التصنيفات
منوعات

تفسير ايات النور سورة الحديد من 15 الى 17

"فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (15)

ذكر الفدية لأنه تكرر في السورة ذكر الإنفاق والدعوة إليه وذكر القرض الحسن والبخل والذين يأمرون به فقال: "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية" وقد كان بإمكانكم أن تفدوا أنفسكم في الدنيا بالإنفاق في سبيل الله فلم تفعلوا، والظاهر أن الفدية ههنا تعني المال وإن كانت الفدية عامة في كل ما يفتدى به فقد قال تعالى: "فدية من صيام أو صدقة أو نسك" البقرة 196

غير أن الذي يرجح معنى المال قوله "لا يؤخذ" ولم يقل (ولا تقبل) والذي يؤخذ هو المال وهو المناسب لجو السورة وما شاع فيها من ذكر للإنفاق والقرض الحسن والله أعلم.

وقال "لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا" مع أن المنافقين من الذين كفروا، ذلك أن المقصود ب "الذين كفروا" هم الكافرون من غير المنافقين وهم الذين أظهروا كفرهم ولم يستروه[1]، فلا تؤخذ الفدية لا من المنافقين ولا من سائر الكافرين الآخرين.

"مأواكم النار" أي هي دار إقامتكم والمأوى الذي تأون إليه، والمأوى يعني الملجأ والمكان الذي يحتمى به، فالنار ملجؤهم الذي يأون إليه.

*** "هي مولاكم"

أي هي التي تتولى أمركم فذكر المأوى والمولى، ذلك أن الشر إنما يأتيهم من جهتين: المأوى والمولى. فقد يكون المأوى سيئا غير أن المولى حسن، وقد يكطون العكس، أما هؤلاء فالنار مأواهم ومولاهم.

وقيل إن معنى "هي مولاكم": "هي أولى بكم … وحقيقة مولاكم محراكم ومقمنكم أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم.. ويجوز أن يراد هي ناصركم أي لا ناصر لكم غيرها، والمراد نفي الناصر على الثبات، ونحوه قولهم (أصيب فلان بكذا فاست الجزع) ومن قوله تعالى "يغاثوا بماء كالمهل". وقيل: تتولاكم كما توليتم في الدنيا أعمال أهل النار" [2]

ويجوز أن يكون اشتقاق (المولى) من الولْي وهو القرب، فيكون معنى مولاكم أي مكانكم عن قرب[3].

والمعنيان مرادان فهي تتولى أمرهم، وهي مكانهم عن قرب، ولم يرد في جهنم (هي مولاكم) إلا في هذا الموطن، وذلك لسببين والله أعلم: السبب الأول أنه ذكر في آية الحديد هذه أن المنافقين تربصوا وغرتهم الأماني حتى الموت فبعد طول الأمل والتربص الطويل كانت النار أقرب إليهم فهم كانوا يستبعدونها وهي أقرب إليهم وأدنى من آمالهم.

والسبب الآخر أن كل الآيات الأخرى التي ورد فيها "مأواه جهنم وبئس المصير" ونحوها إنما قيلت وهم في الدنيا، والدنيا لا تزال غير منقضية، وأما هذا القول فإنه قيل وهم في الآخرة وقد ضرب السور بينهم وبين المؤمنين، وأتاهم العذاب من قبله فالنار قريبة منهم فقال: "هي مولاكم".

*** "وبئس المصير"

وهذه أنسب خاتمة لهم، فقد كانوا في ترقبهم وأمانيهم ينتظرون المصير الحسن والمستقبل المشرق، فكانت لهم الظلمة والمصير الأسوأ.

إن هذه الآيات يتجلى فيها إكرام المؤمنين وإبعاد النصَب عنهم بخلاف المنافقين فإنما يتجلى فيها إرهاقهم وإهانتهم والتهكم بهم.

فقد قال في المؤمنين

1 (يسعى نورهم): ولم يقل (يمشي نورهم) للدلاة على الإسراع بهم إلى الجنة، وهذا إكرام فإن الإبطاء إلى السعادة ليس كالإسراع إليها، وفي الإسراع ما فيه من الإكرام.

2 أنه تعالى أسند السعي إلى النور ولم يسنده إليهم فلم يقل (يسعون) لأن السعي قد يجهدهم، فأسنده إلى النور فدل على أنه يسعى بهم، فهو لم يقل إنهم يمشون، لأن المشي قد يكون فيه إبطاء، ولم يقل يسعون، لأن سعيهم قد يكون فيه إجهاد، ولكنه أفاد السعي من ذكر سعي النور.

3 قال يسعى نورهم، فذكر الفاعل ولم يقل (يُسعى بهم) بالبناء للمجهول وحذف الفاعل فلا يُدرى أيسعون في ظلمة أم في نور، فذكر أن لهم نورا يسعى.

4 أضاف النور إليهم، وهذا فيه أمران: الأول الدلالة على أن هذا النور إنما هو نور المؤمن، وهو يدل على قدر عمله. فهو إهابة بالمؤمن ليعظم نوره ويكثره. ومن ناحية أخرى لم يقل (يسعى النور) فيجعله عاما يستضيء به المنافقون، فجعل لكل مؤمن نوره الذي يستضيء به فلا يشاركه فيه غيره، وهذا إكرام للمؤني وحسرة على المنافقين.

5 قال (بين أيديهم) ومعنى (بين أيديهم) أمامهم، غير أنه لم يقل (أمامهم) لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، فقد تسأل عن قرية فيقال: هي أمامك، وقد يكون النور أمامك و لا تتمكن من الاستضاءة به لبعده فقال (بين أيديهم).

6 وقال (وبأيمانهم) ولم يقل (عن أيمانهم) لأن معنى بأيمانهم أنه ملتصق بالأيمان وليس مبتعدا عنها كما قال تعالى: "وما تلك بيمينك يا موسى17" طه، ولو قال (عن أيمانهم) لدل أنه متراخٍ عن أيمانهم أو منحرف عنها لأن (عن) تفيد المجاوزة، والباء تفيد الإلصاق.

7 قال (بشراكم)، ولم يقل (يقال لهم بشراكم) لأنه أراد ن يجعل المشهد حاضرا ليس غائبا، يُسمع فيه التبشير ولا يُنقل.

8 وأضاف البشرى إلى ضمير المخاطبين لتنال البشرى كل واحد، ولم يقل (البشرى جنات) وهو إكرام آخر.

9 وقال (اليوم) للدلاة على قرب البشرى، وأنها ليست من الوعد البعيد الوقوع، والبشرى كلما كانت أقرب كانت أحب وأدعى إلى المسرة.

10 وقال (جنات) ولم يقل (جنة) للدلاة على أن لكل منهم جنة أو أكثر كما قال تعالى: "ولمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" النازعات.

11 قال: "تجري من تحتها الأنهار" ولم يقل (فيها أنهار) وذلك للدلاة على أنها جارية وليست راكدة، والركود مظنة الأسون، هذا إضافة إلى التمتع بمشهد الجري، ولذلك عندما لم يذكر الجري في قوله: "فيها أنهار من ماء15" محمد. قال (غير آسن) لينفي عنها صفة الأسون، ولما ذكر الجري لم يذكر ذلك لأنه لا حاجة إليه.

12 وقال (الأنهار) ولم يقل (نهر) للدلاة على كثرة الأنهار.

13 قال (خالدين) وهي بشرى أخرى، وقال (فيها) للدلاة على أن الخلود في الجنات وليست الجنة مرحلة أو مكانا ينتقلون منه إلى ما هو أقل سعادة.

14 قال (ذلك هو الفوز العظيم) ولم يقل (ذلك فوز عظيم) وإنما عرف الفوز بأل للدلاة على القصر وعلى أنه لا فوز أعظم منه، ثم جاء بضمير الفصل للزيادة في التوكيد.

ثم إن الأمر يعظم ويكبر بعظم قائله فإن الفوز الذي يذكره طفل أو رجل من ضعفة الناس يختلف عن الفوز الذي يذكره قائد أو ملك. فكيف وقد ذكره ملك الملوك وصفه بالعظمة وقصره وأكده؟

15 ذكر أن المنافقين يقولون (انظرونا) ولم يقولوا (انتظرونا) فإنهم يدركون أنهم لا يسعهم الانتظار، وإنما طلبوا منهم مهلة قصيرة لينظروهم أي ينتظروهم. وفي هذا دلالة على الإسراع بهم إلى الخير والسعادة، فإن الذي يسرع به إلى الخير والسعادة أكرم من الذي يبطأ به.

16 ثم قال (نقتبس) ولم يقل (نقبس) والاقتباس أكثر من القبس، وذلك يدل على عظم النور الذي عندهم.

17 قال (من نوركم) ولم يقل (من النور) وهذا تكريم آخر فإن النور نورهم.

قال (قيل ارجعوا) ولم يقل (قالوا) لأنه أراد ألا ينشغلوا بما لا فائدة فيه من الكلام فتكلم الملائكة أو غيرهم بالنيابة عنهم ولم يشغلوهم بالكلام هما هو أهم، ولم يرهقوهم بكثرة القيل.

19 قال (فضرب بينهم بسور) فحجزوهم عن أولئك السائلين المنافقين.

20 ثم قال (له باب) للدلاة على أنهم غير محتجزين فيه، وإنما ينفذون منه إلى مرادهم.

21 ثم قال (باطنه فيه الرحمة) وهو تكريم آخر وكيف لا وهم في رحمة الله؟

أما دلالتها على إهانة المنافقين وإرهاقهم فهو أو ضح ما يكون:

1 فقد ذكر أن المنافقين والمنافقات يطلبون من المؤمنين أن ينظروهم للاقتبس من نورهم، وهذا يدل على أنهم في ظلمة، وقد قيل إنهم أعطي لهم نور ثم انطفأ[4]

من باب إهانتهم وخديعتهم والاستهزاء بهم كما كانوا يخادعون ويستهزئون في الدنيا. قال تعالى: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم " النساء 142

جاء في تفسير ابن كثير: "ويقول المنافقون للذين آمنوا "انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا" وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال "يخادعون الله وهو خادعهم" فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فيفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب"[5]

2 وقال (قيل ارجعوا) ولم يذكر أن المؤمنين ردوا عليهم، فبنى الفعل لمجهول، وقيل إن القائل هم الملائكة، فهم الذين تولوا الرد عليهم، أما المؤمنون فلا يعنيهم هذا الطلب وإنما هم مشغولون بما هو أهم، وهذا إهانة للمنافقي أن يطلبوا من المؤمنين فلا يجيبوهم وإنما يجيبهم آخرون.

3 وقال (ارجعوا) وهو إهانة أخرى.

4 وقال (وراؤكم) وهو إما أن يكون ظرفا مؤكدا أو يكون اسم فعل بمعنى (ارجعوا) فيكون كأنه قيل لهم: ارجعوا ارجعوا، وهو إهانة ظاهرة.

5 قال (فالتمسوا نورا) وهم يعلمون أن ليس ثمة نور، وهو من باب الاستهزاء بهم.

6 وقال (فضرب بينهم بسور له باب) فحجزوهم عن الحاق بالمؤمنين وهو إهانة ظاهرة.

7 وقال (وظاهره من قبله العذاب) وهي جهتهم.

8 وقال (ينادونهم ألم نكن معكم) فذكر أنه يرفعون أصواتهم من وراء السور ينادون المؤمنين ليلتحقوا بهم، ولكن حيل بينهم وبين ما يريدون.

9 وفي رد المؤمنين عليهم إهانات متعددة، فقولهم لهم: إنكم فتنتم أنفسكم، وتربصتم، وارتبتم، وغرتكم الأماني، وغركم بالله الغرور، كل خصلة منهن إهانة وتبكيت.

10 قوله تعالى: "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا"و "مأواكم النار" "هي مولاكم" "وبئس المصير" كله إهانات وإخبار لهم بما سيلاقونه من سوء العاقبة والمنقلب، نعوذ بالله.

" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ الَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)

*** "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"

(يأني) مضارع (أنى) ومعنى (أنى) حان ونضج، و(ألم يأن للذين آمنوا) معناه ألم يحن لهم ذلك؟

"أن تخشع قلوبهم"

أسند الخشوع إلى القلب، والخشوع أمر مشترك بين القلب والجوارح، فهو يسند إلى الأبصار وإلى الوجوه وإلى الأصوات فيقال: بصر خاشع وجه خاشع وصوت خاشع، كما يسند إلى الشخص كله فيقال: رجل خاشع، أي خاضع، كما قال تعالى: "وكانوا لنا خاشعين90" الأنبياء، وقال "وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل45" الشورى.

والخشوع هو الخضوع والخشية والذل، فخشوع القلب خضوعه وخشيته وجله وتذله، فطلب من المؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، وذكر الله عام، وما نزل من الحق هو القرآن، وكل منهما مدعاة إلى الخشوع والخشية.

فذكر الله مدعاة إلى الخشوع والخشية كما قال تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم2" الأنفال، وقال: "وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" الحج.

والقرآن مدعاة إلى الخشية والوجل كما قال تعالى: "إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا" الإسراء، وقال: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" الحشر، وقال "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" الزمر.

والقرآن ذكر وقد سماه الله ذكرا، فقد حكى عن الكفار قولهم: "أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري10" الطلاق، وقال: "وهذ ذكر مبارك أنزلناه" الأنبياء.

فإذا كان علماء أهل الكتاب يزيدهم القرآن خشوعا، وإذا كان الجبل يتصدع منه خاشعا لله فكيف لا يخشع قلب المؤمن له؟

لقد ذكر ثلاثة أمور كل منها يستدعي الخشية:

1 كون المخاطبين مؤمنين وهذا يستدعي الخشية.

2 ذكر الله وهو مدعاة إلى الخشية.

3 ما نزل من الحق أي القرآن وهو مدعاة إلى الخشية.

وهذه الآية نظير قوله تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" فقد ذكر فيها ذكر الله وذكر آياته.

وقد تقول: إذا كان المراد خشوع القلب فلم لم يقل مثلا: (ألم يأن لقلوب المؤمنين أن تخشع لذكر الله) أو (ألم يأن تخشع قلوب المؤمنين لذكر الله) ونحو ذاك وقال "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"؟

والجواب أن ذلك لجملة أسباب منها: أنه حذرهم من أن يكونوا كالذين أوتوا الكتاب وليس كقلوب الذين أوتوا الكتاب، فقال "ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب" فناسب أن يكون الكلام على المؤمنين بمقابل الذين أوتوا الكتاب.

ومنها أنه قال "وكثير منهم فاسقون" وهذا وصف للأشخاص لا للقلوب فأراد أن يحذرهم من أن يكونوا كالذين أوتوا الكتاب في قسوة القلوب وفسق كثير منهم، فناسب قوله "ألم يأن للذين آمنوا" أن يكون بمقابل الذين أوتوا الكتاب.

ومها أنه ذكر المؤمنين وقلوبهم، وذكر أهل الكتاب وقلوبهم فناسب ذلك ألطف مناسبة. وقال (أوتوا الكتاب) ولم يقل آتيناهم الكتاب لأنه في مقام الذم لهم، ومن سمة التعبير القرآني أنه إذا ذم أهل الكتاب بنى الفعل للمجهول فقال (أوتوا الكتاب) وإذا مدحهم أسند الفعل إلى نفسه تعالى فقال "آتيناهم الكتاب".

*** "فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ"

بين أن طول الأمد يقسي القلوب فحذرنا من أن نكون كذلك فإنه ينبغي أن نتعهد قلوبنا وألا ندع للقسوة سبيلا إليها، وفي ذكر الله وما نزل من الحق غناء وكفاية لحياة القلوب وخشوعها.

وأسند القسوة إلى القلوب وذلك بمقابل إسناد الخشوع إلى القلوب أيضا، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه لم يسند القسوة في القرآن الكريم إلا للقلوب ولم يسندها إلى غيرها، قال تعالى: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة" البقرة، وقال: "ولكن قست قلوبهم" الأنعام، وقال: "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية" المائدة، وقال: "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله" الزمر، وغيرها، وذلك أنه إذا قسا القلب قسا صاحبه وإذا خشع القلب خشعت الجوارح.

وقد تقول: ولم قال "كالذين أوتوا الكتاب من قبل" فذكر (من قبل) ولم يقل (كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد) من دون أن يذكر "من قبل"؟

والجواب أنه لو قال ذلك لم يدل على أن الأولين قست قلوبهم، بل لربما دل على أن المعنين هم المعاصرون لزمن الرسول، فلما قال "من قبل" دل على أن آباءهم الأولين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فما بالك بهؤلاء وقد تطاول عليهم الزمن؟ فذمهم وذم أسلافهم بخلاف ما لو حذف "من قبل"

ثم إنه حذرهم من أن يكونوا كأولئك الأولين فما بالك بالآخرين؟ فيكون التحذير عن التشبه بهؤلاء أشد وأشد.

*** "وكثير منهم فاسقون"

ذكر أن كثيرا منهم فاسقون خارجون عن طاعة الله، ومجيء هذا القول بعد قوله "فقست قلوبهم" يدل على أن قسوة القلب من أيباب الفسوق ودواعيه، وبالمقابل يكون خشوع القلب من أسبابا لطاعة ودواعيها.

وقد تقول: لقد قال في أكثر من موطن إن أكثرهم فاسقون بصيغة اسم التفضيل، وقال ههنا "كثير منهم فاسقون" فما حقيقة الأمر؟ أإن كثيرا منهم فاسقون أم إن أكثرهم فاسقون؟ وما السبب في هذا الاختلاف في التعبير؟

والجواب أنه لا تناقض بين قوله "إن كثيرا منهم فاسقون" وقوله "إن أكثرهم فاسقون" فقوله "إن أكثرهم فاسقون" يعني أن كثيرا منهم فاسقون، وإنما التناقض يكون لو قال (إن قليلا منهم فاسقون) أو (إن أقلهم فاسقون). فقولك (محمد أفضل الناس) لا يناقض قولك (إنه فاضل) وقولك (هو أعلم الناس) لا يناقض قولك (هو عالم) ولكنه يناقض قولك (هو أجهل الناس) أو هو جاهل.

أما لماذا عبر عن ذلك مرة بقوله (كثير) ومرة ب (أكثر) فهذا ما يقتضيه سياق كل تعبير، فإنه يعبر ب (أكثر) إذا كان السياق في تعداد أسوأ صفاتهم والإطالة في ذكرها بخلاف الوصف ب (كثير) فإنه لا يبلغ ذلك المبلغ، وإليك إيضاح ذلك

لقد جاء الوصف ب (أكثر) في موضعين وهما قوله (وإن أكثركم فاسقون59) المائدة، وقوله (وأكثرهم الفاسقون110) آل عمران، وبالنظر في سياق كل من الآيتين يتضح ما ذكرته.

فقد جاء في سورة المائدة: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا الَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِالَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ الَّهِ مَنْ لَعَنَهُ الَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَالَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)" المائدة

ويستمر في تعداد مساوئهم إلى الآية الخامسة والستين (57 65) فناسب قوله (وإن أكثركم فاسقون)

وكذلك الأمر في آل عمران فقد ذكر أهل الكتاب ومساوئهم وأعاد ذكرهم وذكرها أكثر من مرة، من ذلك ما ذكره من الآية الخامسة والستين إلى الآية الثامنة وين، من الآية الثامنة والتسعين إلى الآية الواحدة بعد المائة، عدا المواطن الأخرى المنتشرة في السورة، فناسب أن يذكر ذلك بقوله "وأكثرهم الفاسقون" والله أعلم.

*** اعْلَمُوا أَنَّ الَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)

أمرنا بأن نعلم هذا الأمر أي أن الله هو الذي يحي الأرض بعد موتها وأنه ما كانت لتحيا لولا أن الله يحيها، فهي لا تحيا من الماء بنفسها ولا أن ذاتا أخرى دونه أو معه قادرة على ذلك فالله هو الذي يحي الأرض بعد موتها.

وجه ارتباط الآية بما قبلها ظاهر من جهتين؛ ذلك أنها تمثيل لأثر الذكر والقرآن في القلوب فإنه يحيها كما يحي الغيث الأرض[6]

جاء في (روح المعاني) أن قوله "اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها" "تمثيل ذكر استطرادا لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير من القساوة"[7]

ومن جهة أخرى إن هذه الآية تدل على بعض الأموات وأن الله سيحيهم ويبعثهم كما يحي الأرض. وقد مر قبل هذه الآية ذكر الآخرة وجملة من مشاهدها. وهي كما ترتبط بما قبلها من جهتين ترتبط بما بعدها من جهتين أيضا.

فإنه ذكر بعد هذه الآية أن المصّدقين والمصّدقات يضاعف لهم، وذلك شأن الأرض التي تحيا بالغيث فإنها تضاعف ما يزرع فيها، وقد ذكر الله ذلك في مكان آخر فقال: "مثل واسع عليم

كما إنه ذكر الآخرة بعدها وطرفا من أحوالها، فارتبطت الآية بما قبلها وما بعدها، والله أعلم.

جاء في (تفسير الرازي) أن قوله هذا "تمثيل والمعنى أن القلوب التي مات بسبب القساوة فالمواظبة على الذكر سبب لعود حياة الخشوع إليها كما يحي الله الأرض بالغيث، والثاني أن المراد من قوله "يحي الأرض بعد موتها" بعث الأموات فذكر ذلك ترغيبا في الخشوع والخضوع وزجرا عن القساوة"[8].




بارك الله فيك يالغلا



التصنيفات
منوعات

تفسير سورة النور

سورة النور

خليجيةسُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)
هذه سورة عظيمة من القرآن أنزلناها, وأوجبنا العمل بأحكامها, وأنزلنا فيها دلالات واضحات؛ لتتذكروا- أيها المؤمنون- بهذه الآيات البينات, وتعملوا بها.
خليجية الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)
الزانية والزاني اللذان لم يسبق لهما الزواج, عقوبةُ كل منهما مائة جلدة بالسوط, وثبت في السنة مع هذا الجلد التغريب لمدة عام. ولا تحملكم الرأفة بهما على ترك العقوبة أو تخفيفها, إن كنتم مصدقين بالله واليوم الآخر عاملين بأحكام الإسلام، وليحضر العقوبةَ عدد من المؤمنين; تشنيعًا وزجرًا وعظة واعتبارًا.
خليجية الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)
الزاني لا يرضى إلا بنكاح زانية أو مشركة لا تُقِرُّ بحرمة الزنى، والزانية لا ترضى إلا بنكاح زان أو مشرك لا يُقِرُّ بحرمة الزنى, أما العفيفون والعفيفات فإنهم لا يرضون بذلك، وحُرِّم ذلك النكاح على المؤمنين. وهذا دليل صريح على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب, وكذلك تحريم إنكاح الزاني حتى يتوب.
خليجية وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)
والذين يتهمون بالفاحشة أنفسًا عفيفة من النساء والرجال مِن دون أن يشهد معهم أربعة شهود عدول, فاجلدوهم بالسوط ثمانين جلدة, ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا, وأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.
خليجيةإِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)
لكن مَن تاب ونَدم ورجع عن اتهامه وأصلح عمله, فإن الله يغفر ذنبه ويرحمه, ويقبل توبته.
خليجية وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)
والذين يرمون زوجاتهم بالزنى, ولم يكن لهم شهداء على اتهامهم لهنَّ إلا أنفسهم, فعلى الواحد منهم أن يشهد أمام القاضي أربع مرات بقوله: أشهد بالله أني صادق فيما رميتها به من الزنى, ويزيد في الشهادة الخامسة الدعوة على نفسه باستحقاقه لعنة الله إن كان كاذبًا في قوله.
خليجية وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)
وبشهادته تستوجب الزوجة عقوبة الزنى، وهي الرجم حتى الموت، ولا يدفع عنها هذه العقوبة إلا أن تشهد في مقابل شهادته أربع شهادات بالله إنه لكاذب في اتهامه لها بالزنى، وتزيد في الشهادة الخامسة الدعوة على نفسها باستحقاقها غضب الله، إن كان زوجها صادقًا فى اتهامه لها، وفي هذه الحال يفرق بينهما.




خليجيةوَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
ولولا تفضُّل الله عليكم ورحمته- أيها المؤمنون- بهذا التشريع للأزواج والزوجات، لأحلَّ بالكاذب من المتلاعنين ما دعا به على نفسه، وأن الله تواب لمن تاب مِن عباده، حكيم في شرعه وتدبيره.

خليجية إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)
إن الذين جاؤوا بأشنع الكذب، وهو اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، جماعة منتسبون إليكم – معشر المسلمين- لا تحسبوا قولهم شرًّا لكم, بل هو خير لكم، لما تضمن ذلك مِن تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها والتنويه بذكرها, ورفع الدرجات، وتكفير السيئات، وتمحيص المؤمنين. لكل فرد تكلم بالإفك جزاء فعله من الذنب، والذي تحمَّل معظمه، وهو عبد الله بن أُبيِّ ابن سلول كبير المنافقين- لعنه الله- له عذاب عظيم في الآخرة، وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار.
خليجية لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)
هلا ظن المؤمنون والمؤمنات بعضهم ببعض خيرًا عند سماعهم ذلك الإفك، وهو السلامة مما رموا به، وقالوا: هذا كذب ظاهر على عائشة رضي الله عنها.
خليجية لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) خليجية
هلا أتى القاذفون بأربعة شهود عدول على قولهم، فحين لم يفعلوا ذلك فأولئك هم الكاذبون عند الله.
خليجية وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) خليجية
ولولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته لكم بحيث شملكم إحسانه في دينكم ودنياكم فلم يعجِّل عقوبتكم، وتاب على مَن تاب منكم, لأصابكم بسبب ما خضتم فيه عذاب عظيم.
خليجية إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) خليجية
حين تتلقفون الإفك وتتناقلونه بأفواهكم، وهو قول باطل، وليس عندكم به علم، وهما محظوران: التكلم بالباطل، والقول بلا علم، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا، وهو عند الله عظيم. وفي هذا زجر بليغ عن التهاون في إشاعة الباطل.
خليجية وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) خليجية
وهلا قلتم عند سماعكم إياه: ما يَحِلُّ لنا الكلام بهذا الكذب, تنزيهًا لك – يارب – مِن قول ذلك على زوجة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كذب عظيم في الوزر واستحقاق الذنب



خليجيةيَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) خليجية
يذكِّركم الله وينهاكم أن تعودوا أبدًا لمثل هذا الفعل من الاتهام الكاذب، إن كنتم مؤمنين به.

خليجية وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) خليجية
ويبين الله لكم الآيات المشتملة على الأحكام الشرعية والمواعظ، والله عليم بأفعالكم، حكيم في شرعه وتدبيره.
خليجية إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) خليجية
إن الذين يحبون شيوع الفاحشة في المسلمين من قَذْف بالزنى أو أي قول سيِّئ لهم عذاب أليم في الدنيا بإقامة الحد عليهم، وغيره من البلايا الدنيوية, ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا، والله- وحده- يعلم كذبهم, ويعلم مصالح عباده، وعواقب الأمور، وأنتم لا تعلمون ذلك.
خليجية وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) خليجية
ولولا فَضْلُ الله على مَن وقع في حديث الإفك ورحمته بهم, وأن الله يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم, لما بيَّن هذه الأحكام والمواعظ، ولَعاجل مَن خالف أمره بالعقوبة.

خليجية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) خليجية
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تسلكوا طرق الشيطان، ومَن يسلك طرق الشيطان فإنه يأمره بقبيح الأفعال ومنكراتها، ولولا فَضْلُ الله على المؤمنين ورحمته بهم ما طَهُرَ منهم أحد أبدًا مِن دنس ذنبه، ولكن الله- بفضله- يطهر من يشاء. والله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم.
خليجية وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) خليجية
ولا يحلف أهل الفضل في الدين والسَّعَة في المال على ترك صلة أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين، ومنعهم النفقة؛ بسبب ذنب فعلوه, ولْيتجاوزوا عن إساءتهم، ولا يعاقبوهم. ألا تحبون أن يتجاوز الله عنكم؟ فتجاوزوا عنهم. والله غفور لعباده، رحيم بهم. وفي هذا الحثُّ على العفو والصفح، ولو قوبل بالإساءة.
خليجية إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) خليجية
إن الذين يقذفون بالزنى العفيفات الغافلات المؤمنات اللاتي لم يخطر ذلك بقلوبهن، مطرودون من رحمة الله في الدنيا والآخرة, ولهم عذاب عظيم في نار جهنم. وفي هذه الآية دليل على كفر من سبَّ، أو اتهم زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بسوء.
خليجية يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) خليجية
ذلك العذاب يوم القيامة يوم تشهد عليهم ألسنتهم بما نطقت، وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما عملت.
خليجية يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) خليجية
في هذا اليوم يوفيهم الله جزاءهم كاملا على أعمالهم بالعدل، ويعلمون في ذلك الموقف العظيم أن الله هو الحق المبين الذي هو حق, ووعده حق، ووعيده حق، وكل شيء منه حق، الذي لا يظلم أحدًا مثقال ذرة.
خليجية الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) خليجية




خليجيةالْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) خليجية
كل خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للخبيث وموافق له, وكل طيِّب من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للطيب وموافق له, والطيبون والطيبات مبرؤون مما يرميهم به الخبيثون من السوء، لهم من الله مغفرة تستغرق الذنوب، ورزق كريم في الجنة.

خليجية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) خليجية
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا أهلها في الدخول وتسلموا عليهم وصيغة ذلك من السنة: السلام عليكم أأدخل؟ ذلكم الاستئذان خير لكم ؛ لعلكم تتذكرون- بفعلكم له- أوامر الله، فتطيعوه.
خليجية فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) خليجية
فإن لم تجدوا في بيوت الآخرين أحدًا فلا تدخلوها حتى يوجد مَن يأذن لكم، فإن لم يأذن، بل قال لكم: ارجعوا فارجعوا، ولا تُلحُّوا, فإن الرجوع عندئذ أطهر لكم؛ لأن للإنسان أحوالا يكره اطلاع أحد عليها. والله بما تعملون عليم، فيجازي كل عامل بعمله.
خليجية لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) خليجية
لكن لا حرج عليكم أن تدخلوا بغير استئذان بيوتًا ليست مخصصة لسكنى أناس بذاتهم, بل ليتمتع بها مَن يحتاج إليها كالبيوت المُعَدَّة صدقة لابن السبيل في طرق المسافرين وغيرها من المرافق, ففيها منافع وحاجة لمن يدخلها، وفي الاستئذان مشقة. والله يعلم أحوالكم الظاهرة والخفية.
خليجية قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) خليجية
قل – أيها النبي – للمؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا لا يحلُّ لهم من النساء والعورات، ويحفظوا فروجهم عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط، وكشف العورات، ونحو ذلك، ذلك أطهر لهم. إن الله خبير بما يصنعون فيما يأمرهم به وينهاهم عنه.
خليجية وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) خليجية
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن عمَّا لا يحلُّ لهن من العورات، ويحفظن فروجهن عمَّا حَرَّم الله، ولا يُظهرن زينتهن للرجال، بل يجتهدن في إخفائها إلا الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها، إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، وليلقين بأغطية رؤوسهن على فتحات صدورهن مغطيات وجوههن؛ ليكمل سترهن، ولا يُظْهِرْنَ الزينة الخفية إلا لأزواجهن ؛ إذ يرون منهن ما لا يرى غيرهم. وبعضها، كالوجه، والعنق، واليدين، والساعدين يباح رؤيته لآبائهن أو آباء أزواجهن أو أبنائهن أو أبناء أزواجهن أو إخوانهن أو أبناء إخوانهن أو أبناء أخواتهن أو نسائهن المسلمات دون الكافرات, أو ما ملكن مِنَ العبيد، أو التابعين من الرجال الذين لا غرض ولا حاجة لهم في النساء، مثل البُلْه الذين يتبعون غيرهم للطعام والشراب فحسب، أو الأطفال الصغار الذين ليس لهم علم بأمور عورات النساء، ولم توجد فيهم الشهوة بعد، ولا يضرب النساء عند سَيْرهن بأرجلهن ليُسْمِعْن صوت ما خفي من زينتهن كالخلخال ونحوه، وارجعوا- أيها المؤمنون- إلى طاعة الله فيما أمركم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة، واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة؛ رجاء أن تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.



خليجية وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) خليجية
وزوِّجوا- أيها المؤمنون- مَن لا زوج له من الأحرار والحرائر والصالحين مِن عبيدكم وجواريكم، إن يكن الراغب في الزواج للعفة فقيرًا يغنه الله من واسع رزقه. والله واسع كثير الخير عظيم الفضل، عليم بأحوال عباده.
خليجية وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) خليجية
والذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم أو غيره فليطلبوا العفة عمَّا حَرَّمَ الله حتى يغنيهم الله من فضله, وييسر لهم الزواج. والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه. ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى طلبًا للمال، وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن العفة وأنتم تأبونها؟ وفي هذا غاية التشنيع لفعلهم القبيح. ومن يكرههنَّ على الزنى فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن، والإثم على مَن أكْرههن.
خليجية وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) خليجية
ولقد أنزلنا إليكم- أيها الناس- آيات القرآن دلالات واضحات على الحق, ومثلا من أخبار الأمم السابقة المؤمنين منهم والكافرين، وما جرى لهم وعليهم ما يكون مثلا وعبرة لكم, وموعظة يتعظ بها من يتقي الله ويَحْذَرُ عذابه.
خليجية اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) خليجية
الله نور السموات والأرض يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما، فهو- سبحانه- نور، وحجابه نور، به استنارت السموات والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض. مثل نوره الذي يهدي إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها- كوكب مضيء كالدُّر، يوقَد المصباح من زيت شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، بل هي متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق الزيت على نور من إشعال النار، فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه. والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء.




التصنيفات
ادب و خواطر

سكنت النور

أتعجبون؟!

أحسست بالاختناق

أردت أن أستبدل هذه السماء

بسماء حقيقية..شفافة..صافية

بسماء أرى انعكاس البحر فيها

أرى خيوط الشمس فيها

بسماء يختلف ليلها عن نهارها

تتباهى نجومها .. و يبتسم قمرها

بعيدا عن كل هذه الذرات الجاثمة هنا

لا تفرق بين اليوم و الأمس

لا يختلف غدها عن الذي قبله

تشكو أقدام المارة .. دون أن تفكر لماذا؟!

سئمت

نعم سئمت هذه الظلمات

فأنا خلقت في الضياء .. و حولي نسمات الحياة

سأرتفع عن ها هنا

ها هي ملامح البحار .. و ظلال صنعتها الأنوار

سأرتفع أكثر

ها هي الحياة ..

مضيئة.. نقية .. فسيحة

و ها هي الأمواج .. كما سمعت عنها دوما

ترتمني بين الشطآن ..

و أرى المياه بيضاء

و السماء زرقاء

و الكون مشمس نهارا

يستمد ضياء من الأنجم ليلاً

و القمر يتعهده كل شهر بالزيارة ..

أين تلك الخبايا التي يعظمونها ؟!

و أين ذلك النحيب الذي شكى الأقدام تدوس الرمال ؟!

ليس لها مكان بين نبضات الحياة هنا

ستبقى مجرد زفرات .. حبيسة تلك الطبقات

المتشكلة من الذرات

و تتراءى أمامي الآية : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "

سكنت النور

و لن أرضى أن أكون بين الرماد

فلماذا تعجبون ؟!




يسلمو



يعطيك الف عافيه

ياعمري




التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

أطفئ النور ليلاً للحفاظ على صحة أطفالك!!

بسم الله الرحمن الرحيم
أطفئ النور ليلاً للحفاظ على صحة أطفالك
خليجية

أشارت دراسات جديدة توصل إليها فريق من الباحثين في جامعة تكساس أن زيادة تعرض الأطفال لمصادر الإضاءة الاصطناعية خلال فترة الليل تؤدي إلى انخفاض قدرة جسم الطفل على إنتاج الميلونوين الذي يعتقد أن نقصه يؤدي الى إصابة الأطفال بمرض اللوكيميا.

وتضيف الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق القطبية وفاقدي البصر لديهم نسب أكبر من الميلونوين ونسبة الإصابة بالسرطان منخفضة جداً عندهم. وتشير الدراسة الى أن حوالي 500 طفل دون سن الخامسة عشرة يصابون بسرطان الدم المسمى باللوكيميا في بريطانيا ويموت منهم 100 كل عام.
دمتم فى حفظ الله




خليجية



التصنيفات
منوعات

سلسلة رحلتي إلى النور المشتاقة لله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابذري البذور ولا بد انها ستنبت يوما ما
كل شيء عنده بمقدار
اما هذه قصتي كما وعدت ان اكتبها وان كانت لا تهم الكثير فاني اعتز بها كثيرا فكلما تذكرت قصتي علمت ان الله اصطفاني بالهداية على كثير من الخلق فاعلم انه يجب ان اديم الشكر لله عزوجل….
قصتي كان فيها الكثير منذ الصغر طبعا لن اسردها كلها لاني ان سردتها احتاج الى مئات الصفحات والكلمات سبحان الله .
اما عن قصتي فهي كالاتي:
ولدت في المملكة العربية السعودية وقضيت فيها اثنى عشرة سنة من عمري بمعنى انها اكثر مما قضيته في بلدي الاصلي الى الان وبالتالي فقديما منذ 19 عاما كانت هذه الدولة تتمتع بالتزام لايضاهيه التزام دينيا ولذلك نشأنا نعرف الدين مع بعض رواسب الجاهلية مثل الكثيرين هناك كان الالتزام بالنقاب كحجاب شرعي نشات رايت امي وابي يعرفون الله لا يفوتون فرض ولله الحمد عرفا بحسن الاخلاق والالتزام وحب الناس لهما الى يومنا هذا……
كان لهما اكبر الاثر في حبي للدين دائما كانت امي تذاكر معي مواد التوحيد والفقه والتجويد الى ذلك وطبعا الحفظ الذي نأخذه في المدرسة……
اما ريم فعرفت من صغرها بانها بنت مرحة وجريئة احيانا بجرئة زائدة تحب المشاكسة ومع ذلك كانت خجولة جدا ولهذا كانت دائما تشعر انها وحدها ولم يكن لها الحديث الرائع بين البنت وامها نتيجة ذلك الخجل والى الان للاسف….
كنت دائما احب الدين احب حفظ القران والاحاديث والتجويد وجميع العلوم الشرعية واحافظ دوما على الصلاة منذ كان عمري 4 سنوات او 5 تقريبا وهذا يرجع فيه الفضل الى الله عزوجل ثم ابي وامي…
كانت هناك مراحل حزينة في حياتي ومراحل جميلة ..
لا اريد نسيان الحزين واريد ان تزيد المراحل الجميلة في حياتي…
عندما كنت في سن السبع سنوات او الثمان اصرت ان البس الباس الاسود والعباءة والطرحة واكون مثل امي ولطالما احبت وتمنيت لبس النقاب حتى اني كنت اول فتاة صغيرة السن هكذا تلبس هذا الزي الاسود ( ولكن دون النقاب للاسف) …
هناك فترة في حياتي لا اتذكر منها شيء او على الاقل الان لا اتذكرها لربما يوما ما اتذكرها فاقصها على بعض اخواتي ان احيانا الله عزوجل….
اما في يوم من ايام حياتي لا ادري متى كان بالضبط ولكنه كان منذ زمن بعيد جدا تقريبا وانا في الرابعة او الخامسة الابتدائي رايت رؤيا والله غيرت اشياء كثيرة في حياتي ليس في وقتها ولكن بعدما كبرت وكلما تذكرتها فاضت عيناي ولا ادري اكانت حقا ام ماذا….
اما الرؤيا فكانت اني كنت في مكان شديد الظلام لم ارى مثله قط الا في رؤيا اخرى فيما بعد ، وحينها كنت جالسة على الارض لا ادري ماكنت ما افعل فاذا بشخض شديد بياض الثياب وجهه كانه القمر يوم تمامه واذا بابتسامة على وجهه لا انساها ما حيت جاء من بعيد جدا حتى انتهى الي من ثم وضع كفه اليمنى على راسي وانا جالسة كما انا واخذ يدور حولي وهو يقول اشياء و كلما زاد في الكلام تهل وجهه اكثر فاخذت ابكي وابكي وابكي وانا لا افهم ما يقول وهكذا حتى ذهب فسالت من هذا فقيل لي
هو……..




فقيل لي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ….
تلك الرؤيا استيقظت منها وانا ابكي ولا ادري ما هذا لا اخفيكم سرا شعرت ان شيئا ما ينتظرني كنت خائفة كثيرا والله المستعان …

لم تؤثر فيا كثيرا هذه الرؤيا الا فيما بعد فهذه الرؤيا كانت بداية تفكير عميقة لماذا كانت هذه الرؤيا ….وكانت الانطلاقة ولكن كان عندي وقتها 13 او 14 سنة كنت في الثالث الاعدادي ( وكنا عندما نعود الى بلدنا مصر نخلع الحجاب ولا ادري لما ..وامي كانت تخلع النقاب الذي كان ترتديه هناك لانها لم تكن منتقبة اصلا ولكن لمجرد التقاليد هناك ( الله المستعان)…وفي هذا الوقت قررت لبس الحجاب دون قول من اي احد او اجبار او اي شيء فليس عندنا اجبار في اي شيء ولكن هناك حرية بحدود ولله الحمد والمنة ولكن كان ايضا هناك لا تخرجي بقصير او ضيق او او او ….. ولم نكن نفعل هذا اصلا فطريا نتيجة اننا تربينا على ذلك وعلى الخجل والحياء من صغرنا…

وكانت هذه هي البداية في رمضان تلك السنة قررت لبس الحجاب ولله الحمد لبسته وكنت طائرة من الفرحة رغم ما سمعته من كلام الاقارب والغرباء ايضا ولكن ثبتني الله بفضله فلله الحمد والشكر…وكانت تلك بداية المشوار..

اما عندما دخلت الثانوي رايت العجب العجاب وتعرفت على بنات سبحان الله منهم من هم مثلي ومنهم من هم لا ادري والله ما اقول الله المستعان على تربيتهم….

سبحان الله ما وجدت من افعال تلك الفتيات ولباسهن ومشيهم مع اولاد عادي جدا وكانه زوجها او اخوها وارى من التجاوزات ما يندى له الجبين …

وللاسف بحكم ( من عاشر القوم اربعين يوم بقى منهم هههههههه)….كنت قد تأثرت بطباع غاية في …….. هي في الواقع من الممكن ان تكون عادية عند كثير من الناس ولكهنا بالنسبة لي والله عانيت منها كثيرا كثيرا والى الان احاول التخلص منها فلو تعلمن كم كنت اعيش في هذه الفترة من الصراعات النفسية بين تربتي وبين ما اراه من هؤلاء الفتيات يالله … لم اكن اوافق يوما ما على ما يفعلون ولكن وقتها لم يكن لدي علم شرعي ولا شيء ابدا غير ما رباني عليه والدي بارك الله لي في عمرهما …كلما كانوا يفعلون شيء خاطىء اقول يا جماعة هذا خطأ ولا يصح ماذا تفعلن … وما ادراكن ما كان يحدث من استهزاء ومعارضة الخ …

ولكن سبحان الملك الجليل اراد الله بي خيرا كثيرا فقد حماني الله من كثير من الاشياء التي كانت من الممكن ان تكون سبب في ان اعيش حياة اتعس من اي حياة تعيسة على وجه الارض ….

وفي الثاني الثانوي كانت المفاجأة الكبرى لاهلي الا وهي….




وفي الثاني الثانوي كانت المفاجأة الكبرى لاهلي الا وهي….

اني في الثاني الثانوي قررت منع الاغاني والمعازف بشتى الانواع من حياتي وان ارتدي الخمار ( في مصر الخمار شيء مثل الاسدال ولكن يلبس على الراس ونسدل الى الخصر ولا يغطي الوجه) وكان هذا القرار نتيجة سماعي عمرو خالد وقت ما كان يقول الحق في البداية ( ولعلم لم اعد احب سماعه ابدا وعندما انصح احد جديد في الالتزام انصحه الا يسمعه لانه متبني فكر فئة او جماعة معينة من الجماعات بالاضافة الى ما سمعته منه فيما بعد من اشياء مخالفة للشرع والسنة) المهم يجب ايضا ان نعترف بفضل الله علينا وانه جعل سبب ما لهدايتنا المهم سمعت منه وقتها ما اعجبني( وليس من عادتي ان اقتنع باي احد الا ان اعرف سيرته وحياته واي فكر يتبع ..ولكن الله المستعان وقتها) عامة احبت ان اتخذ خطوة جديدة واخذتها وقلت لامي سالبس الخمار يا امي قالت لي روحي البسي ولم تكن معارضة ابدا وابي ايضا ولله الحمد والمنة ولم اقف عند اتخاذ القرار واجلس لا بل قررت ونفذت بفضل الله وقدرته فارتديته وبطلت سماع الاغاني ولم اقف لا
…بل كانت المفاجاة….




جعلت صديقتي والتي هي توأمي ( كانت معي في المدرسة الثانوية وهي كانت مثلي بالضبط في كل شيء لدرجة انهم في المدرسة كان يخلطون بيننا من شدة الشبه والافعال وغيرها وساعود لاقص قصتها فيما بعد باذن الله) جعلتها تلبسه ايضا ويا الله لا اوصف لكن فرحتي حينها والله احسست جدا بمعنى ( فو الله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) فرحت بها جدا وذهبنا اليوم التالي للمدرسة ويالها من فرحة رايتها في عيون معلماتي ….

وخاصة معلمة الدين التي كان لها فضل عليا كبير بعد الله تبارك وتعالى فهي من قادتني واخذت بيدي وقتها وكانت دائما تحرضنا على الاهتمام بالدين والحفظ والدراسة بجد في كل شيء ( وكما ذكرت سابقا كنت عندما احفظ القران اكون متقنة جدا ولله الحمد هذا من فضل ربي ) فكانت تحبني جدا وتقول سيكون لك شأنا يوما ما ولم افهم قولها ولكني فرحت به جدا لاني كنت احبها في الله جدا بعيدا عن الدراسة وغيرها وبما انها كانت تعطي اختي التي هي اكبر مني في نفس المدرسة فلما علمت اننا شقيقات لم تصدق ههههههههه( بحكم ان اختي هادئة جدا ومسالمة وانا شريرة ومشاكسة ) ولكن الحمد لله فقد دعت لي ولاختي ولاختي الاخرى واجمل شيء دعت ان يبارك الله فينا وفي والدينا وان يجعلنا من اهل الدين واهل الجنة ….فاحبها كثيرا ولكنها في تلك السنة سافرت لتعمل في قطر معلمة دين ايضا وياله من وداع كان اسوء وداع في حياتي وقتها جلست ابكي ثلاثة ايام وكلما اذهب للمدرسة كنت اتذكرها وابكي اشد البكاء فاسال الله ان يجمعني بها في الجنة باذنه ….

ارتديت الخمار في رمضان الصف الثاني الثانوي وحينها ادركت ان رمضان بالنسبة الي صار شهر مختلف واصريت ان يكون كل رمضان من كل سنة مختلف وفيه طاعة جديدة كبيرة ترضي الله عني وعن اهلي جميعا وبالفعل…

ارتديته في رمضان وارتدته توأمي هذه وفرحنا كثيرا وفرح بي المعلمين والمعلمات وباركوا لاهلي ولكن …

هل سيترك الشيطان تنعمين بالفرحة ؟؟؟.

طبعا لا والف لا فلم يكن الشيطان بهذه الفرحة ولكن وسوس الى الكثير من اقاربي ومنهم اخوتي ان دائما يقولي لي شكلك مثل البوابين ههههههههه شكلك مثل بائعات الخضار ههههههههه والى ذلك من الاستهزاء على امل اني ساخلعه واتخلى عن قراري ولكن امي وابي كانوا دائما يشجعوني بارك الله في اهلي جميعا والحمد لله ان اعطاني الله نعمة احيانا اشعر انها نعمة واحيانا اشعر انها نقمة اني لا اقتنع براي احد غير راي الذي اكون قد بنيته على اساس ديني بحت وبحث عميق في الشيء الذي من خلاله اتخذت هذا الراي وهذا القرار…

انتهت تلك المرحلة وانا قد ارتديت الخمار ونزعت الموسيقى من قلبي وبدات حفظ القران من جديد وحدي ودون مساعدة احد في ذاك الوقت و جعلت توأمي بفضل الله ترتديه وانتهت هذه المرحلة…

ومع نهاية السنة قررت لبس الاسدال ولبسته ولم يعارض اهلي ابدا وسبحان الملك الجليل اول ما ارتديته اعجب به جميع الناس حتى اني كنت ارى في عيونهن غبطة على مظهري ولله الحمد والمنة ….

وفي ذلك الوقت كان عندي داء ومازلت ولكنه داء جميل ولا اريد له دواء ابدا الا وهو اني كنت احب المنتقبات كثيرا من صغري واحب النقاب جدا جدا حب وضعه الله في قلبي فطريا واحب ان انظر لكل اخت منتقبة كيف ترتدي النقاب ( ههههه) وتعرفت على احدى صديقاتي الان وكانت اصغر مني بسنة ومعي في المدرسة كانت ترتديه وتعرفت على صاحبة اختي وهي اكبر مني بسنة وترتديه وحينها قررت ان ابحث عن كل ما يخص النقاب من احاديث وادلة وكل شيء حتى اذهب الى امي واطلب منها ان ارتديه وبالفعل دخلت على النت واتيت بكل شيء لا لاقنع نفسي وانما لاقنع اهلي وكان اكبر عوامل حبي للنقاب الفخر والعزة والهيبة والوقار الذي كنت اشعر به في صديقاتي او في اي اخت منتقبة على حق وايضا العامل الكبير والشخص الذي احبه من كل قلبي واتمنى يوما ان القاه في الحقيقة واقبل يده واعتبره ابي الثاني الا وهو الشيخ محمد حسين يعقوب بارك الله في عمره وعلمه وحفظه من كل شر وسوء كان دائما يقول النقاب فرض فرض فرض ولا غنى عنه والمؤمنات فقط هم من يلبسون النقاب دون ان يبحثوا عن ادلة الفرضية او كذا لانهن يؤمن بالله وقضائه دون بحث وراء الحكمة من امر الله تعالى وسبحان الله قررت وقتها ان ايبنى تلك القضية وادافع عنها ما بقي لي من الحياة والى الان الحمد لله لازلت حاملة على عاتقي هذه القضية ان اوصلها لكل بنت اعرفها ولاهلي وسبحان الله ارى بشائر ساخبر عنها الفترة القادمة من الحديث …

المهم لم اؤجل الكلام كثيرا ولا طرح الموضوع على امي ولكن حدثت المفاجأة الكبرى ………




ولكن حدثت المفاجأة الكبرى ………
وجدت من امي وابي واخوتي معارضة هائلة وكاني قلت اني سانتحر او شيء هكذا …

وكانت الصدمة بالنسبة لي واخذت ابكي بكاءا شديدا( وليس من عادتي ان ابكي امام اهلي ابدا مهما كنت سانفجر ولكن كنت اذهب الى اي مكان لايوجد فيه احد وانفجر كما اشاء) جلست اقول ياربي لماذا لا يوافقون هل هذا شيء خاطىء اشمعنى وافقوا على الخمار والاسدال انا مش عايزة دول انا عايزة البس النقاب والله اتذكر في اليوم ذاك جلست ابكي الى نمت من شدة التعب واصبحت اليوم الثاني ذهبت للمدرسة وانا مصابة بكآبة شديدة ولست على عادتي وعدت الى المنزل وظلت على حالتي تلك اكثر من ثلاثة ايام لا اتكلم مع احد وبعدها كنت اسمع الشيخ محمود المصري ومحمد حسين يعقوب وهم يتكلمون عن فن الدعوة والحلم والصبر على الاذى وعلى رد الاهل لك فقلت ساصبر ( وكنت في بداية الالتزام وحدي في البيت اريد الالتزام والكل معارض لسبب واحد فقط مايحدث في البلد للملتزين من شبهات والى غير ذلك…… ولكن لم اكن مقتنعة اصلا اني سيحدث لي شيئا الا بامر الله ولله الحمد) المهم صرت على هذا المنوال ثلاث سنوات …

وبعد ان لبست الاسدال اعجب به كل الناس ولله الحمد اعجبت به اخواتي كثيرا فارتدته اختي الكبرى ولله الحمد بعد ان كانت تلبس كباقي البنات وهي متزوجة وزوجها فرح كثيرا حينها والى الان هي ثابتة عليه ولله الحمد…

بعدها بمدة ليست بالكبيرة اختي الصغيرة ارتدته ايضا ( لا اخفيكم سرا اختي هذه اصغرنا وهي اصغر مني بعام واحد ولكن هي قريبة جدا مني واشعر اني اتأثر بها وهي تتأثر بي ولله الحمد ومن يراها يقول انها في الثالث الابتدائي ههههههه ربي يبارك فيها ويحفظها ) المهم انها ارتدته وبقيت اختي الاكبر مني بعامين وكانت يعني الله المستعان هي خلوقة وجميلة وكل شيء وطيبة جدا ولكنها كانت متأثرة باناس معينين فكان لباسها لا يصلح هو طبعا ليس كما يلبسوه الان فقد ذكرت لم يكن عندنا هذا الشيء في البيت ولله الحمد ولكن كانت المفاجأة الكبيرة وجدتها في يوم من الايام تقول انا ساذهب لاشتري اسدال انا لم اصدق انها هي التي تريد ان تذهب وترتديه لاني تكلمت معها ان واخي كثيرا وكانت معارضة بشدة ولكن لله الحمد والمنة وبعدها بدات زوجة ابن خالتي وبعدها هلم جرة بدات جميع البنات ولكن للاسف منهن من لم تستطع ان تصبر عليه وخلعته والله المستعان ….

في ذلك الوقت تقريبا كنت انا اصبحت في الثالث الثانوي وصرت اعرف شيوخ كثر جدا واجمل شيخ كلاما وحديثا واخلاقا وكل شيء اللهم بارك الشيخ ابي ايضا الثالث ابو اسحاق الحويني والشيخ محمد حسان الله بارك لنا فيهم وفي علمهم يارب…

وفي خلال تلك السنوات الثلاث حدثت مشادات كثيرة جدا وحدثت احداث اخرى كبيرة في حياتنا جعلتني لا استطيع فهم ما يجري حولي…

فحينما كنت في الثالث الثانوي اخي كان في السنة الرابعة من الكلية وكان في نفس الكلية التي انا فيها الان اخي في تلك الاثناء التزم على يد احد جيراننا وكان شيخا وقد اتى ليسكن عندنا ومن هنا كانت البداية مع اخي قر ان يترك لحيته وما ادراكم ما حدث قال له ابي اخرج من البيت انا لا اريد ان اهان على اخر عمري و ان يهان اخوتك ( على اساس كما قلت ان من التحى او انتقبت صاروا ارهاب في البلد والله المستعان) وهو ثبت ولله الحمد وبدا في حفظ القران وحذف جميع القنوات الهابطة التي تعرض الافلام والمسلسلات وايضا حذف بعض قنوات الرسوم المتحركة وحينها قمنا بثورة ضده وابي عاقبه اشد العقوبات ولكن ثبت ولم يهتز ابدا وكنت انا فرحة به كثيرا كدت اطير من الفرحة مع بعض التحفظات والمشادات بيننا على اشياء وافعال كثيرة ولكن ثبت وياله من ثبوت اسال الله ان يبارك فيه يارب…

في ذلك الوقت كنت انا ليس امامي الا شيئين قراة الكتب وسماع المحاضرات والبحث في الادلة والفتاوى والمشادة بين اهلي على النقاب ههههههه كانت حياة معاناة فعلا الان ربما اتذكرها وافرح واضحك اما وقتها والله الله وحده يعلم كيف كانت حياتي في تلك الايام ( حزن شديد جدا على ما يحدث وقوع في ذنوب انا اعتبرها كانت معاصي وكبائر والله العظيم سبحان الله الحمد لله الحمد لله الحمد لله كثيرا والله لو صرت طوال عمري احمد الله على ان الله عصمني من هذه المعاصي والكبائر اخيرا والله ما وفيت ولا كفيت وكانت ليس من عادتي ان ابين حزني او اي مشاعر فيا لاي احد والى الان بمعنى اني لا اخرج مشاعري بسهولة ابدا ولذلك لو تعلمن كيف كانت حياتي حينها لو تعلمن معنى ان تضحكوا وتعيشوا حياة وانتم من الداخل تحترقوا من الحزن والاسى …الله السمتعان) …

بعدها جاء وقت دخول الكلية ولا مفر ودخلت الكلية باعجوبة ومعجزة ودخلت والله لو ترون ما اريت مع دخولي تلك الكلية كما هي حال كل الكليات ولكن على اشد واكبر ( بما ان المستوى عندنا هاي كلاس كما يقولون اناس لا يفكرون الا في السيارات والملابس والحاسبات المحمولة واحدث انواع الهواتف النقالة والتفوق في الدراسة…….الخ هداهم الله فيهم خيرا ماداموا مسلمين) المهم زاد اكتئابي ولم اكن احضر ( علما بانها عملية وهي هندسة ولكن مطبقة وتميل الى الفن ايضا ) المهم لم احضر في الترم الاول هذا الا القليل ولذلك كان هذا سبب ان قل مجموعي جدا وكنت اقل واحدة تقريبا مع انه كان 73.7 يعني كان متبقي تقريبا 1.2 درجة على الجيد جدا ولكن الاخرين كانوا امتياز ولله الحمد على كل حال ….اثناء ذلك كان اخي دائما يكلمني على النقاب وحكى لي عن قصة كيف قر ان يلتحي ولم يحكيها لاي احد غيري هذه القصة غيرت مجرى حياتي وقررت ان اتخذ موقف وكان هذا هو الحادث……




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

تفسير اية الاستئذان الواردة فى سورة النور

——————————————————————————–

تفسير آية الاستئذان الواردة في سورة النور

(نور على الدرب)

يسأل فيها عن تفسير آية الاستئذان الواردة في سورة النور؟

آية النور آية واضحة، يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ (58) سورة النــور الآية. فالمؤمن إذا كان عنده، معه ملك يمين يستأذن عليهم؛ لأنه قد يكون في حالة، قد يكون في حالة لا ترضى، لا يرضون أن يرون عليها، فيستأذن عليهم في هذه الأوقات، وهكذا أهل بيته يستأذن عليهم في الأوقات الثلاثة التي بينها الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة، حتى لا يراهن على حال ما تناسب من قبل صلاة الفجر يعني آخر الليل، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة يعني في القائلة، ومن بعد صلاة العشاء، يعني هذا الأوقات قد يتساهل فيها أهل البيت في عدم التحرز من ستر العورة، وقد تكون ملك اليمين على حالة غير مناسبة وقد ينكشف منها بعض الشيء، المقصود أن في هذه الأحوال قد يتساهل أهل البيت في وقت الظهيرة، وقبل صلاة الفجر، وبعد صلاة العشاء كل هذه الأوقات فيها خلوة الإنسان بنفسه، فليستأذن إذا دخل عليه يستأذن، سواء كان ملك يمين، أو صبي لم يبلغ الحلم، وإن كان صبي؛ لأنه لا يرضون على أن يطلع على شيء من حالاتهم في هذه الأوقات الثلاثة، فالخادم سواء كان مملوكاً، أو كما نصت عليه الآية، أو غير مملوك من باب أولى، وهكذا من لم يبلغ الحلم من الصبيان يستأذن في هذه الأوقات الثلاثة، وغير الصبي من باب أولى، الكبير من باب أولى، والمقصود من هذا التحرز من كونه يرى أهل البيت على حالة غير مناسبة، فإذا استأذن استعدوا وحرصوا على أن يكونوا في حالةٍ حسنة.




التصنيفات
ادب و خواطر

عن ذلك النور

أريد أن أكتب عن هذه المغامرة المتكررة المسماة الحب، حين تحاول الروح ان تجد صورتها، وعشَّها، وسماءها، في روح أخرى، فتحوم حولها، وتعلو، وتهبط، وتتحرش، وتقيس، وتزن، وتندفع، وتهرب، ثم تحين الحظة المسكرة المؤلمة، فتنشب الروح في الروح الأخرى مشاعرها، بقوة، ولأن هناك روحين، وعالمين، وكوكبين، ومدارين، يلتحمان بعنف، يضغط كل كوكب نفسه قليلاً، ويقصّ كل كوكب من روحه ليسكن حالته الجديدة، وتطاير منه خلال الاندماج مشاعر كثيرة، وينسلخ الانفعال والحم والرغبة، ليصل الاثنان إلى حالة كائن آخر مكتمل، ليس "هو"، وليست "هي"، بل روح واحدة. هذه المغامرة العجيبة الملونة التي تتحرش فيها الروح بروح أخرى أملاً في كائن جديد واحد مخلوق من ذوب روحين، هي إحدى أكثر رحلات النفس غنىً، وثراءً، وبهجةً، ولعلها غاية الحياة ومغزاها الأخير النهائي: أن يجد الإنسان نفسه، ولا وجود لنفس الإنسان إلا بنفس أخرى. وكلما أوغلتَ في العمر أيقنتَ أن للإنسا غايةً هي الأرفع والأهم أن يجد نفسه كائناً مكتملاً بالحب. ومن دون ذلك فإن كل ما يفعله الإنسان يشبه رحلة طائر يمضي للأما زاحفاً في الصحراء بجناح واحد، يتعثّر، ويتقدّم بطء، ويتوقف، وغالباً ما يعجز عن التحليق. إذا لم يجد الإنسان نفسه في الحب فإنه لا يستطيع أن يدافع عن قضية أخرى بملء شعوره. لهذا يرتجف الرجل أمام التي تديم النظر إليه ولا يكفّ عن سؤال نفسه: أهي كوكبي؟ هل عيناها مأواي ومثواي وسماي؟ هل أولد تحت نورها؟ هل تضمني فلا تحررني؟. لا أعرف أحداً كفَّ عن السؤال طيلة حياته. تتحرّش الروح بالروح، وينزف كل طائر من عنف الاشتباك، والانخراط، والإقبال، والهروب، وتصبح الروح ساحةً تغطّيها أنوار الانفعالات، إلى أن يتعب الطائران المشتبكان، فيرتفع أحدهما فوق الآخر، يهدأ قليلاّ وهو يلعق ريشه من دماء المحبة ومن ثمن المغامرة ومن عذوبة الاندماج ومن مرارة الافتراق. لا أعرف مغامرة أكثر ثراء، لا الغربة، ولا السجن، ولا الفقر، ولا الحرب، ولا السلام، لا شيء أكثر غنىً من تحرّش الروح بالروح بحثاً عن صياغة أخرى في لهب يصهرهما، إنها المغامرة التي يستطيع الإنسان بعدها أن يعيد خلق العالم، وأن يكون مدافعاً أو مهاجماً، فارساً، أو شاعراً، محارباً أو مزارعاً، مانعاً أو مانحاً. وحين يظفر المرء بلحظة الحب فإنه يتحد مع كل شيء في الأرض، مع عناصرها، ومعادنها، وسحبها، ويصبح هذا الكائن الضئيل هو الكون كله بأمطاره، وبروقه ورعوده، ويرفع محبوبته إلى أعلى بين النور، ويشتاق إليها مرة كضوء يسري بين الكواكب، ومرة كامرأة من دم ساخن، فتهبط إليه وتطعمه من فاكهة وجودها، وهي لا تكف عن الصعود إلى السماء ولا تكفّ عن الهبوط إلى الأرض، فتعشى عيناه من نورها، ويتفتّت بدنه من نارها، ويظل ثملاً باسمها، مخموراً نشوانَ من حنانها، حتى يجرفه الشوق إلى ذاته الأولى، فينظر، ويجد أنه لم يبق من ذاته الأولى شيء سوى جراح الاشتباك الذي أفنى روحه في الروح الأخرى. صندوق الاشتباك هذا، هو أكثر الكنوز قدماً، والأكثر جدّة، يمتلىء كل يوم، ويفرغ كل يوم، من ملاين القصص، دون أن تت فيه قصة حب واحدة دامت لحظة. هذا الصندوق الذي تكتب وتمحى فيه حكايات الحب بلا نهاية هو أعزُّ ما في الوجود، ولهذا فإن عظمة الكاتب الحقيقية هي أن يكون شاعراً يحفظ للناس ويردّد وينشدُّ لهم ولو قصة واحدة من تلك القصص، ولو لحظة واحدة من تلك الحظات التي تتحرّش فيها روحان بعضهما البعض ثم تشتبكان بعنف حتى تدمي كل منهما الأخرى، وما من كاتب كبير لم يسجل ولو ومضة واحدة من برق "اكتمال الكائن" وتحليق الطائر بجناحين، وارتفاعه العظيم، العذب، والمضني، من الأرض إلى السماء. أريد أن أكتب عن ذلك النور، وأشعر أني إن فعلت، سأغدو أفضل بكثير.

أحمد الخميسي. كاتب مصري

Ahmad_alkhamisi@.com




يسلموؤوؤوؤو ع الكلام الرآآآآآآئع

وربي يعطيج ألف عافيه ع نقله

يا غلاآآآآآآآآآآآآآآآآآآتي

دمتي بخير
خليجية
تقبلي طلتي
آبار




التصنيفات
منوعات

سلسلة رحلتي إلى النور طالبة الحق

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه

أم بعد ,,

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ,,

هزتني كلمتني في رد ما , في موضوع ما , " متى يأت هذا اليوم ",

أنا فعلا أنوي .. لكن متى؟

و هل أدري متى أجلي حتى أؤخر حروفا قد تكون صدقة جارية لي؟

قد أؤخر حروفا قد تكون سببا في ترقيق قلب شخص ما,

فكرت ماذا سأكتب ,, أريد أن أكتب ,,

خاطرتني الفكرة فجأة,

فتحت الملف مباشرة و بدأت أكتب باسم الله الرحمان الرحيم ,,

.

.
.

.

الحكاية بدأت من الصغر ,

كنا أطفالا ,,, لا نعرف شيئا غير أن العب جنة الدنيا ,, و أن الدراسة جهادنا من أجل هذه الجنة ,,

كنا ندرس لنلعب ,, و نلعب لنفرح ,, لعلنا درسنا أحيانا أخرى لنتفوق ,, حتى يُقال علينا هذه تفوقت على تلك ,,

كنا نتظر الأعياد ,, بل كنا نحلم بالعيد ,, الواحدة منا اذا رأيتها تفكر و تتأمل أو تبتسم أحيانا ,, لعلها كانت تتخيل نفسها قد جاءها العيد ,, قد التف حولها الاطفال و التفت حولهم ,, قد تفاجأت بلعبة من هذا أو نقود من ذلك ,,

كنا نتظر خالتنا حتى تأتي من العاصمة ,, و هنا .. و هنا فعلا اكتمل العيد ,, و ارتقت جنتنا و اصبحت فردوسا ,,

جاء الاحبة من هنالك , و اكتمل شمل الاطفال ,, ضحك ,, بالونات ,, صياح ,, شجار ,, تنافس ,, فرح ,, بهجة ,, و بكاء أحيانا ,,

الكل لاه في حياته ,, ولعل البعض في مماته ,, لم يكن يسعني أو بالاحرى يهمني أن أعرف هذا من ذاك ,,

كبرنا قليلا ,, و أصبحت أجواؤُنا تتغير قليلا ,, أو بالاحرى كانت عقولنا تتغير ,, أصبحنا نهتم قليلا و نستمع اٍلى ما يروي الكبار ,, احيانا نهتم و كثيرا لا ,,

كان جدي أحيانا يسافر اٍلى بعض البلدان ,, و كانوا أخوالي كذلك ,, و لكن هذا ليس عادة ,, و في نفس الوقت الأمر ليس علي بغريب ,,

اٍلى أن جاء يوما كنت أسمع فيه أن خالي فلان سافر ,, هذا عادي ,,

هو أصلا كان مسافرا ,, كان بالعاصة ثم سافر اٍلى بلد أوروبي ,,

الأمر عادي جدا بالنسبة لي ,, مع أن السفر واضح أنه مفاجئ ,,

كنت لا أزال طفلة فلم أهتم كثيرا ,, ما يهمني في الامر أني أرى أمي مرتبكة و حزينة و خائفة … و عندما تتحدث مع خالاتي او أخوالي في الامر كانوا يتهامسون ,,

كنت اذا سألت لا أجد جوابا كافيا ……

"سافر" ,, " سجن" ,, "جدي" ,, " محكمة" ,, "قضية " ,, "حكم غيابي" ,,

هذه هي تقريبا الكلمات الدلالية في نقاشاتهم ,, لكن الامر تعدى النقاشات …

اليوم جمعة ,, و الواجبات أكثر من الايام الاخرى سواء الدينية أو الدنيوية ,,
علقتها من أجل أن أكتب ….. أعود ان شاء الله بعدها ,,
ان يسر الله لي العودة فخير كثير و أسأل الله الاخلاص في كل حرف أكتبه ,,
و الا فأسأل الله أن يكون خيرا أكثر و أكبر و أدوم ,,

في أمان الله




عدنا و الفضل و المنة و الحمد و الشكر لله

تواصلت النقاشات طويلا … لكن ما تخللها أعظم منها ,,

كانت هنالك زيارات فجئية من الشرطة لمنزل جدتي … بحث ,, تفتيش ,, استجوابات ,, ضغوطات ,, تعذيب في بعض الأحيان لأخوالي …. ازعاج متواصل بأنواع مختلفة و درجات متفاوتة ,,

ما الحكاية ؟؟

مالذي يستدعي كل هذا ؟؟

ما الامر ؟؟

الكل يأبى أن يفصح عنه ,,

لا شيئ غير البكاء و التوتر في منزل جدي – رحمه الله – ,,

الاجواء التي سيطرت على المنزل ,, و الازعاجات المفاجئة من حين لاخر ,, لم يكن مجرد حالة وقتيه ,,

و كان يبدو ان الكل متوقع الأسوأ,,

زوجة خالي الذي سافر و طفليه هم فعلا ما لا أتذكر من الحكاية في ذلك الوقت و لكن على الارجح حالهم حال الجميع ,,

بدأت محاولات ارجاع خالي للبلاد ,, الهاتف ,, الرسائل ,, المحاولات بشتى أنواعها ,,

لا جدوى ,,

يدبو أنه قر ,,

و حين قر كان يعلم ماذا يفعل ,,

كانوا يقولون عنه انه عنيد ,,

وكانوا قد استاؤوا من الوضع الذي يعيشونه من كثرة الضغوطات ,, هذا من جهة ,, وقلوب تتقرح شوقا من جهة اخرى ,,

مضت أشهر ,, و أرسل في طلب زوجته و ابنيه للحاق به ,, و لم يتأخر تنفيذ الطلب ,,

كيف لا ,, و قد كانت تلك الزوجة الصالحة – نحسبها على خير و لانزكيها على الله – التي لايهمها الا ان تطيع زوجها ,, فيما يرضي الله و رسوله ,,

كانت قد سافرت ,, و لعلي اتخيل انها كانت تضع في تصوراتها انه قد يكون بعد السفر رجعة كما يمكن ان لا يكون ,,

كبرتُ و كبرنا قليلا ,, مرت بعض السنوات و الأمر على حاله ,,

كل عيد تقريبا ,, تأبى الشرطة اٍلا أن " تهنئنا به" في منزل جدي ,, تفتيش من جديد ,, و استجوابات ,, الى اخره ,,

جدي و جدتي و من استطاع ان يكلم خالي في الهاتف حاولوا معه بشتى الطرق أن يرجع ,, لكن دون فائدة ,,

أما من لم يستطع كأمي و بعض أخاوتها ,, فحدث و لا حرج ,, ما كان يمنعهن أولا هو غضبهن عليه فعسى هذه الطريقة تجعله يتنازل و يرحمهن و يرحم نفسه على قولهن ,, و لكن لا شيئ يتغير ,, اما حتى حينما حاولن التحدث معه ,, أبت عبراتهن أن تترك للكلام مكانا ,, فعلا ,, لا أبالغ ,, بقي الحال السنوات الطوال ,, أمي خاصة كانت لا تستطيع التحدث معه ,, مع السلام عليكم ,, كانت تجهش بالبكاء ,,

*****

كنت أثناء هذه السنوات أسأل أمي من حين لاخر عن الحكاية ,, لكن الكل متحفظ جدا ,, الكل يقول " لانعرف ما السبب" ,, " لا نعرف ما الحكاية " ,, " لا نعرف ما ذا حصل" ,,
اٍلى ان استطعت تدريجيا ان اعرف ما يعرفنه عن الحكاية – و الله أعلم – ,,

خالكِ أو خالكن أُتُّهِم بمساعدة جماعة يُسمونهم "الاخوان" ,

من هم الاخوان امي ؟

طيب في ماذا يساعدهم ؟

طيب لمَ يساعدهم ؟

هل هم يفعلون الخير ام الشر؟

طيب ماذا قال خالي الان؟ هل فعل أم لا ؟

و لا أدنى جواب ………. لا أعرف ……. لا نعرف …….. لا يعرف أحد,

رضينا باجابة لا كافية و لا شافية ,, لان الرضا لم يصاحبه هنا خيار آخر,,

القصة كما فصّلت أمي قليلا ,, أن خالي العزيز تم استدعاءه لأول جلسة في محاكمته ,, و كانت هذه الجلسة في العاصمة ,,

فطبعا ذهب جدي – رحمه الله – معه ,, و بقيا ينتظران من سيحقق مع خالي ,,

في الاثناء يقدر الله أن جدي يعطش ,,

يخرجان للاتيان بالماء ,, يحضر المحقق ,, فلا يجد أحدا ,, فيحكم غيابيا بسجن خالي لمدة أشهر,,

سبحان الله ,,

يأبى خالي هذا السجن ,, فيسافر ( و بمعنى أصح يهرب ) ,, و بقيت المعانات لمن بقي ,,

انتهى ما أعرف عن القصة و ما روت لنا أمي عنها – و الله أعلم – ,

*****

أمّا عنه ,, فهو خال ليس كل الاخوال ,, عُرف خالي الحبيب في العائلة و في البلدة بحسن خلقه ,, و بصلة رحمه ,, و بصبره ,, و بشاشته ,, و و بره لوالديه … ماشاء الله ,, أحسبه على خير و الله حسيبه ,,

كأنه ولد من بطن غير التي وُلد منها الباقي ,,

كان منفردا بطبعه عن اخوته و اخواته ,,

تزوج في سن الواحدة و العشرين ,, تزوج بامرأة تكبره بسنة ,, كانت من الخلق بمكان ,, و من الجمال بالمقبول ,, و من الحسب و النسب ما يرضي الله و رسوله – و الله أعلم – ,, أحسبها على خير و الله حسيبها,,

كان قد نظر اٍليها بمنظار لا يتواجد عند أكثرنا في ذلك الوقت ,,

و بما انه ليس الكبير في اٍخوته و بما أن التقاليد كان لها مكان جلي في ذلك الوقت ,, فأراد أن يسر على جدي تجهيز ملازم الزفاف ,, من أثاث و غيره ,, حتى أن أبي كان قد قال كلمة " أول مرة أرى شخصا يتزوج بأثاث لغرفة النوم من نوع " .. " و هذا النوع نوع رخيص جدا ( مقارنة مع الباقي ) من الخشب و هو أصلا ليس خشبا و انما شبيه به ,

هذا رغم ما وسع الله على جدي و لله الحمد ,, لكن حتى يلاقي عرضه القبول دون جدال أو نقاش في مسألة "أخوك الكبير لم يتزوج بعد" ,,

تزوج خالي "الزواج الغريب" حيث الدف فقط , و حيث ان العروس لم يرها متزينة غير النساء ,, كان عرسا غريبا فعلا في بلدتنا ,,

بلدتنا التي انتمت الى بلد كانت حيث التي تغطي شعرها حينها يسلط عليها العذاب ,, و لا أزيد على قول هذا,,

*****

رزقه الله بتوأم فسماهما : محمد و مريم ,,

لم تقر أعيننا بهما في طفولتهما غير ثلاث سنين ,, ثم قدر الله لهما السفر للحاق بوالدهما ,,

على أول عيشهم في تلك البلاد ,, بلاد الكفرة ,, كانت زوجة خالي اذا اتصلت تتكلم بصبر تارة و بتألم شديد اخرى ,,

و كأني بها تقول , لاحول و لا قوة الا بالله ,, عراء ,, عراء ,, عراء ,,

لم تطق صبرا على ما رأت ,, ضاقت نفسها في تلك البلاد , كانت تبكي كثيرا من اجل هذا ,, لكنها لم تبد الا الصبر على وضع لا تعلم ما مداه ,, و أين مستقره ,,

*****

مرّت السنوات ,,

تزوج من تزوج ,, أنجب من أنجب ,, مات من مات ,,

توفي والد زوجة خالي ,, توفي ابن أختها التي ربته هي ,,

و كان علمي بها انها كانت من الصابرين ,, و لم يزد أمرها عن دموع لا تكاد تنفك ,, و عن الم في القلب لا يداويه اٍلا الايمان ,,

ثم توفي جدي ,, و كانت الحسرة في قلب خالي ,,

خالي الذي كان اذا غضب مع أبيه ,, لا يجادله ,, و لا يحاول ان يحادّه رغم ان جدي رحمه الله كان معروفا بصلابته نوعا ما ,, بل كان يكتفي بأن يذهب الى المطبخ ,, فيأكل ,,

هذا الطبع كان مضحكا لحد ما ,, لكنه على الاقل اختار حلا يجنبه عقوق الوالدين ,,

أما اليوم ,, فقد توفي ابوه ,, وفي قلب هذا الاب حسرة على انه لم تقر عينيه باول حفيدين له ,, توفي و كان قد استفاض كل المحاولات مع خالي حتى يرجع ,,

لكنه لم يُتوفي غاضبا عليه و لله الحمد ,, – و الله تعالى أعلم بأحوال خلقه – ,

*****

المكالمات بالهاتف كانت نادرة جدا ,, لغلائها في ذلك الوقت ,, و ليس هنالك من سبيل اخر غيرالرسائل عبر البريد ,,

كنا نراسله من حين لاخر ..

يتبع اٍن شاء الله




المكالمات بالهاتف كانت نادرة جدا ,, لغلائها في ذلك الوقت ,, و ليس هنالك من سبيل آخر غيرالرسائل عبر البريد ,,

كنا نراسله من حين لاخر ,,

و كانت رسائله تصلنا بشريات ,, كنا نتخاطف الرسالة و ما تحمل معها احيانا من بطاقات دعوية أو عطور صغيرة ,,

كانت رسائل خالي كلها تقريبا طمأنة على حاله و أحوال أفراد أسرته في البداية ثم تكون بمثابة الدعوة ,,

كان كثيرا ما يرسل لنا رسائل كلًُ باسمه ,, يعني يرسل للاطفال رسائل خاصة تحمل من الدعوة ما تحمل ,, و منا من يحتفظ بها اٍلى الآن ,, كانت تدخل علينا السرور و كنا نتفاخر بين بعضنا البعض ان وصلتنا رسالة من خالي أو من أحد أفراد عائلته ,

مرت الأيام و الأشهر و السنوات,, عانت أسرة خالي ما عانت من ضنك العيش في تلك لبلاد ,, لا راحة في الدين و لا دنيا ,,

أما عن الدين فقد كانور غرباء غربة شديدة ,, وطوبى للغرباء ,, و أما عن الدنيا فقد وصلوا لحد الجوع,,

نعم ,, جاع خالي و أهله في تلك البلاد و كانوا يصطبرون بالايمان و بما رزقهم الله من ثبات و صبر على الابتلاء ,,

اشتغل في الفلاحة و اشتغل هنا و هنالك ليسترزق لأهله ,, و صبروا على رزق الله و الحمد لله ,,

بعد زمن ,, رزق خالي و زوجه بمولود جديد ,, سماه على اسم أبيه رحمه الله ,, كان المولود بمثابة الاشراقة الجديدة في حياتهم و كان بسمتهم ,,

أنعم الله على خالي بأن ربى أبنائه تربية صالحة وسط ضجيج المعاصي و أصوات الكبائر التي تكاد أن تطفئ نور الايمان , تربية عجز عنها من كان بين المسلمين و الشيوخ و الدعاة ,, و الحمد لله رب العالمين ,,

كنا نحن الاطفال في ذلك الوقت نراه و نرى أهله أناسا فوق السحاب ليسوا كل الناس ,,

كنا نحترمه جدا ,, و سبحان الله كان احترامنا له حتى من قبل سفره ,, خلقه و حسن تعامله هما من فرض ذلك ,,

زوجته كانت أُمّا بعد أمّ ,, كان كلامها حكما و صبرا و ثباتا ,, رغم كل الابتلاءات التي مروا بها و لله الحمد ,,

أبنائه كانوا نعم التربية ,, كثيري الحياء ما شاء الله ,, لا يتكلمون كثيرا ,, و اٍذا تكلموا نطقوا شهدا ,, أسرعت اٍليهم أحضان والديهم المسلمة قبل أن تتلقفهم أحضان الكفرة ,,

كانوا اٍذا رأوا بعض صور أو فيديوات " المناسبات السعيدة" للمسلين في بلادنا ,, حيث كانت افراح حينها كأغلب أفراح المسلمين ,, تقاليد مقدسة و شرع منسي و متجاهل ,, و لاحول و لاقوة الا بالله ( غفر الله للجميع ) , كانوا يقولون لامهم : "أمي ,, هؤلاء كفرة , صح ؟", فتجيبهم الأم و حياءها يعلوها :" لا يا أحبتي ,, هؤلاء عصاة فقط ,, و ليسوا كفرة " ,, فيصر الابن الكبير و يقول : " لا , انما هؤلاء كفرة و اٍلا لما فعلوا ما فعلوا" ,,

تربوا على المحافظة على فطرتهم النقية ,, حيث لا يكذبون و لا يغرقون في بحور المجاملات المعهودة حتى ولو كان الحياء صفتهم ,, و أستشهد بذلك أن مرة كانت أمي تكلم ابن خالي الكبير , فقالت له " يا محمد أني أحبك جدا " و كانت تقولها بقلب يتفطر شوقا للقائه و حضنه ,, ثم سألته "و أنت هل تحب عمتك ؟" ,, قال براءة الكبير الصغير ,, براءة المسلم الذي لا يؤثر حياءه على صدقه : "لا عمتي ,, أنا لا أحبك الان ,, لاني لا اعرفك ,, ولكني اذا قدمت الى بلدكم ان شاء الله ,, فسأعرفك جيدا و أصبح محبا لك باٍذن الله " ,, ابتسمت امي امام هذا الصدق, وكبر في عينها اكثر و ازدادت له شوقا ,,

هكذا ربى خالي أطفاله وزوجُه ,,و كانوا قرة أعين والديهم , كانوا خير ما رُزقا في هذه الدنيا,

*****

سبع سنين مروا كأنهم الغمام ,, و لكن بصيص الامل لا ينطفئ في أعين المؤمنين ,,

شاء ربي بعد هذه السنون أن يسر له عن طريق أحد أصدقائه السفر اٍلى بلد أوروبي آخر ,,

لم يكن سفرهم في الأول مع تلك الأوضاع المادية قد بدا عليه التيسير ,, و لكن سبحان من اٍذا قضى شيئا أن يقول له كن فيكون ,,

انتقلوا اٍلى بلد كفر آخر ,, لكن عسى أن يكون أهون من سابقه ,, و أن يفتح الله عليه بجيرة مسلمة أو بصحبة طيبة يرتمي بين أحضانها فيتعاونا على اجتناب الفتن ما ظهر منها و بطن ,, وعلى مواصلة السير في طريق حيث الاخرة هدف ,, و الدنيا معوقاته ,, عسى هذه الصحبة تعوض حضن العائلة الذي افتقده من سنوات ,, فيحط رحال ايمانيات قد اشتاقت الى الجهر بها و اعلاء صوتها و تثبيتها ,

الحمد لله ,, من الله على خالي و زوجه بجيرة و صحبة مسلمة ,, كثير منهم فروا باسلامهم الى ذلك الركن من البلاد ,, يبتغون عرض الآخرة من دون الدنيا ,,

كبر الأطفال قليلا و ترعرعوا في ظل أبويهم و بعض الصحبة الصالحة التي رزقوها في تلك البلاد و لله الحمد ,,

ذات يوم كان خالي يهاتفنا و كانت أمور الاتصالات بدأت تتيسر و الحمد لله ,, حيث الهواتف القارة بات تقريبا في أغلب الديار في بلدتنا ,,

فأخبرنا أن ابنته ذات الاثني عشر سنة طلبت منه أن تتحجب ,, كان يخبرنا بذلك وهو سعيد بقرارها و بأنها طلبت ذلك دون تأثير مباشر من والديها و دون طلبهما ,,

طبعا ,, بالنسبة لنا ,, أغلبنا ولا أقول كلنا ,, اندهش و استغرب و تفاجأ و منهم من استنكر هاته الجريمة التي يريد خالي أن يفعلها بابنته ,,

و فعلا تحجبت الصغيرة و كان نور الايمان ينبعث من وجهها الذي ارتسمت عليه ابتسامة الرضا حتى لاتكاد تفراقها و لا اخوتها ماشاء الله ,,

*****

مع مرور السنين و الاشهر و الايام ,,

كنا دائما نسأل أمنا " هل سنراه يوما؟ "

كنا نحلم بلقائه ,,

كنا اٍذا سئلنا عن ما نتمنى ذكرناه ,,
لعل القارئ لن يستطيع أن يتصور جيدا مدى حبنا لخالي ,, ولكن دعوني أقول أن حبنا لخالي لم يكن مجرد حب لخال مميز بين الاخوال ,, خال لم نسمع عنه الا كل خير ,, خال أعطانا من الأهتمام ما لم نلقاه من غيره ,, بالدعوة و بالمهاتفة الخاصة و بالهمس في الاذن " يا فلانة لا تفعلي كذا ,, ان الله لا يحب كذا " ,, كان يهمس على أمل ما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ,, لا . بل كان حبنا له أكبر من ذلك ,, كان حبا في الله و لله و بالله ,,

قد لا أبالغ لو قلت ,, و صلنا أو وصلت ولأتكلم هنا عن شخصي لاني لا استطيع أن احكم عن مشاعر الاخرين ولو كانوا أقريبن ,, كنت أحبه لأيام و اشهر و سنوات ,, حبي للصحابة و أخاف أن أقول و يزيد ,,

كنت اذا استرجعت اِيمانياتي ,, أو ذكرت الله ,, أو ذكرت دين الله ,, غالبا ما تتجسد أمامي صورة خالي و أهله ,,

كانوا نعم القدوة ,, كنت أراهم و كأنهم يعيشون في الاخرة ,, بل يعيشون في الجنة ,, و الله كأنهم يعيشون في جنة الدنيا على امل الوصول الى جنة الاخرة ,,

كنت هكذا أنظر اليهم ,,

و كنت كثيرا جدا جدا ما أراهم في رؤى و بأنهم عادوا ,, لدرجة لا يتصورها العقل ,, حتى أني كلما رأيتهم في رؤيا قد رجعوا ثم أفقت ولم أجد للرؤيا حقيقة انزعجت وعدت نفسي أني في المرة القادمة لو رأيتهم يجب أن أنبه نفسي أني في رؤيا ,,

ورب الكعبة كأنه حصل ,, حيث لا أتذكر مرة أو أكثر كنت في وسط الرؤيا أذكر نفسي انها رؤيا لكن حسن هاته الاخيرة يغرّني حيث اصدقها و اقول هي حقيقة…. و بالتالي أقوم على نفس الاحباط ,,

الحمد لله رب العالمين ,,

كنت اٍذا ذهب بي الخيال ذهب بي اٍلى هنالك ,, و اذا أفقت أسرعت الى أمي أكرر سؤالا طُرح لعله مئات المرات ,,

"أمي ,, متى ,, متى سيأتون ,, هل من أمل لرؤيتهم ,, هل من جديد "

و كان قلب امي المسكينة يتقلب بين شوق مؤلم ,, و بين الم ابنتها و بناتها اللاتي اصبحن يكررن اسئلة موقنين باجابتها ولكن … و لكن الامل لا ينقطع ,,

كان الامل في عدم لقائهم وارد جدا جدا ,,

فكانت تصبرنا امي و تقول عسى القاء في الجنة ,,

الحمد لله الكريم الحليم,

*****

كان مما يشغل خالي في تلك الفترة من أمر الدنيا ان تأتيه "الاقامة" ,, حتى يكون مطمئنا اكثر على مصيره في تلك البلاد و صير أهله ,, و أيضا حتى تتيسر بعض الامور المعيشية لهم ,,

جاهد طويلا في هاته المسألة و لكن الله يقدر متى يشاء,

في الاثناء ,, هنا ,, في بلادنا ,, كان الاهل يجاهدون على أن تسافر جدتي لرؤيته بعد سنين حزن و فراق ,,

الامر أخذ من الوقت ما أخذ و أخذ من المحاولات و الاتصالات ما أخذ ,,

و الحمد لله , قدر الله بعد مدة و لعلها سنين ,,أن تتسير لها كل اٍجراءات السفر ,, و الحمد لله ,,

كان الحدث ,, حدث التجهيز لسفر جدتي ليس عاديا أبدا ,, كيف لا ,, و أخيرا الأم سترى ابنها بعد ,, بعد اثني عشر سنة ,,

اِثنا عشر لم تر فيها الام ابنها الا من خلا ل الصور القليلة جدا في السنوات الاخيرة ,,

اِثنا عشر سنة ,, الجدة لم تر أحفادها و لم تحضنهم و لم تعطف عليهم و كانوا أول الاحفاد من الاولاد ,,

اِثنا عشر سنة لم ير خالي أمه و لم ير أهله و لم ير صحبته ,, اِشتاق الى أن يعود اٍلى بيته و اٍلى اركانه ,,

اِشتاق الى وطنه رغم كل شيئ ,,

اِثنا عشر سنة و الاطفال يكبرون و يسمعون عن بلدهم و لا يعرفونه ,,

يسمعون عن بلدهم من خلال الغرب أما هم فبالكاد يقولون نحن نحن نتمي الى تلك البلاد ,,

اِثنا عشر سنة اختارت فيها تلك المرأة أن تكون بجانب زوجها و في مكان تطبق فيه دينها دون تقيد ,,

و قد فارقت الاحباب ,, منهم من فارقتهم اٍلى ,, حين و منهم من فارقتهم الى الابد ,, شب الصغار و تزوج الشباب و أنجبوا ,,

أصبحا غرباء في أهليهما ,, لا يميزان بين اٍبن الأخ من اٍبن الأخت ,, فمابالك بالاقارب الأبعد صلة ,,

تم تجهيز جدتي و الحمد لله ,, أعدت العدة من أوراق و حقائب ,, مما تكاد تتذكر من أكلات يحبها اِبنها ,, وهي لا تسعها الدنيا من السعادة ,

أوصلها الاقارب الى المطار و تيسرت بعض الاجراءات التي دائما يُتخوف منها و انطلقت الطائرة بفضل الله ,,

كان اليوم مفرح و مبكي ,, كانت أمي و اٍخوتها يبكي ,, يتصورن تلك الحظة ,,

بعد سويعات ,, تتصل زوجة خالي لتقول قد وصلت و الحمد لله ,,

"وصلت "خالتي" و الحمد لله" ,,

لم أكن اعرف كيف كانت حالتها وهي تتكلم و لكني لا اتذكر الا انها قالت …" من غير الممكن أن تتكلموا الآن مع فلان " – ألا هو خالي – ,,

كان قد وضع رأسه على ساقي أمه و لم يعرف شيئا غير الاجهاش بالبكاء ,, وطبعا البكاء كان هو الابلغ بالنسبة للجميع ,,

يتبع اٍن شاء الله




اليومُ لم يكن عاديا ,

اِختلطت دموع الفرح بدموع الشوق بدموع الحزن أحيانا ,,

فرحنا كثيرا من أجل جدتي و خالي و عائلته و غبطنا جدتي كثيرا ,,

فرح الاطفال كثيرا جدا بلقائهم بجدتهم ,, أخيرا أصبح لهم أقارب في تلك البلد يرتمون في أحضانهم و يفخرون بهم ,

كان مما أحزن خالي في تلك الحظات السعيدة أن رأى أمه قد تدهورت صحتها عن قبل و لم تعد تقوى على المشي كثيرا ,

لكن الحمد لله ,

الحمد لله أن الأمور بدأت تتيسر ,, والغمة بدأت تنكشف ,,

و تحقق حلم بمرور السنين أصبح خيالا ,, لكن اليوم يقدر الله سبحانه أن يكون واقعا ,,

زار جدتي في منزل خالي بعض الجيران و الأصدقاء في الله و فرحوا من أجلها و من أجل أحبتهم في الله و فرحوا ان أتاهم ضيف من بلادهم و من بلاد المسلمين حيث يستئنسون به و يحنون اٍلى كل حديث منه عن الأهل والاقارب و التقاليد ,,

جال خالي بأمه بعض أرجاء الولاية التي كان يقطن بها حيث لو وجد لحمل أمه على كتفيه و طار بها حيث تشاء ,,

و مما زاد القلوب غبطة و فرحا ,, تحصلهم على "الاقامة" فور وصول جدتي ماشاء الله و الحمد لله ,,

كان فرحه لا يوصف ,, و سعادته لا يُعبر عليها ,, و لكنه علم يقينا أن الله مع الصابرين ,, و أن بعد عسرا يسرا ,

شهر و نصف تقريبا أو أكثر بين أحضان والدته ,, يحاول أن يوفر لها ما يسعدها و أن يعوضها قليلا من البر و أن يحب أبنائه فيها و هم كانوا كذلك ,, و الحمد لله ,, فما يدريك ,, لعله لن يراها مرة أخرى ,,

انتهت مدة القاء و كأنك تسمع من يقول " نعتذر.. الزيارة انتهت" ,, حيث سيعودون لنفس الغربة و الوحشة الا بما رحمهم الله من صحبة صالحة و الحمد لله ,,

أوصلوا جدتي اٍلى المطار و كانت القلوب تتألم على هذا الفراق ,, و لكن على أمل القاء ,, فهذا باب فرج أن سافرت جدتي و تيسر أمرها ,, يعني لعلها تأتي مرات أخرى أو حتى يأتي غيرها ,, الحمد لله على كل حال ,

ودعوها و كان الوداع مؤلما كثيرا ,, و لكن كان يصاحبه أمل المؤمنين ,, عسى أن يكون الغد أفضل ,,

الحمد لله ,

رغم حالة خالي المادية المتواضعة , كان لم يتأخر بالهدايا و هو من طبعه كان لا يتأخر حتى عن مساعدة بعض أخواته لمواجهة بعض الصعوبات المالية ,,

ولعل لي وقفة هنا على صعوبات خالي المادية وما يقابلها من تيسر من عند الله في الخير ,,

لعل هنالك أمر من المفروض أن لا يذكر و لكن لعل ذكره خير من كتمانه ,, برغم حالته المادية التي ذكرت كان خالي العزيز يكفل يتيما فلسطينيا ,, و كان هذا اليتيم يسمي خالي "أبي" ,, و كان لا يعرفه و لم يره قط ,,

كذلك كانت زوجة خالي هي و بعض رفقتها كنّ يكفلن على كفالة يتيم ,, و الحمد لله ,,

و كان قد وعد جدتي بأنها سوف يقوم لها بحجة ان شاء الله ( هي لم تكن حجت من قبل) و ينطلقون من البلاد التي يسكن فيها هو ,,

الحمد لله ,,, تيسر لجدتي أن تعود لرؤية غاليها ,, و أحبتها ,, على ما أذكر بعد سنة أو أكثر قليلا ,,

لكنها لم تحج حينها لعله لان الوقت لم يكن وقت حج أو صحتها أو لا اذكر بالضبط السبب ,,

لكن العام الذي يليه لم يتيسر لها لقاء خالي حتى يوفي بوعده معها فقام بحجة هو وزوجته برغم الظروف المعيشية غير الميسيرة و الحمد لله و لكن لعله تداين من هنا أو هنالك حتى تم ذلك ,,

كانت فرحته الكبرى أن زار بلاد رسول الله صلى الله عليه و سلم ,, أن حج ,, أن مكنّه الله من الخير الكثير ,, أن يسر الله فريضة تحج أغلب الناس بعدم التيسير المادي في عدم تأديتها ,,

و لكن تجاهل بعض الناس أن صدق النية و الاخلاص لله هو أول التيسير ,,

سبحان ربي ,, الدنيا تقول لهذا الشخص لن آتيك ,, و لكن الله يجعلها تأتيه راهبة أو راغبة ,,

سبحان من يسر الامور ,,

العام الذي بعده تقريبا ,, يتيسر أمر جدتي في السفر اٍلى البلاد التي يقطن خالي و هي مهيئة نفسها للحج و قد غمرتها السعادة و الشوق لأسعد لقاء دنيوي ,,

و كان خالي يجب أن ينفذ وعده ,, و كان حريصا على ذلك و الحمد لله ,, خاصت أن جدتي لم تعد تقوى على المشي كثيرا فيخاف أن تتدهور صحتها حتى لا يتيسر لها الحج ,,

و بالفعل جهز نفسه و زوجته للحج مرة ثانية ,, حيث ستهتم بأمه و تكون معها في الحج ان شاء الله ,,
يسر الله لعبده ما لم يسر لغيره ,,

الظروف المادية غير ملائمة لحج ثاني أبدا ,, و لكن ,, هل بين أمر الله و تنفيذه عائق ؟؟ أبدا و الله ,,

فلم ندهش ,, تم الحج الثاني و الحمد لله و قد يسر الله لخالي و زوجته رعاية جدتي و قيامها بالحج و الحمد لله ,, و نسأل الله لهم القبول و للمؤني أجمعين ,,

و لكن هل بعد هذا التيسير تيسير ؟؟

نعم و الله ,, و هل فضّل الله له حدود ,, فقد يسر الله لخالي و زوجته الحج في السنة التي بعدها بحول منه و قوته ,,

و تأتيكم الأسباب فيما بعد ان شاء الله ,,

****

بعد أشهر ,, يحدثنا خالي أنه هنالك من تقدم لخطبة مريم ,, و أن هذا الشاب ملتزم و عسى أن يكون لها الزوج الصالح ,,

الحمد لله ,, ثم الحمد لله ,, ثم الحمد لله ,,

الفرج بدأ نوره يتلألأ ,,

تمت الموافقة و قروا لو أذن الله سيكون الزواج في صيف تلك السنة ,,

الحمد لله ,, أيضا لعل كثيرا من التفاصيل لم أذكرها منها أن مريم قد عانت من الغربة في مراكزالتعليم حيث تدرس ما عانت حيث كانت الوحيدة التي تلبس حجابا و كان الكل يسخر من المسلمين فمابالك حين سمعوا انها ستزوج ,, " أخبرينا أهلك أرغموك صح؟ " يريدونك أن تجلسي في البيت صح " "كيف تتزوجين صغيرة " …اٍلخ

المسكينة ضاقت الدنيا بها لمدة سنوات و في آخر المطاف قبل ان تتخرج بقليل ,, خرجت من تلك الجامعة أو مركز التعليم ,, و قررت أن تنتقل لغيره لو يسر الله لها ,, المهم أن لا تواجه أشخاصا يلاحقونها ليلا نهارا كمتهمة و كمسكينة ,

بدأت التجهيزات المتواضعة للزفا و بدأت الفرح به أكبر ,, و لعل بعض التسائلات بدأت تطرح ,, كيف سيكون الزفاف دون اقارب ,, وهل ستكون الجيرة و الصحبة هما الاهل هاته المرة أيضا ,, أم أنّ احتمال حضور بعض الاقارب وارد ,, كان بصيص الأمل في أعين الجميع و شوقهم لغد أفضل هو الطاغي ,

و مما زادنا شوقا و زادنا فرحة ,, هو أن خالي قر اٍن أذن الله أن يرسل ابنيه التوأم محمد و مريم في الصيف الى أهله و بلده حتى يتعرفا عليهم و يتعرفوا عليهما ,,

صحيح, الأمر لم يكن حازما و قد كان في طور التفكير و لكن الأمل كبير و الحمد لله ,, التردد لعله من أن لا يتمكنا من العودة ,, و لكن الله قادر على أن يسر ما تعسر ,

أما بالنسبة لنا حين سماعنا الخبر فحدث و لا حرج ,, لم تكن الارض بما رحبت تسعنا من السعادة ,, الاحلام و الخيال قربا أن يكونا حقيقة و ما زاد قربهما الا تهيجا للاحلام ,, فصرنا ننام و نصحى على أمل القاء ,,

على أمل تحقق حلم حياة ,, فعلا حلم حي اة ,, لم نكن نأمل من الحياة أكثر من رؤية خالي و أهله ,,

و كذلك الأمر بالنسبة للأحبة ,, كانو لا يكادوا يصدقون أن الحلم سيصبح حقيقة باٍذن الله ,,

كان التفاءل يغمرنا و يغمرهم ,, و الفرج قد لاح من بعيد ,, و الفجر قد بان ,,

حتى أن مرة أمي كانت تحدث ابن أخيها قتعاتبه بمحبة على انه ناداها بخالتي فتقول له " أخالتك أنا أم عمتك" ,, فرد عليها بشاشة و تفاءل " " خلاص" ,, في الصيف ان شاء الله سأعرف خالتي من عمتي ",

الحمد لله رب العالمين ,

****

مع هذه الافراح و هذا الفجر الذي بان ,, لعلي نسيت أن أذكر أن خالي قبل سنة من ذلك الوقت كان قد ابتلي بمرض ابنه الصغير الذي كان عمره تقريبا ست أو سبع سنوات ,,

و قد عجز الأطبة في تلك البلاد أن يجسدوا البلاء وبقي الامر لاشهر ,, و كانت حرارته دائما مرتفعة و يحس بآلام في بعض المناطق في جسمه لم يُعلم سببها ,,

تدهور الوضع فاضطر خالي اٍلى الذهاب به اٍلى بلد أوروبي مجاور حتى يتسنى له التداوي في مستشفى أكبر و تحت رعاية أطباء خبراء أكثر ,,

و بالفعل تم العلاج و الحمد لله و اكتُشف أن الاطباء في البلد التي يقطنون قد أعطوه دواء خطآ مما قد زاد من مرضه ,

لكن الحمد لله تم الشفاء بعد صعوبة العلاج حوالي ثمانية أشهر بحيث كان خالي و أهله مطالبون بأن يراقبوا الطفل الصغير حتى لا يُجرح ولو بخدش بيسط طيلة هاته الثمانية أشهر , و الا سيقع له نزيف لا قدر الله ,, و الحمد لله تم التيسير بالفرج بمنّ الله و فضله ,,

في الفترة الاخيرة التي ذكرت ,, عاود المرض ابن خالي الصغير ,, و لزم الفراش لمدة ,, و الخوف من تدهور الاوضاع كان لا يفارق خالي و أهله ,, خاصة زوج خالي ,, اٍلى أن تم في يوم ما رقية الصغير ,, حتى أن وضعه تحسن بدرجة ملحوظة جدا ,, و بدأت الابتسامات تعلو الوجوه من جديد ,, و الحمد لله رب العالمين ,,

****

بعد حوالي يومين تقريبا ,, في الصباح الباكر ,, كانت الشمس قد أشرقت من المشرق كعادتها معي و مع جميع من فوق الارض ,, و كنا نستنشق هواء قد من الله علينا به حتى تستمر نبضات قلوب لا تعرف متى و لا أين المستقر ,, و كنا نظر عن يميننا فنرى الدنيا و نظر عن شمالنا فنرى الدنيا ,, و كنا نرى ما رأينا بالامس ,, وكنا نسمع ما سمعنا بالامس ,,

ولكن …

هل ترى كان الامر هكذا بالنسبة للجميع ؟؟

يتبع اٍن شاء الله




كان يبدو كل الأيام ,,

الأمل تجدد مع تجدد الأنفاس ,,

حملتي أقدامي اٍلى المطبخ ,,

دخلت فاٍذا بي أجد والداي يتحدثان بصمت ,,

كانت الأفواه صامتة و لكن الأعين و سمات الوجوه كانت ناطقة ,,

هنالك شيئ غريب ,,

أكيد هنالك شيئ ما قد وقع ,, فأنا أعرف هاته الوجوه و متى تكون هكذا ,,

أحسّ أبي أنه يجب عليه أن يتكلم حينها ,, حتى يبر كلمات أفضت بها سماته وسمات أمي ,,

"جاء خالكم منذ قليل يخبرنا أن ابن خالكم "فلان" مريض قليلا" ,,

كان يجب علي ترجمة الكلمات حتى أفهمها ,, فأنا أعرف أبي ,, ماشاء الله لا أزكيه على الله ,,أراه حكيما في مثل هذه المواقف ,,

"مريض قليلا" … أكيد ليس قليلا …هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي خرجت به تقريبا .. و رأيت أمي فيما بعد تسارع لتجهيز نفسها للخروج للذهاب اٍلى منزل جدي ..

ثم يقول أبي ,, افطرن أولا ثم اذهبن الى منزل جدكن ان اردتن ,,

؟؟؟؟؟؟؟

لم أفهم شيئا ,,

نذهب لمنزل جدنا ؟؟

طيب .. لم ؟؟

هل أن مرض ابن خالي يستدعي أن نذهب لمنزل جدنا ؟؟

و هل كنا سنجد المريض هنالك حتى نذهب اٍليه ؟؟

هذا ما تبادر الي ذهني من تساءلات حينها ,,

ثم بدأ أبي يضيف أن ابن خالي صحته متدهورة قليلا ,,

فتيقنت حينها أن ابن خالي حالته بين الحياة و الموت ,,

صُدمت ,,

صدمة لا أنسانها ,,

كيف ذلك ؟؟

يا الله !

كانوا قد هاتفوا منذ ليلة واحدة تقريبا خالتي و هم في غالية الفرح أن ابن خالي قد شفي ,,

لم أجد ما أعلّق ,, نظرت اٍلى أختي التي كانت قد حضرت المجلس قبلي , لعلها تعلمني بما لم أعلم ,,

أو لعلها تطمئني ,,

لكن كانت الوجوه لا طمئنة فيها و السكوت قد خيم ,,

تهيئت و أختي للخروج وقبل أن أخرج ,, نظر اٍليَ أبي و قال :

" اِنا لله و اٍنا اٍليه راجعون ,, ابن خالك توفي "

صُعقت ,,

أبي .. تُوفي توفي ؟؟؟

يعني انتهى ؟؟

ألم تقولوا أنه مريض جدا ؟؟

يعني توفي ؟؟

نعم توفي ..

لم أجد كلاما يعبر عن الموقف ,,

ولا حتى عبرات تعّبر ,,

و أنا هكذا كان طبعي ,,

لاتنزل عبراتي مع الصدمة ,,

لأني لا أستوعب الصدمة سريعا ,,

.. ولكني كنت مذهولة ..

تائهة ,,

في الطريق بدأت دموعي تتساقط ,,

و كنت تفوهت بكلمة لا أنساها أحدث بها أختي ,,

"تُرى من التالي ,,, تُرى من التالي "

****

قبل حوالي شهرين أو أقل من هذا اليوم ,,

كنت في ولاية بعيدة عن الولاية التي أقطن بها ,,

دراستي فرضت عليّ أن أبتعد و كنت أسكن بمبيت للفتيا ( غفر الله لي ما لا أحبه الآن) ,

و كان أخي يشتغل في نفس الولاية فكان مؤنسي و لله الحمد ,,

في ليلة من اليالي ,, اتصلت بي أمي عن طريق الهاتف القار للمبيت ,,

السلام عليكم ,, أهلا أمي كيف حالك ,,, الحمد لله ,, كيف حالك أنت ,, الحمد لله بخير ,,

بعد السلام و الكلام و التحدث عن الاحوال ,, توقفت أمي لبضع ثواني عن الحديث ثم قالت ,,

– "فلانة" ,, اليوم توفي محمد ابن عمتك بحادث سيارة ,,
– من أمي ؟
– محمد ابن عمتك ؟
– من أمي ؟
– "يا فلانة" ..
– أمي ,, كيف ,, لا ,, لم أستوعب ,, و الله أكلمك بجد ,, لم أستوعب ,,
– بنيتي أنت مؤمنة ,
– نعم أمي نعم ,, لكن و الله لم أستوعب ,, لم أفهم ما قلتيه ,
– طيب ناديلي "فلانة" (صديقتي التي أنام معها في نفس الغرفة) ,
– لا أمي ,, دعيها ,, أنا بخير ,,
– لا ,, ناديها ,
– – لا يا أمي صدقيني أنا بخير ,, بخير و الحمد لله ,

واصلنا الحديث لمدة ثواني ثم ودعتها ,,

لا أخفيكم سرا ,,

في تلك الفترة بالذات كانت قد مرت بي بعض مصائب الموت بداية من الصيف و لكن لم يكونوا أقارب ,,

و لكن الوقع علي كان شديد ,,

كنت كالتائهة التي أفاقت ,,

و الأمر مختلف بالنسبة لي عما يظن الناس بي أو كما لعل أكثرهم يفكرون ,,

من أول ما أسمع بالموت كنت افكر في الميت ,, لا أفكر في أهله كثيرا و لا فيما حصل ,,

المهم هو ,, كيف حالته ,, كيف توفي ,, أين هو الآن … الخ ,,

حادثة الصيف كانت مصيبة على كل أهل البلدة ,, جارنا و زوجته و ابنهما الصغير في حادث سيارة فضيع و هم على أبواب تزويج ابنتهم التي كانت معهم في السيارة و ظلت بالمستشفى لا تعي لمدة أيام ,, ثم كيف حاولوا تدريجيا اخبارها بوفاة عائتلها ,,

حادثة وفاة جار آخر لنا ,,

حاثة وفاة شخص أعرفه من بعيد و كان على أبواب زواج أيضا ,,

و اليوم ,, الابتلاء يمسنا ,,

يمسني مباشرة ,,

كيف سيكون موقفي و أنا التي كنت اتسائل كثيرا عن مواقف الناس عند مصائب موت أهليهم ,,

دخلت الغرفة و جلست على سريري و لم أفعل شيئا غير أني كنت صامتة أفكر ,,

بعد قليل أخبرت صديقتي بالأمر حتى لا تستغرب هذا الصمت ,, حيث لم تكن العادة بيننا ,,

تأسفت صدقيتي ثم بعد برهة ذهبت للنوم ,,

بقيت في مكاني متسمرة ,,

لا أفعل شيئا غير افكر ,,

صدقوني لم أكن مستوعبة ,,

أهو ذاك الشخص الذي أعرف انا ؟؟ الآن في قبره ؟؟

الآن يسؤل ؟؟ طيب كيف صعدت روحه ؟؟

طيب كيف كانت ردة فعل عمتي المسكينة ؟؟

زوجته؟؟ أبناءه؟؟

و بقيت أتذكر البعض من أفعاله ,, رغم أن علاقتي به أنا و اِخوتي ومع كل أولاد عمتي كانت شبه لا يتعدى السلام,, كانوا يكبروننا سنا بكثير وكنا نحترمهم و نقدرهم و نصل الرحم في الأعياد و المناسبات و الحمد لله و العلاقة مع أخواتهم و عمتي بخير حال و لله الحمد و المنة ,,

بعد سويعات بدأت الدموع تتساقط ,, و كأني بدأت أستوعب ,, و لكن أتراني استوعبت أنه في قبره و قد مات ,, أم تراني استوعبت أن هذا الشخص لن أراه بعد هذه الحظة ,, أم تراني استوعبت أن الحياة فانية ,, أم تراني استوعبت ماذا ,,

لا أعرف ,,

لكن دموعي تساقطت ليلتها بشكل عادي ,, لا يليق بالموقف ,, وكأن عقلي لم يصدق بعد ,,

مرت الفترة صعبة جدا ,, صعبة للغاية علي ,, كنت أرحل كثيرا بخيالي الى القبر ,,

كنت أتضرع لله أن يرحمني أكثر من كل شيئ في تلك الفترة ,,

****

اليوم يتوالي الموت ,,

و يقرب أكثر ,,

جاءني أحساس أن الله يمهد لي شيئا منذ بداية الصيف ,,

لكن اليوم شيئ مختلف ,,

اليوم خيالي أين سيذهب ,, أاٍلى قبر ابن خالي ,, أم اٍلى نفسي التي و كأنها يتهيأ لها الموت ,, أم الى خالي العزيز و كربته , أم اٍلى زوجة خالي ,, أم اٍلى أبناءه ,,

ابن خالي هذا بسمة العائلة ,,

و الحياة تجددت مع ظهوره بينهم ,,

تذكرت قول زوجة خالي لأمي وهي تبكي حين كان طفلها مريضا : " اٍنه ضحكتنا ,, اٍنه بسمتنا ,, اٍنه من جعل حياتنا وردية "

أما اليوم ,, فقد قضى الله أجل مسمّى ,,

لا أعرف كيف وصلنا ألى منزل جدتنا و كانت دموعنا تسبقنا ,,

دخلت ,, سلمت على جدتي و حضنتها ,, و ظلنا نبكي ,,

و كانت جدتي قليلة البكاء ,, تصمد دائما ,, لكن اليوم ,, المصيبة أكبر ,,

جلستُ و جلست أختي و أنا أنظر اٍلى أمي تبكي و اٍلى خالتي و زوجة خالي يبكيان و في نفس الوقت يهيئان المنزل للتعزية,

ظلت أبكي ثم نظرت اٍلى جدتي " ألم تخبروننا أنه بخير ,, ألم تخبروننا أن فلان بخير " و كأني أعاتب مقتولا على قتله ,,

نظرت اٍلي و قد فاضت عيناها بالبكاء " وهل كان فلان من مات … اٍنه محمد يا بنيتي "

يتبع اٍن شاء الله




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

بسورة النور نربى بناتنا

خليجية[/IMG]

خليجية[/IMG]

سورة النُّور تميَّزت بالحفاظِ الشَّديد على كرامة الأسرة، وقيمة العرض، ودعَّمت جانب الشَّرف، وفصَّلت ما ينبغي أن يلزمه المجتمع؛ كي يحافظ على حرمات الله، وحقوق النَّاس. ومع أنَّ سور القرآن كلَّها منزَّلةٌ من عند الله، إلا أنَّ هذه السُّورة وحدها، دون سور القرآن كلِّها تميَّزت بهذا البدء:﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾النور: 1. والسَّبب في ذلك: أنَّ سورة النُور تدور حول مشكلات الغريزة الجنسيَّة، وهي من أعتى الغرائز وأقواها. ولما كان ضبط هذه الغريزة في مسارها وانطلاقها لا بدَّ منه؛ لضمان نفس شريفة، وخُلق مستقيم، وعفَّة شاملة مستوعبة، ومجتمع نقيٍّ طهور، فإنَّ السُّورة بدأت بهذا المطلع المتميِّز، ليبيِّن ربُّنا أهميَّتها وعظمتها ومنزلتها العالية السَّامية، ولا بدَّ أن نعلم ابتداءً أنَّ الإسلام دين الفطرة – أي دين الطَّبيعة السَّويَّة المستقيمة – يرفض التَّكلف والافتعال، وما أنزل الله من تعاليم في هذا الدِّين القيِّم، هو لضبط الفطرة، وضمان أن تسير سيراً حسناً، لهذا كان للغريزة الجنسيَّة تعاليم واضحة في هذا الدِّين، وكان لانحرافاتها عقوبات محدَّدة في هذا الدِّين.

الغريزة والزَّواج:
سورة النُّور تتحدَّث عن احترام الغريزة وضبطها، حتَّى لا تنحرف يمنة أو يسرة، ثمَّ التَّخويف لمن يدع حدود الله، أو يترك العقوبات التي قُررت تقريراً حاسماً، في هذه السُّورة المباركة، القرآن الكريم لم يعتبر الغريزة الجنسيَّة رجساً من عمل الشَّيطان، بل اعترف بها، وجعل المتنفَّس الوحيد لها الزَّواج: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾المؤمنون: 5-7. واعتبر الزَّواجَ عبادة، بل جاء في السُّنَّة أنَّه نصف الدِّينإذا تزوَّج العبد فقد استكمل نصف دينه؛ فليتق الله في النِّصف الباقي) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وحسَّنه الألباني. إذاً فالزَّواج فريضة اجتماعيَّة، لا بدَّ أن تتواصى الأمَّة الإسلاميَّة بتيسيرها، لكن!! ذلك متروك للوعي العام ولضمير المؤمن.

وقد جاءت الآيات في هذه السُّورة تتحدَّث إلى أولياء الفتيات، وجاءت أيضاً تتحدَّث إلى من يريد الزَّواج، أو من يقدر عليه ويطلبه، قال الله تعالى:﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ النور: 32. ويشرح النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذا التَّوجيه فيقولإذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوِّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)رواه التِّرمذي، وحسَّنه الألباني. ووكَل ذلك – بداهة – إلى تقدير ولي الفتاة، وإلى تصوُّر الأسرة للنَّفقة، وما يتَّصل بها، والواقع أنَّ هذا التَّقدير لا يمكنُ أن يـبُتَّ فيه قانون، إنَّما الذي يبُتُّ فيه مجتمع مؤمن، والذي يبُتُّ فيه رجال يتقون الله، ويريدون أن يشيعوا العفَّة، والقناعة في المجتمع. وإلى أن يتزوَّج طالب الزَّواج، وإلى أن يستكمل دينه، ماذا يصنع بنفسه وغريزته؟!. يقول الله تعالى في علاج أمره: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾النور: 33. فلا بدَّ أن يستعفف، وعبارة الاستعفاف تعني أنَّ المرء يتكلَّف، أو يعاني، أو يتعب نفسه، ولا بدَّ من ذلك في كبح الهوى وضبط الغريزة، فإنَّ الغريزة العاتية تحتاج إلى إرادة حديديَّة، وهنا نجد أنَّ الإسلام حارب الانحراف والجنس بمحاربة بوادره الأولى، أو المقدِّمات التي تغري به، وكان في هذا ديناً عمليَّاً.

لا .. لاقتحام البيوت:
في هذه السُّورة العظيمة، نقرأ قوله تعالى، وهو يمنع الانحراف الجنسي: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾النور: 27. وكما قال أحد السلف إذا سمعت الآية تقوليَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فأعرها سمعك وقلبك، فإنَّ فيها: إمَّا خير تؤمر به، أو شر تُنهى عنه. وهذا النِّداء يستثير الإيمان. لماذا ؟. لأنَّ الإيمان هو الذي يخلق الضَّمير اليقظان الحيَّ، الذي يجعل الإنسان إذا قرع باب بيتٍ، ولم يجد الرَّجل فيه، يرجع من حيث جاء، لا يجوز البتَّة اقتحام بيت ليس فيه صاحبه، لا يجوز ديناً ولا مروءة اقتحام البيت، وفيه امرأة لوحدها، فإنَّ البيت حصنها، وينبغي أن تبق في هذا الحصن مصونة، والإسلام يرفض كلَّ تقليد اجتماعيٍّ، يتواضع النَّاس عليه؛ لجعل الخلوة بالمرأة ممكنة، يرفض الإسلام هذا لأنَّه بذلك – فعلاً – يسدُّ أبواب الفتنة.

غض البصر:
فإنَّ الإنسان إذا أرسل عينه تتلصَّص على الأعراض، من هنا أو من هناك؛ فإنَّه يفتح أبواب الشَّرِّ على نفسه، وقد قال الشَّاعر قديماً:
والمرء ما دام ذا عين يقلِّبُها في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسرُّ مقلته ما ضرَّ مهجتـه لا مرحبـــــــاً بسرور عـــــــــــاد بالضَّــــــرر
إنَّ فتح باب الفتنة يكون بالعين المحَمْلِقة، والبصر الطَّامح، والإيمان أساس في كبح الهوى؛ لأنَّه مَن الذي يعلم خائنة الأعين ؟. ومن الذي يعرف كيف ترسـل بصرك؟. وما النِّية الكامنة وراء هذه النَّظرة ؟. إنَّ الإيمان هو الأساس الذي لا بدَّ أن يثبت في القلوب:﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾النور: 30.

المثيرات مرفوضة:
توجيه دقيق في منتهى الخطورة أوضحته السُّورة، وهو منع المثيرات الحسِّيَّة: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾النور: 31. ومعنى هذا أنَّ جسد المرأة عورة، ينبغي أن يُوارى، أو أن يُدارى، فلا يجوز أن تلبس ملابس تصفُ البدن، أو تشِفُّ عن مفاتنه، أو تغري العيون الجائعة باستدامة النَّظر إليه، فإنَّ هذا كلَّه فتح لباب الفتنة. والإسلام عندما يأمر بالعفَّة، وعندما ينهى عن الفحشاء، فهو يسدُّ الطَّريق ابتداءً أمام المثيرات التي تنزلق بعدها القدم، لهذا كانت السُّورة سورة آداب، إلى جانب أنَّها ضمانات وحصانات للأعراض وللشَّرف وللقيم، من ذلك في أول السُّورة وآخرها أدب الاستئذان، ففي أول السُّورة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾النور: 27- 28. وفي آخر السُّورة يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾النور: 58-59.

أختم بأن أقول: ما أحلى الحجاب!!. وما أجمله!. وما أعظمه!. به تنال المرأة المسلمة مكانتها وهيبتها وقيمتها، به تصون عفَّتها وعرضها وشرفها، بمجرد لبسه وظهورها للنَّاس، تصبح أعظم وأجلَّ داعية للإسلام، فالحجاب يجبر النَّاس على احترام الفتاة، لأنَّ الطُّهر والعفاف محبَّب حتَّى عند أهل الفساد، الذين إذا أراد أحدهم أن يتزوَّج لا يرضى إلا بالعفيفة، ويمكن أن يجامل المتبرِّجة، ويستخدمها في تحقيق أغراضه الخبيثة، ويرميها كالعلكة البالية في سلَّة المهملات، وفي تجمُّع الأوساخ والقامات.

ورضي الله عن نساء الصَّحابة في مسارعتهن إلى تنفيذ أمر الله، فما كادت آية الحجاب تنزل، وينقلب بها الآباء والإخوة والأزواج إلى البيوت، حتَّى قامت كلُّ واحدة منهنَّ إلى مرطها فاعتجرت به، وجئن إلى مسجد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وكأنَّ على رؤؤسهنَّ الغربان، من الأدب والهدوء والحشمة، ولا عجب! فإنَّ الله سبحانه جعل الحجاب علامة فارقة بين الفضليات والسَّاقطات. فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾الأحزاب: 59. يعرفن بأنَّهن العفيفات الطَّاهرات.

وقد اعترف بفائدة الحجاب حتَّى المنصفين من الكافرين. قال أحد أكبر رؤساء دول العالم؛ لنساء بلده، عندما اشتكين من انتشار الأمراض الجنسيَّة بينهنَّ. قال لهنَّ: لا حلَّ أمامكنَّ إلا في التَّشبُّه بالمرأة المسلمة، في لباسها وسترها وعفَّتها، فالحجاب طهارة ونقاء، وعصمة من الأمراض والشَّقاء، وطاعة لربِّ الأرض والسَّماء.

وتقول الدَّاعية المسلمة الأمريكيَّة آمنة شولتزالحجاب أمر من الله تعالى، ونعمة منه، وطاعة الله واجبة، وقد أمر بتغطية جميع أجزاء الجسم، ولا يغني ارتداء البنطلون الضَّيق، وإن كان ساتراً عن الحجاب، والله تبارك وتعالى أمرنا أن نغطِّي الجسد ونخشاه، وهو أمر لصالح المرأة، وحماية لها من الشَّيطان وجنوده … إلى أن تقولولتتذكر أخواتي أنَّ يوم القيامة قريب، والأيام تمضي، والموت قادم لا محالة، فلينظر كلَّ إنسان ما قدَّم لآخرته).
أختي المسلمة: قدِّمي طاعة الله ورضاه على رضى النَّاس، واعلمي أنَّ كلام النَّاس لا ينتهي، والعاقلة تطلب رضوان الله، وإن سخط النَّاس، وإذا رضي الله عن الإنسان صرف قلوب النَّاس إليه، فلا تتردَّدي بلبس الحجاب، واعلمي أنَّك سوف تفوزي وتؤجري، فاتق الله واصبري، وكوني في صحبة الصَّالحات، وأبشري بكلِّ خير في الدُّنيا والآخرة.خليجية[/IMG]




التصنيفات
ادب و خواطر

ترى مهما يضيق الكون ترى عقب الظلام النور

ترى مهما يضيق الكون ترى عقب الظلام النور
خليجية

من صغري وانا اسمع يقولون الزمان يدور
يعني اذا بيوم يضحك لي بيجي باكر ويبكيني

وكلن شايل همه احد ضايق واحد مقهور
وانا بس اواسيهم ومابه من يواسيني

وانا ماودي اتكلم وابوح واكشف المستور
ولكن يالغلا صدك على هالبوح يجبرني

انا للحزن قصه وله في داخلي دستور
اجامل وابتسم لناس ودمعي ساكن بعيني

وانا الي حيل يتعبني لاضقت دمعي المغرور
تخيل مايبي يسكب يخاف انه يريحني

اموت بضيقتي فيني واعاني من زمان الجور
وتخنق عبرتي صدري وتجرح دمعتي عيني

انا ماودي ازيدك هم انا ودي تعيش سرور
ولكني ابي تعرف ترا حزني يبعثرني

انا قلبي من عنا وقتي حزين وخاطري مكسور
وانا الي زايد بهمي صمتي الي متعبني

وترا مها يضيق الكون ترا عقب الظلام النور
يعني مثل ماضاقت بتفرج باقي سنيني
انا لوقلت لي ضايق اشيل همك انا على الفور
انا ما ابي احد يحزن واذا به شي يربطني

وانا الي بيني وبينك شعر ومحبه وشعور
طاهر يجمع محبتنا مثل محبه اخويني

وانا شعري ترا مابه غموض وعنجهه وغرور
وانا شعري صدر باحساس طفل ساكن فيني

انا ودي ابين لك وابوح بكل مافيني يدور
ولكن ما ابي اصبح ثقيل وما تدانيني

وانا موتي ولا اصبح على احد(ن)ثقيل ومايبيلي دور
وانا ودي اذا جاء موتي اموت وعزتي فيني

وكانك يا الغلا تبغى يكون القصيد بيننا منثور
اجل اقرب وانا اكتب لك قصيدن يوصف سنيني

وانا اقول على كل الي مضى مشكور
وكاني اخطيت في حقك ابيك الحين تعفيني

وانا بطلب بآخر بيت من الي يعلم ماخفى بصدور
انه يسعد قلبك دوم ويسعد باقي سنيني

مما رق لي

مودتي




خليجية