ويستجيب الجسم لمسببات الشدة الجسدية والنفسية بنفس الطريقة، حيث يتصرف الدماغ كما لو أن المرء في موقف ذي طبيعة خطيرة، ويصدر منه أوامر لإنتاج الكثير من هرمون الأدرينالين الذي يحمل المرء على (المواجهة أو الهرب)، وفي نفس الوقت يحصل الجسم على دفع من هرمون الكورتيزول الذي يطلب من الجسد التعويض عن طاقة لم يفقدها الجسم أساساً، فيشعر المرء بالجوع الشدي، ويتابع الجسم إنتاج الكورتيزول طالما ظل تحت تأثير الموقف الذي جلب الشدة.
ولسوء الحظ، فإنه قلة من الناس تتجه لتناول طعام صحي في هذه الحالة، بل تتوق أنفسنا في أوقات الشدة للحلويات والموالح والأطعمة الدسمة التي تحفز جميعها الدماغ على إفراز مواد كيمائية تخف من التوتر وتبعث السعادة في النفس.. ويتحول التأثير الملطف إلى نوع من الإدمان مع مرور الوقت، فكلما شعر المرء بالتوتر، يتجه لتناول تلك الأطعمة.
ويقل إفراز هرمون التستسترون المسؤول عن بناء العضلات مع استمرار ارتفاع الكورتيزول، فتقل الكتلة العضلية بالنتيجة وتقل قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، ويحصل هذا مع التقدم في السن أو زيادة الكورتيزول.
ومن ناحية أخرى، يشجع الكورتيزول الجسم على تخزين الكثير من الدهون لا سيما الحشوية منها، وهي الأخطر لأنها تحيط الأعضاء الداخلية وتلقي الأحماض الدهنية داخل مجرى الدم، فترتفع مستويات الكولسترول والأنسولين، وتمهد الطريق نحو إصابات قلبية.
ومن الواضح أن التخلص من أسباب القلق ليس خياراً متاحاً للإنتهاء من الشدة، لكننا نعرض هنا سبع خطوات، ما إن يتخذها المرء حتى يقل من ارتفاع هرمون الشدة الكوليسترول وبالتالي يجعل وزنه
تحت سيطرته، ويحسّن من صحته وقوته.- الرياضة القوية:
يعتبر تحريك العضلات من الطرق ذات التأثير الفوري في التخلص من الشدة، إذ تخدع الرياضة الجسم، فتجعله يظن أن المرء يحاول الهروب من مصدر الشدة، فالتمرين جعل دوران الدم أسرع، فينتقل الكورتيزول بسرعة إلى الكليتين ويطرح بسرعة من الجسم، ولا يتوقف الأمر على الرياضة القوية، فأي نوع من الممارسات الرياضية من قبيل المشي السريع قد يحق نتائج جيدة، وتشير دراسة إلى أن المشي ل دقيقة ولثلاث مرات أسبوعياً يقل من مستويات الكورتيزول بنسبة 15%. - تناول الطعام بطء:
عندما يقع المرء تحت وطأة الضغط والشدة، فإنه يميل إلى استهلاك الكثير من الأطعمة حتى لو كانت خياراته صحية.. لا بل ان الطعام الصحي بحد ذاته قد يدفع المرء لتناول كميات مضاعة تتراكم شحوماً في محيط البطن، ويتيح البطء بتناول الطعام ومضغه القمة بشكل جيد الفرصة كي يشعر المرء بالشبع، فيتقل كمية ما يتناوله، ومع مرور الوقت يتحول الجسم عن تخزين الشحوم في البطن. - التوقف عن الحميات القاسية:
على الرغم من أن هذا يبدو غريباً بعض الشيء، إلا أن الأبحاث تبين أن اتباع الحميات الغذائية باستمرار قد ترفع من مستويات الكورتيزول بنسبة 15%، ويترافق ارتفاع الكورتيزول مع تذبذب مستويات سكر الدم، فيرتفع جداً في البداية، ثم ما يلبث أن ينحسر، وتأثر الحالة النفسية بهذا التغير، فيسيطر المزاج العصبي على المرء، ويندفع لمواجهة الموقف بالتهام المزيد من الطعام، وتضاءل الإرادة والقدرة على ضبط النفس عند حرمان الدماغ من السكر الذي يعتبر بمثابة الوقود في الجسم.ويتم تجنب ذلك بالتوقف عن اتباع الأنظمة الغذائية القاسية، وتناول ثلاث وجبات صحية وغنية وموزعة على طول اليوم، فهذا يحافظ ثبات مستوى السكر نسبياً، وبالتالي لا يشعر المرء بالجوع ولا بالشدة لأنه جائع.
- تناول القليل من (أطعمة الشدة):
عندما ترغب في الطعام الحلو أو المالح أو الدسم تحت تأثير الشدة، فلا بأس من أن تتناول القليل بهدف مواجهة كمية الكورتيزول المتزايدة، ويتطلّب الأمر بعض الاحتياطات حتى يحد المرء من الشوكولاته مثلاً دون أن يخزن الكثير منها في منزله، أو أن يضعها في مكان يصفع الوصول إليه فيعدل عن فكرة الحصول على المزيد. - التقليل من الكافين:
ينصح عادة بتناول المشروبات الخالية من الكافين عندما يدرك المرء أنه يمر في موقف يتسم بأي نوع من أنواع الشدة، فوجود الكافين في كمية ثلاثى فناجين من القهوة مثلاً يزيد إنتاج الجسم للكورتيزل بنسبة 25%، ويحافظ على ديمومية ارتفاعه لثلاث ساعات، وتضاعف كمية الكورتيزول عند مضاعفة كمية القهوة، لكنه يستمر في ارتفاعه هذه المرة ليوم كامل، ويمر المرء بتلك التأثيرات حتى لو كان يزعم أنه معتاد على تناول الكثير من الكافين في اليوم، وبما أن الكورتيزول يزيد من تناول الطعام، فلا بأس إذاً من أن يقلع المرء عن القهوة كلياً في حالات الشدة. - [SIZE=5][COLOR=#b22222]إفطار مقاوم للشدة:[/COLR]SIZE FNT=Arial5 يصاب الجسم بنوع من الشدة مع نقص فيتامينات Bو C وكل من الكالسيوم والمغنيزيوم، إذ يؤدي هذا لزيادة مستويات الكورتيزول وبالتالي تزيد الشراهة للطعام، ويمكن مواجهة التأثيرات عبر تناول طعام غني بتلك المواد الغذائية من قبيل الدريب فروت (غريفون) والفريز، الغنية بالفيتامينات، والبن مخفض الدسم الذي يحتوي على الكالسيوم والمغنيزيوم، وخبز القمح الكامل الذي يحوي الكثير من فيتامنيات B، وزبدة الفول السوداني التي تحتوي على أحماض دهنية تقل من إنتاج هرمون الشدة.
- النوم:
يعتبر النوك الاستراتيجية الأمثل في التخلص من تأثيرات الشدة، وقد بينت دراسة أن الإكتفاء بالنوم بمعدّل متوسط ست ساعات ونصف يزيد الكورتيزول والشهية والوزن، كما تؤثر قلة النوم على زيادة إنتاج الجسم لهرمون الغريلين ghrelin المسؤول عن الشهية. وقد بيت دراسة أن الشهية تجاه المأكولات الحلوة والمالحة المذاق تزداد بنسبة23% عند المحرومين من النوم بالمقارنة مع أقرانهم الذين ينامون كفايتهم، ولا يستغرق الأمر ما بين 7 إلى 9 ساعات في اليل كي تعود الأمور إلى نصابها، ويساعد هذا في المداومة على التقليل من تناول الطعام وفي تحسين المزاج.