وَ يسأل كُل أوﻻده :
هل قبلت رأس أمك بعد المدرسة ؟
وَ هى تسأل اﻷوﻻد :
هل ساعدتُم والدكم على حمل اﻷغراضْ ؟
إنها خصومة المتقين .,~
اللهم اجعلنا منهم
وَ يسأل كُل أوﻻده :
هل قبلت رأس أمك بعد المدرسة ؟
وَ هى تسأل اﻷوﻻد :
هل ساعدتُم والدكم على حمل اﻷغراضْ ؟
إنها خصومة المتقين .,~
اللهم اجعلنا منهم
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .
فقد أعجبني تساؤلاتكم عن تحقيق ثمرة التقوى ، وأردت أن أضع بين أيديكم نقاطًا عملية لنحقق بها هذه الثمرة المرجوة في رمضان إن شاء الله تعالى ، ويكون صيامنا صيامًا مثمرًا .
كيف تكون تقيًا ؟
(1) ترك بعض المباحات خوفًا من الوقوع في المكروهات أو المحرمات .
روى الترمذي وقال : حديث حسن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس " .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ((تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً
وقال الحسن رحمه الله : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
وقال الثوري: إنما سمّوا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى" ما لا يُتقى عادة أو ما لا يتقيه أكثر الناس".
وقال بعضهم:"إذا كنت لا تحسن تتقي ؛ أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي؛ لقيتك امرأة ولم تغض بصرك، وإذا كنت لا تحسن تتقي ؛ وضعت سيفك على عاتقك" ، أي تدخل في الفتن بالجهل .
فعمليًا : علينا أن ندع بعض المباحات أو المشتبهات تورعًا لننال منزلة التقوى.
مثلاً: قد يكون وجودك في يعض الأماكن للتنزه أو التسوق مباحًا ، لكن تترك فعله أحيانا حذرا من الوقوع في الخطأ .
قد يكون لبسك لبعض الملابس مباحًأ ، لكن تترك هذا لا لشيء إلا امتثال السنة ولتحقيق ثمرة التقوى .
فمن ستلبس اليوم الإسدال والخمار ، ومن ترتدي العباية والملحفة ، ومن ستؤثر النقاب لتنال منزلة التقوى ؟؟؟
(2) المراقبة :
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال : يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث (( اتقِ الله حيثما كنت)): " ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى: { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }.
فلابد من أعمال سر خبيئة بينك وبين الله لتنال منزلة التقوى
(3) التزام الدعاء بذلك :
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاه أنت وليها ومولاها)).
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه فيقول : (( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى))، وفي دعاء السفر يقول: (( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى)).
قهم لا يقترفون الكبائر ولا يصرون على الصغائر، وإذا وقعوا في ذنب سارعوا إلى التوبة منه { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} سارعوا مباشرة إلى التوبة والإنابة إذا أصابتهم صغيرة ، أن لا تستريح حتى تعود إلى الله طالباً الصفح والمغفرة مما ألمّ به .
(4) العفو والصفح .
قال تعالى : { وأن تعفوا أقرب للتقوى}.
فالمتقون أهل سلامة الصدر ، وهم يعفون عن الناس لأنهم يعامون ربًا عفوا يحب العفو فهم ربانيون
(5) تحري الصّدق في الأقوال والأعمال .
قال تعالى : { والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}، الذي جاء بالصدق هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي صدق به قيل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
{ أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}، هذا بيان أن المتقي يصدق ، ولا يتلونون ، ولا يعرفون الكذب في الأقوال ولا الأحوال ، بل الصدق شعارهم في كل شيء .
(6) تعظيم شعائر الله :
قال تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .
فعظم شأن العبادات ، الصلاة على أول وقتها ، الصيام صيام جوارح وقلب لا طعام وشراب وشهوة فقط ، وهكذا يعظمون شأن العبادة فيرزقهم الله التقوى .
(7) العدل والإنصاف
قال تعالى : { ولا يجرمنّكم شنآن قوم ٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} .
فلا يعرفون الظلم ، ولا تأخذهم في الله شفاعة شافع أو قرابة قريب ، فلا يعرفون إلا العدل في كل شيء ، لأنهم يتخلقون بصفة ربهم الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا .
(8) رفقة الصالحين أهل الصدق المتقين .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} .
فلابد من صحبة الخير والأخوة الإيمانية ليحقق الإنسان هذه المنزلة ويثبت عليها .
فتعالوا بنا نتعاون على البر والتقوى ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى }
هلموا عباد الله ، فقد دنا الضيف الجليل ، ولم نُعد العُدة التي تليق بحسن ضيافته
والله المستعان
خمس وعشرون بشارة من بشارات المتقين المذكورة في القرآن
بشَّر الله عز وجل عباده المتقين في كتابه بشاراتٍ عديدة وجعل للتقوى ثمرات وفوائد جليلة فمن ذلك :
الأولى : البُشرى بالكرامات {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى} [ سورة يونس : 63-64 ] .
الثانية : البُشرى بالعون والنصرة {إِنَّ الّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [سورة النحل: 128].
الثالثة : البُشرى بالعلم والحكمة {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ الّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } [ سورة الأنفال : 29].
الرابعة : البُشرى بكفّارة الذنوب وتعظيم المتقي بتعظيم أجره { وَمَن يَتَّقِ الَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [ سورة الطلاق : 5] .
الخامسة : التوفيق للعلم { وَاتَّقُواْ الّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الّهُ} [ سورة البقرة : 282]
السادسة : البُشرى بالمغفرة { وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ الّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [ سورة النساء : 129]
السابعة : اليُسر والسهولة في الأمر { وَمَن يَتَّقِ الَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [ سورة الطلاق :4 ] .
الثامنة : الخروج من الغمّ والمحنة { وَمَن يَتَّقِ الَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}[ سورة الطلاق:2]
التاسعة : رزقٌ واسع بأمن وفراغ {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [ سورة الطلاق : 3].
العاشرة : النجاة من العذاب والعقوبة {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا } [ سورة مريم : 72 ].
الحادي عشرة : الفوز بالمراد {وَيُنَجِّي الَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ} [ سورة الزمر : 61]
الثانية عشرة : التوفيق والعصمة { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِالّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}إلى قوله تعالى : {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [ سورة البقرة ].
الثالثة عشرة : الشهادة لهم بصدق { أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [سورة البقرة : 177] .
الرابعة عشرة : بشارة الكرامة والإكرامية { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ } [ سورة الحجرات : 13].
الخامسة عشر : بُشارة المحبة { إِنَّ الّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [ سورة التوبة : 4] .
السادسة عشرة : الفلاح { وَاتَّقُواْ الّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ سورة البقرة : 189] .
السابعة عشرة : نيل الوِصال والقُربة { وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } [ سورة الحج : 37].
الثامنة عشر : نيلُ الجزاء بالمِحنة { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ الّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [ سورة يوسف : 90]
التاسعة عشرة : قبول الصدقة { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [ سورة المائدة : 27].
العشرون : الصفاء والصفوة { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } [ سورة الحج : 32] .
الحادية والعشرون : كمال العبودية { اتَّقُواْ الّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [ سورة آل عمران : 102].
الثانية و العشرون : الجنات والعيون {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [ سورة الذاريات : 15] .
الثالثة والعشرون : الأمن من البليَّة {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} [ سورة الدخان : 51] .
الرابعة والعشرون : عز الفوقية على الخلق { وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [ سورة البقرة : 212]
الخامسة والعشرون : الله يتولى المتقين { وَالَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } [ سورة الجاثية : 19].
[colorمنقول لحلوات ازياء
اللهم امين وياك يالغلا وجمعني بكي في جنانه انه سميع عليم
أخواتي .. إنها قرة عيون المؤمنين ومعراج المتقين
بل إنها قبل ذلك قرة عين سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم إنها صلاة يا أخوتي الصلاة .. الصلاة أيها المسلمون
ركن الدين وعموده … لاحظ في الاسلام لمن ترك فالصلاة عماد الدين وعزة الطاعات فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله :
( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )
رواه أحمد والترمذي
وهي أول مافرض وهي آخر ماأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته منادياً
(الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ) أخرجه أبوداود في سننه
الصلاة أكثر الفرائض ذكراً في القرآن . وإذا ذكرت سائر الفرائض قدمت عليها لايقبل الله من تاركها صوماً ولاحجاً ولاصدقة ولا جهاداً ولا أمراً بمعروف ولانهياً عن المنكر ولاأي عملٍ من الأعمال حتى يؤديها هي فواتح الخير وخواتمه
هذه هي الصلاة وإنها لكذلك واكثر من ذلك ولما تكون كذلك وهي الصلة بين العبد وربه لذة ومناجاة تتقاصر دونها جميع الملذات .
نور في الوجه والقلب وصلاح للبدان والروح تطهر القلوب وتكفر السيئات وتنهى عن الفحشاء والمنكر ،، مصدر القوة ،، مطردة الكسل ،، جالبة الرزق والبركة (( وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسئلك رزقاً نحن نرزقك والعقبة للتقوى )) سورة طه
خشوع وتعبد يمسح آثار الغفلة والتبلد ونور وهداية يحفظ بإذن الله من سبل الضلالة والغواية
الصلاة هي المفزع إذا حزب الامر وهي الملجأ إذا مس اللغوب ..
يابلال أقم الصلاة أرحنا بها
امتلت أرجاء المصلى بالهيبة وسطعت جوانحه بنور الايمان وخالطت بشاشة الإيمان قلبه يتدبر في صلاته قرآنه ويرفع إلى مولاه دعاءه ويخشع لربهىفي مناجاته اجتمع همه على الله وقرت عينه بربه فقربه وأدناه أسأل الله أن يجعلنا من حافظ عليها فقد أخذ بأسباب السعادة والنجاة والفوز والفلاح ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذريتنا ربنا وتقبل دعاء ..
والله ما أقلت الغبراء و أظلت الخضراء ,أكرم خلقاً , ولا أزكى نفساً , ولا أحرص على هداية الناس من محمد صلى الله عليه وسلم , كان يستغل جميع المواقف ليعظ الناس ويذكرهم بربهم , ولا يرى عاصياً إلا نصحه , ولا مقصراً إلا وجهه , ولم تكن نظرته في هداية الناس قاصرة , بل كان عالي الهمة في ذلك يفكر في هداية الناس وهم في أصلاب آبائهم .
وحث كل أحد على نشر العلم والنصيحة , فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين , حتى النملة في جحرها وحتى الحوت , ليصلون على معلم الناس الخير "
– تأمل فى غفلة كثير منا عن دعوة من هم بين أظهرنا …كم نرى من المسلمين المقصرين فى صلاة الجماعة , والمتساهلين بالغناء وسماعه ؟! وكم نرى من العاقين , والمرابين , والمتلاعبين بأعراض المسلمين ؟! بل كم نرى من السكارى , والشباب والفتيات الحيارى ؟!
فماذا بذلنا لهم ؟؟!!
بصراحة……. بعض الناس إذا تكلمنا عن الدعوة إلى الله , ظن إن الدعوة مقصورة على من أعفى لحيته وقصر ثوبه , ثم جعل حلقه للحيته , وإسباله لثوبه , أو تدخينه , أو سماعه للغناء , حائلاً بينه وبين خدمة الدين , أو نصح المقصرين .
بل قد يقعد الشيطان العاصي عن الدعوة , ويقول له : أنت تنصح الناس !!!ألا تذكر خطاياك ؟ أمثلك يعمل للدين ؟
فيفوت الشيطان بذلك على الإسلام جندياً من جنود الرحمن , نعم لا ننكر أن الأصل في الداعية أن
يكون مستقيماً على الطاعات , ولكن وجود السيئات , لا تمنع من فعل الحسنات .
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
أيها الإخوة والأخوات :
نحن اليوم في زمن تكاثرت فيه الفتن , وتنوعت المحن , وقل الأصدقاء , وتلون العداء , فأكثر المسلمين اليوم حائرون في الملذات , غرقى في الشهوات , يبحثون عن حياض النجاة , عن خشبة يتعلقون بها , أو سفينة يأوون إليها , فمن كان عنده فضل مال فليجد به على من لا مال له , ومن كان عنده فضل طعام فليجد به على من لا طعام له , ومن كان عنده فضل علم فليجد به على من لا علم له , ومن كان عنده خوف ووجل من العظيم الأجل , فليجد به على الغافلين , المعرضين اللاهين .
وأنت لا تدرى , ما الباب الذي تدخل منه إلى الجنة , فابذل ولا يخذلك الشيطان .
وما أجمل أن ينتصر العبد على الشيطان !!
وعند مسلم قال صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا"
* قصص أسوقها لكم من الواقع للتحفيز :
– يقول أحد الدعاة , أنه طرق عليه باب بيته في منتصف الليل …
قال : فخرجت انظر من الطارق , فإذا شاب عليه مظاهر المعصية , ففزعت في ظلمة الليل , وسألته : ما تريد ؟
قال : أنت الشيخ فلان ؟
قلت : نعم .
قال : يا شيخ , هنا رجلان قد أسلما على يدي , ولا أدرى ماذا أفعل بهما .
فقلت في نفسي : لعل هذا الشاب في ظلمة الليل قد شرب مسكراً , أو تعاطي مخدراً , فأذهب عقله .
فقلت له : وأين هذان الرجلان ؟
قال : هما معي في السيارة
فنزلت معه إلى سيارته , فلما أقبلت عليهما , فإذا اثنان من العمال الهنود , ينتظران في السيارة .
قلت لهما : مسلمان ؟
قالا : نعم , الحمد لله , الله أكبر .
فالتفت إلى الشاب , وقلت متعجباً : أسلما على يدك ؟! كيف ؟!
فقال : هما يعملان في ورشة , ولا زلت أتابعهما بالكتب حتى أسلما .
والآن , ما يفعل الرجلان طاعة , ولا يصليان صلاة إلا كان في ميزان هذا الشاب مثل أجورهما .
[وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ] {فصِّلت:33}
– يقول أحد الصالحين أنه رأى الشيخ ابن باز ( رحمه الله ) بعد موته في المنام .
قال : فسألته , قلت : يا شيخ , دلني على عمل فاضل نافع .
قال : فرفع الشيخ يده وهزها وهو يقول : عليك بالدعوة إلى الله , عليك بالدعوة إلى الله , وما زال يكررها حتى غاب عنى .
فكم من شخص كانت هدايته بسبب شريط نافع , أو نصيحة صادقة , أو رسالة عابرة .
-وقفه : لو تأملنا …كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والفلبين , والهند والصين , حتى صار فيها ملايين المسلمين .
فمن دعا هؤلاء ؟!
والله ما دعاهم مشايخ ولا علماء , وإنما اهتدوا بسبب أقوام من عامة الناس , ليسوا طلبة علم , ولا أئمة مساجد , ولا تخرجوا في كليات شريعة , أقوام ذهبوا إلى هناك للتجارة , فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم , فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين علماء ودعاة , واجر هدايتهم لأولئك التجار .
* إن توزيع الأشرطة , ونشر الكتب , وتوزيع بطاقات الأذكار , أمور لا تحتاج إلى علم .
***لو رأيت تائها عن بيته فدللته عليه , لكنت مأجوراً , فكيف بمن هو تائه عن ربه , غارق في خطيئته وذنبه , فما أعظم من يدله عليه ؟!**
ولئن كان أهل الباطل , قد يفلحون في إفساد الشباب والفتيات , ونشر المنكرات , فإن أهل الحق أولى وأحرى .وكلما كثرت المنكرات , وقلت الطاعات , غضب رب الأرض والسماء , وقرب نزول البلاء .
بل إن المنكرات إذا كثرت , خربت البلاد وهلك العباد , وصار الناس كالبهائم , ما بين حائر وهائم
والمنكر إذا وقع , لم يضر الفاعلين فقط , بل عم الصالح والطالح , قال الله : [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الأنفال:25}
* وصح عن أبى يعلى انه صلى الله عليه وسلم قال " أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله , فصلة الرحم , ثم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر "
نعم , فلا يعذر أحد في ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , كل بحسب استطاعته , وعلى العاقل أن يسلك جميع السبل في سبيل إنكار المنكرات , ولا يكتفي بسبيل واحد ثم يرضى بالقعود ….
فأين أولئك الذين يرون المنكرات , ولا تنشط نفوسهم إنكارها , بل ربما أنكروا مرة أو مرتين , فلما لم يقبل منهم ………يئسوا من الإصلاح , ألقوا السلاح .
– انظر إلى ذلك الجبل , انظر إلى الشيخ ابن باز – رحمه الله – دخل عليه بعض المصلحين , يستعينونه لإزالة منكر وقع من أحد الأشخاص .
فقال الشيخ :اكتبوا له رسالة , انصحوه , فقال أحدهم : كتبت له يا شيخ ولم ينته.
قال : اكتبوا له أخرى
فقال الثاني : أنا كتبت له يا شيخ أيضاً
فقال : اكتبوا له ثالثة .
فقال أحدهم : إلى متى يا شيخ , هذا معرض لا يتعظ .
فقال الشيخ : والله أنى في إحدى المرات , كتبت إلى صاحب منكر مائة مرة , حتى أزاله .
يا الله همة عالية وعزيمة ماضية .
* لا تسيء الظن بأحد , فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء , وبعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره , إلا أن يسمع موعظة صادقة .
قصة :كان زاذان الكندي مغنياً , صاحب لهو وطرب , فجلس مرة في طريق يغنى , ويضرب بالعود , وله أصحاب يطربون له ويصفقون , فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه , فأنكر عليهم فتفرقوا .
فأمسك بيد زاذان وهزه وقال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى , ثم مضى , فصاح زاذان بأصحابه , فرجعوا إليه , فقال لهم : من هذا ؟
فقالوا : عبد الله بن مسعود.
فقال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا : نعم , فبكى زاذان .
ثم قام , وضرب العود على الأرض فكسره , ثم أسرع فأدرك ابن مسعود , وجعل يبكى بين يديه .
فاعتنقه عبد الله بن مسعود وبكى وقال : كيف لا أحب من قد أحبه الله , ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن , وصارا إماماً في العلم .
فما الذي يمنعك إذا رأيت منكراً , أن تنصح صاحبه بلسانك , أو تكتب له رسالة بمشاعر صادقة , وعزيمة واثقة , ثم ترفع كفك في ظلمة الليل , فتبتهل إلى من بيده مفاتيح القلوب , إن يحرك في قلبه الإيمان , ويعيذه من وسوسه الشيطان , كفاك قعوداً وخنوعاً , دع الراحة وراء ظهرك .
* لا تيأس إذا لم تقبل نصيحتك من أول مرة , بل أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته , ومدمن الطرق للأبواب أن يلجأ .
أيها الإخوة والأخوات :
إن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى يوم القيامة , ولئن انتصر الباطل ساعة , فالحق منصور إلى قيام الساعة .
المسألة تحتاج إلى جرأة في البداية , ولكن لها فرحة في النهاية .
وعلى هذا الطريق سار أصحابه , فكان نشر الدين , هو القضية الوحيدة التي لأجلها يحيون , وعليها يموتون ونحن وإياكم بإذن الله نسير معاً على هذا الطريق فهيا بنا نبدأ الطريق معاً إلى نشر الخير ويتعاهد كل منا بينه وبين الله أن يبذل قصارى جهده في نشر الخير والدعوة إلى الله عسى أن تنفعنا [يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ] {الشعراء:88}
منقوول
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.
لا تنسونا من صالح دعائكم