التصنيفات
منتدى اسلامي

[ صحابة رسول الله ] أروى بنت عبد المطلب ~

[ صحابة رسول الله ] .. أروى بنت عبد المطلب .. ~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم سأستعرض معكم بعض من سيرة الصحابية وعمة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسلم
السيدة أروى بنت عبـد المطلب

خليجية

اسمهــا ونسبها :

هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله .

زواجهــــا :

تزوجت أروى من كلدة بن مناف ابن عبد الدار بن قصي.

إســــلامها :

أسلمت أروى وأختها صفية – رضي الله عنهما- جميعا ،وهاجرتا إلى المدينة ، وأسلم ولدها طليب قبلها في دار الأرقم.

ولما أسلم ابنها طليب بن عمير بن وهب في دار الأرقم ، توجه إليها ليدعوها إلى الإسلام ،
ويبشرها بما من الله تعالى عليه من التوفيق إلى الهداية إلى دينه الحق ،
فقال لها : ( تبعت محمد –صلى الله وعليه وسلم – أسلمت لله
)
فقالت له : ( إن أحق من وزرت وعضدت ابن خالك ! والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه )

فقال طليب: ( فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعينه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة)
فقالت أروى : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) فقال لها : ( فإني أسألك بالله تعالى إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله )
ثم كانت بعد ذلك تعضد النبي –صلى الله وعليه وسلم – بلسانها ، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره – صلى الله وعليه وسلم .

فقد شهدت شهادة الحق، وقامت تدافع عنه، وتذب عنه بلسانها وتشيع بين نساء قريش صدقه وأمانته ،
وأنه نبي الله ، وتدعوهن للإسلام – رضي الله عنها وأرضاها.

صفـــــــاتها :

تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منها : الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي.

وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة ،
وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب ،
ومن خلال إسلامها مع أختها صفية – رضي الله عنهما – يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية،
فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام ،
حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن
) ، رضي الله عنها .

مساندة أروى للنبي صلى الله وعليه وسلم ونصرته :

تزوجت أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله – صلى الله وعليه وسلم – من عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا.
وكانت أروى قبل إسلامها تعضد النبي صلى الله عليه وسلم مما سبق في الحوار بينها وبين ابنها طليب
وعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي – صلي الله عليه وسلم – فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه عرضا دون محمد؟ فقالت: [ خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله
] فقالوا : ولقد تبعت محمدا؟ قالت: نعم.
فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبا لك ولاتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه،وإن تكون على دينه، فإنه إن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك . فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين محدث، ثم انصرف، وقالت:

أن طليبا نصـر ابـن خالـه
واساه في ذي دمه وماله

وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي – صلي الله عليه وسلم

ولما انتقل ر سول الله – صلي الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى، قالت أروى بنت عبد المطلب:

ألا يا عين ويحك أسعدينـي
بدمعك ما بقيت وطاوعينـي
ألا يا عين ويحـك واستهلـي
علـى نـور البـلاد وأسعدينـي
فـإن عذلتـك عاذلـة فقـولـي
علام وفيـم ويحـك تعذلينـي
علـى نـور البـلاد معـا جميعـا
رسول الله أحمد فاتركينـي
فـإلا تقصـري بالـعـذل عـنـي
فلومي ما بدا لك أو دعيني
لأمــر هـدنــي وأذل ركـنــي
وشيـب بعـد جدتـهـا قـرونـي

شعرهـــا :

وهي شاعرة مجيدة وقد رثت أباها عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله شعراً ، فقالت :

بكـت عينـي وحــق لـهـا البـكـاء
عـلــى سـمــح سجـيـتـه الـحـيـاء
عـلـى سـهـل الخليـقـة ابـطـحـي
كــريــم الـخـيــم نـيــتــة الــعـــلاء
على الفياض شبيه ذي المملي
أبـيـك الـخـيـر لـيــس لـــه كـفــاء
طويل الباع أملس شـي ظمـي
أغــــــر كــــــان غـــرتـــه ضـــيــــاء
أقب الكشـح أروع ذي فضـول
لـــه الـمـجـد الـمـقــدم والـثـنــاء
أبـــي الـضـيـم أبـلــج هــبــر زي
قـديـم المـجـد لـيـس لــه خـفـاء
ومـعـقــل مــالــك وربــيـــع فــهـــر
وفاصـلـهـا إذا الـتـمـس الـقـضــاء
وكـان هـو الفتـى كرمـا وجــودا
وبـأسـا حـيـن تنـكـسـب الـدمــاء
إذا هاب الكماة المـوت حتـى
كـــأن قـلــوب أكـثـرهـم هــــواء
مضى قدمـا بـذي ربـد خشيـب
عـلـيــه حــيــن تـبـصــره الـبــهــاء

وقالت أروى بنت عبد المطلب أيضاً في رثـاء النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏

لعـمـرك مــا أبـكـي الـنـبـي لـمـوتـه
ولـكـن لـهــرج كـــان بـعــدك آتـيــا
كــأن عـلـى قلـبـي لـذكـر مـحـمـد
وما خفت من بعد النبي المكاويـا
أفـاطــم صــلــى الله رب مـحـمــد
علـى جـدث أمسـى بيـثـرب ثـاويـا
أبـــــا حــســـن فــارقــتــه وتــركــتــه
فبـك بحـزن آخــر الـدهـر شاجـيـا
فــدا لـرسـول الله أمــي وخـالـتـي
وعمـي ونفسـي قـصـرة ثــم خالـيـا
صـبـرت وبلـغـت الـرسـالـة صـادقــا
وقمت صليب الدين أبلـج صافيـا
فـلـو أن رب الـنـاس أبـقــاك بيـنـنـا
سعدنـا ولـكـن أمـرنـا كــان ماضـيـا
عـلـيـك مـــن الله الـســلام تـحـيــة
وأدخلت جنات من العدن راضيا

وفــاتهـا :

توفيت سنة 15 هجري في خلافة عمر بن الخطاب– رضي الله عنه .
رضي الله عن السيدة أروى وعن سـائر صحابته صلى الله عليه وسلم

دمتم بحفظ الرحمن :bye1:

أذا أعجبكم موضوعي لا تنسون تقيموني :060:

المسك :0153:





جزاكى الله خير



قيمتك يا قمر



تسلمين قلبى



ربي يسعدكم يالغاليات عالمرور الرائع والرد الأروع ..^_^..



التصنيفات
منوعات

صحح تاريخك / هند بنت عتبة تأكل كبد حمزة بن عبد المطلب

خليجية

خليجية

من أشهر المواقف التي تروى في غزوة أحد موقف استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه على يد وحشي بن حرب، ثم أكل هند بنت عتبة من كبد حمزة، فهل ثبت هذا من طرق صحيحة ؟

قال ابن إسحاق: "ووقعت هند بنت عتبة، كما حدثني صالح بن كيسان، والنسوة اللاتي معها يُمثّلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجدّعْن الآذان والأُنُف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأُنفهم خَدمًا (*) وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيًا، غلام جبير بن مطعم، وبقرت عن كبد حمزة، فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها .. (1)".
وصالح بن كيسان ثقة، من رجال الجماعة، وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، لكن الخبر مرسل.
ثم قال ابن إسحاق: "وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بلغني، يتلمّس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده، ومُثّل به، فجُدع أنفه وأُذناه. فحدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى."لولا أن تحزن صفية (**)، ويكون سُنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأُمثلنّ بثلاثين رجلًا منهم" فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمّه ما فعل، قالوا. والله لئن أظفرنا الله بهم يومًا من الدهر لنمثلنّ بهم مُثلة لم يمثلها أحد من العرب (2)". والخبر مرسل.

ثم قال ابن إسحاق."وحدثني بُريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن محمَّد بن كعب القُرَظي، وحدثني من لا أتّهم عن ابن عباس، أن الله عز وجل أنزل في ذلك، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل:126-127]، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصبر، ونهى عن المُثلة (3)".

وذكرها ابن كثير في البداية عن ابن إسحاق ثم قال: "قلت: هذه الآية مكيّة، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فكيف يلتئم هذا؟ فالله أعلم (4)".
قال الذهبي في المغازي: "وقال يحي الحمّاني: حدثنا قيس -هو ابن الربيع- عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قُتل حمزة ومُثّل به: "لئن ظفرت بقريش لأمثلنّ بسبعين منهم". فنزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل نصبر ياربّ". إسناده ضعيف من قِبَل قيس. وقد روى نحوه حجاج بن منهال، وغيره، عن صالح المرِّي -وهو ضعيف- عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، وزاد: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قطّ أوجع منه لقلبه (5)". اهـ
وذكر هذه الرواية الهيثمي في المجمع وفيه "… ونظر إليه وقد مُثّل به، فقال: "رحمة الله عليك إنْ كنتَ ما علمتُ لوصولًا للرحم فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها- أمَا والله على ذلك لأمثلنّ بسبعين كميتتك" فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة، وقرأ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر الآية فَكفَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمسك عن ذلك". ثم قال الهيثمي: "رواه البزّار والطبراني، وفيه صالح بن بشير المري (***) وهو ضعيف (6)".

وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، فمثّلوا بهم، وفيهم حمزة، فقالت الأنصار: لئن أصبناهم يومًا مثل هذا لنربينّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله عزّ وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كُفُّوا عن القوم غير أربعة". ثمْ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي (7).
قال ابن هشام: "ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال: "لن أُصاب بمثلك أبدًا، ما وقفتُ موقفًا قطّ أغيظ إليّ من هذا (8)". قال الألباني: "حديث لا يصحّ، ذكره ابن هشام بدون إسناد، ولم أجده عند غيره، وقد نقله عنه الحافظ ابن كثير (4/ 40)، وابن حجر في (الفتح) (7/ 297) ولم يوصلاه (9)".
وروى الإِمام أحمد قال: حدثنا عفّان قال: حدثنا حمّاد قال: حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "… فنظروا فإذا حمزة قد بُقر بطنه، وأخذتْ هند كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تمضغها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتْ شيئًا؟ " قالوا: لا، قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار (10)". وفيه صلاته على حمزة سبعين صلاة.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف، من جهة عطاء بن السائب، فالله أعلم (11)". قال الشيخ الألباني: "وهذا هو الصواب، خلافًا لقول الشيخ أحمد شاكر: إنه صحيح، فإنه ذُهل عما ذُكر من سماعه منه في الاختلاط (12)".

وفي المتن نكارة هي: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار" لأن هندًا رضي الله عنه أسلمتْ، والإِسلام يجبُّ ما قبله، ثم إنّ الراوي عن ابن مسعود هو عامر بن شراحيل الشعبي، ولا يصح له سماع من ابن مسعود، كما قال ذلك الأئمة: الحاكم، والدارقطني، وأبو حاتم (13)، وابن باز (14).

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا}: "وقال محمَّد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة النحل كلّها بمكة، وهي مكية، إلاّ ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحد حين قُتل حمزة – رضي الله عنه – ومُثّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن أظهرني الله عليهم لأمثلنّ بثلاثين رجلًا منهم" فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنّ بهم مُثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قطّ، فأنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر السورة. وهذا مرسل، وفيه رجل مُبهم لم يسمّ".

ثم قال: "وقد روي هذا من وجه آخر متصل، فقال الحافظ أبو بكر البزّار: … حدثنا صالح المرَي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استشهد … ". وذكر الرواية التي نقلها الهيثمي، ثم قال ابن كثير: "هذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا هو ابن بشير المرِّي ضعيف عند الأئمة، وقال البخاري: هو منكر الحديث (15)".
وضعّف الحديث الألباني، وقال: "وقد ثبت بعضه مختصرًا من طُرق أخرى، فأخرج الحاكم (3/ 196) والخطيب في: (التلخيص) (44/ 1) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بحمزة يوم أحد وقد جُدع، ومُثّل به فقال: "لولا أن صفية تَجِدُ لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع" فكفّنه في نمرة". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
ثم قال الشيخ الألباني: "وسبب نزول الآية السابقة في هذه الحادثة صحيح، فقد قال أُبىّ بن كعب: (لما كان يوم أُحد … ) وذكر الحديث (16)، وقد سبق. والحديث المذكور قال عنه النووي في الخلاصة: "رواه أبو داود بإسناد حسن، والترمذي وقال: حسن (17)". وأخرجه أيضًا الإِمام أحمد في مسنده (18).
وتمثيل المشركين بشهداء المسلمين يوم أحد ثابت، كما في البخاري من قول أبي سفيان بعد نهاية المعركة -وكان زعيم المشركين يومها: "وتجدون مُثلة لمْ آمر بها ولم تسؤني (19)".
وقال ابن عبد البر: "وروَوْا آثارًا كثيرة أكثرها مراسيل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على حمزة وعلى سائر شهداء أحد (20)".
وقال ابن حجر: "إن طرق الحديث واهية" (21) وذهب الألباني إلى تحسين حديث الصلاة على حمزة رضي الله عنه (22). وقد أفاض الشيخ سعد الحميّد -وفقه الله- في تتبّع مرويات الصلاة على حمزة رضي الله عنه (23).

المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
(*) جمع خَدَمة، وهو الخلخال (لسان العرب، مادة: خدم).
(1) الروض الأنف (6/ 15).
(**) صفية بنت عبد المطلب، أخت حمزة -رحمه الله- الذهبي: "الصحيح أنه ما أسلم من عمات النبي -صلى الله عليه وسلم- سواها". (السير 2/ 270).
(2) الروض الأنف (6/ 20).
(3) الروض الأنف (6/ 21).
(4) البداية والنهاية (4/ 40).
(5) المغازي (209 – 210).
(***) في الأصل المزني.
(6) مجمع الزوائد (9/ 119). وقد رواه الحاكم في المستدرك (3/ 218) رقم (4894)، وسكت عنه، وأعله الذهبي بصالح المرِّي. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 371) وأشار إلى ضعفه.
(7) المستدرك (2/ 391، 484).
(8) الروض الأنف (6/ 20).
(9) تخريج فقه السيرة (264). وقد رواه الواقدي في المغازي (1/ 290).
(10) المسند (6/ 191).
(11) البداية والنهاية (4/ 41).
(12) حاشية فقه السيرة. ص (260).
(13) تهذيب التهذيب (5/ 68).
(14) أقوال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الرجال، للأخ الفاضل الشيخ فهد السنيد. ص 19. الطبعة الأولى. دار الوطن.
(15) تفسير ابن كثير (2/ 953).
(16) سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 28) رقم (550). وانظر (أحكام الجنائز وبدعها). ص (60)
(17) الخلاصة (2/ 946) أخرجه أبو داود في الجنائز، باب الشهيد يغسل (8/ 410 عون). والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في قتلى أحد وذكر حمزة (4/ 96 تحفة).
(18) الفتح الرباني (18/ 192) وقال الساعاتي عن الحديث: وهو من زوائد عبد الله بن الإِمام أحمد على مسند أبيه – رحمهما الله -.
(19) باب غزوة أحد (7/ 350 فتح).
(20) التمهيد 24/ 244.
(21) أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلامذته، ص 54.
(22) أحكام الجنائز، ص 60.
(23) مختصر استدراك الذهبي على الحاكم لابن الملقّن. (4/ 1768). ورجح أن الحديث صحيح لغيره.




رضى الله عن اسد الله واسد رسوله حمزة ابن عبد المطلب وسائر صحابة رسول الله اللهم احشرنا معهم
جزاك الله خيرا



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

الصحابية الجليلة أروى بنت عبد المطلب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات

أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله

واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات

والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات

وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا

أما بعد :

فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،

وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار

ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ

الصحابية الجليلة

أروى بنت عبد المطلب

رضي الله عنها

من هي ؟

أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، قرشية هاشمية
عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أخت صفية بنت عبد المطلب
أسلمت بمكة … و هاجرت إلى المدينة

قصة إسلامها :

ذكر أن ابنها ” كليب بن عمير ” أسلم في دار ” الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي “
ثم خرج فدخل على أمه أروى فقال: ” تبعت محمدا و أسلمت لله “
فقالت له : إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك !

و الله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه و دافعنا عنه
فقال: كليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي و تتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة ؟
فقالت : أنظر ما يصنع أخواتي ، ثم أكون إحداهن
فقال كليب : فإني أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه و صدقتيه

وشهدت أن ” لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله “(1)

فقد كانت رضي الله عنها تعضد النبي صلى الله عليه و سلم قبل إسلامها بلسانها

و تحض ابنها على نصرته و القيام بأمره و لأن الإسلام وقر في القلب فلا خوف و لا وجل

فإن كليب بن عمير عمد إلى ضرب عمه أبي جهل

دفاعا عن النبي صلى الله عليه و سلم و ضد إيذائه للنبي صلى الله عليه و سلم ضربة شجه فأخذوه فأوثقوه

فقام دون أبو لهب حتى خلاه !

فقيل لأروى: ألا ترين ابنك ” كليبا ” قد صير نفسه غرضا دون محمد ؟
فقالت: خير أيامه يوم يدفع عن ابن خاله و قد جاء بالحق من عند الله ،
فقالوا : و لقد اتبعت محمدا ؟ فقالت : نعم

و بعد علم أبو لهب بخبر إسلام أروى بنت عبد المطلب أقبل حتى دخل عليها فقال :
عجبا لك و لإتباعك محمدا و تركك دين عبد المطلب ! فقالت :

قد كان ذلك ، فقم دون ابن أخيك و اعضده و امنعه ، فإن يظهر أمره ، فأنت بالخيار :

أن تدخل معه أو تكون على دينك ، فإن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك
فقال أبو لهب : و لنا طاقة بالعرب قاطبة … جاء بدين محدث . ثم انصرف !

قالت أروى :

إن كليبا نصر ابن خاله *** واساه في ذي ذمة و ماله

صحابية جليلة و قديرة شاعرة ، آزرت ابنها و شجعته على التمسك بالحق مهما كانت العواقب

و لم تتعنت بل استمعت لابنها و امتثلت أوامره بإتباع محمد صلى الله عليه و سلم

حوار قيم و هادف يراعي احترام الآراء حتى لو كانت من صغير

رثاؤها أبيها و الرسول صلى الله عليه و سلم :

تقول أروى في رثائها لأبيها عبد المطلب :

بكت عيني و حق لها البكاء *** على سمح سجيته الحياء

و رثت النبي صلى الله عليه و سلم:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** و كنت بنا برا و لم تك جافيا

توفيت رضي الله عنها و أرضاها سنة 15 للهجرة

(1)
ذكرها أبو جعفر في الصحابة . و أما أبن اسحاق و من وافقه فقد قالوا :

لم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه و سلم غير صفية . و قال غير هؤلاء :

أسلم من عمات النبي صفية و أروى و هو الصواب .




بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك