التصنيفات
منتدى اسلامي

المؤمن صاحب قلب حي

المؤمن صاحب قلب حي
يعرف المعروف وينكر المنكر
ولكنه ليس ملاكاً ولا معصوماً
وقد يترك معروفاً
أو يرتكب منكراً
فيذكر ربه ويشكو ذنبه
ويطلب العفو والمغفره من ربه
فنفسه دائما تلومه عند ارتكابه المعصيه
فيعمل على تجنبها
وعدم تكرارها مرة أخرى



التصنيفات
منتدى اسلامي

سلاح المؤمن ومفتااااااااااااااح ابواب الرحمة

خليجية

خليجية

نعلم جميعن أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ،
وأن الحزن لا يغسل الهموم أبداً …!
إلا أننا في بعض الأحيان
نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والإكتئاب،
وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين ليخرج ما في القلب
من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح ..!
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع إنهمار الدموع ..
خليجية
أختي المهمومة
حينما تشعرين أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك
فهلا قمتي من مكانك وتوضأتي وصليتي ركعتين أو أكثر
ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت
اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك
ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك.
اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
خليجية
فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة
قال: ابو الدرداء رضي الله عنه:
من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له
ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له.
ويقول عليه الصلاة والسلام
إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين .
خليجية
جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال:
إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر.
قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه .
وأخيراً إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته ، وهمومه ،
والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية …
ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه …
فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا أفضى بمشكلاته لله تعالى ..؟
فليس غيره من يزيح همك ..
وليس غيره من يريح قلبك ..
وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك ..
خليجية
أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد :
((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إمَّا أن يُعجِّل له دعوته،
وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة،
وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها))
خليجية
قال ابن حجر:
"كلّ داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة
فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"
أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ &#1649لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ &#1649لسُّوء
خليجية
(الدعاء يرد القضاء)
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ولا يرد القدر إلا الدعاء))
وقال تعالى : &#1649دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء، قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ &#1649لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
أنَّ الدعاء سبب في النجاة من عذاب النار
فقالوا: {فَمَنَّ &#1649للَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَـ&#1648نَا عَذَابَ &#1649لسَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ &#1649لْبَرُّ &#1649لرَّحِيمُ
خليجية
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) –
خليجية
أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))
خليجية
أنه مفتاح أبواب الرحمة، وسبب لرفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)
خليجية
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة))
خليجية
قال المباركفوري: "قوله: ((من فتح له منكم باب الدعاء))
أي: بأن وفق لأن يدعو الله كثيراً مع وجود شرائطه، وحصول آدابه،
((فتحت له أبواب الرحمة))
يعني أنه يجاب لمسئوله تارة، ويدفع عنه مِثله من السوء أخرى،
كما في بعض الروايات:
((فتحت له أبواب الإجابة))
وفي بعضها: (( فتحت له أبواب الجنة))".
وقال في قوله: ((إن الدعاء ينفع مما نزل)):
"أي من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقاً، وبالصبر إن كان محكماً
فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيُصَبِّره عليه أو يُرضيه به،
حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان،
بل يتلذذ بالبلاء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء،
((ومما لم ينزل))
أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه،
أو يمدّه قبل النزول بتأييد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به،
((فعليكم عباد الله بالدعاء))
أي: إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء"
خليجية




بارك الله فيك



ام ورد

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

ربيع المؤمن .

بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى ] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الأَلْبَابِ [ [آل عمران/190]

إن الله عز وجل بحكمته ورحمته خَلَقَ الليلَ والنهار، والشمس والقمرَ، والظلماتِ والنور، والحرَّ والبرد، والشتاء والصيف؛ لحِكَمٍ عظيمة، ومنافعَ جسيمةٍ،إن هذه المخلوقات من آياته، ودلائل قدرته وعظمته وتوحيده، فيها مصالحُ للعباد في ليلهم ونهارهم، في أمور دينهم ودنياهم.

يقول ابن الجوزي وابن القيم رحمها الله " ومن آياته سبحانه وتعالى الليلُ والنهار،وهما مِن أعجب آياته، وبدائع مصْنوعاته؛ ولهذا يُعيد ذِكرهما في القرآن "

فلتأمَّل في هذا الفَلَك الدَّوَّار بشمْسِه وقمرِه، ونجومِه وبروجه، وكيف يدورعلى هذا العالَم هذا الدوران الدائم ، على هذا النحو والترتيب والنظام، وما في ذلك من اختلاف الليل والنهار والفصول، والحرّ والبَرد، وما فيه من مصالِح لشتى انواع الحيوان والنبات!

ثم نتأمَّل في الحكمة البالغة في الحر والبَرد ، وفي دخول أحدهما على الآخر بالتدريج، والمُهْلَة حتى يبلغ نهايته، ولو دخل كل فصل على الاخر ما يترتب عليه مُفاجأة والأضرَّار بالأبدان وبالنبات، فكل ذلك من العنايةُ والحكمة والرحمة والإحسان رب البرية فلله الحمدُ والمنة.

أقوال الصحابة والعلماء عن فصل الشتاء

كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء [وصححه الألباني رحمه الله]
قال عمر رضي الله عنه: "الشتاء غنيمة العابدين".
وقال ابن مسعود: "مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام".
وقال الحسن: "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه".
ويقول رحمه الله: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما باليت أن أكون يعسوباً".
وروى الإمام أحمد من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشتاء ربيعُ المؤمن))؛ وأخرجه البيهقي وغيرُه، وزاد فيه: ((طال ليلُه فقامَه، وقصر نهارُه فصامَه)).

لماذا كان الشتاء ربيع المؤمن ؟ لأن المسلم يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزِّه قلبَه في رياض الأعمال الميسَّرة فيه، يصلح دينُ المؤمن في الشتاء؛ بما يسَّر الله فيه منَ الطاعات؛ فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقَّة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش؛ فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقَّة الصيام، ففي المسند والترمذي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصِّيام في الشتاء الغنيمة الباردة))،

وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء.

ومعنى كونها غنيمةً باردة: أنها غنيمة حصلتْ بغير قتال، ولا تَعَب ولا مشقة، فصاحبُها يحوز هذه الغنيمةَ عفوًا صفوًا بغير كُلفة . وأما قيام ليل الشتاء، فلطولِه يُمكن أن تأخذ النفْسُ حظَّها من النوم، ثم بعد ذلك إلى الصلاة، فيقرأ المصلِّي وردَه كلَّه من القرآن، وقد أخذتْ النفسُ حظَّها منَ النوم، فيجتمع له النومُه المحتاج إليه، مع إدراك الورد من القرآن، فيكمل مصْلحة دينه، وراحة بدنه، عن عبيد بن عمير أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم، فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم، فصُومُوا .

قال الله تعالى ﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]،

وقوله: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]

وقوله: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9] .




خليجية



خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

أسباب نزول البلاء على المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من سنة الله الكونية وقوع البلاء على المؤمن لحكمة عظيمة حتى لا يكاد يخلو أحد منه قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). ولذلك ابتلي أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكثر عليه البلاء فازداد يقينا وصبرا ورضا وضاعف الله أجره ورفع منزلته في الدنيا والآخرة.

والمؤمن يبتلى بأنواع وصور من البلاء تارة يفقد حبيبه وتارة يخسر مالا عظيما وتارة لا يوفق في أبواب الدنيا ومع ذلك قد يبتلى بكثرة العيال ويركبه هم وغم لأجل القيام على مصالحهم وفي المقابل قد يحرم الولد فيتجرع مرارة الحرمان ومنهم من لا يرزق دارا فيعيش تحت رحمة ملاك الدور الذين في الغالب لا يعرفون السماحة ومن البلاء المستطير أن يركب المؤمن دين عظيم لا يستطيع الوفاء به فيحمله ذلك على المآثم ومن أعظم البلاء أن يتسلط على المؤمن بعض الأراذل في مصلحة أو عمل أو سلطة فيظلمونه ويقهرونه ولا يعرفون قدره ومن البلاء العام أن يبتلى المؤمن بحاكم جائر لا يوفيه حقوقه الدنيوية من مسكن وصحة وغيرها ولا يجد طريقا لإيصال صوته لتمكن بطانة السوء وغير ذلك كثير.

وقد يتساءل كثير من الناس عن حقيقة البلاء والأسباب الموجبة لنزوله وكثرته على بعض المؤمنين ويختلفون في هذه المسألة والمتأمل في النصوص الشرعية يجد أن الناس في البلاء صنفان لكل صنف حكم يختص به:

الصنف الأول: من كان من الكمل من أهل الإيمان ممن وافق عمله قوله وسريرته لم تخالف علانيته وظهر صبره وشكره وإحسانه على جوارحه ولم يظهر تقصير على دينه وهذا حال الأنبياء والصديقين فهذا نزول البلاء عليه من باب الرفعة والكرامة له في الآخرة لتعلو منزلته في الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة). رواه البخاري. والأنبياء يبتلون لرفع منزلتهم والتأسي بهم وعدم اعتقاد الألوهية فيهم. وهذا الصنف قليل في المؤمنين يعز وجودهم في كل زمان.

ولا ينبغي للمؤمن من أهل السلامة أن يتكل على هذا المعنى ويترك الاعتبار بالبلاء ولا يفتش في حاله ويقع في الغرور لأنه قد يكون مبتلى بجرائم خفية تتعلق بقلبه ومقصده فيهلك.

الصنف الثاني: من كان من أهل التقصير والزلات في القول والعمل والخائضين في الشبهات والشهوات والمتهاونين في الفرائض والمتساهلين في الأمانات والمطلقين ألسنتهم في أعراض الغافلين كحال عامة المسلمين من العصاة والفساق المجاهرين فهذا نزول البلاء عليه من باب تكفير سيئاته وجبر كسره وغسل ذنوبه لقول النبي الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه). رواه مسلم. أو تعجيل عقوبته في الدنيا وتنبيهه للتوبة والرجوع إلى الله كما قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ). قال ابن عباس: (يعجل للمؤمنين عقوبتهم بذنوبهم ولا يؤاخذون بها في الآخرة). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر). رواه أحمد. وهذا الصنف كثير في المسلمين ما بين مقل ومستكثر والغالب في نزول البلاء أنه عقوبة وتكفير وعامة النصوص تدل على هذا المعنى. قال العباس رضي الله عنه: (اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة).

وثمة أسباب عظيمة لنزول البلاء على هذا الصنف:
الأول: كثرة الذنوب والاستخفاف بها.
الثاني: المجاهرة بالمعاصي وإظهار الفواحش.
الثالث: ظلم العباد والتسلط على حقوقهم.
الرابع: تعيير المسلم والازدراء منه والشماتة به.
الخامس: العقوق والقطيعة.
السادس: الركون للظلمة ونصرة أهل الفساد.
السابع: أكل الحرام والتحايل على المحرمات.

ونزول البلاء على المؤمن المقصر وكثرة وقوعه عليه وتنوعه والله إنه من أعظم النعم عليه لأنه تعجيل للعقوبة عليه في الدنيا قبل الآخرة كما روي في مسند أحمد: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة). وليعلم أن بلاء الدنيا أهون من بلاء الآخرة كما قال تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). فليستحضر هذا وليصبر وليحتسب وليحمد الله على البلاء.

وينبغي على المؤمن إذا نزل به البلاء كذلك أن يكثر من التوبة والاستغفار وتصحيح العمل والقصد وليفتش حاله وليتخلص من جميع المظالم الحسية والمعنوية وليطهر ماله من الشبهات وليتهم دينه ويمقت نفسه ويلومها في ذات الله وليوقن أنه مقصر في حق الله وليعتبر في حال الدنيا الزائلة ويعظم رغبته في الآخرة.

ومع هذا فقد يؤخر الله البلاء والعقوبة على الظالم ليبتلي عباده في دينهم ويختبرهم ثم يأخذه أخذة شديدة على حين غفلة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) قال ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ). متفق عليه. فلا ينبغي للمؤمن أن يغتر ببقاء الظالم واستبداده وتمكنه من رقاب العباد وأموالهم ومن أعظم الشواهد في زماننا هلاك معمر القذافي على أسوء ميتة بعد جبروته وتسلطه على رقاب المسلمين لعقود طويلة وتحريفه للقرآن واستهزائه بالرسول صلى الله عليه وسلم ومعاداته لأولياء الله وفي هلاكه عبرة وعظة لكل طاغية.

ومن المؤكد شرعا أن البلاء إذا اجتمع على العبد مع صبره ولزومه الطاعة ويقينه بوعد الله كان ذلك علامة ظاهرة على محبة الله لذلك العبد واختياره واستعماله في طاعته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). رواه الترمذي وحسنه.

أما من يظن ويزعم أن نزول البلاء والمصائب على المؤمن أمر قدري لا علاقة له بأفعال العباد وارتكابهم المظالم والذنوب ولا يرتبط بالسبب الشرعي فهذا مخطئ ومخالف للحقائق الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ومخالف لفهم السلف المأمورين بإتباعهم وقد تواردوا على الاعتراف بهذه الحقيقة ولم ينازعوا فيها فيما أعلم.

أما الإنسان الذي لا يكاد يبتلى في أحواله وأموره مع كثرة رزقه وتيسر أموره وفرحه وغفلته وبعده عن الطاعة وإغراقة في المعاصي والذنوب فهذا دليل بين على بعده عن الله واستدراج الله له ليزيده في الغي والضلال فكلما أحدث ذنبا أحدث له نعمة ليزداد شرا كما نبه السلف الصالح على ذلك في قوله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ). فلا تغتر أيها المؤمن برؤية أهل الدنيا من أهل المعاصي والغفلة ممن غرقوا في بحر الشهوات وسخر لهم الناس وتيقن أن ما هم فيه بلاء عظيم بالنسبة لعقوبة الاخرة وعاقبتهم سيئة إن لم يتداركوا أنفسهم بتوبة وإصلاح.

والحاصل ينبغي على كل مؤمن أن يبادر بالتوبة وإصلاح الأعمال والبعد عن أسباب الفتن والتمسك بالتوحيد والسنة والمشاركة في أبواب الخير على حسب الاستطاعة ومصاحبة الصالحين ليختم له بخير وينجو في الآخرة.

خالد سعود البليهد
3/6/1434




شكرلك



جزاك الله الف خير



شكرلكم



جزاكم الله خيرا



التصنيفات
منتدى اسلامي

أهمية الاستعانة بالله في حياة المؤمن

إن المؤمن الذي يريد أن يرتقي في أشرف منازل الآخرة ، لا يستطيع أن يرتقي إلا بعد عون الله وتوفيقه له ، والمصلي كل يوم يقول في صلاته
إياك نعبد وإياك نستعين .

ولكن كثيرا من الناس لا يفقه شيئا عن الاستعانة بالله ، وأنها ضرورية ومهمة في حياة المؤمن
ولن يستطيع أن ينجز شيئا من أعماله الدينية أو الدنيوية إلا بعد توفيق الله وإعانته وتسهيله وتيسيره له .

· وقفة تأمل :

قال تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

قال الشيخ السعدي رحمه الله : أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة

فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ، ولا نستعين بغيرك .

– و العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ، والأقوال الظاهرة والباطنة.

– و الاستعانة : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ، ودفع المضار ، مع الثقة به في تحصيل ذلك .

– والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع الشرور ،
فلا سبيل إلي النجاة إلا بالقيام بهما .

· متى تكون العبادة عبادة ؟

وإنما تكون العبادة عبادة ، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله ،
فبهذين الأمرين تكون عبادة .

– وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.

فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي. اهـ بتصرف

· قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

– وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ،
ودفع مضارّه ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل .

– فمن أعانه الله ، فهو المُعانُ ، ومن خذله فهو المخذولُ ، وهذا تحقيقُ

معنى قول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ،

فإن المعنى : لا تحول للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلا بالله ، وهذه كلمة عظيمة ،
وهي كنز من كنوز الجنة .

– فالعبدُ محتاج إلى الاستعانة بالله في :

1-فعل المأمورات
.
2-وترك المحظورات .

3-والصبر على المقدورات كلِّها في الدنيا وعندَ الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة

ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله عز وجل

فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .

– قال النبي صلى الله عليه وسلم :
[ احرصْ على ما ينفعُكَ واستعن بالله ولا تعجزْ ].
رواه مسلم

– ومن ترك الاستعانة بالله ، واستعان بغيرِه ، وكَلَهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً .

– كتب الحسن إلى عمر بن العزيز :لا تستعن بغير الله ، فيكِلَكَ الله إليه .

– ومن كلام بعض السلف: يارب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ، عجبتُ لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك . اهـ

· أقسام الناس في العبادة والاستعانة

· قال ابن القيم رحمه الله : أقسام الناس في العبادة والاستعانة

أربعة أقسام :

أهل العبادة والاستعانة بالله: فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها ، ويوفقهم للقيام بها .

من لا عبادة ولا استعانة : وإن استعان به وسأله ، فعلى حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه .

من له نوع عبادة بلا استعانة : فحظه ناقص من التوكل والاستعانة به .

ولهم من الخذلان والضعف والعجز بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم .

من عنده استعانة بلا عبادة : وهو من شهد تفرد الله بالنفع والضر ، ولم يسير و يوافق ما يحبه الله ويرضاه
فتوكل عليه واستعان به على حظوظه وشهواته ، وأغراضه وطلبها منه سواء كانت أموالا أو رئاسات ..
ولكن لا عاقبة له .

منقول




بارك الله فيك



خليجية



………….



التصنيفات
منوعات

عمال ترفع المؤمن في أعلى درجات الجنة

اعمال ترفع المؤمن في أعلى درجات الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن للمؤمن همة عالية تجعله يتطلع دائماً إلى الأفضل والأحسن ، فبينما تجد أن هناك الكثير من المؤمنين لا يريدون إلا النجاة من النار ودخول الجنان ، إلا أن هناك صنف همته عالية ، فهو يتطلع دائماً إلى أعلى درجات الجنة

وهذه باقة من الأعمال التي ترفع المؤمن في أعلى درجات الجنة :

1.الجهاد في سبيل الله:
قال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فأنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة "

2.التواضع لله:
قال صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله "
وفي رواية أخرى : من يتواضع لله سبحانه وتعالى درجة ، يرفعه الله به درجة ، ومنيتكبر على الله درجة يضعه الله به درجة حتى يجعله في أسفل السافلين

3.حفظ القرآن وقراءته :
قال صلى الله عليه وسلم : " يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة : إقرأ واصعد ، فيقرأ ويصعد لكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه

4.قراءة سورتي ( السجدة) و (تبارك) :
عن كعبٍ قال : من قرأ تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك ، كُتب له سبعون حسنة ، وُحطَّ عنه بها سبعون سيئة ، ورُفع له بها سبعون درجة

5.إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وإنتظار الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط .. فذلكم الرباط

6.من وصل الصفوف في الصلاة وسد الفرجة :
عن عائشة قالت : قال صلى الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ، ومن سدَّ فرجة رفعه الله بها درجة

7.ذكر الله :
قال صلى الله عليه وسلم : ألا أُنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والروق (الفضة) ، وخير من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله

8.الصبرعلى البلاء :
قال صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلاكُتبت له بها درجة ، ومُحيت عنه بها خطيئة

9.طلب العلم :
عن الحسن قال : قال صلى الله عليه وسلم : من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام ، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة

10.كثرة الطواف حول الكعبة :
قال صلى الله عليه وسلم : من طاف بهذا البيت اسبوعاً (أي سبعة أشواط) يحصيه ، كُتب له بكل خطوة حسنة ، وكفر عنه سيئة ، ورُفعت له درجة ، وكان عدل عتق رقبة

11.كثرة السجود لله :
قال صلى الله عليه وسلم : عليك بكثرة السجود ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحطَّ عنك خطيئة

12.حُسن الخُلق :
قال صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم

13.من قال دُعاء السوق :
قال صلى الله عليه وسلم : من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورُفع له ألف ألف درجة ، وبنى له بيتاً في الجنة

14.إستغفار الولد لأبيه :
قال صلى الله عليه وسلم : إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة، فيقول : أنَّى لي هذا ؟ فيُقال : بإستغفار ولدك لك

15.طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، والله إنك لأحب إلى من نفسي ، وإنك لأحب إلي من أهلي ، وأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت من النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة ، خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل (عليه السلام) بهذه الآية ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ النساء 69

16.محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه :
عن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : وما أعددت للساعة ؟ قال : حب الله ورسوله ، قال : فإنك مع من أحببت
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فإنك مع من أحببت ، قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكرٍ وعمرٍ ، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم

ونحن نشهدك يا رب أننا نحبك حباً يليق بجلالك وكمالك ، ونحب رسولك صلى الله عليه وسلم ، ونحب الصحابة رضي الله عنهم ، ونحب الصالحين في كل زمان ومكان ، ونسألك أن تحشرنا يوم القيامة في زمرة المتقين وإن لن نعمل بأعمالهم

آمين

منقول




التصنيفات
منوعات

المؤمن القوي هو من لا يقنط من رحمة الله ابدا

خليجيةالعاب بنات

الإيمان أنه لا يأس من رحمة الله.

اليَأْس: القُنوط، وقيل: اليَأْس نقيض الرجاء، يَئِسَ من الشيء يَيْئَس ويَيْئِس نادر، وقال ابن فارس: اليأس: قطع الأمل، قال: وليس في كلام العرب ياءٌ في صدر الكلام بعدها همزة إلا هذه، والمصدر اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس، وقد استَيْأَسَ وأَيْأَسْته، وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِسٌ ويَؤُوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس، ويَئِسَ أيضًا: عَلِمَ، ومنه: ﴿ أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الرعد: 31]، قال المطرزي: (يَئِس) منهِ فهو (يائسٌ)، وذلك (مَيْئوس) منه، و (أيأسْتُه) أنا (إيئاسًا): جعلتُه يائسًا، وفيه لغة أخرى: (أَيِسَ) و(آيسْتُه) أنا.

قال في لسان العرب: اليَأْس القُنوط، وقيل: اليَأْس نقيض الرجاء، يَئِسَ من الشيء يَيْئَس، والمصدر اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس، وقد استَيْئَسَ وأَيْأَسْته، وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس.

قال تعالى: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

قال ابن كثير: نَهَّضهم وبشرهم، وأمرهم ألا ييئسوا من روح الله؛ أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه؛ فإنه لا يقطع الرجاء ويقطع الإياس من الله إلا القومُ الكافرون.

قال ابن جزي: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]؛ أي: من رحمة الله، ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، إنما جعل اليأس من صفة الكافر؛ لأن سببه تكذيب الربوبية، أو جهلٌ بصفات الله من قدرته وفضله ورحمته.

وقال ابن جرير الطبري: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما، ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾، يقول: لا يقنط من فرَجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ﴿ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه.

قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].

قال ابن جرير الطبري أيضًا: يقول تعالى ذكره: الذين يحملون عرش الله من ملائكته، ومَن حول عرشه، ممن يحفُّ به من الملائكة ﴿ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾ يقول: يصلون لربهم بحمده وشكره ﴿ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ يقول: ويقرُّون بالله أنه لا إله لهم سواه، ويشهدون بذلك، لا يستكبرون عن عبادته ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ يقول: ويسألون ربهم أن يغفر للذين أقرُّوا بمثل إقرارهم من توحيد الله والبراءة من كلِّ معبود سواه، ذنوبهم، فيعفوها عنهم.

وقال ابن جرير الطبري أيضًا: عن قتادة، قوله: ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ لأهل لا إله إلا الله.

وقوله: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾، وفي هذا الكلام محذوف، وهو: "يقولون"؛ ومعنى الكلام: ويستغفرون للذين آمنوا يقولون: يا ربنا وَسِعْتَ كلَّ شيء رحمة وعلمًا، ويعني بقوله: ﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾: وَسِعَتْ رحمتك وعلمك كل شيء مِن خلقك، فعلمت كل شيء، فلم يخْفَ عليك شيء، ورَحِمْتَ خلقك، ووسعتهم برحمتك.

﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54]، ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107]، ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].

قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

قال ابن كثير:
دالة على أن المراد: أنه يغفر جميع ذلك مع التوبة، ولا يَقْنَطَنَّ عبد من رحمة الله، وإن عظمت ذنوبه وكثرت؛ فإن باب التوبة والرحمة واسع، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [التوبة: 104]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقال تعالى في حق المنافقين: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ [النساء: 145، 146]، وقال: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73]، ثم قال: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74]، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ﴾ [البروج: 10].

قال الحسن البصري: انظر إلى هذا الكَرَم والجود، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة!

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [الزمر: 53، 54]: وقد ذكرنا في غير موضع أن هذه الآية في حق التائبين، وأما آيتا النساء، قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116، 48]، فلا يجوز أن تكون في حق التائبين، كما يقوله من يقوله من المعتزلة؛ فإن التائب من الشرك يُغفَر له الشرك أيضًا بنصوص القرآن واتفاق المسلمين، وهذه الآية فيها تخصيص وتقييد، وتلك الآية فيها تعميم وإطلاق، هذه خَصَّ فيها الشرك بأنه لا يغفِرُه، وما عداه لم يجزم بمغفرته، بل علَّقه بالمشيئة فقال: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾.

وقد ذكرنا في غير موضع أن هذه كما تَرُدُّ على الوعيديَّة من الخوارج والمعتزلة، فهي تَرُدُّ أيضًا على المرجئة الواقفية الذين يقولون: يجوز أن يُعَذِّب كل فاسق فلا يغفر لأحد، ويجوز أن يغفر للجميع، فإنه قد قال: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ فأثبت أن ما دون ذلك هو مغفور، لكن لمن يشاء، فلو كان لا يغفره لأحد بطَل قوله: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ﴾، ولو كان يغفره لكل أحد بطل قوله: ﴿ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾، فلما أثبت أنه يغفر ما دون ذلك وأن المغفرة هي لمن يشاء، دل ذلك على وقوع المغفرة العامة مما دون الشرك، لكنها لبعض الناس، وحينئذ فمن غُفِر له لم يُعذَّب، ومن لم يُغْفَر له عُذِّب، وهذا مذهب الصحابة والسلف والأئمة، وهو القطع بأن بعض عصاة الأمة يدخل النار، وبعضهم يُغفَر له، لكن هل ذلك على وجه الموازنة والحكمة، أو لا اعتبار بالموازنة؟ فيه قولان للمنتسبين إلى السُّنة من أصحابنا وغيرهم، بناءً على أصل الأفعال الإلهية، هل يعتبر فيها الحكمة والعدل؟ وأيضًا، فمسألة الجزاء فيها نصوص كثيرة دلت على الموازنة، كما قد بسط في غير هذا الموضع.

والمقصود هنا أن قوله: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، فيه نَهْيٌ عن القنوط من رحمة الله تعالى، وإنْ عَظُمَت الذنوب وكثرت، فلا يَحِلُّ لأحد أن يقنط من رحمة الله وإن عَظُمَت ذنوبه، ولا أن يُقَنِّط الناس من رحمة الله، قال بعض السلف: إنَّ الفقيه كلَّ الفقيه الذي لا يُؤْيِسُ الناس من رحمة الله، ولا يُجَرِّئهم على معاصي الله.

والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له، إما لكونه إذا تاب لا يقبل الله توبته ويغفر ذنوبه، وإما بأن يقولَ: نفسه لا تطاوعه على التوبة، بل هو مغلوب معها، والشيطان قد استحوذ عليه، فهو ييئس من توبة نفسه، وإن كان يعلم أنه إذا تاب غفر الله له، وهذا يعتري كثيرًا من الناس، والقنوط يحصل بهذا تارة، وبهذا تارة.

فالأول: كالراهب الذي أفتى قاتلَ تسعة وتسعين أن الله لا يغفر له، فقتله وكَمَّلَ به مائة، ثم دُلَّ على عالم فأتاه فسأله فأفتاه بأن الله يقبل توبته، والحديث في الصحيحين.

والثاني: كالذي يرى للتوبة شروطًا كثيرة، ويقال له: لها شروط كثيرة يتعذر عليه فعلها، فييئَس من أن يتوب، وقد تنازع الناس في العبد: هل يصير في حال تمتنع منه التوبة إذا أرادها؟ والصواب الذي عليه أهل السنة والجمهور: أن التوبة ممكنة من كل ذنب، وممكن أن الله يغفره، وهذه آية عظيمة جامعة، من أعظم الآيات نفعًا، وفيها رد على طوائف؛ رد على من يقول: إن الداعي إلى البدعة لا تُقبَل توبته، وقد حكى هذا طائفةٌ قولاً في مذهب أحمد أو روايةً عنه، وظاهر مذهبه مع مذاهب سائر أئمة المسلمين أنه تُقبَل توبته كما تقبل توبة الداعي إلى الكفر، وتوبة من فَتَنَ الناس عن دينهم.

فالداعي إلى الكفر والبدعة، وإن كان أضل غيره، فذلك الغير يُعَاقَب على ذنبه؛ لكونه قَبِل من هذا واتبعه، وهذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة، مع بقاء أوزار أولئك عليهم، فإذا تاب من ذنبه لم يبق عليه وزره، ولا ما حَمَلَه هو لأجْل إضلالهم، وأما هم فسواء تاب أو لم يتُبْ، حالهم واحد، ولكن توبته قبل هذا تحتاج إلى ضد ما كان عليه من الدعاء إلى الهدى، كما تاب كثير من الكفار وأهل البدع، وصاروا دعاة إلى الإسلام والسنة، وسحرة فرعون كانوا أئمة في الكفر ثم أسلموا وختم الله لهم بخير.

ومن ذلك توبة قاتل النفس، والجمهور على أنها مقبولة، وقال ابن عباس: لا تُقبَل، وعن أحمد روايتان، وحديث قاتل التسعة والتسعين في الصحيحين دليل على قبول توبته، وهذه الآية تدل على ذلك، وآية النِّساء إنما فيها وعيد في القرآن؛ كقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، ومع هذا: فهذا إذا لم يتب.

وكل وعيد في القرآن فهو مشروط بعدم التوبة باتفاق الناس، فبأي وجه يكون وعيد القاتل لاحقًا به وإن تاب؟ هذا في غاية الضعف، ولكن قد يقال: لا تُقبَل توبته، بمعنى أنه لا يسقط حق المظلوم بالقتل، بل التوبة تُسقِط حق الله، والمقتول مُطَالِبُه بحقه، وهذا صحيح في جميع حقوق الآدميين حتى الدَّيْن؛ فإن في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الشهيد يُغفَر له كل شيء إلا الدَّينَ))، لكن حق الآدمي يُعْطَاه من حسنات القاتل.

فمن تمام التوبة أن يستكثر من الحسنات حتى يكون له ما يقابل حق المقتول.

وفي الحديث: (إنَّ لله مائةَ رحمةٍ، كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض، أنَزَل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعطِف الطير والوحوش على أولادها، وأخَّر تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)).

وأخرج الترمذي وحسَّنه: عن أنس رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغَتْ ذنوبك عَنَان السماء، ثم استغفرتَني غفرْتُ لك، يا ابن آدم، لو أتيتني بقُراب الأرض – بضم القاف ويجوز كسرُها أي قريب ملئها – خطايا ثم لقيتَني لا تشركُ بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرة)).

وعن أنس بسند حسن: أنه صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: ((كيف تجدك؟))، قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمَّنَه مما يخاف)).

وأخرج أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن شئتم أنبأْتُكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة؟ وما أول ما يقولون له؟))، قلنا: نعم يا رسول الله، قال: ((إن الله عز وجل يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رَجَوْنا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي)).

وروى الشيخان: قال الله عز وجل : (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني))؛ الحديث.

وأبو داود وابن حبان في صحيحه: ((حسن الظن من حسن العبادة))، والترمذي والحاكم: ((إن حسن الظن بالله من حسن العبادة))، ومسلم وغيره عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسِن الظن بالله عز وجل)).

فإذا دخلت إساءة الظن بالله على القلب ضَعُفَ التوحيد، ولم يحقق العبدُ ما يجب عليه من الإيمان بالقدر، والإيمان بأفعال الله جل جلاله، ويجب على كل مؤمن أن يحترس من سوء الظن بالله جل وعلا؛ فإن البعض قد يرى أنه يستحق أكثر مما ناله من الرزق الذي أنعم به الله عليه، أو قد يحصل له ما يكره من قضاء الله وقدره فيظن أنه لا يستحقه ولا ينبغي أن يصاب به، فينظر إلى قضاء الله – سبحانه – وقدره على وجه الاتهام وسوء الظن.

وعلى المؤمن أن يُنَقِّيَ قلبه من كل ظن سيئ بالله، ولا يظن به إلا الحق، حتى لو أصيب بأعظم المصائب، ووقعت عليه أشد الكروب، وعليه أن يعتقد أن هذا من حكمة الله جل وعلا، وأنه يفعل ذلك بمقتضى مشيئته وقضائه وقدره جل وعلا.

لذلك قال جل ذكره: ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾ [آل عمران: 154]، وقول الله تعالى: ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ ﴾ [فصلت: 23]، وقوله تعالى: ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾ [الفتح: 6].

وإن حسن الظن بالله في حالة الأمن والخوف والرخاء والشدة دليل على الإيمان الصادق، والتسليم التام، والتوحيد الخالص، وابتغاء رحمة الله جل وعلا، وهو ضد اليأس والقنوط من رحمة الله، المنافي لحقيقة التوحيد الخالص.

قال القرطبي: قيل: معنى (ظَنِّ عبدي بي)؛ أي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكًا بصادق وعده، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))؛ ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكِلَ إلى ما ظَنَّ، فإن كان خيرًا فخيرٌ، وإن ظن غير ذلك فله.
في امان الله




جزاك الله خيرا
اصلح الله حالك
موضوعك مميز
تسلمى