معظمنا لا يعلم أن الشعاب المرجانية من الكائنات الحية، ولا يؤمنون بأهميتها البيئية، والقليل فقط من الغواصين و الصيادين الأسماك يعلمون ويدركون الدور الكبير التي تقوم به الشعاب المرجانية في البيئة البحرية. ومن هذا المنطلق ودت ان اشاركم بهذه المعلومات عن هذه المخلوقات الرائعة (الشعاب المرجانية) في البحر الأحمر، متمنياً لكم قرآة ممتعة:
تعتبر بيئات الشعاب المرجانية من اجمل واغنى البيئات الطبيعية على الكرة الأرضية، لما تحتويه من تنوع كبير في الكائنات الحية التي تستخدمها كغذاء أو كمأوى للراحة والتكاثر. وقد سُجل في البحر الأحمر مايقارب 266 نوعاً من الشعاب المرجانية، مما يمثل أكبر تنوع في شمال المحيط الهندي، وهذه ميزة وهبها الله لهذه البلاد كون الشعاب المرجانية من أهم البيئات الطبيعية التي يعتمد عليها في السياحة البيئة في العالم
ماهو المرجان وماهى الشعاب المرجانية:
يعتبر المرجان هو الحيوان الأول المسئول عن تكوين الشعاب ولذلك تسمى الشعاب المرجانية. والمرجان عبارة عن مستعمرات لكائنات حيه تنمو وتلتصق بالقاع يضم كل منها المئات بل الآلاف من الحيوانات الصغيرة والدقيقة جدا التى تسمى بوليبات. حيث يشترك كل بوليب، مع نظائره فى تكوين مستعمرة واحدة يختلف شكلها وتكوينها الخارجى باختلاف نوع المرجان. ويتكون جسم البوليب من ثلاث مناطق، منطقة القاعدة وهى التى تثبت الحيوان للقاع أو إلى هيكل المستعمرة، ومنطقة الجذع التى تحتوى على التجويف المعدى للحيوان حيث تتم عليات الهضم والتكاثر، ومنطقة التاج أو القرص وهى أعلى جزء من جسم الحيوان، حيث تحتوى على عدد من الزوائد أو الأذرع تحيط بفتحة الفم.
ويستخدم البوليب فتحة الفم كفتحة للإخراج للتخلص من الفضلات، كما يستخدمها المرجان كفتحة للتناسل حيث يتم إطلاق البويضات أو الحيوانات المنوية أو اليرقات أثناء موسم التكاثر.
والمستعمرات المرجانية التى تكون الشعاب فى حالة نمو مستمرة، لهذا فإن الشعاب تظل تنمو فى اتجاه رأسى وتكبر فى الحجم حتى تصل إلى قرب سطح الماء ثم تبدأ تنمو بعد ذلك فى الاتجاه الجانبى ليزداد عرضها، ويرتبط حجم الشعاب بمدة تواجدها فى المنطقة وكذا لوجود العوامل المساعدة أو المثبطة لنموها وتكاثرها. وقدر نمو المرجان بحوالي من 1 إلى 10 سنتيمتر بالسنة حسب نوع المرجان والظروف البيئية المحيطة به، مما يدل على بطء نمو هذا الكائن الحي العجيب.
أنواع الشعاب المرجانية:
تنمو الشعاب المرجانية لتخذ أشكالا مختلفة طبقا لمحاذاتها للشاطىء أو شكلها العام. ويمكن تقسيم أنواع الشعاب المرجانية إلى أربعة أنواع هي:
1. الشعاب المرجانية الحافية: وهى تلك الشعاب التى تنمو ملاصقة للشاطىء وتحف به على طول خط الساحل ولهذا تسمى الشعاب الحافية،
2. الشعاب الحاجزية: وهى تنمو بعيدا عن الساحل ولكن فى خط مواز لخط الشاطىء، وتبعد المسافة أحيانا لتصل إلى عدة كيلومترات بين الشاطىء والشعاب،
3. الشعاب الحلقية: حيث تنمو الشعاب على شكل حلقة غير متصلة يكون وسطها فارغاً وعميقاً، وتشكل مرافىء طبيعية فى وسط البحار والمحيطات،
4. الجزر المرجانية: وهى الشكل السائد لجزر كثيرة متناثرة فى وسط وجنوب وشمال البحر الأحمر، وهى شعاب تنمو وتكبر فى الحجم، إلى أن تصل إلى قرب سطح الماء ثم تنمو فى الاتجاه الجانبى وبذلك تتكون الجزر ولكن يظل سطحها تحت الماء
كيف يمكن المشاركة فى حماية البيئة البحرية والحفاظ على ثرواتها:
البيئة البحرية مثل أى بيئة لابد لنا من الحفاظ عليها لأنها تحتوى على ثروات كثيرة يمكن الاستفادة منها فى حل مشاكلنا الإقتصادية والغذائية، وهذه الثروات هى إرثنا للأجيال القادمة.
ويعد كل فرد منا مسئول عن الحفاظ على هذه الثروات ويمكنه المشاركة فى حمايتها بطريقة أو بأخرى، فالمسئول ومن واقع مسئوليته وخبرته بما يحدث يمكنه إصدار القوانين أو اللوائح التى تكفل الحفاظ على ثروات الدولة، والكوادر المختلفة فى الجهات المنوط بها تنفيذ هذه القوانين أو اللوائح يمكنها مباشرة الإشراف على تنفيذها بدقة ودون استثناءات حتى يمتثل كل من تحدثه نفسه للإضرا بالبيئة وثرواتها ومخالفة القوانين التى تحميها.
والأفراد من عامة الشعب يمكنهم فهم القوانين المعنية بالبيئة ومحاولة تطبيقها والوعى إلى أنها قد سنت لحماية البيئة والتى من شأنها الحفاظ على الثروات الطبيعية التى تمثل مصدر الرزق أو الاستمتاع لهم. كذلك الوعى الكامل إلى كل مايؤثر على البيئة ويتسبب فى الإضرار بها وتفادى استنزاف الثروات الطبيعية من خلال الدراسة الواعية والمستفيضة، وكذلك التخطيط الواعى والدقيق للاستخدام الأمثل للثروات، والذى سيمكننا من الحفاظ على البيئة وثرواتها للأجيال القادمة.
ويجدر بنا هنا أن نبين أهم الوصايا التي يمكن تبنيها للمحافظة التنوع الأحيائي الفريد في البحر الأحمر، ونوجزها في التالي:
يجب عدم رمي المخلفات الصلبة (مثل: الأخشاب وشباك الصيد والحبال، والعلب الفارغة، وأكياس البلاستك وغيرها) في البحر والتي قد تسبب دماراً للشعاب المرجانية ومناطق تغذية الأسماك،
حماية مناطق تعشيش الطيور البحرية والسلاحف البحرية للحيلوة دون تغير طبيعتها والحفاظ عليها لكي تقصدها هذه الكائنات الحية كل موسم لوضع البيض بأمان،
عدم التعرض لأعشاش الطيور أو السلاحف في الجزر سواء بالمشي فوقها أو بأي وسائل أخرى بالأضافة إلى ضمان المحافظة على مناطق،
عدم جلب الحيونات المفترسة، كالقط والكلاب، للجزر، والأبلاغ عن أي حيوان منها يشاهد على الجزر ليتم التخلص منه،
الاتصال بذوي الاختصاص في حالة رغبة الأفراد أو الجماعات بمشاهدة الطيور والسلاحف البحرية المعشة لتقديم النصح والإرشادات الضرورية للمحافظة عليها.
م/ن