التصنيفات
منوعات

كيف تعامل المريض النفسى ؟

كيف تعامل المريض النفسى

——————————————————————————–

الكثير من الناس يعانون من الحيرة والارتباك عندما يواجهون بالتجربة الأولى فى المعاملة مع المرضى النفسيين .ويوجه الأهل هذا السؤال دائما للطبيب النفسى …"كيف نتعامل مع المريض "؟ . واليك بعض النصائح عن طرق التعامل مع المرضى النفسيين .

أولا : ما هو شعورك نحو المريض النفسي :

هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟

هل تخشى أن يؤذى نفسه ؟…. إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته… إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطيات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها .

هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضا ؟ انك بالتأكيد لا تساعد المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي .

ثانيا: عند عودة المريض من المستشفي للبيت :

عند عودة المريض للبيت وأثناء فترة النقاهة تكون هناك مشاكل عديدة يجب مواجهتها . إن أي مريض سواء حجز بالمستشفي بمرض نفسي أو عضوي يكون عادة غير مطمئن عند مغادرته للمستشفي . الخروج من جو المستشفي الآمن الهادئ يكون مجهدا للمريض لأنه في أثناء العلاج بالمستشفي كان الانفعال والتوتر بسيط بحيث يمكن تحمله ولذلك في خلال الأيام والأسابيع الأولى في المنزل يجب على الأسرة أن تحاول أن تعطي بعضا من الحماية التي كان يحصل عليها وأن تعود نفسها على متطلبات المريض . الأشياء التي قد تبدو بسيطة مثل الرد على التليفون ومصافحته الناس أو التخطيط للواجبات قد تكون مقلقة للشخص الذي خرج حديثا من المستشفى . كذلك فإن للأقارب دور هام في مرحلة النقاهة …. أن عليهم أن يلاحظوا أن علاج المستشفى يشفى الأعراض المرضية التي تقعد المريض ولكن من الجائز ألا يشفى المرض نفسه… هذا لايعنى أن المريض لا شفاء له ولكن يعنى أنه لم يشف تماما.

أثناء الأيام الأولى في البيت يكون المريض متوترا ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض المرض مرة أخرى إذا تعرض المريض لضغوط شديدة .وعلى أسرة المريض يجب أن تلاحظ هذا وتعد الأشياء بحيث لا تكون ضغوط الحياة اليومية فوق طاقة المريض في حالته الحالية…ليس من السهل أن نعرف الحد الأدنى والأقصى الذي يستطيع المريض تحمله ولكن يمكنك أن تعرف ذلك بالتعود

وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:

1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة …ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله عن كل الاتصالات الاجتماعية.

2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبيا وهذا ليس مطلوبا .

3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .

4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .

ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :

واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة يعود بعدها للحياة الطبيعية ، ولكن المريض النفسي يبدو يوما ما طبيعياً ولا يعانى من التهيؤات المرضية ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية ..متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكيا أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذى يستحقه في الحياة.

بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… عندئذ فان الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبيا لأى محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.

فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصا أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى – لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل وتصبر إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .

رابعا : لا تسأل المريض أن يتغير

لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته ، انه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس… أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعانى من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه – ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض – فانه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأنه يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا ، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضوع هو أصعب شئ يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه … ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا منك لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.

خامسا : ساعد المريض لكى يعرف ما هو الشيء الحقيقي :

المريض النفسى يعانى من عدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي . وربما يعانى كذلك من بعض الضلالات (الاعتقادات الخاطئة ) …ربما يعتقد أنه شخص آخر وأن شخصا ما مات منذ فترة ما زال حيا أو أن بعض الغرباء يريدون إيذاءه … انه يدافع عن هذه المعتقدات الخاطئة بالطريقة التى قد يدافع بها أى فرد منا بعناد ومكابرة عن شئ ما غير متأكد من صحته …من وراء دفاع المريض حيرة ما بين الحقيقى وغير الحقيقى . انه يحتاج مساعدتك لكى تظهر الحقيقة ثانية أمامه. ويحتاج أيضا أن تجعل الأشياء من حوله بسيطة وغير متغيرة بقدر الإمكان.

إذا ظل المريض يراجعك مرة بعد مرة عن بعض الحقائق الواضحة،حينئذ يجب أن تكون مستعدا بسرعة وبصبر وحزم بسيط لكي تشرح له الحقيقة مرة أخرى

يجب ألا تتظاهر بقبول الأفكار المرضية والهلاوس كحقيقة واقعة ،وعلى الجانب الآخر لا تحاول أن تحثه على التخلص منها .ببساطة قل له أن هذه الأفكار ليست حقيقة ودع الأمر عند هذا الحد من المناقشة .

عندما يفعل أشياء لا تقبلها لا تتظاهر بقبولها. إذا تضايقت من سلوكه قل له ذلك بصراحة ولكن وضح له أنك متضايق من سلوكه وليس منه شخصيا ، وعندما يقوم بسلوك لا يتنافى مع الواقع يجب أن تكافئه عليه .

لكي تساعده على معرفة الحقيقة يجب أن تكون صادقا معه ، عندما تحس بشىء ما لا تخبره بأنك تحس بشىء آخر. عندما تكون غاضبا لا تقل له أنك لست غاضبا .

تجنب خداعه حتى في المواضيع البسيطة … من السهل خداع هؤلاء المبلبلين ولكن كل خدعة تجعل التعلق الضعيف بالحقيقة أقل يقينا …وإذا لم يجد المرضى النفسيين الحقيقة والواقع بين هؤلاء الذين يحبونهم فأين يجدونها ؟

سادسا : لكى تخرجه من عالمه الداخلي :

نتيجة للمرض النفسي فان المريض يرغب في العزلة التي تبدو له سهلة وأكثر أمانا. المشكلة التي يجب عليك مواجهتها هي أن تجعل العالم من حوله أكثر جاذبية . هذا سوف يتطلب تفهما وإدراكا من جانبك … إذا ابتعدت عنه أو تجاهلته أو تكلمت عنه في وجوده كأنه ليس موجودا، عندئذ فانه سوف يكون وحيدا ولن يجد في نفسه حافزا لكي يشارك في الحياة من حوله. وفي الجانب الآخر إذا دفعته في وسط الحياة الاجتماعية بينما يشعر هو بالخوف من مقابلة الناس الذين لا يعرفهم ،وإذا لم يستطع التحمل فان ذلك سوف يدفعه للعودة إلى عالمه الداخلي والانطواء مرة أخري.

يجب أن ننتظر ونأخذ الإشارة منه أولا… مثلا إذا أراد زيارة الأهل والأصدقاء فيجب أن تسمح له بذلك ولكن بدون اندفاع . و إذا دعاه بعض الأقارب إلى الزيارة وتناول الغداء ووعد بتلبية هذه الدعوة ووجدت أنت أنه غير مستعد لهذه الدعوة فيجب أن تتدخل بهدوء لمساعدته في التخلص من هذه الدعوة بدون إحراج له.

اذهب معه إلى الأماكن العامة الهادئة وافعل الأشياء التي لا تكون مثيرة أو مقلقة أكثر من اللازم مثل مشاهدة مباراة الكرة في التليفزيون بهدوء وبدون انفعال . شجعه على متابعة الهوايات والمشاركة فيها إذا رحب بذلك.

سابعا : أعط حوافز في جرعات صغيرة :

يجب أن تعطى المريض حوافز بصورة منتظمة -مثل بعض كلمات التشجيع أو بعض الهدايا البسيطة -إذا بدأ يخرج من عزلته ولكن يجب أن تكون الحوافز مستحقة ، فانك عندما تكافئ شخصا غير جدير بهذه المكافأة فان هذه المكافأة تكون مؤذية ومهينة . وربما يفرح بهدية لا يستحقها في البداية لكنه بعد ذلك سوف يفقد الثقة حتى إذا كان يستحق المكافأة بحق

د. محمود جمال أبو العزائم

مستشار الطب النفسى
عافانا الله ووقانا __________________




خليجية



والله موضوع مفيد والمجتمع محتاج هالتوعية

مشكورة




خليجية



تسلمين يا الغلا

والله يعطيج الف عاآآآآآآآآآفية حبيبتي




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

متى تزورين الطبيب النفسى

عزيزتي المرأة‏..‏ هل فكرت يوما أن تزوري طبيبا نفسيا في عيادته؟ وإذا فكرت وقررت وأخبرت أمك أو زوجك أو قريبتك أو صديقتك فماذا سيكون رأي أي منهم؟ أظن أن الرأي سيكون ماذا بك؟ هل أصابك شئ من الجنون أو المس أو الخبل حتي تذهبين الي طبيب المجانين برجليك؟

ومن ثم تمتنعين عن الذهاب ويزداد المرض وتكبر العلة‏..‏ عزيزتي المرأة هيا بنا نرفع اللثام عن حقيقة الطبيب النفسي المتهم البرئ الذي يستطيع أن يعيد البسمة الي الوجه المضطرب الحزين‏..‏ والذي يجب أن تلجأي اليه إذا شعرت بهذه الأعراض كما يقول لك د‏.‏ رمضان حافظ استشاري الأمراض النفسية بجامعة الإسكندرية‏:‏

عندما تشعرين بالخوف الشديد بدون سبب وتنتابك الرغبة في البكاء ويتسرب إليك يأس من الحياة وتراودك أفكار عدوانية تجاه نفسك أو الآخرين‏.‏

عندما يصبح طعم الحياة الحلو مرا‏,‏ وطعم العسل خلا‏,‏ وطعم الزواج السعيد علقما‏.‏

عندما تشعرين بالألم في رأسك أو جسدك أو معدتك ولاتستجبين للعلاج العضوي‏.‏

عندما تشعرين أنك مجرمة يجب أن تعاقبي علي ذنب وهمي أو ذنب حقيقي تافه من صغائر الذنوب‏.‏

عندما تعانين من فقد الشهية للطعام‏, والكلام والسلام ونقص في الوزن أو زيادة غير عادية فيه‏.‏

عندما تخافين بشكل غير طبيعي من ركوب الأسانسير أو صعود الأدوار العليا أو الذهاب الي السوق أو حفلة مزدحمة‏.‏

عندما تراودك فكرة أن تتركين بيتك وعملك وتهربين من الجميع‏.‏

عندما تتمني الموت أو تسعي إليه وتظني أنه الحل لجميع مشاكلك‏.‏

عندما تعتقدين أنك أضعف وأفقر أنسانه في الوجود‏.‏

عندما تتصورين أنك تعانين من مرض خطير رغم سلامة فحوصاتك الطبية‏.‏

عندما تسمعين أصواتا لايسمعها غيرك أو تشاهدين صورا لايراها من حولك‏.‏

عندما تشعرين أنك وحيدة وهمك فريد‏,‏ وزهقك شديد‏,‏ ورأسك عنيد‏,‏ ورأيك غير سديد‏.‏

عندما تعتقدين أنك أجمل وأعقل إنسان في الدنيا‏.‏

عندما تغسلين يديك أو تكررين الوضوء أكثر من عشر مرات في المرة الواحدة‏.‏

عندئذ اذهبي فورا إلي الطبيب النفسي ليساعدك علي استرجاع ابتسامتك وعودة الطمأنينة الي قلبك والصفاء الي روحك‏.




خليجية



خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

كيف يمكن حل إشكالية العلاقة بين الأجيال؟الطب النفسى

لعل من أهم القضايا الشائكة التي ذاع صيتها في السنوات العشر الأخيرة قضية صراع الأجيال، على أن هذا الصراع زاد حدة في الأونة الأخيرة مع انتشار وسائل الإعلام إضافة للتطور والانفتاح الذي أصاب مجتمعنا العربي.

وبرزت المشكلة هنا بين جيل من الآباء المحافظين المتمسكين بالموروث والتقاليد القديمة التي نشؤوا عليها وجيل من الشباب نشأ في ظل انفتاح اجتماعي وثقافي واسع وبالتالي رفض كل ما هو تقليدي وموروث.

غير أن المشكلة لا تقف عند حد الاختلاف بل تتعدى ذلك إلى مستوى الصراع، حيث يتهم جيل الآباء جيل الأبناء بالسطحية والانحطاط في ممارسة عادات اجتماعية كارتداء ملابس غربية والاستماع لموسيقى وأغانٍ يعتبرها بعيدة كل البعد عن الفن الأصيل، في حين يتهم هذا الأخير سابقه بتمسكه بثقافة رجعية متخلفة وعدم قدرته على التعايش مع المتغيرات التي تعتري المجتمع.

وتنسحب هذه القضية على جميع المراحل التي يمر بها الشاب عبر مسيرته الحياتية لتشكل ثنائيات متناقضة (أب – ابن)، (أستاذ – طالب).

وسنحاول في هذه السطور إلقاء الضوء على هذه المشكلة بأبعادها المختلفة من خلال استعراض آراء عدد من الأشخاص المنتمين إلى الجيلين (الآباء والبناء) وتصورهم للحلو الممكنة.

ظاهرة قديمة

يرى لؤي حريبة (ماجستير فلسفة – جامعة دمشق) أن ظاهرة صراع الأجيال قديمة جداً، فقد عرفها الإنسان عبر تاريخه الطويل بكل جوانبها السلبية والإيجابية وتبرز هذه الظاهرة بشكل جلي في الحقب التي تكون فيها تغيرات الأنماط الثقافية والاجتماعية حادة وتخلق ردات فعل كثيرة حتى تكاد تكون ذاتية في بعض الأحيان.

ويبرز الصراع بشكل أساسي في العلاقات بين الآباء والأبناء داخل الأسرة التي تشكل البنية الأساسية للمجتع حيث أن لكل من الجيلين منطلقاته الفكرية التي تحدد نظرته إلى الحياة، فالخلاف هنا هو خلاف طبيعي في وجهة النظر ضمن سياق التطور الاجتماعي العام شريطة ألا يتحول إلى نوع من الصراع والتنافر.

ويؤيد صفوان عبد الحميد (معهد متوسط هندسي) هذا الرأي إذ يؤكد أن مشكلة اختلاف الآراء بين الأجيال أزلية في كل العصور، فالتمسك بالعادات والتقاليد يتناقض من حين لآخر. والحفاظ عليها أمر في غاية الصعوبة نظراً للتطورا المتلاحقة التي يشهدها العالم خلال هذه الفترة، وهي نقطة نقاش متتالية بين الشباب وكبار السن وغالباً ما تشهد اختلافات. ويضيف صفوان: إننا كشباب علينا أن نعترف بفضل أهلنا ونحترمهم ونأخذ بآرائهم مهما كانت مخالفة لنا ويجب ألا ننسى أنهم تعرضوا أيضاً لانتقادات من أولياء أمورهم واستطاعوا تفاديها حتى وإن كانت قليلة مقارنة بما يدور هذه الأيام.

مرحلة انتقالية

يعلل أوس مرعي (ماجستير علم اجتماع – جامعة دمشق) الصراع القائم بين الأجيال بأن المجتمعات عامة والعربية بشكل خاص تمر بمرحلة انتقالية صعبة تتشكل فيها أفكار واتجاهات الشباب للانتقال من طور القيود وتلقي الأوامر والتعليمات إلى طور الحريات والقدرة على التعبير، نتيجة التطور السريع في جميع مجالات الحياة والذي لن يستطيع الآباء الحول دون تقدم مسيرته رغم محاولاتهم إرغام أبنائهم على العيش في ظل ثقافة محافظة، لاعتقادهم بأن هذا التطور في الفكر والاتجاه يقود الشباب إلى الهاوية.

من جانبها فاطمة أحمد (أدب فرنسي) تعزو سبب الصراع إلى ظروف سياسية واقتصادية تلقي بظلالها على الواقع الاجتماعي وتخلخل العديد من مسلماته وثوابته، حيث يلعب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة دوراً رئيسياً في العلاقة بين الآباء والأبناء اذ نجد الشباب اليوم غير مبالين بجميع القيم الاجتماعية كما أنهم يعيشوا حالة من عدم الثبات في المبادئ والأفكار إضافة إلى أنهم بحاجة لمتطلبات كثيرة غير متاحة في ظل الوضع الاقتصادي السيء ما يجعلهم ساخطين على هذا الواقع بكل قيمه.

سلطوية ومبادئ جامدة

تؤكد رحاب عمورة (إعلام) أنه لا بد من الاحتكاك والصراع بين الآباء والأبناء حول مختلف المواضيع السياسية والثقافية، لأن الأهل يعتقدو دائماً أنهم أكثر خبرة من أبنائهم ويحاولون بالتالي فرض رأيهم بسلطوية تنفي الطرف الآخر.

من جانبه يؤكد عمار نصري (هندسة ميكانيك) أن جيل الشباب ينظر للأمور بشكل عملي عكس جيل الآباء الذين يتمسكون بمبادئ جامدة في التعامل مع الآخر إضافة إلى أنهم لا يستطيعون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وذلك يعود لأنهم كانوا وما يزالوا يعيشون في حيز ضيق من العالم ويتعاملون مع أشخاص بعينهم دون أن يحاولوا تغيير هذا الواقع لذلك نجدهم يحاولون فرض رأيهم في جميع الأمور حتى ولو كان خاطئاً، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على أساتذة الجامعة فالعديد منهم نال شهادته في السبعينات وما زال على عقلية الأمس رغم التطور الحاصل في وسائل اكتساب المعرفة، لذلك نجدهم يعانون نقصاً حاداً في المعلومات و بالتالي يلجؤون إلى القمع لتبرير ذاتهم.

عدم تواصل

يؤكد الدكتور محمد الرفاعي (قسم الإعلام – جامعة دمشق) أن جيل الشباب اليوم مستوى طموحه أعلى بكثير من مستوى إمكاناته، لذلك نجده دائماً يحاول التمرد على محيطه الأسري وعلى تقاليده وثقافته الاجتماعية. من جانب آخر فإن جيل اليوم أصبح جيل اتصالي دون أن يكون تواصلي، فثورة الاتصالات التي تواجهها عززت الفردية لدى هذا الجيل، إذ نلاحظ أن أدوات التقنية (كمبيوتر – خلوي) أصبحت ذات استخدام فردي حيث يتعامل الإنسان يومياً مع كم هائل من المعلومات دون الحاجة إلى الاتصال بالناس لاستقاء هذه المعلومات.

في ذات السياق تؤكد بسمة شندي (إعلام) أن ما يميز جيل اليوم هو التصنع أو عدم المصداقية في علاقاته، حيث نجده غير ملتزم في علاقته مع الآخر وهذا يعود إلى أنه يتعامل مع لغة أرقام (كمبيوتر – انترنت) وهذا يجعله أكثر تفكاً ويفقده الجانب العاطفي الذي يتمتع به الجيل الماضي (جيل الآباء) والذي يبدو أكثر ترابطاً وصدقاً في علاقته كما أنه أكثر بساطة في التعامل مع الآخر.

أكثر مرونة

على الجانب الآخر يؤكد أحمد اسماعيل (أدب عربي) أن جيل اليوم لاقى من التطور والحداثة ما لم يلاقه أي جيل آخر لذلك نجده أكثر مرونة من الأجيال السابقة وذلك بسبب اكتسابه ثقافة واسعة وفرتها وسائل الاتصال الحديثة والسرعة في الحصول على المعلومات أو الاحداث ساعة وقوعه وهذه الأمور لم تكن متاحة فيما مضى لذلك نجد الأجيال السابقة أقل مرونة في التعامل مع الآخر.

ويذهب أيهم أخضر (رياضيات) إلى أبعد من ذلك إذ يؤكد أن حديثي السن من الأطفال لديهم قدرة أكبر على استيعاب التطور والتقدم، حيث نجدهم سريعي التعامل مع التكنولوجيا (الكمبيوتر والانترنت) قياساً بذويهم الذين لا يملكون أدنى فكرة عن استخدام هذه التقنية أضف إلى ذلك أن نسبة كبيرة من الآباء يتمسكون بالطرق التقليدية (كالكتاب مثلاً) للحصول على المعرفة ويفضلونها على غيرها.

انعدام الأخلاق

يؤكد فضيلة الشيخ أسامة الخاني مدير التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف أن مشكلة الجيل الحالي هي افتقاره إلى الأخلاق وهذا أمر نرده إلى فقدان المربي في البيت والمدرسة، كما أن تعدد وسائل الإعلام- خاصة الغربية -وما تقدم من أمور سيئة عزز مسألة فقدان الأخلاق في الجيل الحالي وأدى إلى رفض هذا الجيل لجميع القيم والتقاليد الموروثة لذلك فهو يقترح إعادة تأهيل الأهل والمعلم على السواء لممارسة دورهم في تربية الجيل الحالي على الأخلاق التي من دونها لا يمكن بناء مجتمع سليم.

في المقابل تؤكد إيمان محرم (أدب فرنسي) أن رجال الدين يحكمون على هذا الجيل من خلال ما يعرض في الفضائيات ما يجعل أحكامهم تفتقر إلى الدقة في كثير من الأحيان، لذلك فهم يسمون هذا الجيل بأنه غير أخلاقي ومنحل قيمياً، فيما نجد نسبة كبيرة من الشباب ملتزمين دينياً وأخلاقياً ربما أكثر من الأجيال السابقة، أضف إلى ذلك أننا لا نستطيع أن نعتبر ظاهرة الفيديو كليب دليل على انحلال هذا الجيل، فهي تمارس ضمن حيز ضيق وتمثل شريحة صغيرة جداً من الشباب.

من جانب آخر يرى عمر شعبو (حقوق) أن الخلل الأخلاقي موجود في المجتمع منذ زمن طويل ولا نستطيع أن نُسم جيل ما بأنه لا أخلاقي وعلى كل حال فالمسألة تتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي في أي بلد، على أن رجال الدين يسعون دائماً إلى الإصلاح عبر تضخيم الأمور وهذه الفكرة موجودة أيضاً في الإعلام أن تحارب الأشياء خلف إطار عام، وهذا ينفي وجود هذه الظاهرة وإن بحجم أقل.

حوار متبادل

يؤكد الدكتور محمد الرفاعي أن العلاقة القائمة بين الأجيال هي علاقة حوار وليست صراع ولكن في بعض الأحيان يدفع البعض بالحوار إلى طريق مسدود يبدو معه الأمر على أنه صراع لكنه مجرد اختلاف في وجهات النظر وفي المفهوم العام للحياة.

وينسحب هذا الأمر على العلاقة بين الأستاذ والطالب حيث يحكم هذه العلاقة مجموعة متغيرات مثل طبيعة الطلاب والحالة المزاجية والنفسية للأستاذ وطبيعة المقر ثم طبيعة الإدارة الجامعية كل هذه الأمور تحدد مجتمعة ماهية العلاقة بين الطرفين، يضيف د. محمد: هناك من يدعو إلى علاقة طبيعية جداً أو (أحمدية) يلغى فيها بروتوكول اللقاء وأنا شخصياً لست مع هذه العلاقة، إذ لا بد من وجود حاجز معين بين الأستاذ والطالب حتى تصبح هناك علاقة سليمة تهدف إلى رفع المستوى الفكري والنفسي للطالب.

على الجانب الآخر يؤكد لؤي حريبة أن ما يشوب العلاقة بين الأستاذ والطالب داخل المؤسسة التعليمية هو الصراع الدائم، وهذا مرده إلى أن الأستاذ ملزم بمنهج معين في التعاطي مع المتغيرات يحدده الإطار المنهجي المتبع في المؤسسة التعليمية والذي لا يراعي غالباً أن الطالب أصبح أمام مصادر متعددة لصياغة الوعي يجب تناول من قبل المدرس بالتقويم حتى يضمن قدر الإمكان الإقلال من تأثيراتها السلبية، ويضيف لؤي: إن من النادر أن يراعي النظام التعليمي الأساليب الجديدة في التدريس، حيث لا تزال الطريقة التلقينة هي السائدة حتى الآن في مختلف مؤسساتها التعليمية (المدرسة – الجامعة) وهذا ما يخلق لدى لطالب رد فعل سلبي تجاه النظام التعليمي.

مقترحات

تقترح رحاب عمورة أن يكون هناك تقارب أفكار بين الطرفين أي أن يحاول الآباء التخفيف من سلطويتهم وأن يتفهموا الجيل الجديد، وأي يحاول الجيل الجديد في المقابل استيعاب الجيل الماضي ليكون هناك آلية للحوار بين الطرفين.

من جانب آخر يؤكد عمار نصري على ضرورة الوعي في التعامل بين الجيلين كما أنه يدعو الجيل الحالي لأن يعي أخطاء سابقيه ويتجاوزها.

غير أن بسمة شندي تطالب الجيل الحالي أن يبحث عن الإيجابيات الكثيرة عند الجيل الماضي سواء في العادات أو التقاليد أو النظرة للحياة ويحاول تطبيقها في هذا العصر إذا أراد أن يصبح حضارياً وتعني بمصطلح حضاري: الصدق في التعامل مع الآخر.

أخيراً يؤكد د. محمد الرفاعي على ضرورة الفهم الصحيح لآلية العلاقة بين الطرفين عبر تحديد أهداف هذه العلاقة وأبعادها الاجتماعية والثقافية للوصل إلى مستوى علائقي متطور و مثمر يبتعد عن النفعية إلا في جانبها الفكري والثقافي




يسلمو