إن المعاشرة الزوجية بين الزوجين في الإسلام هي السبيل الرباني السوي لإفراغ الطاقة الجنسية الكامنة في كل من الرجل والمرأة وهذه الطاقة هي المحور الأساسي في حياة البشرية وهي من الخطورة بمكان إن لم تكبح جماحها وتضبط بضوابط الشرع من حلال وحرام .
يقول بعض مفكري الغرب : إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية . ([1])
والزواج هو الطريق الفطري لإفراغ تلك الطاقة ، لذا فإنه كلما كان مبكرا كانت حماية المجتمع من أضرارها متيقنة وهذا واضح حتى للكافرين .
الزواج المبكر :يقول د . فريدريك كهن في كتابه (حياتنا الجنسية) :
كان البشر في الماضي يتزوجون باكرا وكان ذلك حلا صحيحا للمشكلة الجنسية أما اليوم فقد أخذ سن الزواج يتأخر ….. فالحكومات التي ستنجح في نص قوانين تسهل بها الزواج الباكر ستكون الحكومات الجديرة بالتقدير لأنها تكتشف بذلك أعظم حل لمشكلة الجنس في عصرنا هذا .ا.هـ
والإسلام قد احترم هذه الغريزة ولم يعرف لها سنا بل حث الشباب على المسارعة في الزواج مادام مستطيعا له ، وجعل قضاء المسلم لوطره منها عبادة وقربة إلى الله سبحانه فقال رسول الله e : وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا:بلى قال : فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر . ([2])
قضاء الشهوة عبادة :وعندما يقبل المسلم على معاشرة أهله يقول : اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطـان مارزقتنا , كما حث على ذلك رسول الله e , ولابأس أن تقولها المسلمة أيضا ، ونلمح في ذلك استشعار جانب التعبد في قضاء الشهوة وذلك أمر مهم ليكون كل حال المسلم بتصحيح نواياه عبادة وقربة لرب العالمين ] قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين [ .
ويصحح المسلم والمسلمة نيتهما باستحضار أهمية تلك العلاقة في كف كل منهما عن الحرام والتطلع إليه ، ودورها في عقد أواصر المودة بينهما ومالذلك من أهمية في استقرار البيت ودوام الأسرة ، كما ينويان بذلك المساهمة في إعمار الأرض وبقاء النوع البشري بالذرية الصالحة التي تنشر دين الله وتنادي بعبادته وتوحيده في أرجاء الأرض وهو الهدف الذي خلق الله له الخلق قال تعالى : ]وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [ وتلك الذرية تكون امتدادا لهما وأجرا باقيا في ميزان حسناتهما .
الزواج ليس جنسا فقط :ولاشك أن الزواج ليس علاقة جنسية فحسب ، فعلى الرغم من تلك الأهمية العظمى للعلاقة الجنسية فلابد أن يعلم الزوجان أن السعادة الزوجية تقوم على حسن العشرة والمودة والصداقة بين الزوجين لذا فإنه في كثير من الأحيان تتوقف العلاقة الجنسية إلا أن السعادة الزوجية والوفاء وحسن العهد لا يتوقف شيء منها .
ويدعى للعروسين في ليلة الزفاف :فأما الوالد فيقول : اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما , هكذا دعا رسول الله e لعلي وفاطمة .
وأما النساء اللائي يجهزن العروس فيقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر , هكذا قال من جهزن عائشة رضي الله عنها .
وأما كل من أراد الدعاء فيقول : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير , هكذا كان يقول رسول الله e إذا رفأ إنسانا .
ولا يقول بالرفاء والبنين لورود النهي عن ذلك .
ويعلن النكاح بالغناء والضرب بالدف والوليمة وتفصيل ذلك في مظانه .
الاستعداد ليوم الزفاف :إن من أهم مايتعلق بنجاح حياتك مع زوجك نظافتك الباطنة والظاهرة وسوف يأتي الحديث عن النوعين وعن نظافة منزلك أيضا إلا أن مانؤكد عليه هنا هو نظافتك الباطنة بمعنى نظافة بدنك الذي وهبك الله إياه وجعل متعة زوجك فيه .
وقد قال أحد الفطناء : ليس ينفر الإنسان من شيء في العالم أكثر مماينفر من المرأة القذرة .
وقال البرقوقي : جمال المرأة وتجملها مدرجة ميل الرجل وافتتانه بها وقوام الزينة النظافة .
ماينفر الرجل من زوجته :وقام بعض علماء الاجتماع في إحدى جامعات أمريكا بعمل استطلاع عما ينفر الرجل من زوجته خاصة من الناحية الجنسية فكانت الأسباب التالية :
رائحة النفس الكريهة أو وجود بقايا طعام في الأسنان بسبب عدم تنظيف الفم بانتظام .
رائحة المهبل الكريهة بسبب إهمال العناية بغسل وتنظيف الفرج أو إهمال استبدال الملابس الداخلية بانتظام أو بسبب التهابات مهبلية لم تعالج .
روائح الأكل عموما كالبصل والثوم .
الأظافر المتسخة غير المهذبة .
غزارة شعر الجسم بسبب إهمال إزالته بالمزيلات المعروفة .
غزارة شعر العانة .
الملابس الرديئة غير الأنيقة .
ارتداء ملابس داخلية قطنية غير أنيقة على الرغم من كونها جيدة لامتصاص العرق إلا أنها لابد من استبدالها لأنها تضعف انجذاب الرجل .
الإفراط في عمل الزينة كوضع كمية كبيرة من المساحيق على الوجه .
إهمال العناية بالشعر من غسيل وتمشيط .
اتساخ السرة أو مايشابهها بسبب إهمال العناية في الاستحمام .
رائحة العرق الكريهة وينتبه لبعض الأطعمة التي يكون لها دور في ذلك كالحلبة مثلا .
عدم الاستعداد للجماع بصفة عامة .
آداب ليلة الزفاف*****
ليلة الزفاف لها طعم خاص ولها آداب مرعية وردت أصولها في السنة فمن ذلك :
– ملاطفة الزوجة بمقدمات تقذف في نفسها الأنس بزوجها قبل تحقيق الرغبة الجنسية مثل تقديم الكأس الذي يشرب منه الزوج لتشرب عقبه كما فعل رسول الله e مع عائشة عندما أتي بقدح فيه لبن .
– وضع الزوج يده على رأس الزوجة والدعاء لقوله e : إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما ، فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل ، وليدع بالبركة وليقل : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ماجبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه , وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك . ([3])
– إن بدءا حياتهما بصلاة ركعتين يؤم فيهما الزوج امرأته لورود ذلك عن جماعة من السلف الصالح فحسن .
– ثم يقترب الزوج من امرأته فيداعبها مداعبة لطيفة بلمسات من يده ثم قبلات وعناق ونحو ذلك ، ويبدأ في خلع ملابسه بتدرج لئلا يفجأ عروسه ، ثم يتولى هو خلع ملابسها برفق مع الاستمرار في المداعبة ، وسوف يأتي توسع في ذلك في مبحث الإثارة الجنسية .
تقول ماري ستوب وهي متخصصة في علم النفس :
ويجب على الرجل أن يتجرد هو من ثيابه أيضا ، بشكل لايدعو إلى العجب بل بشكل عادي وبصورة تدريجية لأنه لايجوز مطلقا أن تكون الزوجة عارية وهو بكامل ثيابه . ([4])
وروي عن عثمان t أنه لما تزوج ابنة الفرافصة قال لها : إما أن تقومي إلي وإما أن أقوم إليك فقالت : ماتجشمت إليك من عرض السماوة (موضع بين الكوفة والشام ) أبعد ممابيننا بل أقوم أنا فقامت حتى جلست معه على السرير فوضع قلنسوته فإذا هو أصلع فقال : يابنت الفرافصة لايهولنك ماترين من صلعتي فإن وراء ذلك ماتحبين قالت : إني لمن نسوة أحب بعولتهن إليهن الكهول الصلع , فقال : ألقي رداءك فألقته قال : اطرحي خمارك فطرحته ثم قال : انزعي درعك فنزعته ثم قال : حلي إزارك قالت : ذلك إليك قال : صدقت ومسح رأسها ودعا لها بالبركة وبنى بها فأعجبته ، فكانت أحب نسائه إليه . ([5])
قد يفتر الرجل :وربما حصل للرجل فتور لسبب من الأسباب وهنا يأتي دور المرأة العاقلة الحصيفة في إزالة أسباب ذلك وتهدئة الزوج ومعاونته ومما يروى في ذلك أن أم سلمة بنت يعقوب المخزومية كانت ثيبا ذات مال وفير وتزوجت من السفاح إذ كان فقيرا فلما دخل عليها وجدها على منصة وكل عضو من أعضائها مكلل بالجوهر فحاول مواقعتها على تلك الحال فلم يقدر فأزالت الجوهر وغيرت لباسها فلم يستطع أيضا فآنسته وقالت : لايضرك هذا فلم يزل هذا شأن الرجال ولم يزل طول ليلته يعالجها إلى أن واقعها وحظيت عنده .
– ثم يدعو الرجل بالدعاء المأثور اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا , ولابأس أن تدعو به المرأة أيضا .
وإلى هنا وصلنا للعملية الجنسية والتي لاشك لها لون خاص في تلك الليلة لاسيما إن كان أحد الزوجين بكرا أو كلاهما ولذا سوف نتكلم عن العلاقة الجنسية على وجه العموم ثم نخصص الحديث عن فض البكارة .
ماذا عن الصراحة الجنسية المكشوفة ؟
وقل أن أبدأ حديثي الصريح في تلك الأمور أحب أن أنقل شيئا من كلام بعض المتقدمين والمتأخرين حول تلكم الصراحة الفاضحة كمبرر لما أقول :
قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله في كتاب النساء : (…… وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تصعر خدك فتعرض بوجهك فإن أسماء الأعضاء لاتؤثم وإنما المآثم في شكل الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب قال رسول الله e : "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا "([6]), ولم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هجيراك في كل حال وديدنك في كل مقال ، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها أو رواية ترويها تنقصها الكناية ويذهب بحلاوتها التعريض ، وأحببت أن تجري في القليل من هذا على عادة السلف الصالح في إرسال النفس على السجية والرغبة بها عن لبسة الرياء والتصنع ولا تستشعر أن القوم قارفوا وتنزهت ، وثلموا أديانهم وتورعت ، ومن ترك أخذ الحسن لموضعه أضاع الفرصة والفرصة تمر مر السحاب عن ابن عباس قال : خذ الحكمة ممن سمعتموها منه . ([7])
وبنحو ذلك قال عبد القادر عطا من المتأخرين وحمل حملة شديدة على بعض مدعي العلم أصحاب الورع الكاذب الذين يستقبحون مثل هذه التوعية لأن استقباحهم في غير محله , ومما قاله : ولكن شيوخنا عافاهم الله أغلقوا هذا الباب وحاموا حوله فتحدثوا عن أدب الخطبة وأدب الزفاف وأفاضوا في الحديث وعن واجبات كل من الزوجين نحو الآخر في كل شيء إلا في العلاقة الجنسية فقد مروا عليه مرور الكرام الورعين أهل الحياء الذين يرتفعون بالإسلام في زعمهم أن يعنى بهذه الغريزة الحيوانية ….. ويقول : كل ذلك وأمثاله أغمض عنه شيوخنا عيونهم المباركة الورعة التقية النقية فإذا ماتحدث أحد الناس أمامهم بمسألة من هذه المسائل قلصت وجوههم واستعاذوا من هذا الشيطان المريد الذي يلصق بالإسلام مسائل الحيوانية ويهمل منه معالي الملائكية ، ونحن نسأل بدورنا هل يريد هؤلاء أن يقولوا : إنهم أعرف بالحياء ومواطنه من رسول الله e؟
ويقول : هذا وغيره تجاهله دعاة الإسلام في العصر الحديث ولم يجهله القدامى وتورع عن الخوض فيه المحدثون ولم يتورع عن الخوض فيه القدامى . ([8])
وكذا قال الاستامبولي : لاشك أن القارىء فوجىء بكثير من الصراحة في قضايا الجنس وربما لامنا البعض على ذلك ولكننا نتحمل هذا اللوم في سبيل تعليم أبنائنا وبناتنا المقبلين على الزواج مايسعدهم في حياتهم الزوجية ويجنبهم المشاكل وينقذ الأسرة من الشقاء وقد سبقنا في هذه الصراحة بعض أئمة المسلمين وفقهائهم القدامى . ([9])
وقد اهتم كثير من العلماء والأدباء والمفكرين بالناحية الجنسية وكيفية ممارسة الجنس ومايتعلق بذلك حتى ألف فيه الحافظ السيوطي كتابا مستقلا أسماه (نواضر الأيك في علم النيك ) ([10]) وكذا ذكره غيره ولم أقف عليه ، إلا أن في اسمه دلالة على اهتمامه بكل مايتعلق بالنيك وهو الاسم المشهور للجماع والوطء وهو أفحش أسمائه وهو المشهور عند العوام وقد ورد ذكره في الحديث الذي رواه البخاري عن رسول الله e في قصة ماعز وتوبته حيث قال له رسول الله e : أنكتها ؟ وورد أيضا عن ابن عباس وسيأتي وجاء كثيرا في الشعر وشواهد اللغة والتاريخ .
والأسماء الصريحة لهذا الباب يسن عدم ذكرها إلا في الموضع المناسب لها كما في هذا الموضع وغيره مما يأتي وقد جاء التصريح أيضا باسم الذكر المستفحش وهو في آثار عن السلف كما سيأتي وأما الاسم المستفحش لفرج المرأة وهو فقد ورد في تفسير البحر المحيط لأبي حيان حيث ذكر رجزا لأحد الشراء عن السحاق فقال :يا عجبا لساحقات الورس الجاعلات فوق ([11])
وسيأتي أثناء حديثنا جملة من الكتب التي اهتمت بهذا الجانب وكذا ألف السيوطي وغيره في مايتعلق بالجماع ومن ذلك كتابه شقائق الأترنج في رقائق الغنج وكتاب رشف الزلال في السحر الحلال وكتاب الإيضاح في أسرار النكاح ، وكتاب شفاء الغليل فيما يعرض للإحليل ، وألف المتقي الهندي كتاب العنوان في سلوك النسوان .
جملة من آداب الجماع :
إن على المرأة أن تتفهم قضايا الجنس تفهما كاملا وتجتهد فيما يجعلها في توافق جنسي تام مع زوجها .
والجماع هو إيلاج ذكر الرجل في فرج المرأة ، ويوجب الغسل منه مايوجب الحد وهو دخول الحشفة وهو المعبر عنه في حديث رسول الله e : إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل .
الجماع بحضرة الأطفال :ومن الآداب المرعية التي يجب التنبه لها ألا يكون الجماع أو إظهار العورة بالتجرد الكامل أو العبث الجنسي بحضرة أحد من الأطفال ولايستثنى من ذلك إلا من كان لايعي وهو الطفل حتى ثلاث سنوات كحد أقصى .
وقد روي أن ابن عمر كان إذا أراد الجماع أخرج الرضيع .
وجاء في كتاب (صارح طفلك عن الجنس) الذي ألفته جمعية دراسات الطفولة بأمريكا :
أما مشاركة الأطفال للوالدين في غرفة النوم فأمر لايتسم بالحكمة على الإطلاق ، إن الأطفال لايكونون نياما عندما يبدون كذلك حتى من هم في سن الثانية أو الثالثة وهم قد يرتعبون عند الإحساس بمظاهر النشاط الجنسي للوالدين في الفراش .
نية هامة :وعلى الزوجين أيضا أن ينويا بجماعهما أن يرزقهما الله ولدا صالحا يكثر به الإسلام ويكون من العلماء الصالحين . ([12])
العزل :
وقد يريد الرجل من امرأته أن يعزل عنها لعدم رغبته في الولد فينزل خارج فرجها وهذا مع إضراره بالمرأة وبالرجل معا لايجوز له إلا بإذنها حسب ماذهب إليه جمهور العلماء ، ولكن إن فعل فعليها التذرع بالصبر ونصحه بالحسنى وتذكيره بكراهته ، وتحريم بعض العلماء له وماثبت في صحيح مسلم من تسميته الوأد الخفي .
الوضوء والاغتسال :وإذا جامع الرجل امرأته فالأفضل أن يتوضأ إن أراد العود ، لقول رسول الله e : إنه أنشط للعود .
ويفضل لهما ألا يناما إلا على وضوء ولو اغتسلا فهو أفضل ، وكذا لايأكلان ولا يشربان إلا إذا توضآ ، وفي وجوب ذلك خلاف .
ويراجع لهذه الأمور كتب الفقه للاستزادة والتفصيل لضيق المجال هنا .
ثلاثية اللحم ولذة الجماع :
وقد حان الآن وقت الشروع في المطلوب فأقول :
قال بعضهم : مخطىء من أحب الدنيا إلا لثلاث : أكل اللحم وركوب اللحم وحك اللحم في اللحم .
وقال أحد الحكماء : كل شهوة يعطيها الرجل نفسه فلابد أن تكسب قلبه قسوة إلا الجماع فإنه يرقق القلب ويصفيه ولأجل هذا كان الأنبياء والحكماء يفعلونه ويأمرون به .
الاستعداد للجماع :
إن عملية الجماع تكون عفوية غير مخطط لها مسبقا ولكن على المرأة أن تكون مستعدة دائما لتلبية نداء زوجها لها مادام قد اقترب موعده أو قد وصل بيته ، كما أنها تعرف بمعاشرته الاحتمال الأغلب لوصوله إليها كأن يكون في الوقت المعهود وهو قبل نوم الليل , ويلحق بها بقية الأوقات الثلاثة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله : ]من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم [
إزالة الشعر :والاستعداد العام يكون باهتمامها بنظافتها كما سبق التنبيه عليه لاسيما إزالة الشعر من الجسد جملة ماعدا الحاجبين وعلى وجه الخصوص من العانة والدبر وتولي ذلك اهتماما خاصا وتطهر هذه الأماكن وتطيبها مع الاحتراز من بعض المعطرات الضارة التي قد تؤدي إلى التهابات في الرحم ، وأصل ذلك حديث رسول الله e : خذي فرصة ممسكة فتطهري بها , يعني عند الاغتسال من الحيض .
وتكون إزالة الشعر في عامة الجسم بمايسميه العوام الحلاوة فهي أفضل الطرق مع كونها مؤلمة ويمكن عن طريق النورة وهي البودرة أو الكريمات المزيلة للشعر وتأثيرها على الجلد غير محمود ، أما منطقة الفرج وماجاورها فبالموسى وهو مايسمى في السنة بالاستحداد .
وكان رسول الله e يحث المسافر على عدم الدخول على زوجه فجأة بل يمهلها حتى تمتشط وتستحد تهيؤا له واستعدادا لاستقباله .
وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله e في حديثه عن خصال الفطرة التفرقة بين شعر الإبط وشعر العانة فالأول بالنتف والثاني بالاستحداد , واتباع السنة أولى .
الملابس والطيب :
ويضاف إليه لبس الملابس الخليعة المثيرة واستخدام الطيب واستعمال السواك للأسنان وكذا الفرشاة والمعجون لإضفاء رائحة جميلة على الفم ، ولتحرص المرأة على تنظيف اللسان أيضا ونهايات اللثة التي يتجمع فيها الأطعمة ولا يلتفت إليها كثير من الناس ، وقد يحتاج الفم للعلاج في بعض حالات البخر أو الرائحة الكريهة للفم بسبب تلف في بعض الأسنان أو عيوب في الأنف أو البطن ، ولابد من الحرص على إزالة ذلك .
المكان المناسب :وكذا تهيئة المكان المعد للجماع مثل غرفة النوم مثلا وذلك بترتيبها وتجهيز الفراش الوثير بقدر الاستطاعة وتطيبها بالعطور الفواحة أو البخور ، ولو وجد بها بعض المرايا التي تعكس الأوضاع الجنسية ، بين الرجل والمرأة ، لكان حسنا عند بعض الناس .