التصنيفات
ادب و خواطر

البداية مخجله والنهاية مؤلمه والحكاية مخزية

اذا بدأ الحب بأروع العبارات

واذا صرخ الشوق بالكلمات

واذا ارتجف القلب بالحركات

.. فكم هي البداية مخجله ..

اذا كان القلب في الغرام قد وقع

واذا كان الجرح بالهيام قد انوجع

واذا كان العقل بالكلام قد انخدع

.. فكم هي النهاية مؤلمه ..

اذا عاش القلب متمسكاً بالأمانه

واذا نام الجفن قبل فوات أوانه

واذا مات الحب وأصبح كالخيانه

.. فكم هي الحكاية مخزيه ..

لكل بداية نهاية .. فنهايتنا قد ابتدت

لكل حكاية نهاية .. فحكايتنا قد انتهت

نحن كسفينة فوق الماء ارتست

جاءها موج هزها فانتكست




خليجية




شكرا ع مرورك






روؤوعه **~

أَمَام رَوعَةِ طَرحِك .. أقَفُ مَلْجًومِةَ الكَلِمَاتْ

بانْتِظار المَزِيد مِنْ سَيْل عَطَائِك

فَلا تَحْرِمِينا….~*




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

انت لي كامله من البدايه حتى النهاية الحلقة 18

انت لي : الحلقة 18

أفقت من غفوتي القصيرة …
كنت أجلس على أريكة بمحاذاة الشاطئ ، تتدلى قدماي في مياه البحر و تعانقان أمواجه الراقصة …

الهواء كان منعشا جدا و البحر غاية في الجمال … منظر لم تره عيناي منذ سنين
إنها المرة الأولى منذ تسع سنين ، التي يبتهج فيها صدري و أنا بين أهلي و أحبابي …
أصوات مجموعة من الأطفال تغلغلت في أعماق أذني و أيقظتني من راحتي النادرة
ما إن فتحت عينيّ الناعستين حتى تلقتا منظرا جعلني أقف منتصبا فورا !
كانت رغد … صغيرتي الحبيبة … خطيبة أخي الوحيد … تجلس على الرمال المبللة تعبث بالماء … إلى جواري تماما !
نهضت و قد أصابني الروع !
و سرعان ما هبت هي الأخرى واقفة ، تنظر إلي …
وجّهتُ سهام بصري إلى البحر … ليبتلع أي شعور يفكر في الاستيقاظ في داخل قلبي … و خطوت مبتعدا عنها
استوقفتني ، فأخبرتها بأنني ماض للسباحة فقالت بسرعة :
" انتظر ! سأعود لأمي … "
لم أعرف ما إذا كانت تقصد مني مرافقتها أو مراقبتها تحديدا ، إلا أنها حين سارت مبتعدة بقينا أنا و سامر ـ و الذي خرج من الماء للتو و وقف إلى يساري لا يفصلني عنه غير شبرين ـ نراقبها و هي تبتعد …
و حين ظهر فتى في طريقها يريد أخذ كرة القدم التي تدحرجت منه نحوها ، اضطربت صغيرتي … و استدارت نحونا … و أقبلت مسرعة و أمسكت بذراعي اليمنى و اختبأت خلفها !
أنا طبعا وقفت كالجدار لا أحس بشيء مما حولي و لا أعرف ماذا يحدث و ماذا علي أن أفعل !
أردت أن أسحب ذراعي لكنها غرست أظافرها بي و آلمتني …
الفتى ذاك كان يحمل الكرة و ينظر بتعجب نحونا
و أمي و دانه أيضا تنظران بتعجب
أما النظرات التي لم أعرف ما طبيعتها هي نظرات أخي سامر …
" صغيرتي … صغيرتي … لا بأس عليك … اهدئي أرجوك "
رغد الآن تنظر إلى و قد اغرورقت عيناها بالدموع ، و قالت بانفعال و اضطراب :
" لماذا لم تأتِ معي ؟ لماذا تركتني وحدي ؟ هل تريد أن يؤذيني أحد بعد ؟ "
كلمتها هذه جعلت عضلاتي تنقبض جميعها فجأة ، و لا شعوريا مسكت أنا بيديها و شددت عليهما بقوة …
لحظة جحيم الذكرى … و أعيينا تحدق ببعضها البعض بحدة … من عيني يقدح الشرر الحارق … و من عينها تنسكب الدموع المجروحة … و في بؤبؤيها أرى عرضا للشريط المشؤوم اللعين … و صورة لعمّار يبتسم … و الحزام يتراقص …
" لكنت ُ قتلته "
نطقت بهذه الجملة لا إراديا و أنا أحدق بها في نظرات ملؤها الشر … و القهر …
لقد شعرت بأشياء تتمزق بداخلي … و أشياء تعتصر … و أشياء تتوجع و تصرخ …
كيف لي أن أتحمل موقفا كهذا ؟؟

لو ظل سامر صامتا ، ربما بقيت شهورا واقفا عند نفس النقطة ، إلا أن صوته قطع الحبال المشدودة و أرخى العضلات المنقبضة
" رغد … "
أطلقنا نظراتنا المقيدة ببعضها البعض و سمحنا لها بالانتقال إلى عيني سامر …
لا يخفى عليكم الذهول و الحيرة و الدهشة التي كانت تغلف وجه سامر الواقف ينظر إلينا …

قال :
" رغد … عزيزتي … "
و لم ينطق بعدها بجملة واضحة تفسر التعبيرات الغامضة المرسومة على وجهه الحائر …
رغد الآن بدأت تمسح دموعها و قد هدأت نوعا ما …
الآن … تصل أمي و أختي … و تستدير رغد إليهما ، و تنطق بمرارة :
" قلت لك لا أستطيع … لا أريد المجيء … لا أستطيع … لا تتركوني وحدي "
و انخرطت في مزيد من البكاء المؤلم
أمي أحاطتها بذراعيها و أخذت تتمتم بكلمات لم استطع استيعابها من هول ما أنا فيه …

ثم رأيتهن هن الثلاث ، رغد و أمي و دانة ، يبتعدن عائدات من حيث أتين …
سامر ظل واقفا لثوان أخرى ، ثم هم باللحاق بهن … و حانت منه التفاتة إلي … فرآني و أنا أنهار على الرمال و أضغط بيدي على معدتي و أتأوه ألما …
لقد شعرت بأشياء تتمزق و تعصر في أحشائي … و دوار داهمني دون إنذار مسبق … و خور و وهن مفاجئ في بدني … فهويت أرضا …

كنت أعرف أن قلبي ينزف من الداخل ، كما تنزف أنسجة جسدي كله من شدة الموقف و قسوته … و شعرت بالدماء تجري بكل الاتجاهات في جسمي … و أحسست بها تصعد من جوفي … و تملأ فمي … ثم تخرج و تنسكب على الرمال ملونة إياها هي و يدي المرتكزة عليها باللون الأحمر …
الآن … تستطيع عيناي رؤيتها بوضوح … تماما كما ترى النور …
دماء حقيقية خرجت من جوفي ممزوجة بعصارة معدتي المتلوية ألما …
" وليد ! "

رفعت رأسي ، فإذا بي أرى سامر ينظر إلى موضع الدماء بذعر …
" ما هذا ؟؟ "
ما هذا ؟ أظن أنها دماء ! و هي المرة الأولى التي تخرج فيها دمائي من جوفي … و أنا أشعر بألم حاد جدا في معدتي …
ما هذا ؟
أظن أن هذا عرضٌ لمرض ٍ ما ..
بعد فترة … كنا نجلس قرب موقد الجمر ، نستنشق الأدخنة المتصاعدة من المشويات … و نتلذذ برائحتها الشهية …
كان والدي يقلب الأسياخ و يهف الجمر … و كلما نضج اللحم في أحد الأسياخ دفعه إلى واحد منا ، فيلتهمه بشهية كبيرة …
و الآن جاء دوري …
" تفضل يا وليد "
كنت أود مشاركتهم هذه الوجبة اللذيذة التي لم أذق لها مثيلا منذ سنين … لكن الآلام الحادة في معدتي حالت دون إقبالي على الطعام …
" شكرا أبتاه … لا أستطيع التهامها فمعدتي مضطربة جدا "
قال سامر :

" لقد تقيأ دما قبل قليل "
الجميع ينظر إلى الآن بقلق …
ابتسمت و قلت :
" ربما أكلت شيئا لم تتقبله ! لا تكترثوا "
أمي قالت بقلق :
" بني … عساه خيرا ؟؟ "
" لا تقلقي أماه … ستهدأ بالصيام لبعض الوقت "
ثم حاولت تغيير مجرى الحديث …
أبي مد سيخ اللحم المشوي نحو الشخص التالي قائلا :

" نصيبك يا رغد "
رغد كانت تجلس على مؤخرة البساط ، بعيدة عن موقد الجمر الذي نجتمع قربه …
رغد نهضت ، و أقبلت نحونا و مدت يدها و أخذت السيخ ، ثم همت بالعودة إلى المؤخرة …
نهضت أنا و قلت :
" تفضلي هنا … أنا سأتمشى قليلا "

و ابتعدت كي أدع لها المجال لتجلس مكاني ، قرب الجميع … و تستمتع معهم بوجبة الشواء الشهية …
ذهبت أولا نحو سيارة أخي ، و استخرجت علبة السجائر التي كنت أضعها في جيب بنطالي الذي استبدلته بملابس السباحة … ثم انطلقت إلى البحر … و جلست على الرمال … أدخن بشرود

صوات أبي الجهور كان يصلني خافتا ضاحكا … إذن فالجميع يستمتعون بوقتهم … كم أتمنى لو أعود للحياة الدائمة معهم … ليتني أستطيع ذلك …
ليتني أستطيع رمي الماضي في قلب البحر … و نسيانه …
بعد قرابة النصف ساعة جاءتني دانة
ابتسمت عند رؤيتي لها ، فابتسمت هي الأخرى إلا أنها سرعان ما حملقت بي بتعجب …
" أنت تدخّن ؟؟ "
مرّغت السيجارة التي كانت في يدي في الرمل المبلل ، إلى جوار أختها السابقة … و ابتسمت ابتسامة واهنة تنم عن الاستسلام و القنوط …
" عادة سيئة … لا خلاص منها ! "
دانه جلست إلى جانبي و أخذت تراقب الأمواج المتلاطمة … ثم قالت :
" لم أكن أعلم بذلك ! لو كان نوّار يدخن لرفضت الارتباط به ! لا أطيق رائحة هذه المحروقة السامة ! "
قلت ببعض الخجل :

" معذرة "
ثم أضافت مداعبة :
" و على فكرة … فإن جميع الفتيات مثلي أيضا ! و إن استمررتم في التدخين فسوف تسببون أزمة عزّاب و عوانس ! "
أطلقتُ ضحكة عفوية على تعليقها خرجت من أعماق صدري ممزوجة ببقايا الدخان!
قلتُ بعد ذلك :
" إذن … هل استعديتما للزفاف ؟؟ "
بشيء من الخجل قالت :
" تقريبا … إنه يريد أن نتزوج بعد عودة والديّ من الحج مباشرة ! أبي يود تأجيل ذلك شهرين أو ثلاثة … أما والدتي فتراه موعدا مناسبا جدا ، و تريد أن يتزوج سامر و رغد معنا دفعة واحدة ! "
و هذا خبر ليس فقط يحبس الأنفاس في صدري و يعصر معدتي ، بل و يستل روحي من جسدي … و لن أعجب إن رأيتها تنسكب على الرمال أمامي كما انسكبت دمائي قبل قليل !
في هذه اللحظة أقبل سامر و رغد … لينضموا إلينا
قال سامر :

" هل لنا بالانضمام إليكما ؟ تركنا الوالدين يشويان السمك ! "
قالت دانة ضاحكة :
" أوه أمي ! من سيلتهم المزيد ؟ أخبرتها ألا تحضر السمك و لكنها مولعة به كثيرا ! "
و استدارت نحوي :
" وليد كيف معدتك الآن ؟ ألا تحب أن تتناول بعض السمك المشوي ؟؟ "
" كلا ، لا طاقة لي بالطعام هذه الليلة "
و جلس سامر إلى جانبي الآخر ، و رغد إلى جانب دانة …
قال :
" فيم كنتما تتحدثان ؟؟ "
قالت دانة :
" فيكما أنت و رغد ! كنت أخبر وليد أنكما حتى الآن لم تتخذا قرارا نهائياحاسما بشأن موعد الزفاف ! "
سامر ابتسم و قال :
" أنا جاهر و في انتظار أوامر العروس ! "
العروس هي رغد ! و رغد هي صغيرتي الحبيبة … التي كنت أحلم بالزواج منها ذات يوم … ثم فقدتها للأبد … فهل لكم أن تتخيلوا حالي هذه اللحظة ؟؟
قالت دانة :
" هيا يا رغد ! قولي نعم و دعينا نحتفل سوية ! "
ثم غيرت النبرة و قالت مداعبة :
" و لكن كوني واثقة من أنني سأكون الأجمل بالتأكيد ! "
أذناي طارتا نحوها ، حتى كادتا تلتصقان بشفتيها أو حتى تخترقان أفكارها لأعلم ما ستقوله قبل أن تقوله … تكلمي رغد ؟؟
رغد ظلت صامتة … و أنا أذناي تترقبان بصبر نافذ … هيا يا رغد قولي أي شيء … ارمني بسهام الموت واحدا بعد الآخر …
اطعنيني بخناجر الغدر و حطمي قفصي الصدري و مزقي الخافق الذي ما فتئ يحبك مذ ضمك إليه طفلة يتيمة وحيدة … توهم أنها خلقت من أجله فجاءت قذائفك تدمر قلعة الوهم التي بنيتها و عشت بداخلها 15 عاما … أو يزيد …
و أقسم … أقسم أنك لو تزوجت مع شقيقتي في نفس الليلة ، فإني سأتخلى عنها و أخذلها و أدفن نفسي بعمق آلاف الأميال تحت الأرض ، لئلا أحضر أو أشارك أو أبارك ليلة تزفين فيها إلى غيري … مهما كان …

بعد كل هذه المشاعر التي تصارعت في داخلي في ارتقاب كلمتها التالية … و أذاني تصغيان باهتمام و تركيز شديدين أكاد معهما أسمع دبيب النمل …
بعد كل هذا … جاءني السهم المباغت التالي :
" وليد … ما رأيك ؟؟ "
أنى لي أن أصف ما أود وصفه و أنا بحال كهذه ؟؟

تسألينني أنا عن رأيي ؟؟ رأيي في ماذا ؟؟
في أن تتزوجي شقيقي اليوم أو غدا أو بعد قرن ؟؟
في أن تذبحيني اليوم أو غدا … أو بعد قرن ؟؟
أتشهد أيها البحر ؟؟
ألا يا ليتك تبتلعني هذه اللحظة … فأمواجك العاتية ستكون أكثر لطفا و رحمة بحال رجل تسأله حبيبة قلبه : ما رأيك بموعد زفافي !
تحركت يداي إلى علبة السجائر الموضوعة على الأريكة الجالسة خلفي ، و تناولت واحدة و أشعلتها في محاولة مستميتة للفرار من جملة رغد ، التي كنت قبل ثواني أتوق لسماعها و أرسل أذنيّ نحو لسانها لالتقاط الجملة بسرعة فور خروجها …
بدت اللحظة التالية كالساعة بل كالقرن في طولها ..
سحبت نفسا عابقا بالدخان المنبعث من السيجارة المضغوطة بين شفتي …
و أطلقت زفرة قوية … حسبت معها أن روحي قد انطلقت ، و الدخان قد لوث الكرة الأرضية بكاملها …
قلت … بعدما عثر لساني على بضع كلمات مرمية على جانبية :
" الأمر عائد إليكما "
و وقفت …
و قلت:
" معذرة … سأدخن في مكان آخر "
و انصرفت عنهم …

سرت ُ مبتعدا ، و وقفت موليا إياهم ظهري … انفث السموم من و إلى صدري و أقاوم آلام قلبي و معدتي … و أحترق .
بعد فترة ، انتهت رحلتنا و آن أوان العودة إلى البيت …
لم أكن أريد أن أركب سيارة سامر … فقربه و قربها مني يعني مزيدا من الألم و الاحتراق ، لكنني حين رأيت دانة تركب سيارة والدي ، و رغد تقف عند سيارة سامر … توجهت تلقائيا و جلست على المقعد الأمامي ، لأمنعها من الجلوس عليه !
مشوار العودة كان طويلا مملا … فقد التزمنا الصمت … و رغد نامت !
" وصلنا عزيزتي ! "
قال سامر ذلك و هو يلتفت إلى الوراء ، ليوقظ رغد …
كنا قد وصلنا قبل الآخرين …
فتحت أنا الباب و هبطت من السيارة ، و رأيت رغد تستفيق …
ذهبت إلى مؤخرة السيارة أفرغ حقيبتها من حاجيات الرحلة ، ثم أحملها إلى داخل المنزل …
و أقبل سامر يساعدني ، و حين وصلت إلى الباب ، جاءت رغد بمفتاح سامر و فتحته لي … و انطلقت مسرعة نحو الباب الداخلي تفتحه على مصراعيه لأدخل بما تحمل يداي ، و أتجه نحو المطبخ …
وضعت الأشياء في المطبخ و استدرت راغبا في العودة لجلب البقية … رغد واقفة عند باب المطبخ تراقبني …
حين مررت منها …
" وليد "
وقفت … و عاودني الشعور بالألم في معدتي فجأة … يكفي أن أسمعها تنطق باسمي حتى تتهيج كل أوجاعي …

لم أرد ، و لكنني توقفت عن السير منتظرا سماع ما تود قوله …
" وليد "
عادت تناديني … تعصرني …
" نعم ؟؟ "
قالت :
" ألم يعد يهمك أمري ؟؟ "
فوجئت بسؤالها هذا فالفت إليها مندهشا …
كانت عيناها حمراوين ربما من أثر النوم … و لكن القلق باد عليهما …
" لم تقولين ذلك !؟ "
قالت :
" لم لم تبد ِ رأيك بشأن زواجي ؟؟ "
تصاعدت الدماء المحترقة إلى شرايين وجهي و ربما إلى حلقي لكنني ابتلعتها عنوة
قلت :
" إنه أمر يخصكما وحدكما … و لا شأن لي به "
رغد هزت رأسها اعتراضا ثم قالت :
" لكن وليد … أنا … "
و لم تتم الجملة ، إذ أن أخي سامر أقبل يحمل بعض الأغراض ، فسرت أنا خارجا لجلب المتبقي منها …

فيما بعد ، و سامر يحمل بطانية و وسادة قاصدا الذهاب للنوم في غرفة الضيوف و تركي أنام في غرفته ، كما أصر … و قبل أن يخرج من الغرفة توقف و قال :
" وليد … هل لي بسؤال ؟ "
" تفضل ؟؟ "
تأملني لحظة ثم قال :
"وليد … لماذا … قتلت عمّار ؟؟
ذهبت مباشرة إلى غرفتي ، قبل أن تحضر أمي و دانه ثم تطلبان مني مساعدتهما في الغسل و التنظيف …

فأعمال المنزل هي آخر آخر شيء أفكر بالقيام به في هذه الساعة ، و هذه الحال
يكاد قلبي ينفطر أسى … لحقيقة مرة أتجرعها رغما عني
وليد لم يعد يهتم لأمري … و لم أعد أعني له ما كنت و أنا طفلة صغيرة …
ربما ظن الجميع أنني أويت لفراشي و نمت … فعادتي أن أنام مبكرة ، إلا أنني قضيت ساعات طويلة في التفكير و الحزن … و الألم و الدموع أيضا
لماذا يعاملني وليد بكل هذا الجفاء و يبتعد كلما اقتربت ؟؟
و دليل آخر … تكرر صباح اليوم التالي …
فقد نهضت متأخرة … و وجدت الجميع مجتمعين في غرفة المعيشة يتناقشون حول أمور شتى …
دخلت الغرفة فتوقف الجميع عن الحديث ، و ألقيت تحية الصباح … ثم خطوت باتجاه أحد المقاعد راغبة في مشاركتهم أحاديثهم …
و الذي حدث هو أن وليد نهض ، و هم بالمغادرة …
شعرت ُ بألم حاد في صدري …
قلت :
" كلا … ابق حيث أنت … أنا عائدة إلى غرفتي … اعتذر على إزعاجكم "
و استدرت بسرعة مماثلة للسرعة التي بها انهمرت دموعي …
و غادرت المكان ..
ذهبت إلى غرفتي و سبحت في بحر دموعي …
وافتني أمي بعد قليل و رأتني على هذه الحال
" رغد يا عزيزتي … لا تأخذي الأمر بهذه الحساسية ! إنه لا يقصد شيئا … لكنه الحياء ! "
انفجرت و تفوهت بجمل لم أفكر فيها إلا بعد خروجها ، من شدة تأثري …
قلت :
" إذا كان وجودي في هذا البيت يزعجه فأنا سأرحل إلى بيت خالتي … ليأخذ حريته التامة في التجول حيثما يريد "
أمي صدمت بما قلت ، و حملقت بي باندهاش …
" رغد ! كيف تقولين ذلك ؟؟ "
" إنه يتعمد تجاهلي و تحاشي ّ … كأنني فتاة غريبة و موبوءة … أ لهذا الحد لم يعد يطيقني ؟ ألم أعد أعني له شيئا ؟؟ ألم يكن يعني لي كل شيء في الماضي ؟؟ "
و سكت ّ ُ ، التقط بعض الأنفاس و أمسح الدموع بكومة من المناديل متكدسة في يدي … كنت أبكي بانفعال …
والدتي قالت فجأة :
" و الآن ؟؟ "
نقلت بصري من كومة المناديل المبللة في يدي ، إلى عيني أمي و نظراتها المقلقة …
و الآن ؟؟
أعتقد أن أمي كانت تلمح إلى شيء ، لم تجرؤ على التصريح به … و إن قرأت بعض معالمه في عينيها …
إنها نفس النظرة التي رمقتني بها تلك الليلة ، ليلة رحيل وليد السابق ، قبل أذان الفجر …
و خفت … من الحقيقة التي لا أريد أن أكتشفها أو يكتشفها أي كان … حقيقة الشعور بالحرارة التي تتأجج داخلي كلما كان وليد على مقربة ..
في ذات اليوم ، أصررت على الذهاب إلى بيت خالتي و تناول الغذاء مع عائلتها
كنت أريد أن أبتعد مسافة تسمح لي بالهدوء ، فنبضاتي لا يمكن أن تهدأ و وليد في مكان قريب …
هناك فوجئت بأمر آخر !
خالتي انفردت بي لبعض الوقت في إحدى الغرف و بدون أية مقدمات سألتني :
" هل صحيح أنك … أنك لا ترغبين في الزواج من ابن عمك سامر ؟؟ "
دهشت و هالني ما سمعت … قلت بذهول :
" أنا ؟ من … قال ذلك ؟؟ "
خالتي كانت تحدثني بجدية و قلق واضحين …
قالت :
" لقد سمعَتْك سارة تخبرين نهلة بهذا ذات مرة … و ذكرت الأمر على مسمع مني و من حسام … و من حينها و هو و أنا معه في جنون ! "
لم أع ِ الأمر بالسرعة المفروضة ، بل بقيت أحملق بدهشة و بلاهة في عيني خالتي … و ربما هي فسرت صمتي موافقة على ما تقول …

" رغد … أخبريني بكل شيء … فإن لم تكوني ترغبين في الزواج من ذلك المشوه فثقي بأنني لن أسمح لهذا الزواج بأن يتم أبدا "
فيما بعد ، كنت أجلس مع نهلة في غرفتها دون وجود سارة ـ لوحدنا أخيرا !

قلت :
" و تقولين أنها لا تعي شيئا ؟ إنها أخطر مما ظننت ! يا لجرأتها … كيف تخبر خالتي و حسام بأمر كهذا !؟ هل أنا قلت ذلك ؟؟ "
نهلة تنهدت و قالت :
" هذا ما ترجمه دماغها الصغير ! لقد قلت أنك لا تريدين الزواج الآن ! أخضعتني أمي لاستجواب مكثف ، و أخي حقق معي مطولا بسبب هذا الأمر ! "
" يا إلهي ! "
ابتسمت نهلة ابتسامة سخرية ماكرة ، ثم وقفت فجأة و نفخت صدرها هواء ً ، و رفعت كتفيها عاليا ، و قطبت حاجبيها و عبست بشكل غريب مرعب و قالت بنبرة خشنة ـ تقلد حسام :
" أمي يجب أن تتأكدي من الأمر لأنني إن اكتشفت أنهم أرغموها على هذا الزواج أو استقلوا كونها يتيمة و صغيرة و ضعيفة ، فأقسم بأنني سأشوه النصف الآخر من وجه ذلك اللئيم الماكر "
قفزت أنا واقفة بغضب …
" نهلة ! "
ألا أنها تابعت تمثيل المشهد :

" قلت لك يا أمي … تدخلي و امنعي هذا الارتباط منذ البداية … أترين أن فتاة في الرابعة عشر هي مدركة بالقدر الكافي لتحديد مصيرها في أمر كهذا ؟؟ كيف تجرءوا على فعل هذا كيف ؟؟ كيف ؟؟ ويل لذاك المشوه مني "
" يكفي نهلة … "
قلت ُ بعصبية ، فعادت نهلة إلى شخصيتها الطبيعية ، و قالت :
" هذا ما كان يحصل كل يوم ! تعرفين أن حسام يبغض خطيبك من ذلك الحين ! "
قلت :
" لا أقبل أن ينعته أحد بالمشوه … و تشوه وجهه ليس شيئا يستحق أن يعير عليه"
نهلة جلست على السرير ، و قالت :
" ليس بسبب التشوه هو ناقم منه ! تعرفين ! إنه بسببك أنت ! لازال مولعا بك ! "
انزعجت من هذا … فقد كنت أظن أن الأمر قد انتهى … لكن …
" أرجوك نهلة لنغير الموضوع … لقد أكدتُ لوالدتك أن سارة فهمت خطأ … و إن بدا عليها عدم الاقتناع … لكن لندع الأمر ينتهي الآن … "
و أتيت و جلست قربها … ثم اضطجعتُ مسترخية على السرير …
" إذن … ماذا قررت ؟ مع دانة أم بعدها ؟؟ "
تنهدت بانزعاج من الموضوع برمته … قلت :
" لم أقرر يا نهلة … لماذا يطاردني الجميع بهذا السؤال ؟؟ "
نهلة أمسكت بيدي اليمنى و أخذت تحرك خاتم الخطوبة حول إصبعي البنصر و تقول :
" لأن هذا الخاتم سئم البقاء حول هذا الإصبع ! إنها أربع سنوات يا رغد ! "
قلت :

" لكنني لا أزال صغيرة ! ألا ترين ذلك ؟؟ أريد أن أتخرج من الجامعة أولا.. و أريد أن … تتغير علاقتي بسامر فأنا لا أشعر بشيء مميز تجاهه "
كنت أنظر إلى السقف ، و لكن رأس ابنة خالتي ظهر أمامي فجأة … و أجبرني على النظر إلى عينيها …
قالت :
" تقصدين لا تحبينه … "
و كان تقريرا إجباريا لا سؤالا …
التفت يمينا فأمسكت هي بوجهي و أعادته حيث كان و أجبرتني على النظر إلى عينيها الناطقتين بالحق …
" لا تهربي رغد ! أنت ِ لا تحبينه ! "
استسلمت … و غضضت بصري … أتحاشى تلك النظرة الثاقبة الفاهمة …
نهلة هي أكثر شخص يفهمني و أبوح إليه بأسراري و كل ما يختلج مشاعري …
نهلة مسحت على رأسي بعطف و قالت :
" رغد … لا تتزوجيه إذا لم تكوني ترغبين في ذلك … إنه كالأخ بالنسبة إليك ! أبقيه أخا فأنت بحاجة إليه كأخ لا كزوج ! "
" نهلة ! … "
و ضربت أنفي بإصبعها ضربة خفيفة و هي تقول :
" أليس كذلك ؟؟ "
عدت أحدق بها … في حيرة من أمري …
قلت :
" من أتزوج إذن ؟؟ "
هي ابتسمت و قالت بمكر :
" أخي حسام ! "
رفعت رأسي و صدمت جبينها بجبيني عمدا ثم جلست و أخذت هي تمثل دور المتألمة !
" آه … رأسي ! كسر في الجمجمة ! انجدوني ! "
قلت بنفاذ صبر :
" قلت لك ِ ! لا تتوبين !"
قالت و قد بدت عليها الجدية الآن :
" صدقيني يا رغد … إنه مهووس بك ! "
قلت :
" و الآخر كذلك ! لم تظنينه يلح علي بالزواج ؟ إما أن نتزوج أو يفتش عن وظيفة أخرى تبقيه قربي ! "
قالت ، تنظر إلي بعين شبه مغمضة و حاجبيها مرفوعين أقصاهما :
" من مثلك ! عاشقان في وقت واحد ! يا للحظ ! كم أنا مسكينة ! "
" قلت لك لا تتوبين ! أوه نهلة ! لسوف أطلب من خالتي التفتيش عن عريس لك حتى أتخلص منك كما تخلصت من دانة ! "
ضحكت نهلة و قالت :
" سأتزوج من شقيق زوجك حتى آتي للعيش معك ! لن تتخلصي مني ! "
و استمرت في الضحك …
الجملة أثارتني كثيرا … غضبت و قلت بانفعال لا يتناسب و دعابتها العفوية :
" قلت لك دعي وليد و شأنه … لا تأتي بذكر هذا ثانية أ فهمت ِ ؟؟ "
نهلة ابتلعت ضحكتها و نظرت إلي بشيء من التعجب و الحيرة …
" ما الأمر رغد ! كنت أمزح … لم انفعلت هكذا ؟؟ "
خجلت من نفسي فأنا لا أعرف لم انفعلت بهذا الشكل بينما هي تمزح ليس إلا …
بل ، و حتى لو كان كلامها غير مزاح … لم علي الانفعال هكذا ؟؟
اعتقد أن وجهي تورد … فنظرات نهلة توحي بأنها تلحظ شيئا غريبا على وجهي …
التفت نحو اليسار أخفي شيئا مما قد يكون ظاهرا على وجهي دون أن أملك القدرة على مواراته لكن توتري كان أوضح و أفصح من أن يغيب عن ذهن نهلة … التي تعرفني عز المعرفة …
" رغد … ماذا دهاك ؟؟ "
" أنا ؟ لا شيء … لا شيء "
و الآن استدرت كليا ، و أوليتها ظهري … بل و سرت نحو المجلة الموضوعة على المنضدة قرب سرير نهلة … متظاهرة بالبرود …
قالت تحاصرني :
" وليد غائب الآن ؟؟ "
قلت :
" لا … عاد إلينا منذ يوم أمس الأول … "
و أمسكت بالمجلة ، و جلست على السرير ، و أخذت أقلب صفحاتها و ألْهي نفسي بالتفرج على الأزياء و المساحيق و العطور … و حتى الأخبار السياسية و الرياضية … و صور اللاعبين !
" أوف ! "
أغلقت المجلة بسرعة ، بعد أن وقعت عيناي على صورة نوّار يبتسم !
يا إلهي ! كم أنفر من هذا الشخص ! رغم أنه محبوب من قبل الكثيرين و الكثيرات !

" ماذا دهاك ؟؟ "
" إنه ذلك المغرور ! من أمنيات حياتي … أن أتصفح مجلة ذات يوم ثم لا أجد صورة له فيها ! يا له من شخص بغيض ! أتساءل ما الذي يجذب هؤلاء البشر إليه ؟؟ دانة المسكينة ! "
" و لم مسكينة ..؟ ألست تقولين أنها تحبه ؟؟ "
" كثيرا ! إنه سيعود الليلة من رحلته و ستقيم الدنيا و تقعدها من أجله ! لابد أنها الآن تعد أطباق العشاء و الكعك من أجله ! الحمد لله إنني لست معها في المطبخ هذه الساعة ! "
و ضحكنا بمرح …
ثم قالت :
" و خطيبك سيرحل اليوم ؟ "
" نعم … خلال ساعتين "
" إذا … ألا يجدر بك أن تكوني معه الآن ؟؟ "
وقفت … و سرت في الغرفة بضع خطوات حائرة … فقد خرجت من منزلي منذ الصباح ، و هاهي الساعة تتجاوز الثالثة ظهرا … و لابد أن سامر ينتظر عودتي الآن …
قلت :
" إنه مع وليد … الكل محتفٍ بعودته و مشغول به ! من سيذكرني هذه اللحظة ؟؟ "
قالت :
" هل سيرحل وليد عاجلا ؟ "
" لا .. على ما أظن و أتمنى "
" تتمنين ؟؟ "
وقعت ُ في شركي ! قلت محاولة التصحيح و التعديل :
" أقصد نتمنى جميعا … فلا أحد يود رحيله و والداي سيحزنان كثيرا جدا كالمرة السابقة و التي سبقتها إن رحل … أتمنى أن يستقر هنا و يريح الجميع "
ربما كان الحمرة تعلو وجهي هذه المرة أيضا …
و الآن … إي شيء أشغل يدي به تغطية على اضطرابي هذا ؟ ألا يوجد في الغرفة مجلة أخرى …؟؟
وقع بصري على مجموعة زجاجات العطر أمام مرآة الغرفة ، فذهبت أليها أشمها واحدة تلو الأخرى …
أقبلت نهلة و وقفت إلى جانبي …
قالت :
" ربما لديه ارتباطات هامة هناك ! عمل … منزل … عائلة … زوجة ! "
استدرت إليها و قد اكفهر وجهي … و قلت بسرعة :
" إنه غير متزوج "
" أحقا ؟؟ "
كانت نظراتها تشكيكية مخيفة ! قلت :
" طبعا ! و هل تظنين أنه سيتزوج دون إبلاغنا ! مستحيل ! ما يبقيه هناك هو العمل … ليته يجد فرصة للعمل هنا و يستقر معنا … "
قالت :
" لتضمنوا عدم رحيله … زوجوه ! "
و أضافت و هي تبتسم بمكر :
" أنتم الثلاثة في ليلة واحدة ! و نتخلص منكم ! "
رفعتُ إحدى زجاجات العطر أمام وجهها بغتة و تأهبتُ لرش العطرعلى عينيها

" أوه لا لا رغد كنت أمزح ! "
و فرّت و صرت أطاردها حتى جلسنا على السرير نضحك بشدة
بعد قليل … قلت :
" علي العودة للبيت ! سامر ينتظر اتصالي ! "
و قمت ، متوجهة إلى الهاتف الموضوع على مكتب نهلة …
و اتصلت بالمنزل … و إذا بالدماء تتصاعد من جديد و بغزارة إلى وجهي … و نهلة تقترب مني و تراقبني …
" وليد ؟ إنها أنا "
" ( مرحبا … رغد ) "
" إمم .. أود التحدث إلى سامر "
" ( سامر … أظنه يستحم الآن ! هل تريدين شيئا ؟ ) "
" أأأ … أريد أن يأتي إلي ّ … هل لا أبلغته بأنني أنتظره ؟ "
" ( حسنا ) "
" شكرا "
" العفو … صغيرتي "
و أغلقت السماعة بصعوبة … فقد كانت يدي ترتجف !
و بدأت أتنفس بعمق و أشعر بالحر … و أيضا … أتصبب عرقا !
نهلة وقفت أمامي مباشرة تشاهد الاضطراب الذي اعتراني فجأة … بحيرة و فضول

" رغد … "
" نعم ؟؟ "
" لماذا تنفعلين كلما جيء بذكر وليد !؟ "
" أنا ؟؟ من قال ذلك !؟ "
و مدت نهلة يدها و تحسست جبيني براحتها …
" إنك تغلين ! وجهك أحمر ناضج و جبينك مبلل بالعرق ! "
أربكتني كثيرا كلمات نهلة … و حاولت التملص من نظراتها لكنها حاصرتني …
ابتعدت عنها و ذهبت إلى حيث أضع عباءتي لأرتديها استعدادا للمغادرة !

" و لكن خطيبك لم يحضر بعد ! "
" سأستعد … "
كنت أريد أن أنشغل بشيء بعيدا عن نظرات نهلة التي تخترق أعماقي …
كنت أضبط حجابي مولية إياها ظهري …
قالت :
" خطيبك شاب جيد يستحق فتاة رائعة مثلك ! "
تابعت ترتيب حجابي دون أن أعير جملتها هذه اهتماما …

قالت :
" و أخي شاب جيد و يستحق فتاة رائعة مثلك ! "
و لم ألتفت إليها ! حتى لا أدع لها مجالا لفتح الموضوع مجددا !
و تابعت ارتداء عباءتي …
" و وليد شاب جيد و يستحق فتاة رائعة مثلي ! "
استدرت فجأة نحو نهلة … باضطراب و توتر و انزعاج جلي شديد ! …
اصطدمت نظراتنا الحادة العميقة … و بقينا لبضع ثوان نحملق في بعضنا البعض …
نهلة أوقعت بي …
إنها خبيثة !
كنظراتها التي ترشقني بها الآن …
أتت نحوي … و رفعت يدها و أمسكت بعباءتي و سحبتها …
" رغد يا ابنة خالتي العزيزة … لن تخرجي من هنا حتى أعرف ما حكايتك مع وليد ! "

بعد عشر دقائق كنت أجلس في السيارة إلى جانب سامر …
" هل تحبين أن نتجول قليلا قبل العودة ؟؟ "
" كما تشاء "

قضينا قرابة الساعة نجول في شوارع المدينة … و نتبادل الأحاديث …
سامر … و الذي لم يجد الفرصة السانحة قبل الآن لفتح الموضوع ، سرعان ما تطرق إليه …
" الوقت يمضي يا رغد … لقد بدأت أضيق ذرعا بالوحدة هناك … لا أريد أن أخسر وظيفة ممتازة كهذه ، لكنني لا أريد أن أبقى بعيدا أطول من ذلك …




التصنيفات
منوعات

برنامج احداث النهاية للشيخ محمد حسان من قناة النا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورحمه الله وبركاته
برنامج أحداث النهاية لشيخنا الجليل محمد حسان

خليجية

وفكرة البرنامج رائعة ارجو ان تتابعوا الحلقات يوميا ان شاء الله
وبالنسبه لحجم الحلقات وجودتها ان شاء الله الحجم والجوده مناسبين جدا جدا

الحلقة الاولي
http://www.4shared.com/file/12438627…/1_o.html

الحلقة الثانية

http://www.4shared.com/file/12474460…/2_o.html

الحلقة الثالثة

http://www.4shared.com/file/12475455…/3_o.html

الحلقة الرابعة

http://www.4shared.com/file/12484144…/4_o.html

الحلقة الخامسة


http://www.4shared.com/file/24383404…/5_o.html

الحلقة السادسة
http://www.4shared.com/file/12539457…/6_o.html

الحلقة السابعة
http://www.4shared.com/file/12541385…/7_o.html

الحلقة الثامنة
http://www.4shared.com/file/17002951…/8_o.html

الحلقة التاسعة
http://www.4shared.com/file/12763089…/9_o.html

الحلقة العاشرة
http://www.4shared.com/file/12658525…10_o.html

الحلقة الحادية عشر
http://www.4shared.com/file/12775365…11_o.html

الحلقة الثانية عشر

http://www.4shared.com/file/12779136…12_o.html

الحلقة الثالثة عشر
http://www.4shared.com/file/12783157…13_o.html

الحلقة الرابعة عشر
http://www.4shared.com/file/12784990…14_o.html

الحلقة الخامسة عشر
http://www.4shared.com/file/12786239…15_o.html

الحلقة السادسة عشر

http://www.4shared.com/file/12788096…16_o.html

الحلقة السابعة عشر

http://www.4shared.com/file/12828663…17_o.html

الحلقة الثامنة عشر

http://www.4shared.com/file/15324290…18_o.html

الحلقة التاسعة عشر

http://www.4shared.com/file/12841411…19_o.html

الحلقة العشرون

http://www.4shared.com/file/12461123…20_o.html

الحلقة الواحده والعشرون

http://www.4shared.com/file/12842670…21_o.html

الحلقة الثانية والعشرون
http://www.4shared.com/file/15077959…22_o.html

الحلقة الثالثة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12843374…23_o.html

الحلقة الرابعة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12868191…24_o.html

الحلقة الخامسة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12869084…25_o.html

الحلقة السادسة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12882270…26_o.html

الحلقة السابعة والعشرون والاخيرة

http://www.4shared.com/file/12891700…27_o.html

لقاء الشيخ محمد حسان من الدكتور عاطف عبد الرشيد مدير القناة وذلك بعد الانتهاء من احداث النهاية لقاء غاية في الروعة

الجزء الأول
http://www.4shared.com/file/43205400…_1_o.html

الجزء الثاني
http://www.4shared.com/file/43255116…_2_o.html

الجزء الثالث
http://www.4shared.com/file/43334431…_3_o.html




الحلقة الثانية من برنامج احداث النهاية

الحجم : 60 ميجا تقريبا

http://depositfiles.com/en/files/291068/2.wmv.html

الحلقة الثالثة من برنامج احداث النهاية

الحجم : 60 ميجا تقريبا

لتحميل الحلقة http://depositfiles.com/en/files/291156/3.wmv.html




الحلقة الرابعة من برنامج احداث النهاية
الحجم : 60 ميجا تقريبا
للتحميل اضغط علي الرابط التاني
http://depositfiles.com/en/files/292100/4.wmv.html

الحلقة الخامسة

مساحة الحلقة : 60 ميجا تقريبا

للتحميلhttp://depositfiles.com/en/files/292377/5.wmv.html

الحلقة السابعة
http://ia331316.us.archive.org/0/ite…lnihayah-7.wmv

الحلقة الثامنة
http://ia331339.us.archive.org/1/ite…lnihayah-8.wmv




الحلقة الثانية عشر

الحجم حوالي 60 ميجا

http://ia331307.us.archive.org/1/ite…/12-hassan.wmv

الحلقة الثالثة عشر تحميل مباشر
الحجم : 65 ميجا تقريبا
للتحميلhttp://ia331336.us.archive.org/0/ite…/13-hassan.wmv

الحلقة الرابعة عشر تحميل مباشر
الحجم : 65 ميجا تقريبا
للتحميلhttp://ia331324.us.archive.org/2/ite…/14-hassan.wmv

الحلقة الخامسة عشر تحميل مباشر

الحجم : 65 ميجا تقريبا

للتحميلhttp://ia331315.us.archive.org/0/ite…/15-hassan.wmv

الحلقة السادسة عشر تحميل مباشر
الحجم : 55 ميجا تقريبا
للتحميل
http://ia331327.us.archive.org/3/items/hassan16/016.wmv

الحلقة السابعة عشر تحميل مباشر

الحجم 70 ميجا تقريبا
للتحميل
http://ia331333.us.archive.org/2/ite…/18-hassan.wmv

الحلقة الثامنة عشر تحميل مباشر
الحجم : 70 ميجا تقريبا
للتحميل
http://ia331305.us.archive.org/0/ite…san_19/019.wmv

center]الحلقة التاسعة عشر تحميل مباشر
الحجم : 70 ميجا تقريبا

للتحميل http://depositfiles.com/en/files/329963

الحلقة العشرين تحميل مباشر

الحجم : 70 ميجا تقريبا

للتحميل http://ia331305.us.archive.org/3/ite…san_20/020.wmv

الحلقة الثانية والعشرون تحميل مباشر

الحجم : 70 ميجا تقريبا

للتحميل http://ia331307.us.archive.org/3/ite…n/22-hasan.wmv

الحلقة الثالثة والعشرون تحميل مباشر

الحجم : 70 ميجا قريبا

للتحميل http://ia331335.us.archive.org/1/ite…/23-hassan.wmv




اللينك الجديد للحلقة العشرين

الحلقة العشرين تحميل مباشر
الحجم : 70ميجا تقريبا

الحلقة الرابعة و العشرون تحميل مباشر
الحجم : 90 ميجا تقريبا
للتحميلhttp://ia331337.us.archive.org/1/items/hassan_24/hassan_24.avi




التصنيفات
ادب و خواطر

؟ ؟ فى النهاية انا انسان ؟ ؟

.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــاإنســــــان°•.?.

.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــاإنســــــان°•.?.

•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــاإنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أحب

جميع الناس
ولكن لاأستطيع أن أجبرهم على أن يحبوني . .

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أصفح وأن أنسى
ولكن لا أستطيع أن أجبر أحدعلى مسامحتي

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أحلم كيفما أشاء ومتى ماأشاء
ولكن لا أستطيع أن أحقق أحلامي من دون عناء ومتى ماأشاء . .

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أرتقي إلى قمة المجد والشهرة بسهولة
ولكن لا أستطيع أن أحافظ على نفس مستواي بنفس السهولة . .

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أمنع نفسي من الفرح والسرور
ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من الحزن والألم . .

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أكون حريص حذر من جور الأيام والغدر
ولكن لا أستطيع أيضا أن أسلَم دائماً فلا ينفع الحذر مع القدر . .

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أعامل الناس بصفاء وود وإخلاص
لكن لا أضمن أن يعاملوني بمثل معاملتي لهم

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع أن أعيش بقلباً أبيض رايته الصدق والبراءة
لكن لا أستطيع أجبار الكل على العيش بنفس الطريقة

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــا إنســــــان°•.?.•°

أستطيع تكوين عالم واهم من خيالي أُدخل فيه من أشاء
لكن لا أستطيع أن أمحي من واقعي من لا أريد متى ماأشاء

°•.?.•°فـي الــنـهـايـه أنــاإنســــــان °•.?.•°

هنالك أفعال كثيرة أستطيع أن أقوم بها
وهنالك أيضا أفعال لا أستطيع أن أقوم بها . .

. . ~

وذلك لسبب بسيط

جداً هو

أنـني إنســـــــان

البقية: .?.•°فـي الــنـهـايـه أنــاإنســــــان°•.?.

خليجية[/IMG]




دمتي متميزه



ابداع رائع لا تحرمينا جديدكِ



مبببببدعه,,

كلمات في قمة الروعه,,

صحيييييييح,,

،،

ماننحرم منكـ’’




انتقاء رائع لمنتقيه اروووع

فكل الشكر لك حبيبتي

تقبلي مروري




التصنيفات
منوعات

انت لي كامله من البدايه حتى النهاية الحلقة 19

انت لي : الحلقة 19

كنت قد دخلت إلى داخل المنزل لإحضار سيجارة …
فكلما شعرت بالضيق ، عكفت على التدخين بشراهة …
و رؤية رغد و سامر يقبلان نحونا … و أصابعهما متشابكة جعلت شعبي الهوائية تنقبض و تنسد …
سامر جلس معنا ، و ذهبت رغد إلى الداخل …
بعد قليل دخلت ُ قاصدا الذهاب إلى غرفة سامر و إحضار السجائر ، فرأيتها أمامي …
الغضب الذي كان يسد شعبي مع ذلك الهواء خرج فجأة باندفاع مصبوبا عليها … فتحدثت معها بقسوة رافضا الإصغاء إلى ما كانت تود إخباري به …
الآن أنا في الغرفة أشعر بالندم …
لماذا أصبحت أعاملها بهذه الطريقة ؟؟
أليست هذه هي رغد … طفلتي الحبيبة المدللة ؟؟
رغد …
أتسمعون ؟؟
أتدركون ؟؟
إنها رغد ! رغد !
حملت سجائري و ذهبت في طريقي إلى الخارج …

عند عبوري الممر قرب المطبخ لمحت أختي دانه ، و كانت ترتدي مريلة خاصة بالمطبخ و توشك على المسير نحو الباب …
" وليد ! … أوه سجائر !
ثم مسكت أنفها بإصبعيها كمن يمنع رائحة كريهة من اقتحام أنفه !
" لن أدخن هنا ! "
قالت :
" أنا أيضا ذاهبة لوداع سامر ! رغد الكسولة تركتني أعمل وحدي ! "
و خرجنا سوية …
رغد كانت تجلس قرب سامر … الذي يبدو على وجهه الانفعال و السرور !
قالت دانة :
" آسفة سامر سأودعك الآن و أعود للمطبخ ! "
و وجهت كلامها إلى رغد :
" فالكسالى يجلسون هنا ! و لكن بعد أن أتزوج ستقع على رؤوسهم أعمال المنزل رغما عنهم ! "
سامر ضحك ، و كذلك والدي … أما رغد فألقت نظرة لا مبالية على دانة ثم أخذت تشرب الشاي …
والدتي قالت :
" بل على رأسي أنا ! فأنتما ستخرجان من هنا في ليلة واحدة ! "
أنا صعقت … و اكفهر وجهي … و حملقت في رغد … أما دانة فقالت :
" ماذا … أمي ؟؟ هل …؟؟ "
سامر قال :
" قررنا أخيرا !! "
دانة سارت نحو رغد ببهجة فوقفت الأخرى و تعانقتا …
" أيتها الخبيثة ! هل تريدين سرقة الأضواء مني ؟؟ "
و ضحكتا بمرح …
ثم عانقت دانة سامر و تمتمت ببعض الكلمات ، ثم ودعته و عادت إلى الداخل …
" يجب أن أغادر الآن ! "
قال ذلك سامر … فوقف والداي ، فاحتضنهما و قبل رأسيهما …
ثم أمسك بيدي رغد ، و ضمها إليه في عناق طويل …
كل هذا و أنا واقف كالشجرة التي إلى جانبي … أشعر بالصواعق تضربني من كل جانب ، و أعجز عن فعل شيء …
و الآن … يقبل الخائن نحوي أنا … يريد توديعي …
ابتعد يا سامر فأنا أشعر برغبة جنونية في ضربك ! و لا أعرف أي قوية امتلكت لحظها و منعت يدي من أن تحطم وجهه …
صافحته و عانقته عناقا باردا خال من أية مشاعر … و تركته يذهب …
بعدما خرج ، تجاوزت الطاولة و من يجلس حولها ، و وقفت بعيدا لئلا أزعج أحدا بدخان سجائري …
كنت أسمع أصوات الثلاثة ، أبي و أمي و الخائنة يتحدثون عن أمور الحفلة و الإعداد لها …
و كنت أشعر بأن طبقة سميكة من الإسمنت قد صبت على صدري و يبست و كتمت أنفاسه …
أمي ذهبت بعد ذلك للمطبخ لتساعد دانة ، و بقي والدي مع رغد …
كنت أختلس نظرة ناحيتهما من حين لآخر … والدي كان يجلس موليا ظهره إلي أما الخائنة فكانت تواجهني
و لم يحدث أن التفت ُّ إلا و اصطدمت نظراتنا ، فزادت الإسمنت على صدري طبقة بعد طبقة …
والدي تلقى مكالمة عبر هاتفة المحمول ، ثم انصرف إلى الداخل …
و بقيت صغيرتي وحدها تشرب الشاي … توقفت عن الالتفات إلى الوراء … و شردت في اللاشيء الذي لا أراه أمامي …
و الآن شعرت بحركة خلفي … و بقيت كما أنا أرتقب … و ظهر ظل أمامي يكبر و يكبر … و الفتاة الواقفة خلفي تقترب و تقترب … و الآن توقفت …
لثوان معدودة … ظلت رغد واقفة خلفي و أنا لا أملك من الشجاعة و القوة ما يمكنني من الاستدارة إليها … و لكني أرى ظلها أمامي … و أرى يدها تتحرك نحوي … ثم تتراجع … ثم تستدير … ثم تنسحب …
عندما ابتعدت استدرت أنا للخلف و رأيتها و هي تسير مبتعدة و يدها تمسح ما قد يكون دموعا منسكبة على وجهها …
مددت يدي … أريد أن أمسك بها … أمسك بظلها … أمسك بطيفها … أمسك بدمعها … أمسك بذرات الهواء التي لامستها … و اختفت رغد … و عادت يدي فارغة لم تجني غير الحسرة و الألم …
عندها ، تلوّت معدتي أيما تلوي … و عصرت كما تعصر الملابس المبللة باليدين …
في تلك الليلة ، حضر نوّار خطيب شقيقتي و قد جالسته لبعض الوقت …
و رغم أنه دمث الخلق ، إلا أن نفسه لا تخلو من الغرور و التعالي … و قد أحرجني لدى سؤاله لي عن دراستي المزعومة و أعمالي و خبراتي المعدومة !
و كنت أختصر الإجابات ببعض جمل غامضة ، و سرعان ما انسحبت تاركا الخطيبين يستمتعان بعشائهما …
و لشدة الآلام ـ الجسدية منها و النفسية ـ فإنني اكتفيت بقدر يسير من الطعام … و ذهبت إلى غرفة سامر متحججا بالنعاس …
رغد لم تكن قد شاركتنا الوجبة ، فلا أظنها تفكر في فعل ذلك بعد الطريقة الفظة التي عاملتها بها …
الندم يقرصني و يوخز جميع أعصابي الحسية … إضافة إلى آلام المعدة الحادة …
و مرة أخرى خرجت الدماء من جوفي و زادت قلقي … لابد أنني مصاب بمرض … و لابد لي من مراجعة الطبيب …
على السرير تلويت كثيرا حتى قلبت المفارش و البطانيات و الوسائد رأسا على عقب …
أفكاري كانت تدور حول رغد … كيف لي أن أهدأ لحظة واحدة … و موعد زفافها قد تحدد !
لو كان باستطاعتي تأجيله قرنا بعد … فقط قرن واحد … أضمن فيه أنها تبقى معزولة عن أي رجل … و تموت دون أن يصل إليها أحد …
أخرجت صورة رغد الممزقة و جعلت ألملم أجزاءها ، و أتاملها ، ثم أبعثرها من جديد
و أعود لتجميعها كالمجنون …
نعم مجنون … لأن تصرف كهذا لا يمكن أن يصدر من كائن عاقل …
تركتها ملمومة على المنضدة التي بجواري … و قمت أذرع الغرفة ذهابا و جيئة كبندول الساعة !
اقتربت الساعة من الواحدة ليلا … و أنا ما بين آلم معدتي الحارق و ألم قلبي المحترق … حتى رغبت في تناول أي شيء من شأنه أن يهدئ الحريق المشتعل بداخلي …
و تنفُّس أي شيء يطرد الضيق من صدري …
أخذت علبة سجائري … و خرجت من الغرفة … تاركا الباب مفتوحا …
ذهبت أولا إلى المطبخ و حملت علبة حليب بارد معي فقد لاحظت تأثيره المهدئ على معدتي ، و خرجت إلى الفناء … و بدأت بشربه و التدخين معا …
لا أستطيع أن أنام و أنا أفكر … و أفكر و أفكر … فيما قاله وليد لي … و الصداع يشتد لحظة بعد أخرى …
كم آلمني … أن أكتشف أنه لم يعد يهتم بي أو يرغب في رعايتي كالسابق …
لقد تغير وليد … و أصبح قاسيا و مخيفا … و غريبا …
كنت أبكي حسرة و مرارة … فأنا فقدت شيئا كان يشغل حيزا كبيرا من حياتي …
و منذ ظهوره ، و أنا في صراع داخلي …
بقيت فترة طويلة أتأمل صورته التي رسمتها قبل شهور … و لم أتمها …
و إذا بي أرى نفسي ألّون بياض عينيه باللون الأحمر الدموي … ! غضبا و حسرة …
صار مخيفا … مرعبا …
دانه كانت تمضي وقتا غاية في السعادة و المتعة مع خطيبها الذي تحبه … و هذا يجعلني أتألم أكثر … لأنني لا أحظى بالسعادة التي تحظى بها … و لا أشعر بالمشاعر التي تشعر هي بها تجاه خطيبها …
غدا هو يوم دراسة ، و يجب أن أنام الآن و إلا فإنني سأنام في القاعة وسط الزميلات !
خرجت من غرفتي و في نيتي ابتلاع قرص مسكن من الأقراص الموجودة في الثلاجة ، و فيما أنا أعبر الردهة لاحظتُ باب غرفة سامر مفتوحا …
تملكني الفضول !
سرت بحذر و هدوء نحو الغرفة !
وقفت على مقربة و أصغيت جيدا … لم أسمع شيئا …
اقتربت أكثر خطوة بعد خطوة ، حتى صرت عند فتحة الباب ، و أطللت برأسي إلى الداخل بتهور … لكني لم أجد أحدا !
عندها فتحت الباب على مصراعيه بسرعة … و بذعر و هلع صحت :
" وليد ! "
قفزت و أنا أركض كالمجنونة … أجول في أنحاء المنزل و في رأسي الاعتقاد الصاعق بأن وليد قد فعلها و رحل خلسة …
الدموع تسللت من عيني من شدة ما أنا فيه ، و شعرت برجلي ّ تعجزان عن حملي فصرت أترنح في مشيتي مخطوفة الفؤاد … منزوعة الروح …
و انتهى بي الأمر إلى باب المدخل …
وقفت عنده و مسكت قبضته و ركّزت كل ثقلي عليها لتدعمني لئلا أقع … فإن انفتح الباب … فلا شك أن وليد قد غادر و تركه مفتوحا …
و انفتح الباب و انهرت أنا مع انفتاحه …
لقد فعلها و فر خلسة دون وداعي … خارت قواي و أخذت أبكي و أنحب بصوت عال …
" لماذا ؟ لماذا يا وليد لماذا ؟؟ "
فجأة … ظهر شيء أمامي !
كنت أجلس عند الباب بلا حول و لا قوة … و شعرت بشيء يتحرك فأصابني الذعر الشديد … فإذا به وليد يظهر في المرأى …
" رغد !!؟ "
لم أصدّق عيني … هل هذا شبح ؟؟ أم حقيقة ؟؟
جسم كبير … طويل عريض … متخف في الظلام … يتقدم نحوي … لا يُرى شيءٌ منه بوضوح غير لهيب السيجارة التي بين إصبعيه …
" رغد … ما … ماذا تفعلين هنا …؟؟ "
و كدمية كهربائية قد فُصِل سلكها عن المكبس ، شللت ُ عن الحركة …
حتى رأسي الذي كان ينظر إلى الأعلى … الأعلى .. حيث موضع عيني وليد ، هوى إلى الأسفل … متدليا على صدري سامحا للدموع بأن تبلل الأرض …
لم أجد في بدني أي مقدار من القوة لتحريك حتى جفوني …
وليد وقف مندهشا متوجسا برهة … ثم جلس القرفصاء أمامي … و قال بصوت حنون جدا …
" صغيرتي … ؟؟"
الآن … كسبت من الطاقة ما مكنني من رفع رأسي للأعلى و النظر إليه …
و بقيت أنظر إلى عينيه و تحجبني الدموع عن قراءة ما فيهما …
" ما الذي تفعلينه هنا ؟؟ "
" هل تريد الرحيل دون وداعي ؟؟ "
لم تخرج الكلمات كالكلمات … بل خرجت كالبكاء الأجش …
" الرحيل ؟؟ من قال ذلك ؟؟ "
" ألست … ألست تريد الرحيل ؟؟ "
" لا … خرجتُ أدخّن ! … لكن … ما الذي تفعلينه أنت هنا في هذا الوقت ؟؟ "
أخذت نفسا عميقا و أطلقت الكلمات التالية باندفاع و بكاء :
" ظننت أنك رحلت … دون علمي و وداعي … كما فعلت قبل سنين …
تركتني وحيدة … في أبشع أيام حياتي … "
مد وليد يده فجأة و بانفعال نحوي ، ثم أوقفها في منتصف الطريق ، و سحبها ثانية …
قلت :
" حتى لو لم أعد أعني لك شيئا … لا ترحل دون علمي يا وليد … أرجوك لا تفعل … عدني بذلك … "
وليد ظل صامتا لا يجرؤ على شيء سوى الإصغاء إلي …
قلت :
" عدني بذلك وليد أرجوك … "
هز رأسه إيجابا و قال :
" أعدك .. "
نظرت إليه بتشكك … كيف لي أن أثق بوعوده … ؟؟ …
قلت :
" اقسم "
وليد تردد قليلا ثم قال :
" أُقسِم … لن أرحل دون علمك … صغيرتي … "
شعرت بالراحة لقسمه … و سحبت نفسا عميقا ليهدئ من روعي …
وليد حملق بي قليلا ثم وقف … و رفع سيجارته إلى فمه و سحب بدوره نفسا عميقا …
وقفت أنا ، و سمحت للباب الذي كنت أستند عليه و أحول دون انغلاقه أن ينغلق
نفث هو الدخان للأعلى ، ثم قال و هو لا يزال ينظر عاليا :
" لم استيقظت الآن ؟؟ "
قلت ، و أنا أراقب الدخان يعلو و ينتشر …

" لم أنم بعد "
قال :

" لم ؟ ألن تذهبي غدا إلى الكلية ؟ "
قلت :

" بلى … لكن … لدي أرق "
و صمت …
ثم سألته :
" و أنت ؟ "
قال :
" كذلك ، لذا خرجتُ أدخن … في ساعة كهذه "
قلت :
" هل … يريحك التدخين ؟؟ "
وليد لم يجب مباشرة ، ثم قال :
" نعم … إلى حد ما … يرخي الأعصاب … "
قلت :
" دعني أجرب ! "
وليد التفت إلي بدهشة و نظر باستغراب !

"قال
" أريد أن أجرب ! "

اعتقد أنها ابتسامة تلك التي ظهرت على إحدى زاويتي فمه !
قال :
" هل تعنين ما تقولين ؟؟ "
" نعم … أتسمح ؟؟ "
وليد هز رأسه اعتراضا و قال :

" لا … لا أسمح "
" لم ؟ "
" لا أسمح لشيء كهذا بدخول صدرك … "
" لكنه يدخل صدرك ! "
قاע :

" أنا صدري اعتاد على حمل السموم و الهموم … "
ثم رمى بالسيجارة أرضا و سحقها تحت حذائه …

" لندخل "
و حينما دخلنا ، قال :
" تصبحين على خير "
و اتجه نحو المطبخ …
أنا تبعته إلى هناك فرأيته يخرج علبة حليب بارد و يجلس عند الطاولة و يرشف منها …
و بعد رشفة أو رشفتين سمعته يتأوه … و يسند رأسه إلى الطاولة في وضع يوحي للناظر إليه بأنه يتألم …
دخلت المطبخ … فأحس بوجودي … فرفع رأسه و نظر إلي …
" ألن تخلدي للنوم ؟ الوقت متأخر
شعرت بقلق شديد عليه … قلت :

" ما بك ؟؟
أبعد نظره عني و قال :

" لا شيء "
لكني كنت أرى الألم باد على وجهه … و عاد يشرب الحليب جرعة بعد جرعة …

" وليد … هل أنت مريض ؟؟ "
تنهد بنفاذ صبر و شرب بقية الحليب دفعة واحدة ، ثم نهض … و خطا نحوي …
" تصبحين على خير
و تجاوزني ، و ذهب إلى غرفة سامر … و أغلق الباب …
صحوت من النوم على صوت والدتي توقظني من أجل تأدية صلاة الفجر …

كنت قد نمت قبل ساعة و نصف ، و أشعر بإعياء شديد …
أفقت من النوم فوجدتها واقفة قربي … نهضت و ذهبت للتوضؤ ، و عندما عدت وجدتها لا تزال واقفة عند نفس المكان تنظر إلى المنضدة …
ما إن أحست بوجودي حتى استدارت نحوي بسرعة ، و قالت :

" والدك ينتظرك … "
ثم خرجت من الغرفة ….
ألقيت نظرة على المنضدة التي كانت أمي تراقبها قبل مجيئي … فإذا بي أرى صورة رغد الممزقة … التي نسيتُ إعادتها إلى محفظتي ليلا …
شعرت بالقلق … لابد أن أمي رأت الصورة واضحة … و لابد أن شكوكا قد راودتها
إلا إذا كان احتفاظ رجل بصورة ممزقة لطفلة كان متعلقا بها بجنون … هو أمر مألوف و مشهد تراه كل يوم … !
أدينا الصلاة في مسجد قريب و عدت إلى السرير و نمت بسرعة قياسية …
عندما نهضت ، كان ذلك قبيل الظهر و لم يكن في البيت غير والدتي ، فوالدي في مكتبه ، و رغد في الكلية ، و دانه مدعوة للغداء في مطعم ، مع خطيبها …
أمي لم تشر إلى أي شيء بحيال تلك الصورة … لذا ، تجاهلت الأمر … و أقنعت نفسي بأنها نسيت أمرها …
لم أرَ صغيرتي ذلك النهار ، إذ يبدو أنها عادت من الكلية عصرا و ذهبت للنوم مباشرة في وقت كنت أنا فيها مشغول بشيء أو بآخر ….
و في الليل … و قبل ذهابي إلى غرفة المائدة لتناول العشاء ، مررت بالمطبخ فرأيت صغيرتي تأكل وجبتها منفردة هناك …
عندما رأتني توقفت عن الأكل و انخفضت بعينيها إلى مستوى الأطباق … في انتظار مغادرتي …
آلمني أن أراها وحيدة هكذا فيما نحن مجتمعون معا … قلت :
" تعالي و انضمي إلينا "
رغد حملقت بي قليلا متشككة ثم سألت :
" ألا يزعجك ذلك ؟؟ "

قلت :
" لا … صغيرتي "
و سرعان ما حملت أطباقها و طارت إلى غرفة المائدة … بمنتهى البساطة !
فيما نحن نتحدث عن أمور شتى ، قال والدي :
" أيمكنك يا وليد اصطحاب رغد من و إلى الجامعة يوميا ؟؟ إن تفعل تزيح عن عاتقي مشوارا مربكا "
و لأنه لم يكن لدي ما أقوم به ، لم أجد حجة تمنعني من الموافقة … لكن بعض الاستياء ظهر على وجه والدتي … أنساني إياه البهجة التي ظهرت على وجه رغد … أو ربما توهمت أنها ظهرت على وجه رغد !
في اليوم التالي كان علي أن أنهض باكرا من أجل هذه المهمة ، و رافقتنا والدتي هذه المرة ….
المشوار كان يستغرق قرابة العشرين دقيقة .
رغد كانت تركب المعقد الخلفي لي ، ذهابا و إيابا … و كانت تلتزم الصمت معظم المشوار إلا عن تعليقات بسيطة عابرة …
في المساء ، كنا نقضي أوقاتا ممتعة في مشاهدة أحد الأفلام ، أو مزعجة في متابعة الأخبار و ما آلت إليه الأوضاع الأخيرة ، أو محرقة في الحديث عن الزفاف المرتقب …
أتناول وجباتي معها … آخذها إلى الجامعة أو أي مكان تود … أتبادل بعض الأحاديث معها بشأن دراستها و ما إلى ذلك … أتفرج على لوحاتها الجديدة …
أرافقها هي و دانة و أمي إلى الأسواق … أنصت باهتمام كلما تحدثت و أراقبها دون أن أشعر كلما تحركت …
كل هذا … قد أثار جنوني … و ذكريات الماضي … فصرت أشعر بأنها عادت لي … طفلتي الحبيبة التي أعشقها و أعشق رعايتها …
أخذني جنوني إلى التفكير بعدم الرحيل …
كيف لي أن أبتعد عنها و أنا متعلق بها بجنون …
كيف لي أن أسمح للمسافات و الزمن بتفريقنا ؟؟؟
إنني سأبقى حيث تكون رغد … لأنه لا شيء في هذه الدنيا يهمني أكثر منها هي …
سأبحث عن عمل ، و استقر هنا إلى جانبك …
سأبقى قربك يا رغد … نعم قربك يا صغيرتي الحبيبة …
ثم … و باتصال هاتفي واحد من سامر … يتحطم كل شيء ، و أسقط من برج الأوهام الطرية ، إلى أرض الواقع القاسية الصلبة … و يتدمر كل شيء …
لم تكن صغيرتي تملك هاتفا في غرفتها ، لذلك فإن مكالماتها تكون على مرأى و مسمع من الجميع … و كلما تحدثت إلى سامر غمرتني رغبة في تقطيع أسلاك الهاتف و الكهرباء … في المنزل برمته !
في أحد الأيام ، كنت ذاهبا لإحضارها من الجامعة ، و صادف أن الشارع كان مزحوما و شبه مسدود بسبب حادث مروري …
طال بي المشوار و أنا أسير ببطء شديد بسبب الحادث … و عوضا عن الوصول خلال 20 دقيقة وصلت بعد 40 دقيقة على الأقل …
عادة ما تكون صغيرتي تنتظرني عند الموقف حيث تقف الطالبات ، إلا أنني الآن لم أجدها …
انتظرت بضع دقائق ، لكنها لم تخرج … وقفت في مكاني حائرا
ثم اتجهت إلى الحارس و أخبرته بأنني أنتظر قريبتي و لم أرها ، فطلب اسمها ثم اتصل برقم ما ، و بعدها بدقيقتين رأيت رغد تخرج من البوابة … مع بعض الفتيات …
كنت لا أزال واقفا قرب الحارس ، نظرت هي باتجاهي و ظلت واقفة حيث هي … و تتحدث إلى زميلاتها …
شكرت الحارس ثم تقدمت ُ إليها فودعتهن و أتت نحوي …
" أنا آسف … تأخرت ُ بعض الشيء "
" بل كثيرا "
قالت بغضب … ثم سارت نحو السيارة …
بعدما اتخذنا مقعدينا ، و قبل أن ننطلق عدت ُ أقول :
" آسف صغيرتي … "
و لكنها لم تجب ، و فتحت نافذة السيارة لأقصى حد … يبدو أنها مستاءة و غاضبة
و نحن نسير بالسيارة مررت من حارس الأمن ذاته فألقيت التحية عبر النافذة و انطلقت …

" كيف تلقي تحية على شخص بغيض و غير مهذب كهذا ؟؟ "
تعجّبت من سؤالها ! قلت :
" لم تقولين عنه ذلك ؟؟ "
" كلما خرجت ُ لأرى ما إذا كنت َ قد وصلت َ أم لا ، وجدته ينظر باتجاه المدخل … كان أجدر بك أن تصفعه … لقد كنت أخرج فأجد والدي في انتظاري هنا كل يوم … إياك و أن تتأخر ثانية "
يا له من أسلوب !
قلت :
" حاضر … أنا آسف "
صمتت برهة ثم قالت :
" و كذلك ابق هاتفك المحمول مشغلا ، كلما اتصلت وجدته مغلقا "
و أخرجت هاتفي من جيبي فاكتشفت أنه كان مغلقا سهوا …
" حسنا … لم انتبه له "
و أيضا صمتت برهة ثم عادت تقول :
" و لا تخرج من السيارة … ابق حيث أنت و أنا سآتي إليك "
عجبا لأمر هذه الفتاة ! قلت :
" و لم ؟؟ "
قالت بعصبية :
" افعل ذلك فقط … مفهوم ؟؟ "
قلت باستسلام :
" مفهوم … سيدتي !! "
لحظتها اجتاحتني رغبة بالضحك ، كتمتها عنوة !
و توقفت عن الكلام …
و طوال الوقت ظلت صامتة بشكل لم يرحني … لابد أنها لا تزال غاضبة لأنني تأخرت …
حينما شارفنا على بلوغ المنزل … راودتني فكرة استحسنها قلبي و استسخفها عقلي … لكنني قبل أن أقع في دوامة التردد طرحت السؤال التالي :
" هل … هل ترغبين ببعض البوضا ؟؟ "
طبعا السؤال كان غاية في السخف و الحماقة … لكنني كنت أسيرا للذكريات … ففي تلك الأيام … كنت أغدق العطاء بالبوضا و غيرها على صغيرتي كلما غضبت لإرضائها !
شعرت بالندم لأنني تفوهت بهذه الجملة الغبية … و كنت على وشك الاعتذار إلا أن رغد قالت بمرح و على غير ما توقعت :
" نعم … بالتأكيد ! "
أوقفت السيارة عند محل لبيع البوضا ، قريب من المنزل … و سألتها :
" أي نوع تفضلين ؟؟ "
قالت :
" هل ستتركني وحدي ؟؟ سآتي معك "
و فتحت الباب هامة بالنزول
دخلنا المحل ، و كان يحوي عددا من الناس ، ما جعل رغد تسير شبه ملتصقة بي …
بعد ذلك … انتهى بنا المطاف إلى المنزل ، و لو تركت الساحة لأحلامي لأخذتني مع صغيرتي في نزهة … كما في السابق …
إلا أنني طردتها بعيدا و عدت بالصغيرة إلى المنزل … و أنا مسرور و مرتاح … فرائحة الماضي أنعشت رئتي …
ليت الأقدار لم تفرقني عنك يا رغد …
ليتك تعودين إلي !
ليتنا نتناول البوضا أو البطاطا المقلية سوية … كل يوم …
ما أجملها من لحظات …
و نحن نحمل البوضا اللذيذة برضا و سرور دخلنا إلى داخل المنزل ، ثم إلى غرفة المعيشة … حيث فوجئت بالنار تصهر ما بيدي … و ما بصدري … و ما بجوفي و داخلي …
هناك كان سامر يجلس مع والدي ّ و دانة …
حضر على غير توقع و دون سابق إبلاغ …
حينما رآنا نهض بسرور و جاء يرحب بنا …
نصيبي من الترحيب كان محدودا … مقابل نصيب الفتاة التي تقف إلى جواري … تحمل البوضا في يد ، و الحقيبة في اليد الأخرى …
السعادة المؤقتة التي أوهمت نفسي بها تلاشت نهائيا … و أنا أرى سامر يطوقها بذراعيه …
" اشتقت إليك عروسي ! "
البوضا وقعت و لوثت الأرض …
بل قلبي هو من وقع أرضا و لوثت دماؤه الكرة الأرضية بأكملها …
انثنيت نحو البوضا المنصهرة أود التقاطها …
" دعها بني ، أنا سأرفعها "
و أقبلت أمي لتنظف ما تلوث …
" ملابسك تلوثت وليد "
" حقا ؟ سأذهب لتغييرها "
أهي ملابسي من تأذت ؟؟
و انصرفت مسرعا … لا يحركني شيء غير الغضب و الغيرة المشتعلة في صدري … و رغبة مجنونة في أن أوسع سامر ضربا … إن بقيت انظر إليه دقيقة أخرى بعد …

محال أن أبقى في هذا المنزل ليلة أخرى … و الليلة بالذات … سأرحل و بلا عودة .
بدأت أشعر بأن وليد يهتم بي … إلى حد ما … و هو شعور جعلني أحلق في السماء …
و اليوم ، تأخر عن موعد حضوره للجامعة عصرا ، و بعدما وصل خرجت أنا و بعض زميلاتي كل واحدة في طريقها لسيارتها …
وليد كان يقف قرب حارس البوابة … و هو شخص غير محترم … نبغضه جميعنا..
رأتني إحدى زميلاتي أنظر ناحية وليد فسألتني :

" إلى من تنظرين !؟ "
قلت باستياء :
" من تظنين ؟ الحارس ؟ طبعا إلى ابن عمّي "
قالت و هي تنظر إليه :
" تعنين هذا الرجل ؟؟ "
" نعم "
قالت :

" واو ! كل هذا ابن عمك !؟ حجم عائلي ! "
و ضحكت هي و فتيات أخريات ضحكات خفيفة !
و قالت أخرى :
"ما شاء الله ! مع أنك صغيرة الحجم ! أنت و ثلاث أخريات معك مطلوبات من أجل التوازن ! "
و ضحكن كلهن !
قلت بغضب :
" مهلا فليس هذا هو خطيبي "
ثم ودعتهن على عجل و سرت نحوه …
عندما عدنا إلى البيت و نحن نأكل البوضا باستمتاع ، وجدت سامر هناك فدهشت …
لم يكن قد أبلغنا بأنه قادم ، كما و أنه غير معتاد على الحضور نهاية أسبوعين متتاليين !
أخبرني في وقت لاحق بأنه اشتاق إلي .. و يريد أن نتحدث عن الزفاف المرتقب ، و الذي لم يسعه الوقت للحديث حوله في المرة الماضية …
قضينا أمسية عائلية هادئة لم يشاركنا فيها وليد معللا بآلام معدته المزعجة …
أظن أن السبب هو التدخين !
في اليوم التالي ، أيقظتني أمي لتأدية صلاة الفجر …
عندما رأيتُ عينيها حمراوين متورمتي الجفون ، سألت بقلق :
" أمي .. ماذا هناك ؟؟ "
أمي مسحت براحتها على رأسي و قالت بحزن :
" رحل وليد "
جن جنوني …
و قفزت … و ركضت خارجة من غرفتي … إلى غرفة سامر … فوجدتها خالية … و جلت بأنحاء المنزل غير مصدقة و غير مقتنعة … لا يمكن أن يكون قد رحل !
لقد وعد بألاّ يرحل دون وداعي …
أقسم على ذلك …
تدفقت دموعي كمياه السد المتهدم … تجري بعنف و تدمر كل أمل تصادفه في طريقها … باب المنزل كان موصدا… والدي و سامر قد ذهبا للمسجد … فتحت الباب … و خرجت للفناء مندفعة … ثم إلى البوابة الخارجية … فتحت منها القدر الذي يكفي لأن أرى الموقف خال ٍ من أي سيارات … استدرت … و هرولت أقصد المرآب … والدتي أوقفتني … و أمسكت بكتفي …
" لا داعي يا رغد … لقد ودعنا قبل قليل … "
لا !
لا يمكن أن يفعل ذلك !
لا يمكن أن يختفي من جديد …
صعقت … و انفضت أطرافي … و صحت :
" لماذا لم يودعني ؟؟ "
أمي هزت رأسها بأسى …
صرخت :

" لماذا يفعل بي هذا ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟ "
و مسكت بعضدي أمي بقوة و انفعال … و زمجرت بقوة و عصبية و بكاء أجش :

" لماذا يعاملني بهذا الشكل ؟؟؟ لقد وعد بألا يرحل دون وداعي … إنه كاذب … كاذب … كان يسخر مني … كان يستغفنلي و يهديني البوضا ! … كما فعل سابقا
أنا أكرهه يا أمي … أكرهه … أكرهه … أكرهه




التصنيفات
منوعات

برنامج أحداث النهاية لشيخنا الجليل محمد حسان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
برنامج أحداث النهاية لشيخنا الجليل محمد حسان

خليجية

وفكرة البرنامج رائعة ارجو ان تتابعوا الحلقات يوميا ان شاء الله
وبالنسبه لحجم الحلقات وجودتها ان شاء الله الحجم والجوده مناسبين جدا جدا

الحلقة الاولي
http://www.4shared.com/file/12438627…/1_o.html

الحلقة الثانية

http://www.4shared.com/file/12474460…/2_o.html

الحلقة الثالثة

http://www.4shared.com/file/12475455…/3_o.html

الحلقة الرابعة

http://www.4shared.com/file/12484144…/4_o.html

الحلقة الخامسة

http://www.4shared.com/file/24383404…/5_o.html

الحلقة السادسة

http://www.4shared.com/file/12539457…/6_o.html

الحلقة السابعة
http://www.4shared.com/file/12541385…/7_o.html

الحلقة الثامنة
http://www.4shared.com/file/17002951…/8_o.html

الحلقة التاسعة
http://www.4shared.com/file/12763089…/9_o.html

الحلقة العاشرة
http://www.4shared.com/file/12658525…10_o.html

الحلقة الحادية عشر
http://www.4shared.com/file/12775365…11_o.html

الحلقة الثانية عشر

http://www.4shared.com/file/12779136…12_o.html

الحلقة الثالثة عشر
http://www.4shared.com/file/12783157…13_o.html

الحلقة الرابعة عشر
http://www.4shared.com/file/64612534…14_o.html

الحلقة الخامسة عشر
http://www.4shared.com/file/12786239…15_o.html

الحلقة السادسة عشر

http://www.4shared.com/file/12788096…16_o.html

الحلقة السابعة عشر

http://www.4shared.com/file/12828663…17_o.html

الحلقة الثامنة عشر

http://www.4shared.com/file/15324290…18_o.html

الحلقة التاسعة عشر

http://www.4shared.com/file/12841411…19_o.html

الحلقة العشرون

http://www.4shared.com/file/12461123…20_o.html

الحلقة الواحده والعشرون

http://www.4shared.com/file/12842670…21_o.html

الحلقة الثانية والعشرون
http://www.4shared.com/file/15077959…22_o.html

الحلقة الثالثة والعشرون

http://www.4shared.com/file/15077959…22_o.html

الحلقة الرابعة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12868191…24_o.html

الحلقة الخامسة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12869084…25_o.html

الحلقة السادسة والعشرون
http://www.4shared.com/file/64618527…26_o.html

الحلقة السابعة والعشرون والاخيرة

http://www.4shared.com/file/12891700…27_o.html

ولا اطلب منكم غير الدعوة

والموضوع منقول للامانة




بــاركــ اللهــ فيكي ياا الغالية



التصنيفات
ادب و خواطر

في النهاية انت انسان

°•.♥.•° فـي الــنـهـاي ـه انــت إنســــــا ن °•.♥

°•.♥.•° فـي الــنـهـاي ـه انــت إنســــــا ن °•.♥

الســلام عليـــكمـ ورحمــهــ اللهـ ..

°•.♥.•° فـي الــنـهـاي ـه انــت إنســــــا ن °•.♥.•°

تستطيع أن تحب جميع الناس
ولكن لا تستطيع أن تجبرهم على أن يحبوك ..

°•.♥.•°

تستطيع أن تظلم وتتجبر وتتسلط
ولكن لا تستطيع أن تكون منصف عادل دائماً …

°•.♥.•°

تستطيع أن تصفح وأن تنسى
ولكن لا تستطيع أن تجبر أحد على مسامحتك ..

°•.♥.•°

تستطيع أن تثور تنفجر وتغضب ببساطة
ولكن لا تستطيع أن تمسك بأعصابك ببساطة ..

°•.♥.•°

تستطيع أن تحلم كيفما تشاء ومتى تشاء
ولكن لا تستطيع أن تحقق أحلامك من دون عناء ومتى تشاء ..

°•.♥.•°

تستطيع أن ترتقي إلى قمة المجد والشهرة بسهولة
ولكن لا تستطيع أن تحافظ على نفس مستواك بنفس السهولة ..

°•.♥.•°

تستطيع أن تمنع نفسك من الفرح والسرور
ولكن لا تستطيع أن تمنع نفسك من الحزن والألم ..

°•.♥.•°

تستطيع أن تكون حريصاً حذراً من جور الأيام والغدر
ولكن لا تستطيع أيضا أن تسلم دائماً فلا ينفع الحذر مع القدر ..

°•.♥.•°

هنالك أفعال كثيرة تستطيع أن تقوم بها
وهنالك أيضا أفعال لا تستطيع أن تقوم بها ..

°•.♥.•°

وذلك لسبب بسيط جداً هو لأنـك إنســـــــان .. !!




وين ردوودكم لي تكفووون



ابدااااااااع ..

لا تحرمينا جديدك ..

كلي غموض




طرح رائع يستحق
المشاهده
تسلم الايادي



التصنيفات
منوعات

رواية انت لي كاملة من البداية حتى النهاية,الحلقة10

انت لي : الحلقة العاشرة

ما أن خرجت من السور الضخم العملاق المحيط ببنايات السجن ، حتى وجدت سيارة تقف على الطريق المقابل ، و إلى جانبها يقف رجل عرفت فورا أنه صديقي الحميم سيف …
كنت أسير ببطء شديد ، خشية أن أفيق مما ظننته مجرد حلم … حلم الحرية …
أنظر إلى السماء فأرى الشمس المشرقة تبعث إلى بتحياتها و أشواقها الحارة
و أرى الطيور تسبح بحرية في ساحة الكون … بلا قيود و لا حواجز …
و أتلفت يمنة و يسرة فتلفحني أنسام الهواء النقية … عوضا عن أنفاس المساجين المختلطة بدخان السجائر …
لن أطيل في وصفي لشعوري ساعتها فأنا عاجز عن التصوير …
تعانقنا أنا و صديقي سيف عناقا حارا جدا و لا أعرف لماذا لم تنصهر دموعي ذلك الوقت !
أ لأنني قد استنفذتها في السنوات الماضية ؟؟
أم لأنني كنت في حالة عدم تصديق ؟؟
أم لأنني فقدت مشاعري و تحجر قلبي و تبلد إحساسي …؟؟

" حمد لله على خروجك سالما أيها العزيز "

قال سيف و هو يعانقني وسط بحر من الدموع …

و يدقق النظر إلى تعابير وجهي الغريبة و عيني الجامدة
و أنفي كذلك !

قلت :

" عدا عن كسر بسيط في الأنف ! "

و ضحكنا !

قلت :

" فعلها والدك ؟ "

ابتسم و قال مداعبا :

" والدي و أنا ! بكم تدين لي ؟؟ "

" بثمان سنين من عمري أهديها لك !"

ركبنا السيارة و ابتدأ مشوار العودة … الطويل
كان المقعد جلدي قد أحرقته الشمس ، و ما إن جلست عليه حتى سرت حرارته في جسدي فحركت فيه حياة كانت ميتة …
طوال الوقت ، كنت فقط أراقب الأشياء تتحرك من حولي …
الطريق …
الشارع …
الأشجار
كل شيء يتحرك …
بعد أن قضيت 8 سنوات من الجمود و السكون و الموت …

8 سنوات من عمري ، ضاعت سدى … فمن يضمن لي العيش ثمان سنوات أخرى …
أو أكثر
أو أقل ؟؟
دهشت لدى رؤية آثار الحرب و الدمار … تخرب البلد …
الطريق كان شاقا و الشوارع مدمرة ، و كان علينا عبور مناطق لا شوارع بها وقد حضر سيف بسيارة مناسبة للسير فوق الرمال .
بين الفينة و الأخرى ألقي نظرة على ساعة السيارة ، و دونا عن بقية الأشياء من حولي ،لا أشعر بها هي بالذات تتحرك …
إنني في أشد الشوق لرؤية أهلي … منزلي … مدينتي …
و شديد اللهفة إلى صغيرتي رغد !
آه يا رغد !
ها أنا أعود …
فهل أنا في حلم ؟؟

كانت الشمس قد استأذنت للرحيل على وعد بالحضور صباحا ، لحظة أن فتحت عيني على صوت يناديني …

" وصلنا ! انهض عزيزي "

لم أشعر بنفسي حين نمت مقدارا لا أعلمه من الوقت ، إلا أنني الآن أفقت بسرعة و بقوة …
كان جسدي معرقا و ملتصقا بملابسي و بالمقعد … و مع ذلك لم أشعر بأي انزعاج أثناء النوم …

" وصلنا ! إلى أين ؟ "

قلت ذلك و أنا أتلفت يمنة و يسرى و أرى الدنيا مظلمة … إلا عن أنوار بسيطة تتبعثر من مصابيح موزعة فيما حولي …

قال سيف :

" إنه منزلي يا وليد "

حدقت بسيف برهة ، ثم قلت :

" خذني إلى منزلي رجاءا ! "

سيف علاه شيء من الحزن و قال :

" كما تعرف يا وليد … أهلك قد غادروا … ستبقى معي لحين نهتدي إليهم سبيلا "

قضيت تلك الليلة ، أول ليالي الحرية ، في بيت العزيز سيف .
هل لكم بتصور شعوري عندما وضعت أطباق العشاء أمامي ؟؟
طبخات لم أذقها منذ ثمان سنين ، شعرت بالخجل و أنا مقبل على الطعام بشراهة فيما سيف يراقبني و يبتسم !

" أنا آسف ! إنني جائع جدا ! "

قلت ذلك و أنا مطأطئ بعيني نحو الأسفل خجلا ، إلا أن سيف ضحك و قال :

" هيا يا رجل كل قدر ما تشاء و اطلب المزيد ! بالهناء و العافية "

رفعت بصري إليه و قلت :

" لو تعلم كيف كان طعامي هناك … ! "

هز سيف رأسه و قال :

" انس ذلك … لقد كان كابوسا و انتهى ، الحمد لله "

هل انتهى حقا … ؟؟

رغم أنه كان سريرا ناعما واسعا نظيفا و عطرا ، ألا أنني لم استطع النوم جيدا تلك الليلة …
كيف تغمض لي عين و أنا مشغول البال و التفكير … بأهلي …
و بعد صلاة الفجر ، و حينما عادت الشمس موفية بوعدها ، و اطمأننت إلى أنها صادقة و ستظهر لتشرق حياتي كل يوم ، فتحت النافذة لأسمح بأشعتها للتسرب إلى الغرفة و معانقة جسدي بعد فراق طويل …

رأيت أشياء كثيرة و مزعجة في نومي …
سمعت صوت نديم يناديني …

" انهض يا وليد ، جاء دورك "

كان العساكر يقفون عند باب السجن ينظرون إلي … لم أشأ النهوض …
هززت رأسي معترضا ، لكن نديم ظل يناديني
أفقت ، و فتحت عيني لأنظر إليه ، و أرى السقف و الشقوق التي تملأه ، و تخزن عشرات الحشرات بداخلها …
لكنني رأيت سقفا نظيفا و مزخرف … منظر لم أعتد رؤيته … نهضت بسرعة و نظرت من حولي …

" وليد ! هل أفزعتك ! أنا آسف ! "

كان صديقي سيف يقف إلى جانبي …
قلت و أنا شبه واع ، و شبه حالم :

" أنت سيف ؟ أم نديم ؟؟ هل أنا في السجن ؟ أم … "

سيف مد يده و أمسك بيدي بعطف و قال :

" عزيزي … إنك في بيتي هنا ، لا تقلق … "

خشيت أن يكون حلما و ينتهي ، حركت يدي الأخرى حتى أطبقت على يد سيف بكلتيهما ، و قلت :

" سيف ! أهي حقيقة ؟ أرجوك لا تجعلني أفيق فجأة فأكتشف أنه مجرد حلم ! هل خرجت أنا من السجن حقا ؟؟ "

الآن فقط ، تفجرت الدموع التي كانت محبوسة في بئر عيني ّ

بعد ذلك ، أصررت على الذهاب للمنزل حتى مع علمي بأن أحدا لم يعد يسكنه
و كلما اقتربنا في طريقنا من الوصول ، كلما تسارعت نبضات قلبي حتى وصلنا و كادت تتوقف !
اتجهت نحو الباب و جعلت أقرع الجرس ، و سيف ينظر إلي بأسى
لم يفتحه أحد …
جالت بخاطري ذكرى تلك الأيام ، حينما كانت رغد و دانة تتسابقان و تتشاجران من أجل فتح الباب !
التفت إلى الخلف حيث يقف سيف ، و كانت تعابير وجهه تقول : يكفي يا وليد ، لكنني كنت في شوق لا يكبح لدخول بيتي …
نظرت من حولي ، ثم أقبلت إلى السور ، و هممت بتسلقه !

" وليد ! ما الذي تفعله !؟ "

أجبت و أنا أقفز محاولا الوصول بيدي إلى أعلى السور :

" سأفتح الباب ، انتظرني "

و بعد أن قفزت إلى الداخل فتحت الباب فدخل سيف …

" و لكن لا جدوى ! كيف ستدخل للداخل ؟ "

بالطبع ستكون الأبواب و النوافذ جميعها مغلقة و موصدة من الداخل ، ألا أنني أستطيع تدبر الأمر !

قلت :

" سترى ! "

و انطلقت نحو الحديقة …
لم تعد حديقتنا كما كانت في السابق ، خضراء نظرة … بل تحولت إلى صحراء صفراء جافة …
انقبض قلبي لدى رؤيتها بهذا الشكل …
أخذت أتلفت فيما حولي و سيف يراقبني باستغراب
وقعت أنظاري على أدوات الشواء التي نضعها في إحدى الزوايا ، في الحديقة
كم كانت أوقاتا سعيدة تلك التي كنا نقضيها في الشواء
توجهت إليها و أخذت أحفر الرمال …

" ما الذي تفعله بربك يا وليد ؟؟! هل أخفيت كنزا هناك ؟؟ "

و ما أن أتم سيف جملته حتى استخرجت مفتاحا من تحت الرمال !

تبادلت أنا و سيف النظرات و الابتسامات ، ثم قال :

" عقلية فذة ! كما كنت دائما ! "

و ضحكنا …
كنت أخفي مفتاحا احتياطيا في تلك الزاوية تحت الرمال منذ عدة سنوات …
و أخيرا دخلت المنزل
للحظة الأولى أصابت جسدي القشعريرة لرؤية الأشياء في غير أمكنتها …
تجولت في الممرات و شعرت بالضيق للسكون الرهيب المخيم على المنزل …
عادة ما كان البيت يعج بأصوات الأطفال و صراخهم …
صعدت إلى للطابق العلوي قاصدا غرفة نومي ، حيث تركت ذكريات عمري الماضي … و حين هممت بفتح الباب ، وجدتها مقفلة …

" تبا ! "

توجهت بعد ذلك إلى غرفة رغد الصغيرة ، المجاورة لغرفتي مباشرة .. مددت يدي و أمسكت بالمقبض ، و أغمضت عيني ، و أدرت المقبض ، فلم ينفتح الباب …
كانت هي الأخرى مقفلة
أدرت المقبض بعنف ، و ضربت الباب غيظا … و ركلته من فرط اليأس …
أخذت أحاول فتح بقية الغرف لكنني وجدتها جميعا مقفلة
فشعرت و كأن الدنيا كلها … مقفلة أبوابها أمامي …
عدت إلى غرفة رغد و أنا منهار …
جثوت على الأرض و أطلقت العنان لعبراتي لتسبح كيفما تشاء …

" أين ذهبتم … و تركتموني ؟؟ … "

أغمضت عيني و تخيلت …
تخيلت الباب ينفتح ، فأرى ما بالداخل …
على ذلك السرير تجلس رغد بدفاتر تلوينها ، منهمكة في التلوين …
و حين تحس بدخولي ترفع رأسها و تبتسم و تهتف : وليــــــــد !
ثم تقفز من سريرها و تركض إلي … فألتقطها بين ذراعي و أحملها عاليا !

" أين أنتم ؟ عودوا أرجوكم … لا تتركوني وحيدا … "

كنت أبكي بحرقة و مرارة و عيناي تجولان في أنحاء المنزل و أتخيل أهلي من حولي … هنا و هناك …
و أتوهم سماع أصواتهم …
لقد رحلوا … و تركوا المنزل خاليا و الأبواب مقفلة … و وليد وحيدا تائها …
هل تخلوا عني ؟؟
هل أصبحت في نظرهم ماض يجب نسيانه ؟
مجرما يجب إلغائه من الحسبان ؟؟
كيف يمتنعون عن زيارتي و السؤال عني كل هذه السنين …
ثم يرحلون …
أخرجت الصورتين اللتين احتفظ بهما منذ سنين من أحد جيوبي … و جعلت أتأمل وجوه أهلي و أناديهم … واحدا تلو الآخر كالمجنون …
أبي …
أمي …
سامر …
دانه …
رغد …
لقد عدت !
أين أنتم ؟؟
أجيبوا أرجوكم …

سيف ظل واقفا يراقب عن بعد …
كنت لا أزال جاثيا عند باب غرفة رغد غارقا في الحزن و البكاء المرير … حين لمحت شيئا لم أكن لألمحه لو لم أجثو بهذا الوضع …
من بين دموعي المشوشة للرؤية أبصرت شيئا تحت باب غرفتي
مددت أصابعي و أخرجته ببعض الصعوبة ، فإذا به قصاصة ورق صغيرة مثنية ، و حين فتحتها وجدت التالي :

( وليد ، لقد ذهبت مع أمي و أبي و دانة و سامر إلى المدينة الصناعية . عندما تعود تعال إلينا . أنا أنتظرك كما اتفقنا . رغد )

لكم أن تعذروا سيف للذهول الذي أصابه حين رآني أنهض واقفا فجأة ، و أطلق ضحكة قوية بين نهري الدموع الجاريين !

" وليد !! ماذا دهاك ؟؟ "

نظرت إليه و أنا أكاد أقفز فرحا و قلت :

" إنها رغد العزيزة تخبرني بأنهم في المدينة الصناعية ! هل رأيت شيئا كهذا ؟؟ "

و أخذت أحضن الورقة و الصور بجنون !

سيف قال :

" عقلية … فذة … أظن ذلك ! ! "

و ضحكنا من جديد .

و بعد يومين ، حين رتب سيف أموره للسفر ، انطلقنا أنا و هو بالسيارة ميممين وجهينا شطر المدينة الصناعية …
لقد تكبلنا مشاقا لا حصر لها أثناء الطريق ، إذ أن الشوارع كانت مدمرة و اضطررنا لسلك طرق ملتوية و مطولة جدا …
كما و أننا واجهنا عقبات مع الشرطة المحليين
إنني لمجرد رؤية شرطي ، ارتعش و أصاب بالذعر … حتى و إن كان مجرد شرطي مرور …
لن أطيل في وصف الرحلة ، لم يكن ذلك مهما … فرأسي و قلبي و كلي … مشغول بأهلي و أهلي فقط …
و أولهم … مدللتي الصغيرة الحبيبة …
رغد …
رغد …
أنا قادم إليك أخيرا …
قادم أخيرا …

وصلنا للمدينة الصناعية مساء اليوم التالث ، و قد نال منا التعب ما نال
لذا فإن سيف أراد استئجار شقة نقضي فيها ليلتنا لنبدأ البحث في اليوم التالي …

" ماذا ؟ لا أرجوك ! لا أستطيع الانتظار لحظة بعد ! "

تنهد سيف و قال :

" يا عزيزي دعنا نبات الليلة و غدا نذهب إلى بلدية المدينة و نسألهم عن أهلك ! أين تريدنا أن نبحث الآن ؟؟ نطرق أبواب المنازل واحدا بعد الآخر ؟؟ "

" أجل ! أنا مستعد لفعل ذلك ! "

ابتسم سيف ، ثم ربت على كتفي و قال :

" صبرت كثيرا ! اصبر ليلة أخرى بعد ! "

لم تمر علي ساعات أبطأ من هذه من قبل …
لم أنم حتى لحظة واحدة و أصابني الإعياء الشديد و الصداع
و في اليوم التالي ، وقفنا عند إحدى محطات الوقود ، و ذهب سيف لشراء بعض الطعام و هممت باللحاق به ، لكنني شعرت بالتعب الشديد …
عندما عاد سيف ، التفت نحوي مقدما بعض الطعام إلي :

" تفضل حصتك ! "

هززت رأسيا ممتنعا ، فأنا لا أشعر بأي رغبة في الطعام فيما أنا قد أكون على بعد قاب قوسين أو أدنى من أهلي …
أسندت رأسي إلى المعقد و رفعت يدي إلى جبيني و ضغطت على رأسي محاولا طرد الصداع منه …

" أ أنت بخير ؟؟ "

سألني سيف ، فأجبت :

" صداع شديد "

" خذ تناول بعض الطعام و إلا فإنك ستنهار ! "

و هززت رأسي مجددا …
ثم التفت إليه و قلت :

" هل لي ببعض المال ؟؟ "

أخرج سيف محفظته من جيبه و دفعها إلي … فأخذتها ، و فتحت الباب قاصدا النزول و الذهاب إلى البقالة المجاورة …
ما كدت أقف على قدمي حتى انتابني دوار شديد فانهرت على المقعد …

" وليد ! "

تركت رجلي متدليتين خارج السيارة و أنا عاجز عن رفعهما
سيف أسرع فعدّل من وضعي و سأل بقلق :

" أ أنت بخير ؟؟ "

" دوار … "

أسرع سيف فقرب عبوة عصير من شفتي و قال :

" اشرب قليلا "

رشفت رشفتين أو ثلاث ، و اكتفيت . سيف كان قلقا و ظل يلح علي بتناول بعض الطعام ألا أنني لم أكن أشعر بأدنى رغبة حتى في شم رائحته …
بعد قليل ، زال الدوار جزئيا و فتحت عيني ، و مددت بالمحفظة إلى سيف و قلت :

" هل لي بعلبة سجائر ؟ "

…تتمة…

…تتمة…

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلا ، حينما أشار آخر شخص سألناه عن منزل شاكر جليل ، أبي وليد ، إلى منزل صغير يقع عند المنعطف التالي …

سأل سيف الرجل :

" أ أنت متأكد ؟ شاكر جليل المكنى بأبي وليد ، رجل قدم مع عائلته من وسط البلاد ؟"

" نعم إنه هو و يقيم هنا منذ سبع أو ثمان سنين ! "

لم يكن الشيء الذي يهتز هو قلبي فقط ، بل و أطرافي ، و شعري ، و مقعدي بل و السيارة أيضا !
تبادلنا أنا و سيف النظرات … ثم تحرك بالسيارة ببطء حتى أصبحنا إزاء المنزل مباشرة …

" هيا يا وليد … "

بقيت في مكاني و لم تخرج مني بادرة تشير إلى أنني أنوي النهوض

" وليد ! هيا بنا ! أم تفضل الانتظار حتى الغد فربما يكون الجميع نيام ! "

قلت بسرعة :

" لا لا … مستحيل أن أنتظر دقيقة بعد … "

و مع ذلك ، بقيت في مكاني بلا حراك ، عدا عن الاهتزازات التي تعرفون …

" ما بك ؟ قلق ؟؟ "

" ماذا لو لم يكن المنزل المقصود أو العائلة المعنية ؟؟ هل نستمر في البحث أكثر ؟؟ أنا مجهد جدا "

" هوّن عليك ، ربما وصلنا أخيرا . سنتأكد من ذلك "

كيف لي أن أبقى صامدا قويا و أنا على وشك رؤية أهلي … ؟؟
في داخل هذا المنزل … يعيش أمي و أبي … و أخي و أختي … و الحبيبة رغد !
ربما هم نيام الآن !
لا بد أنهم سيفاجؤون لدى رؤيتي ….
كم أنا مشتاق إليكم جميعا …
إن هي إلا لحظات … و ألتقي بكم !
يا إلهي ! أكاد أموت من الشوق و القلق …
أخرجت الصورتين من جيبي و أخذت أتأمل أفراد عائلتي …
ثم ثبت ّ أنظاري على صورة رغد ، و هي تلون …
رغد …
يا حلوتي الصغيرة …
ها أنا قد عدت …

" دعك من الصورة … و هيا إلى الأصل ! "

قال سيف و هو يفتح الباب و ينزل …
قرعنا الجرس مرارا … حتى خشيت أن يكون البيت قد هجر … و أهلي قد رحلوا … و أملي قد ضاع …

و لكن الباب انفتح أخيرا …

و أطل منه شاب يافع … طويل القامة … نحيل الجسم … مشوّه الوجه بندبة أكدت لي بما لا يقبل الشك … أنه شقيقي الوحيد … سامر ….

" سامر … يا أخي ! "

دخلت في دوامة لا أستطيع وصفها … من الصراخ و الهتاف … البكاء و النحيب … الدموع و العناق …

تلقفتني الأيدي و الأذرع و الأحضان … و أمطرت بالقبل و امتزجت الدموع بالآهات و التهاليل بالولاول … و ما عدت أدرك إن كان أهلي من حولي حقا ؟ أم أنني توهمت خروجهم من الصورة …؟
لقد مضى وقت لا أعرف مقداره و أنا أدور بين أحضانهم في عناق تختلط فيه الدموع …

والدتي لم تقو على الوقوف من هول المفاجأة فجلسنا جميعا قربها و استحوذت على رأسي و ضمته إلى صدرها و جعلنا نبكي بحرارة
و أبي جالس قربي يكرر حمد الله و شكره و يجهش بكاءا
و أخي سامر ممسكا بذراعي من جهة ، و دانة من جهة أخرى
و لم يعد هناك مجال للكلمات …

لا أستطيع وصف المزيد
أنى لذاكرتي أن تستوعب حرارة كهذه دون أن تنصهر ؟؟
أطلقت والدتي سراح رأسي لبعض الوقت … فالتفت نحو دانة
كم كبرت و أصبحت … فتاة مختلفة !
فتحت فمي لأتكلم ، فإذا بالدموع الحارة تتسلل إلى داخله …
و ربما هذا ما منح لساني القدرة على الحركة و النطق …
لكن صوتي جاء مبحوحا خافتا ضعيفا ، كصوت طفل يختنق …

" رغد ؟؟ "

هبت دانه واقفة ، و صعدت عتبات تلي المدخل عتبتين عتبتين ، و أسرعت الخطى ذاهبة لاستدعاء رغد
وقفت في قلق و وقف الجميع معي ، و هم لا يزالون يقتسمون حضني و ذراعي …
كنت أنظر إلى الناحية التي ذهبت إليها دانه … و لو لم أكن مربوطا بالجميع لذهبت خلفها …
لا …
بل لسبقتها …
الآن ستظهر رغد !
هل نفذ الهواء الذي من حولي ؟؟ أنا اختنق …
هل طلعت الشمس في غير موعدها ؟ إنني أحترق …
هل تهتز الأرض من تحت رجلي ؟؟ أكاد أنهار … لولا أنهم يمسكون بي …

ستأتي رغد … سأحضنها … و أحملها على ذراعي … و أؤرجحها في الهواء كما كنت أفعل دائما …

هيا يا رغد … اظهري … تعالي … أسرعي إلي …

و من حيث كنت أحدّق بصبر نافذ تماما ، ظهرت مخلوقة جاءت تركض بسرعة … و توقفت عند أعلى العتبات ….

كما توقفت هي ، توقف كل شيء كان يتحرك في هذا الكون فجأة … بما فيهم قلبي المزلزل …
توقفت عيني حتى عن سكب الدموع ، و عن الطرف …
و تثبتت فوق عيني الفتاة الواقفة أعلى العتبات … تنظر إلي بذهول … فاغرة فاها

هل جرب أحدكم أن يوقف شريط الفيديو أثناء العرض ؟
هكذا توقف الكون عند هذه اللحظة التي ربما تجاوزت القرون طولا …
وجها لوجه … أمام مخلوقة يفترض أن تكون رغد … و لم تكن رغد …
كنت انتظر أن تظهر رغد … تماما كما تركتها قبل ثمان سنين … طفلة صغيرة أعشقها بجنون … تركض نحوي بلهفة … و ترفع يديها إلي بدلال … و تقول :
وليـــد … احملني !

لم أعد أرى جيدا … أصبت بغشاوة من هول الصدمة المفاجئة … و المشاعر المتلاطمة بعنف …
أردت أن أخرج الصورة من جيبي … و أسأل الجميع … أهذه هي صغيرتي رغد ؟؟
لكنني بقيت جامدا متصلبا متخشبا كما أنا …
أول شيء تحرك كان فم الفتاة … ثم إصبعها الذي أشار نحوي ، و بصعوبة و بجهد و بحروف متقطعة قالت :

" و … لـ … يــ … ــد ؟؟؟ "

ثم فجأة ، و دون أن تترك لي الفرصة لأستعد لذلك ، قفزت رغد من أعلى العتبات باندفاع نحوي فحررت ذراعي بسرعة من بين أذرع البقية و رفعتها نحو رغد التي هوت على صدري و هي تهتف

" وليـــــــــــــــــــــــــــ ــــــد "

الآن فقط ، آمنت تماما بحقيقة دوران الأرض حول نفسها …
لقد كنت أنا المحور
و كانت الأشياء تدور من حولي بسرعة …
بسرعة …
بسرعة …

كدنا نهوي أرضا لو لم يسرع أبي و سامر لإسنادنا لكنني لم أكن قادرا على الوقوف
أما رغد …
صغيرتي التي كبرت … فقد كانت ممسكة بي بقوة جعلتني أشعر أنها ستخترق جسدي
بل اخترقته …
لثمان سنين فقط ، أريد لهذه اللحظة أن تستمر …
لثمان سنين ، عادت بي الذاكرة …
لذلك اليوم المشؤوم …
لتلك اللحظة الفظيعة ، التي كانت فيها رغد متشبثة بي بذعر و تكاد تخترق جسدي …
فيما عمّار واقف يبتسم ابتسامة خبيثة و هو يرمي إلي بحزام رغد …
لحظة تذكرت هذا ، أطبقت على رغد بقوة و كأنني أريد حمايتها من مجرد الذكرى الأليمة
و شددت ضغطي أكثر و أكثر … و لو كانت لجسدي قوته و عضلاته السابقة ، لربما سحقت عظامها بين ذراعي …
إلا أنني الآن أشعر بضعف شديد يسري في جسدي ، و أريد أن أنهار

أبعدت رأسها عني قليلا لأتأكد … أنها رغد …
رغم أنها كبرت إلا أن ملامح وجهها الدائري الطفولية ، لا زالت كما هي …

" رغد ! صغيرتي ! "

لقد عشت لأراك ثانية …
و نجوت لأعود إليك …

" آه "

أطلقت هذه الآهة ، ثم خررت أرضا …
أعتقد أنني أصبت بإغمائه لبضع دقائق
عندما فتحت عيني ، رأيت وجوه الجميع من حولي فيما أدمعهم تنهمر و تبلل وجهي و ملابسي الغارقة في العرق …
لم يكن لدي ما هو أغلى من دموع مدللتي رغد و حين رأيتها تسيل على خديها قلت

" لقد عدت ! لن أسمح لدموعك بأن تسيل بعد اليوم ! "

ثم نقلت بصري بين أعينهم جميعا ، و قلت :

" أنا متعب جدا "

و لحظتها فقط انتبهت لعدم وجود سيف …
لا أذكر أنني رأيته بعد قرعنا للجرس ! هل عاد للسيارة ؟ أم ماذا حدث ؟

قلت :

" أين سيف ؟ "

أجاب سامر :

" غادر … قال أنه سيأتي غدا "

و لأنني كنت متعبا جدا جدا ، فسرعان ما نمت بعدما أرخيت جسدي فوق سرير أخي سامر ، و الذي نام على الأرض إلى جواري في غرفته تلك الليلة …

عندما أيقظني سامر وقت صلاة الفجر ، لم أكن قد نلت ما يكفي من الراحة… لذا لم أرافقه و أبي إلى المسجد ، بل أديت صلاتي في الغرفة ذاتها …

أثناء غيابهما للصلاة ، تجولت في المنزل بحثا عن المطبخ فقد كنت شديد العطش و لم يكن البيت كبيرا لذا فإن غرفه و أجزائه متقاربة …
وصلت إلى المطبخ و هناك رأيت شخصا يقف أمام الثلاجة المفتوحة ، موليا ظهره إلي ، و يرتدي حجابا …

لم يكن من الصعب علي أن أستنتج أنها رغد ، من صغر حجمها

" رغد ؟ "

التفتت رغد نحوي بفزع ، إذ أنها لم تشعر بدخولي المطبخ …

" أنا آسف … هل أفزعتك ؟؟ "

أحنت رغد رأسها نحو الأرض و هزته قليلا …

قلت :

" أريد بعض الماء … رجاء ً "
رغد تنحت جانبا موسعة المجال أمامي ، و عندما اقتربت رفعت رأسها فنظرت إلي برهة …

" لقد … كبرت ِ ! "
لم تنطق بأي كلمة ، و نزلت ببصرها أرضا …

قلت :

" لكنك لم تتغيري كثيرا … "
رفعت رأسها مرة أخرى و نظرت إلي ، ثم طأطأته من جديد …

قلت :

" و أنا ؟ هل تغيرت كثيرا ؟؟ "
ترددت قليلا ثم قالت :
" هل بدّلت أنفك ؟ "
ابتسمت ، بل كدت أضحك ، لكنني قلت :

" بدّله الزمن ! هل يبدو سيئا جدا ؟؟ "

رغد قالت دون أن ترفع بصرها عن الأرض :

" على العكس ! "

ثم أسرعت بالخروج من المطبخ …

استدرت و ناديت :

" رغد انتظري … "

ألا أنها اختفت بسرعة !
و بسرعة شربت كمية كبيرة من الماء البارد شعرت بها تجري في فمي و حلقي و معدتي و حتى شراييني !

عدت إلى فراشي و أغمضت عيني …
إنه ليس مجرد حلم …
لقد عدت إلى أهلي أخيرا
عدت إلى رغد …
و حتى و أن كبرت و لم تعد صغيرتي المدللة ، فهي لا تزال محبوبتي التي أعشق منذ الصغر …
و التي أفعل أي شيء في سبيل إسعادها
و التي لا زلت مشتاقا إليها أكثر من أي شخص آخر …
و التي يجب أن أقربها مني أكثر من أي وقت مضى …
فهي …
صغيرتي الحبيبة المدللة …
حلم حياتي الأول …
محبوبتي منذ الطفولة …
قد كبرت أخيرا ….




مشكووووره على الروايه ياعسل

ننتظر جديدك المميز




لهون راح اوقف تحميل الرواية غير ازا في طلب معين انو اكمل لانو طويييييله, بارك الله فيكم جميعا



كم باقي لك اذا ماقدرتي قولي لي باي موقع وانا اكملها

بس على الخاص اوك




بعتلك الموقع حبوبه تمتعي بالقصة :p



التصنيفات
منتدى اسلامي

فى النهاية هى . مصيرك

راقبى افكارك ستصبح كلمات
راقبى كلماتك ستصبح افعالا
راقبى افعالك ستصبح عادات
راقبى عاداتك ستصبح طباع
راقبى طباعك ستصبح مصيرك

******************

(إذا ضاقت بيكى الدنيا لاتقولى عندى هم كبير ,بل قولى عندى رب كبير):rmadeat-55943b70d4:




ونعم بالله يسلمو حياتي كلك ذوق



مشكوره قلبي



مشكورة والله يعطيكى الف عافية



التصنيفات
ادب و خواطر

بداية النهاية

ودعني الشوق على أعتاب نهايتي
وناداني الألم في بدايتي
صعوبة أجدها في تضرعي
وخطورة في دفاتري
لعلي كنت في الليالي…
جديدة بغيضة هي الثواني
كليمة وحيدة هي الآثار
سطور وعبرات على طريقي
وذاك الشبح يسخر مني
فليس لي أن أضاهي قدري
فما من عدل أو جواب
أجده سيدي بين صفحات قلبي
مع كل حرف إلا ذكرياتي
فودعني الشوق إلا والموت يلاحقني
وناداني الألم في وحدتي
ومع ذكراك دامت حياتي



يعطيــــــك العااافيــــــه ع الكلمـــااااات الراااااااائعــــــــه
سلمـــــــــــــــــــت يــــــــــــــــدااااااااكـــ ــ
يــــــــــــالـــغـــــــــــ ــلااااااااااااااااا