الطلاق المبكر عنوسة مستترة .. اليأس من الزواج فتنة وفساد كبير ..؟؟
أكدت دراسة أجريت العام الماضي تشير إلى أن عدد البنات غير المتزوجات وصل عام 2022 الى 13 مليون فتاة ، فى حين وصل عدد حالات الطلاق إلى 410 يوميا وفق تقرير أعدته مؤسسة بشر ومركز أبحاث ميسود اند سليوشن للدراسات والأبحاث.
وجاء فى التقرير ان نسبة تعداد الذكور فى المجتمع المصرى وصلت إلى 49% فى حين أن الإناث تشكلن 51% مما يشير إلى أن نسبة الطلاق وصلت الى 40% من حالات الزواج ونسبة العنوسة إلى 50% من اجمالى السيدات.
وكان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أعلن أن هناك 8.6 مليون فتاة ما بين سن 18 و35، يبحثن عن ابن الحلال، منهم 3.5 مليون ما بين 18 و25 سنة، و2.6 مليون فتاة ما بين سن 25 : 30 سنة، و2.5 مليون فتاة ما بين 30 و35 سنة وقد أشار التقرير الى أن هذه النسبة تعتبر معقولة اذا ما قورنت بدول عربية أخرى مثل لبنان التى وصلت نسبة العنوسة فيها الى 90% وفى العراق الى 85%.
مليون ونصف عانس بالسعودية :
هذه المشكلة لا تقتصر على صاحبة الرسالة فقط ، أو تعاني بها دولة بعينها بل هي قاسم مشترك بين جميع الدول العربية ، ولكن يبدو أن الحال من سيئ إلى أسوأ وتبعات الأزمات الاقتصادية انعكست على المجتمعات العربية عامة والخليجية بشكل خاص ، لتضرب عصب الحياة من جهات مختلفة ، وتستمر بعض الأرقام في الزيادة بينما ينخفض بعضها الآخر لتصب في النهاية بوضع من سيئ إلى أسوأ مع مرور الأيام.
وكان من ضمن المواضيع التي تم تناولها مؤخراً على الساحة السعودية هو التحقيق الذي أجرته صحيفة "البلاد" السعودية عن ارتفاع نسب العنوسة في السعودية، معتمدة على دراسات متخصصة إحداها الدراسة التي أعدتها وزارة التخطيط السعودية مع نهاية العام 2022، والتي كشفت عن أنّ عدد العوانس في المملكة وصل إلى مليون ونصف عانس.
وبناء على النمو الحاصل في هذا الرقم فقد كشف التحقيق عن توقعات بأن يصل عدد الفتيات السعوديات اللاتي فاتهن قطار الزواج إلى 4 ملايين "عانس" خلال السنوات الخمس المقبلة!
انتحار !!
وقد تصل تداعيات العنوسة إلى دفع بعضهم إلى الانتحار ، حيث رصدت دراسة مرعبة للمركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة في عام 2022 حالات انتحار يبلغ عددها 3708 في مصر منها 2700 حالة انتحار بين الشباب في العاصمة القاهرة
وبينت الدراسة أن نسبة المنتحرات من الإناث كانت أكثر من الذكور لتصل إلى 68% للإناث مقابل 32% للذكور.
وأظهرت الدراسة أن الإناث ينتحرن في سن صغيرة، ليثبتن حرمانهن وشكواهن من شيء ما، خلافا للذكور الذين عادة ما ينتحرون لأسباب مهمة، كما أن هناك اختلافا جذريا في كيفية الانتحار، فالإناث يتناولن حبوبا مهدئة أو أخذ كمية بسيطة من بعض المواد السامة، ما تؤدي إلى أعراض التسمم فقط، بخلاف الرجال الذين ينتحرون بطريقة جادة ونهائية بهدف الموت.
وأظهرت الدراسة أن المنتحرات يعانين من اضطراب كالعنوسة أو الخلل الأسري أو الصداقات العاطفية.
غلاء ومبالغة :
وعن أسباب انتشار ظاهرة العنوسة وحلولها يقول دكتور أحمد عزام أخصائي العلاج النفسي والسلوكي للهنّ : إن ظاهرة العنوسة ، وتأخر سن الزواج من اكبر المشكلات التي تواجه المجتمع المصري ، بالرغم من أن المشكلة ابسط من ذلك إذا اتبعنا أوامر النبي عليه الصلاة والسلام " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " وما نحن به الآن فتنة وفساد كبير ، وذلك لأننا أصبحنا نقيس كل شئ بمقياس المال، فالعريس يجب أن يكون مقتدراً ، ويدفع مهراً كبيراً ، وشقة تمليك وشبكة بآلاف الجنيهات ، وبالنسبة لأي شاب من المستحيل تحقيق كل هذه الطلبات أو يكون الشاب نفسه غير مؤهل نفسياً أو مستوعباً لأعباء الزواج النفسية والمادية فيحدث الفشل وعدم اكتمال الخطوبة أو الطلاق السريع بعد الزواج.
ويضيف د. عزام : وبذلك أصبحت الفتاة دون أي سبب أو أدنى مسئولية متأخرة في سن الزواج ، بالإضافة إلى الآلام النفسية المترتبة على فشل تجربة الخطوبة والارتباط أو تصبح مطلقة في سن صغيرة جدا ، وهذا في رأيي عنوسه أيضا ، لذلك الحل يكمن عند الأهل ، وعلي كل أب أن يدقق عند اختيار عريس ابنته ، ويكون معيار الاختيار هو الدين والخلق وليس المادة ، الله سبحانه وتعالى الخالق الباريء الكريم هو القادر على أن يغني الرجل بعد الزواج.
كما " تنكح المراة لمالها وجمالها وحسبها ودينها.. فاظفر بذات الدين تربت يداك" وهذه الرسالة النبوية موجهة للشباب ، وهي معايير اختيار المرأة عند الزواج ، وكم من الزيجات فشلت بسبب اختيار المرأة على أساس الجمال أو المال فقط ، دون أن يكون هناك توافق فكري او نفسي بين الاثنين ، اعتقد أن الفتاة الجميلة والغنية يجب أن انحطاط كثيرا قبل الزواج حتى لا يصبح جمالها ومالها نقمه وليس نعمه فكم من عوانس في مصر بسبب طمع الآخرين فيما لديهن من حُسن وثروة ، أما الشاب والفتاة الفقراء فليس لديهم أمل في الزواج ؟
ويردف د. عزام : الحل سهل وبسيط وهو إتباع سنة الرسول الكريم ، و ما جاء بالكتاب والسنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج) إذا هذا الأمر هو مفتاح الحل ثم ( تناكحوا تناسلوا فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة).
وينصح د. عزام : اقول لكل يائس من الزواج ، اطمئن ستتزوج من خلقت من ضلعك وستتزوجين من خلقتي من ضلعه ، فالزواج قسمة ونصيب ، وكتب بأقدارنا ولكنه لم يأتِ بعد ،وأرجو من كل أم وأب بعدم الضغط على البنت للزواج وعدم الاستعجال حتى لا تقع البنت في دوامة الطلاق ، والابتعاد عن المثل القائل "ضل راجل ولا ضل حيطه" لأنه تفكير قديم وعقيم فالفتاه اليوم قادرة على أن تنهض بالأسرة ، وتعين زوجها على أعباء الحياة غير أن تعليم المرأه جعل لها القدرة على الاختيار السليم.