التصنيفات
منتدى اسلامي

من دلائل النبوة شفاء المرضى

أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على يد أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدلائل القاطعات ما يدل على صدق دعواهم أنهم رسل الله ، قال الله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: من الآية25) .. ولما أرسل الله نبيه عيسى ـ عليه السلام ـ آتاه من الآيات والمعجزات ما يقيم به الحجة على بني إسرائيل ، ومن ذلك إبراء الله الأكمه والأبرص على يديه كما قال تعالى : { وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي }(المائدة: من الآية110) ..

وكذلك أيد الله خاتم أنبيائه وأفضل رسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمثل هذا الدليل وهذه المعجزة ، حين شفى على يديه وبِرِيقهِ ونفثه (نفخ بلا ريق) بعضا من أصحابه .. فالله ـ عز وجل ـ الشافي ، وهو الذي جعل ريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سببا في الشفاء ، ليكون برهانا على ما أكرم الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الكرامات والدلائل العظيمة ، بيانا لعلو منزلته ، وتأييداً لدعوته ، وتصديقا لنبوته ..

والأمثلة في ذلك كثيرة ، منها :

عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون (يتحدثون) ليلتهم أيهم يُعْطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يرجوا أن يعطاها ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين علي بن أبي طالب ؟ ، فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأُتِيَ به فبصق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية )(البخاري)..
وفي رواية لابن ماجه أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال : ( إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر ، قلت : يا رسول الله إني أرمد العين ، فتفل في عيني ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال : فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ )
وعند بريدة في الدلائل للبيهقي : " فما وجعها علي حتى مضى لسبيله أي مات " ..
وعند الطبراني من حديث علي : " فما رمدت ولا صدعت مذ دفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليَّ الراية يوم خيبر .." ..
قال الشوكاني : " فيه معجزة ظاهرة للنبي " ..

وعن يزيد بن أبي عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : ( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ ، فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة )(البخاري).

ويرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لاغتيال سلام بن أبي الحُقَيق الذي آذى الله ورسوله ، وبينما عبد الله بن عتيك في طريق العودة وقع فانكسرت ساقه ، فعصبها بعمامة ، ثم يقول ابن عتيك : فانتهيت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : ( ابسط رجلك ، فبسطت رجلي ، فمسحها ، فكأنها لم أشتكِها قط )(البخاري) .
وذكرالبيهقي في دلائل النبوة : عن حبيب بن يساف ـ رضي الله عنه ـ قال : " شهدت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشهدا فأصابتني ضربة على عاتقي فتعلقت يدي ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتفل فيها وألزقها فالتأمت وبرأت ، وقتلت الذي ضربني " ..
وروى ابن حبان : عن عبد الله بن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت أبي يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ ..

إن جموع الصحابة التي شاهدت سلمة ـ رضي الله عنه ـ يشتكي ساقه ثم رأوه لا يشتكي منها ألما ولا وجعا ، ورأت عليا ـ رضي الله عنه ـ يشتكي عينيه ثم يبرأ منها ، وشاهدت عبد الله بن عتيك ـ رضي الله عنه ـ تنكسر ساقه ثم يبرأ ولا يشعر بألم ـ وكل ذلك بريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لا يسعهم ـ ومن يأتي بعدهم ـ إلا أن يشهدوا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعلو المنزلة والمكانة ، وبالنبوة والرسالة ..




خليجية[/IMG]



مشكوره ع الموضوع ,, الحلوؤ يآإ حلؤوه ,, تسلمين يالغلاآإ ,, 🙂

سبحان الله وبحمده ,, سبحان الله العظيم




شكرلكم



التصنيفات
منوعات

ميراث النبوة شرف كيف تناله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ميراث النبوة شرف كيف تناله

——–

هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم».

إن الله سبحانه من عدله أنه يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات.. فلا يحاسب المجنون أو يسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم؟
وإنما يحاسب العاقل وإن كان لا يعلم، يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم؟

ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة، وهكذا..
وأما من يملك القدرة العلمية والمالية للدعوة إلى الله، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه من قدرات؟
هل سخر ولو جزءاً منها في سبيل الله؟ تبرئة للذمة.
أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات؟

فسيسأل عن عمره فيما أفناه؟

هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟
أم أفناه أمام شاشات التلفزيون، وفي ملاعب الكرة؟ أو في (القهاوي)؟

وسيسأل عن شبابه فيما أبلاه؟

هل أبلاه في تعلم ما فرض الله عليه من واجبات، وتعليمها لأهله ومجتمعه؟
أم أبلى شبابه في الركض وراء الشهوات والملذات؟
نعم سنسأل عن زهرة شبابنا، فيما أبليناها؟

فليستعد كل منا للأجابة، بالعلم والعمل، وليستدرك المقصر ما فاته.

وسيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟

وهنا الطامة الكبرى! هنا تزل أكثر الأقدام، إلا ما رحم ربي، ولنقف هنا وقفة متأنية لنرى حالنا المفجع هذه الأيام.

ماله من أين اكتسبه؟!

هل اكتسبه من العمل الذي يتأخر عنه أو لا ينجزه بأمانة؟
هل اكتسبه من بيع الدخان؟ أو الجرائد والمجلات التي تنشر صور المتبرجات والأفكار الرديئة والعقائد الفاسدة؟
هل اكتسبه من أسهم البنوك أو الشركات التي تتعامل بالربا؟
هل اكتسبه من الغش أو التدليس الذي يمارسه في تجارته؟
هل اكتسبه من بيع المسكرات والمخدرات؟
أو بالسكوت على فعل المنكرات؟
هل اكتسبه من وجه حرمه الله؟
أم اكتسبه من طرق حلال ينجو بها عند الله تبارك وتعالى ويستغني به عن عباد الله وينفع به من عباد الله ما شاء الله.

فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن يحاسبك الله فلن تزول قدماك يا ابن آدم حتى تسأل عن مالك من أين اكتسبته؟

وسيسأل فيما أنفقه؟

نعم ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ حتى لو من كسب حلال فهذا جزء من السؤال هو الأخطر.
هل أنفقته في تأثيث بيت فاره ضخم وإخوانك المسلمون يموتون جوعاً وتشرداً؟
هل أنفقته في إجازتك مع الكفار في بلادهم؟
هل أنفقته على أجهزة التلفزيون والفيديو وأشرطته الخليعة؟
هل أنفقته في شراء الهوائيات المتطورة لتجلب محطات البث المباشر لتفسد بها عقلك وعقل عائلتك وخلقك وخلق عائلتك ودينك ودين أهلك؟
أم أنفقته فيما أمرك الله من نفقة واجبة على نفسك وأهلك، من غير إسراف ولا تقطير، وزكاة، وصدقة للقراء والمساكين؟
أم أنفقته في الدعوة إلى الله؟

أخي هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أعطاك هذه النعمة عبثاً؟
حاشا لله!

لتفهم غاية هذه النعم وسبب إعطاءك إياها، اسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم، لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم».

هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا كانت عند غيرنا، فلم يشكروها فمنعوها، ولم ينفقوها في منافع العباد من دعوتهم إلى الله تعالى بتعليم جاهلهم بأمر دينه، وإطعام جائعهم، لم يفعلوا ذلك فيما أعطاهم من نعم بل أنفقوها على شهواتهم وملذاتهم، كما يفعل كثير من الناس إلا ما رحم ربي، ونسوا أن الله تعالى «يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها» فـ «نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» اختبار لنا، وها هي النعم هنا بين ظهرانينا نرفل فيها ونستمتع، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لنحقق ما يريد الله من منافع العباد؟

إن الله يمهل ولا يهمل.

ويجب أن نعلم أن هذا المال الذي في أيدينا هو مال الله الذي استخلفنا فيه، وأمرنا أن نؤدي منه حقه فيه، وأن ننفق منه على أنفسنا، وأهلينا، وفي سبيل الله، قال تعالى:
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7]
ألا فليتذكر أولوا الألباب.

وسيسأل ماذا عمل فيما علم؟

إن ما نشاهده اليوم من اختصار وتحقيق، وطباعة لكتب التفسير والسنة والفقه، وانتشار العلوم الشرعية، لمن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، أهم بكثير من نعمة المال في هذا الزمان الذي تغط فيه أجزاء كبيرة من بلاد المسلمين في ظلمات من الجهل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وانتشار البدع، والطرق المنحرفة.

فماذا فعلنا لنشكر هذه النعمة؟
ماذا ستكون إجابتنا إذا سألنا الله: ماذا عملت فيما علمت؟
هل نشرنا التوحيد والعقيدة الصحيحة؟

لو فعلنا لما بقيت قطاعات واسعة من بلاد الإسلام أهلها إلا من رحم الله لا يعرفون إلا قبور من يسمون بالأولياء الصالحين يذبحون عندها ويتوسلون بها بدلاً من أن يرفعوا دعاءهم وتوسلهم إلى ملك الملوك جبار السماوات والأرض.

كيف ستلقى الله تعالى وماذا ستقول له؟

هل ستقول كما قالت الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تخلفوا عن الخروج معه: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [الفتح: 11].

فالله أعلم بما في قلوبنا وقلوبهم، وقد حذرنا الله من الانشغال عما أمرنا به، وخلقنا من أجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

وهل العبادة هي: الصلاة والصيام والحج فقط؟

لا.. إن العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد من يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم».

فهل تتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد مثل هذا الوعيد الشديد على ترك نافلة من النوافل؟

كلا، بل هو من الواجبات على كل مسلم ومسلمة، كل حسب استطاعته، فمن استطاع بعلمه وجب عليه ذلك، ومن استطاع بماله وجب عليه ذلك.. وهكذا.

ومما ينبغي علينا معرفته أن طريق الدعوة إلى الله طريق غير موحشة، لأن أقدام الأنبياء والصالحين قد وطأتها قبلنا، ومن ثمار هذه الدعوة أن يكون لك أجر من اهتدى على يديك إلى يوم القيامة، ها هو يقوم الليل وأنت نائم، ويصوم وأنت مفطر، ويحج وأنت مقيم، ويجاهد وأنت قاعد.. فالله أكبر، ما أعظمه من أجر.

وها هم المنصرون النصارى في أنحاء العالم يجمعون مئات بل آلاف الملايين سنوياً من التبرعات ويطبعون بها الكتب ويرسلون بها المنصرين لينشروا دينهم المحرف، فما بالنا نحن لا نفعل ذلك ونحن أهل الحق والدين القويم!!

فليتدارك كل منا ما فاته في الماضي، ولنبدأ بالعمل لهذا الدين قبل أن يدركنا الموت ونحن في غفلتنا هذه فنندم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88].

ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.

كيف نؤدي واجبنا؟!

أولاً: بأن نستغفر الله تعالى ونتوب إليه مما كان منا من تقصير وتفريط في الماضي.

ثانياً: أن نفكر ماذا نستطيع أن نفعل لنشر دين الله سواء بدعوة أقربائنا.. ونبدأ بالأقرب فالأقرب.. أو جيراننا.

ويمكننا الاستئناس برأي المشايخ والعلماء وطلبة العلم ممن لهم خبرة في الدعوة، لينصحونا.

وإليك أخي المسلم، أختي المسلمة أفضل وسائل الدعوة إلى الله وطرق استخدام بعضها، مع العلم أن للدعوة أولويات من المهم جداً ترتيبها، فالتوحيد قبل الصلاة، والصلاة قبل الزكاة.. نبدأ بالأهم فالمهم.

أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وموافقاً لكتابه العزيز، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

أهم الوسائل في الدعوة إلى الله تعالى

إن وسائل الدعوة إلى الله كثيرة لا يمكن حصرها ولكن أهمها:

1-الكلمة الهادفة
سواء كانت تلك الكلمة: محاضرة، أو درساً، أو خطبة، أو موعظة، أو نصيحة شخصية بيننا وبين المدعو أو مجرد اتصال بالهاتف: خاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث نلزم آداب النصيحة، ومنها ألا ننصح أحداً أمام الناس، بل على انفراد، إذا تيسر لنا ذلك، بحيث نتحين فرصة ننفرد فيها بأخينا المخطئ، وننصحه بأسلوب سمح لطيف:
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].

2- الشريط
خاصة مع الناس الذين لا يحبون أو لا يستطيعون القراءة، فنختار لكل شخص الموضوع الذي يناسبه، فمن نجد فيه غفلة وتعلق بالدنيا، نهدي له شريطاً يذكره بالآخرة والموت والحساب، أما إذا وجدنا إنساناً يفعل حراماً معيناً، كالعمل في البنوك الربوية مثلاً، فنبحث له عن شريط فيه فتوى أو محاضرة عن تحريم البنوك الربوية، وهكذا، ويوجد عند مكتبات التسجيلات الإسلامية أثمنة مناسبة جداً للتوزيع الخيري.

3-الكتيب
نبحث عن كتيب ذي موضوع مناسب لمن يستطيعون القراءة في حدود 30-100 صفحة وهذا أقرب للتأكد من قراءته، لأن الناس الآن في عصر كثرت فيه المشاغل ونادراً ما نجد أحداً من عامة الناس يقرأ كتيباً أكثر من 100 صفحة، وهذه الكتيبات مقبول ثمنها لعامة الناس ومتوفرة في أغلب المكتبات.

4-الرسالة الصغيرة أو ما يسمى بالمطويات
وهي عبارة عن بضع صفحات كالتي بين يديك تعالج موضوعاً معيناً، ومن مميزاتها: سهولة قراءتها في دقائق معدودة، وهي ذات مظهر جذاب، ورخيصة جداً في الثمن، وبخاصة الكميات للتوزيع الخيري، كما أنها رقيقة الحجم مما يسهل إرسالها بالبريد إلى أي مكان.

ولو أن كل مسلم غيور قام بواجبه أو بعضه لكان للدين الإسلامي أكبر عدد من الدعاة والمراسلين ينشرون دعوته ونوره بين الناس ولنتذكر أن كل كتيب أو شريط أو مطوية تقوم بإهدائها بين الناس إنما يكون ذلك من الصدقة الجارية التي يصلك أجرها بعد موتك.

وتذكر بأن كل إنسان منا مكلف بالمشاركة في الدعوة إلى الله، كل حسب طاقته، فالداعية أو طالب العلم مكلف بمجهوده، والإنسان العادي مكلف بتوصيل وسائل الدعوة من كتيبات أو أشرطة لمن يحتاجها حسب استطاعته.

والتاجر مكلف بالمساهمة بماله في طباعة الكتيبات أو الأشرطة لتوزيعها بعد التنسيق مع بعض المكتبات الخيرية المهتمة بذلك.. وهكذا..

وبعد كل هذا فليس لأحد منا عذر أو حجة أنه لم يجد الوسيلة للقيام بواجبه في الدعوة إلى الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه].

ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد

وفي الختام، أسأل الله الرحيم أن يغفر لنا تقصيرنا، وأن يعيننا على القيام بواجبنا الذي خلقنا لأجله، آمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد القائل: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من أن يكون لك حمر النعم» [رواه البخاري].

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.




التصنيفات
منتدى اسلامي

وظائف النبوة

مهما مدحنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم لا نجد أعظم ولا أكبر ولا أفضل من ثناء الله ومدح الله لحبيبه ومصطفاه في كتاب الله فإنَّ الله هو الذي يعرف قدره وهو الذي سوي شأنه وهو الذي بيَّن وأظهر وأجلي نوره وهو الذي أثني عليه بما فيه لنعلمه ونعرفه فنشكر الله على هذه النعمة التامة والرحمة السابغة ومدح الله لحبيبه ومصطفاه في القرآن كل كلمة تحتاج إلى سنين وشهور ودهور حتي نتبين ما بيَّنه الله لنا من أوصاف لحبيبه ومصطفاه على قدر عقولنا وعلي قدر ما تتحمله قلوبنا لا على قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يعلمه إلا مولاه عزَّ وجلَّ

عَلَي قَدْرِي أَصُوغُ لَكَ المَدِيحَا وَمَدْحُكَ صَاغَهُ رَبِّي صَرِيحا
وَمَنْ أَنَا يَا إِمَـامَ الرُّسْلِ حَتَّي أُوَفِّي قَدْرَكَ السَّامِي شُرُوحا
وَلَكِـنِّي أُحِبُّكَ مِلءَ قَلْـبِي فَأََسْعِدْ بِالوِصَالِ فَتَيً جَرِيحا
وَدَاوِ بِالوِصَــالِ فَتَيً مُعَنَّي يَرُومُ القُرْبَ مِنْكَ لِيَسْتَرِيحا

فالله عزَّ وجلَّ عندما اختار نبيَّه لنبوته وأمره بتبليغ شريعته أنزل له خطاب التكليف وفيه تعريف بمهمات ووظائف هذا النَّبِيِّ الشريف صلوات ربي وسلامه عليه من الذي كلفه؟ ربُّ العزَّة عزَّ وجلَّ بأيِّ شئٍ كلَّفه؟ نحن جميعاً نظن أنه كلَّفه بأن يبلِّغ الرسالة ويعرفها لنا وفقط ولكن أمور التكليف كثيرة اسمعوها معي من الله وعدِّدوها معي{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ} و { إِنَّا } هنا: إشارة إلى ذات الله يعني (إِنَّا) بجمالاتنا وكمالاتنا وبهائنا وضيائنا وقدراتنا ونورنا وعظمتنا أرسلناك لنعرف أنه مؤيَّد بكل الأسماء والصفات الإلهية وبكل أنواع العظمة الربانية وبكل الأنوار الظاهرة والباطنة الإلهية لأن الذي أرسله هو الله لماذا أرسلناك؟ {أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} هذه أول وظيفة {وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} هذه الوظيفة الثانية {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} هذه الوظيفـة الثالثة {وَسِرَاجًا مُنِيرًا} هذه الوظيفة الرابعة{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} هذه الوظيفة الخامسة {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}

وكل وظيفة من هذه الوظائف تحتاج منا إلى سنين لنعرف مضمون التكليف الذي كلف به الله الحبيب الشريف صلى الله عليه وسلم وكل وظيفة من هذه الوظائف للأمة جميعها – لمن قبلنا ولنا ولمن بعدنا – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن أمته؟ أمته كلُّ النبيين والمرسلين وأممهم والملائكة المقربين والأنس والجن وأهل عالين وأهل الأرض وكل العوالم لأن الله قال له{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} فهو رحمة لجميع العالمين والعالمين كل ما سوى الله فكل ما سوى الله فهو من جملة العالمين كالسموات والعرش والكرسي والجنات والأرض كل هذا من جملة العالمين والكل مرحوم بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم

وكذلك الناس من أول آدم إلى يوم القيامة ومن أجل ذلك قال له{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ – أي لكل الناس- بَشِيرًا وَنَذِيرًا} إذاً رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل الكائنات ولجميع المخلوقات العلويات والسفليات التي خلقها بديع السموات والأرض عزَّ وجلَّ وهذا سرَّ قول الله {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} رفع الله ذكره فلا يقبل من أحد قول (لا إله إلا الله) إلا إذا كان معها (محمد رسول الله) ومن جملة الوظائف التي ساقها الله في هذه الآية لأن هناك وظائف أخري في آيات أخري وليست هذه كل وظائف النبوة

هناك وظائف أخري ذكرها الله وهي وظائف الرسالة قال فيها {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ} ما عمله معكم؟ {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا} – هذه الأولي{وَيُزَكِّيكُمْ} – هذه الثانية {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ} – هذه الثالثة {وَالْحِكْمَةَ} – هذه الرابعة {وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} وظائف كثيرة لرسول الله هناك وظائف للنبوة ووظائف للرسالة فوظائف النبوة التي قلناها وهي لكل الأنبياء وأممهم والملائكة والِجنِّ والإنس ووظائف الرسالة التي ذكرناها الآن لنا نحن لأنه كُلِّفَ بالرسالة لأمته وإن كان هو في الحقيقة رسول المرسلين ونبي النبيين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين

أنه صلى الله عليه وسلم (شَاهِداً) يشهد على الأنبياء وعلي أممهم ويشهد علينا كذلك يشهد على الأنبياء جميعاً وعلي أممهم يوم القيامة {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً} إذاً من الذي يشهد على الأمم السابقة جميعاً؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يشهد لابد أن يكون قد رأي هل ينفع شاهد لم يَرَ شيئاً؟ لا لأنه يكون شاهد زور لكن من أجل أن يكون شاهداً حقًّا لابد أن يكون علم واطلع ورأي بعينيه فالله كاشفه وأطلعه على أحوال السابقين أجمعين وكلَّفه بأن يكون شاهداً على الأنبياء والمرسلين وعلي أممهم أجمعين يوم الدين والذي يشهد له رسول الله هو الذي يقبل شهادته الله والذي يشهد عليه رسول الله هذا يا حسرته على ما فرط في جنب الله يوم لقاء الله ونحن كذلك {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ َيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا}

كيف يطلع علينا ويري أعمالنا؟ هذه أحوال خاصة وهو يقول لأمثالنا العوام العاديين يقول ربنا لنا (لا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتي أحبَّه فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه)[1] إذا كان الذي مثلنا عندما يجتهد مع الله يري بنور الله والذي يري بنور الله ما مدي حدوده؟ ليس له حدود يري الذي بداخلك والذي بداخلي ويرى على امتداد المسافات لا يحجبه شيء كيف يري الذي بداخلي؟ سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان جالساً في مجلسه – وهو أمير المؤمنين – وأحد أصحاب حضرة النبي كان قادماً إليه وأثناء مشيه إليه وهو في طريقة نظرت عينه ودققت في ساق امرأة وهل لو أحدنا نظر في عين أخيه يستطيع أن يعرف أين نظر؟ هل يستطيع أن يعلم بأنه يقرأ ويكتب؟ هل يعرف بالنظر أنه يجيد الإنجليزي أو الفرنساوي؟ هل يستطيع أن يعرف أنه مهندس أو دكتور أو محاسب عندما ينظر في العين؟ لكن الصالحين عندما ينظرون – بنور الله – يعرفون كل هذه الأمور{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} فيعرف ما في صدور الناس – فسيدنا عثمان عندما دخل عليه الرجل الصحابي الجليل قال له (أما يستحي أحدكم أن يدخل على وفي عينيه أثر الزنا) سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه رأى بنور الله النظرة التي نظرها هذا العبد لامرأة وهو ماشٍ في الطريق كيف؟ هذا موضوع لا ينفع فيه كيف؟ لكن ينفع فيه أن تجد وتجتهد حتي تصل إلى هذا المقام فتتمتع بهذا النور الذي بشر به المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام والذي ينكر ماذا نفعل له؟

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

فالذي عنده حمي عندما نحضر له عسلاً يقول هذا مرّ هل المرارة في لسانه أم في العسل؟ المرارة من المرض الذي عنده لكن السليم عندما يتذوق العسل يجد طعمه وحلاوته وكذلك سليم القلب{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} فسليم القلب يتذوق هذه الأنوار ويتمتع بهذه الأسرار ببركة إتباع النَّبِيِّ المختار صلى الله عليه وسلم

وكذلك سيدنا عمر عندما كان واقفاً على المنبر وجيشه يحارب وبينه وبين الجيش أربعة آلاف كيلومتراً وترك الخطبة فجأة وقال: يا سارية قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال له: الجبل فنظر سارية خلفه – وظهره للجبل – فوجد مجموعة من الأعداء آتين من خلف الجبل حتي يقضوا على الجيش من الخلف كان من كان جالساً من المؤمنين عندما سمعوا سيدنا عمر يقول ذلك تعجبوا ولكن هيبته كانت تمنعهم من الكلام فذهبوا إلى سيدنا على وقالوا له حدث كذا وكذا من سيدنا عمر اليوم قال لهم: نسأله أولاً قبل أن نثير شائعات ونري ماذا يقول؟ انظروا إلى سلوك المسلمين الأولين كيف كان؟ هذا هو السلوك نسأله أولاً فقالوا: يا أمير المؤمنين ماذا حدث معك على المنبر؟ فقال: لا شىء فقالوا: سمعناك قطعت الخُطبة وقلت: يا سارية الجبل فقال: لقد رأيت كذا وكذا فقالوا: نسجل اليوم والتاريخ وننتظر إلى أن يأتي رسول سارية وبعد شهر جاء الرسول ومعه رسالة بأن المسلمين انتصروا في يوم الجمعة فقالوا له: كيف انتصرتم؟ فقال: سمعنا صوت عمر وهو يقول: يا سارية الجبل فنظرنا وراءنا فوجدنا العدو يحيط بالجبل ويريد أن يهجم علينا من الخلف وببركة هذا الصوت أخذنا حذرنا ونصرنا الله عزَّ وجلّ فإذا كان عمر ينظر بنور الله وينطق بلسان الله وعثمان ينظر بنور الله وغيرهم كثير من أصحاب رسول الله فكيف يكون حال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
[1] رواه البخارى عن أبى هريرة [2] البيهقى عن أبى أمامة

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…82&id=91&cat=4

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

خليجية




التصنيفات
منوعات

أربعون عاماً قبل النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على الهادي البشير ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فالسيرة العطرة ، سيرة خير البرية ، معين لا ينضب ، وينبوع صافٍ متدفق ، يرتوي من نميره كل من أراد السلامة والنجاة ، إنها شمس ساطعة ، وسناً مشرق ، ومشعل وضاء ، يبدد ظلمات الانحراف ، ويهدي سبيل الرشاد .
سأكتب عن أربعين عاماً من حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه .
أربعون عاماً كلها صفاء ونقاء .
أربعون عاماً تكلمت فيها الفطرة ، وتجلت فيها الصفات الحميدة ، وظهرت فيها العناية الربانية ، في إعداد سيد البرية .
أربعون عاماً هُيّأ العظيم فيها لأمر عظيم ، لتكون تلك الأربعين هي بداية التغيير للعالم السفلي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور التوحيد والعلم .
أربعون عاماً فيها أفراح وأتراح ، وآمال وآلام { وكان الله عليما حكيما } .
ابتدأت تلك الأربعين بـ :

(1) ولادة يتيمة !!
توفي الوالد قبل الولادة ، بعد سعي في طلب لقمة العيش ، ليكون على موعد مع القدر في أرض يثرب ، مقبورا في أحد مقابرها !!
وأُودع الوالد والزوج الثرى ، لتعاني الوالدة الحنون آلام الوضع ، وآلام الفقد ، وآلام مستقبل طفل تيتم قبل خروجه للدنيا !!
وتأتي ساعة الصفر وتستبشر الدنيا بـ :

(2) ولادة محمد – صلى الله عليه وسلم – :
فيولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم ، في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، وقبل هجرته عليه الصلاة والسلام بثلاث وخمسين سنة ، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة ( 571 م ) ، حسبما ذكره بعض المحققين .
وفي مكان آخر بعيدا عن ذلك البيت الصغير الذي وُلد به ذلك العظيم :
وقف رجل يتأمل السماء والنجوم ، فإذا الأمر مختلف عن العادة ، فالآية قد ظهرت !!
فما كان منه إلا أن صرخ بقومه :
" يا معشر اليهود !!! "
فاجتمعوا إليه فقال : " طلع نجم أحمد الذي وُلد به في هذه الليلة " .
نعم .. لقد وُلد أحمد ، وها هو بين أحضان أمه ترضعه وتشاركها في ذلك : أم أيمن ، وثويبة مولاة أبي لهب .
وتمر الأيام …. وإذا بالرضيع في :

(3) ديار بني سعد :
فانتقل مع أمه حليمة السعدية لترضعه في مضارب بني سعد بن بكر ، على عادة العرب في التماس المراضع لأولادهم ، لتقوى أجسامهم ، ويتقنوا اللسان العربي من صغرهم .
وفي تلك المضارب نشأ محمد الصغير ..
وبها وقف ومشى على قدميه ..
وبها ضحك ولعب مع أقرانه الصغار ..
فأي براءة وجمال كانت تشع من عيني ذلك الطفل الطاهر !!
فصلوات ربي وسلامه عليه .
وفي تلك المضارب رعى الغنم ، وسار خلفها وقادها مع إخوانه من الرضاع .
وتمر الأيام على رعاة الغنم الصغار ، ويبلغ الصغير أربع سنين ، وبينما هو يلعب مع الغلمان ، إذ به يصرع ويضجع من رجلين عليهما ثياب بيض ، لينطلق المنادي إلى أمه بنداء الرعب والخوف : " لقد قُتل محمد!!! " .
فكان ذلك القتل هو :

(4) شق الصدر :
لقد أضجعه الرجلان ، ثم أخرجا منه علقة سوداء فألقياها ، فانتهت حظوظ الشيطان منه ، ثم غسلا قلبه في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعادا قلبه إلى مكانه ، فجاء الصغير إلى القوم وهو منتقع اللون . يقول أنس رضي الله عنه : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ) .
فلما رأت حليمة ذلك : خافت على الصغير من أن يصيبه شيء ، فاتخذت قرارا بـ :

(5) رده إلى أمه الحنون :
فرجع الصغير إلى أحضان أمه ترعاه وتحنو عليه ، فكان عندها حتى بلغ ست سنين ،
لتتحرك عاطفة آمنة وشوقها إلى حيث توفي الزوج ويقطن الأهل ، فعزمت على السفر إلى يثرب ، فتحركت المطايا ، ومكثت شهرا في يثرب ، ليحين بعد ذلك وقت الرجوع ، وفي طريق السفر بين يثرب ومكة : توقفت المطايا في مكان يحمل في طياته ذكرى لا تزال عالقة بذاكرة الحبيب حتى بعد النبوة ، فمرّ يوما على قبر فانتهى إليه وجلس ، وجلس الناس حوله ، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب – كما يروي ذلك بريدة رضي الله عنه – ثم بكى بكاء لم يبكه من قبل ، فاستقبله عمر فقال :
يا رسول الله ما يبكيك ؟
فقال : ( هذا قبر آمنة بنت وهب ) !!
لقد توقفت المطايا في مكان يقال له الأبواء ، ليكون الصغير على موعد جديد مع اليتم ، وتؤخذ آمنة منه ، وتوارى بين ناظريه ، لينتقل الطفل باكيا إلى :

(6) جده عبد المطلب :
عاد صغير الآلام إلى الجد العطوف ، الذي رق له رقة شديدة ، فكان لا يدعه وحيدا ، بل جعله مقدما على أولاده وبنيه .
إن لعبد المطلب فراشا لا يجلس عليه غيره إجلالا له واحتراما ، فكان محمد الصغير هو الوحيد المصرح له بالجلوس ، فيأتي الأولاد والأبناء ليُبعدوه ، فيقول الجد :
" دعوه ، والله إن لهذا شأنا " !!!

وتمر الأيام ويبلغ الصغير ثمان سنين ، ليكون على موعد جديد مع الآلام ،
فها هو عبد المطلب يوارى الثرى ، لتكون وصيته الأخيرة ، أن يكون الصغير عند :

(7) عمه أبا طالب :
فنهض باليتيم على أكمل وجه ، وضمّه إلى بنيه وقدمه عليهم ، واختصه بمزيد احترام وتقدير .
وتمر الأيام … ويأتي على قريش سنون عجاف ، أجدبت لها الأرض ، وكاد يهلك بها القوم ، فبات الناس في شظف من العيش ، فما كان من قريش إلا أن طلبوا من سيدهم أبا طالب أن يستسقي لهم ، فكان :

(8) أبيض يُستسقى الغمام بوجهه :
خرج أبو طالب يستسقي ، والسماء ما فيها من قزعة !! ومعه الغلام الصغير –صلى الله عليه وسلم- وبنيه ، فأخذ أبو طالب الغلام اليتيم الصغير – وهو يتذكر كلمات عبد المطلب : ( والله إن لهذا شأنا ) !! – فألصق ظهره بالكعبة واستسقى .
فأقبل السحاب من كل جانب ، وانفجرت السماء بماء منهمر ، فقال أبو طالب :
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه — ثِمالُ اليتامى عصمة للأرامل

وتمر الأيام … ويبلغ النبي الكريم اثنتي عشرة سنة ، وفي صيف حار تحركت ركائب قريش نحو الشام ، فكانت قصة :

(9) بُحيرى الراهب :
فارتحل أبو طالب بقومه ومعه محمد – صلى الله عليه وسلم – ، فلما وصلوا إلى بُصرى نزل القوم للراحة ، فخرج إليهم بحيرى ولم تكن من عادته الخروج إليهم ، فتخللهم حتى جاء إلى الفتى الصغير وأخذ بيده وقال :
هذا سيد العالمين !! هذا رسول رب العالمين !! هذا يبعثه الله رحمة للعالمين !! .
فقال أبو طالب وأشياخ قريش : وما علمك بذلك ؟
فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرّ ساجدا ، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنّا نجده في كتبنا " .
ثم سأل أبا طالب ألا يذهب به إلى الشام خوفا عليه من الروم واليهود ، فرده أبو طالب بغلمان معه إلى مكة .

وتمر الأيام … وقد شبّ النبي الكريم ، ولم يكن له عمل معين في أول شبابه . ولكن جاءت الروايات وتوالت بأن مهنته كانت :

(10) رعي الغنم :
لقد كان يسير طوال نهاره خلف الغنم ، فرعاها في بني سعد ابتداءً ، ثم في مكة على قراريط لأهلها .
إن مهنة كهذه يُشترط لها أمانة مع طول نفس ، ولذا : ( ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ) ، ولعل ذلك – والله أعلم – : لأن صورة القطيع شبيهة بسير سواد الأمم ، والراعي قائد يتطلب عليه أن يبحث عن الأماكن الخصبة والآمنة ، كما يتطلب ذلك حماية وحراسة لما قد يعترض قافلة السير .
وهذه المهنة فيها ما فيها من قسوة ومتابعة ، إلا أنها تُثمر قلبا عطوفا رقيقا ، وواقع حال رعاة الغنم خير شاهد على ذلك .
وبعيدا عن العمل وهمومه ، وبعيدا عن كدح البحث عن لقمة العيش نقف مع :

(11) نوازع نفس محمد صلى الله عليه وسلم :
يحدثنا النبي الكريم عن نفسه في تلك الفترة فيقول :
( ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء ، إلا ليلتين ، كلتاهما عصمني الله تعالى منهما ، قلت ليلة لبعض فتيان مكة – ونحن في رعاية غنم أهلنا – فقلت لصاحبي : أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة ، فأسمر فيها كما يسمر الفتيان . فقال : بلى .
فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير . فقلت :
ما هذا ؟ فقيل : تزوج فلان فلانة . فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس . فرجعت إلى صاحبي ، فقال : ما فعلت ؟ فقلت : ما فعلت شيئا ، ثم أخبرته بالذي رأيت . ثم قلت له ليلة أخرى : أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة . ففعل ، فدخلت ، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة ، فسألت . فقيل : فلان نكح فلانة ، فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي فقال : ما فعلت ؟ قلت : لا شيء ، ثم أخبرته بالخبر ، فوالله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء ، حتى أكرمني اله بنبوته ) .
إنها الرعاية الربانية ، تقف للحيلولة بينه وبين تلك النوازع ، ولذلك جاء في الأثر :
( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) .
وتمر الأيام … ليبلغ النبي الكريم عشرون عاما ، ليشهد حربا وقعت في شهر حرام ، فتُسمى بـ :

(12) حرب الفِجَار :
وقعت تلك الحرب سوق عكاظ بين قريش ومعهم كنانة وبين قيس عيلان ، فاصطف القوم ووقعت حرب ضروس ، وكان النبي الكريم يجهز النبل للرمي ، وكثُر القتل في الطرفين ، حتى رأى عقلاء القوم أن وضع أوزار الحرب والاصطلاح خير من الملحمة ، فهدموا ما بينهم من العداوة والشر ، وعلى أثر ذلك حصل :

(13) حلف الفضول :
إنه حلف الخير والعدالة ، تداعت إليه قبائل من قريش في ذي القعدة ، وكان اجتماعهم في دار عبد الله بن جدعان التيمي ، فتعاهدوا وتعاقدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وشهد هذا الحلف النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – ، وقال عنه بعد أن أكرمه الله بالنبوة : ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت ) .
ولا عجب في ذلك ، فهو نبي العدالة والرحمة ..
وتمضي الأيام … ويبلغ النبي الكريم الخامسة والعشرين من عمره ، ليخرج إلى :

(14) تجارة الشام :
وذلك في مال لخديجة بنت خويلد ، بعد أن سمعت بأخبار الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وجعلت معه غلام لها يُقال له : ميسرة .
ذهب النبي الكريم إلى الشام ، فما لبث أن رجع إلى مكة ، فرأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تره من قبل ، وحدّثها ميسرة بما رآه من حال الصادق الأمين ، فما كان منها إلا أن سعت ليكون الخبر في أرجاء مكة :

(15) محمد – صلى الله عليه وسلم – زوج لخديجة – رضي الله عنها – !!
وذلك بعد أن تقدم لها سادات قريش ، فكان الإباء عليهم هو الجواب .
ثم لمّا رأت ما رأت بعد تلك التجارة المباركة : عزمت على نية أفصحتها لصديقتها : نفيسة بنت منبه . فقامت بدورها بذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فرضي بذلك ، إلا أن والد خديجة حاول عبثا الوقوف أمام هذا الزواج الميمون ، إلا أن حيلة خديجة كانت حَكَمَاً قاضيا في الموضوع ، فما الذي فعلته خديجة ؟
يروي لنا ابن عباس رضي الله عنهما ذلك فيقول :
" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة – وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه – ، فصنعت طعاما وشرابا ، فدعت أبوها وزمرا من قريش ، فطعموا وشربوا حتى ثملوا . فقالت خديجة لأبيها : إن محمدا بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه . فزوجها إياه . فخلقته وألبسته حلة – وكذلك كانوا يفعلون بالآباء -، فلما سرى عنه سكره ، نظر فإذا مخلق وعليه حلة ، فقال : ما شأني هذا ؟ قالت خديجة : زوجتني محمد بن عبد الله . قال : أُزوّج يتيم أبي طالب !؟ لا لعمري . فقالت : أما تستحي ؟! تريد أن تسفه نفسك عند قريش ، تخبر الناس أنك كنت سكران !! فلم تزل به حتى رضي " .
ويتزوج الشريف الشريفة ، وتمر الأيام والأعوام على ذلك البيت الهادئ الجميل ، ويُرزق منها بالبنين ، والنبي الكريم يُقري الضيف ، ويعين الملهوف ، وينصر المظلوم ، ويكون في حاجة أهله ..
ويجرف مكة سيل عرم وينحدر إلى البيت فيُصدّع جدرانه حتى أوشك على الوقوع والانهيار ، فاتفقت قبائل قريش على :

(16) إعادة بناء الكعبة :
وتبني قريش الكعبة بشرط مسبوق : " ألا يدخل في بنائها إلا طيبا ، فلا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة لأحد من الناس " .
ويشارك النبي الكريم صاحب الخمس وثلاثين عاما في البناء ، ويحمل الحجارة من الوادي مشاركا قومه في مثل هذا الحدث العظيم .
ويرتفع البناء ، ويعود للبيت جلاله وهيبته ، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود حصل الاختلاف ، وتنازع القوم في شرف وضع الحجر الأسود أربع ليال أو خمس حتى كادت الحال أن تتحول إلى حرب ضروس !! إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد . فارتضى القوم ذلك .
فإذا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب يكون ذلك الداخل . فهتف القوم : أن رضينا بالأمين .
فطلب عليه الصلاة والسلام رداءً فوضع الحجر وسطه ، وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف ذلك الرداء ، وأمرهم أن يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه . فرضي القوم بذلك ، وانتهى نزاع كادت دمائه أن تصل إلى الركب !!

وتمر الأيام … وغربة النبي الكريم تزداد يوما بعد يوم ، فوجوه يعرفها ، وأحوال ينكرها ، كان ذا صمت طويل يزدان بالتأمل والنظر ، لقد كانت تلك الفطرة التي جُُبل عليها تمنعه من أن ينحي لصنم ، أو يهاب وثن .
فاعتزل القوم لما رأى من سفاهة أحلامهم ، وتفاهة عقولهم ، فكان عليه الصلاة والسلام لا يحضر عيدا لوثن ، ولا يشهد احتفالا عند صنم ، ولا يحلف بالاّت ، ولا يتقرب لعزى ، ولا يشرب خمرا ، ولا يأكل مذبوحا على نُصب ، فأبغض ذلك كله . يقول مولاه
زيد بن حارثة رضي الله عنه : " … فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه " .
فكان عليه الصلاة والسلام موحدا على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام .
لقد جمع الصادق الأمين من الأوصاف والشمائل ما جعلت محبته لا تقف عند البشر ، بل تتعداه إلى الحجر والشجر ، يقول عليه الصلاة والسلام بعد أن أكرمه الله بالرسالة : ( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ) !! .
فصلوات ربي وسلامه عليه .

وتمر الأيام … حتى بدأ طور جديد من حياته صلى الله عليه وسلم ، فكان يرى الرؤية ثم لا يلبث حتى يراها واقعا مشهودا أمامه ، فكان ذلك بداية بشرى النبوة والرسالة والاصطفاء ، لتكون البداية الحقيقة في الغار بـ { أقرأ باسم ربك الذي خلق } ، وينادي المنادي في أصقاع المعمورة : إن محمدا قد بُعث !!

فإذا عقارب السنين والأعوام قد دقت الأربعين !!
فصلوات ربي وسلامه عليه …

تلك الأربعون – لعمر الحق – : عراقة الخلال ، فكيف بما بعد الأربعين ، حين بُعث إلى العالمين !!
{ وإنك لعلى خلق عظيم } ..

المراجع :
* مسند الإمام أحمد .
* صحيح البخاري .
* صحيح مسلم .
* جامع الترمذي .
* صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني .
* سيرة ابن هشام (1/164) وما بعدها .
* الفصول في سيرة الرسول لابن كثير (83) وما بعدها .
* الكامل في التاريخ لابن الأثير (2/32) وما بعدها .
* مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ عبد الله بن الإمام محمد بن
عبد الوهاب (25) وما بعدها .
* الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري (71) وما بعدها .
* السيرة النبوية للشيخ محمد الصوياني (1/21) وما بعدها .




خليجية



خليجية



خليجية




التصنيفات
منوعات

سيدات بيت النبوة السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها

سيدات بيت النبوة
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها

نسبها رضي الله عنها
أبوها هو الفاروق عمر بن الخطاب الغني عن التعريف و أمها زينب بنت مظعون اخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون أول من توفي بالمدينة من المهاجرين و أول من دفن بالبقيع و أول من صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و اخوها لابيها عبد اله بن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل الغني عن التعريف ايضا

مولدها رضي الله عنها
ولدت رضي الله عنها بمكة قبل البعثة بخمس سنوات حين كانت قريش تجدد بناء الكعبة و كانت زوجة خنيس بن حافة السهمي البدري و قد اصابته جراح يوم بدر مات متأثرا منها بالمدينة. و قد كان رضي الله عنه من اصحاب الهجرتين الى الحبشة ثم الى المدينة كما شهد رضي الله عنه احدا

.

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم
كانت السيدة حفصة رضي الله عنها قد ترملت في الثامنة عشرة من عمرها فتألم ابوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته الشابه فبدا له ان يختار لها زوجا ووقع اختياره على ابي بكر الصديق رضي الله عنه فسعى عمر الى ابي بكر و عرض عليه ان يتزوج ابنته و لكن ابا بكر امسك لا يجيب ثم ذهب الى عثمان بن عفان رضي الله عنه و كانت زوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفيت فاستمهل عثمان عمر رضي الله عنهما اياما ثم اوضح له انه لا يريد الزواج الان فحزن عمر رضي الله عنه

فذهب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكو صاحبيه فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان و يتزوج عثمان من هي خير من حفصة و فهم عمر رضي الله عنه ما اراد رسول الله صلى الله عليه و سلم و صافح النبي متهللا و خرج مسرعا ليزف الى ابنته الخبر العظيم لقد خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم و في الطريق قابل الصديق رضي الله عنه و عرف الصديق على الفور سر السعادة التي على وجه عمر فقال له : لا تجد علي يا عمر فان رسول الله ذكر حفصة فلم اكن لافشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم و لو تركها لتزوجتها اما عثمان رضي الله عنه فقد تزوج من أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان ذلك في جمادى الاخرة من السنة الثالثة للهجرة السيدة حفصة في بيت النبوة
كان هناك تقارب شديد بين السيدة حفصة و السيدة عائشة منذ ان اتت السيدة حفصة الى بيت النبوة و كانت السيدة حفصة رضي الله عنها تراجع النبي صلى الله عليه و سلم ففي احد الايام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة ان شاء الله اصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها قالت حفصة رضي الله عنها : بلى يا رسول الله فانتهرها فتلت الاية الكريمة و ان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : قد قال الله عز و جل ثم ننجي الذين اتقوا و نذ1ر الظالمين فيها جثيا و لما عرف عمر رضي الله عنه انها تراجع رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها و قال لها : اتراجعين رسول الله قلت : نعم قال : و تهجره احداكن اليوم الى الليل قلت : نعم قال : قد خاب من فعل هذا منكن أفتأمن احدكن ان يغضب الله عليها لغضب رسول الله فاذا هي قد هلكت ؟ لا تراجعي رسول الله و تسأليه شيئا و سليني ما بدا لك و لا يغرنك ان كانت أوسم و احب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم

السر المذاع
و قد تظاهرتا السيدة عائشة و السيدة حفصة رضي الله عنهن عليه صلى الله عليه و سلم فكان الهجر و اعتزاله لنساءه و من المتفق عليه من حديث عمر رضي الله عنه قال بن عباس رضي الله عنهما : مكثت سنة اريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن اية فما استطيع هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت و كنا ببعض الطريق عدل الى الاراك لحاجة له فوقفت حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه و سلم من أزواجه ؟
فقال : تلك حفصة و عائشة و في رواية لحديث بن عباس عن عمر متفق عليه
كذلك انه سأله : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم اللتان قال الله تعالى : ان تتوبا الى الله غفد صغت قلوبكما..
فقال : عجبا لك يا بن عباس هما عائشة و حفصة .. الحديث بطوله و فيه قال عمر رضي الله عنه : فاعتزل النبي صلى الله عليه و سلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة الى عائشة رضي الله عنهن

و تعددت المرويات عن هذا السر الذي نبأت به و في اسباب نزول ايات التحريم و منها ان السيدة حفصة رضي الله عنها علمت ان النبي صلى الله عليه و سلم قد خلا بالسيدة مارية رضي الله عنها في بيت السيدة حفصة رضي الله عنها فبكت السيدة حفصة مقهورة فاسترضها الرسول الكريم بان حرم السيدة مارية على نفسه موصيا السيدة حفصة بالكتمان و لكن السيدة حفصة لم تستطع ان تكتم السر عن عائشة رضي الله عنها فكأنما اشعلت فيها النار و لجت عائشة رضي الله عنها في غيرتها و النساء يظاهرنها على النبي صلى الله عليه و سلم خاصة ان السيدة مارية رضي الله عنها قد حملت دونهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم فترفق النبي بهن ما استطاع مقدرا بواعث هذا التظاهر لكنهن تمادين في اللجاج الى حد الشطط لطول ما املى لهن رسول الله صلى الله عليه و سلم [right]و ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فارغ البال لذلك الشطط النسوي المسرف فاعتزلهن جميعا في صرامة لم يألفنها و قال : ما انا بداخل عليهن شهرا و لكن الله لطف بهن فاكتفى بانذارهن ان لم يتبن فعسى ربه ان يبدله ازواجا خيرا منهن [right]ونزل عمر الى المسجد و بشر المسلمين ان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يطلق زوجاته و خرج رسول صلى الله عليه و سلم فتلا فيهم قوله تعالى : يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك و الله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم و الله مولاكم و هو العليم الحكيم و اذ أسر النبي الى بعض ازواجه حديثا فلما نبأت به و أظهره الله عليه عرف بعضه و أعرض عن بعض فلما نبأت به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما و ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة بعد ذلك ظهيرا عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات و ابكارا التحريم : 1:5 [right]و في روايه بصحيح البخاري ان التظاهر كان في طلب التوسعة في النفقة و في اخرى عن عمر رضي الله عنه قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة عليه [right]و في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها و يشرب عندها عسلا فتواصيت انا و حفصة ايتنا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلتقل : اني اجد منك ريح مغافير أكلت مغافير؟ فدخل على احداهما فقالت له ذلك فقال : لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش و لن أعود له فنزلت : يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك و المغافير : هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة و قد خرج الحافظ بن حجر حديث عمر و غيره في احداث التظاهر و التحريم من مختلف الطرق و قال : و الراجح من الاقوال كلها قصة ماريا لاختصاص عائشة و حفصة بها بخلاف العسل فانه اجتمع فيه جماعة منهن و يحتمل ان تكون الاسباب جميعها اجتمعت فاشير الى اهمها [right][right]طلاقها رضي الله عنها
طلق الرسول صلى الله عليه و سلم السيدة حفصة فعرف عمر رضي الله عنه بالخبر فأخذ يحثو التراب على رأسه و يقول : ما يعبأ الله بعمر و ابنته بعدها فنزل جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه و سلم و قال : ان الله تعالى يأمرك ان تراجع حفصة رحمة بعمر و اخرج الطبراني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالها قدامة بن مظعون فبكت و قالت : الله ما طلقني عن شبع -نقص- فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : قال لي جبريل : راجع حفصة فانها صوامة قوامة و انها زوجتك في الجنة

حارسة القران الكريم
بعد ان توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان ما كان من حروب الردة و استشهاد الكثير من الصحابة من حملة القران و لستقر رأي المسلمين على جمع القران و تدوين المصحف كلف الصديق من جمعه و كتب في صحيفة استأمن عليها حفصة بنت عمر فقد كانت امرأة كاتبة فصارت حارسة القران الكريم ثم طلب منها عثمان رضي الله عنه منها المصحف لينسخه لجميع الامصار على قراءة واحدة بعد اختلافهم في القراءة ثم اعاده اليها و ظل عندها الى ان توفاها الله و كانت اوصت به الى اخيها التقي الورع عبد الله رضي الله عنه

علمها و فقهها رضي الله عنها
ظلت السيدة حفصة -عليها السلام- مرجعا لاكابر الصحابة الذين عرفوا لها علمها و فضلها حتى ان اباها عمر رضي الله عنه سألها عن اقصى مدة تحتمل فيها المرأة غياب زوجها عنها فاجابته رضي الله عنها بانها اربعة اشهر

فصاحتها وأمرها رضي الله عنها بالمعروف
و مما يروى عن فصاحتها رضي الله عنها ما قالته لابيها لما طعنه المجوسي لعنه الله : يا ابتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم و لا تبعة لاحد عندك و معي لك بشارة لا أذيع السر مرتين و نعم الشفيع لك العدل لم تخف على الله عز و جل خشنة عيشتك و عفاف نهمتك و اخذك بأكظام المشركين و المفسدين و كانت رضي الله عنها راوية لاحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد اتفق لها الشبخان على اربعة احاديث و انفرد مسلم بستة احاديث ولما اراد عبد الله بن عمر رضي الله عنه الا يتزوج فامرته ام المؤمين بالزواج ناصحة له مبينة له ما يرجى من الزواج من ولد صالح يدعو لابيه و قالت : تزوج فان ولد لك ولد فعاش من بعدك دعا لك

وفاتها رضي الله عنها
اقامت السيدة حفصة رضي الله عنها يالمينة عاكفة على العبادة قوامة صوانة الى ان توفيت في عهد معاوية بن ابي سفين و شيعتها المدينة الى مثواها الاخير بالبقيع مع امهات المؤمنين رضي الله عن ام المؤمنين حفصة التي زكتها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها : انها ابنة ابيها و كلنا يعرف من ابوها




خليجية




خليجية
جزآآك الله خير على طرحك
وبآآرك الله فيك
ماننحرم من تلآلآتـ قلمكــ
ودوآآم إبدآآعكـ
دمتِ بحفظ المولى ورعآآيتــهــ

خليجية



خليجية



بارك الله فيك



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

سيدات بيت النبوة

سيدات بيت النبوة ( السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها )

——————————————————————————–

نسبها رضي الله عنها
هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر و فهر هم قريش و زهرة هو الأخ الشقيق لقصي بن كلاب الجد الأكبر لرسول الله صلى الله عليه و سلم حيث أنجب قصي عبد الدار و عبد منافو عبد العزى و أنجب عبد مناف عبد شمس و نوفل و هاشم و المطلب و خويلد و أنجب هاشم عبد المطلب الذي أنجب عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه و سلم و جدها لأبيها هو عبد مناف بن زهرة الذي يقرن اسمه باسم ابن عمه عبد مناف بن قصي فيقال المنافان تعظيما و تكريما
و لم يكن نسب آمنه من جهة امها دون ذلك عراقة و أصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب و جدتها لامها أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي ووالدة أم حبيبة هي : برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر سلالة عريقة أصيلة أنبتت آمنه لتضطلع بعبئها الجليل في امومتها التاريخية وراثات مجيدة أهدتها إلى ولدها فجمعت له عز المنافين : عبد مناف بن زهرة بن كلاب و عبد مناف بن قصي بن كلاب و جعلته صلى الله عليه و سلم يعتز بنسبه فيقول في حديث رواه ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا …لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما
و في صحيح الحديث عن واثلة ابن الاسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل و اصطفى قريشا من كنانة و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم
بنو زهرة و بنو عبد مناف
عرف بنو زهرة بالود الخالص لبني عبد مناف دون إخوتهم من بني عبد الدار و قد كان قصي بن كلاب حين كبر قد عز عليه إلا يبلغ ابنه البكر عبد الدار ما بلغه ابنه عبد مناف من شرف و رفعة فقال قصي لبكره : أما و الله يا بني لالحقنك بالقوم و ان كانوا شرفوا عليه : لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تفتحها أنت له و لا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك و لا يشرب احد بمكة إلا من سقايتك و لا يأكل احد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك و لا يقطع أمر من أمورها إلا في دارك ثم كان ما كان من إذعان قريش لوصية شيخها حينا ثم إجماع بني عبد مناف بن قصي ان يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار لشرفهم عليهم و فضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش : فكانت طائفة مع بني عبد مناف يرون أنهم بمكانتهم من قومهم أحق بالأمر من بني عبد الدار ة كانت طائفة مع بني عبد الدار يرون إلا ينزع منهم ما كان قصي جعله إليهم و عقد كل فريق على أمرهم حلفا مؤكدا و قد كان بنو زهرة مع بني عبد مناف و كان بنو زهرة مع بني عبد مناف إخوة متجاورين لا ينفصلون و بيوتهم متجاورة كذلك كذلك كان بنو زهرة ممن سبقوا إلى تلبية النداء حين تداعت قبائل من قريش إلى حلف الفضول قبل البعثة بنحو من عشرين سنة و كان أكرم حلف و أشرفه و قد تعاهد أعضاء الحلف على إلا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها و غيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا أقاموا معه و كانوا على من ظلمه حتى ترد له مظلمته
زواج آمنة و عبد الله
انصرف عبد المطلب اخذا بيد عبد الله –اثر افتدائه من الذبح- فخرج حتى أتى به وهب ابن عبد مناف بن زهرة و هو يومئذ سيد بني زهرة نسبا و شرفا فزوجه ابنته آمنه و استغرقت الأفراح ثلاثة أيام بلياليها كان عبد الله أثناءها يقيم مع عروسه في دار أبيها على سنة القوم ثم توجهت إلى دار زوجها في اليوم الرابع
البشرى
نامت السيدة آمنه رضي الله عنها فرأت في منامها كأن شعاعا من النور ينبثق من كيانها اللطيف فيضئ الدنيا من حولها حتى لكأنها ترى به بصرى من أرض الشام و سمعت هاتفا يهتف بها : انك قد حملت بسيد هذه الأمة
وفاة عبد الله
و ما هي إلا أيام معدودات لم يحددها الرواة و لكنها عند جمهرة المؤرخين لم تتجاوز عشرة أيام و رحل عبد الله تاركا عروسه ليلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة و الشام في عير قريش و مضى شهر لا جديد فيه سوى ان آمنه شعرت بالبادرة الأولى للحمل و كان شعورها به رقيقا لطيفا و كأن المولود قد هون عليها مرارة فراق عن زوجها عبد الله زهرة شباب أهل مكة و مضى الشهر الثاني و لم يعد عبد الله ..لقد توفي الزوج الحبيب بين أخواله من بني النجار و دفن هناك و ترملت العروس الشابه و عاشت في وحدتها تجتر أحزانها حتى خاف عليها بنو هاشم و بنو زهرة ان تموت من فرط الحزن و الألم إلى ان انزل الله سكينته عليها فشغل تفكيرها ابنها الذي تحمله و الذي رأت في منامها انه سيكون سيد هذه الأمة
عام الفيل و ميلاد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و جاء عام الفيل و سمعت آمنه بقدوم ابرهه في جيش عظيم لهدم الكعبة و جاءها عبد المطلب يطلب اليها ان تتهيأ للخروج من مكة مع قريش و شق عليها ان تلد ولدها بعيدا عن البلد الحرام و في غير دار أبيه عبد الله ولكنها كانت مؤمنة بأن الله مانع بيته و لن يجعل للطاغية على البلد الحرام سبيل و مضى اليوم دون ان يأتيها رسول أبي طالب ليأخذها بعيدا عن مكة إلى ان غابت الشمس فجاءتها البشرى بهزيمة ابرهه و نجاة قريش و كانت الرؤى قد عاودت آمنه في صدر ليلة مقمرة من ليالي ربيع الأول و سمعت من يهتف بها من جديد انها توشك ان تلد سيد هذه الأمة و يأمرها ان تقول حين تضعه أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم تسميه محمدا و ما هي إلا أيام قليلة من يوم الفيل حتى ولدت آمنه في دار أبي طالب بشعب بني هاشم و اسند ابن سعد من عدة طرق عن السيدة آمنه رضي الله عنها انها قالت :رأيت كأن شهابا خرج مني حتى أضاءت منه قصور الشام
الرضيع
و أقبلت ألام على صغيرها ترضعه ريثما تفد المراضع من البادية و لكن الأحزان لم تتركها فجف لبنها رضي الله عنها بعد أيام فدفعت به إلى ثوبيه جارية عمه عبد العزى فأرضعته و كانت قبله قد أرضعت عمه حمزة بن عبد المطلب و وفدت المرضعات من الباديه و لكنهن زهدن في الرضيع الذي مات أبوه قبل ان يحقق لنفسه غنى يذكر و ثقل على ألام ان ترى مراضع البادية يعدن إلى ديارهن زاهدات في ولدها الشريف اليتيم مؤثرات عليه أطفال الأحياء ممن يرجى منهم الخير الوافر
إلى ان جاءتها حليمة بنت أبي ذؤيب السعدي تلتمس محمدا و انتظرت ألام الوحيدة عودة ابنها حتى جاءت به السيدة حليمة و هو ابن الثانية و كأنه ابن أربع سنوات لما بدا عليه من علامات النضرة و النضج و الصحة و راحت السيدة حليمة تحدثها عن جو مكة شديد الحر فحملها قلبها النابض بالحب و الإيثار على مزيد من الاحتمال و التصبر
فعاد الرضيع إلى مراعي بني سعد مع السيدة حليمة ثم لم تمض إلا بضعة اشهر حتى عادت به و هي بادية القلق فسألتها السيدة آمنه بعد ان علمت قصة الملكين الذين شقا صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم: أفتخوفت عليه من الشيطان ؟ ردت السيدة حليمة : نعم فقالت السيدة آمنه : كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل و ان لبني لشأنا أفلا أخبرك خبره؟ فقالت السيدة حليمة : بلى فحدثتها بما رأت و سمعت حين حملت به ثم قالت :فوالله ما رأيت من حمل أخف من حمله و لا أيسر منه وقع حين ولدته و انه لواضع يديه على الأرض و رافع رأسه إلى السماء.. دعيه عنك و انطلقي راشدة و عاد الوليد الطيب فبدد بنوره ظلال الكآبة التي كانت تغشي دنيا أمه في وحدتها و ترملها الباكر
و يعترف كتاب السيرة بما كان لها من اثر جليل في هذه المرحلة من عمر نبي الإسلام فيقول شيخهم ابن إسحاق : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أمه آمنه بنت وهب في كلاءة الله و حفظه ينبته الله نباتا حسنا و أثمرت عنايتها الفائقة فبدت على محمد صلى الله عليه و سلم بوادر النضج المبكر و رأت فيه وهو ابن السادسة مخايل الرجل العظيم الذي طالما تمثلته ووعدت به في رؤاها
رحلة النهاية
وحدثت ألام العظيمة ابنها الطاهر عن رحلة تقوم بها إلى يثرب كي يزور قبر عبد الله الحبيب و فرح الابن و سره ان تصحبه أمه في زيارة لمثوى فقيدهما و ان يتعرف على أخواله المقيمين بيثرب و كان الجو صيفا و الشمس تلهب الصخور و تصهر الرمال ووصل الر كب إلى يثرب و مكثت السيدة آمنه و ابنها صلى الله عليه و سلم هناك شهرا ثم بدأت رحلت العودة التي سيظل ابن عبد الله صلى الله عليه و سلم يذكرها و أثناء العودة مرضت السيدة آمنه و أحست انه الأجل المحتوم و بكت حزنا على ابنها اليتيم فأخذ يجفف دمعها بيديه الصغيرتين إلى ان فاضت روحها و تركت في نفس وليدها ألما لم ينساه صلى الله عليه و سلم طوال حياته
ذكرى باقية
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوما و خرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر فجلس إليه فناجاه طويلا ثم ارتفع صوته ينتحب باكيا فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكانا و أفزعنا؟ فأخذ بيد عمر ثم أومأ إلينا فأتيناه فقال : أفزعكم بكائي ؟ فقلنا : نعم يا رسول الله فقال ذلك مرتين أو ثلاثا ثم قال : ان القبر الذي رأيتموني أناجيه قبر أني آمنه بنت وهب و إني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي بك علياء بعدها علياء

تتباهى بك العصور و تسمو
الذي شرفت به حواء

فهنيئا به لآمنة الفضل
من فخار ما لم تنله النساء

يوم نالت بوضعه ابنة وهب

سلام على آمنه سيدة الأمهات أم الرحمة المهداة سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه و سلم




جازاكيي الله خيرا و بارك المولى فيكي



خليجية




خليجية
جزآآك الله خير على طرحك
وبآآرك الله فيك
ماننحرم من تلآلآتـ قلمكــ
ودوآآم إبدآآعكـ
دمتِ بحفظ المولى ورعآآيتــهــ

خليجية



خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

بيت النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين … أما بعد :

بيت النبوة

9 – فضائل السيدة فاطمة –رضي الله عنها-

أحاديث صحيحة في فضلها:
قال الإمام البخاري ص 291 باب: مناقب فاطمة عليها السلام. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). 7/3767. البخاري – الفتح. كتاب فضائل الصحابة .

عن المسور بن مخرمة – رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني).

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران). " قال الهيثمي: قلت رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم. ورواه أحمد، وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح".

وعن عائشة قالت: "ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت: وكان بينهما شيء فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب. " رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت: ما رأيت أحداً أصدق من فاطمة، ورجالهما رجال الصحيح.

وعن ابن عباس قال: "دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على علي وفاطمة وهما يضحكان فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- سكتا، فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما"، فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال هذا: أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: " يا بنية لك رقة الولد, وعلي أعز علي منك". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.1

وعن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك" رواه الطبراني وإسناده حسن.

عن عائشة: " رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارَّك به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكيت، ثم سارَّك فضحكت؟ قالت: سارَّني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارَّني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت" إسناده صحيح وهو في المسند2

عن المسور بن مخرمة عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " (بني هاشم (بن المغيرة) استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن، إلاّ أن يريدَ ابن أبي طالب أن يُطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يُريبني ما يُريبها ويُؤذيني ما آذاها"3

وعن فاطمة عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين).4

وعن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها، وقام فأخذ بيدها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه.5

وعن جميع بن عمير التميمي رحمه الله قال: دخلتُ مع عمتي على عائشة فسُئلت: (أي الناس كان أحبَّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها. إن كان ما علمتُ صواماً قواماً). أخرجه الترمذي (3873) في المناقب باب مناقب فاطمة عليها السلام وإسناده حسن،( نقلاً عن جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير (9/125) بتحقيق الأرناؤوط.

أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضلها:
وعن عائشة قالت: كنت أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل فاطمة فقلت: يا رسول الله إني كنت أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل، قال لي: ((يا حميراء إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة، فوقفت على شجرة من شجر الجنة لم أرى في الجنة شجرة هي أحسن منها، ولا أبيض منها ورقة، ولا أطيب منها ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمراتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة يا حميراء: أن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون)).6 رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الراني وثقه أحمد وقال كان يتحرى الصدق وأنكر على من نسبه إلى الكذب وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك.

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أن فاطمة حصنت فرجها، وإن الله -عز وجل- أدخلها بها بإحصان فرجها وذريتها الجنة) رواه الطبراني والبزار بنحوه، وفيه عمرو بن عتاب وقيل بن غياث وهو ضعيف.

وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – خطب بنت أبي جهل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا – إلى هنا انتهى حديث خالد، وفي الحديث زيادة، قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والله لا تجتمع بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنت عدو الله تحت رجل). رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصراً والبزار باختصار أيضاً وفيه عبد الله بن تمام وهو ضعيف.7

عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(( إذا كان يوم القيامة، قيل: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت رسول الله فتمر عليها ريطتان خضراوان)) قال أبو مسلم: قال لي أبو قلابة: وكان معنا عبد الحميد أنه قال: حمراوان.8

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( ما خلق الله آدم عليه السلام وحواء تبخترا في الجنة وقالا: ما خلق الله خلقاً أحسن منا، فبينما هما كذلك إذا هما بصورة جارية لم يَرَ الراؤون أحسن منها، لها نور شعشعاني يكاد يطفئ الأبصار، على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان فقالا: يا رب ما هذه الجارية؟ قال: صورة فاطمة بنت محمد سيدة ولدك. فقالا: ما هذا التاج على رأسها؟ قال: هذا بَعْلُها علي بن أبي طالب. قال: فما هذان القرطان؟ قال: ابناها الحسن والحسين، وجُد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفي عام).9

عن ابن عباس قال: (لما زُفَّت فاطمة إلى علي عليهما السلام كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قدامها وجبريل عن يمينها وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله تعالى ويقدسونه حتى طلع الفجر).10

عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمُث، وإنما سمّاها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيَّها من النار)).11

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما سُميّت ابنتي فاطمة، لأن الله فطم محبيها من النار)) قال ابن الجوزي: وقد ذكرنا عن الدار قطني: أنه كان يضع الحديث.12

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدمٍ، فتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول: يا عدلُ أحكم بني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الكعبة).13

حديث: ((أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها والمحبون أهل البيت ورقها في الجنة حقاً حقاً)). تنزيه الشريعة (1/414) قال المصنف من حديث ابن عباس وفيه موسى بن نعيمان لا يعرف.

حديث ابن مسعود أصابت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صبيحة العرس رعدة فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا فاطمة إني زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة لما أراد الله أن أملكك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً، ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت من الحلى والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم يومئذ شيئاً أكثر مما أخذ على صاحبيه أو أحسن، فخربه إلى يوم القيامة قالت: أم سلمة: لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء حين كان أول من خطب عليها جبريل)). قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري عن الأعمش. وقال الدارقطني: ضعيف/ تنزيه الشريعة (1/416) دار الكتب العلمية (الطبعة الثانية).

حديث: "نا وفاطمة وعلي في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن" ال الشوكاني: موضوع. ورواه الطبراني.

هذه بعض فضائلها –رضي الله عنها-

1- كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل 2/754.
2- كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل 2/754.
3- البخاري مع الفتح رقم ( 5230) ( 9 / 238) كتاب النكاح – باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة ولإنصاف.
4- البخاري – الفتح ( 6286) ( 11/ 82) كتاب الاستئذان – باب من ناجى بين يدي الناس، ولم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به.
5- المستدرك (3/154) ووافقه الذهبي على صحته.
6- هذا مستحيل فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف – ابن حجر.
7- مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد (9/201-204).
8- المرجع السابق/ وهو موضوع. وقال الألباني في ضعيف الجامع 1: 227 موضوع.
9- أخرج ابن الجوزي وقال السيوطي في (اللآلئ) (1/395-396) موضوع نقلاً من كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات.
10- أخرج ابن الجوزي من طريق الحافظ البغدادي. و أورده الذهبي في الميزان (1/361/1349) وقال: هذا كذبٌ صراح نقلاً عن كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات. ابن الجوزي (2/223).
11- أخرجه ابن الجوزي من طريق الحافظ الخطيب. وقال الخطيب: وليس بثابت فيه من المجهولين غير واحد. ووافقه السيوطي في ( اللآلي) وابن عراق في ( التنزيه) (1/4120-413) نقلاً عن المصدر السابق ص 225.
12- ( الضعفاء والمتروكين) للدارقطني 843 نقلاً عن المصدر السابق ص226.
13- قال الذهبي فالحديث موضوع: ينظر: التنزيه 1/413. واللآلي (1/401) نقلاً عن المصدر السابق (228).




التصنيفات
منوعات

آيات وعلامات ودلائل النبوة

آيات وعلامات ودلائل النبوة
قول آمنة بنت وهب
والدة رسول الله
1 ـــ وقول أم عبد الرحمن بن عوف قابلة رسول الله
وعثمان بن أبى العاص
وما وقع من الآيات ليلة مولده
صلى الله عليه وسلمــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ، أشرف قبيله من قريش ، وتوسمت نورا بين عينيه ، وحملت آمنة وتوفى عبد الله عند أخواله وهو بن خمس وعشرون السنة.
وقال محمد بن اسحاق :
كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث ( أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولى : أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، من كل برعاهد وكل عبد رائد ، يذود عنى زائد ، فإنه عند الحميد الماجد حتى أراه أتى المشاهد ، وآية ذلك : أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذا وقع فسميه محمد.
فإن إسمه فى التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض. وإسمه فى الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض . وإسمه فى القرآن محمد ) .

ثم لما وضعته رأت تأويل ذلك فقالت :
( لقد علقت به – فما وجدت له مشقه حتى وضعته ، فلما فصل منى ، خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض متعمدا على يديه . ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رؤيت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء.)

وقال عثمان بن أبى العاص: حدثتنى أمى : أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولادته ، قالت : فما شىء أنظره فى البيت إلا نور وإنى نظرت إلى النجوم تدنو حتى إنى لأقول : ليقعن على .

وقالت الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف : أنها كانت قابله الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها اخبرت حين سقط على يديها واستهل سمعت قائلا يقول : يرحمك الله ، وإنه سطع منه نور رئيت منه قصور الروم .
وحكى الرواة عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا . قال : فأعجب جده عبد المطلب وخطى عنده وقال : ليكونن لإبنى هذا شأن فكان له شأن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كرامتى على الله أنى ولدت مختونا ولم ير سوأتى أحد " .

وقال البيهقى :

أنبأت الرواة عن أبى الحكم التنوخى قال : كان المولود إذا ولد فى قريش دفعوه إلى النسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد إنفلقت عنه بإثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء . فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله ، وجدناه قد إنفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عينيه وشاخصا ببصره إلى السماء
فقال : أحفظنه فإنى أرجو أن يكون له شأن ، أو أن يصيب خيرا ، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا : ياعبد المطلب أرأيت إبنك هذا الذى أكرمتنا على وجهه ما سميته ؟
قال : سميته محمدا
قالوا : فما رغبت به عن اسماء أهل بيته ؟
قال : أردت أن يحمده الله فى السماء وخلقه فى الأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

ونتابع معا علامات أخرى إن شاء الله فكونى معى ، وذلك لعدم المشقة فى الإطلاع
فإلى لقاء قريب




سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
بارك الله فيكي عالمعلومات الرائعة وجعلها الله في ميزان حسناتكي بس اا ممكن المصدر الي تنقلين منو المعلومات




خليجية



جزاك الله خير
جعله الله في موازين اعمالك يالغلا



أشكر جميع من تفضلوا بالتعليق والمشاركة
وإلى متابعة مع علامات نبوة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم




التصنيفات
منوعات

قبس من نور النبوة

المسلم يؤمن بالأنبياء جميعاً ـ عليهم الصلاة والسلام ـ , ولا يفرق بين أحد منهم ، إلا أنه يعتقد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتمهم وأفضلهم ، قال الله تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ }(البقرة: من الآية253) ، وقال : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } (الأحزاب:40) .

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة ؟ ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ) رواه البخاري .

فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم النبيين وأفضلهم ، ولا يؤذن لأحد بدخول الجنة بعد بعثته إلا أن يكون من المؤمنين به ، وبه تفتح الجنة ولا يدخلها أحد قبله . فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر ) رواه أحمد .

ولذلك فمن أعظم ما يفتخر به المسلم إيمانه ومحبته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

ومما زادني شرفاً وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيا

إنه الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث الكمال والسمو الخُلقي . فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله – صلى الله عليه وسلم – منه القسط الأكبر ، والحظ الأوفر ، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه .

أوفر الناس عقلاً ، وأسداهم رأياً ، وأجودهم نفساً ، أجود بالخير من الريح المرسلة ، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وكان يقول : ( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا ) رواه الطبراني .

أحسن الناس معاملة ولو مع الخدم ، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، والله ما قال لي: أف قط ، ولا لشيء فعلته : لم فعلت كذا ؟ ، وهلا فعلت كذا ؟ ) رواه البخاري .

ألين الناس وأسهلهم طبعاً ، وما عُرِض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم ، وهو مع هذا أحزمهم عند الواجب وأشدهم مع الحق ، لا يغضب لنفسه ، فإذا انتُهِكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء .

أشجع الناس وأقواهم يخوض الحروب الشديدة ، ويُنادي بأعلى صوته : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) رواه البخاري ، وهو من الشجاعة بالمنزلة التي تجعل أصحابه إذا اشتدت الحرب وحمي القتال يحتمون به ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

أعف الناس لساناً ، وأوضحهم بياناً ، وأعدلهم وأعظمهم إنصافا ـ ولو مع أعدائه وخصومه ـ ، لا يحابي أحداً لقرابته يقول – صلى الله عليه وسلم – : ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخاري .

أرحب الناس صدراً ، وأوسعهم حلماً ، يصبر على من آذاه ، ويحلم على من جهل عليه ، ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذاً بالعفو ، ويبتسم في وجه محدثه ويقبل عليه ، حتى يظن أنه أحب الناس إليه ، ويبدأ من لقيه بالسلام ويصافحه ، ولا ينزع يده قبله ، بل ويسلم على الأطفال ويداعبهم ، ويجيب دعوة الحر والعبد ، ويعود المرضى ويتبع الجنائز .

أرحم الناس وخيرهم لأهله وأمته ، ومع كثرة أعبائه ومسئولياته كان زوجا محبا ، وأبا حانيا ، فكان خير الناس لأهله ، يصبر عليهم ، ويغض الطرف عن أخطائهم ، ويعينهم في أمور البيت ، فيخصف نعله ، ويخيط ثوبه ويقول : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي .

وكانت عبراته شاهدة على مدى رحمته بأهله وأولاده ، تُوفي ابنه إبراهيم فبكى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) رواه البخاري .

ويوم أرسلت إليه ابنته زينب ـ رضي الله ـ عنها ـ تخبره أن صبياً لها يموت وتطلب منه أن يأتيها ، جاءها ورفع له الصبي ففاضت عيناه بالدموع ، فأثار بكاؤه تعجب أصحابه ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري .

ومن رحمته بأمته أن الله أعطاه دعوة مستجابة ، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) رواه البخاري ، ولذلك قال الله ـ تعالى ـ عنه : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة:128) .

كان أكثر الناس تواضعا ، وأخفضهم جناحا ، وألينهم جانبا ، وسيرته وحياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالمواقف والعبر الدالة على ذلك ، وما حفظ عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه تكبر على أحد .

وقد نال أعلى المنازل ، وحظي عند ربه بأكبر المقامات ، ـ فهو صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والمقام المحمود ، وأُسري به إلى السموات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى ، وبلغ مقاما لم يبلغه مخلوق قبله ولا بعده ، وأنعم الله عليه بالمعجزات ، وأيده بالآيات ، فما ذكر شيئا من ذلك على وجه الفخر أو المدح لنفسه ، ولا تعالى به على أحد من الناس ، بل كان التواضع صفته ، وخفض الجناح سمته . فكان إذا أخبر عن منزلته تلك يقرن إخباره بها بنفي الفخر.

ويوم الفتح الأكبر حين دخل مكة منصورا مؤزرا، دخلها وقد طأطأ رأسه ـ تواضعا لله تعالى ـ ، حتى إن رأسه ليمس رحله من شدة تواضعه لربه ، فلم تأخذه النشوة والكبر عند انتصاره وظهوره .
وقف أمامه رجل ، فأخذته رعدة ، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ) رواه الحاكم .

ولو لم يكن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الفضل إلا أنه الواسطة في حمل هداية السماء إلى الأرض ، وإيصال القرآن الكريم والدين العظيم إلى العالم والبشرية كلها ، لكان فضلاً لا يُوفي الناس حامله بعض جزائه .

ذلك قبس من نور النبوة ، وشعاع من مشكاة الرسالة ، فما أحوجنا إلى أن نتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، من مولده إلى وفاته .. فمن حقه علينا أن ندرس كل جوانب سيرته وحياته ، ونعلم أطفالنا وأهلينا : من هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ ، وذلك للقيام بحقه علينا ، من محبة وأدب ، وتوقير ونصرة ، واتباع واقتداء ، قال الله تعالى: { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }(الفتح: من الآية9) ، وقال : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) .




خليجية



بوووركتي



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

صاحب النبوة الجامعة الكاملة

[frame="13 10"]

عندما يشكل رئيس الجمهورية وزارة جديدة , يصدر لها خطاب تكليف :يبين لها المهام المنوطة بها , والأعمال المكلفة بها في فترتها المقبلة ، ولله المثل الأعلى , فتجد الحقَّ سبحانه وتعالي كلفَّ كل رسول برسالة محددة وخطاب تكليف بيّن له فيه مهامه التي كلَّفه بها , فمثلا سيدنا شعيب كان تكليفه بأمرين أثنين بعد التوحيد ، وضَّحهما في خطابه لقومه مبيِّنا مهمته بينهم ، حيث قال {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ{181} وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ{182} الشعراء

ومهمة سيدنا لوط كانت أخلاقية كلُّها ، بينّها في قوله لقومه {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ{165} وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ{166} الشعراء

أما مهمة سيدنا موسى فكانت رفع الظلم عن بني إسرائيل ، استجابة لتكليف الله له بذلك ، حيث يقول له {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{10} قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ{11} الشعراء

وهكذا بقية الأنبياء ، لكن مهمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، تشعبت إلى ناحيتين : الرسالة , و النبوة , فهناك مهمة كلف بها في منصب الرسالة , وأخري كلف بها في منصب النُّبوَّة ، لماذا ؟ لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اختلف عن الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين ، من حيث أن كل نبي ورسول كانت له فترة محدودة , وزمان معلوم , و أرسله الله إلى قومه فقط ، لكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له رسالتان :

رسالة عامة الي جميع الخلق , وهذه من وظائف النبوة , فهو صلى الله عليه وسلم ليس نبيُّنا فقط , و إنما نبي لآدم و أمته , ونبي لنوح وقومه , ونبي لعيسي ومن معه , وكذلك نبي لجميع الأنبياء والمرسلين وأممهم

فوظيفة النبوة مهيمنة علي جميع مقامات الأنبياء تغذيها ، وتربيها ، وتواليها ، وتمدها بمدد النبوة من سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم , فهي وظيفة شاملة من البدء إلى الختام ، أما وظيفة الرسالة فهي لنا معشر أمته خاصة

هؤلاء جميعا كانوا نوابا عنه صلى الله عليه وسلم في أممهم قبل بعثة صلى الله عليه وسلم , وكذلك العلماء أهل الخشية ورثته في أمتة بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ، ولذلك يقول فيهم صلى الله عليه وسلم {إن العلماء ورثة الأنبياء}[1]

لكنه وحده نبيُّ السابقين , ورسول اللاحقين , والمرسل للخلق أجمعين , فهو نبيُّ الإنس ، ونبُّي الجنِّ , ونبيُّ الملائكة , ونبيُّ جميع الكائنات , فهو وحدة صاحب النبوَّة الجامعة الكاملة ، وقد شرَّف الله بعض الأفراد ، فنابوا عنه في تبليغ الرسالة قبل بعثته , وزاد في تشريفهم ، فنسب رسالتهم إليهم , وخصَّ قوما فحفظ فيهم مقام التبليغ عنه صلى الله عليه وسلم ، في أمته لأنه لا نبيَّ بعده

وهكذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو وحده الذي يظهر عنده واضحا تماما الفرق بين مقام النبوَّة ومقام الرسالة ، حيث أن نبوَّته قبل خلق الخلق , أمَّا رسالته فمنذ نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم

[1] صححه الحاكم وابن حبان والعراقي وغيرهما وقد ذكره البخاري في صحيحه بدون إسناد

[/frame]




اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين

بارك الله فيك

جزاك الله خيرا