التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

الحب في ظلال بيت النبوة


من الخطأ في حقِّ الحب الطاهر والعفيف أن نبحث عنه في غير مظانِّه، وأن نحرص على تعلُّمه عند غير أهله، فالحب أكبر من أن يبدأ من مكالمة هاتفيَّة عابرة، بل خاطئة، وأسمى من أن تكون المسلسلات والأفلام مدرسته، وميدانَ تعلُّمه، وهو أطهر وأنقى من أن نبحث عن معانيه الراقية في ثنايا قصيدة لشاعر ماجنٍ لا يتقيَّد بشيء، ولأنَّ ديننا الحنيف دين الجمال والروح والعقل والبدن، فلا بد أنه سيعطي موضوع الحب قدرًا من الاهتمام، فقد شغل البشر قديمًا وحديثًا، ومثَّل قضيةً عامةً في جميع المجتمعات، فكان الحب الذي يصون كرامة المرأة وعفافها، ويكرم الرجل ويحفظ مكانته، بعيدًا عن اللعب واللهو والعبث باسم الحب، والتشبه بالضائعين والضائعات.
فلسنا بحاجةٍ إلى الحب بالمعنى المستورد من المجتمعات المتفككة والعابثة والبعيدة عن قوانين السماء مهما كانت دعاواهم.

تعالوا نتعرف عن الحب في حياة أتقى وأنقى الخلق – صلى الله عليه وسلم – لنعرف أين نحن منه، وكم حرمنا أنفسنا من حقيقة الحب:

كان يُقبِّل أهله وإن كان صائمًا، وإذا شربت حبيبته من إناء تعمَّد أن يضع فمه على موضع فمها، وإذا كان في سفر مع من يحب، استغل الفرصة للمسابقة فسُبق وسَبق، وكان يغتسل معها من إناءٍ واحدٍ تختلف فيه أيديهما، وإذا زارته في متعبَّده عند اعتكافه، عاد معها مرافقًا مؤنسًا، وإذا أراد سفرًا لا يخرج بدون إحدى زوجاته وحبيباته، وإذا كان معهم في بيته، كان في مهنتهم يساعدهم، ويلاطفهم، ويؤنسهم، يذبح الشاة فيذكر حبيبته التي سبقته إلى الآخرة، فيرسل لصواحبها وفاءً وحبًّا، تأتي عروسه لتركب فيعد ركبته؛ لتعتمد عليها فتصعد مركبها، ولم يضرب بيده امرأةً قط، وقد جمع تسع نسوة، وكان يمازح، ويداعب، ويستمع الشكوى، وينصت إلى القصص، ويعطي أهله فرصة النظر إلى الألعاب، وهو الذي يسترهم، ولا يترك حتى يشبعوا، وإذا سُئل عمن يحب، صرَّح باسمها دون تحرج أو تردد، فالحب مما لا يمكن إخفاؤه.

عاش الحب في واقِعِه، وعاش ذكرياته، حتى قالت حبيبته: "ما غِرتُ على امرأة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إياها وثنائه عليها، فقد ظل يعيش ذكريات أول حبيبة في حياته، ولو بعد وفاتها بسنين، ومع مجيء غيرها، ومنافساتهن لها.
عاش الحب ودعا غيره له، فقال: ((خيركم خيركم لأهله))، ((ولا يفرك مؤمن مؤمنةً))، ((واستوصوا بالنساء خيرًا))، ويشير إلى أن يضع الرجل اللقمة في فِي امرأته، ويحض على الملاعبة المتبادلة، ويراعي المشاعر، فيحث على الرفق بالقوارير تشبيهًا لطيفًا وحثًّا جميلاً.

هذا الحب الطاهر العفيف كان يجري في ميدانه الفسيح ومكانه الآمن في حديقة الزواج الوارفة، وبيت الزوجية التي تنعم بظلال الحب، فتأتي السعادة إليه راغبةً أو راغمةً.
ومن هذه المدرسة، ومن هذا الأستاذ ينبغي أن نتعلَّم الحبَّ بعيدًا عن التلاعب بالعواطف، والتقليد الأعمى لمن لا تحكمهم ضوابط، ولا تردعهم أخلاق، ولا يفرقون بين ما يصح وما لا يصح.

فصلى الله على خير الناس لأهله، وعلى من سار على نهجه، واقتفى أثره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.




اكره زوجي .. اكره حياتي اتمنى ان اموت اين هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يا رب تعبت من زوجي واهله وتخلفهم تعبت



يا رب
طولي بالك اختي
لا تكوني انهزامية
بالتوفيق



ما في احلى من هيك عبر ناخدها من رسولنا صلى الله عليه وسلم

تسلمي يا قمر




التصنيفات
منتدى اسلامي

من اخلاق النبوة

خليجية

من ينظر الى سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجد انه كان يتعامل مع الناس بقدرات اخلاقية ملك بها قلوبهم .. ولم يكن صلى الله عليه وسلم يتصتع هذه الاخلاق امام الناس فإذا خلا بأهل بيته انفلب حلمه غضبا ولينه غلظا! لا…… ما كان بساما مع الناس عبوسا مع اهل بيته …………. ولا كريما مع الخلق إلا مع ولده وزوجه

لا ……. بل كانت اخلاقه سجية يتعبد الله بها … كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل … يحتسب ابتسامته قربة لله ورفقه عبادة لله .. وعفوه ولينه حسنات …
نعم كم من الزوجات تسمع عن اخلاق زوجها …وسعة صدره وكرمه لكنها لم تر من ذلك شيئا ؟!فهو في بيته ضيق الصدر … عابس الوجه … صخاب لعان ….بخيل منان ….
اما هو صلى الله عليه وسلم فهو الذي قال (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي ) وانظر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع اهل بيته ……

قال الاسود بن يزيد : سألت عائشة رضي الله عنها ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟
فقالت : يكون في مهنة اهله … حتى اذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة وقل مثل ذلك مع الوالدين …
فكم من هؤلاء الذين نسمع عن اخلاقهم … وكرمهم وتبسمهم وجميل معاشرتهم للآخرين ؟!
اما اقرب الناس لهم فجفاء وهجر !!!!
في يوم يجلس ابوليلى رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم فيأتي الحسن اوالحسين يمشي الى النبي فيأخذه فيقعده على بطنه …..
فبال الصغير على بطن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابوليلى رأيت بوله على بطن الرسول صلى الله عليه وسلم اساريع
قال فوثبنا اليه فقال : دعوا ابني … لا تفزعوا ابني …
فلما فرغ الصفيرو من بوله دعا النبي صلىالله عليه وسلم بماء فصبه عليه
فلله درك يارسول الله فلله درك يا حبيب الله كيف تروضت نفسه على هذه الاخلاق …
فلا عجب ان يملك قلوب الكبار والصغار

خليجية

النص مأخوذ من كتاب استمتع بحياتك تأليف الداعية الاسلامي د. محمد بن عبد الرحمن العريفي .




سيد الخلق عليه الصلاة والسلام جزاكى الله خير



خليجية



الف شكر يا اروى على المروروالمشاركة



سؤلت أم المؤمنين السيدة عائشه رضي الله نها عن خلق النبي صلي الله عليه وسلم
قالت رضي الله عنها كان صلي الله عليه وسلم خلقه القرءان
جزاك الله خيرا
الله يعطيك العافيه



التصنيفات
منوعات

في بيت النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد عاشت المسلمة في البيت النبوي عيشة كريمة ، مرتاحة الضمير ، متمتعة ً بقدر كبير من الحرية والاحترام.
عاشت عزيزة ، كريمة ، مصانة ، غير مهانة ، ولا محتقرة ، ولا مستخف بها ، ولا تزدري ، ولا تكلّف بما لا تطيق ، ولا تحرم من إبداء رأيها والإفصاح عما يجول في خاطرها .

قال ابن كثير رحمه الله : " وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة ، دائم البِشر يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويوسعهم نفقته ، ويضاحك نساءه ، حتى أنه كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها ، يتودّد إليها بذلك . قالت : "هذه بتلك "

ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ؛ ثم تف كل واحدة إلى منزلها .

وكان ينام مع من نسائه في شعار واحد ، يضع عن كتفيه الرداء ، وينام بالإزار .
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله ، يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام ، يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم .
وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَه(

فما أحسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه ، وما ألطفه بهن وأحلمه عليهن وأكرمهن لهن صلى الله عليه وسلم .

وانظر إلى هذا الموقف العظيم الذي يبين مكانه في بيت النبوة ، ويبين أيضاً لطف النبي صلى الله عليه وسلم بنسائه وحبّ نسائه له عليه الصلاة والسلام .

فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم قال لها : " إني لأعلم إذا كنت راضية ، وإذا كنت عليّ غضبى" قالت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : " أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا وربّ محمد ، وإذا كنت غضبي قلت : لا وربّ إبراهيم " قالت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك "
(متفق عليه)

إن هذه الكلمات الدافئة و المشاعر الفياضة ، والحنان التام حق من حقوق على زوجها ، فلماذا لا تطالب بعض النساء بهذا الحق الذي لهن ، بينما تطالب بأمور أخرى لا يقرها الشرع ؛ كالتبرج والاختلاط والنزول إلى مجتمعات الرجال ومجاورتهم في مكاتبهم و مصانعهم ومعاملهم مدعية ً مشورتها ورغبتها في كثير ٍ من الأمور .

فعن جابر رضي الله عنه ، أن عائشة رضي الله عنها في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وساق حديثا ً قال فيه – :" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ً سهلا ً ، إذا هويت الشيء تابعها عليها"
(رواه مسلم (

وكان صلى الله عليه وسلم يعلم رقة النساء ، وصدق مشاعرهن ، ورهافة حسهن ، ولذلك كان يرفق بهن ويحترم رغباتهن .
فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون ، فقال لي :" أتحبين أن تنظري إليهم ؟" فقلت : نعم ، فأسندت وجهي على خده .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسبك"
فقلت : يا رسول الله لا تعجل .
فقام لي . ثم قال لي : " حسبك "
فقلت : لا تعجل يا رسول الله .
قالت : وما لي حبّ النظر إليهم ، ولكني أحبت أن يبلغ النساء مقامه لي "

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعظم إنسان عامل امرأة ً تلك المكانة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فإذا لم تكن هذه سعيدة فمن السعيدة إذن ؟
وإذا لم تكن حرة فمن الحرة إذن ؟
هل الحرية في التمرد على الدين والأخلاق و المبادئ ؟
هل الحرية في التهتك ، والتبرج ، و التعري ، و الفجور ؟
هل الحرية في ذبح العفاف ، وأد الفضيلة ، وقتل الغيرة ؟

إن الحرية الحقيقة هي ما كانت تعيشه زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في ظل هذا الزوج العظيم .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدُّ النساء أمرًا أي لا نرى لهن شأنّا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم ،
فبينما أنا في أمر أئتمره
إذ قالت لي امرأتي : لو صنعت كذا وكذا
فقلت لها : ومالك ِ أنت ولما ها هنا ؟ وما تكلُّف في أمر ٍ أريده ؟
فقالت لي : عجبا ً لك يا ابن الخطاب ! ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يظل يومه غضبان !!

فلما سمع عمر ذلك ، أخذ رداءه وخرج حتى دخل على حفصه ابنته فقال لها : يا بنية ! إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟
فقالت : والله إنا لنراجعه .
قال : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله و غضب رسوله . يا بنية ! لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها ، وحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إيِّاها يعني عائشة- رضي الله عنها-
ثم دخل عمر على أمًّ سلمة رضي الله عنها : عجباً لك يا ابن الخطاب ! قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أزواجه .
قال : فأخذتني أخذا ً ، كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها .."

هكذا كان يعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) أزواجه ويصبر عليهن ويحتمل أذاهن ، حتى إن إحداهن لتراجعه حتى يظل يومه غضبان .

إن ميثاق تحرير عقد يوم نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ، فنشأ بذلك عهد جديد حصلت فيه على كافة حقوقها ..

إن ميثاق تحرير نشأ يوم قال عليه الصلاة والسلام : " حب إلي من دنياكم النساء…"

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " اللهم إني أحرّجُ حقّ الضعيفين : اليتيم و "

ويوم قال صلى الله عليه وسلم : " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر النهار " .

ويوم قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي "

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " الدنيا متاع ، وخير متاعها الصالحة "

ويوم قال عليه الصلاة والسلام خطيباً في حجة الوداع وسط أكثر من مائة ألف حاج قائلاًَ : " …فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله"

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقّه مائل "

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " لا تضربوا إماء الله"

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " إنك مهما أنفقت عل أهلك ؛ فإنك تؤجر عليها ، حتى القمة ترفعها إلى في امرأتك "

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : " استوصوا بالنساء خيراً "

ويوم قال عليه الصلاة والسلام : "إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر"

هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة؛ زوج يحب زوجته ، ويلطف بها ، ويعطف عليها ، ويرحمها ، ويقوم بنفقتها ، ويقدر مشاعرها، ويطعمها ما يطعم ، ويكسوها إذا اكتسى ، لا يشتم ولا يلعن ولا يقبح ولا يذم ؛ بل يرفع القمة إلى فيها فيطعمها ، ويناولها كأس الماء فيرويها، ويقوم بحاجتها النفسية والثقافية والاجتماعية والصحية ، كل ذلك في بيتها درة مصونة ، و مكنونة لا تطمع في النظر إليها الأعين ، ولا تتخيل ملامستها الأيدي ، ولا تجرؤ على النيل منها الألسن .

هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة لا ما يدعوها إليه ضعاف النفوس الذين لا يريدون الخير للمرأة وإنما يريدونها أن تكون ك الغربية جسداً بلا روح ، ودمية تتداوله الأيدي فترة من الزمان ثم ما تلبث أن يلقى بها في غياهب النسيان تصارع من أجل البقاء فلا تجد يداً حانية تمتد إليها في وقت ضعفها وكبرها ، ولا تجد يداً تستمع لشكواها وتألم لآلامها وتهتم لهمومها ، ولا تجد عيناً تنظر إليها نظرة عطف وحنان وتقدير بعدما فقدت شبابها الذي كانوا يتهافتون عليها من أجله.

مماراق لي فنقلته اليكم




جزيتي كل خير اختي على الموضوع القيم ..
وبارك الله فيكِ ..
وجعله في موازين حسناتكِ ..
ولا يحرمكِ الاجر ..



جزاك الله خيرا



جزاك الله خير
والله يعطيك العافيه



نورتوني بمروركم العطر …

لبي قلوبكم ..

^_^




التصنيفات
منوعات

في بيت النبوة

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين.
أما بعد:
إن التوسع في المآكل والمشارب من عادات الحكام والملوك والأمراء، فأحسن الأكل وأطيبه تجده بين أيديهم، وأفضل الشراب وألذه وتنوعه تجده عندهم، فهم يعيشون حياة ترف وبذخ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- خليفة المسلمين سلك مسلكاً يختلف تماما عن هؤلاء الملوك، فقد اختار لنفسه أن يعيش في تقشف وتواضع وبساطة في الطعام والشراب فهذا خادمة أنس -رضي الله عنه- يصف لنا شيئاً من معيشته- صلى الله عليه وسلم- فيقول: ((لم يجتمع عند النبي – صلى الله عليه وسلم- غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على الضفيف[1]))، وفي رواية عن مالك بن دينار -رضي الله عنه- قال: ((ما شبع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من خبز قط ولا لحم إلا على ضف))، قالت عائشة -رضي الله عنها- تصف حالته المعيشية : ((ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين حتى قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم-)) بأبي أنت وأمي يا رسول الله عشت حياة الفقراء وسلكت طريق المساكين، في مأكلك ومشربك فكنت خير قدوة.
ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يأتيها فيقول : ((أعندك غداء)) فتقول: لا فيقول: ((إني صائم)).
وقال قتادة -رضي الله عنه-: ((كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، ويقول: كلوا، فما أعلمُ النبي – صلى الله عليه وسلم- رأى رغيفاً مرقاً حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سَميطاً[2] بعينه قط))[3]، و روي عن عمر أنه قال عندما رأى ما أصاب الناس من الدنيا: لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يظلّ اليوم يَلْتَوي، ما يجد دَقَلاً يملأ به بطنه))[4]. فأين حكام المسلمين وأين تجارهم وأين أغنياهم الذين يأكلون في الوجبة الواحدة أنواعاً وأصنافاً عديدة من الطعام والشراب، أينهم من الاقتداء برسول الله – صلى الله عليه وسلم- في تقشفه، يمر عليه اليوم واليومان ولا يأكل شيء قال أنس -رضي الله عنهم-: (جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- بكسرة خبز، فقال لها: من أين لك هذه الكسرة؟ قالت: قُرْصاً خبزتُ، فلم تطب نفسي حتى آتيك بهذه الكسرة، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : أما إن هذا أول شيء دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام))[5].

هذه هي حياته – صلى الله عليه وسلم- المعيشية فقد عاش في فقر وجوع – صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي عاش هذه الحالة من الجوع والفقر ليكون قدوة لأصحابه وأتباعه فهل اقتداء به من يعمل الموائد الطويلة اليوم من المآكل والمشارب والفقير بجواره لا يجد لقمة عيش يسد بها رمقه هو وأهله.

بيت يموت الفأر خلف جداره * * * جوعا وبيت بالموائد متخم

أما أثاثه وفراشه – صلى الله عليه وسلم- فبيته لم يكن مليئاً بالفراش والأثاث، ولم تكن له غرف نوم ومجالس عربية من أغلى الأقمشة كما هي حال بيوت كثير من المسلمين اليوم فهو – صلى الله عليه وسلم- لم يكن يجد شيئاً من هذا قالت عائشة -رضي الله عنها- تصف فراشه وأثاث بيته عليه الصلاة والسلام: ((إنما كان فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أدَمَاًَ حشوُهُ ليف))[6]، ودخل عمر ذات يوم على النبي – صلى الله عليه وسلم- وجده على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وعند رجليه قَرُطاً مَضبوراً[7] وعند رأسه أَهَبٌ مُعَلَّقة[8]ورأى أثر الحصير في جنبه فبكى، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم- : ((ما يبكيك؟)) فقال عمر: يا رسول الله، إن كسرى وقصير فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟))[9]، لم تكن زخارف الدنيا ومتاعها وأثاثها الفاني تهمه- صلى الله عليه وسلم- فقد اكتفى بالقليل منها وإنما كانت الآخرة هي همه وهي شغله الشاغل أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة.

تقول عائشة -رضي الله عنها -: ((كان لنا حَصَيرٌ نَبْسُطُهَا بالنهار، ونَحْتَجِرُهَا علينا بالليل))[10]، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-قال: (نام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على حصير، فأثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله!، ألا آذنتنا فنبسط تحتك ألين منه؟ فقال: ((مالي وللدنيا؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب سار في يوم صائف، فَقَال تحت شجرة، ثم راح وتركها))[11]، فيا لله من هذا النبي الكريم المتواضع آثر الآخرة على الدنيا ورضي بالقليل من هذه الفانية، وبهذا التواضع وهذه البساطة التي عاشها عليه الصلاة والسلام ملك قلوب الناس فكان خير قدوة للناس أجمعين.

أما ملبسه- صلى الله عليه وسلم- فلم يكن بأحسن مما سبق من طعامه وفراشه فالأمر عنده سوى فالتواضع هديه وخلقه لا يمتلك كثير من الملابس فقد روى عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: (صلى بنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في شَمْلَة[12] أراد أن يَتَوشَّح بها فضاقت، فعقدها في عنقه هكذا، وأشار عبادة إلى قفاه، ليس عليه غيرها))[13], وروى ابن عساكر عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: ((كان طول ثوب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أربعة أذرع وشبراً في ذراع وشبر)[14].

هذا هو بيت النبوة وهذه هي حاله – صلى الله عليه وسلم- في بيته فقد كان- عليه الصلاة والسلام- متقشفاً في كل جوانب حياته، وهو القائل: ((البذَاذَةُ[15] من الإيمان))[16]، وقال- صلى الله عليه وسلم-: ((ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجْلفُ[17] الخبز والماء))[18].
عرفنا كيف كانت حياته- صلى الله عليه وسلم- في بيته تقشف في الطعام واللباس والفراش فكانت حياته طيبة هنيئة، وهو بهذه الحياة المتواضعة قدوة لأمته من بعده، لكن وللأسف يسب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وينال منه وأمته تلهث وراء الكماليات تلهث وراء المسكن الفاره والملبس الأنيق، والمأكل اللذيذ والشراب الهنيء فهانت في قلوب أعدائها، التفت للدنيا وتركت الآخرة -إلا من رحم الله-.

الأمة اليوم أو كثير من أبناء الإسلام يعيش اليوم همه مأكله وملبسه ومسكنه فإذا حصل له هذا استراح وإن حصل ما حصل للأمة, وإن نيل من رسول الله, وإن ديست كرامة الأمة وذبحت وأهينت فهو لا يبالي وهو لا يهمه ذلك فالدنيا هي أهم شيء في حياته!!
فأين نحن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الاقتداء به، وماذا عملنا لنصرته فإن كنا نحبه- صلى الله عليه وسلم- كما نقول فالنقتدي به ولنتبع سنته ونقتفي أثره، ونُحكّم سنته في حياتنا كلها.
اللهم إنا نسأل يا قوي يا متين أن تنتصر لنبيك من الكفرة الحاقدين، اللهم أشف صدورنا بهلاك الرسامين الذين أساءوا إلى نبينا وحبيبنا محمد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين,,,

————————————
[1] – أي عند نزول الضيف.
[2] – التي أزيل شعرها بالماء الحار.
[3] – رواه البخاري.
[4] – رواه مسلم.
[5] – ذكره أبو الشيخ : الأخلاق ص 297برقم (856)، بواسطة السيرة النبوية للصلابي.[/COLR]SIZE
=5red6 – البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

[7] – أي مجموعاً
[8] – جمع إهاب وهو الجلد قبل الدبغ.
[9] – البخاري ومسلم،
[10] – البخاري.
[11] – أحمد في المسند وصح أحمد شاكر سنده، والترمذي قال حسن صحيح.
[12] – أي بردة مخطة.
[13] – الشامي: السبل(7/481)،
[14] – المصدر السابق.
[15] – أي التواضع في ترك الزينة.
[16] – رواه أبو داود، وصحه الألباني.
[17] – أي الخبز بلا إدام أو غليظة.
[18] – رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.




خليجية
خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

من دلائل النبوة شفاء المرضى

أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على يد أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدلائل القاطعات ما يدل على صدق دعواهم أنهم رسل الله ، قال الله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: من الآية25) .. ولما أرسل الله نبيه عيسى ـ عليه السلام ـ آتاه من الآيات والمعجزات ما يقيم به الحجة على بني إسرائيل ، ومن ذلك إبراء الله الأكمه والأبرص على يديه كما قال تعالى : { وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي }(المائدة: من الآية110) ..

وكذلك أيد الله خاتم أنبيائه وأفضل رسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمثل هذا الدليل وهذه المعجزة ، حين شفى على يديه وبِرِيقهِ ونفثه (نفخ بلا ريق) بعضا من أصحابه .. فالله ـ عز وجل ـ الشافي ، وهو الذي جعل ريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سببا في الشفاء ، ليكون برهانا على ما أكرم الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الكرامات والدلائل العظيمة ، بيانا لعلو منزلته ، وتأييداً لدعوته ، وتصديقا لنبوته ..

والأمثلة في ذلك كثيرة ، منها :

عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون (يتحدثون) ليلتهم أيهم يُعْطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يرجوا أن يعطاها ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين علي بن أبي طالب ؟ ، فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأُتِيَ به فبصق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية )(البخاري)..
وفي رواية لابن ماجه أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال : ( إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر ، قلت : يا رسول الله إني أرمد العين ، فتفل في عيني ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال : فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ )
وعند بريدة في الدلائل للبيهقي : " فما وجعها علي حتى مضى لسبيله أي مات " ..
وعند الطبراني من حديث علي : " فما رمدت ولا صدعت مذ دفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليَّ الراية يوم خيبر .." ..
قال الشوكاني : " فيه معجزة ظاهرة للنبي " ..

وعن يزيد بن أبي عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : ( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ ، فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة )(البخاري).

ويرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لاغتيال سلام بن أبي الحُقَيق الذي آذى الله ورسوله ، وبينما عبد الله بن عتيك في طريق العودة وقع فانكسرت ساقه ، فعصبها بعمامة ، ثم يقول ابن عتيك : فانتهيت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : ( ابسط رجلك ، فبسطت رجلي ، فمسحها ، فكأنها لم أشتكِها قط )(البخاري) .
وذكرالبيهقي في دلائل النبوة : عن حبيب بن يساف ـ رضي الله عنه ـ قال : " شهدت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشهدا فأصابتني ضربة على عاتقي فتعلقت يدي ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتفل فيها وألزقها فالتأمت وبرأت ، وقتلت الذي ضربني " ..
وروى ابن حبان : عن عبد الله بن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت أبي يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ ..

إن جموع الصحابة التي شاهدت سلمة ـ رضي الله عنه ـ يشتكي ساقه ثم رأوه لا يشتكي منها ألما ولا وجعا ، ورأت عليا ـ رضي الله عنه ـ يشتكي عينيه ثم يبرأ منها ، وشاهدت عبد الله بن عتيك ـ رضي الله عنه ـ تنكسر ساقه ثم يبرأ ولا يشعر بألم ـ وكل ذلك بريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لا يسعهم ـ ومن يأتي بعدهم ـ إلا أن يشهدوا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعلو المنزلة والمكانة ، وبالنبوة والرسالة ..




خليجية[/IMG]



مشكوره ع الموضوع ,, الحلوؤ يآإ حلؤوه ,, تسلمين يالغلاآإ ,, 🙂

سبحان الله وبحمده ,, سبحان الله العظيم




شكرلكم



التصنيفات
منوعات

ميراث النبوة شرف كيف تناله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ميراث النبوة شرف كيف تناله

——–

هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم».

إن الله سبحانه من عدله أنه يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات.. فلا يحاسب المجنون أو يسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم؟
وإنما يحاسب العاقل وإن كان لا يعلم، يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم؟

ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة، وهكذا..
وأما من يملك القدرة العلمية والمالية للدعوة إلى الله، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه من قدرات؟
هل سخر ولو جزءاً منها في سبيل الله؟ تبرئة للذمة.
أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات؟

فسيسأل عن عمره فيما أفناه؟

هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟
أم أفناه أمام شاشات التلفزيون، وفي ملاعب الكرة؟ أو في (القهاوي)؟

وسيسأل عن شبابه فيما أبلاه؟

هل أبلاه في تعلم ما فرض الله عليه من واجبات، وتعليمها لأهله ومجتمعه؟
أم أبلى شبابه في الركض وراء الشهوات والملذات؟
نعم سنسأل عن زهرة شبابنا، فيما أبليناها؟

فليستعد كل منا للأجابة، بالعلم والعمل، وليستدرك المقصر ما فاته.

وسيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟

وهنا الطامة الكبرى! هنا تزل أكثر الأقدام، إلا ما رحم ربي، ولنقف هنا وقفة متأنية لنرى حالنا المفجع هذه الأيام.

ماله من أين اكتسبه؟!

هل اكتسبه من العمل الذي يتأخر عنه أو لا ينجزه بأمانة؟
هل اكتسبه من بيع الدخان؟ أو الجرائد والمجلات التي تنشر صور المتبرجات والأفكار الرديئة والعقائد الفاسدة؟
هل اكتسبه من أسهم البنوك أو الشركات التي تتعامل بالربا؟
هل اكتسبه من الغش أو التدليس الذي يمارسه في تجارته؟
هل اكتسبه من بيع المسكرات والمخدرات؟
أو بالسكوت على فعل المنكرات؟
هل اكتسبه من وجه حرمه الله؟
أم اكتسبه من طرق حلال ينجو بها عند الله تبارك وتعالى ويستغني به عن عباد الله وينفع به من عباد الله ما شاء الله.

فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن يحاسبك الله فلن تزول قدماك يا ابن آدم حتى تسأل عن مالك من أين اكتسبته؟

وسيسأل فيما أنفقه؟

نعم ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ حتى لو من كسب حلال فهذا جزء من السؤال هو الأخطر.
هل أنفقته في تأثيث بيت فاره ضخم وإخوانك المسلمون يموتون جوعاً وتشرداً؟
هل أنفقته في إجازتك مع الكفار في بلادهم؟
هل أنفقته على أجهزة التلفزيون والفيديو وأشرطته الخليعة؟
هل أنفقته في شراء الهوائيات المتطورة لتجلب محطات البث المباشر لتفسد بها عقلك وعقل عائلتك وخلقك وخلق عائلتك ودينك ودين أهلك؟
أم أنفقته فيما أمرك الله من نفقة واجبة على نفسك وأهلك، من غير إسراف ولا تقطير، وزكاة، وصدقة للقراء والمساكين؟
أم أنفقته في الدعوة إلى الله؟

أخي هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أعطاك هذه النعمة عبثاً؟
حاشا لله!

لتفهم غاية هذه النعم وسبب إعطاءك إياها، اسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم، لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم».

هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا كانت عند غيرنا، فلم يشكروها فمنعوها، ولم ينفقوها في منافع العباد من دعوتهم إلى الله تعالى بتعليم جاهلهم بأمر دينه، وإطعام جائعهم، لم يفعلوا ذلك فيما أعطاهم من نعم بل أنفقوها على شهواتهم وملذاتهم، كما يفعل كثير من الناس إلا ما رحم ربي، ونسوا أن الله تعالى «يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها» فـ «نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» اختبار لنا، وها هي النعم هنا بين ظهرانينا نرفل فيها ونستمتع، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لنحقق ما يريد الله من منافع العباد؟

إن الله يمهل ولا يهمل.

ويجب أن نعلم أن هذا المال الذي في أيدينا هو مال الله الذي استخلفنا فيه، وأمرنا أن نؤدي منه حقه فيه، وأن ننفق منه على أنفسنا، وأهلينا، وفي سبيل الله، قال تعالى:
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7]
ألا فليتذكر أولوا الألباب.

وسيسأل ماذا عمل فيما علم؟

إن ما نشاهده اليوم من اختصار وتحقيق، وطباعة لكتب التفسير والسنة والفقه، وانتشار العلوم الشرعية، لمن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، أهم بكثير من نعمة المال في هذا الزمان الذي تغط فيه أجزاء كبيرة من بلاد المسلمين في ظلمات من الجهل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وانتشار البدع، والطرق المنحرفة.

فماذا فعلنا لنشكر هذه النعمة؟
ماذا ستكون إجابتنا إذا سألنا الله: ماذا عملت فيما علمت؟
هل نشرنا التوحيد والعقيدة الصحيحة؟

لو فعلنا لما بقيت قطاعات واسعة من بلاد الإسلام أهلها إلا من رحم الله لا يعرفون إلا قبور من يسمون بالأولياء الصالحين يذبحون عندها ويتوسلون بها بدلاً من أن يرفعوا دعاءهم وتوسلهم إلى ملك الملوك جبار السماوات والأرض.

كيف ستلقى الله تعالى وماذا ستقول له؟

هل ستقول كما قالت الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تخلفوا عن الخروج معه: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [الفتح: 11].

فالله أعلم بما في قلوبنا وقلوبهم، وقد حذرنا الله من الانشغال عما أمرنا به، وخلقنا من أجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

وهل العبادة هي: الصلاة والصيام والحج فقط؟

لا.. إن العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد من يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم».

فهل تتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد مثل هذا الوعيد الشديد على ترك نافلة من النوافل؟

كلا، بل هو من الواجبات على كل مسلم ومسلمة، كل حسب استطاعته، فمن استطاع بعلمه وجب عليه ذلك، ومن استطاع بماله وجب عليه ذلك.. وهكذا.

ومما ينبغي علينا معرفته أن طريق الدعوة إلى الله طريق غير موحشة، لأن أقدام الأنبياء والصالحين قد وطأتها قبلنا، ومن ثمار هذه الدعوة أن يكون لك أجر من اهتدى على يديك إلى يوم القيامة، ها هو يقوم الليل وأنت نائم، ويصوم وأنت مفطر، ويحج وأنت مقيم، ويجاهد وأنت قاعد.. فالله أكبر، ما أعظمه من أجر.

وها هم المنصرون النصارى في أنحاء العالم يجمعون مئات بل آلاف الملايين سنوياً من التبرعات ويطبعون بها الكتب ويرسلون بها المنصرين لينشروا دينهم المحرف، فما بالنا نحن لا نفعل ذلك ونحن أهل الحق والدين القويم!!

فليتدارك كل منا ما فاته في الماضي، ولنبدأ بالعمل لهذا الدين قبل أن يدركنا الموت ونحن في غفلتنا هذه فنندم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88].

ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.

كيف نؤدي واجبنا؟!

أولاً: بأن نستغفر الله تعالى ونتوب إليه مما كان منا من تقصير وتفريط في الماضي.

ثانياً: أن نفكر ماذا نستطيع أن نفعل لنشر دين الله سواء بدعوة أقربائنا.. ونبدأ بالأقرب فالأقرب.. أو جيراننا.

ويمكننا الاستئناس برأي المشايخ والعلماء وطلبة العلم ممن لهم خبرة في الدعوة، لينصحونا.

وإليك أخي المسلم، أختي المسلمة أفضل وسائل الدعوة إلى الله وطرق استخدام بعضها، مع العلم أن للدعوة أولويات من المهم جداً ترتيبها، فالتوحيد قبل الصلاة، والصلاة قبل الزكاة.. نبدأ بالأهم فالمهم.

أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وموافقاً لكتابه العزيز، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

أهم الوسائل في الدعوة إلى الله تعالى

إن وسائل الدعوة إلى الله كثيرة لا يمكن حصرها ولكن أهمها:

1-الكلمة الهادفة
سواء كانت تلك الكلمة: محاضرة، أو درساً، أو خطبة، أو موعظة، أو نصيحة شخصية بيننا وبين المدعو أو مجرد اتصال بالهاتف: خاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث نلزم آداب النصيحة، ومنها ألا ننصح أحداً أمام الناس، بل على انفراد، إذا تيسر لنا ذلك، بحيث نتحين فرصة ننفرد فيها بأخينا المخطئ، وننصحه بأسلوب سمح لطيف:
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].

2- الشريط
خاصة مع الناس الذين لا يحبون أو لا يستطيعون القراءة، فنختار لكل شخص الموضوع الذي يناسبه، فمن نجد فيه غفلة وتعلق بالدنيا، نهدي له شريطاً يذكره بالآخرة والموت والحساب، أما إذا وجدنا إنساناً يفعل حراماً معيناً، كالعمل في البنوك الربوية مثلاً، فنبحث له عن شريط فيه فتوى أو محاضرة عن تحريم البنوك الربوية، وهكذا، ويوجد عند مكتبات التسجيلات الإسلامية أثمنة مناسبة جداً للتوزيع الخيري.

3-الكتيب
نبحث عن كتيب ذي موضوع مناسب لمن يستطيعون القراءة في حدود 30-100 صفحة وهذا أقرب للتأكد من قراءته، لأن الناس الآن في عصر كثرت فيه المشاغل ونادراً ما نجد أحداً من عامة الناس يقرأ كتيباً أكثر من 100 صفحة، وهذه الكتيبات مقبول ثمنها لعامة الناس ومتوفرة في أغلب المكتبات.

4-الرسالة الصغيرة أو ما يسمى بالمطويات
وهي عبارة عن بضع صفحات كالتي بين يديك تعالج موضوعاً معيناً، ومن مميزاتها: سهولة قراءتها في دقائق معدودة، وهي ذات مظهر جذاب، ورخيصة جداً في الثمن، وبخاصة الكميات للتوزيع الخيري، كما أنها رقيقة الحجم مما يسهل إرسالها بالبريد إلى أي مكان.

ولو أن كل مسلم غيور قام بواجبه أو بعضه لكان للدين الإسلامي أكبر عدد من الدعاة والمراسلين ينشرون دعوته ونوره بين الناس ولنتذكر أن كل كتيب أو شريط أو مطوية تقوم بإهدائها بين الناس إنما يكون ذلك من الصدقة الجارية التي يصلك أجرها بعد موتك.

وتذكر بأن كل إنسان منا مكلف بالمشاركة في الدعوة إلى الله، كل حسب طاقته، فالداعية أو طالب العلم مكلف بمجهوده، والإنسان العادي مكلف بتوصيل وسائل الدعوة من كتيبات أو أشرطة لمن يحتاجها حسب استطاعته.

والتاجر مكلف بالمساهمة بماله في طباعة الكتيبات أو الأشرطة لتوزيعها بعد التنسيق مع بعض المكتبات الخيرية المهتمة بذلك.. وهكذا..

وبعد كل هذا فليس لأحد منا عذر أو حجة أنه لم يجد الوسيلة للقيام بواجبه في الدعوة إلى الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه].

ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد

وفي الختام، أسأل الله الرحيم أن يغفر لنا تقصيرنا، وأن يعيننا على القيام بواجبنا الذي خلقنا لأجله، آمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد القائل: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من أن يكون لك حمر النعم» [رواه البخاري].

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.




التصنيفات
منتدى اسلامي

وظائف النبوة

مهما مدحنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم لا نجد أعظم ولا أكبر ولا أفضل من ثناء الله ومدح الله لحبيبه ومصطفاه في كتاب الله فإنَّ الله هو الذي يعرف قدره وهو الذي سوي شأنه وهو الذي بيَّن وأظهر وأجلي نوره وهو الذي أثني عليه بما فيه لنعلمه ونعرفه فنشكر الله على هذه النعمة التامة والرحمة السابغة ومدح الله لحبيبه ومصطفاه في القرآن كل كلمة تحتاج إلى سنين وشهور ودهور حتي نتبين ما بيَّنه الله لنا من أوصاف لحبيبه ومصطفاه على قدر عقولنا وعلي قدر ما تتحمله قلوبنا لا على قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يعلمه إلا مولاه عزَّ وجلَّ

عَلَي قَدْرِي أَصُوغُ لَكَ المَدِيحَا وَمَدْحُكَ صَاغَهُ رَبِّي صَرِيحا
وَمَنْ أَنَا يَا إِمَـامَ الرُّسْلِ حَتَّي أُوَفِّي قَدْرَكَ السَّامِي شُرُوحا
وَلَكِـنِّي أُحِبُّكَ مِلءَ قَلْـبِي فَأََسْعِدْ بِالوِصَالِ فَتَيً جَرِيحا
وَدَاوِ بِالوِصَــالِ فَتَيً مُعَنَّي يَرُومُ القُرْبَ مِنْكَ لِيَسْتَرِيحا

فالله عزَّ وجلَّ عندما اختار نبيَّه لنبوته وأمره بتبليغ شريعته أنزل له خطاب التكليف وفيه تعريف بمهمات ووظائف هذا النَّبِيِّ الشريف صلوات ربي وسلامه عليه من الذي كلفه؟ ربُّ العزَّة عزَّ وجلَّ بأيِّ شئٍ كلَّفه؟ نحن جميعاً نظن أنه كلَّفه بأن يبلِّغ الرسالة ويعرفها لنا وفقط ولكن أمور التكليف كثيرة اسمعوها معي من الله وعدِّدوها معي{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ} و { إِنَّا } هنا: إشارة إلى ذات الله يعني (إِنَّا) بجمالاتنا وكمالاتنا وبهائنا وضيائنا وقدراتنا ونورنا وعظمتنا أرسلناك لنعرف أنه مؤيَّد بكل الأسماء والصفات الإلهية وبكل أنواع العظمة الربانية وبكل الأنوار الظاهرة والباطنة الإلهية لأن الذي أرسله هو الله لماذا أرسلناك؟ {أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} هذه أول وظيفة {وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} هذه الوظيفة الثانية {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} هذه الوظيفـة الثالثة {وَسِرَاجًا مُنِيرًا} هذه الوظيفة الرابعة{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} هذه الوظيفة الخامسة {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}

وكل وظيفة من هذه الوظائف تحتاج منا إلى سنين لنعرف مضمون التكليف الذي كلف به الله الحبيب الشريف صلى الله عليه وسلم وكل وظيفة من هذه الوظائف للأمة جميعها – لمن قبلنا ولنا ولمن بعدنا – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن أمته؟ أمته كلُّ النبيين والمرسلين وأممهم والملائكة المقربين والأنس والجن وأهل عالين وأهل الأرض وكل العوالم لأن الله قال له{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} فهو رحمة لجميع العالمين والعالمين كل ما سوى الله فكل ما سوى الله فهو من جملة العالمين كالسموات والعرش والكرسي والجنات والأرض كل هذا من جملة العالمين والكل مرحوم بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم

وكذلك الناس من أول آدم إلى يوم القيامة ومن أجل ذلك قال له{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ – أي لكل الناس- بَشِيرًا وَنَذِيرًا} إذاً رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل الكائنات ولجميع المخلوقات العلويات والسفليات التي خلقها بديع السموات والأرض عزَّ وجلَّ وهذا سرَّ قول الله {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} رفع الله ذكره فلا يقبل من أحد قول (لا إله إلا الله) إلا إذا كان معها (محمد رسول الله) ومن جملة الوظائف التي ساقها الله في هذه الآية لأن هناك وظائف أخري في آيات أخري وليست هذه كل وظائف النبوة

هناك وظائف أخري ذكرها الله وهي وظائف الرسالة قال فيها {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ} ما عمله معكم؟ {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا} – هذه الأولي{وَيُزَكِّيكُمْ} – هذه الثانية {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ} – هذه الثالثة {وَالْحِكْمَةَ} – هذه الرابعة {وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} وظائف كثيرة لرسول الله هناك وظائف للنبوة ووظائف للرسالة فوظائف النبوة التي قلناها وهي لكل الأنبياء وأممهم والملائكة والِجنِّ والإنس ووظائف الرسالة التي ذكرناها الآن لنا نحن لأنه كُلِّفَ بالرسالة لأمته وإن كان هو في الحقيقة رسول المرسلين ونبي النبيين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين

أنه صلى الله عليه وسلم (شَاهِداً) يشهد على الأنبياء وعلي أممهم ويشهد علينا كذلك يشهد على الأنبياء جميعاً وعلي أممهم يوم القيامة {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً} إذاً من الذي يشهد على الأمم السابقة جميعاً؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يشهد لابد أن يكون قد رأي هل ينفع شاهد لم يَرَ شيئاً؟ لا لأنه يكون شاهد زور لكن من أجل أن يكون شاهداً حقًّا لابد أن يكون علم واطلع ورأي بعينيه فالله كاشفه وأطلعه على أحوال السابقين أجمعين وكلَّفه بأن يكون شاهداً على الأنبياء والمرسلين وعلي أممهم أجمعين يوم الدين والذي يشهد له رسول الله هو الذي يقبل شهادته الله والذي يشهد عليه رسول الله هذا يا حسرته على ما فرط في جنب الله يوم لقاء الله ونحن كذلك {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ َيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا}

كيف يطلع علينا ويري أعمالنا؟ هذه أحوال خاصة وهو يقول لأمثالنا العوام العاديين يقول ربنا لنا (لا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتي أحبَّه فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه)[1] إذا كان الذي مثلنا عندما يجتهد مع الله يري بنور الله والذي يري بنور الله ما مدي حدوده؟ ليس له حدود يري الذي بداخلك والذي بداخلي ويرى على امتداد المسافات لا يحجبه شيء كيف يري الذي بداخلي؟ سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان جالساً في مجلسه – وهو أمير المؤمنين – وأحد أصحاب حضرة النبي كان قادماً إليه وأثناء مشيه إليه وهو في طريقة نظرت عينه ودققت في ساق امرأة وهل لو أحدنا نظر في عين أخيه يستطيع أن يعرف أين نظر؟ هل يستطيع أن يعلم بأنه يقرأ ويكتب؟ هل يعرف بالنظر أنه يجيد الإنجليزي أو الفرنساوي؟ هل يستطيع أن يعرف أنه مهندس أو دكتور أو محاسب عندما ينظر في العين؟ لكن الصالحين عندما ينظرون – بنور الله – يعرفون كل هذه الأمور{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} فيعرف ما في صدور الناس – فسيدنا عثمان عندما دخل عليه الرجل الصحابي الجليل قال له (أما يستحي أحدكم أن يدخل على وفي عينيه أثر الزنا) سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه رأى بنور الله النظرة التي نظرها هذا العبد لامرأة وهو ماشٍ في الطريق كيف؟ هذا موضوع لا ينفع فيه كيف؟ لكن ينفع فيه أن تجد وتجتهد حتي تصل إلى هذا المقام فتتمتع بهذا النور الذي بشر به المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام والذي ينكر ماذا نفعل له؟

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

فالذي عنده حمي عندما نحضر له عسلاً يقول هذا مرّ هل المرارة في لسانه أم في العسل؟ المرارة من المرض الذي عنده لكن السليم عندما يتذوق العسل يجد طعمه وحلاوته وكذلك سليم القلب{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} فسليم القلب يتذوق هذه الأنوار ويتمتع بهذه الأسرار ببركة إتباع النَّبِيِّ المختار صلى الله عليه وسلم

وكذلك سيدنا عمر عندما كان واقفاً على المنبر وجيشه يحارب وبينه وبين الجيش أربعة آلاف كيلومتراً وترك الخطبة فجأة وقال: يا سارية قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال له: الجبل فنظر سارية خلفه – وظهره للجبل – فوجد مجموعة من الأعداء آتين من خلف الجبل حتي يقضوا على الجيش من الخلف كان من كان جالساً من المؤمنين عندما سمعوا سيدنا عمر يقول ذلك تعجبوا ولكن هيبته كانت تمنعهم من الكلام فذهبوا إلى سيدنا على وقالوا له حدث كذا وكذا من سيدنا عمر اليوم قال لهم: نسأله أولاً قبل أن نثير شائعات ونري ماذا يقول؟ انظروا إلى سلوك المسلمين الأولين كيف كان؟ هذا هو السلوك نسأله أولاً فقالوا: يا أمير المؤمنين ماذا حدث معك على المنبر؟ فقال: لا شىء فقالوا: سمعناك قطعت الخُطبة وقلت: يا سارية الجبل فقال: لقد رأيت كذا وكذا فقالوا: نسجل اليوم والتاريخ وننتظر إلى أن يأتي رسول سارية وبعد شهر جاء الرسول ومعه رسالة بأن المسلمين انتصروا في يوم الجمعة فقالوا له: كيف انتصرتم؟ فقال: سمعنا صوت عمر وهو يقول: يا سارية الجبل فنظرنا وراءنا فوجدنا العدو يحيط بالجبل ويريد أن يهجم علينا من الخلف وببركة هذا الصوت أخذنا حذرنا ونصرنا الله عزَّ وجلّ فإذا كان عمر ينظر بنور الله وينطق بلسان الله وعثمان ينظر بنور الله وغيرهم كثير من أصحاب رسول الله فكيف يكون حال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
[1] رواه البخارى عن أبى هريرة [2] البيهقى عن أبى أمامة

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…82&id=91&cat=4

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

خليجية