كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): توماس لي *
إني امرأة كبيرة في السن، خضعت مؤخرا لعملية وضع دعامة في اثنين من الشرايين التاجية. وبطبيعة الحال طلب الأطباء مني التوقف عن التدخين، إلا أني أخبرتهم أني حاولت ذلك مرارا ولم أفلح فيه. لقد جربت العلاج بلصقات النيكوتين التعويضية، وعلاج «تشانتيكس»، إلا أنهما لم يفلحا في مهمتهما. كما أن مجموعات الدعم لا تناسبني، ولم تساعدني قوة إرادتي إلا في تقليل التدخين. أشعر بالاكتئاب لأن المطلوب مني وقف التدخين، وأنا لا أستطيع ذلك.. هل هناك من أمل لوقف التدخين لأمثالي من الناس؟
قبل أن أجيبك على السؤال، دعيني أهنئك على محاولتك وقف التدخين، طالبا منك السعي نحو تحقيق هذا الهدف، ذلك أنه غالبا ما يتطلب عدة محاولات لإنجازه.
وحسب اكتشافك بنفسك، فإن النيكوتين هو مادة تعود الإنسان على الإدمان بشكل كبير. ولذلك فإن «قوة الإرادة» لغالبية المدخنين لا تكفي وحدها للتخلص من إدمانه.
* علاجات إدمان النيكوتين
* من حسن حظ المدخنين اليوم أن لديهم عددا من الوسائل التي تكافح إدمان التبغ. وتشمل الوسائل السريعة لوقف التدخين أنواعا من العلكة، حبات أو حلوى المصّ، و«المشهاق»، أي أداة لتنشق النيكوتين، والمرشاشات، وأدوية مثل «بابروبيون» (bupropion)، و«زيبان» (Zyban)، و«ويلباترين» (Wellbutrin)، و«فارنسيلين» (varenicline)، و«تشانتيكس» (Chantix)، إضافة إلى جلسات المشورة، وجلسات علاجية موجهة لتغيير السلوك، وحلقات الدعم الاجتماعي. ولا تحق أي واحدة من هذه الوسائل، المعجزات! لقد ذكرت في رسالتك استعمالك للصقات النيكوتين. وتقول الدكتورة نانسي ريغوتي مديرة مركز أبحاث التبغ وعلاجه في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد، إن بعض المدخنين يحقون النجاح بعد إضافة وسيلة ثانية إلى لصقات النيكوتين التعويضية، مثل علكة النيكوتين أو حبات مص النيكوتين أو «مشهاق» النيكوتين، لمكافحة الرغبة الملحّة للتدخين.
كما ذكرتِ أن دواء «تشانتيكس» لم يساعدك. وهنا أشير إلى أن بعض الناس يرون أن دواء «زيبان» أفضل لهم من «تشانتيكس».
ويختبر الباحثون حاليا احتمال أن يكون استخدام توليفة من «زيبان» و«تشانتيكس» مع إحدى وسائل تعويض النيكوتين، آمنا وسليما وفعالا أيضا لوقف التدخين.
* علاجات حديثة
* وتطور حاليا عدة أنواع جديدة من العلاج، وفي مقدمتها صنف من الأدوية المسماة مضادات مستقبلات القنبين «cannabinoid receptor anonists» (القنبين هو راتنج سام يستخرج من القنب الهندي)، التي يؤمل أن تساعد المدخنين يوما ما على وقف التدخين.
كما تطور عدة لقاحات مضادة للنيكوت، تشجع الجسم على إنتاج أجسام مضادة للنيكوت. فما إن يدخل النيكوتين مجرى الدم حتى ترتبط به تلك الأجسام المضادة فورا، وفي النتيجة يتكون النيكوتين المرتبط بالجسم المضاد له، وهو مادة معقدة كبيرة جدا بحيث لا يمكنها النفاذ نحو المخ، وبهذا لا يتمكن النيكوتين من الالتصاق بمستقبلات النيكوتين داخل المخ.
ومن الناحية النظرية فإن هذه القاحات ستوقف عادة التدخين لأن المدخن لن يحصل على أي إحساس بالسرور والارتياح بعد تدخينه للتبغ، مثل الراحة التي يتمتع بها عادة عند التدخين.
ولكن، وحتى إن أظهرت أدوية مضادات مستقبلات القنبين أو غيرها من القاحات أنها آمنة وفعالة في وقف التدخين، فإنها لن تطرح إلى الأسواق إلا خلال سنوات كثيرة.
أرجو أن لا تتوقفي عن العلاج حاليا بانتظار تلك الأدوية المقبلة. حاولي الاتصال بالطبيب لأخذ المشورة. وفي بعض الأحيان الاستماع إلى نصائح المدخنين الذين توقفوا عن التدخين، لأنها جيدة.
* رئيس تحرير «رسالة هارفارد لصحة القلب»، خدمات «تريبيون ميديا»