فضل شيء لصحتك هو أن تشرب من الماء ما يساوى بالأوقية نصف وزن جسمك ( مثلا إذا كنت تزن 150 رطلا فيجب عليك أن تشرب حوالي 75 أوقية من الماء يوميا) . كلنا يعرف أننا نستطيع أن نعيش لمدة طويلة بدون طعام ولكننا لا نستطيع ذلك بدون ماء.
حيث يساعد الماء على الحفاظ على مرونة الجلد ويزيد من كمية البول (مما يساعد على التخلص من الفضلات) وهو الوسيلة التي تمتص بها القناة الهضمية الطعام. والماء مهم جدا في عملية تنظيم درجة حرارة الجسم ، وهو الوسط الذي تحدث فيه التغيرات الكيميائية المسئولة عن أغلب أنشطتنا.
وللماء وظائف وفوائد أخرى عديدة لا حصر لها، لذا حاول أن تزيد من كمية الماء التي تشربها واستمتع بهذه الفوائد.:
الماء هو سر الحياة، انه مصدر الحيوية والحياة في هذا الكون الذي نعيش فيه.. ولا غنى للإنسان أو للحيوان أو النبات عن الماء، والماء هو أحد أهم المكونات الغذائية التي يحتاج إليها كل كائن حي بلا استثناء، ويشكل الماء نسبة 70٪ من وزن الكائن الحي، وقد تصل هذه النسبة إلى حوالي 90٪ في بعض الكائنات الحية الأخرى.
كما أن الماء وسيط أساسي وهام للتفاعلات الطبيعية والكيميائية لجميع النظم البيولوجية على اختلافها.. كما أن مياه الأنهار والبحار والمحيطات تشكل حوالي 80٪ من سطح الكرة الأرضية، بينما لا تزيد مساحة اليابسة على 20٪ من سطح الأرض.
وقد أكد القرآن الكريم على أهمية الماء باعتباره أساس الحياة وجوهر الوجود، يقول الله عز وجل: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} (سورة الأنبياء، الآية 30).
وقد ورد ذكر الماء في القرآن الكريم بمعناه الذي نعرفه (59 مرة)، حيث وضح القرآن الكريم أهمية الماء وضرورته لجميع الكائنات الحية.
وجميع الموضوعات التي ورد فيها ذكر الماء في القرآن الكريم يكون مرتبطاً بالأرض، وهي إما أن تكون ميتة أو خاشعة أو هامدة، فينزل الماء عليها فتهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج.. فكأن الماء هنا بمثابة الروح للجسد يحيا عندما تنفخ فيه الروح، ويموت عند مفارقته لها، يقول الله تعالى: {وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج} (سورة الحج، الآية 5).
ورغم الأهمية القصوى للماء والتي تفرض على الإنسان مسؤولية الحفاظ عليه باعتبار أن ذلك جزء من الحفاظ على حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى، والتي سخرها الله له إلا أن الإنسان قد فعل العكس في كثير من الأحيان.. فقد قام الإنسان بتلويث المياه وخاصة في هذا العصر، ومن ذلك تلويث المسطحات المائية والتي تشمل الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، وقد تحولت هذه المسطحات إلى سلة مهملات عالمية ومحلية، لكل ما يريد الإنسان أن يتخلص منه من فضلات ومخلفات مصانع وصرف صحي وغيره.
وتسبب ملوثات الماء أمراضاً خطيرة مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والتيفود والالتهاب الكبدي الوبائي والبلهارسيا.
وتؤكد الاحصائيات ان أكثر من نصف سكان العالم يعانون من الأمراض الناتجة عن عدم توفر مياه الشرب النقية وشرب المياه الملوثة.. ففي دول العالم الثالث ونتيجة لتلوث المياه فإن هناك (25) مليون طفل يموتون بسبب الأمراض المذكورة أعلاه.. كما تسببت المياه الملوثة في إصابة حوالي (750) مليون شخص في افريقيا وآسيا بمرض البراغيث، كما أصيب حوالي (300) مليون شخص بمرض البلهارسيا في حين أن هناك حوالي (800) مليون شخص مهددون بالإصابة بالملاريا الناشئة عن وجود المستنقعات الراكدة.
وقد جاء التوجيه الإسلامي الكريم واضحاً في المحافظة على الماء، وصيانته من التلوث أو العبث أو إفساده، وهناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحض على ذلك بشكل رائع.
إننا مطالبون في بلادنا الحبيبة ليس فقط بالمحافظة على الماء وترشيد استخدامه بل أيضاً بالنظافة الشخصية، وعدم تلويث الماء سواء داخل المنزل أو خارجه كما أن للمرأة دوراً فاعلاً وأساسياً في ذلك، من أجل أسرة سعيدة خالية من الأمراض، فالماء سر الحياة وهو أيضاً عنصر مهم في صحة البيئة والإنسان.
يقوم الماء بوظائف كثيرة في الجسم ولا تستمر الحياة من دونه، وقد يعيش الحيوان مدة طويلة من دون طعام، أو من دون تزويده بأحد العناصر الغذائية الضرورية، لكنه لا يستغني عن الماء إلا لفترة محدودة جدا، فهو أساس الحياة ول يمكن الاستمرار من دونه.
الدكتور خالد علي المدني، استشاري التغذية العلاجية نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية، يلخص الوظائف الأساسية للماء في ما يلي:
1 ـ يعتبر الماء الوسيط الذي تتم فيه جميع التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم كعمليات الهضم والامتصاص والاستقلاب.
2 ـ الماء ضروري كوسيط لنقل العناصر الغذائية في عمليات الهضم والامتصاص والاستقلاب، وكذلك طرح الفضلات إلى خارج الجسم عن طريق البول والبراز والعرق.
3 ـ يعمل الماء على تنظيم حرارة الجسم بحيث لا تحدث فروق عالية بينها وبين حرارة الجو المحيط، وذلك عن طريق بخار الماء الذي يخرج في عملية التنفس وفي العرق، وهما وسيلتان لخفض درجة حرارة الجسم، وترطيبه عندما ترتفع درجة حرارة الجو عن حرارة الجسم.
4 ـ يدخل الماء في تركيب جميع الخلايا والأنسجة، وتختلف نسبته من نسيج إلى آخر، فهي في بلازما الدم حوالي %92، وفي العضلات الإرادية %80، وفي خلايا الدم الحمراء %70، وفي الأنسجة الدهنية %20.
5 ـ يعمل الماء على حفظ مرونة الأنسجة وليونتها ليسهل بذلك حركة العضلات والأعضاء والمفاصل، كما يحمي الماء الأنسجة من أثر الصدمات والرضوض.
6 ـ يعمل الماء كوسيط لحمل المواد الغذائية وأكسجين الهواء إلى جميع خلايا الجسم، كما يحمل ثاني أوكسيد الكربون إلى الرئتين للتخلص منه في هواء الزفير.
ويختلف احتياج الأطفال من الماء عن البالغين، ويلاحظ أيضا في الأطفال وجود كمية كبيرة من السائل خارج الخلايا Extracellular Fluid، مما يجعله سهل الفقدان.
ويضيف د. المدني أن احتياج الطفل للماء يرتبط بالسعرات الحرارية التي يتناولها وتركيز البول لديه، ويحتاج الطفل عموما حوالي 10 ـ 15% من وزنه ماء.
والجدول (1) يوضح احتياج الفرد من السوائل خلال مراحل النمو.
العمر ملليلتر لكل كيلوغرام من وزن الجسم أصغر من ثلاثة أشهر 120 3 – 6 أشهر 115 6 – 12 شهرا 100 1 – 4 سنوات 100 4 – 7 سنوات 95 7 – 11 سنة 90 11 – 19 سنة 50 أكبر من 19 سنة 30 جدول (1) الاحتياجات اليومية التقريبية من السوائل خلال مراحل النمو.
وتمثل نسبة السوائل في الرضيع حوالي 75% من وزن الجسم، في حين تمثل السوائل للذكر البالغ حوالي 57%، وللأنثى البالغة حوالي 47% من وزن الجسم.
وتحدث الوفاة عند فقدان 20% من ماء الجسم، وفقدان 10% يمثل خطورة على صحة الفرد. ويمكن للشخص البالغ العيش في الطقس المعتدل من دون ماء لمدة عشرة أيام، والأطفال لمدة خمسة أيام فقط، في حين يمكن العيش من دون طعام لعدة أسابيع.
ويعتبر ماء الشرب من أهم مصادر المياه للجسم بصورة الماء النقي، كما تعد المشروبات الأخرى كالشاي، القهوة، المياه الغازية، اللبن، والحساء من المصادر المهمة. ويعد الماء أحد المكونات الأساسية لكثير من الأغذية، خصوصا الفاكهة والخضر والعصائر. كما ينتج الماء من التفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان أثناء عملية التمثيل الغذائي للأطعمة لإنتاج الطاقة.
* تأثير الماء على صحة البشرة * وحول العلاقة بين الماء وصحة البشرة يقول د. علي الردادي، استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة، إن الجلد هو أكبر أعضاء الجسم ويبلغ مساحة سطحه لدى البالغين حوالي 20 قدما تقريبا، وهو مرآة للجسم وشاهد على صحة الإنسان، فعند إصابة الإنسان بأي مرض لا سمح الله سواء جلدي أو داخلي تظهر الأعراض على الجلد بصورة واضحة.
ومن وظائف الجلد المهمة الحماية من الصدمات والوقاية من الميكروبات، والتحكم في الأشعة الضوئية الضارة، ومنع امتصاص ودخول المواد السامة، والمحافظة على النسبة الطبيعية للسوائل، وامتصاص الأدوية الموضعية واستخراج الفضلات الحيوية من الجسم كالعرق.
ويؤكد د. الردادي على أن شرب الماء بكميات كافية ضروري جدا لنضارة وحيوية البشرة لأنه يمنح جميع خلايا الجسم بما فيها الجلد الرطوبة الكافية ويساعد على تجدد خلايا البشرة لتقوم بعملها على أفضل حال. كما أن شرب الماء له دور أساسي في تنظيم حرارة الجسم والتخلص من السموم إضافة إلى فوائده الكثيرة للدم والجهاز الهضمي والكلى وحماية الجسم من العديد من الأمراض. في حين أن الجفاف له تأثير سلبي على أداء البشرة والعضلات ويؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق والتعب وقلة النشاط وفقدان القدرة على ضبط حرارة الجسم والإمساك وتكون حصى الكلى وجفاف العين والفم ونقص في القدرات الذهنية. ومن المعلوم أن كثرة الغسيل واستخدام الماء خارجيا تسبب جفاف الجلد.
وينبه د. الردادي الى نوع الماء المستخدم للغسيل فالماء «العسير» HARD WATER يحتوي على نسبة عالية من المعادن المذابة، بينما يحتوي الماء «اليسير» SOFT WATER على نسبة قليلة منها. وعليه فإن الماء العسير قد يسبب حكة جلدية عند الاستحمام بسبب تفاعل الأملاح مع رغوة الصابون مما يسبب ترسب الأملاح على سطح الجلد.
ويوضح أن هذه الحكة بالامكان تفاديها باتباع النصائح التالية:
* استخدام ماء «يسير» قليل الأملاح
* استخدام جهاز منعم للماء
* إضافة منعم الماء الخاص مباشرة إلى ماء الغسيل
* استخدام صابون قليل الرغوة FOAMLESS SOAP وحول الفرق بين استخدام الماء اليسير والماء العسير لتنظيف الشعر، يوضح الدكتور علي الردادي أن الماء اليسير وهو الماء الذي يحتوي على نسبة قليلة من الأملاح المعدنية المذابة ليس له أي تأثير سيئ عند تنظيف الشعر في حين أن الماء العسير وهو الماء الكثير الأملاح المعدنية المذابة يؤدي عند استخدامه لتنظيف الشعر إلى حكة في فروة الرأس نتيجة تفاعل بعض أنواع الصابون وعدد قليل جدا من أنواع الشامبو معه مما يؤدي إلى ترسب هذه المواد الكيميائية على فروة الرأس.