التصنيفات
منوعات

دور المنزل في تربية الطفل المسلم

إننا ونحن بصد البحث في هذا الموضوع لا بد لنا من الحديث عن الأساس والنواة الأولى المسؤولة عن ذلك الطفل ، ألا وهي الأسرة وتكوينها . إن من أراد بناء أسرة إسلامية ينشأ عنها جيل صالح عليه أن يُعني قبل ذلك باختيار الزوجة ذات الدين والخلق الكريم والمنبت الحسن حتى تسري إلى ذلك الجيل عناصر الخير وصفات الكمال، قال – عليه الصلاة والسلام- : "تنكح المرأة لأربع لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" متفق عليه . لذلك فعلى الرجل أن لا يكون همه الاقتران بامرأة ذات جمال، درن مبالاة بدينها وأخلاقها، فإن ذلك منغص للحياة هادم لها، مسبب للفراق .

وبالمقابل فإن الشريعة الغراء عندما دعت الرجل لاختيار الزوجة الصالحة فإنها حثت الآباء على حسن اختيار الرجل الكفء لبناتهم صاحب الدين والخلق القويم القادر على حمل الأمانة وصيانة المرأة .
لذلك فإن حسن اختيار الأم والأب ينشأ عنه صلاح ذلك الجيل الناشئ عن تلك الأسرة ، فكل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما ورد في الحديث .

* مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وتدريب وتربية ومن أجل ذلك حثت الشريعة الغراء على أمور منها :
1- تعليم الأطفال كل ما يعود عليهم بالنفع في الدين والدنيا وتلقينهم الشهادتين .
2- غرس محبة الله ورسوله وصحابته في قلب الطفل .
3- تحفيظ القرآن سورة سورة وما تيسر من الحديث .
4- أمره بالصلاة عند بلوغه سبع سنين .
5- تعليمه الطهارة والوضوء ، وتعويده على الصدق والأمانة والبر والصلة .
6- إبعاده عن مجالس السوء واللهو والمنكرات .
7- تعليمه الأدب الحسن (ما نحل والد ولده خير من أدب حسن ) .
8- تجنيبه الخمر والمسكرات وما يفسد الدين والبدن والأخلاق .
9- تدريبه على الشجاعة والإقدام والاخلاص في العمل .
10- تدريسه حياة العظماء والصالحين والأبرار ليقتدي بهم .

* أخطاء نرتكبها في معاملة الأطفال :
1- سوء فهم نية الطفل ، وتجاهل عواطفه ، فكثيراً ما نقسو عليه ونعاقبه بالضرب والازدراء والتحقير . كما أنه ليس كل مخالفة للوالدين يرتكبها الطفل عنوان الشقاوة ، بل هي على الأغلب عنوان نشاط وحيوية ، ومظهر لنمو الشخصية لديه .
2- من الأخطاء تخويفه بالغول والعفاريت ليهدأ أو لينام .
3- الاختلاط بين الجنسين ، والتساهل في مشاهدة التمثيليات ، وأفلام القتل والجريمة ، والانحراف ، وتصفح المجلات الخليعة .

* بعض الأمور النافعة في تربية الطفل :
1- القدوة الحسنة : وذلك لأن الطفل يقلد من حوله لا سيما الأم والأب والأقارب ، لذا لا بد من إيجاد القدوة الحسنة الملتزمة بالخلق الرفيع والألفاظ الطيبة .
2- الرفق : معاملة الطفل لا بد لها من عطف ورحمة به كما قال -عليه الصلاة والسلام- للأقرع بن جالس لما أخبر أنه لا يقبل أحداً حتى أولاده : »من لا يرحم لا يُرحم«
3- العدل : إن تفضيل الأبناء بعضهم على بعض يزرع العداوة والبغضاء ، وعلى الأبوين العدل بينهم في كل شيء ، لأنه أدعى إلى المودة والتآلف .

* تعليم الطفل المسلم :
قال تعالى : ((عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) ، وقال تعالى : ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ)) .

وهذه بعض الأمور التي يجب مراعاتها في تعليم الطفل :
1- تعليم الطفل الأكل باليمين والتسمية عند الأكل والدخول والخروج .
2- تعليمه الاستعانة بالله وحده وتشجيعه على الصلاة مع الجماعة .
3- تعويده النظافة في الملبس والمسكن .
4- التفريق في الباس بين الذكر والأنثى ، وعدم تشبه كل منهما بالآخر .
5- تعليم البنت على الستر في الملبس منذ الصغر والحجاب عند البلوغ .
6- تعليم الولد الرماية والفروسية والسباحة .
7- الاهتمام بتنمية جانب الذكاء لدى الطفل بالبحث والمناظرة .
8- عدم إنهاكه بالتعليم النظري المتواصل حتى لا يمل ويتركه .

هذا وأرجو أن أكون قد وفقت في عرض سريع مختصر عن دور المنزل في تربية الطفل المسلم حيث إن الموضوع لا يمكن الإلمام به من جميع جوانبه في مقالة قصيرة كهذه .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

المراجع :
1- الطفل في الشريعة الإسلامية / د. محمد أحمد الصالح .
2- الطفل المثالي في الإسلام / عبد الغني الخطيب .
3- كيف نربي أولادنا / الشيخ محمد جميل زينو .

مجلة البيان

دور المنزل في تربية الطفل المسلم

أم عمر التويجري




خليجية



مشكورة أصعب دمعة



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

هكذا يكون الطبيب المسلم!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمعتنا ليلة حبيبة إلى قلبي، وقلوب الصالحين، ذكرتنا أيامنا الخوالي، تلك الأيام والليالي التي كنا نتنفس فيها عبق الإسلام الندي، المعطر بذكر الله تعالى، ذلك أن أخانا الشيخ / فوزي بن أحمد السبتي الغامدي خرج بحمد الله تعالى، معافى بعد أن أُجريت له عملية جراحية صعبة، أجراها أخونا الطبيب العالمي، استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور / أحمد عمار، الطبيب بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران، وله الشهرة البالغة عالمياً في هذا التخصص، يشهد بذلك كبار الأطباء في كبرى المستشفيات، وقد سمعت من أخي الحبيب: يحيى بن علي الغزواني، أن اللواء الطبيب الفاضل: خلف بن ردن المطيري مدير مستشفى الرياض العسكري ، يثني عليه ثناء كبيراً .. أعجبني وفاء الشيخ / فوزي، وأخلاقه الإسلامية الرائعة، عندما علمت بأن هذه المناسبة هي تكريم لهذا الدكتور الفاضل.

ابتدأ الشيخ ليلتنا بكلمة طيبة، قصيرة في كلماتها، لكنها عظيمة في معانيها، أثنى فيها على الله تعالى، وأرجع الفضل كله لله، وما الدكتور أحمد إلا سببٌ جعل الله الشفاء على يديه (هكذا قال)، وكان مما قال أيضاً: إني لا أحتفي هذه الليلة بسعادة الدكتور أحمد عمار؛ لأنه شفاني، فإنما يشفي الله تعالى، ولا لأنه عالجني، فهذا واجبه وهذه مهنته، فهو يعالجني ويعالج غيري! وهذا عمله، ولكنني أحتفي به لما رأيت من أخلاقه العظيمة، ونبله، وشفقته عليّ وتعهده لي بالنصائح، وإن كان قد آذاني بطلبه مني المشي مبكراً قبل أن أستعيد توازني !، قالها على سبيل الدعابة، ثم ختم كلمته بالثناء على الله عز وجل، والدعاء لهذا الطبيب بأن يوفقه الله في الدنيا والآخرة، وتقديم درع تذكاري بهذه المناسبة.

قلت في نفسي: ليت الدكتور أحمد يتحفنا بكلمة ولو لمدة خمس دقائق، فما كدت أنتهي من تفكيري حتى تنحنح الدكتور وتكلم بكلام أحسب أني سمعته بكل مسامات جلدي، وليس بأذنيّ فحسب !، كلام يقطر منه الأدب الجمّ، والإخلاص الناصع، والهدوء والاتزان، والغيرة على الإسلام، والأخلاق الإسلامية للطبيب المسلم، أتريدون أن أُسمعكم ماذا قال !،
فاقرؤوا إذن !

قال الدكتور:
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أشكر الشيخ فوزي على ما بذل، ولقد لفت انتباهي في كلمته قوله: "إنما يشفي الله تعالى" …يا إخوة ! كنت أدرس جراحة المخ والأعصاب في السويد عام 1979م أي قبل ست وعشرين سنة، وفي ذات يومٍ طلبني أحد كبار الأطباء هناك في المستشفى الذي أعمل فيه؛ لنقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في دماغ امرأة قد جاوزت الأربعين من عمرها، فاستعنت الله تعالى وقمت بمساعدة هذا الطبيب في إجراء العملية، وقد استغرقت منا وقتاً ليس بالقصير؛ حتى تمكنّا ولله الحمد من إزالة الورم، وشفيت المرأة بفضل الله … ثم بعد عشرة أيام دخلت عليها في غرفتها؛ لأقوم بنزع (الغرز) من رأسها، وبينما أنا أعمل على إزالتها حركتُ مرفقي بلا شعور مني فدفعتُ صورة كانت بجوارها فوقعتْ على الأرض، فأهويت لكي أرفعها فإذا هي صورة كلب! فرفعتها على كُرهٍ مني! فرأيت الامتعاض في وجهها، فقلت لها: إنه كلب!، فقالت: نعم؛ ولكنه الشخص الوحيد الذي ينتظر عودتي إلى البيت!. فعلمت أنه ليس في حياتها من يفرح لفرحها أو يحزن لحزنها إلاّ هذا الكلب!، فسألتني: من أين أنت؟! فقلت: من مصر، عربيٌ مسلم!، فأخذت تسمعني الازدراء لوضع المرأة عندنا، وكبت حريتها كما زعمت..
فقلت: إن المرأة عندنا مكرمة مصونة، فهي كالجوهرة الغالية النفيسة، كلٌ يخدمها ويحوطها، زوجها يخدمها، وأبوها، وأخوها، وابن أخيها، وابن أختها، … كلهم في خدمتها، ولا تخرج إلى سوق أو عمل إلا ومعها أحد هؤلاء، حفاظاً عليها..

ليس شكاً فيها فحاشاً وكلا *** غير أنّا نريدها في علاها
نجمة لا تنالها أعيُنُ الناس *** تراها مصونة في سماها

جعل لها الإسلام مكانة ليست لنساء الدنيا كلها، وما حفاظنا عليها إلا لعظيم قدرها في قلوبنا، لا لشكٍ فيها، فهي محل الثقة، لكنها كالوردة الجميلة التي لا يجوز لكل الناس أن يشموها حتى لا تفسد! وإذا مرضت … فإنها تجد أهلها كلهم حولها، يحفون بها، ويخدمونها، ويراقبون أنفاسها، ويعتنون بها غاية العناية، ولا تكادين تجدين موطأ قدم في غرفتها لكثرة من يقوم بخدمتها من أقربائها، وإذا خرجت من المستشفى فإن هناك جيشاً من أهلها في انتظارها؛ فيفرحون لفرحها، ويسعدون لسعادتها؛ وليس كلباً في انتظارها كحالك!. فغضبت.. واتهمتني بأنني متخلف وسطحي، وليس لدي من مقومات الحضارة شيء.. فابتسمت وخرجتُ من غرفتها بعد أن أنهيت عملي!.

ثم فوجئتُ بأن تلك المرأة تشكوني إلى كبير الأطباء وتطلب منه عدم دخولي عليها مرة أخرى!، بل وترغب في الخروج من المستشفى. فقلت:
لابد من بقائها يومين على الأقل حتى أتمكن من إنهاء علاجها وأعمل لها تحاليل طبية. فأصرت على الخروج وخرجتْ
نسيت أنا ذلك الموقف تماماً، فليست أول غربيٍ أسمع منه هذا الكلام، ولن تكون الأخيرة!. وفي ليلةٍ، فوجئت باتصال من الطبيب المناوب بقسم الطوارئ يخبرني بوجود حالة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها، فسألته: ما هي؟ … فأخبرني أنها امرأة لديه حالة تشنج مستمر، يأتيها بمعدل كل خمس دقائق .. فأسرعت إلى المستشفى في منتصف الليل، ففوجئت بأن المريضة هي نفسها تلك المرأة ! وكنت قد نسيتُ موقفها معي تماماً، فأدخلتها غرفة العمليات، وقمت بإجراء عملية لها في الدماغ، استغرقت وقتاً طويلاً، وتمت بنجاح والحمد لله، ثم.. دخلت عليها بعد إفاقتها، فرفعت رأسها ونظرت إليّ، وتكلمت بلسان ثقيل:

– أنت الذي أجريت لي العملية ؟
– نعم.
– وسهرت بجواري طوال الليل.
– نعم؛ لأن هذا واجبي
– يعني هذا أنك أنت الذي شفيتني!
– لا
– من إذن؟ هل كان معك أحد؟.
– نعم، إنه الله عز وجل، هو الذي شفاك، وإنما أنا سبب، أنا الذي عالجتُ فقط.
– أنت لا تزال رجعياً، تؤمن بالخرافات، وما وراء الطبيعة، أعجب لك وأنت طبيب مثقف كيف تصدق مثل هذه الأمور؟
– وأنا أعجب لك وأنت تدعين الثقافة، كيف لا تقرئين عن الإسلام، وتجوزين لنفسك إلقاء التهم جزافاً..؟! ..وغضبت جداً من كلامها ولكن أملي كان يحدوني تجاه تحملها علها تهتدي، ثم ودعتها وانصرفت، وبعد أيام خرجتْ – تلك المرأة من المستشفى، وبعد قرابة ستة أشهر، أخبرني أحد العاملين معنا أن هناك امرأة تريدني على الهاتف …
رفعتُ السماعة ..
– نعم ، من المتحدث؟
فإذا بها تلك المرأة نفسها، وقد تبدلت نبرة حديثها، لكنها تطلب مني أمراً غريباً..
– أريد أن أراك… هل تستطيع أن تطلب إجازة من عملك، وتأتي إلينا في (لوند) لمدة يومين؟
– فاعتذرت؛ لأن عملي متواصل دائماً بلا انقطاع.
فألَحّت عليّ، فامتنعتُ، فطلبت مني طلباً غريباً:
– ما اسم أمك؟
"فقلت في نفسي: لعل هذا من آثار العمليات الجراحية التي أجريت لها، هل سببت لها خللاً في التفكير؟"
– لماذا تريدين اسم أمي؟
– قالت بصوت متهدج لأني: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.. وأنا أسلمت، وعرفت طريق الحق .. وأنت لك حقٌ عليّ، وأريد أن أسمي نفسي باسم أمك.. أنت الذي دللتني على الطريق الحق … ومن حقك أن أذكرك دائماً بخير..
(فضج مجلسنا بالتكبير والتهليل )..

قال الدكتور : فكادت سماعة الهاتف تسقط من يدي، ثم سكت فجأة .. فالتفتُ إليه فإذا عيناه تفيضان بالدمع ! وأخذته بحةٌ في صوته ، فأكمل حديثه بصعوبة بالغة .. قال:
فذهبت إلى رئيسي في المستشفى؛ لأطلب منه إجازة يومين . فقال لي: أنت يا دكتور أحمد الطبيب الوحيد الذي لم يحصل على إجازة منذ سنتين ! خذ أكثر. قلت: لا .. يومان كفاية .
فذهبت إليها، فإذا هي امرأة غير تلك المرأة التي كانت تعظم صورة كلبٍ بجوار رأسها في المستشفى، امرأة تبدلت وتبدل فيها كل شيء، كلامها، ولبسها، نظرتها للحياة..
ذهبت معها إلى المحكمة، برفقة زميلين لي؛ لنشهد إشهار إسلامها، وهناك وسط قاعة المحكمة صدحت بكلمة الإسلام: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.. وقرأت الفاتحة قراءة ملؤها البراءة والطهر..
فانفجرت بالدموع العيون، وخشعت النفوس، وبكينا بكاء الطفل، من شدة الفرح، وكيف لا نفرح وقد شهدنا ميلادها الحقيقي، وخروجها من الظلمات إلى النور،.. وكيف لا أبكي فرحاً وقد أراني الله تعالى من كنتُ سبباً في إسلامها، وإنقاذها من النار ..
قمت وزميليّ وصلينا ركعتين شكراً لله، وصلت هي خلفنا بصلاتنا ! قالت لي:
أتذكر يا دكتور أحمد تلك الصورة لذلك الكلب الذي كدتُ أكتب له كل ثروتي ؟!
قلت: نعم
قالت: فإني أتلفتها، وأنفقت كل أموالي في سبيل الله .. وبنيت منها أكبر مركز إسلامي هنا ..

* * *
هنا .. وضع الدكتور أحمد يده على عينيه .. يصارع دمعاً يريد أن يقفز من محاجره.. وقد بدا عليه التأثر.. وأنهى كلامه بهذه الجملة .

نظرت إلى الحضور ، وقد شع نور الإيمان من وجوههم، وأخذوا في الثناء والدعاء لهذا الطبيب المسلم الذي ما نسي ثوابته حتى في أحلك الظروف، في الغربة في أقصى الأرض، هذه أخلاق الطبيب المسلم وحب هداية الناس، تمثلت هذه الليلة في هذا الطبيب المعتز بإسلامه..
أما أنا فأحسست بغصة في حلقي، ثم تشجعت وطلبت من الدكتور أن يأذن لي بكتابة هذه القصة، فأذن لي ..

فهذه هي قصته ، كتبتها من غير تعليق .

موسى بن محمد بن هجاد الزهراني

الظهران – الخميس 2-5-1426هـ

منقووووووووول




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الطالب المسلم والبروفسور

صحيح القصه طويله وراح اطول عليكم وسمحولي عااد بس ترا هي حلوه وااااااايد:

هل الله خيّر؟

كان ذلك عنوان لمحاضرة بروفيسور علم الفلسفة ( الملحد ) في جامعة أكسفورد،
حيث وقف أمام فصله وطلب من أحد طلبته المستجدين أن يقف

البروفيسور : أنت مسلم، أليس كذلك يا بني؟

الطالب المسلم: نعم، يا سيدي

البروفيسور: لذلك فأنت تؤمن بالله؟

الطالب المسلم: تماماً

البروفيسور : هل الله خيّر؟ ( من الخير وهو عكس الشر )

الطالب المسلم : بالتأكيد! الله خيّر

البروفيسور : هل الله واسع القدرة؟ أعني هل يمكن لله أن يعمل أي شيء؟

الطالب المسلم : نعم

البروفيسور : هل أنت خيّر أم شرير؟

الطالب المسلم: القرآن يقول بأنني شرير

يبتسم البروفيسور إبتسامة ذات مغزى

البروفيسور : أه!! الـقــرآن

يفكر البروفيسور للحظات

البروفيسور: هذا سؤال لك، دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن
تعالجه وأنت في استطاعتك أن تفعل ذلك، هل تساعده؟ هل تحاول ذلك؟

الطالب المسلم: نعم سيدي، سوف أفعل

البروفيسور: إذًا أنت خيّر !!

الطالب المسلم : لا يمكنني قول ذلك

البروفيسور : لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض ومعاق
عندما تستطيع ( في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إن إستطاع ) لكن الله لا يفعل ذلك

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور : كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟ هممم..؟ هل يمكن أن تجيب
على ذلك ؟

الطالب المسلم: لا إجابة أيضًا

الرجل العجوز بدأ يتعاطف مع الطالب المسلم

البروفيسور : لا تستطيع، أليس كذلك؟

يأخذ البروفيسور رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاً للإسترخاء،
ففي علم الفلسفة، يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين

البروفيسور : دعنا نبدأ من جديد أيها الشاب

البروفيسور : هل الله خيّر؟

الطالب المسلم: نعم متمتمًا

البروفيسور: هل الشيّطان خيّر؟

الطالب المسلم : لا

البروفيسور: من أين أتى الشيّطان؟

الطالب المسلم: من… الله.. متلعثمًا

البروفيسور : هذا صحيح، الله خلق الشيّطان، أليس كذلك؟

يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبة
متكلفي الابتسامة

البروفيسور: أعتقد أننا سنحصل على الكثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي
سيداتي و سادتي

ثم يلتفت للطالب المسلم

البروفيسور : أخبرني يا بني، هل هناك شّر في هذا العالم؟

الطالب المسلم : نعم، سيدي

البروفيسور: الشّر في كل مكان، أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء؟

الطالب المسلم : نعم

البروفيسور: من خلق الشّر؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور : هل هناك أمراض في هذا العالم؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟ كل
الأشياء الفظيعة، هل تتواجد في هذا العالم؟

الطالب المسلم: نعم وهو يتلوى على أقدامه

البروفيسور : من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟

الطالب المسلم : لا إجابة

يصيح الأستاذ فجأةً في الطالب المسلم

البروفيسور : من الذي خلقها؟ أخبرني

بدأ يتغير وجه الطالب المسلم

البروفيسور بصوت منخفض: الله خلق كل الشرور، أليس كذلك يا بني؟

الطالب المسلم: لا إجابة

الطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرة ولكنه يفشل في ذلك

فجأة المحاضر يبتعد متهاديًا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن، والفصل كله
مبهور

البروفيسور: أخبرني، كيف يمكن أن يكون هذا الإله خيّرًا إذا كان هو الذي
خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟

البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم

البروفيسور : كل الكره، الوحشية، الآلام، التعذيب، الموت، القبح، المعاناة،
التي خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك أيها الشاب؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور : ألا تراها في كلّ مكان؟ هه؟

البروفيسور يتوقّف لبرهة

البروفيسور: هل تراها؟

البروفيسور يحني رأسه في إتجاه وجه الطالب ثانيةً ويهمس

البروفيسور: هل الله خيّر؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور : هل تؤمن بالله يا بني؟

صوت الطالب يخونه و يتحشرج في حلقه

الطالب المسلم: نعم يا بروفيسور، أنا أؤمن

يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياً

البروفيسور : يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف و تلاحظ العالم
من حولك، أليس كذلك؟

البروفيسور: هل رأيت الله

الطالب المسلم: لا يا سيدي لم أره أبداً

البروفيسور: إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلاهك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي، لم يحدث

البروفيسور : هل سبق وشعرت بإلاهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟ هل
لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور: أجبني من فضلك

الطالب المسلم: لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي

البروفيسور : يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي

البروفيسور : ولا زلت تؤمن به؟

الطالب المسلم: نعم

البروفيسور : هذا يحتاج لإخلاص !

البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم

البروفيسور : طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول علم ما يمكن إثباته
يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟

البروفيسور : أين إلاهك الآن؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور: إجلس من فضلك

يجلس الطالب المسلم مهزومًا

مسلم أخر يرفع يده: بروفيسور، هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟

البروفيسور يستدير و يبتسم

البروفيسور: أه مسلم أخر في الطليعة! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة
المناسبة في هذا الاجتماع
البروفيسور: أه مسلم أخر في الطليعة! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة
المناسبة في هذا الاجتماع

يلقي المسلم نظرة حول الغرفة

الطالب المسلم: لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي، والآن لدي سؤال لك

الطالب المسلم : هل هناك شيء إسمه الحرارة؟

البروفيسور : هناك حرارة

الطالب المسلم : هل هناك شيء إسمه البرودة؟

البروفيسور : نعم يا بني يوجد برودة أيضاً

الطالب المسلم : لا يا سيدي لا يوجد

إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جدا

الطالب المسلم: يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة، حرارة عظيمة، حرارة
ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة على الإطلاق،
ولكن ليس لدينا شيء يدعى البرودة فيمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر، وهي
ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه البرودة، وإلا لتمكنا
من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف
حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما الحرارة يمكننا قياسها
بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة، البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي،
إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة

سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ما

الطالب المسلم : هل يوجد شيء إسمه الظلام يا بروفيسور؟

البروفيسور: نعم

الطالب المسلم: أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها
حالة غياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق
الضوء، ولكن إذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى
الظلام، أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع،
الظلام غير ذلك، و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن
تعطيني برطمان منه، هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟

مستحقراً نفسه، البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه

البروفيسور: هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً

البروفيسور: هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟

الطالب المسلم : نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد
كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ

تسمّم البروفيسور

البروفيسور : فاسد؟ كيف تتجرأ؟!

الطالب المسلم: سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟

الفصل كله أذان صاغية

البروفيسور : تشرح… أه أشرح

البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمر تحكمه ( طبعا لو أن البروفيسور كان
عربيًا لطرده من القاعة، وربما من الجامعة )

فجأة يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب

الطالب المسلم : أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية

الطالب المسلم : ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إله
خيّر وإله سيئ، أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا
قياسه، سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء
والمغناطيسية فهي لم تُـر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا، إن رؤية الموت
كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس،
الموت ليس العكس من الحياة، بل هو غيابها فحسب

الطالب المسلم يرفع عاليًا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها

الطالب المسلم: هذه أحد أكثر صحف الفضائح إباحية التي تستضيفها هذه البلاد،
يا بروفيسور هل هناك شيء إسمه الفسق والفجور؟

البروفيسور: بالطبع يوجد، أنظر ..

قاطعه الطالب المسلم

الطالب المسلم : خطأ مرة أخرى يا سيدي، الفسق و الفجور هو غياب للمبادئ
الأخلاقية فحسب، هل هناك شيء إسمه الظُـلّم؟ لا، الظلّم هو غياب العدل، هل
هناك شيء إسمه الشرّ؟

الطالب المسلم يتوقف لبرهة

الطالب المسلم : أليس الشر هو غياب الخير؟

إكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر وهو غاضب جدًا وغير قادر على التحدث

الطالب المسلم : إذًا يوجد شرور في العالم يا بروفيسور، وجميعنا متفقون على
أنه يوجد شرور، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهو

أنجز عملاً من خلال توكيله للشرور، ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن
يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريته الشخصية سوف يختار الخير
أم الشرّ

اُلجم البروفيسور

البروفيسور : كعالم فلسفي لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري، كواقعي
أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه
المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته

الطالب المسلم : كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا
العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة

الطالب المسلم : الجرائد تجمع بلايين الدولارات من إصدارها أسبوعيًا،
أخبرني يا بروفيسور هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟

البروفيسور: إذا كنت تقصد العملية الإرتقائية الطبيعية يا فتى، فنعم أنا
أدرس ذلك

الطالب المسلم: هل سبق وأن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟

يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقا صامتا متحجراً

الطالب المسلم : برفيسور، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه
فعلياً من قبل ولا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر، فهي غير
موجودة إذًا، ألست تدرسّ آرائك يا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيس؟

الطالب المسلم : إذًا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و
في محله؟

البروفيسور : أنا أؤمن بالموجود، وهذا هو العلم !

الطالب المسلم : أه العلم !

وجه الطالب ينقسم بابتسامة

الطالب المسلم : سيدي، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية،
والعلم أيضاً هو فرضيات فاسدة

البروفيسور : العلم فاسد؟ !!

البروفيسور متضجراً

الفصل بدأ يصدر ضجيجاً، توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج

الطالب المسلم : لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ، هل يمكن لي
أن أعطي مثالاً لما أعنيه؟

البروفيسور بقي صامتا بحكمة، المسلم يلقي نظرة حول الفصل

الطالب المسلم : هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل
البروفيسور؟

إندلعت الضحكات بالفصل

التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي

الطالب المسلم : هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور، لمس بعقل
البروفيسور, تذوق او شمّ او رأى عقل البروفيسور؟

يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك، حسناً، طبقاً لقانون التجريب، والاختبار
وبروتوكول علم ما يمكن إثباته، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له

الفصل تعمّه الفوضى

التلميذ المسلم يجلس، البروفيسور لم يتفوه بكلمة.

لا أله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين




رووووووووووووووووووووعه الله يعزالاسلام والمسلمين



يسلمووووووووووووووووووووو



مشكووووووووره



raw3a jazaki allaho khayran okhti



التصنيفات
منتدى اسلامي

أين تذهب روح المسلم عند الموت؟

روح المؤمن ترفع إلى الجنة، ثم ترد إلى الله -سبحانه وتعالى-، ثم ترد إلى جسدها للسؤال، ثم بعد ذلك جاء الحديث أنها تكون في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة، روح المؤمن ويردها الله إلى جسدها إذا شاء -سبحانه وتعالى-، أما روح الكافر تغلق عنها أبواب السماء، وتطرح طرحاً إلى الأرض وترجع إلى جسدها للسؤال، وتعذب في قبرها مع الجسد، نسأل الله العافية، أما روح المؤمن فإنها تنعم في الجنة، وترجع إلى جسدها إذا شاء الله، وترجع إليه أول ما يوضع في القبر حتى يسأل، كما جاء في ذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (والمؤمن إذا خرجت الروح منه يخرج منها كأطيب ريح، يحسه الملائكة ويقولون ما هذه الروح الطيبة؟، ثم تفتح لها أبواب السماء حتى تصل إلى الله، فيقول الله لها: ردوها إلى عبدي فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، فتعاد روحه إلى الجسد ويسأل)، ثم جاءت الأحاديث بأن هذه الروح تكون في الجنة بشبه طائر بشكل طائر تعلق في أسفل الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر؟ أما روح المؤمنين فهي نفسها تكون طائر، كما روى ذلك أحمد وغيره بإسناد صحيح عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. جزاكم الله خيراً



التصنيفات
منوعات

موسوعة أخلاق المسلم

أخلاق المسلم
الأخلاق
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
[القلم: 4].
وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134].
وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي].
فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة.
وهذا الكتاب يتناول جملة من الأخلاق الرفيعة التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، وأن يجعلها صفة لازمة له على الدوام.

***************

الإخــــــلاص
الصبــــــر
الصــــــدق
الإحســـــان
الأمانـــــة
بر الوالدين
القنـاعــــة
الاعتــــدال
الكـــــرم
الإيثــــار
الحـلــــم
الرفـــــق
العـــــدل
الحيــــاء
الوفــــاء
الشــــورى
الشـــكــر
حفظ اللسان
العفـــــة
التواضـــع
العـــــزة
الستـــــر
الكتمـــان
الشجاعـــة
العفـــــو
العمـــــل
التعـــاون
الرحمــــة
الأمــــــل
التأنــــي

وسوف نفرد لكل صفة صفحة

وفي النهاية سوف أضع لكم بإذن الله كل الصفات في كتيب




الإخلاص

يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد، فجاءه قومه، وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة، ويشركون بالله؛ فغضب العابد غضبًا شديدًا، وأخذ فأسًا؛ ليقطع الشجرة، وفي الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟
فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها.
وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد، وأوقعه على الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك، فأنت فقير لا مال لك، فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين، فوافق العابد.
وفي اليوم الأول، أخذ العابد دينارين، وفي اليوم الثاني أخذ دينارين، ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد، وأخذ فأسه، وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: سوف أقطع الشجرة.
فقال إبليس: لن تستطيع، وسأمنعك من ذلك، فتقاتلا، فغلب إبليسُ العابدَ، وألقى به على الأرض، فقال العابد: كيف غلبتَني هذه المرة؟! وقد غلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولى لله -تعالى-، وكان عملك خالصًا له؛ فأمَّنك الله مني، أمَّا في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتُك وغلبتُك.
***
هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة، وكان اسمها أم قيس، فهاجر رجل إليها ليتزوجها، ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
ما هو الإخلاص؟
الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله -سبحانه- ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة؛ فهو لا يعمل ليراه الناس، ويتحدثوا عن أعماله، ويمدحوه، ويثْنُوا عليه.
الإخلاص واجب في كل الأعمال:
على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه؛ لأن
الله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى. قال تعالى في كتابه: {وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5]. وقال تعالى: {ألا لله الدين الخالص} [الزمر: 3]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه) [النسائي].
والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا أو طالبًا أو غير ذلك؛ فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله في تجارته، فلا يغالي على الناس، إنما يطلب الربح الحلال دائمًا، والطالب يجتهد في مذاكرته وتحصيل دروسه، وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع المسلمين بهذا العلم.
الإخلاص صفة الأنبياء:
قال تعالى عن موسى -عليه السلام-: {واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 51]. ووصف الله -عز وجل- إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- بالإخلاص، فقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار . إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار . وإنهم عندنا من المصطفين الأخيار} [ص: 45-47].

الإخلاص في النية:

ذهب قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: يا رسول الله، نريد أن نخرج معك في غزوة تبوك، وليس معنا متاع ولا سلاح. ولم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعينهم به، فأمرهم بالرجوع؛ فرجعوا محزونين يبكون لعدم استطاعتهم الجهاد في سبيل الله، فأنزل الله -عز وجل- في حقهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا ما نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم . ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون}.
[التوبة: 91-92].
فلما ذهب صلى الله عليه وسلم للحرب قال لأصحابه: (إن أقوامًا بالمدينة خلفنا ما سلكنا شِعْبًا ولا واديا إلا وهم معنا فيه (يعني يأخذون من الأجر مثلنا)، حبسهم (منعهم) العذر) [البخاري].
الإخلاص في العبادة:
لا يقبل الله -تعالى- من طاعة الإنسان وعبادته إلا ما كان خالصًا له، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه) [مسلم].
فالمسلم يتوجه في صلاته لله رب العالمين، فيؤديها بخشوع وسكينة ووقار، وهو يصوم احتسابًا للأجر من الله، وليس ليقول الناس عنه: إنه مُصَلٍّ أو مُزَكٍّ أو حاج، أو صائم، وإنما يبتغي في كل أعماله وجه ربه.

الإخلاص في الجهاد:

إذا جاهد المسلم في سبيل الله؛ فإنه يجعل نيته هي الدفاع عن دينه، وإعلاء كلمة الله، والدفاع عن بلاده وعن المسلمين، ولا يحارب من أجل أن يقول الناس إنه بطل وشجاع، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرَى موطني (أي: يعرف الناس شجاعتي). فلم يرد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}.
[الكهف: 110].
وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر (يشتهر بين الناس)، والرجل يقاتل ليرَى مكانه (شجاعته)، فمن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله) [متفق عليه].
جزاء المخلصين:
المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان، ولا يوسوس له؛ لأن الله قد حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان، ونجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان: {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين} [الحجر: 39-40]. وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة: {إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا} [النساء: 146].

الـريـاء:

هو أن ينشط المرء في عمل الخيرات إذا كان أمام الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويجتهد إذا أثنى عليه الناس، وينقص من العمل إذا ذمه أحد، وقد ذكر الله صفات هؤلاء المرائين المنافقين، فقال تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى . يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً} [النساء: 142].
فالرياء صفة من صفات المنافقين، والمسلم أبعد ما يكون عن النفاق، فهو يخلص قلبه ونيته دائمًا لله، قـال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) [مسلم].
الرياء شرك بالله:
المسلم لا يرائي؛ لأن الرياء شرك بالله -سبحانه-، قال صلى الله عليه وسلم: (إن أَخْوَفَ ما أتخوَّف على أمتي الإشراك بالله، أما إني لستُ أقول: يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا وَثَنًا، ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية) [ابن ماجه]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر). قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الرياء، يقول
الله -عز وجل- يوم القيامة -إذا جزي الناس بأعمالهم-: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟) [أحمد].
وهكذا.. لا يأخذ المرائي جزاءً على عمله؛ لأنه أراد بعمله الحصول على رضا الناس ومدحهم والمكانة بينهم، فليس له من أجرٍ يوم القيامة.
المرائي في النار:

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في إحدى الغزوات أن فلانًا سيدخل النار، وكان فلان هذا يقاتل مع المسلمين، فتعجب الصحابة، وراقبوا الرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوه يقاتل قتالا شديدًا؛ فازداد عجب الصحابة، ولكن بعد قليل حدث أمر عجيب؛ فقد جُرح هذا الرجل؛ فأخذ سيفه، وطعن به نفسه؛ فقال له بعض الصحابة: ويلك! أتقتل نفسك، وقد كنت تقاتل قتالا شديدًا؟ فقال الرجل: إنما كنتُ أقاتل حميةً (عزة للنَّفْس)، وليرى الناس شجاعتي، ثم مات الرجل، وصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المرائين أول الناس عذابًا يوم القيامة؛ فأول ثلاثة يدخلون النار: عالم، وقارئ للقرآن، وشهيد؛ لأنهم كانوا لا يخلصون أعمالهم لله، ولا يبتغون بها وجهه.
الرياء يبْطِلُ العبادات:

إذا أدَّى الإنسان عبادته، وليس فيها إخلاص لله، فإنه لا يأخذ عليها أجرًا ولا ثوابًا، بل عليه الوزر والعقاب؛ لأنه لم يخلص لله رب العالمين. قال الله -تعالى-: {فويل للمصلين . الذين هم عن صلاتهم ساهون . الذين هم يراءون . ويمنعون الماعون} [الماعون: 4-7].
والذين يتصدقون، ولكن يمُنُّون بأعمالهم، ولا يخلصون فيها لله، فإنهم لا يأخذون على صدقتهم أجرًا من الله، وتصبح مثل الأرض الصلبة التي لا تخرج زرعًا كما وصف القرآن الكريم المرائي بقوله تعالى: {فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدًا لا يقدرون على شيء مما كسبوا} [البقرة: 264].
كما جعل الله -عز وجل- عبادة المرائين عديمة الفائدة لهم، يقول تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا} [الفرقان: 23].




الصبر

ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي.
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [متفق عليه]. أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة.
***
أسلم عمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية -رضي الله عنهم- وعلم الكفار بإسلامهم، فأخذوهم جميعًا، وظلوا يعذبونهم عذابًا شديدًا، فلما مرَّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال لهم: (صبرًا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة)
[الحاكم]. وصبر آل ياسر، وتحملوا ما أصابهم من العذاب، حتى مات الأب والأم من شدة العذاب، واستشهد الابن بعد ذلك في إحدى المعارك؛ ليكونوا جميعًا من السابقين إلى الجنة، الضاربين أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى.
ما هو الصبر؟
الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].
الصبر خلق الأنبياء:
ضرب أنبياء الله -صلوات الله عليهم- أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، وقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، وكان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].
وقد وصف الله -تعالى- كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} [الأنبياء: 85-86].
وقال الله تعالى: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [الأحقاف: 35]. وأولو العزم من الرسل هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -عليهم صلوات الله وسلامه-.
وقال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وآذوا في سبيلي حتى أتاهم نصرنا} [الأنعام: 34].
وقال تعالى عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب}
[ص: 44]، فقد كان أيوب -عليه السلام- رجلا كثير المال والأهل، فابتلاه الله واختبره في ذلك كله، فأصابته الأمراض، وظل ملازمًا لفراش المرض سنوات طويلة، وفقد ماله وأولاده، ولم يبْقَ له إلا زوجته التي وقفت بجانبه صابرة محتسبة وفيةً له.
وكان أيوب مثلا عظيمًا في الصبر، فقد كان مؤمنًا بأن ذلك قضاء الله، وظل لسانه ذاكرًا، وقلبه شاكرًا، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله ففعل، فأخرج الله له عين ماء باردة، وأمره أن يغتسل ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه الألم والأذى والمرض، وأبدله صحة وجمالا ومالا كثيرًا، وعوَّضه بأولاد صالحين جزاءً له على صبره، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} [ص: 43].
فضل الصبر:
أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: {وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. ويقول: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)
[متفق عليه]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه].
أنواع الصبر:
الصبر أنواع كثيرة، منها: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المرض، والصبر على المصائب، والصبر على الفقر، والصبر على أذى
الناس.. إلخ.
الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الكهف: 28]. ويقول تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].
الصبر عن المعصية: المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات
الله -عز وجل-) [الطبراني].
الصبر على المرض: إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له).
[الطبراني].
وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة، فالسيدة أم زُفَر -رضي الله عنها- كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة. [متفق عليه]. ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة) [البخاري].
الصبر على المصائب: المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو
أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) [البخاري]. وقد مرَّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت: ما هذا؟ فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون (يضيقون)، وعن ثوابه يرغبون (يبتعدون).
وقال الإمام علي: إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب).
الصبر على ضيق الحياة: المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء. [متفق عليه].
الصبر على أذى الناس: قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [الترمذي].
الصبر المكروه:
الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا.
قال الله -تعالى-: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا} [النساء: 97].
الأمور التي تعين على الصبر:
* معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها.
* معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.
* التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
[النحل: 96].
* اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا} [الشرح: 5-6].
* الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله -تعالى-: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال: 46].
* الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.
* الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله
يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23].
الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.




الصدق

يحكى أن رجلا كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.
ويحكى أن طفلا كان كثير الكذب، سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه: أنقذوني أنقذوني.. إني أغرق. فجرى زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه خدعهم، وفعل معهم ذلك أكثر من مرة.
وفي إحدى هذه المرات ارتفع الموج، وكاد الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جري أحد الناس نحوه وأنقذه، فقال الولد لأصحابه: لقد عاقبني الله على كذبي عليكم، ولن أكذب بعد اليوم. وبعدها لم يعد هذا الطفل إلى الكذب مرة أخري.
ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].
صدق الله:
يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-. وقال تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء:
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال تعالى عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..
أنواع الصدق:
المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه.
الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].
الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
فضل الصدق:

أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].
وقال تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119].
والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة) [ابن أبي الدنيا].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه].
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر:
عليك بالصـدق ولــو أنـــه
أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد
وابْغِ رضـا المـولي، فأَشْقَـي الوري
من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر:
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به
إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ
الكذب:

وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].
والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [مالك].
والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد قالت السيدة أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة) [أحمد].
وعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) [أبوداود].
الكذب المباح:

هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك، وهذه الحالات هي:
الصلح بين المتخاصمين: فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول: إن فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول للثاني نفس الكلام…وهكذا حتى يعود المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة.
الكذب على الأعداء: فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده.
في الحياة الزوجية: فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته: إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها -ولو كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين.
المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) [مسلم].
وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه) [أبوداود].
وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا سمع من يمدحه يقول: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.




الإحسان


مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.

ما هو الإحسان؟
الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.
أنواع الإحسان:

الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
ومن أنواع الإحسان:

الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره (يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) [متفق عليه]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه) [البخاري].
كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة)
[الترمذي].
الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه).
[متفق عليه].
ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه]. والمسلم يقابل إساءة جاره بالإحسان، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار: (إذا استعان بك أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده) [الطبراني].
الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول: رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟
ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم} [البقرة: 263].
الإحسان إلى اليتامى والمساكين: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.
[متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) [متفق عليه].
الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].
الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول}
[الحج: 24]، وقال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83].
الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله -تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].
الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].
جزاء الإحسان:
المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195].




التصنيفات
منوعات

أسرار تميز البيت المسلم رائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمل صبري


المسلم يمتاز عن غيره بإسلامه، ليس بجسده ولا ماله ولا صورته، وإنما تميزه الحقيقي بما يحمله في قلبه، والمسلم الذي يملأ الإيمان قلبه عند الله أشرف من كل من سواه، ممن لم يعمر الإيمان قلوبهم.
كما قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (النساء:125) .
وعِلم المسلم بهذه الحقيقة يحميه من الضعف ومن الحزن، ولو كان وحده على هذا الطريق وكل الناس بخلافه؛ لأنه يعلم أن طريقه هو طريق الحق الذي ارتضاه الله للمؤمنين.
وأن إعراض الناس عنه لا يعني أن يبتعد عن طريق الحق أو أن يتخلف عن السير فيه، وأن تهافت الناس على الباطل لا يكسبه مميزات طريق الحق أبداً، و إن كثر السائرون فيه. قال تعالى:
(
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. ) (آل عمران:139).

والبيت المسلم كذلك هو أميز البيوت على وجه الأرض، وهو على الحق والرشد وإن خالفته كل البيوت، لأنه بيت يطيع أوامر الله، وما قام إلا ابتغاء مرضاة الله، لذلك فهو لا يضعف أمام ضغوط الحياة، ولا يقبل التنازل عن المبادئ الإيمانية مهما كانت المغريات ومهما كانت التحديات.
ومهما شعر هذا البيت بالغربة في وسط مجتمع بعيد عن القيم الإيمانية؛ فإنه يزداد تمسكاً بمنهاجه، وإصراراً على مبادئه، لأنه يعلم أنه على طريق الرشد، وصدق الشاعر إذ يقول:

قال لي صاحب أراك غريباً بين هذي الأنام دون خليلِ
قلت كلا بل الأنام غريبٌ أنا في عالمي وهذي سبيلي

من هنا نعلم أن سبيلنا في الحياة، ودستورنا في تكوين بيوتنا؛هو منهج الله ـ عز و جل- مهما تعارضت معه أهواء، وأعراف، وقوانين البشر.

من مظاهر تميز البيت المسلم:
– صلاح الزوجة:
كما كانت الزوجات الصالحات من سلف الأمة مثل: المرأة الصالحة التي كانت تودع زوجها كل يوم إذا خرج إلى عمله قائلة:"اتق الله فينا ولا تطعمنا حراماً، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار".

– السكن النفسي والمودة والرحمة:
كما قال تعالى: (
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم:21).
وقد علم الأزواج و الزوجات من السلف الصالح وكل من سار على نهجهم إن هذا السكن النفسي لا يتحقق بمجرد قضاء الشهوات، وإنما يتم ويكتمل بدوام طاعة الله عز وجل، وأن الله فتح بالزواج أبواباً من الطاعات عظيمة لم تكن متاحة قبل الزواج.

– التغاضي عن خطأ الآخر
وكما قال الإمام أحمد بن حنبل " تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
والحسن البصري يقول: " ما زال التغافل من فعل الكرام".

– الإدارة الصحيحة للخلافات الأسرية:
يتعذر استمرار الحياة بدون النقيضين، و لذلك كان لابد من إدارة لحظة الخلاف إدارة سليمة، فليست الأزمة في وقوع الأزمة،و لكن حقيقة الأزمة تكمن في إدارتها، و من الإدارة السليمة أن يتم تناول المشكلة بعيدا عن نظر الأولاد وسمعهم، لأن اضطراب العلاقة بين الأب والأم من أكثر الأشياء ضرراً على الصحة النفسية للأطفال.

-عند الخلاف تحكيم العقلاء
ليس بالضرورة أن يكون المحكمين من الأهل؛ و لكن من يتوافر فيهم الصلاح و الرغبة في الصلح.

– تربية الأولاد التي ترتكز على عدة أمور منها:
1- القدوة الصالحة: لأن الطفل يتأثر أكثر ما يتأثر بأبويه والمحيطين به، وهذه القدوة إذا توفرت فإنها توفر كثيراً من الجهد في توجيه الأولاد وتأديبهم.

2- التنشئة الصالحة: على حفظ القرآن وفهمه، والمحافظة على الصلوات في مواقيتها، ودوام ذكر الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن، وعلى حب الإسلام والمسلمين ، وعلى حسن الخلق وكل صفات الخير.

3- الرعاية الدائمة في مختلف أطوار حياتهم:
• رعاية مأكلهم ومشربهم، وتعويدهم على السلوك الإسلامي.
• رعاية مشاعرهم: بتوفير الحب والارتباط العاطفي بين الوالدين وبينهم، وإشعارهم بتوفير الأمان لهم؛ حتى يثق الطفل أن هناك من يلجأ إليه ويساعده عند حدوث أي مكروه، وعدم إهانتهم أو جرح مشاعرهم لا سيما أمام الآخرين، واحترامهم وإشعارهم أن لهم قيمة كبيرة، وإشراكهم في أعمال البيت وغيرها ليشعروا بهذه القيمة.

• رعاية دراستهم بالمتابعة في المدرسة والإشراف على الاستذكار، مع محاولة تعويدهم على تحمل المسئولية وعدم الاعتماد على الأبوين في كل شيء.

• رعايتهم في فترة المراهقة بمصادقتهم وتعويدهم على فتح قلوبهم لآبائهم و أمهاتهم وليس عند رفقاء السوء، و أن يراعي الوالدان التغيرات النفسية والسلوكية التي تحدث في هذه الفترة ويتعاملا معها بحكمة حتى تمر هذه المرحلة بسلام.

• رعايتهم بتيسير سبل الزواج لهم؛ حتى يعفوا أنفسهم وينجوا من الفتن، فهذا من بر الوالد بولده كلما أمكنهم ذلك.

4- إحاطتهم بجو إسلامي طيب: وهذا يتأتى عن طريق التعاون والتزاور بين العائلات الملتزمة بالأخلاق الاسلامية، ليكون أصدقاؤهم هم أبناء المؤمنين الصالحين، ويكون جدهم ولعبهم تحت سمع وبصر هؤلاء؛ ليتداركوا أي خطأ يقع، وهذا الجو في غاية الأهمية، لأن الإنسان –وخاصة الطفل- يتأثر بمن حوله أيما تأثر، فإن لم نوفر لهم ذلك الجو سيجدون في الشارع والمدرسة بما فيهما من أخطاء البديل المتاح.

5- الدعاء لهم والتوكل على الله : المسكن، الطعام والشراب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا فيقول:"كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة" "القصد في الفقر والغنى" .
تنفيذ أوامر الله تعالى الموجهة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة كلها إذ يقول:(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) (الإسراء:29).
أملا في الدخول في زمرة عباد الرحمن الذين قال عنهم رب العزة (
إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67).

– مع الأهل : صلة الرحم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه" .
عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " من أحب أن يبسط له في رزقه، و يـُـنـْـسأ له في أثره؛ فليصل رحمه " .
عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، و من قطعني قطعه الله" .
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال " :ليس الواصل بالمكافئ، و لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".

– مع الجيران : الإحسان للجار :
عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم": مَن كان يُؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ ، فلا يُؤذِ جارَهُ "

بعض الخطوات العملية نحو بناء البيت المتميز للزوجة :
على الزوجة أن تحرص على إيجاد روح التوازن بين واجباتها تجاه الزوج والأولاد والبيت والعمل، لا تنتظر من الزوج كلمة أسفٍ أو اعتذارٍ، بل لا تضعه في هذا الموضع إلا إذا جاءت منه وحده.

لا تعتمد على أن الزوج هو الذي يبادر دائمًا ويبدي رغبته لها، لا تنتظر مقابلاً لحسن معاملتها لزوجها؛ فإن كثيرًا من الأزواج ما ينشغل فلا يعبِّر عن مشاعره بدون قصد، تتذكر دائمًا أن الزواج وسيلةٌ للتقرب إلى الله تعالى.
إشعار الزوج باحتياجها إليه، و لأخذ رأيه في الأشياء المهمة، التي تخصها وتخص الأولاد والبيت، دون اللجوء إلى عرض الأمور التافهة.
تتذكر أنوثتها، وتحافظ عليها.

لا تعتب علي الزوج تأخره وغيابه عن البيت، بل تجمع بين إشعاره بانتظارها له، و شوقها إليه وتقديرها لأعبائه و فخرًها به.

الحوار بالتي هي أحسن:
للزوج:على الزوج أن يعين زوجته على إسعاده.
عن جابر قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال : "أمهلوا حتى ندخل ليلا أى عشاء حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة" رواه النسائي.

يمارس مسؤوليته الأخلاقية نحو أسرته فيكون متواضعا، متسامحا، عطوفا، هينا، لينا، يخلع عنه هموم العمل ومشكلات المجتمع قدر الإمكان، ولا يدخل البيت ومعه هذه الهموم والمتاعب التي ستؤثر على تفاعله مع أهل بيته.
يشعر زوجته أن العمل والواجبات وهموم الحياة وحتى الأولاد لن يستطيعوا أبدا تغييب مكانتها المميزة وموقعها الخاص في قلبه.

يتحلى بالكلمة الطيبة :
قال الله تعالى: ((
وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)). وقال سبحانه:((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) وقال سبحانه :((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.)).
قال صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)).

مع الأبناء: إلى الوالدين..
. ساعدوا أولادكم على إثبات ذاتهم بوسائل عملية تربوية.

اجعلوا أسلوبكم عند توجيه الأبناء شيقًا جميلاً، يخاطب العقل والوجدان معًا، ولا تعتمدوا على التنبيه فقط، حتى تكونوا أقرب إلى قلوب أبنائكم.
أبدعوا في شغل وقت فراغهم، خاصةً في الإجازات، وتنمية مهاراتهم وتوظيف طاقاتهم في الأشياء المفيدة.
كونوا أصدقاء لبناتكم، وأدركوا التغيُّرات النفسية التي تمر بها الفتاة في كل مرحلة.
لا تتعجلوا النتائج أثناء تطبيق أي أسلوب تربوي مع أبنائكم؛ لأنه إن لم يأخذ مداه والوقت الكافي الذي يتناسب مع سن الطفل، يترتب عليه يأس وعدم استمرار في العملية التربوية.

مع الأهل: احترام وتقدير كلا من الزوجين لأهل الطرف الآخر، وعدم التفريق في المعاملة بينهم؛ فهما أهديا إليكما أغلى هدية و هي أنتما.
القاطع لرحمه مهدد بأنه لا يدخل الجنة، و لا تشمله الرحمة.

الواصل: هو الذي وصل أهله و أقاربه الذين قطعوه، إذاً لا يجوز أن تقطع رحمك بحجة أنهم قطعوك.
صلة الرحم دليل على التقوى . قال تعالى : "و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام" ، صلة الرحم و بر الأهل و محبة الأقارب، فهى طريق إلى بسط الرزق و طول العمر.
تذكر أن الجزاء من جنس العمل، فلو أنك قطعت رحمك، فإن أبناءك سيصبحون مثلك فيقطعون أرحامهم.

مع الجار : تقديم الخدمات إلى الجار كلما أمكن:
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة؛ فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك))رواه مسلم.

كف الأذى :
وعن أبي هريرة رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)) ! قيل: من يا رسول الله ؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه!)) متفق عليه.

وفي رواية لمسلم:
((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)). ((البوائق)): الغوائل والشرور.




جزـااااكـ الله خيراً وبااااركـ فيك ونفع بكـ
واثااابكـ جنة الفردوس بغير حساااب ولا سابقة عذاب
وجعله ربى فى ميزااان حسناااتك
دمت فى حفظ الرحمن



موضوع في قمه الرووووعه ❤



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا ننسى أموراً مهمة في التوبة النصوح ومنها :

الأول : أن يكون ترك الذنب لله
الثاني : أن تستشعر قبح الذنب وضرره
الثالث : أن تبادر إلى التوبة
الرابع : استدرك ما فاتك من حق الله إن كان ممكناً
الخامس : أن تفارق موضع المعصية
السادس : أن تفارق من أعانك على المعصية
السابع : إتلاف المحرمات
الثامن : أن تختار من الرفقاء الصالحين من يعينك على نفسك ويكون بديلاً عن رفقاء السوء
التاسع :الاستكثار من الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات

جزاكم الله خيراا ونفع بنا وبكم

ورزقناالله واياكـــــــ,,,,,ــــــم الاخلاص والقبــــــــــ,,,,,ــــــــول

لا تنسوا ذكر الله || سبحان الله

تعلمنا أنه من يذكر الله كثيرا فإنه يدخل الجنة وهو يضحك




جزاك الله خيرًا



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

حكم قول المسلم وهل يلزمه كفارة فيها

حكم قول المسلم ( علي الحرام ) وهل يلزمه كفارة فيها

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" لو قلت : علي الحرام إني ما آكل هذا الشيء وأكلته ، وقصدك الامتناع منه ، فعليك كفارة يمين ، أو عليك الحرام أن لا تزور فلانا ، ثم زرته ، وأنت قصدك الامتناع من زيارته فقط ، فعليك كفارة يمين وعليك الاستغفار من ناحية يمينك بالتحريم ، لأن التحريم لما أحل الله لا يجوز " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (23/147-148) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا قال علي الحرام أن لا أفعل كذا : فإما أن يريد الطلاق وإما أن يريد الظهار وإما أن يريد اليمين ، فله ما نوى ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ولما كان هذا اللفظ محتملاً لأحد المعاني الثلاثة الطلاق أو الظهار أو اليمين كان تعيين أحد هذه الاحتمالات راجعاً إلى نيته ، فإذا قال : أردت بقولي عليّ الحرام أن لا أفعل كذا أردت أني إن فعلته فزوجتي طالق كان ذلك طلاقاً ، وإن قال : أردت إن فعلته فزوجتي علي حرام كان ذلك ظهاراً ، لا سيما إن وصله بقوله عليّ الحرام أن تكون زوجتي كظهر أمي ، وإن قال : أردت اليمين أي أردت أن لا أفعله فجعلت هذا عوضاً عن قولي والله كان ذلك يميناً " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (10/ 442) .

فمن قال : عليّ الحرام لأفعلن كذا ، أو لا أفعل كذا : فإن أمضى ما حلف عليه فلا كفارة عليه.

وإن حنث فيما حلف عليه ، فعليه كفارة يمين .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" المسلم لا يجوز له الحلف بالحرام ،

وأن الحلف يكون بالله وحده أو بصفة من صفاته سبحانه ، وعليك

كفارة يمين " انتهى .

"فتاوى اللجنة" (23/170) .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

ما حكم قولي : ( عليَّ الحرام ) ، والعرف عندنا الذي يقول :

عليَّ الحرام كأنما يقول : عليَّ الطلاق، ما حكم هذه اليمين ؟ وهل عليَّ كفارة ؟
فأجاب :
" الذي ينبغي للمسلم في هذه المواقف الصبر والتحمل والحلم وعدم العجلة وعدم التسرع ،

فما فعلته من هذا التسرع وهذا الغضب لا يليق بك ، وأما ما تلفظت به من الحرام على أن تنتقم من

الجاني ، فهذا يرجع إلى نيتك : إذا كنت نويت بالحرام طلاقًا فإنه يكون طلاقًا على ما نويت ،

وإذا نويت به الزوجة ، أي : أن زوجتك عليك حرام ، فإنه يكون ظهارًا ، فيلزمك كفارة الظهار ،

أما إذا كنت نويت به يمينًا فقط ، لم تنو به طلاقًا ولم تنو به ظهارًا ،

فإنها تكون يمينًا مكفرة ، يلزمك كفارة يمين " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (90/1-2) .




يعطيكي العااااااااااافيه



نورتي موضوعي أختي

…………..




التصنيفات
التربية والتعليم

جوانب القوة في شخصية الطالب المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على سيد المرسلين ، أما بعد : فإن نعمة الإسلام ، من أعظم النعم على الناس ، حيث بنعمة الإسلام ، ينقذ الفرد نفسه من النار ، ويفوز بالجنة ، التي فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، أي أن في الجنة من الخير والنعيم والمسرات ، ما لا يمكن وصفه ، وما لا يمكن أن يتخيله إنسان ، وفيها من الأصوات العذبة ، مالا يمكن أن يتخيله عقل بشر ، وفيها من النعيم والبهجة ، ما لا يوصف ولا يخطر على بال إنسان !!، جعلني الله وإياك ، والدينا والمسلمين أجمعين من أهلها .
أما من لم يدخل الإسلام ، فإن مصيره النار وبئس القرار ، ويصبح من حطب جهنم ، يصلى نارا تلظى ، نارا حامية ؛ حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وفيها من الأهوال ما لا يوصف ، فاقد الإيمان ، يعيش هذه الحياة كالحيوان ، يأكل ويشرب ، ويصنع ويخترع ، ثم مآله جهنم وبئس القرار.

وعلى العكس من ذلك ، نجد من يستخدم العقل للشر !! ، مثل : الدعوة للفسق والكفر ، أو من يستخدم العقل ، في التخطيط للإجرام ، والسرقة والفجور..الخ , ومع الأسف فإن بعض الشباب ، يعتبر ذلك نوعا من الشجاعة ، والشطارة أو الرجولة !! ، فهل هذا صحيح ؟ كلا !! ، بل هو الشقاء والتعاسة ، والانتكاسة نسأل الله السلامة .
ولذا فإن الشاب الخيِّر ، هو الذي يستخدم عقله في الأمور الحسنة ، من ذلك تسخيره في الحفظ والاستذكار ، والاجتهاد والتفوق…، تلك الصفات الطيبة ، التي تجعل الطالب محبوبا ومقدرا ، بين مدرسيه والديه وسائر أسرته ، فهو محط الإعجاب والثناء من الجميع ، فمن جوانب قوة الشخصية لدى الطالب ، استخدام عقله وذكائه ، بما يفيد دراسته وسائر حياته في جوانب الخير والتفوق .

ثم إن المثابرة والصبر ، والتحدي وقوة الإرادة ..صفات إذا استخدمت في جوانب الخير ، أصبحت عناصر مهمة ومحبة ، في شخصية الطالب الذي يثابر على استذكار دروسه ، والصبر على ما يصيبه من ملل ، وتعب وإجهاد ، ويجعل بين نفسه ، وبين ما يرغب الوصول إليه ، وما يطمع فيه .. تحديا ، يدفعه لمزيد من المثابرة والصبر ، حتى يصل إلى ما يريد ، من نجاح وتفوق ، ويحدد هدفه ، في الحصول على المراكز الأولى بين زملائه ، مع بذل الجد والاجتهاد .. ، فإنه لا شك سوف يصل إلى ما يريد ، متى ما ترك التكاسل والتواني ، ولم يستسلم لليأس .
إن البعض منا لديه بعض التصورات السلبية ، عن جوانب الضعف لديه ، وقد تكون بعض هذه صحيحة ، لكن الغالب الأعم ، أنها تصورات غير صحيحة على الإطلاق !! ، بل هي أقرب إلى الوهم من الحقيقة !! ، إن كثيرا من هذه التصورات غير صحيحة ، ذلك أن الله جل شأنه ، قد زود الإنسان بذكاء ومواهب شتى , فهل يحسن الإنسان ، الاستفادة مما وهبه الله ؟ !! ، فمثلاً هناك شخصان ، وهبهما الله ذكاءً عالياً ، وقدرة على الحفظ ، والرسم ، والقوة البدنية , فأما أحدهما فقد استغل في ذلك التفوق الدراسي ، وفي حفظ القرآن الكريم ، وفي إجادة الرسم بما يوافق شرع الله , كما استغل قوته البدنية ، بما يعينه على دفع الظلم ، وبذل المعروف ، أما الآخر فاستغل ذكاءه في الإجرام والتخطيط له ؛ واصطناع الوسائل ، للهرب من المدرسة وترك الدراسة ، كما استغل قدرته في الحفظ ، في حفظ ما يضر ولا يفيد ، كحفظ الأغاني ، واسماء الفنانين والفنانات ، والمطربين والمطربات ، واللاعبين ونحو ذلك ، كما استخدم قدرته في الرسم ، في رسم المناظر الهابطة ، والتعليقات السافلة ، في حين سخَّر قوته البدنية ، في ايذاء الآخرين ، وعمل المكائد لهم ، والإيقاع بهم ، فمثل هذا قد سخَّر قدراته ، وذكاءه بما يضر ولا ينفع ، بل بما يعود عليه بالشقاء ، والعذاب في الدنيا والآخرة .

مما سبق نستنتج أن الله ، جعل في كل فرد منا جوانب عظيمة ، من عوامل قوة الشخصية ، فهل نسخرها للخير ؟ فنربح الدنيا والآخرة ، أم نسخرها للشر ، فنخسر الدنيا والآخرة عياذا بالله من ذلك .

منقوؤوؤل~




مشكورة



منووورة حبيبتي



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

بيت المسلم وبيت العنكبوت معجزة علمية

بيت المسلم وبيت العنكبوت .. معجزة علمية

بيت المسلم بيت قوي العلاقات , فهو بيت أسس على كتاب الله عز وجل ,
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , بيت تسوده تقوى الله عز وجل ورضوانه ,
والاحتكام الدائم والمستمر فيه عند الخلاف إلى شرع الله عز وجل مصداقاً
لقوله تعالى: ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) النساء 59.

– بيت المسلم بيت فيه الصغير مرحوم ومحاط بالرعاية والعنايه والحب والعطف ,
والكبير فيه موقر محترم , بيت يتردد في جنباته قوله تعالى :
( وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا ) الإسراء 24.

– بيت المسلم بيت كل فرد فيه يحب لأخيه ما يحب لنفسه
( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) الحشر9.

– بيت المسلم بيت لاتقوم العلاقات فيه على المصالح الماديه الدنيويه فقط ,
فالعلاقات فيه علاقات قوية تسودها المودة والرحمه ولين الجانب والكلمة الطيبه .

– بيت المسلم للزوج فيه كل تقدير واحترام, سواء أكان غنياً أو فقيراً ,
صحيحاً أو مريضاً, شاباً أو شيخاً كبيرا, فالقوامه له طواعية وبرضى ,
وهو باني البيت ومؤسسه وحاميه, والمسئول عن وقاية زوجته وأبنائه
من الهلاك في الدنيا والآخره ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً
وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم 6.

– بيت المسلم للزوجه فيه مكانتها العالية التي لاتدانيها مكانة أخرى ,
والجنه تحت أقدامها قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ) النساء 19,
وقال الرجل : ( يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك, قال:
ثم من ؟ قال أمك, قال ثم من ؟ قال أمك ) رواه البخاري ومسلم .

بيت المسلم للزوجة فيه من الحقوق الزوجية مثل حقوق الزوج قال تعالى :
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة 228 , قال الدكتور وهبة الزحيلي
حفظه الله في التفسير المنير : للنساء من حقوق الزوجية على الرجال مثل
ما للرجال عليهن , مثل حسن الصحبة , والمعاشرة بالمعروف , وترك المضارة ,
واتقاء كل منهما الله في الآخر , وتزيين كل منهما للآخر , قال ابن عباس :
( إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي ) رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم .

– بيت المسلم بيت حمى الله سبحانه وتعالى فيه الآباء حتى من كلمات التأفف
البسيطه قال تعالى ( فلاتقل لهما أفٌ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما ) الإسراء 23.

– بيت المسلم بيت كرم وضيافه وجيره حسنه مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ,
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) رواه البخاري ومسلم.

– بيت المسلم بيت يحافظ أهله على الحيوان ويرفقون به , فالصحابه
( قالوا: يارسول الله إن لنا في البهائم أجراً ؟ قال: في كل كبد رطبة أجرا )
رواه البخاري ومسلم, ( عذبت امرأه في هره
( أي قطة ) حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ) رواه البخاري ومسلم.

– بيت المسلم بيت لاظلم فيه ولا استغلال ولا وشايه ولا تجسس
( المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايسلمه ) رواه البخاري ومسلم.

– بيت المسلم بيت متماسك متعاون ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) رواه البخاري ومسلم.

– بيت المسلم بيت يحرم على أهله الاغتصاب ( فمن ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله به سبع أرضين ) رواه البخاري ومسلم.

– بيت المسلم بيت لكل فرد فيه صغيراً كان أم كبيرا حقوقه الشرعيه
في الميراث كما أمر الله , دون ظلم أو اجحاف أو طمع أو تبديل أو قسمة على
غير ما أراد الله مصداقاً لقوله تعالى : ( للرجال نصيبٌ مما ترك الوالدآن والأقربون وللنساء نصيبٌ مما ترك الوالدآن والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضا ) النساء 7.

هذا يا أخي المسلم ويا أختي المسلمه بيت المسلم الذي نود أن تأسسا بيتكما
على منواله ومنهاجه وسيرته العطره.

أما بيت العنكبوت:

فأضعف بيت , بيت غابت منه الموده والرحمه : فالأنثى تأكل الذكر عقب التلقيح والسفاد ,
والأبناء يأكلون أمهم بعد اشتداد عودهم, ويهرب منه الذكر خوفاً على حياته.

– بيت العنكبوت: بيت يقوم على المصالح والمنافع الماديه الدنيويه المؤقته ,
فإذا انتفت المصالح, وانتهت المنافع , فأسوأ علاقة فيه بعد ذلك , فالأنثى تغازل
الذكر وتغريه وترحب به وتتزين له عندما تحتاج إلى سفاده فقط , وتحاول القضاء
عليه بعد ذلك , فيهرب الذكر حفاظاً على حياته من افتراس الأنثى وفكوكها القاتله
والسامه . وهذا مثال للمرأة التى تتزوج الرجل من أجل الشقه والفيلا والبيت والمال والسفاد ,
فإذا تمكنت منه, واستولت على أوراقه, وحصلت على توقيعاته , وثبتت مظالمها
وأشبعت رغباتها أو حصلت على من يشبعها أكثر , طردت الرجل من البيت وأرهقته
في المحاكم , وإذا مرض الرجل أو ضعف فلا مكان له على سريرها وبين أحضانها
وفي كنفها وتحت رعايتها , إنها الأرملة السوداء ( نوع من إناث العناكب) في عالم العناكب العجيب.

– بيت العنكبوت : بيت يظل الصغار فيه هادئين , مطيعيين في كنف الكبار , حتى إذا اشتد
عودهم وقويت فكوكهم وتوفرت سمومهم عقوا الكبار وعقروهم وأكلوهم ، وحيث أن
الأب هارب من ظلم الأم ، فهم يأكلون أمهم ، وهذا مثال للبيت الذي يطرد منه الابن أمه وأباه ،
وقد يقتلهما لإفساح المكان لزوجته واولاده .

– بيت العنكبوت : بيت فيه الحيوان غير مرحوم أو مرفق به ، فإذا ساقه قدره الله إلى بيت العنكبوت ،
افترسته العناكب وقضت عليه .

– بيت العنكبوت : بالنسبه للذكر للسفاد ( التلقيح ) والمعاشرة الجنسيه ، والأكل ،
والراحة ، فإذا احتاج إلى ذلك دخل البيت ، ومارس دور الذكر ، حتى إذا قضى وطره ،
فر هارباً خائفاً مذعوراً ، وهكذا البعض من الرجال ، البيت عندهم للنوم ، والمعاشرة الجنسية ،
والأكل ، ولقضاء الحاجات المادية ، فإذا انتهت الحاجات هجر البيت إلى المقهى ، والنادي ‘
والفندق ، والخيمة ، ومجالس الرفاق والصحاب, والسفر ، ولا يعود إلى البيت إلا إذا عاوده
النوم وغلبته الرغبة الجنسية والحاجة المادية .

بيت العنكبوت : بيت القوامه فيه للأنثى (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) العنكبوت (41)
فهي التي تبنيه وتسمح للذكر بالدخول فيه ، وتفضل الحياة فيه بعيداً عن قيد الذكر

( الأرملة السوداء ) ، وإذا أراد البقاء فيه فهو مهدد ذليل ، وهذا مثال البيت الذي
لا قوامة للرجل عليه ، والكلمة الأولى والأخيرة للأرملة السوداء التي تأمر وتنهي
في البيت ، فاختر لنفسك أخي المسلم إما بيتاً قوياً ، الكل فيه محترم ‘ ومرحوم ،
وآمن ، واختاري لنفسك أختي المسلمة نفس البيت , أو اختر لنفسك أخي المسلم
بيتاً كبيت العنكبوت ، بيت ضعيف لا رحمة فيه كما قال تعالى (كمثل العنكبوت
اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبت العنكبوت لوكانوا يعلمون) العنكبوت (41) .

– (لو كانوا يعلمون) : أهمية الموده والرحمه والحب والأمن والأمان والصدق والاخلاص
والتفاني والتعاون على البر والتقوى وتقوية البيت .

– (لو كانوا يعلمون) : خطورة ضياع العلاقات الاجتماعية الحسنة والموده والرحمة بين
الرجل والمرأه والأولاد والأرحام والجيران .

– (لو كانوا يعلمون) : هذا العلم , يحتاج إلى علم ودراسة وتفقه وإخلاص ،
واستعانه بالصبر والصلاه .

– (لو كانوا يعلمون) : أهمية أن تكون القوامة في بيت المسلم للرجل ، لوكان الرجل يعلم
المعنى الحقيقي للقوامة ، وهي قوامة تكليف بالحماية والرعاية والمعاشرة الطيبة للزوجة
والأولاد والأرحام والانفاق ، ولو كانت المرأه تعلم أن في هذه القوامة حقوقها الاجتماعية
والنفسية والأمنية والبدنية والثقافية الكاملة والحقيقية والمميزه للمجتمع المسلم ، والذي
افتقدتها المرأة غير المسلمة (الغربية بالذات) فشقيت ليل نهار, وطردت من البيت عند
بلوغها سن البلوغ ، ولم تجد من يرحمها ويقوم على رعايتها وهي عجوز .

– (لو كانوا يعلمون) : أن هدم النظام الأسري الاسلامي سيحول بيت المسلم إلى بيت العنكبوت ،
الأب يطرد الابن ، والابن يقتل الأم والأب ، والبنت تُخرج من البيت ، والزوجه تتربص بالزوج ،
والزوج يستغل الزوجه .

– (لو كانوا يعلمون) : أن الحرية الحقيقية للمرأه في الاسلام ، حيث الحقوق المادية ،
و النفسية والبدنية والعلمية الكاملة والحقيقية.

– (لو كانوا يعلمون) : أن ما يرفع في الساحة الاسلامية من شعارات وعادات تحرض المرأه
على الرجل ، وتحرض الرجل على المرأه ‘ ليست من الاسلام في شيء .

وحتى تعلمي أختي المسلمة ذلك عليك بالعلم (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) العنكبوت (41) .

– فمن منا يرضى بعد ذلك ببيت العنكبوت بيتا ؟!

– ومن منا يرضى ببيت العلاقات الاجتماعية فيه مقطعة .

– ومن منا يرضى ببيت الأمن منه غائب .

– ومن منا يرضى ببيت يعشش فيه الرعب والقلق والخوف والغم والهم .

– ومن منا يرضى ببيت يرحب به فيه وهو قوي ويطرد منه وهو ضعيف .

– أسسا لأنفسكما من الأن بيتاً يقوم على طاعة الله ، والخوف من الله ،
والحب والرحمه حتى إذا احتجتما يوماً للحب والرحمة وجدتما بذرته التي
غرستماها فيه ورويتماها بالحب والعطف والحنان والايثار قد نبتت و ضربت
شجرتها بجذورها في الأرض ، واشتد عودها ، وتفرعت فروعها ، وكثرت أوراقها ،
وانتشرت رائحة ازهارها الطيبة في البيئة المحيطه بها ، وبدت ألوان ازهارها الجميلة ،
وحملت ثمارها بهجة للناظرين وزاداً من التقوى والحب والاخلاص لأهل البيت والأرحام والجيران .

ملحوظة: يظن البعض أن وهن بيت العنكبوت يكمن في وهن خيوطه , ولكن ثبت علمياً
أن خيوط العنكبوت من أقوى الخيوط ( مقارنة بخيوط الفولاذ بنفس السمك ) ولكن الوهن
في بيت العنكبوت كما رأينا سابقاً هو وهن في العلاقات الاجتماعية والحيوية في هذا البيت .
علاوة على وهن عدم الحماية من العوامل البيئية الخارجية مثل : المطر , والحر , والبرد ,
والشمس , والأتربة كما قال بعض المفسرين قديماً .

المصدر : رسالة إلى المتحابين من الشباب .

تأليف الأستاذ الدكتور نظمي خليل




يعطيك العافيه عزيزتي



خليجية



خليجية



جزاك الله كل خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

اشارات مرور المسلم

ول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه ،فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ،فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ،ودعك ما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها ،إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم ،وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل، فلديك الغد لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل، واحلم بشمس مضيئه في غد جميل ،ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى.
إشارات مرور المسلم…!!
( قف )

قف مع نفسك أيها الإنسان وحاسبها جيدا على تقصيرها في حق خالقها وقل لها يا نفس لله توبي قبل أن لا تستطيع أن تتوبي … كفا يا نفس ما كان كفاك هوى وعصيانا !!

( ممنوع الإستدارة )

أيها المسلم…إنطلق في طريقك إلى الله عز وجل بالتوبة والعمل الصالح ، ولا ترجع إلى الوراء وتنتكس بعد الهداية ، بل اسأل الله التوبة والثبات وحسن الإستقامة وردد دائما (( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك ))

( ممنوع الدخول )

لا تدخل أي مكان يكون سببا لمعصية الله عز وجل ولا تخطو بقدمك إلى معصية خالقك
( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).

( أمامك دوار )

الأيام تدور والسنين تمضي … فاحرص على استغلال وقتك في الخيرات والطاعات والقربات إلى رب الأرض والسماوات ، وأكثر من قراءة القرآن قبل أن تكون تاريخا لمن بعدك لا يذكرون إلا اسمك ويقولون ( الله يرحمه )

( لا تلتفت )

لا تلتفت إلى اليمين أو إلى اليسار،بل استقم كما أمرت ومن تاب معك على طريق الله عز وجل فإن هناك طرق عليها أئمة يدعون إلى النار فاتركهم ولا تلتفت لهم.

( انتبه )

انتبه…فإن الشيطان يزين لك الطريق حتى تزلق فيه وتسقط إلى الهاوية ، فاستعن بالله وتعوذ من الشيطان الرجيم وارجمه بالآيات الزواجر إن كيد الشيطان كان ضعيفا.

( مكان للإتصال )

كن دائم الإتصال مع الله عز وجل بالصلاة أو الذكر أو الدعاء…أو كل ما يوثق الإتصال بالله تبارك وتعالى وإذا همك أي أمر فافزع للإتصال بالله عز وجل فإنه خير معين.

( قف )

قف قبل البدء بأي عمل ، واسأل نفسك … هل هذا العمل يرضي الله عز وجل ؟ وهل هو خالصا لله عز وجل ؟ أم للبشر نصيب من حركاتك وسكناتك.

( أمامك طريق ضيق )

انتبه !…أمامك طريق ضيق ، لا يسع إلا لشخص واحد بكفنه ، فاسأل الله أن تكون من يوسع مقامهم وتغسل خطاياهم بالماء والثلج والبرد ، واعمل لذلك واستعذ بالله من الظلمة والضيق وما لها وأعمل لذلك الضيق حتى يوسع لك.

( اتجاه جبري )

أنت مطالب بالسير في طريق الصالحين امتثالا لقول الله عز وجل ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )

( وقود )

تزود بالوقود…فإن الطريق طويل…والعقبة كؤود…والنهاية إما إلى الجنة وإما إلى النار.

( طريق المشاة )

اختر صاحبك في رحلتك بهذه الدنيا فإن الصاحب ساحب واعلم بأن الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.
انتهى.

إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أمن من يأتي ءامنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير-40-سورة فصلت




بارك الله فيكي
وقفات رائعه
ماتحرمينا جديدك



بارك الله فيك