يا أبت.
قال:
يا بنيّ، اجعل في عنقي حبلا، وجرّني الى محرابي، ومرّغ خدي على التراب
وقل: هذا جزاء من عصى مولاه، وآثر شهوته وهواه، ونام عن خدمة مولاه.

ولما فعل ذلك به، رفع طرفه الى السماء وقال:
الهي وسيدي ومولاي، قد آن الرحيل اليك، وأزف القدوم عليك، ولا عذر لي بين يديك،
غير أنك الغفور وانا العاصي، وأنت الرحيم وأنا الجاني، وأنت السيد وأنا العبد،
ارحم خضوعي وذلتي بين يديك، فانه لا حول ولا قوة الا بك.

أخي الحبيب, أختي الغالية
يا من باع الباقي بالفاني، اما ظهر لك الخسران ؟
يا أسير دنياه، يا عبد هواه، يا موطن الخطايا، ويا مستودع الرزايا، اذكر ما قدّمت يداك،
وكن خائفا من سيدك ومولاك أن يطّلع على باطن زللك وجفاك، فيصدك عن بابه، ويبعدك
عن جنابه، ويمنعك عن مرافقة أحبابه، فتقع في حضرة الخذلان، وتتقيد بشرك الخسران.

روي عن الحسن البصري رحمه الله تعالى أنه قال:
دخلت على أحد المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان حسن الجوار، حسن السيرة،
حسن الأخلاق، فرجوت أن يوفقه الله عند الموت، ويميته على الاسلام.
فقلت له: ما تجد، وكيف حالك ؟
فقال:
لي قلب عليل ولا صحة لي، وبدن سقيم، ولا قوة لي، وقبر موحش ولا انيس لي،
وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراط دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدن لي, وجنّة عالية
ولا نصيب لي، ورب عادل ولا حجة لي.
قل الحسن: فدعوت ورجوت الله أن يوفقه، ثم أقبلت عليه، وقلت له:
لم لا تسلم حتى تسلم؟
قال: ان المفتاح بيد الفتاح، والقفل هنا. وأشار الى صدره وغشي عليه.
قال الحسن: فقلت:
الهي وسيدي ومولاي، ان كان سبق لهذا المجوسي عندك حسنة فعجل بها اليه قبل فراق
روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل.
فأفاق من غشيته، وفتح عينيه، ثم أقبل وقال:
يا شيخ، ان الفتاح أرسل المفتاح. أمدد يمناك، فأنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا
رسول الله.
ثم خرجت روحه وصار الى رحمة الله.

أخي الحبيب, أختي الغالية
ما هذه الحيرة وأنتم تنظرون؟ وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون؟
وما هذه السكرة وأنتم صاحون؟ وما هذا السكون وأنتم مطالبون؟
وما هذه الاقامة وأنتم راحلون؟
أما آن لأهل الرّقدة أن يستيقظوا ؟ أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا ؟

هذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي لم يكن له وقت ينام فيه، يغلبه النعاس بينما
هو جالس بين الصحابة.
فقيل له : يا أمير المؤمنين، ألا تنام ؟
فقال: كيف انام ؟ ان نمت بالنهار، ضيّعت حقوق الناس، وان نمت بالليل ضيّعت حظي من الله.

وروي عن سليمان بن عمار أنه قال :
رأيت أبي في المنام بعد وفاته فقلت له:
ما فعل بك ربك ؟
فقال:
ان الرب قرّبني وادناني، وقال لي: يا شيخ أتدري لم غفرت لك؟
فقلت: لا يا الهي.
قال: انك جلست للناس يوما مجلسا فأبكيتهم، فبكى فيهم عبد من عبيدي لم يبك
من خشيتي قط، فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له، ووهبتك فيمن وهبت له.

وروي عن الضحّاك بن مزاحم أنه قال:
خرجت ذات ليلة الى مسجد الكوفة، فلما قربت من المسجد، فاذا في بعض رحابه شاب قد
خرّ ساجدا وهو يخور بالبكاء، فقربت منه لأسمع ما يقول فسمعته يقول أبياتا:
عليك يا ذا الجلال معتمدي طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن بات خائفا وجلا يشكو الى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا سقم أكثر من حبّه لمولاه
اذا خلا في ظلام الليل مبتهلا أجابه الله ثم لبّاه
ومن ينل ذا من الاله فقد فاز بقرب تقرّ عيناه
فبقي يكرر هذه الأبيات ويبكي، وانا أبكي رحمة لبكاءه.

فدنوت منه لما انتهى من صلاته وسلمت عليه، فردّ عليّ السلام.
فقلت له: بارك الله فيك، من أنت يرحمك الله ؟
فقال لي: أنا راشد بن سليمان . فعرفته لما كنت أسمع عنه.
فقلت له: رحمك الله، لو أذنت لي في صحبتك لآنس بك.
فقال لي: هيهات هيهات، وهل يأنس بالمخلوقين من تلذذ بمناجاة رب العالمين ؟
فانصرف عني وتركني .

أخي الحبيب, أختي الغالية
الى كم تماطلون بالعمل، و تطمعون في بلوغ الأمل، وتغترّون بفسحة المهل؟
ولا تذكرون هجوم الأجل؟
ما ولدتم فللتراب، وما بنيتم فللخراب، وما جمعتم فللذهاب.
وما عملتم ففي كتب مدّخر ليوم الحساب.

فاز، والله، المخففون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار.
فأعدّوا الزاد لنقلة لا بدّ لها ان تكون، واعتبروا بما تدور به عليكم الأيام والسنون.
وبادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة
والغفران، وأتعبوا أنفسكم في رضى الرحمن، فكونوا في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب الله تالين،
بنفوس خائفة، وقلوب واجفة.




بارك الله فيك



جزآآآك آلله خييير =)



كيف تشتاق للصلاة

كيف تشتاق للصلاة ؟

سبحان الله وبحمده ,,, سبحان الله العظيم

أمور إذا عرفتها شوقتك للصلاة
قبل أن تؤدي الصلاة

هل فكرت يوماً

وأنت تسمع الآذان
بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة

وأنت تتوضأ
بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك
وأنت تتجه إلى المسجد
بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد

وأنت تكبر تكبيرة الإحرام
بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم

وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة
بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين

وأنت تؤدي حركات الصلاة
بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله
من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أطَّت السماء بهم

وأنت تسجد
بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد

وأنت تسلم في آخر الصلاة
بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم

إذا أحسست بضيق او حزن ، ردد دائماً
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
هي طب القلوب
نورها سر الغيوب
ذكرها يمحو الذنوب
لا إله إلا الله

اللهم حرم وجه
من يقرأ هذا الموضع على النار
واسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب

ماندمت على شئٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه, فنقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي




التصنيفات
منتدى اسلامي

إلى متى الغفلة !!!!!!!!!!!

[SIZE="4"][COLOR="RoyalBlue"][FONT="Garamond"]
خليجية

خليجية

إلـــــــى متى؟؟الغفله

يا من بدنياه اشتغل .. وغرهـ طول الأمل ..

الموت يأتي بغتة .. والقبر صندوق العمل ..

ياه … يالي غفلتك يا بن آدم …!!

تلهث وراء شهواتك وأغراضك الدنيوية

متناسيا الحكمة من وجودك في هذه الدنيا

}وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{

خليجية

إلى متى الغفلة …إلى متى ونحن في سبااات عميق…

الموت يأخذ من حولناوسيأتي يوم ويمر علينا لماذا لنغتنم أوقاتنا ونزيد بالعمل والطاعات ونبتعد عن الشبهات والشهواات ونترك كل ملذات الدنيا رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى من النعيم العظيم

إلى متى الإعراض عن ذكر الله واللهو متى سنعود متى سنحس بأننا في غفلة عظيمه

خليجية

(( وَمَن ْأَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُمَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْم َالْقِيَامَةِأَعْمَى))

وفي المقابل المؤمن الحق يعيش حياة نعيم

قال تعالى:

( (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ …. ))

ما النتيجة…؟؟

((فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))

لاحظ أن الوعد من

الله بالحياة الطيبة

. وقال المفسرون حياة طيبة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة . الله أكبر ماذا يريدبعد ذلك بل ماذا بقي بعد هذا في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة هذه فترات حياةالإنسان .

ومن العجب أن ترى الإنسان إذاعلم أن به مرضًا معينًا قلق وزاد همه، وحرص على علاجه بأسرع وقت، لاسيما إذا كانمرضه خطيرًا، ولا يحرك هذا الشخص ساكنًا، بل وينام قرير العين إذا علم أنه مبتلىبالغفلة،
قال تعالى: ((فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))

[الكهف:28]، وهذا المرض هوالذي يجب على الإنسان أن يفطن له ويبدأ بعلاجه قبل أي مرضآخر.

(هنا الفيديو)

[IMG]http://im12.gulfup.com/2011-10-21/1319227462492.gif[/IMG]

خليجية

فريق فتيات الدعوة




التصنيفات
منتدى اسلامي

تعريف الغفلة وحقيقتها؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

بسم الله نبدأ المحاضره وعنوانها ( الغفله )
اخواتى قد أُصيبت الامة بمرض العضال والداء المخوف إلا من رحم الله
ألا وهو الغفلة
فاحببت أن أتكلم عنها عسى الله أن ينفع بكلامي
إنة ولي ذلك والقادر علية فأتكلم عن

1- تعريف الغفلة وحقيقتها
2- اسباب الغفله
3- علاج الغفله

تعريفها :
سهو يحدث للانسان نتيجة عدم التحفظ والتيقظ

وحقيقتها :
الغفله هي إلانغماس في الدنيا والشهوات ونسيان الآخرة
بحيث يصبح الإنسان له قلب لا يفقة وله عين لا ترى وله أُذن لا تسمع
فيجتهد في تعمير الدنيا وتخريب الآخرة الباقية
فيكره لقاء الله واليوم الآخر لانه يكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب
فتراه يبني على الأرض القصر وينسى القبر تجده في أفضل الأسواق
ونسى آخرته رقعه بيضاء وهي الكفن تراه و يملأ بطنه مما لذ وطاب حلالا كان أو حراما
وينسى يوم الحساب تراه متلبس بالنعمة وينسى شكر رب النعمة
تراه منغمس في الذنوب والمعاصي وقلبه من عدم ذكر الله قاسي
تراه هلوعا جزوعا منوعا فهو في الشهوات منغمس
وعن الناصح معرض وعن من أرشده معترض عقلة مسبى في بلاد الشهوات
قال تعالى
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
سورة الاعراف
نسينا أننا راحلون وقريباً جداً رغم أن الموت يتهددنا في كل مكان
خصوصاً في عصرنا هذا لايمر أسبوع
دون أن نسمع عن وفيات الشباب أعمارهم صغيره وأطفال وفتيات
والمقابر لم تعد تتسع …
مالذي يضمن لي ولك أننا سنبقى أحياء حتى الغد ؟
هل تجزم بأنك ستلبس ثوبك الجديد غداً ؟ أم ستُلبَس كفناً
لماذا نغتر بالكثره دائماً اعطانا الله نعمة العقل لنميز بها الصحيح والخطأ
هل أكثر الناس على صواب ؟
علينا أن لاننسى بأننا في زمن الفتنه وبما إنه كذالك فالمخطئون كثر
قال تعالى
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يلعبون )
سورة الانبياء
لندع دوامة الحياة ونفكر قليلا من سينقذني وينقذك من عذاب اليم
والله والذي نفسي بيده كل من حولك سيتخلون عنك حينها
وتلك دار لايشفع فيها قريب ولا حبيب
بما أننا لازلنا في هذه الحياه فهنالك فرصه للتوبه
لتعلموا ياأحبتى
إن حياتنا هذه ماهي إلا متاع الغرور
قال تعالى
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
وأما عن اسباب الغفلة فهو حب الدنيا وليس غيره شي
فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة
والغفلة هي ثمرة حب الدنيا
قال تعالى
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
سورة الروم
كأنة لم يخلق للعبادة وإنما خلق للدنيا وشهواتها
فأنة إن فكر لدنيا وإن أحب لدنيا وإن عمل لدنيا فيها يخاصم ويزاحم ويقاتل
وبسببها يتهاون ويترك كثيراً من أوامر الله عز وجل وينتهك المحرمات من أجلها
حتى أن أحدهم مستعد أن يترك الصلاة أو أن يؤخرها عن وقتها
من أجل سوق أو عرس أو عزومه أو صفقه أو اجتماع عمل أو مبارة كرة قدم أو موعد مهم
وتجد بعض من الناس يجلسون مع بعضهم البعض كل حديثهم عن الدنيا
عن المال عن النساء عن الشهوات عن الربح عن الخساره
وهم عن الاخرة هم غافلون
الناس تحفظ الاغاني وأسماء الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات
وهم عن الاخرة هم غافلون
ولأن سالتهم عن الصحابة والتابعين أو العلماء والزاهدين
لا يعرفون شيئا إلا من رحم الله
تقول لاحدهم كم تحفظ من القرآن يقول المعوذتان
تسأله كم تحفظ من حديث لرسول عليه الصلاه والسلام
يقول حديثان
الاول ( إن هذا الدين يسر )
الثاني ( من أم بالناس فليخفف )
والله المستعان
وهم بعملهم هذا يزعمون أنهم يبحثون عن السعادة والراحة
وهم لن يجدو الا الشقاء والتعاسة
فقد حكم الله تعالى حكما أزليا لا راد ولا معقب لة
قال تعالى
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
سورة طه
ينظر الغافل إلى آيات الله في كل مكان من فوقه وعن يمينه وعن شماله
ولكن قد أعمته غفلتة عن الرؤية وعن الاعتبار
قال تعالى
(وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ )
سورة يوسف
فكان جزاء هؤلاء كما أخبر سبحانه
( َانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ )
سورة الاعراف

فلما غفل الانسان عن التفكر في آيات الله
ازداد مرضة مرضاً فأدى إلى الغفله عن ذكر الله
فلا يذكر الغافل ربة إلا قليلا وربما ماذكرة ابدا
فلا يرجوة ولا يخاف منة
قال الله تعالى
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ )
سورةالأعراف
فلما غفل الانسان عن ذكر الله ازداد مرضة مرضا وغفل عن الموت والاخره
قال تعالى
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
سورة ق
قال تعالى
( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )
سورة مريم
يخبر الله تعالى أن من لا يرجو لقائة يعني لا يخاف عقابا ولا يرجو ثوابا
بل رضى بالحياة الدنيا بديلا عن الاخرة واطمئن بها وظن أنه خالد فيها
ولم يعمل ليوم يموت فية وينقطع عنه الاعمال وهو عن ايات الله كلها غافل
لاهي فأن هذا الفئه من الناس مأوه النار على سوء عمله إلا ما رحم ربي
فيا ايها الغافل انتبة انها أما جنة أو نار فاختر لنفسك
فأن وجدت خيرا فاحمد الله عز وجل وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن الا نفسك
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
سورة لقمان .




[IMG]خليجية[/IMG]



نــورتي



التصنيفات
منتدى اسلامي

الى متــــــــــــــــــى الغفلة ؟

الى متــــــــــــــــــى الغفلة ؟
الى متى و نحن نغرق في بحور المعاصي ؟
الى متى و نحن نؤجل توبتنا عن الذنوب ؟
الى متى و نحن نؤخر تقربنا الى خالقنا ؟
***
الى أن تداهمنا الأمراض فلا نقدر على العبادة ..
الى أن تسارع بنا السنين الى ضعف بعد قوة ..
الى أن يأتي ملك الموت يطلبنا و نحن ساهون ..
***
اما آن لنا أن نفهم ، أن نفقه ..
ليس لنا سوى الله يرزقنا ، يشفينا ، ينصرنا ، يؤيدنا ..
فكيف لا نرجع اليه ، نتضرع و نتقرب ؟
ندعوه و نسأله نبتهل اليه و نستغفره ؟
نحمده و نشكره
و
نعبده حق عبادته



اللهم احى قلوبنا بالايمان
جزاك الله خيرا



امين ياارب



احسنتي النشر
بارك الله فيج



آمين يارب وياكي



التصنيفات
منوعات

الذكر جلاء القلوب يزيل صدأ الغفلة و الذنب عن القلب

الذكر جلاء القلوب يزيل صدأ الغفلة و الذنب عن القلب و يحصنه و يحفظه و يقويه و يعينه على العبادة ، و فضائل الذكر لا حصر لها في الآيات و الأحاديث ،، و من علامات النفاق قلة الذكر ، فالمنافقين يذكرون الله
. لكن قليلا . فقد قال الله تعالى:

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}

(142) سورة النساء

فالزم أخي و أختي في الله ذكر الله لتنعم بذكر الله لك و معيته عز و جل فلا تسقط في حبائل الشيطان ، و تذكر ما كان عليه سلفنا الصالح في ذكر الله و أورد لك هنا مثالين فقط و الأمثلة أكثر من كثيرة :

– عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: ما صيد من صيد و لا قطع من شجر إلا بتضييعه التسبيح.

– و عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة و في الذكر و في قراءة القرآن ، فإن وجدتم و إلا فاعلموا أن الباب مغلق.

اخترت لك هذه المرة أحد هذه الأذكار و هو أحب الكلام إلى الله عز و جل .

الذكر غذاء الأرواح وحبيب الرحمن ورفعة العابد وجلاء الهموم

(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

فقلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره وأرواح المشتاقين لاتسكن إلا برؤيته، قال ذو النون: ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة الا برؤيته.

فلسفة الذكر: ليس الذاكر من قال سبحان والحمد لله وقلبه مُصِر علي الذنوب، وإنما الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب،

يقول ابن القيم: محبة الله تعالي ومعرفته ودوام ذكره والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي علي هموم العبد وعزماته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين.

يروي أن موسي عليه السلام قال: رب أي الأعمال أحب إليك أن
اعمل به؟ "قال تذكرني فلا تنساني"

وقال الربيع بن انس عن بعض أصحابه: علامة حب الله كثرة ذكره
فانك لن تحب شيئا الا أكثرت ذكره.

بعض فوائد الذكر:
1- يرضي الرحمن عز وجل.
2- يزيل الهم والغم عن القلب.
3- يجلب الرزق.
4- ينور الوجه والقلب.
5- يورث الإنابة والقرب من المولي عز وجل.
6- يورث الهيبة للرب عز وجل.
7- يورث ذكر الله تعالي له كما قال (فاذكروني أذكركم ) ولو لم يكن في الذكر الا هذه وحدها لكفي بها فضلا وشرفا
8- الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ،ونور له في ميعاده، يسعي بين يديه على الصراط .

أحب الكلام إلى الله:

و هذا الذكر هو أحب و أفضل الكلام إلى الله و هو أحب لنبينا عليه الصلاة و السلام من الدنيا.

فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت .. .

رواه مسلم و ابن ماجه و النسائي وزاد وهن من القرآن
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
رواه مسلم و الترمذي

الباقيات الصالحات:

سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر .. أربع كلمات.

أربع كلمات لهن من الفضائل و الأجر ما لا يعد و يحصى . يكفيك تعلم أنها أحب و أفضل الكلام إلى الله عز و جل.

قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ
الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}

(46) سورة الكهف

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس. وقال عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير عن ابن عباس: الباقيات الصالحات سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر ،، ثم أورد ما يوافق أنها الكلمات الأربع فيما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه و سعيد بن المسيب و قتادة و مجاهد .

و في تفسير الجلالين: (الباقيات الصالحات) هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر زاد بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

و قال العلامة الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيء واحد، وهو الأعمال التي ترضي الله، سواء قلنا: إنها الصلوات الخمس، كما هو مروي عن جماعة من السلف. منهم ابن عباس، وسعيد بن جبير، وأبو ميسرة، وعمرو بن شرحبيل. أو أنها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعلى هذا القول جمهور العلماء.

و قال عز و جل: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}

(76) سورة مريم

و يوافق ما قاله جمهور من العلماء و طائفة من السلف كثير من الأحاديث منها:

المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذوا جنتكم ، قالوا يا رسول الله عدو حضر ، قال: لا ولكن جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات

رواه النسائي واللفظ له والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم و حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب م2

غرس الجنة:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
رواه ابن ماجه و صححه الشيخ الألباني

و هذه رسالة الخليل ابراهيم عليه السلام لنا أمة محمد صلى الله عليه و سلم . فعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رواه الترمذي و حسنه الشيخ الألباني

و رواه الطبراني و زاد: و لا حول و لا قوة إلا بالله

زيادة للحسنات و حطة للخطايا:

عد كما تشاء . كم من الحسنات أضعت و كم من الحسنات تربح من هذا الذكر العظيم
عن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ له والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا فنفضه فلم ينتفض ثم نفضه فلم ينتفض ثم نفضه فانتفض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والترمذي ولفظه:

( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصا فتناثر ورقها فقال إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة )

الأثقل في الميزان:

عن أبي سلمى رضي الله عنه راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ وأشار بيده
يقول بخ بخ وأشار بيده لخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم

تدوي كدوي النحل حول عرش الرحمن:
.. هل تحب أخي الحبيب بعد كل هذا الفضل الذي علمته أن ترى ذكرك حول عرش الرحمن يذكر بك عند ربك جل شأنه و يدوي ..

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به

رواه ابن أبي الدنيا وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

هذا ما استطعت جمعه مما ورد من فضل لهذا الذكر العظيم . فاللهم اقبل هذا العمل لوجهك خالصا و لا تجعل فيه لغيرك منه شيئا و اغفر لنا اللهم إن نسينا أو أخطأنا.

و أنصح إخوتي و أخواتي باقتناء كتاب الأنس بذكر الله للشيخ محمد حسين يعقوب . فسيجدوا فيه بإذن الله ما يكفيهم . جعل الله لشيخنا كتابه هذا في ميزان حسناته يوم الدين.

باللة علي كل من يقرا هذا ان يدعولي بالتوفيق والنجاح والوصول الي اعلي مراتب العلم وان يفتح اللة كل الابواب المغلقة امامي ويرزقني بالحلال وادعو لجميع بنات المسلمين بالازواج الصالحين