التصنيفات
ادب و خواطر

دموع شهريار للرائع نزار القبانى

ما قيمةُ الحوارِ؟
ما قيمةُ الحوارِ؟
ما دمتِ، يا صديقتي، قانعةً
بأنني وريثُ شهريارِ..
أذبحُ، كالدجاجِ، كلَّ ليلةٍ
ألفاً من الجواري..
أدحرجُ النهودَ كالثمارِ..
أذيبُ في الأحماض.. كلَّ امرأةٍ
تنامُ في جواري..
لا أحد يفهمني..
لا أحدٌ يفهمُ ما مأساةُ شهريارِ
حين يصير الجنْسُ في حياتنا
نوعاً من الفرارِ..
مخدّراً نشمّهُ في الليل والنهارِ..
ضريبةً ندفعُها
بغير ما اختيارِ..
حين يصير نهدُكِ المعجونُ بالبهارِ
مقصلتي..
وصخرةَ انتحاري..
صديقتي،
مللتُ من تجارة الجواري..
مللتُ من مراكبي
مللتُ من بحاري..
لو تعرفين مرةً..
بشاعةَ الإحساسِ بالدُوارِ..
حين يعود المرءُ من حريمِهِ
منكمشاً كدودة المحارِ..
وتافهاً كذرّةِ الغبارِ..
حين الشفاهُ كلُّها..
تصير من وفرتها
كالشوك في البراري..
حين النهودُ كلُّها..
تدقّ في رتابةٍ
كساعة الجدارِ…
*
لن تفهميني أبداً..
لن تفهمي أحزانَ شهريارِ..
فحين ألفُ امرأةٍ..
ينمنَ في جواري..
أُحسّ أنْ لا أحدٌ..
ينامُ في جواري…




التصنيفات
ادب و خواطر

أين أذهب . للرائع نزار القبانى

لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كلَ يومٍ .. أحس أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك ُجزءاً
من حياتي .. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلا
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربتِ في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب
.. اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم انا .. كم انا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها .. تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك .. لا شعر يكتب
منذ احببتك الشموس استدارت
والسموات .. صرن انقي وارحب
منذ احببتك .. البحار جميعا
اصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري .. أكبر مني
فلماذا .. على ذراعيك أصلب ؟
خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكا ، يا صديقتي ، ليس يغلب
.. وتصرفت مثل طفل صغير
.. يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني .. إذا تماديت في الحلم
.. وألبستك الحرير المقصب
أتمني .. لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟
أخبريني من أنت ؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
.. والذي يتبع الخرافات يتعب




التصنيفات
ادب و خواطر

عقدة المطر للرائع نزار القبانى

أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معي
فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد و لا ضجر
و كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين: تمسك ها هنا شعري
و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني
على ذراعي. على وجهي. على ظهري
فمن يدافع عني.. يا مسافرة
مثل اليمامة، بين العين و البصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
و أنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إن كنت في الصين، أو كنت في القمر
ففيك شيء من المجهول أدخله
و فيك شيء من التاريخ و القدر




خليجية



يسلموووو حبيبتي