التصنيفات
منتدى اسلامي

اسم الله المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤمن في اللغة:

· وثق به و صدقه، قال تعالى على لسان إخوة يوسف:

قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ( سورة يوسف: 17).

· أمن أمانا أي الطمأنينة.

أما اسم الله المؤمن ماذا يعني ؟

شهد لنفسه بالوحدانية

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( سورة آل عمران :18)

يصدق مع عباده المؤمنين في وعده

· عند البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ قال: ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي ….)

· وعند النسائي من حديث ابْنِ عُمَرَ أنه قَالَ: ( قَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى دَرَجَةِ الْكَعْبَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ).

أمَّنَ عباده من ظلمه

· إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ( سورة النساء: 40)

· وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ( سورة الكهف:49)

واهب الأمن لعباده

من المعلوم أن عذاب الله إذا وقع بقوم فإنه لا يوجد من يؤمنهم منه، إذ لا طاقة للبشر أن يوجدوا وسائل الحماية, فواهب الأمن في الحقيقة هو الله رب العالمين .

أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ( سورة الملك : 16- 17)

يعطى الأمان لمن استجار به

فهو المجير الذي يجير المظلوم من الظالم ، بمعنى يؤمنه وينصره

· قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( سورة المؤمنون:88)

· قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم ( سورة ٍالملك:28)

· أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء ( سورة النمل الآية: 62 )

أمَّنَ أولياءه الصالحين من عذابه يوم القيامة

· مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ( سورة النمل:89)

· لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُون ( سورة الأنبياء: 103(

· أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( سورة فصلت: 40 ) .

و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟

إن المؤمن الحق مصدرا للأمن لكل من حوله

· عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال:ّ َ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ, وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ, وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ.

قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ .(صحيح البخاري

· عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ). حسن صحيح ، سن الترمذي

المصدر: أفلا يتدبرون القران – الدكتورة بنت الشاطئ




التصنيفات
منتدى اسلامي

مقابلة بين المؤمن والمنافق

مقابلة بين المؤمن والمنافق

أورد لنا ربنا في القرآن الكريم نماذج بشرية موجودة في كل زمان ومكان , منها نماذج مؤمنة بين لنا صفاتها , وكشف لنا عن أعماق نفوسها , ورسم لنا مميزاتها وأعمالها ظاهرة وباطنة , لنتمثل بها ونربي نفوسنا على إكتساب صفاتها فنفور دنيا وآخرة.
وفي جانب آخر أبرز لنا نماذج أخرى سماها منافقة يبين لنا أيضا صفاتها , وكشف لنا أيضا عن خبايا نفوسها وما تسر وما تعلن , ورسم لنا مساوئ هذه النفوس وأعمالها , لنبتعد عن هذه المساوئ , ونعود أنفسنا على الإبتعاد عنها .
وإيراد هذه النماذج في القرآن الكريم تحمل المؤمن على أن يراقب أعماله ويزنها بميزان الشرع , فيحاسب نفسه قبل أن يحاسب يوم القيامة , ويضع نفسه في الموضع الذي يستحق, فلا يغرق نفسه في الأحلام والآمال , فإذا جاء يوم القيامة وجد نفسه صفر اليدين وقد ظن في دنياه أنه أحسن صنعا في أعماله , قال تعالى : (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , أولئك الذين كفروا بأيات الله وربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)(الكهف 103-105).
لاحظوا بعض صفات المنافقين في القرآن الكريم , قال تعالى في سورة التوبة : (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون , وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) (التوبة 67-68).

إن أهل الإيمان من الذكور والإناث متناصرون متعاضدون كما جاء في الحديث : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد فالمنافقون والمنافقات رجالا ونساء يشبه بعضهم بعضا في صفة النفاق والبعد عن الإيمان في الأخلاق والأعمال فهم (يأمرون بالمنكر) وهو ما أنكره الشرع ونهى عنه فصفاتهم الأساسية الكذب والخيانة وخلف الوعد ونقض العهد , وقد جاء في الحديث أن رسول الله قال : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان), (وينهون عن المعروف) وهو ما أمر به الشرع وأقره العقل كبذل المال في سبيل الله كما قال الله تعالى عنهم : (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)(المنافقون 7).
والمنافقون نسوا ذكر الله وأغفلوا تكاليف الشرع مما أمر به الله ونهى عنه فنسيهم الله , أي جازاهم بمثل فعلهم , وعاملهم كعاملة من نسيهم بحرمانهم من لطفه ورحمته وفضله وتوفيقه في الدنيا , ومن الثواب في الآخرة كما في قوله تعالى : (اليوم ننسكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا)(الجاثية 34).
وذلك لتركهم التمسك بطاعة الله , إن المنافقين هم الفاسقون أي الخارجون عن طريق الحق والإستقامة , الداخلون في طريق الضلالة المتمردون في الكفر , المنسلخون عن كل خير , هذه بعض صفات المنافقين , فمن وجد في نفسه صفة أو ميلا نحو صفة من هذه الصفات عليه أن يتحول عنها ويبتعد عن سلوكها .
أما في الجانب الآخر فنشهد بعض صفات المؤمنين في نفس السورة قوله تعالى :
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم , وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) (التوبة 71-72).بعضه بعضا) , وفي الحديث أيضا : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقد كان التعاون بين المسلمين والمسلمات قائما في الميادين والمواقف الحاسمة كلها كالهجرة , والجهاد , والإنفاق في سبيل الله , ومع إعتصام الرجال بالعفة وغض البصر , واعتصام النساء بالأدب والحياء والتعفف وغض البصر والأحتشام في الحديث واللباس والعمل .
ويلاحظ في قول الله تعالى في المؤمنين : (بعضهم أولياء بعض) في مقابله قوله في المنافقين (بعضهم من بعض) , فالمؤمنون إخوة تسودهم المحبة والمودة والتعاون والتعاطف , أما المنافقون فلا رابطة قوية , ولا عقيدة تجمعهم سوى مصالحهم , فبعضهم أتباع بعض في بث التفرقة والجبن والبخل والإنهزام لأن قلوبهم مختلفة .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هنا أوصافا خمسة غير صفتهم (بعضهم أولياء بعض) وهي الصفات التي يتميز بها المؤمن عن المنافق في قوله تعالى : (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله).
لاحظوا هذا الميزان:
– المؤمنون يأمرون بالمعروف , والمنافقون يأمرون بالمنكر كما ذكرنا سابقا .
– المؤمنون ينهون عن المنكر , والمنافقون ينهون عن المعروف كما تقدم.
– المؤمنون يقيمون الصلاة على أكمل وجه وفي خشوع , والمنافقون لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
– المؤمنون يؤتون الزكاة المفروضة , عليهم ويتطوعون بتقديم الصدقات , سرا وعلانية , والمنافقون يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويقبضون أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله , وإذا حدث أن أنفقوا فإنما يفعلون ذلك رياءا ليظن الناس المؤمنون أنهم محسنون , والمؤمنون يطيعون الله ورسوله بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه , والمنافقون فاسقون متمردون , خارجون عن الطاعة.
وبسبب هذه الصفات التي يتصف بها أهل الإيمان فقد استحقوا الرحمة (أولئك سيرحمهم الله) سيتعهدهم الله برحمته في الدنيا والآخرة , يقابل هذه نسيانه للمنافقين (نسوا الله فنسيهم) , فهو تعالى كما وعد المنافقين نار جهنم , فقد وعد المؤمنين الرحمة المستقبلية في الآخرة.
أنظروا إلى رحمة الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة , قال (ص) : (إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك, فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب , وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك , فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يارب , وأي شئ أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) , وقيل أن الرضوان هو رؤية الله يوم القيامة كما قال تعالى : (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) (يونس 10) اللهم إنا نسألك ذلك.




خليجية



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

الدعاء سلاح المؤمن


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد:
فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه.
وأمرٌ هذا شأنه حريٌ بالمسلم أن يقف على فضائله وآدابه، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الدعاء وصالح الأعمال.

فضائل الدعاء

للدعاء فضائل لا تحصى، وثمرات لا تعد، ويكفي أنه نوع من أنواع العبادة، بل هو العبادة كلها كما أخبر النبي بقوله: { الدعاء هو العبادة } [رواه الترمذي وصححه الألباني]. وترك الدعاء استكبار عن عبادة الله كما قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وهو دليل على التوكل على الله، وذلك لأن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه. كما أنه طاعة لله عز وجل واستجابة لأمره، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
وهو سلاح قوي يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال : { من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

وهو سلاح استخدمه الأنبياء في أصعب المواقف، فها هو النبي في غزوة بدر عندما نظر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر استقبل القبلة ثم رفع يديه قائلاً: { اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض } فما زال يهتف بالدعاء ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال: ( يا نبي الله، كفاك منشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) [رواه مسلم].
وها هو نبي الله أيوب عليه السلام يستخدم سلاح الدعاء بعدما نزل به أنواع البلاء، وانقطع عنه الناس، ولن يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، وهو في ذلك كله صابر محتسب، فلما طال به البلاء دعا ربه قائلاً: وَأيُوبَ إذ نَادى رَبَهُ أنّي مَسَنِىَ الضُرُ وَأنتَ أرحَمُ الرّاحِمِينَ (83) فَاستَجَبنَا لَهُ فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ [الأنبياء:84،83].

والدعاء سبب لتفريج الهموم وزوال الغموم، وإنشراح الصدور، وتيسير الأمور، وفيه يناجي العبدُ ربّه، ويعترف بعجزه وضعفه، وحاجته إلى خالقه ومولاه، وهو سبب لدفع غضب الله تعالى لقول النبي : { من لم يسأل الله يغضب عليه } [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني]. وما أحسن قول الشاعر:
لا تسألن بني آدم حاجة *** وسلِ الذي أبوابُه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يسأل يغضبُ
وهو سلاح المظلومين ومفزع الضعفاء المكسورين إذا انقطعت بهم الأسباب، وأغلقت في وجوههم الأبواب، يقول الإمام الشافعي:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء

آداب الدعاء

للدعاء آداب كثيرة يحسن توافرها لتكون عوناً بعد الله على إجابة الداعي، ومن هذه الآداب:
1 – افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي :
لحديث فضالة بن عبيد قال: بينما رسول الله قاعداً إذ دخل رجلٌ فصلّى فقال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله : { عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصلِّ عليّ ثم ادعه }. ثم صلّى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله، وصلى على النبي ، فقال له النبي : { أيها المصلي ادع تُجب } [رواه الترمذي وصححه الألباني].

2 – الإعتراف بالذنب والإقرار به:
وفي هذا كمال العبودية لله تعالى، مثلما دعا يونس عليه السلام: فَنَادى فِي الظُلُمَاتِ أن لآ إلَهَ إلآ أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَالٍِمِينَ [الأنبياء:87].

3 – الإلحاح في الدعاء والعزم في المسألة:
لقول النبي : { إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له } [رواه البخاري ومسلم].

4 – الوضوء واستقبال القبلة ورفع الأيدي حال الدعاء:
فهذا أدعى إلى خشوعه وصدق توجهه، فعن عبدالله بن زيد قال: ( خرج النبي إلى هذا المصلي يستسقي فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه ). ولحديث أبي موسى الأشعري لما فرغ النبي من حنين، وفيه قال: فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: { اللهم اغفر لعبيد بن عامر } ورأيت بياض أبطيه. [رواه البخاري ومسلم].

5 – خفض الصوت والإسرار بالدعاء:
لقول الله تعالى: ادعُوا رَبَكُم تَضَرُعاً وَخُفيَةٌ إنَهُ لاَ يُحِبُ المُعتَدِينَ [الأعراف:55]. ولقول النبي : { أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم } [رواه البخاري].

6 – عدم تكلف السجع:
وذلك لأن الداعي ينبغي أن يكون في حال تضرع وذلة ومسكنة، والتكلف لا يناسب ذلك، وقد أوصى ابن عباس أحد أصحابه قائلاً: ( فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ) [رواه البخاري].

7 – تحري الأوقات المستحبة واغتنام الأحوال الشريفة:
كأدبار الصلوات الخمس، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، وحال نزول المطر، وحال السجود، وحال زحف الجيوش في سبيل الله، وغير ذلك.

8 – تجنب الدعاء على النفس والأهل والمال:
لقول النبي : { لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم } [رواه مسلم].

خليجية[/IMG]




خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

قصة الشريكين المؤمن و الكافر

قصة الشريكين المؤمن والكافر

قال السدى : كان شريكان فى بنى إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر
فافترقا على ستة آلاف دينار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، ثم افترقا
فمكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت
فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال له المؤمن : لا
فما صنعت أنت ؟ فقال : اشتريت به أرضاً ونخلاً وثماراً بألف دينار . قال
فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان :
الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار
فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن فلاناً – يعنى شريكه الكافر – اشترى
أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار ثم يموت غداً ويتركها . اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار ارضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً فى الجنة . فقال
ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا :
ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟
أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا . قال : فما صنعت أنت ؟ قال : كانت
ضيعتى ( مزرعتى ) قد اشتد علىَّ مؤنتها فاشتريت رقيقاً ( عبيداً ) بألف
دينار يقومون لى فيها ويعملون لى فيها ، فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال
نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن :
يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن
فلاناً – يعنى شريكه الكافر – اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بالف دينار يموت
غداً فيتركهم أو يموتون فيتركون ، اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً فى الجنة . قال : ثم أصبح فقسمها فى المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء
الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال المؤمن للكافر : ما صنعت فى مالك ؟
أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا ، فما صنعت أنت ؟ قال
كان أمرى كله قد تم إلا شيئاً واحداً فلانة قد مات عنها زوجها فأقرضتها :
ألف دينار فجاءتنى بها ومثلها معها . فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى
فلما انصرف أخذ الألف دينار الباقية فوضعها بين يديه وقال : اللهم إن
فلاناً – يعنى شريكه الكافر – تزوج من أزواج الدنيا بألف دينار فيموت
غداً فيتركها أو تموت غدا فتتركه ، اللهم وإنى أخطب إليك بهذه الألف دينار حوراء عيناء فى الجنة ، قال : ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : فبقى المؤمن ليس عنده شىء فخرج شريكه الكافر وهو راكب فلما رآه عرفه
فوقف عليه وسلم وصافحه ، ثم قال له : ألم تأخذ من المال مثلما أخذت ؟
قال : بلى . قال : وهذه حالى وهذه حالك ؟ قال : أخبرنى ما صنعت فى
مالك ؟ قال : أقرضته . قال : مِن ؟ قال : الملىء الوفى . قال : مِن ؟ قال
الله ربى . قال : فانتزع يده من يده ثم قال أئِنك لمن المصدقين . أئِذا متنا :
وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال السدى : محاسبون . قال : فانطلق
الكافر وتركه فلما رآه المؤمن وليس يلوى عليه رجع وتركه وجعل يعيش المؤمن فى شدة من الزمن ويعيش الكافر فى رخاء من الزمان . قال : فإذا
كان يوم القيامة وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هذا لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ
بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو برقيق لا
تحصى عدتهم ، فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هؤلاء لك . فيقول : يا سبحان
الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو بقبة
من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عيناء ، فيقول : لِمَن هذه ؟ فيقال :
هذه لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل :
هذا ؟ قال : ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر فيقول إنى كان لى قرين يقول
أئِنك لَمِن المصدقين . أئِذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال : فالجنة عالية والنار هاوية . قال : فيريه الله تعالى شريكه فى وسط الجحيم من بين
أهل النار فإذا رآه المؤمن عرفه فيقول تالله إن كِدت لتردين ولولا نعمة
ربى لكنت من المحضرين . أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين . إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما قد
مُنَّ عليه . قال : فيتذكر المؤمن ما مر عليه فى الدنيا من شدة فلا يذكر
مما مر عليه من الشدة أشد عليه من الموت

أخرجه ابن حاتم . وذكره ابن كثير فى تفسير سورة الصافات
منقول




جزاك الله الف خيرا
قصة رائعة اللهم احسن عاقبتنا



التصنيفات
منتدى اسلامي

في ماهو المؤمن

المؤمن

من طبيعة المؤمن

:
ثلاث هن من طبيعة المؤمن
صدق الحديث،وأداء الامانه،وسخاء النفس

من خلق المؤمن

:

الاغضاءعن الزله،والعفو عند المقدره،ونجده الصديق مع ضيق ذات اليد

من عيشة المؤمن

عبادة الله،ونصح الناس،وبذل المعروف

فاللهم اجعلنا من المومنين لك




اللهما أمين جزاك الله خير



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الحياة خليجية
اللهما أمين جزاك الله خير

واياك اختي

اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين




التصنيفات
منتدى اسلامي

أدب المؤمن فى الآشهر الحرم

بسم الله الرحمن الرحيم

أدب المؤمن في الأشهر الحرم
ونحن في هذا الشهر الكريم شهر رجب نريد أن نتعرف على بعض المعاني التي أكرمنا الله بها في هذه الأوقات فإن الله هو الذي وقت المواقيت وحدد الأمكنة وبين الأزمنة فضل بعض الأوقات على بعض وخصَّ بعض الأمكنة بالفضل الذي لا يوجد في البعض ففضل على الشهور شهر رمضان وبعده في الفضل رجب وشعبان وفضل على الأيام يوم عرفة وفضل على الليالي ليلة القدر وفضل على الأمم أمة الإسلام وفضل على الرسل رسولكم الكريم وكل ذلك يقول المولى فيه {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} لم اختص الله هذا الشهر بمزية دون ما سبقه من الشهور؟إن هذا الشهر كانت العرب حتى قبل الإسلام تخصه بالاحترام والتجلة والإكرام وكانوا يسمونه الشهر الحرام أي تحرم فيه المعاصي والذنوب والسيئات والآثام حتى كان الرجل العادي والجاهلي إذا قابل قاتل أخيه في شهر رجب يلفت وجهه إلى الجهة الأخرى ولا ينظر إليه بسوء احتراماً لحرمة هذا الشهر الكريم وإذا قابل من أساء إليه بقول أو فعل أو عمل تغاضى عنه أو تركه توقيراً واحتراماً لهذا الشهر الكريم وجاء الإسلام وزادها توقيراً وتعظيماً وذلك في قول الله {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} فنهانا الله عن أن نظلم أنفسنا في هذه الأشهر الكريمة وهي الأشهر الحرم ومن ضمنها شهر رجب الأغر وهنا سؤال ملح وكيف يظلم الإنسان نفسه؟ إن ظلم الإنسان لنفسه عند الله وعند رسول الله وعند كتاب الله وعند العلماء بالله هو أن يتجاوز الإنسان حدود الله {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} أي إن الإنسان الذي يتعدى أي يتجاوز الحدود التي أعدها الملك المعبود للمعاملات وللأخلاق وللعبادات وللكمالات الإلهية فقد عرض نفسه للظلم الكبير الذي لا ينفع فيه وزير ولا شفيع ولا نظير لأن الأمر يتعلق بالملك الكبير فإن كان الإنسان يرخي لنفسه العنان لترتكب بعض الهفوات أو بعض الزلات فإنه في هذا الشهر الكريم يجب أن يقبض بلجام نفسه بقوة الشريعة الإلهية ويجعلها مسخرة لأحكام رب البرية فلا تنظر العين منها إلا لما أحلَّه الله وإذا أرادت أن تلتفت إلى الحرام تقول لها {النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَنْ تَرَكَهَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ أَبْدَلَهَا اللَّهُ إِيمَانَاً يَجِدُ حَلاَوَتَهُ فِي قَلْبِهِ}[1] يا أيتها العين أما سمعتي خالقك وهو يقول {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} وإذا أرادت الأذن أن تستمع إلى ما حرَّم الله من غيبة ونميمة وسبَّ وشتم وقول باطل قال لها يا أيتها الأذن: كوني كما قال الله{وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}والأذن الواعية هي التي لا تقع في معصية وفى الأثر {المُغْتَابُ وَالمُسْتَمِعُ شَرِيكَانِ فِي الإِثْمِ}[2] فأنت إذا استمعت إلى المغتاب فأنت على إحدى ثلاث خصال: الأولى إذا وافقته كنت شريكه على هذا الإثم وعلى هذا العمل وهذه الجريمة الشنعاء التي جعلها ربُّ الأرض والسماء أقبح من إسالة الدماء استمعوا إليه سبحانه إذ يقول {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} والثانية أنت إذا نهرته عن الغيبة وقمت عنه عرضت نفسك للسوء وللوقوع في عرضك ولارتكاب الإثم بسببك والحل الثالث ولا غنى له هو قول الله { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أنك توطن نفسك ألا تجلس في مجالس الغيبة ولا مجالس النميمة ولا في مجالس اللهو في هذه الأيام المباركة لأن الله حرَّم فيها هذه المعاصي وهذه المعاصي وإن كانت بالطبع محرَّمة طول العام ولكنها هذه الأيام أشد حرمة وأشد تجريماً وأشد وزراً عند الرحيم الرحمن {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} أي إن الإنسان يمسك بزمام نفسه وتجعلها تسير كما يريد الله وتمشي خلف رسول الله فالمكان الذي كان يحبه أجلسها فيه والعمل الذي كان يحبه يجعلها تعمله ومن أخبرني بحبهم أجالسهم وأتقرب منهم ومن عرَّفني أنه يبغضهم أسارع إلى النفور عنهم ومن هنا نفهم معنى الآية فمن أرخى العنان لنفسه فقد ظلم نفسه لأنها بوقوعها في الذنوب تستوجب غضب علام الغيوب ونحن الضعفاء والمساكين أحوج ما نكون إلى نظرة رضا من رب العالمين فإنه لو غضب على أحد طرفة عين كانت حياته كلها نكد وكان قبره شعْلة من اللهب وكانت قيامته حسرة وندامة يوم لا تنفع الندامة ولا الملامة وكان مصيره كما تعلمون وكما تعرفون والدنيا كما قال الإمام علي (الدنيا ساعة فأجعلها طاعة) كلنا مسافرون وكلنا جاهزون للقاء الله ولا نعلم الميعاد ولا نعلم وقت السفر فعلينا أن نجهز الزاد والزاد الذي ينفع للميعاد وليس الأرصدة التي في البنوك ولا العمارات ولا الأراضين ولا الأولاد ولا البنين إلا إذا كانوا صالحين موفقين لاينفع إلا ما قال الله{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}عليك أن تجعل لنفسك رصيداً عند ربك ينفعك {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} هذا الرصيد ما أسهله وما أيسره فإن التسبيحة الواحدة تعدل الدنيا من أولها إلى آخرها عند الله ولذلك عندما مر سليمان ابن داود ومعه جنوده وقد حملته الريح ونظر إليه رجل فقير في الأرض وتعجب الريح تحمل البساط وعليه نصف مليون جندي من الإنس والجن غير الحيوانات والطيور لأنها كلها كانت مسخرة لسليمان فنظر إلى هذا الملك العظيم وقال ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود فحملت الريح تلك الكلمة إلى سليمان فأمرها أن تهبط بالبساط ودعا الرجل وقال له ماذا قلت يا عبد الله؟فأخذته رهبة فخفف عنه وقال لقد قلت: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود فقال سليمان: والله يا أخي لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خير وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود كلمة (سبحان الله) خير لك عند الله تجدها يوم القيامة في رصيدك خير لك من أن تضع في هذا الرصيد الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ولذلك ينبئ الرسول الكريم عن الصفحة التي تثقل الميزان فيقول {والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ جِيءَ بالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومَا بَيْنَهُنَّ، ومَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعْنَ في كَفَّةِ المِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله في الكَفَّةِ أُلاخْرى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ}[3] ولذلك عندما كان سيدنا موسى في حالة المناجاة في حضرة الله فقال كما ورد بالحديث { يَا رَب عَلمْنِي شَيْئَاً أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِه قَالَ: يَا مُوسَىٰ قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: يَا رَب، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هذَا، قَالَ : قُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَب إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئَاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَىٰ لَوْ أَنَّ السَّموَاتَ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ}[4] كلمة هينة لينة ما أسهلها على اللسان وما أحبها إلى الرحمن وما أثقلها في الميزان يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه فاتقوا الله عباد الله وامتنعوا عن المعاصي في هذه الأيام المباركة واستكثروا فيها من الطاعات وحركوا ألسنتكم بذكر خالق الأرض والسموات ماذا عليك لو قلت وأنت في الطريق تمشي لا إله إلا الله؟ ماذا عليك لو كررتها وأنت جالس في بيتك وأنت جالس في عملك وأنت راكب في مواصلتك؟ ماذا تكلفك وبماذا تتعبك؟ إنها دليل على توفيق الله للمؤمنين ففي الأثر المشهور قيل {إذا أكرم الله عبدا ألهمه ذكره وألزمه بابه وآنسه به { حتى قال { لو علم المغترون بالدنيا ما فاتهم من حظ المقربين وتلذذ الذاكرين وسرور المحبين لماتوا كمدا}[5] ألهم لسانه ذكره ليكون كلامه أرباح وليكون كلامه فلاح ونجاح وليكون كلامه رضا لحضرة الكريم الفتاح وليكون كلامه تكريماً له يوم القيامة وإذا أبغض الله عبداً جعل لسانه بذيئاً ينطق بالألفاظ البذيئة ولا يتحرك إلا كالسوط يجلد هذا بكلامه ويؤلم هذا بصراخه وسبابه ويؤذي هذا بغيبته ويفرق بين هذا وذاك بنميمته إن هذا يكون على شاكلة إبليس لأنها أعمال إبليس فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الجوارح تخاطب اللسان كل صباح فتقول {إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ الِّلسَانَ فَتَقُولُ: اتَقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا}[6] كل صباح تجتمع أعضاءك وأنت لا تشعر وتحدث اللسان لأن الإنسان لا يؤاخذ إلا بكلمات هذا اللسان وبأفعال هذه الجوارح وبنيّة القلب والجنان قال النبي {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا دَارُ الْتِوَاءٍ لاَ دَارُ اسْتِوَاءٍ، وَمَنْزِلُ تَرَحٍ لاَ مَنْزِلُ فَرَحٍ، فَمَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحْ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ لِشِدَّةٍ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ خَلَقَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَىٰ، وَالآخِرَةَ دَارَ عُقْبَىٰ، فَجَعَلَ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا لِثَوَابِ الآخِرَةِ، وَثَوَابَ الآخِرَةِ مِنْ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا عِوَضاً، فَيَأْخُذُ لِيُعْطِى، وَيَبْتَلِي لِيُجْزِى، فَاحْذَرُوا حَلاَوَةَ رَضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِهَا لِكَرِيهِ آجِلِهَا وَلاَ تَسْعَوْا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَىٰ اللَّهُ خَرَابَهَا، وَلاَ تُوَاصِلُوهَا وَقَدْ أَرَادَ مِنْكُمْ اجْتِنَابَهَا، فَتَكُونُوا لِسَخَطِهِ مُتَعَرضِينَ، وَلِعُقُوبَتِهِ مُسْتَحِقينَ][7] أكرم الله المؤمنون في هذا الشهر فأخذ حبيبه ومصطفاه في رحلته المباركة وأغدق عليه من نوره العام ومن صنوف الإكرام ما لم يعلمه إلا الملك العلام في هذه الليلة ليعلمنا أن هذا الشهر هو شهر إكرام الله لعباده المؤمنين والذي قال في حقه سيد المرسلين {رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي}[8] ومعنى شهر الله أي شهر العفو الإلهي ومغفرة الله وإحسانه وإكرامه لعباده لأن الله موصوف بهذه الصفات الكريمة وفي كل ليلة من ليالينا يتنزل في الثلث الأخير وينادي علينا ويتعجب من لجوئنا لغيره وهو أقرب إلينا من حبل الوريد فيقول{ألا مُسْتَغْفِرٌ فأغْفِرَ لَهُ ألا مُسْتَرْزِقٌ فأرْزُقَهُ ألا مُبْتَلًـى فـأُعافِـيَهُ ألا سائِلٌ فأعْطِيَهُ ألا كَذا ألا كذا حَتَّـى يَطْلُعَ الفَجْرُ}[9]

[1] روى في الترغيب والترهيب ومجمع الزوائد عن عبد الله بن مسعود.
[2] ورد فى الإحياء للغزالى وفى مراقى العبودية.
[3] رواه أحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عمر.
[4] أبو يعلى فى مسنده وأبو بعيم فى الحلية والبيهقى فى السنن وغيرها عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.
[5] الزهد الكبير للبيهقي رواية عن ذى النون
[6] سنن الترمذى وغيرها ، عن أبر سعيد الخدرى
[7] الديلمى عن ابن عمر رضى الله عنهما
[8] أبو الفتح بن أبي الفوارس من أماليه عن الحسن مرسلاً في كتاب جامع الأحاديث والفتح الكبير.
[9] عن جبير بن مطعم عن أبيه وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة.
الخطب الإلهامية_مناسبات_ج3_رجب والإسراء والمعراج
خليجية[/IMG]




بارك الله فيك
وبارك الله لنا في رجب وابلغنا رمضان
وبارك الله لنا في ايامنا وجعلها بركة اعمالنا بها يالله



جازاكي الله خيرا حبيبتي ,~



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام …

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام …
لما بلغ المشركون غار ثور و قال لهم
صاحب الأثر : قد انقطع هنا أثر محمد
و لم يكن الغار بالذي يفطن إليه العابر
فقد كان مجرد تجويف صغير في الجبل
لا يكاد يتسع إلا للرجل الواحد و كان
المشركون قد أنهكهم البحث فوصلوا إلى
الغار بين مصدق و مكذب و كان الصديق في
الغار قد أفزعه وقع أقدامهم و اختلاط أصواتهم
و أيقن أنهم لا بد سيقتلون النبي صلى الله
عليه و سلم ففاضت عيناه بالدمع و اضطرب
قلبه بالخفقان فقال له النبي صلى الله عليه
و سلم : ما يبكيك يا أبا بكر ؟ قال : يا
رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه
لرآنا ! فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
قال : يا رسول الله إني لا أبكي لنفسي
و لو قتلت فإنما أنا رجل واحد
و لكن أبكي خشية عليك يا رسول الله
و إن قتلت أنت هلكت الأمة !!!
رضي الله عن السلف الصالح
ومدى تفهمهم لمعنى الحياة و الوجود




خليجية[/IMG]



يسلمووو اختي الغاليه



يسلمووووو



خليجية