ويرى معظم الأشخاص الذين يصابون بالأرق أنفسهم خلال اليوم التالي أقلَّ نشاطاً وقدرة على القيام بنشاطاتهم وأعمالهم اليومية، كما يجدون أنفسهم في خلافات تكون في كثير من الأحيان سخيفة مع الزملاء، إلى جانب أنهم يشعرون طوال النهار بالإرهاق والخمول،وعندما لا تكون المشكلة الأساسية للأرق تتعلَّق بالمشاكل الصحية كعوارض مرحلة سنّ اليأس لدى النساء على سبيل المثال أو غيرها من أعراض أمراض أخرى، فإنَّ الحلَّ الأساسي لمشكلة الأرق التي تمرّ بها يكون بين يديك.
وأكد الخبراء مؤخراً أنَّ الساعة البيولوجية داخلنا هي أساس التحكم بالأرق اليلي، الذي يمكن أن يصيبنا من وقت إلى آخر؛ إذ إنَّ الساعة البيولوجية في جسم الإنسان هي التي تتحكم بشعور الشخص بالنعاس، بالإضافة إلى أنها تتحكم بوقت استيقاظه، كما أنها توجه الجسم إلى الساعة التي يجب أن ينام خلالها والوقت الذي يجب أن يصحو فيه،وقال الخبراء يكون بإمكاننا، من خلال التحكم بالساعة البيولوجية داخلنا، أن نواجه مشكلة الأرق، وأن نتمتَّع بنوم عميق وصحي،ولا تعتبر مسألة التحكم بالساعة البيولوجية مسألة صعبة، بل تعتبر مسألة بسيطة نوعاً ما، تعتمد بشكل أساسي على الاستمرار والمتابعة، إلى جانب أنَّ التحكم بالساعة البيولوجية يتطلب الإرادة الحقيقية للسيطرة على ذاتنا.وقام الخبراء بتحديد أكثر الطرق فعالية، التي تساعدنا على التحكم بساعتنا البيولوجية
الساعات الأولى في الصباح الباكر.ومن الحظة التي تستيقظ فيها وتفتح عينيك عند الصباح، فإنَّ الضوء الطبيعي يدخل مباشرة إلى عصب العين وإلى الساعة البيولوجية في الدماغ.وفي منطقة الدماغ، فإنَّ هذا الضوء الذي دخل إلى عصب العين، يساعد على تحفيز إنتاج مجموعة من الهرمونات التي تضبط عملية نمو الجسم وقدرته على التكاثر والخصوبة، بالإضافة إلى تحكم هذه الهرمونات أيضاً بضبط كمية الطعام التي يتناولها الشخص، والنوم، إلى جانب القدرة على التذكر والتفكير.إلى جانب أنَّ هذه المجموعة من الهرمونات -كما تبيّن في دراسات علمية حديثة- قادرة على التحكم بمزاجنا وحالتنا النفسية من دقيقة إلى أخرى.وأوضحت الدكتورة فريشكا يان الاختصاصية في علم الأعصاب والنوم أنَّ أشعة الشمس الطبيعية قادرة فعلاً على تنشيط الدماغ.ومن خلال العمل على تنشيط الدماغ في نفس الساعة كلَّ يوم في الصباح، يُعمل وبشكل كبير على ضبط الساعة البيولوجية في دماغ الإنسان.كما أنَّ الجسم بهذه الطريقة يعتاد على أنه من المفروض أن يكون نائماً خلال منتصف اليل، أما خلال منتصف النهار فمن المفترض أن يكون مستيقظاً تماماً.ويمكن للاستيقاظ كلَّ يوم في ساعة مختلفة أن يشوش الساعة البيولوجية في الجسم،إلى ذلك فإنَّ الجسم في هذه الحالة يمكن أن يشعر بالتعب خلال النهار الذي لا يعرف سببه أحياناً، بالإضافة إلى الشعور بالنعاس من فترة إلى أخرى خلال النهار،ولن يكون ذهنك حاداً ونشيطاً أبداً في حال استمررت على هذه الحال في الاستيقاظ.
توجه إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس:بيَّنت الدراسات أنه من المفضل أن تتوجه إلى سريرك فقط عندما تشعر بالنعاس، وليس عند شعورك بالتعب أو الإرهاق؛ إذ إنه ولضبط الساعة البيولوجية في الدماغ عليك أن تعوّد جسمك على النوم عندما يكون بحاجة إليه فعلاً.لذلك حاول في المرة القادمة ألا تنظر إلى النوم على أنه مهمة، بل توجه إلى السرير عند شعورك بالنعاس حقاً.
قم من السرير عندما ينتابك الأرق
ألا يلاحظ الكثير من الناس أنه من الضروري أن يقوموا من سريرهم عندما تنتابهم حالات الأرق خلال اليل،عندما تنام من الساعة الحادية عشرة والنصف في المساء حتى الثانية ليلاً، وتبدأ بعدها بالتقلب وعدم القدرة على متابعة النوم حتى الرابعة صباحاً، وبعدها تغط في النوم حتى السادسة صباحاً، فإنَّ محصلة نومك لا تتجاوز أربع ساعات ونصف على الأكثر.وإنَّ مكوثك في السرير يمكن أن يؤثر سلباً على الساعة البيولوجية داخل دماغك، بالإضافة إلى تأثيره على عملية النوم.ولتخف من تفاقم المشكلة على الساعة البيولوجية، ولكي تواجه الأرق اليلي، فإنه من الأفضل أن تقوم من سريرك حتى ولو في الساعة الثانية ليلاً، وأن تلهي نفسك بالقراءة على سبيل المثال.وبمجرد خروجك من السرير، فإنك تحفز عملية النوم لدى الدماغ، الأمر الذي يمكن أن يعطيك الشعور بالنعاس فعلاً،ويحذّر الخبراء من أن تبقى في سريرك عندما تصاب بالأرق اليلي، إذ إنَّ هذا التصرف يمكن أن يحفّز دماغك على أن يربط السرير بحالات الاستيقاظ عوضاً عن قيامه بربطه بالنوم.
انتبه من أيام عطلة نهاية الأسبوع:يمكن أن تؤثر عميلة التوجه إلى النوم في ساعة متأخرة خلال السهرة التي تسبق يوم عطلة نهاية الأسبوع، على انضباط الساعة البيولوجية في الدماغ.
وحتى لو توجهت إلى النوم في ساعة مبكرة في نهاية يوم العطلة كي تكون مستعداً لأول يوم عمل في الأسبوع، فإنك لن تكون جاهزاً للنوم في كثير من الأحيان، لذلك حاول قدر الإمكان أن تخفّف من ساعات السهر خلال أيام العطلة، أو أن تقل من ليالي السهر.