قال تعالى:
( استغفروا ربكم انه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا*
ويمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا* )
أحبتي أردت أنأجمع لكم هذا الملف الكامل عن الإستغفار
ويحتوي الملف على :
العديد والعديدمن القصص والاذكار المتنوعة اسأل الله أن ينفع بها
أولاً أحاديث نبوية عن الاستغفار :
قال النبي صلى الله عليه و سلم: { أنزل الله أمانين لأمتي: ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهميستغفرون)[الأنفال:33] فأذا مضيت تركت فيهم الإستغفار إلى يوم القيامة }.رواهالترميذي عن أبي موسى رضي الله عنه.
ـ وقال النبي صلى الله عليه و سلم: { منلزم الإستغفارجعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لايحتسب}.رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ـ قالتعالى(فاعلم أنه لاإله إلاالله واسغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )[محمد:19]
ـ قال النبي صلى الله عليه و سلم: {من استغفر للمؤمنينوالمؤمناتكتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة}. رواه الطبراني عن عبادة رضي اللهعنه.
ـ قال النبي صلى الله عليه و سلم: {من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كليوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض }. رواه الطبرانيعن أبي الدرداء رضي الله عنه
ـ قال النبي صلى الله عليه و سلم: {والله إنيلأستغفرالله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة}. رواه البخاري عن أبي هريرةرضي الله عنه.
سبحان الله,النبي صلى الله عليه و سلم الذي غفر له ما تقدم منذنبه وما تخريستغفرالله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةونحن كم مرة علينا أننستغفر الله ليغفر لنا جبالا من ذنوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
لكن سبحان الغفار الذي فتح لناباب التوبة والإستغفار.
ـ قال النبي صلى الله عليه و سلم: {من قال حين يأويإلى فراشه:أستغفر الله الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه. ثلاث مرات غفرالله ذنويه وإن كانت عدد ورق الشجر,وإن كانت عدد رمل عالج,وإن كانت عدد أيامالدنيا}. رواه الترميذي عن أبي سعيد رضي الله عنه.
ـ قال النبي صلى اللهعليه و سلم: {سيد الأستغفار أن تقول:اللهم أنت ربي لا إله إلا إنت خلقتني وأنا عبدكوأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت.أبوء لك بنعمتك علي وأبوءبذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات منيومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة, ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أنيصبح فهو من أهل الجنة}. رواه البخاري و النسائي عن شداد بن أوس رضي اللهعنه.
تعريف الاستغفار :
الاستغفار مصدر من استغفريستغفر , و مادته " غفر " التي تدل على الستر , و الغفر و الغفران بمعنى واحد يقالغفر الله ذنبه غفراً و مغفرةً و غفراناً .
قال الراغب : الغفر إلباس مايصونه عن الدنس و منه قيل اغفر ثوبك في الدعاء , و الغفران و المغفرة , من الله هوأن يصون العبد من أن يمسه العذاب , و الاستغفار طلب ذلك بالمقال و الفعال و قيلاغفروا هذا الأمر بمغفرته أي استروه بما يجب أن يستر به .
و الغفور و الغفارو الغافر من أسماء الله الحسنى و معناهم الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم .
قال الغزالي : الغفار هو الذي أظهر الجميل و ستر القبيح , و الذنوبمن جملة القبائح التي سترها بإسبال الستر عليها في الدنيا والتجاوز عن عقوبتها فيالآخرة .
و قال الخطابي : الغفار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة كلما تكررتالتوبة من الذنب تكررت المغفرة , فالغفار الساتر لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفهو رأفته فلا يكشف أمر العبد لخلقه و لا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم .
حقيقة الاستغفار و أسبابه :
الإنسانليس معصوماً من الخطأ و اقتراف الذنب بحكم طبيعته البشرية , و أيضاً فإن أعداؤه كثر : منهم النفس التي تسكن بين جنباته و تزين له و تأمره بالسوء قال تعالى ( إن النفسلأمارةٌ بالسوءِ إلا ما رحم ربي ) و منهم الشيطان العدو اللدود الذي يتربص بالإنسانليورده موارد التهلكة , و منهم الهوى الذي يصد عن سبيل الله , و منهم الدنيابغرورها و زخرفها , و المعصوم من عصمه الله , ناهيك عن الغفلة و الفتور عن الطاعة والتقصير في جنب الله , لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه أبو هريرة – رضي الله عنه – " و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم و جاء بقوميذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " .
و قال في موضع آخر : " كل بني آدمخطاءٌ و خير الخطائين التوابون " و لكن هناك مسألة لا بد من الانتباه إليها و هي أنكثيراً من الناس يعتقد أن الاستغفار يكون باللسان يقول أحدهم : " استغفر الله " .. ثم لا يوجد لهذه الكلمات أثر في القلب كما لا يشاهد لها تأثير على الجوارح و مثلهذا الاستغفار في الحقيقة فعل الكذابين .
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – " استغفار بلا إقلاع عن الذنب توبة الكذابين " و كان أحد الصالحين يقول : استغفارنايحتاج إلى استغفار أي : أن من استغفر الله و لم يترك المعصية فاستغفاره يحتاج إلىاستغفار , فلننظر في حقيقة استغفارنا لئلا نكون من الكاذبين الذين يستغفرونبألسنتهم و هم مقيمون على معاصيهم .
الاستغفار خصوصية المؤمنين
حين كان إبراهيم – عليه السلام – يحاج أباه ويدعوه إلى التوحيد , كان والده يقابله بأسوأ المقابلة , تأمل هذه المقولة منه : ( لَئِن لم تنته لأرجمنك و أهجرني مليا ) (1) , و لاحظ أن هذه المقولة جاءت بعدمجموعة من العبارات المتلطغة من قبل إبراهيم – عليه السلام – .
و كانإبراهيم – عليه السلام – حين واجهه أبوه بهذه المقولة ( لأرجمنك ) لم يقابلهبالإساءة أو نحوها , بل أول ما خطر في ذهنه أن يستغفر له : ( قال سلامٌ عليكسأستغفر لك ربي إنه كان حفيا ) (2) .
إذن فالاستغفار هو أول شيء فكر به إبراهيم – عليه السلام – و كان هذا الاستغفار طمعاً في هدايته , و لذلك قال تعالى : ( و ماكان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوٌ للهتبرأ منهُ إن إبراهيم لأواهٌ حليم ) (3) .
و محصل ذلك عدم الاستغفار للمشركين وأنه خصوصية للمؤمنين و يؤكد ذلك قوله تعالى : ( ما كان للنبي و الذين آمنوا أنيستغفروا للمشركين و لو كانوا أولِى قربى من بعد ما تبين لهُم أنهم أصحاب الجحيم ) (4) .
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أستأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي , استأذنته أن أزورها فأذن لي " (5) .
و في البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخلعليه النبي صلى الله عليه و سلم و عنده أبو جهل , فقال : " أي عم قل : لا إله إلاالله كلمة أحاج لك بها عند الله , فقال أبو جهل و عبدالله بن أبي أمية , يا أباطالب ترغب عن ملة عبدالمطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء كلمهم به : " أناعلى ملة عبدالمطلب " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لاستغفرن لك مالم أنه عنك " فنزلت ( ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولِى قربى منبعد ما تبين لهُم أنهم أصحاب الجحيم ) (6) .
و نزلت : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء و هو أعلم بالمهتدين ) ( 7 ) (8 ) .
و عند الحديث عنالمنافقين , نقرأ الآية : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرةًفلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله و رسوله و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) (9) , و نقرأ عندها أيضاً حديث أبن عمر – رضي الله عنهما – في البخاري – حيث يقول : أن عبدالله بن أبي لما توفى جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسولالله أعطني قميصك أكفنه فيه , و صل عليه و استغفر له , فأعطاه النبي صلى الله عليهو سلم قميصه , فقال : " آذني لأصلي عليه " فآذنه , فلما فلما أراد أن يصلي عليهجذبه عمر – رضي الله عنه – فقال : أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين , فقال : أنا بين خيرتين . قال : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرةًفلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله و رسوله و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) (10) . فصلى عليه , فنزلت ( لا تصل على أحدٍ منهم مات أبداً و لا تقم على قبره إنهمكفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون ) .
و تأسيساً على ذلك يقال : إنالاستغفار ميزة جعلها الله للمؤمنين خصهم بها دون غيرهم من الناس , و اختارهم لها , و اختارها لهم , و إذا كان الأمر كذلك , أفلا يجدر بنا أن نحافظ على هذه النعمة , وأن نستثمرها فيما يفيد ديننا و دنيانا .
و في مقابل ذلك كان النبي صلى اللهعليه و سلم يستغفر لإخوانه المؤمنين , فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : نعىلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه , فقال : " استغفروا لأخيكم ) (11) .
و استغفر للمحلقين ثلاثاً و للمقصرين مرة , و النصوص في ذلك كثيرة .
حتى الصغار !! نعم الصغار كان يستغفر لهم رسولالله صلى الله عليه و سلم ففي حديث أبي إياس في المسند , قال : جاء أبي إلى النبيصلى الله عليه و سلم و هو غلام صغير , فمسح رأسه و استغفر له (12) .
أقوال السلف في الاستغفار
قال أبو موسى – رضي الله عنه – : كان لنا أمانان منالعذاب ذهب أحدهما – و هو الرسول صلى الله عليه و سلم – فينا و بقي الاستغفار معنافإن ذهب هلكنا (1) .
و قال الربيع بن خثيم : " تضرعواإلى ربكم و أدعوه فيالرخاء فإن الله قال : من دعاني في الرخاء أجبته في الشدة و من سألني أعطيته و منتواضع لي رفعته و من تفرغ لي رحمته و من استغفرني غفرت له " (2) .
و سئل سهلعن الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال :" أول الاستغفار الستجابة ثم الإنابة ثمالتوبة فالاستجابة أعمال الخوارج و الإنابة أعمال القلوب و التوبة إقباله على مولاهبأن يترك الخلق ثم يستغفر الله من تقصيره الذي فيه " (3) .
قال ابن الجوزي : " إن إبليس قال : أهلكت بني آدم بالذنوب و أهلكوني بالاستغفار و بـ ( لا إله إلاالله ) فما رأيت منهم ذلك ثبت فيهم الأهواء فهم يذنبون و لا يستغفرون لأنهم يحسبونأنهم يحسنون صنعاً " (4) .
قال قتادة – رحمه الله – : " إن القرآن يدلكم علىدائكم و دوائكم أما داؤكم فالذنوب و أما دواؤكم فالاستغفار " .
و قال علي – كرم الله و جهه – : " العجب ممن يهلك و معه النجاة قيل : و ما هي ؟ قال الاستغفار " .
و كان – رضي الله عنه – يقول ما ألهم الله – سبحانه و تعالى – عبداً الاستغفارو هو يريد أن يعذبه " .
و قال أحد الصالحين : " العبد بين الذنب و نعمة لايصلحهما إلا الحمد و الاستغفار " .
و يروى عن لقمان – عليه السلام – أنه قاللابنه : " يا بني إن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً فأكثر من الاستغفار " .
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " .
و قال أبو المنهال : " ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحب من الاستغفار " .
و كان الحسن البصري يقول : " أكثروا من الاستغفار في بيوتكم , وعلى موائدكم وفي طرقكم و في أسواقكم و في مجالسكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ؟ "
وكان أعرابي يقول : " من أراد أن يجاورنا في أرضنا فليكثر من الاستغفار , فإنالاستغفار القطار " و القطار السحاب العظيم القطر .
و قال بكر بن عبداللهالمزني : " انتم تكثرون من الذنوب فأستكثروا من الاستغفار , فإن الرجل إذا وجدصحيفته بين كل سطرين استغفاراً سره مكان ذلك " .
و قال ابن تيمية – رحمهالله – : " إنه ليقف خاطري في المسألة التي تشكل عليّ فاستغفر الله ألف مرة حتىينشرح الصدر و ينحل إشكال ما أشكل , و قد أكون في السوق أو المسجد أو المدرسة لايمنعني ذلك من الذكر و الاستغفار إلى أن أنال مطلوبي "