الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ، وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد …
فهيا – أحبتي في الله – نخطو خطواتنا ، نستفيد من أخطاء الأمس لتصحيح المسار ، انظر فيما صنعت بالأمس ، وحدد أوجه التقصير ، وحاول جهدك أن تصحح شيئا اليوم .
انظر في أوراد الأذكار والنوافل ، وحال لسانك ، وحال قلبك ، قوِّم نفسك ، وجدد توبتك ، وعاهد ربك من جديد على الإخلاص ، واصدق ربك ليصدقك.
لا تفوتك الغنيمة : هذا الحادي ( واعظ الله في قلبك ) فاستجيبوا لربكم إذا دعاكم لما يحييكم .
تعال اليوم : نظهر له حالنا ، ولا يخفى عليه ، تعالوا نتعبد بعبودية المسكنة ، قال تعالى : " وَلَقَد أَخَذنَاهم بِالعَذَابِ فَمَا استَكَانوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعونَ " [المؤمنون :76 ]
فاللهم أحيني مسكينا ، وأمتني مسكينا ، واحشرني في زمرة المساكين لك .طهر قلبك من داء الكبر ، تواضع ما استطعت ، أكثر اليوم من الدعاء والتضرع لا سيما عند الفطر وفي السحر ، واسجد طويلا في نوافلك ،
وخاطبه بما أنت عليه ، وسله أن يحبك وأن يرضى عنك وأن يقربك إليه .
قل له : اللَّهمَّ إنك ترى مكاني ، وتسمع كلامي ، وتعلم سري وعلانيتي ، لا يخفى عليك شيء من أمري ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه ، أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل
إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير دعاء من خضعت لك رقبته وذل لك جسده ورغم لك أنفه.
فاللهم نتعبدك بالفقر فأغننا ، وبالمسكنة فأعزنا ، ونقنا من آفاتنا التي تقطعنا عنك وتثقل خطواتنا
واجب لمن يريد : تدبروا سورة ( الجاثية ) من حيث : بيان خطر ( الكبر ) وانظروا لقوله في خاتمة السورة " وله الكبرياء " لعلك تفهم .
سدد الله الخطا ، ورزقنا وإياكم الصدق والإخلاص ، وحسن العمل ، وتقبلنا عنده بقبول حسن .