الوسم: المعاصي
آثار ترك المعاصي في الدنيا، و الأخرة …
قال ابن القيم – رحمه الله -: سبحان الله رب العالمين! لو لم يكن في ترك المعاصي إلا
إقامة المروءة
وصون العرض
وحفظ الجاه
وصيانة المال الذي جعله الله قواماً لمصالح الدنيا والآخرة
ومحبة الخلق، وجواز القول بينهم
وصلاح المعاش، وراحة البدن
وقوة القلب
وطيب النفس
ونعيم القلب
وانشراح الصدر
والأمن من مخاوف الفساق والفجار
وقلة الهم والغم والحزن
وعز النفس عن احتمال الذل
وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية
وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار
وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب
وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي
وتسهيل الطاعات عليه
وتيسير العلم
والثناء الحسن في الناس
وكثرة الدعاء له
والحلاوة التي يكتسبها وجهه
والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس
وانتصارهم وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم
وذَبُّهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب
وسرعة إجابة دعائه
وزوال الوحشة التي بينه وبين الله
وقرب الملائكة منه، وبعد شياطين الإنس والجن منه
وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه
وخطبتهم لمودته وصحبته
وعدم خوفه من الموت، بل يفرح به لقدومه على ربه، ولقائه له، ومصيره إليه
وصِغَرُ الدنيا في قلبه
وكِبَرُ الآخرة عنده
وحرصه على الملك الكبير، والفوز العظيم فيها
وذوق حلاوة الطاعة، وَوَجْدُ حلاوة الإيمان
ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له
وفرح الكاتبين به
ودعاؤهم له كل وقت
والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته
وحصول محبة الله له، وإقباله عليه، وفرحه بتوبته
وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له إلى فرحه وسروره بالمعصية بوجه من الوجوه.
فهذه بعض آثار ترك المعاصي في الدنيا
فإذا مات تَلَقَّتْه الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة
وبأنه لا خوف عليه ولا حزن
وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة
فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق
وهو في ظل العرش
فإذا انصرفوا من بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين
و( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [الجمعة: 4].
منقول للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي000
المعصية ورائها هم وذل وتعب ومشاكل، اما الطاعة فورائها رفعة وعز وراحة وطمئنينة، لهذا نجد العاصي دائما في هم وضيق ومشاكل ولا يعرف لماذا ودائما تتعسر اموره.
مع هذا يذهب ويزيد الطين بله من خلال فعل المعاصي وارتكاب المحرمات، حتى يغطي على قلبه الذي اوحشه ولا يعرف ان هذا بسبب المعاصي والذنوب.
لهذا قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه ( إن للحسنة نوراً في القلب ، وزيناً في الوجه ، وقوة في البدن ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب ، وشيناً في الوجه، ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق )
وقال الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة )
فلنحذر اخواتي من الذنوب والمعاصي، فهي تأخذنا إلى المهالك، ولو رأينا العاصي يتقلب في المعصية من اللذة والمتعة إلا ان بعدها هموم ومشاكل وضيق في الصدر ووحشة يشعر بها.
اما الطاعة فسعادة وراحة، وقد قال الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل /97 .
فمن يريد الحياة الطيبة، فلا بد من شرطين وهما: الإيمان والعمل الصالح، فاجتهد لتحصيل هذه السعادة في الدنيا قبل الآخرة 0
نفسي تدفعني الى المعاصي
أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم.. فقال: يا شيخ.. إن نفسي تدفعني إلى المعاصي، فعظني موعظة.
فقال له إبراهيم: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه، ولا بأس عليك.. ولكن لي إليك خمسة شروط.
قال الرجل: هاتها.
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه.
فقال الرجل: سبحان الله.. كيف أختفي عنه، وهو لا تخفى عليه خافية؟!
فقال إبراهيم: سبحان الله.. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك!
فسكت الرجل …
ثم قال: زدني.
فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تعصه فوق أرضه.
فقال الرجل: سبحان الله.. وأين أذهب، وكل ما في الكون له؟!
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله.. وتسكن فوق أرضه؟!
قال الرجل: زدني.
فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه.
فقال الرجل: سبحان الله.. وكيف أعيش وكل النعم من عنده؟!
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله.. وهو يطعمك ويسقيك.. ويحفظ عليك قوتك؟
قال الرجل: زدني.
فقال إبراهيم: فإذا عصيت الله.. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار فلا تذهب معهم.
فقال الرجل: سبحان الله.. وهل لي قوة عليهم؟! إنما يسوقونني سوقا.
فقال إبراهيم: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك فأنكر أن تكون فعلتها.
فقال الرجل: سبحان الله.. فأين الكرام الكاتبون، والملائكة الحافظون، والشهود الناطقون؟!
ثم بكى الرجل.. ومضى وهو يقول: أين الكرام الكاتبون.. والملائكة الحافظون.. والشهود الناطقون…
اللهم ان اثقلتنا ذنوبنا فاغفرلنا وارحمنا
يامن رحمته وسعت كل شيء
الى من أرهقته الذنوب وأتعـسته المعاصي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد
أن لعبت بالناس أمواج الشهوات ، وعربدت بهم خواطر الشبهات. نعم: [ إن رحمة الله قريب من المحسنين] ليس أمام باب الله تعالى "حاجب" يمنع الطارق من الدخول، وهو القائل سبحانه
[ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ، أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلم يرشدون].
إن الله تعالى يفرح بتوبة العبد إذا تاب أشد من فرحة الظمآن إذا لقي الماء العذب في شدة الظهيرة.
لماذا اليأس من رحمة الله تعالى؟
فإن التوبة لا تنقطع إلا بموت الإنسان أو بموت الدنيا وزوالها.
أيها الأخ المسلم.. أنا على يقين بأنك تحمل في قلبك خيراً بحاجة إلى تحريك ، وأعلم أنك تعيش شقاء و هماً وضيقاً بسبب الذنوب فعلام تمنع نفسك من الأنس بالله تعالى وراحة القلب بطاعته.
إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس .. تأمل معي قول الله تعالى:
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
إن طريق الطمأنينة مفتوح بين يديك معبد أمامك ، إنه في ذكر الله تعالى. وتمعن في قوله تعالى
{ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشةً ظنكا ونحشره يو القيامة أعمى ، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ، قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.
هذا هو طريق الشقاء والتعاسة .. إنه في الإعراض عن ذكر الله تعالى .. ولا أعتقد أبداً إنك ستختار طريق الشقاء بل ستختار طريق السعادة .
إن في الدنيا لأهل ِ الأيمان جنة عظيمة تتجسد في لذة العبادة ومناجاة الله تعالى.
مساكين أهل الدنيا إذا خرجوا منها ولم يدخلوا هذه الجنة إنها" لذة " لها مذاق خاص أحلى من أي مذاق! إن أهل الإيمان يشتركون مع سائر الناس في اللذات الدنيوية إلا أنهم ينفردون بطعم اللذائد الربانية الاخروية
.
فهل تريد أن تجرب هذه اللذة؟
إذن أعطني يديك وأخرج من أوحال الذنوب
، وأغتسل في نهر الإيمان
. تعال"معي" إلى ذكر الله تعالى ، وقراءة القرآن ، والصلاة ، والأدب الرفيع، وبر الوالدين.
تعال معي نجول في في رحاب الله ونتجاوز ما ينصبه الشيطان في طريقنا من فخوخ ومغريات.
هيا بنا نغير حياتنا، ونجدد أنفسنا، لنكون في معية الرحمن لا في معية الشيطان.
وأسأل المجربين في (قصص التائبين).
ارفع يديك للسماء ، وأطلق لدموعك العنان ، واجعل روحك ترفرف في عليين.
ما أجملها من لحظات!!
وما أحلاها من أوقات!!
لقد جربنا شهوات الدنيا ، وإن ما سيأتي من الأيام مشابه لما ذهب منها ، لكنا لم نجرب بعد" أفراح الروح"، فهيا نجربها ..
أيها المسلم .. أيتها الأخت المسلمة ..
إن هذه الرسالة لك _ لم تصلك بالحظ ، كل شيء عند الله بقدر ، لم تأتي الي هنا الا بقدر و لم تقرأ هذه السطور الا بقدر ، أحذر ، هذه السطور شاهدة لك أو عليك ، فقد جائك النذير وأرسل الله لك أنت الأشارة انه يريدك ، أنه يدعوك للتوبة يدعوك لطاعته و ذكره ، فكيف ستتلقي هذه الأشارة الربانية ، هل ستعيها و تطبقها أم تلقيها وراء ظهرك و تصر علي السير في طريق الشهوات ، طريق السراب والظمأ ، طريق الشيطان الذي سيتبرأ منك في النهاية ويقول لك
{
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
إننا نتمنى أن تجد ما تعجب به ، ويشفي عليلك ، ويروي غليلك . فهيا نسيح في رياض هذه النشرة . لا تخش غما ، ولا تَـشْـكُ هما ، ولا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو [ ذكر الله ] ذكر الله إنه المال الذي لا تحميه الرجال ، والكنز الذي لا يخاف عليه النهب، والذخيرة التي لا تصل إليها يد .. اشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يواجهانه من العمل المجهد ، فسألاه خادما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمداه ثلاثا وثلاثين ، وكبراه أربعا وثلاثين فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان ]
فقال علي رضي الله عنه : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم ..- رواه أحمد –
أخـي المسلــم.. أختي المسلمة:
لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة ويسرة مشاهد متكررة ، من صرعى الغفلة وقلة الذكر : أفلا ينظر إلى ظلمة البيوت الخاوية من ذكر الله تعالى !!
– أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه فازدادوا مرضا إلى مرضهم !!
– أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات ، وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين ، والدجالين الأفاكين فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم !!
– أولا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين يتوجعون ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ، ولا يهدأ لهم بال !!
– أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟! أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، والحروز الأمينة ، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة ؟!!
– أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه ؟!
– أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه ؟!
– أما علموا أن للصباح في كل يوم ذكرا ، وللمساء منه ذكر ؟!
بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله والخروج منه ؟
وحتى مجالس القوم ، حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله :
[ ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة ] – رواه أبو داود والحاكم –
تأمل مجالس الصحابة رضوان الله عليهم : فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : [ ما أجلسكم ؟ ] قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام .. قال : [ آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ ] قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذاك .. قال :[ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة ] – رواه مسلم –
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ إن لله تعالى ملائكة سيارة فضلاء يتبعون مجالس الذكر ، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحفّ بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين سماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال : فيسألهم الله عز وجل – وهو أعلم بهم – من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك ، قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك ، قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا يارب .قال : فكيف لو رأوا جنتي .. قالوا : ويستجيرونك ، قال : ومم يستجيروني ؟ قالوا : من نارك يا رب قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا ، قال : فكيف لو رأوا ناري .. قالوا : ويستغفرونك ، قال : فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ، قال : يقولون : رب فيهم فلان ، عبدٌ خطّـاء إنما مرّ فجلس معهم ، قال : فيقول : وله قد غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم] أخرجه البخاري ومسلم
وإن السائل ليَسأل : ما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان وقلة التعب فيه ، صار أنفع وأفضل ، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟
فالجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا وأوقاتا محدودة ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا ، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ خذوا جُنتكم .. قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟ قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات ]- رواه الحاكم وصححه –
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه : [ ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما ] رواه مسلم وأبو نعيم – وعن العباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :[ إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية الله تحاتـت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها ] رواه الطبراني –
– أتعلم أن الجبال تستبشر بمن يذكر الله عن ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل بإسمه ، أمرّ بك اليوم أحد يذكر الله فإذا قال نعم استبشر. – ورُوي أن دور الجنة تُبنى بالذكر فإذا أمسك عن الذكر أمسكوا فيقال لهم .. فيقولون : حتى تأتينا نفقة … وقيل أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة .. قالت الملائكة : يارب صوت معـروف من عبد معـروف … والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعى الله وسأله .. قالت الملائكة : يارب .. صوت منكــر من عبد منكــر …
–
فيا من شكى الأرق وبكى من الألم ، وتفجع من الحوادث ورمته الخطوب ،
هيا اهتف باسمه المقدس: الله أكبرُ كم هَـمٍّ ينجلي عن قلبِ كل مُكبّر ومُهلّـلِ – كان شيخ الإسلام ابن تيمية يصلي الفجر ، ثم يجلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ، ثم يلتفت إلى تلميذه ابن القيم ويقول له :[هذه غدوتي ، لو لم أتغدّ الغداء سقطت قوتي ] وإني لأتساءل : من منا لا يفاخر الناس حينما يسمع كلمة عن مسؤول كبيرمفادها أن هذا المسؤول مُعجَب به ؟؟ فكيف نزهد في محبة الله لنا ؟!! – جاء في سنن الدار قطني بسند حسن أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قال : [يا رب : وددت لو أعلم من تحب حتى أحبه ؟ فأوحى الله عز وجل إلى موسى : يا موسى إذا رأيتَ عبدي يذكرني كثيرا فأنا أذنت له وأنا أحبه وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجيجه وأنا أبغضه " . – يتعلق بعض الناس بالمناصب وبعضهم بالدور والقصور وبعضهم بالأموال وبعضهم بالنساء والأولاد ، ولكن ما صحت قلوبهم وما انشرحت صدورهم لأن الله يقول : [ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ]
– جاء رجل إلى الحسن قائلا : يا أبا سعيد ، أشكو إليك قسوة قلبي ، فقال له : أدبه بالذكــر ..
– وقيل لأحد الصالحيــن : ألا تستوحش وأنت وحدك ؟! قال : كيف أستوحش وهو يقول : أنا جليس من ذكرني ..
فكم نتحدث ؟
وكم نلغو؟
وكم نلهو ؟
فأي وقت صرفناه في الذكر ؟!!
ألا تعلم أنه : – من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. – من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة. – من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. – من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم 100 مرة كانت له عدل 10 رقاب وكتبت له 100 حسنة ومحيت عنه 100 سيئة وكانت له حرزا من الشيطان ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه – من قرأ قل هو الله أحد 10 مرات بني له بيت في الجنة. – من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. – من قال سبحان الله وبحمده في يوم 100 مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. – من صلى على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. – من قال لا حول ولا قوة إلا بالله حصل على كنز من كنوز الجنة. – من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وجبت له الجنة وحق على اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ. – من قرأ حرفا واحدا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها فكم ضيعنا وكم فرّطنا !!!
إنه لمن أعظم الحرمان ومن أشد الخذلان أن يمضي الواحد منا الساعات إما صامتا ساكتا أو متكلما فيما لا يعود عليه بنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة .. بينما يستطيع في دقيقة واحدة أن يغرس له أشجارا وأن يبني قصورا وأن يعتق رقابا وأن يختم القرآن وأن يعتمر وأن يحج .. دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك ، في عطائك في حفظك ، في حسناتك ..
نزيف المعاصي متى يتوقف؟
الخطوات العملية للتخلُّص من الذنوب
إنَّ التخلية لابد أن تأتي دومًا قبل التحلية
.. فعلى المرء أن يُقلِع عن ذنـــوبه قبل التفكير في الارتقاء بمنزلته عند الله جلَّ وعلا ..
لأنك لن تستطيع أن تتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ وتزداد محبتك له سبحانه، وأنت مازلت مصرًا على الوقوع في بعض الذنـــوب ..
كان الحسن البصري يقول "ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه" [جامع العلوم والحكم (11:22)]
وإن قلت: أنك ترغب في الإقلاع عن المعاصي، لكن كلما حاولت فشلت ..
عليك أن تسأل نفسك: هل تكره الذنب بالفعل وتكره أن تقع فيما يُغضِب الله عزَّ وجلَّ عليك؟!
أم أنك تخشى أعين الناس ولا تخشى عينه الناظرة إليك؟!!
وهو الرقيــب الشهيــد البصيـــر .. يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك وعلانيتـــك،،
وصدق من قال:
يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ … أَيْنَ مِنَ اللهِ تُوَارِيهِ
بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى … وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيه
عن بكر بن عبد الله المزني، قال: "من يأت الخطيئة وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي
فلا يوجد ذنب بلا عقوبة، إلا ذنبٍ استدرك العبد منه نفسه في الحال فتـــاب من قريب ..
فأوقف نزيــــف المعاصي والذنـــوب، حتى تخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة ..
كان داود الطائي يقول "ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس
وحينها فقط تتذوق طعم الحيـــاة الطيــبة ..
الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب
الخطوة الأولى: كراهيــــة الذنـــب ..
فتُكثــِر من الدعــاء؛ حتى يُكَرِه الله تعالى إليـــك الذنــوب ويحفظك منها ويُطَهِّر قلبك من آثـــارها ..
اللهمَّ كَرِّه إلينــا الكفر والفسوق والعصيان، وباعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب،،
الخطوة الثانية: معرفة عقوبــات الذنـــوب ..
فتعرف أن كل بلية وكل همِّ وكل ضيق وكل عسر، إنما هو بسبب المعاصي والذنـــوب ..
وإليـــك العقوبــات لبعض الذنــوب التي يتهاون الكثير من الناس في الوقوع بها::
1) التهاون في الصلاة …
وليس المقصود تارك الصلاة بالكلية، إنما من يتهاون في صلاة الفجر أو شهود صلاة الجماعة .. أما تاركها فمصيبته أعظم والعياذ بالله ..
ومن عقوبــات من ينـــام عن صلاة الفريضة .. عن سمرة بن جندب قال: أنَّ النبي قال "إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر، فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى" [صحيح الترغيب والترهيب (578)] .. وَقَالَ النَّبِيِّ "أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ" [صحيح البخاري]
2) الكذب ..
وفي نفس الحديث السابق قال " فأتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، قال: فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى" .. فلما سأل النبي عن حال هذا الرجل، قالوا ".. فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" [صحيح الترغيب والترهيب (578)] .. كالذي يُكثِر من المزاح، فيكذب ويخوض في أعراض النــاس وتنتشر هذه الأكاذيب .. فيكون هذا عذابه في القبر والعياذ بالله.
3) الزنــــا ..
قال "فانطلقنا فأتينا على مثل التنور (أي: الموقد الكبير)، قال: فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا (أي: صرخوا)".. فقالوا للنبي "إنهم الزناة والزواني" [صحيح الترغيب والترهيب (578)]
وفي هذا العصر انتشر الزنا الذي هو من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات التي تمحق الإيمان وتستوجب غضب الرحمن .. ومن يقع فيه تُعجَّل عقوبته في الدنيا، ويُعاقب من جنس عمله.
4) مقدمــات الزنــــا ..
فلا يتورع الناس عن النظر الحرام، فيتساهلون في الدخول إلى المواقع الإباحية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني السيئة الخبيثة.
ولا يعلمون أن العين تزني وزناها النظر .. عَنْ النَّبِيِّ "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ" [صحيح البخاري]
موضوع جميل
كيف تبتعد عن المعاصي
اليوم جبتلكم طريقه واتمنى اوصلها لكم وتفهمون علي
هذا طريقه تبعدك عن المعاصي بإذن الله واحد احد
انا سمعتها من احد المشايخ و هناك من طبقها و نجحت بالفعل و لكن انا لم اجربها بعد
انتبهوا معاي بقولكم ::
اول شئ اذا سويت اي معصيه مثل: تأخرت عن الصلاه اوسمعت اغاني أو أي معصيه
قوم بسرعه توض وصلي ركعتين لاتقول لا ومدري ليش لا قوم صلي
وكل معصيه تسويها قوم صلي تدري ليش؟؟!!
لان الشيطان اذا شافك كل ما عصيت ربك رحت صليت راح يبعد عنك صدقنى لأن الشيطان يامرك بمعصيه واتي تسويه وبعدين تروح تعبد ربك عشان كذا الشيطان راح يبعد راح يقول :: هذا كل ما تعصي تروح تصلي عشان كذا ما راح اخليها تعصي لانها راح يحرقنى ويقوم
تصلى
وانوي انك تصلي يعني مثل قبل ما تنام قول بقلبك اذا تأخر عن صلاه الفجر راح اصلي 4ركعات يصير
الشيطان راح يقعدك علىالصلاه لان اذا ما قعدك راح تحرقه وتصلي 4 ركعات لا تقول جربتها ما نفعت صدقنى اول مره الشيطان ما راح يقعدك لان بشوفك صدق راح تصلى 4 ركعات ولا لأ؟؟،اذا قعدت متأخر وفاتتك الصلاه صلي الفجر وبعدها 4 ركعات راح يقعدك لكل صلاه صدقينيواتمنى تطبقونها
منقول
المعاصي والبدع أنواعها وأحكامها
الذنوب وإن كانت في مجموعها خروجا عن أمر الله عز وجل ومخالفة لشرعه، إلا أن جرمها متفاوت تفاوتا عظيما، فأعظم الذنوب وأقبحها على الإطلاق هو الكفر بالله، وهو الذنب الذي إذا لقي العبد ربه به لم يغفره له وكان من الخالدين في نار جهنم أبدا، قال تعالى:
(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (المائدة:72).
وتأتي البدع غير المكفرة في المرتبة الثانية من الذنوب بعد الشرك والكفر بالله عز وجل، ذلك أن المبتدع متقولٌّ على الله بغير علم، والقول على الله بغير علم قرين الشرك بالله عز وجل، قال تعالى:
(قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف:33).
وأما المرتبة الثالثة من الذنوب فهي المعاصي سواء أكانت معاصٍ قلبية كالبغضاء والحسد، أم ظاهرية كالزنا والسرقة وعقوق الوالدين، وهذه الذنوب قسمها العلماء إلى قسمين:
ـ القسم الأول: الكبائـــر…
والقسم الثاني: الصغائــــر …
ولكلٍ أحكام تختص به، فلنذكر :
أحكام الكبائر أولا، وأول تلك الأحكام القول في ضابط الكبيرة، فقد ذكر العلماء ضوابط للكبائر بغية تمييزها عن الصغائر، فقالوا في تعريف الكبيرة هي: كل ذنب ترتب عليه حد أو أتبع بلعنة أو غضب أو نار،
كقوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواصلة والمستوصلة) متفق عليه.
ومن أحكام الكبيرة أنها لا تكفرها الأعمال الصالحة بل لا بد لتكفيرها من التوبة النصوح، وعلى هذا أكثر العلماء مستدلين على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم:
(الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) رواه مسلم. فالكبائر لا بد لها من توبة، وإذا لقي العبد ربه بها كان تحت المشيئة، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه فترة، ثم أدخله الجنة، قال تعالى:
(إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللّه فقد افترى إثما عظيما) (النساء:48).
وأما القسم الثاني من المعاصي فهي الصغائر: وهي ما لم تبلغ حد الكبيرة، كالنظر إلى النساء ونحو ذلك، وقد سمى الله هذا النوع من الذنوب باللمم، قال تعالى:
(الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إنّ ربّك واسع المغفرة)(النجم:32)،
ولما كان ابتلاء الناس بهذه الذنوب كبير، فقد نوع الله سبحانه سبل تكفيرها والطهارة منها، فجعل من أسباب تكفيرها: اجتناب الكبائر، قال تعالى:
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (النساء:31)، وجعل من مكفراتها فعل الصالحات، قال تعالى:
( وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين) (هود:114)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وصححه. وهذا من رحمة الله بعباده ورأفته بهم.
لكن لا يعني ذلك أن يستهين العبد بهذه الذنوب، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام:
(إيّاكم ومحقّرات الذّنوب، فإنّما مثل محقّرات الذّنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ وجاء ذا بعودٍ حتّى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنّ محقّرات الذّنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) أخرجه أحمد بسندٍ حسنٍ،
وثمة أمور إذا عرضت لهذه الصغائر فربما أخذت حكم الكبائر، فمن تلك الأمور:
1- الإصرار عليها، فمن أصرَّ على صغيرة، فيخشى أن تتحول في حقه إلى كبيرة، ذلك أن الله وصف الله عباده المؤمنين، بأنهم لا يصرون على ذنب، قال تعالى:
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) (آل عمران:135)، وقال صلى الله عليه وسلم:
(ويل للمصرين، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) رواه أحمد وصححه الألباني.
وورد عن السلف قولهم: “لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار”.
2- الجهر بها، وذلك لما يدل عليه الجهر بهذه المعاصي من قلة تعظيم مرتكبها لله جل جلاله، وليس هذا حال المؤمنين الذين يملأ قلوبهم الخوف والوجل منه سبحانه، فلا يجاهرون أو يفاخرون بمعصيته، وإذا وقع منهم خطأ أو زلل بادروا بالتوبة، لهذا جاء الوعيد الشديد في حق المجاهرين، فقال عليه الصلاة والسلام:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) رواه البخاري ومسلم.
3- الإستصغار، فالذنب وإن تفاوت قدره، إلا أن العبد ينبغي أن ينظر إلى ذات المعصية من حيث أنها مخالفة للخالق جل جلاله، لذلك قال من قال من السلف:
“لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت”، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
(وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري، فالتهاون بالمعاصي واستصغارها ليس من شأن المؤمنين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
“إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار”.
4- أن يكون فاعل الصغيرة ممن يقتدى به ويتأسى، وذلك أن الناس ربما اقتدت به في معصيته، لهذا ضاعف الله على نساء النبي الإثم، لكونهن في موضع الأسوة والقدوة، فقال سبحانه:
(يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا)(الأحزاب:30)،
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أمر الناس بشيء أو نهاهم عن شيء رجع إلى أهله وقال لهم:
“إني قد أمرت الناس بكذا، ونهيت الناس عن كذا، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، والذي نفس عمر بيده لا أسمع أن أحداً منكم ترك الذي أمرت به، أو فعل الذي نهيت عنه إلا ضاعفت عليه العقوبة”.
تلك هي الذنوب والخطايا، وهي مهما عظمت، ومهما بلغت، فإن سبيل التوبة منها مفتوح للعبد ما لم يصل إلى مرحلة الغرغرة، وما لم تطلع الشمس من مغربها، وهذا من رحمة الله عز وجل بالعباد، حيث سهل لهم أمر التوبة، وخففها عليهم، فهي لا تقتضي سوى الإنابة إلى الله، والإقلاع عن المعصية والندم عليها والإستغفار منها، من غير أن يكون بين التائب وبين الله واسطة، فينبغي أن يحرص العبد على تحصيل هذه المنة العظيمة، فقد كان صلى الله عليه وسلم:
(يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري،
هذا وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، فكيف بحالنا نحن الخطاءون المذنبون؟
اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
في انتظار جديييدك
بسم الله الرحمن الرحيم
د. عبدالله المسند*
:. فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على التأمل والتفكر في مخلوقاته ولاسيما في ملكوت السموات والأرض ودعاه لذلك فقال: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، والحوادث الفلكية بأنواعها وألوانها وأحجامها محط اهتمام الإنسان قديماً وحديثاً، إذ إن الحوادث الفلكية النادرة والخارجة عن المألوف تصيب الإنسان بالذهول والهلع والخوف فترد القلوب الحية لبارئها خاضعة خاشعة… وفي هذا السياق وبمناسبة الحدث الكوني الكبير الذي ستشهده المملكة الجمعة القادمة 29 محرم 1443هـ بإذن الله تعالى ـ كانت هذه الأسئلة.
س: متى عرف الإنسان حقيقة وآلية الكسوف والخسوف؟
ج: في وقت مبكر راقب الإنسان الكسوف والخسوف متطلعاً لمعرفة السبب الكامن وراء حدوثها، وعن آلية هذه الظاهرة الفلكية، حتى استطاع البابليُّون قديماً في العراق اكتشاف هذا النظام الإلهي البديع، فقد توصلوا بعد رصد دقيق ومراقبة طويلة إلى أن للكسوف والخسوف دورة تعاقب طولها 18 عاماً و 11.3 يوماً، وسُميت هذا الدورة بدورة ساروس Saros أي مدة التعاقب؛ والتي تعني أن حوادث الكسوف والخسوف تتكرر من حيث الموعد في مدة طولها 6585.32 يوماً لا تتخلف ولا تتبدل حسب الاستقراء لحوادث الكسوف الماضية والقياس والملاحظة والله أعلم.
س: ولكن كيف يحدث الكسوف علمياً؟
ج: يحدث كسوف الشمس عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، وتكون الأجرام الثلاثة على خط واحد؛ وذلك آخر الشهر القمري، شريطة أن يكون القمر قريباً من إحدى العقدتين الصاعدة أو النازلة؛ لأن مدار القمر حول الأرض مائل خمس درجات عن مدار الأرض حول الشمس، لذا فإن الكسوف لا يقع نهاية كل شهر، بل يكون القمر عادة فوق أو تحت العقدة أو النقطة التي يتقاطع عندها المداران، وتحدث هذه الحوادث الكونية بصورة تدفع الإنسان إلى تعظيم وتبجيل الخالق وتوحيده والخوف منه سبحانه وتعالى.
س: وهل لكسوف الشمس أنواع؟
ج: بالتأكيد لكسوف الشمس ثلاثة أنواع:
– جزئي.
– كلي، عندما يكون القمر قريباً من الأرض وقرصه يساوي ـ في نظر العين ـ قرص الشمس أو أكبر منه.
– حلقي، لأن بعد القمر من الأرض يتغير لكون مداره حول الأرض بيضاوياً وليس دائرياً وبالتالي منظر القمر وحجمه بالنسبة للناظر يختلف بنسبة 13% ، لذا عندما يكون القمر بعيداً عن الأرض ويكون حجم قرصه أصغر من حجم قرص الشمس فلا يستطيع تغطية قرص الشمس كاملاً، بل تظهر الشمس على جوانبه على هيئة حلقة مضيئة، فسمي بكسوف حلقي.
– هجين، أي يقع كلياً وحلقياً في حادثة واحدة وفي حالة نادرة جداً.
س: وأين سيرى الكسوف القادم؟.
ج: الكسوف الحلقي Annular Solar Eclipse القادم سيكون الأطول في القرن الحالي ـ والله أعلم ـ حيث سيستمر كسوفاً حلقياً لمدة 11 دقيقة و 8 ثواني، وسيشاهد فوق وسط أفريقيا والمحيط الهندي وجنوب الهند وبورما والصين، وسيكون ظل الكسوف الحلقي على الأرض بعرض 300 كم، وسوف يسير ظل الكسوف على الأرض من الغرب إلى الشرق (من أفريقيا إلى أسيا)، وسيرى في الغرب قبل الشرق، وفي السعودية يشاهد الكسوف جزئياً Partial Eclipse ونسبة المنكسف من قرص الشمس حوالي 21% وفقاً للمشاهد في مدينة الرياض والله أعلم.
مسار الكسوف الحلقي ممثلاً بالنقطة الحمراء بينما الدائرة المظللة تمثل الكسوف الجزئي.
س: هل رؤية الكسوف ووقته تختلف من مكان إلى آخر في السعودية؟
ج: بالطبع تختلف؛ فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في الجهات الغربية (خاصة الجنوبية الغربية) من المملكة قبل الجهات الشرقية، وينتهي في الجهات الغربية قبل الشرقية، وقد يصل الفارق الزمني بين الساحلين الشرقي والغربي للمملكة حوالي نصف ساعة هذا من جهة الوقت، أما من حيث هيئة الكسوف فنسبة المنكسف من الشمس تكون أكثر كلما اتجهنا جنوباً من المملكة، حيث يكون في جنوب جازان 38% والله أعلم.
س: متى سيحدث الكسوف القادم في السعودية؟
ج: سيحدث بإذن الله تعالى يوم الجمعة 29 محرم 1443هـ الموافق 15 يناير 2022م، ووفقاً لأفق الرياض سيكون على النحو التالي:
* بداية الكسوف 8.00 ص
* منتصف الكسوف 9.20 ص
* نهاية الكسوف 10.53 ص
* طول فترة الكسوف 2:53
* الجزء المنكسف من الشمس حوالي 21% ، وأتوقع أن ينادى لصلاة الكسوف في الرياض عند الساعة 8:10 تقريباً والله أعلم.
س: متى آخر كسوف (كلي) شوهد في المملكة؟
ج: آخر كسوف كلي شوهد في المملكة كان قبل 59 سنة وبالتحديد في 25 فبراير 1952م ووقع قبله في 30 أغسطس 1905م أي قبل 106 سنوات والله أعلم.
س: ومتى سيشاهد كسوف (كلي) في المملكة؟
ج: خلال المائة سنة القادمة (من عام 2022 حتى 2110م) بإذن الله تعالى سيشاهد السعوديون كسوفاً شمسياً كلياً مخيفاً ونادراً؛ حيث سيشاهد السعوديون في وضح النهار النجوم والكواكب وذلك عام 2027م، يليه كسوف كلي آخر عام 2034م والفترة الفاصلة بينهما ست سنوات فقط، ويلاحظ أنه لن يشاهد هذا الكسوف في جميع مناطق المملكة ككسوف كلي، بل هو محدود في شريط جغرافي ضيق من الأراضي السعودية، لذا فمن شاهد الكسوف (الكلي) في مدينة معينة فلن يشاهده مرة أخرى في المدينة نفسها إلا بعد مرور 375 سنة (بالمتوسط) والله أعلم وأحكم.
س: هل عدد حوادث الكسوف والخسوف يخضع لناموس معين؟
ج: جرت سنة الله تعالى في كونه ـ والتي أطلع البشر عليها ـ أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حدثين إلى سبعة حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر لا يتقدم ولا يتأخر {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، وبالنسبة لكسوف الشمس فقد يحدث في السنة الواحدة ما بين كسوفين وخمسة كسوفات، وحدوث خمس كسوفات للشمس في سنة واحدة قليل ونادر، وآخر سنة حدث فيها خمس كسوفات كان في عام 1935م وسيتكرر عام 2206م والله أعلم وأجل.
س: ما هي حقيقة علاقة الكسوف والخسوف بالمعاصي والذنوب؟
ج: كتبت بحثاً في هذا الخصوص عام 1417هـ، والهدف منه تصحيح مفاهيم شرعية وعلمية بشأن ظاهرتي الكسوف والخسوف، حيث سادت بعض من المفاهيم الخاطئة ومنها:
أولاً: الاعتقاد بأنه ليس للكسوف والخسوف دورة ثابتة!!.
ثانياً: الاعتقاد بأنه بالإمكان أن يحدث الكسوف في أي وقت من الشهر وأنه غير مرتبط بوقت الاستسرار!!، وأيضاً أن الخسوف ربما يقع في أي ليلة من الشهر وأنه غير مرتبط بليالي الإبدار!!.
ثالثاً: الاعتقاد بأن هناك علاقة ارتباطية بين حوادث الكسوف والخسوف من جهة والمعاصي والفتن من جهة أخرى!!.
والمشكلة تكمن في أن هذه المفاهيم الثلاثة تُربط بالشريعة!! وبصورة تُحمل النصوص مالا تحتمل، وتأصل مفاهيم غير صحيحة، وتنسب إلى الشريعة ما ليس منها وهي بريئة منها.
س: ما المقصود بربط ظاهرتي الكسوف والخسوف بالمعاصي؟
ج: (بعض) الفضلاء من الفقهاء والعلماء ـ غفر الله لهم جميعاً ـ يربطون بين حوادث الكسوف والخسوف وجوداً وعدماً كثرة وقلة بالمعاصي والفتن!! على سبيل المثال قولهم: (كثر الكسوف في هذا العصر فلا تكاد تمضي السنة حتى يحدث كسوف في الشمس أو القمر أو فيهما جميعاً وذلك لكثرة المعاصي والفتن في هذا الزمن…)!!! وهذا الطرح نسمعه يتردد في خطب الكسوف والخسوف بل مطبوع ومسجل وهو ليس برأي شخصي ولو كان رأياً شخصياً لكان الأمر هيناً، ولكنه رأي يتناقله الخاصة والعامة وكأنه من مسلمات الشريعة التي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وليس الأمر كذلك.
س: وأين تكمن المشكلة في الربط بين عدد حوادث الكسوف والخسوف والذنوب؟
ج: يترتب على الربط بينهما مفاهيم خاطئة؛ وهي:
أولاً: أن كثرة المعاصي تستدعي كثرة حوادث الكسوف والخسوف، وقلة المعاصي تستوجب قلتها!!.
ثانياً: أن حوادث الكسوف والخسوف في هذا العصر أكثر من العصور التي قبله!!.
ثالثاً: أننا لو افترضنا جدلاً وجود عباد أتقياء أنقياء أصفياء لا يعصون الله ما أمرهم فإن حوادث الكسوف والخسوف تعدم بناءً على المعادلة السابقة!.
رابعاً: أن وقوع الكسوف العظيم يوم وفاة ابن الرسول صلى الله عليه وسلم الموافق 29 شوال من عام 10هـ كان بسبب كثرة الذنوب في المدينة!!!.
خامساً: ظاهرة الكسوف والخسوف لا تقع في الكواكب والأجرام الأخرى لعدم وجود بشر يذنبون!!.
سادساً: إبطال ما يعرف بـ (دورة ساروس) والتي ثبت صحتها.
هذه جملة من اللوازم (المنكرة والعجيبة) تلزم من يقول بالارتباط بين الذنوب وحوادث الكسوف والخسوف.
س: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصل الكسوف فزع ونادى للصلاة؟
ج: هذا صحيح ونبينا صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون موت ابنه إبراهيم سبب الكسوف آنذاك، وفي الوقت نفسه لم يربط الكسوف بذنوب ومعاصي الناس، بقدر أن الظاهرة آية عظيمة مخيفة وتذكير من الخالق لخلقه أن يفزعوا إليه بالصلاة والصدقة والاستغفار والتكبير وعمل الصالحات وترك المنكرات.
*****
س: وما الجواب على المقولة المغلوطة السابقة؟
ج: الفلكيون قديماً وحديثاً يعلمون وقت حدوث الكسوف والخسوف في اليوم والساعة بل وحتى في الدقيقة وفي مكانه وشكله وحجمه وهذا أمر واقع مشاهد فلا يمكن حسياً أن يحدث الكسوف في غير أوقاته المقدرة، وشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله قال: الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر … قال تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ، قال: وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب … أ.هـ. وعليه أقول إن القول بأن حوادث الكسوف والخسوف كثرت في هذا العصر بسبب المعاصي والفتن قول يحتاج إلى دليل شرعي أو حتى حسي، إذ إن الواقع المشاهد والمرصود لحوادث الكسوف والخسوف دل على خلاف ما ذكر. وكما أن عدد هذه الحوادث غير مرتبط بموت أحد أو حياته كما دلت على ذلك النصوص، أيضاً كثرة الكسوف وقلته ليست مرتبطة بالمعاصي والذنوب؛ كما هو الحال في بعض الحوادث الأرضية التي يمكن إيجاد ربط بينها وبين ذنوب البشر على ما دل عليه الشرع والواقع والله أعلم.
س: وهل لديك دليل شرعي يدعم ما ذهبتم إليه؟
ج: الذين يثبتون العلاقة بين المعاصي والكسوف والخسوف هم المطالبون بدليل صحيح وصريح ، أما من ينفي فهو على الأصل وهو العدم حتى يقوم الدليل، ومع ذلك أقول الدليل الشرعي هو عدم وجود الدليل والله أعلم؟
س: وهل لديك دليل علمي على ما ذهبتم إليه؟
ج: بالتأكيد طالع الجدول المرفق والذي يصدق ما ذكره علماء الشرع والفلك أن للكسوف والخسوف دورة معروفة لم تكثر في هذا العصر عما كانت عليه من قبل مع أن المعاصي والفتن في أول القرن الماضي أقل منها في آخر القرن والجدول يوضح عدد الكسوفات والخسوفات الواقعة على الأرض منذ عام 1929م حتى عام 2000م.
بل إن عدد الكسوفات في القرن الماضي بلغت 228 حدثاً بينما القرن الحالي سيكون مجموعها 224 حدثاً، وعبر خمسة قرون من عام 2000 قبل الميلاد وحتى 3000م سيصبح عدد الكسوفات 11898 كسوفاً والله أعلم وأحكم.
بيان بعدد حوادث الكسوف والخسوف إبان الفترة 1929- 2000م.
س: وما الذي نستنتجه من هذا الجدول؟
ج: نستنتج أنه ليس هناك دليل حسي ولا علمي يدعم تلك العلاقة، وأن هذه الحوادث الكونية قدرها الخالق المالك المدبر بهذا التوازن وبهذا القدر وبهذا النظام لعلة بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يخوف الله بهما عباده) سواء كثرت الذنوب أم قلت، على الرغم من كون وقت وقوع الكسوف أو الخسوف معلوماً مسبقاً، والتخويف يكون لعباده الصالحين ولعباده العاصين ولعباده الكافرين أيضاً.
س: كيف لا توجد علاقة بين المعاصي والفتن وحوادث الكسوف والخسوف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده)؟.
ج: شروق الشمس وغروبها آيتان، والليل والنهار آيتان، والأرض ودورتها آيتان، والبرق والرعد آيتان، والسماوات ونجومها آيات بينات، والآيات على ضربين كما قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله منها مستمرة عادة؛ فيشق أن تحدث بها عبادة، ومنها ما يأتي نادراً فشرع للنفس البطَّالة الآمنة التعبد عند جريان ما يخالف الاعتياد تذكيراً لها وصقلاً لصدئها أ.هـ. والكسوف (تخويف) في حد ذاته وليس (عقوبة) كما قال صلى الله عليه وسلم (يخوف الله بهما عباده) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله … فذكر أن من حكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات أ.هـ. قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}.
س: إذاً ما الحكمة من وقوع هذه الحوادث؟
ج: البر والفاجر المسلم والكافر محتاج إلى مشاهد كونية كالكسوف كيما تحمله على التوبة والأوبة، ولذلك يجريها الله تعالى على خلقه كل حين، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت أ.هـ. ومشروعية الصلاة والدعاء والصدقة عند حدوث الكسوف والخسوف ليست بسبب زيادة المعاصي والفتن، بل كما قال ابن القيم رحمه الله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عنده بما أمر به من العتاقة والصلاة والدعاء والصدقة كأمره بالصلوات عند الفجر والغروب والزوال أ.هـ.
س: مع تقدم العلم والرصد: هل تم اكتشاف خطورة حسية ناتجة عن الكسوف؟ وهل وصل ذلك إلى الحقيقة العلمية أم لا يزال نظرية تحتاج إلى استقراء وتثبُّت؟
ج: في حالة الكسوف تكون الشمس والقمر على خط واحد وهذا والله أعلم سيضاعف جاذبيتهما على الأرض فيحدث المد والجزر بشكل مضاعف، والأخطر من ذلك باطن الأرض المنصهر يتأثر بتلك الجاذبية العظيمة (وقد) تتفاعل القشرة الأرضية باهتزازات زلزالية تحدث مع الكسوف أو بعده في محيط مسار الكسوف الكلي أو حوله وهناك شواهد مرصودة لهذا من بعض المراقبين، لأن ظاهرة الجذب من قبل الشمس والقمر لا تؤثر على السوائل فقط بل وحتى على اليابس من قشرة الأرض! حيث يرتفع اليابس وينخفض مرتين في اليوم بمقدار 28 سم، والإنسان طبعاً لا يشعر بهذا بسبب أن هذا يقع في وقت واحد للقارة بأجمعها والله تعالى يقول: {ءَأَمِنتُم مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ} أي تتحرك تذهب وتجيء وتضطرب، لذا وجه عليه الصلاة والسلام حال الكسوف بقوله: (فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) علها تدفع الشرور والنكبات عن الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا) ولم يقل: (فإذا وقعا فصلوا) لأن منطقة الخطر تكون محصورة في منطقة الرؤية التي تتعرض لشد مضاعف من النيرين خاصة منطقة الكسوف الكلي وما حولها، هذا وقد تتكشف لنا حكمة وعلة أخرى في المستقبل {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ولله في خلقه شؤون.
س: أخيراً هل هناك خطورة كامنة عند مشاهدة الكسوف بالعين المجردة؟
ج: النظر إلى الشمس خطر جداً على شبكية العين سواء كانت الشمس كاسفة أم لا، وعليه فإني أهيب بالجميع بتجنب النظر إلى الشمس مباشرة أو حتى باستخدام نظارات شمسية أو أفلام محترقة ونحوها؛ نظراً لخطورة الأشعة الشمسية المرئية والمباشرة على العين والتي قد تصيب بالعمى المؤقت أو تلحق بالعين أضرراً دائمة، ويشار إلى أن هناك نظارات خاصة لمتابعة الكسوف تدعى Eclipsers Glasses حفظ الله الجميع.
تحياتي—…..—
محبتكم-.-.-تيمو..:010:
—————————منقووووووووول—————————————————–
طريقة النصيحة لمن يجاهر بالمعاصي
جزاك الله خيرا.