التصنيفات
منوعات

وصية لقمان "تنمية بشرية " حقيقية تُعمر الأكوان، وتُدخل الجِنان

وصية لقمان.. "تنمية بشرية" حقيقية تُعمر الأكوان، وتُدخل الجِنان

أ.د. ناصر أحمد سنه / كاتب وأكاديمي من مصر

أيها الباحثون: عن سبيل "إيماني، قيمي، علمي، عملي، صحيح، صالح، مُصلح" للإنسا والحياة والكون. سبيل يربط بين العقيدة، والأخلاق (في مرجعيتها الإلهية)، بالعمل والتطبيق والتنفيذ فلا " فصام، ولا إنفصال، ولا نفاق".
أيها الباحثون:عن نسق لعالم الأفكار، وعالم الأشياء.. جناحي الطيران في عالم التحضر والنماء الرفاه.
أيها الباحثون: عما "يجدد حياتكم"، ويثري خصائصكم ومهاراتكم وقدراتكم الخلقية والنفسية والشخصية وإلإجتماعية.
أيها البحثون: عن كل ما من شأنه تطوير مساركم العلمي والتعليمي والمهني والوظيفي، فيكلله بالنجاح.
أيها الباحثون: عما يخلصكم من أفكاركم، وتصرفاتكم، وعاداتكم، و"صورتكم الذهنية" السلبية،
أيها الباحثون: عن الرؤية الإيجابية للنفس البشرية، وعن صلاح البيئة المجتمعية، وعن التوازن في قيم الحياة.. الفردية والمجتمعية والإنسانية.
أيها الباحثون: عما يعينكم علي تخطي عوائق التغيير النفسي والإجتماعي، ويزيل عنكم "بواعث قلقكم علي ذواتكم ومستقبلكم"، ويلهمكم بدء "حياة مُبهجة واعدة".
أيها الباحثون: عن "فن التغيير ومهاراته وإدارته"، وعن قصص حقيقية لشخصيات تغيرت، فأثرت في المجتمع، و"كسبت" الكثير من الأصدقاء، وحققت الكثير من النجاحات.
أيها الباحثون: عن الأس الحقة للتعارف والتواصل مع الذات، و(الآخر).. في نطاق الأسرة والمجتمع والوطن والإنسانية.
أيها الباحثون: عن أس تربية وتنشئة الأبناء وإعدادهم، وترسيخ مقومات صلاحهم، وعن تهيئة الجو الأسري/ القيمي/ المجتمعي الصالح لهم.
أيها الباحثون: عن مهنة تنمية الموارد البشرية Human Resoueses، ومهن خدمة الإعلام والإعلان والعملاء، والتطوير المؤسسي.
أيها الباحثون: الأسلوب العلمي والعملي لتطوير المجتمع وتنميته، وترقية الثقافة والذوق الإنساني الرفيع.
أيها الباحثون: عن استثمار اقتصادي حقيقي..لا ربوي، ولا إحتكاري، ولا إستغلالي، ولا "أخطبوطي عبر شركات متعددة الجنسيات".
أيها الإستراتيجيون والتربوين والمعلمون والخبراء والمحاضرون والمديرون والإستشاريون والإقتصاديون الباحثون: عن البرنامج الشامل المتوازن المتكامل للتنمية البشرية الحقيقية عليكم جميعاً بوصية لقمان في القرآن الكريم.

يقول الحق تبارك وتعالي: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ، وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِالَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الَّهُ إِنَّ الَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ، يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَل ِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"(لقمان:12-19).

لاشتمالها على قصة "لقمان الحكيم".. سُميت السورة الكريمة بهذا الأسم. وهي من السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة، وتعنى بالتركيز على الأصول الثلاثة لعقيدة الإِيمان وهي "الوحدانية، والنبوة، والبعث والنشور". ولقد أشارت "السورة" إلي فضيلة الحكمة، وتفضل الله بها، وكيفية التأمل والنظر لمعرفة الله تعالى وصفاته، وذم الشرك، والأمر بمكارم الأخلاق، والنهي عن القبائح والمنكرات. كما تضمنت وصايا ثمينة أنطقه الله بها، وكانت من الحكمة والرشاد بمكان!. وهذه خطوط عريضة عامة لعلها توضح الهدف المراد:

(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ).. لقد أعطينا لقمان الحكمة وهي الإصابة في القول، والسَّداد في الرأي، والنطق بما يوافق الحق، قال مجاهد: الحكمة: الفقه والعقل. قال القرطبي: والصحيح الذي عليه الجمهور أن "لقمان" كان حكيماً ولم يكن نبياً. كما إن الجكمة هي التوفيق والصدق في القول والعمل. ف "الحكيم" يضع الأمور في مواضعها الصحيحة، فهو صاحب "فاعلية" نحو نفسه ومجتمعه وطنه وإنسانيته، ويسعي لتهذيب نفسه، وتربيتها التربية الإيمانية الحقة، ويمضي في سبيل "كمالها"، و"كمال" كل ما يتربط به من حوله.. فيَسعد، ويُسِعد.
لا مجتمع بلا قيم, أو اتجاهات تجريدية/ عمومية، واجبة وملزمة ومُحددة لتوجه وسلوكيات أفراده نحو مختلف الموضوعات/ المواقف. فهي إحدى المؤشرات الدالة على (نوعية حياة) المجتمعات، ومستوي تحضرها، ونسق تفكيرها, وبوصلة تعديل سلوكها، واختياراتها المستقبلية. و"ماهية الإنسان/ المجتمعات" رهن بنسق تلك القيم المتبناة، والتي يحددها الدين، وما يرشد إليه من أخلاق وقيم ومعاملات وعبادات. كما تحمله وصايا الآباء والمعلمون والتربوين والمصلحون الخ. لذا فلقيم دور نفسي وتربوي وتعليمي واجتماعي وإنساني كبير في صلاح وإصلاح وتماسك ورفعة ورقي المجتمعات.

(أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ، وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ).. وقلنا له: اشكر الله على إِنعامه وإِفضاله عليك حيث خصَّك بالحكمة وجعلها على لسانك. كما أن من يشكر ربه فثواب شكره راجع لنفسه، وفائدته إنما تعود عليه، لأن الله تعالى لا ينفعه شكر من شكر، ولا يضره كفر من كفر ولهذا قال بعده (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) أي ومن جحد نعمة الله فإِنما أساء إلى نفسه، لأن الله مستغنٍ عن العباد، محمودٌ على كل حال، مستحقٌ للحمد لذاته وصفاته. إنه "سُلم قيمي" أعلاه شكر الله تعالي، ثم شكر الوالدين، وطاعتهما، وإلتزام بالعقيدة والمبدأ/ المسئولية الفردية بعيدا عن العواطف/ التقليد/ التبعية العمياء/ المحاكاة. إن أكبر عامل في زيادة الإنتاج: زرع الثقة في المرؤوسين.. والثناء علي إنجازاتهم وإثابتهم عليها.. أشكر لك، أفصح عن أشكرك. قال صلي الله عليه وسلم:(مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ الَّهَ)[1].

(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالَّهِ).. البيان الذي علَّمه الله الإنسان، ميزة بالغة الأهمية عندما توظف أصلح توظيف. فاللغة عاملٌ حيادي. والبشرية بالبيان، والحوار، والسؤال، والجواب، والتعليق، والاستيضاح.. تربية وتهذياً وتعليماً وإعلاماً ترقى إلى الواحد الديَّان، أو تهوي إلى أسفل سافلين: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ )[2]. ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لابنه: (إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ) [3]، وقال المعصوم صلي الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)[4].

ينبغي مطابفة الوعظ/ القول/ التعليم / التدريب للعمل:(َنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ الَّهُ جَهَنَّمَ)[5] فالتطبيق بلا إخلاص غير مقبول، والإخلاص من دون تطبيق لا يكون، والمؤمن يأخذ بالأسباب، ويتوكَّل على ربِّ الأرباب.

(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).. بدأ بالتحذير له من الشرك الذي هو نهاية القبح والشناعة والظلم العظيم. واذكر لقومك موعظة لقمان الحكيم لولده، حين قال له واعظاً ناصحاً مرشداً: يا بني كن عاقلاً ولا تشرك بالله أحداً، بشراً أو صنماً أو ولداًأي إِن الشرك قبيح، وظلم صارخ لأنه وضعٌ للشيء في غير موضعه، فمن سوَّى بين الخالق والمخلوق، وبين الإِله والصنم فهو -بلا شك- أحمق الناس، وأبعدهم عن منطق العقل والحكمة. ِفنهاية العلم التوحيد، ونهاية العمل التقوى، فأرقى عمل أن تطيع الله عزَّ وجل، وأرقى علم أن توَحِّد، فليس عجباً أن يكثِّف الله عزَّ وجل فحوى دعوة الأنبياء كلِّهم بالتوحيد:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِي"(الأنبياء:25). ويقول المعصوم صلي الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الإِشْرَاكُ بِالَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا، وَلا قَمَرًا، وَلا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالا لِغَيْرِ الَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً)[6]،.. (الشرك أخفى في قلب ابن آدم من دبيب النمل ة السوداء في اليلة الظلماء على الصخرة، وأدناه أن تبغض على عدلٍ ، وأن تحبَّ على جورٍ)([7].

المصاحبة بالمعروف وفي المعروف ولمعروف.. مبدأ ومقياس أساس يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقران والأوطان والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً. وفي حياة المؤمن عقائد وقضايا ومبادئ ليست خاضعةً للمساوة. كما أنه استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد ..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل، الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13). فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم.

(وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).. القدوة، والقيادة، والتواصل، و" الإنابة لله تعالي".. سبيل واضح مستقيم، لم ينقطع من لدن أبو البشر "آدم" عليه السلام، وحتي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن سار علي هديه واتبع سبيله. فالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأمهات المؤمنين والصالحين والصالحات، والمصلحين والمصلحات، وسائر القدوات وإظهار التأسي والفخر بهم، وإحترامهم وتقديرهم يملأ "الحاجة للقدوة"، ويسد "قابليات شديدة للاستهوء بنماذج سلبية"، ويحقق جدارة الانتماء، يقول الله عز وجل:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب:21). إنه لا بدّ من مرجعية وطريق صحيحة: (دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا)[8].

(يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الَّهُ إِنَّ الَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).. "محاسبة النفس" علي الصغير والكبير، و"مراقبة" الحسيب السميع البصير سبحانه وتعالي "كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"[9]. الشيء الذي ينبغي أن يُخاف منه هو أكل حقوق الآخرين، والطغيان عليهم. إن الخصائص التي خصَّ الله الإنسان بها خصائص حياديَّة يمكن أن تستخدم في الحق، ويمكن أن تستخدم في الباطل. فحينما يعلم المرء أن الله أعطاه هذه الحواس والقدرات والمهارات وسيحاسبه عليها فسيوظَّفها التوظيف الأمثل للحق وبالحق، ولتعمير الأكوان لا تدميرها. ثم "تقويم الآداء" وتفعيل المسئولية/ الحقوق والواجبات الذاتية الفردية، والتي تتبلور جميعها وتكامل لتشكل المسئولية المجتمعية. ثم لا ينفع الإنسان/ القادة/ المجتمعات/ البشرية غير الصدق. فكل شيء لا يخفي علي الله تعالي.

(يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ).. بعد أن انتهى من التوحيد انتقل للأعمال وبدأ بأهمها إقامة الصلاة. فهي الوسيلة الأساسية لصيروة استكمال "الصلة، والتواصل، والتعرف" علي الخالق سبحانه وتعالي، ثم تربية للنفس والمجتمع، ومن ثم إلزامهما بالصراط المستقيم، وآداء الحقوق والمواثيق جميعها. كما تجتمع في الصلاة كل العبادات من طهارة وزكاة (الزكاة مال، والوقت مال) وقيام وتفكر ودعاء، والمداومة على الصلاة من أكبر أسباب الرزق. وصلواتنا وعباداتنا (تغلب عليها العمل والصفة الجماعية، و"روح الفريق")، وأعمارنا موقوتة بأوقاتها، في ذلك حسن "إدارة للأوقات". لذا كانت التربية الخلقية والقيمية جوهر الإسلام وغايته: فعن مَالِك أَنَّهُ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ"، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"[10].

(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).. أمر بكل خير وفضيلة، ونهي عن كل شر ورذيلة.. أمر بالمعروف، ونهي عن منكر..يسبقهما معرفة بالمعروف والمنكر و"فقههما"، ثم رقابة وحسبة وإحتساب، ورفق بالمدعوين، و"نقد بناء"، وقوف علي "ثغور" الصلاح والإصلاح، بلا خمول أو كسل أو سلبية أو تهاون أو تهويل، فكيف إذن يستشري الفساد والإفساد..الفردي والأسري والمجتمعي والوطني والإقتصادي والإنساني؟.

(إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)..الفضائل ثمار من الله سبحانه على قدر علو الهمة، والعزم والإرادة، والرأي والمشورة. ماأجملها وأقومها من قيم / مهارات/ أدب نفسي/ سبل لتنمية بشرية إيمانية حقيقية.
يقول الشاعر: إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الراي أن تتا.
ويقول آخر: إن كنت ذا رأي فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تستبدا.

(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).. ثم الأدب مع الناس، فلا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم، قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس. ولا تمش متبختراً متكبراً. وتوسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الإِسراع والبطء، واخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل تواضع وعدم خيلاء، ثقة وحسن هندام، تبسم وإعتدال، وطموح لمواجهة التحديات، وتحمل المسؤوليات، وحسن إدارة للأوقات ولنفقات، وبراعة إنصات، وبلاغة خطاب، بلا خجل ولا انطواء، ولا عصبية أو حدة طباع، ولا رد علي السيئة بالسيئة.. أليست أنموذجاً رائعاً يُحتذي لما يسمي (مهارات والسان والعين والأذن، و"لغة" الجسد Body الخ). ومحاربة لسلوكيات وتصرفات وعادات سلبية (تخلية وتحلية).

– إنها "البيئة الإيمانية" التي تؤثر تأثيرا إيجابياً في التربية/ التعليم / التدريب..عقيدة وعبادة وسلوكا، ف"كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه"[11]. إن "المشاركة الفعالة" في تقوية الإيمان من خلال المصاحبه والاصطحاب لأداء الصلاة والفرائض الدينية، وتنمية "الوازع الديني والخلقي"، والتزام الصحبة الصالحة، ومد جسور التواصل مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، وتكثيف جرعات الثقافة الإسلامية.. وتبقي أس وفن الحياة قوامها: إشعار بأهمية حسن الخلق، وبالأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم.. أمان في المنزل، أمان علي المستقبل، أمان من مخاوف تفك الأسر. ويبقي أنه كلما زاد التعبير عن مشاعر الحب والمودة والاحترام زادت فرص التفاهم، والعدل، والنجاح والتوفيق.
– قد يتم فقدان كل شيئ في ثانيةٍ واحدة، فالبطولة ليس أن يعيش الأفراد/ الشعوب في الدنيا مرفوعي المَقَام، ولا كثيري المال؛ بل البطولة أن نلقى الله عزَّ وجل وهو راضٍ عنا. أن نعرفه في الدنيا كي نسعد بهذه المعرفة في الآخرة. ياله من أنموذج رائع "لتنمية البشرية" الحقيقية.. تنمية تُعمر الكوان وتُدخل الجنان.

المراجع:
[1] من سن الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه.
[2] سن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] النسائي عن عائشة رضي الله عنها.
[4] مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] من سن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] سن ابن ماجة عن شداد بن أوس رضي الله عنه.
[7] تخريج أحاديث الإحياء.
[8] كنز العمال عن ابن عمر رضي الله عنه.
[9] رواه الشيخان من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[10] مسند الأمام احمد، برقم:8595.
[11] في الصحيحين.




التصنيفات
منتدى اسلامي

فائده حلوة "

عندما تفقد الأمل في كل من حولك

ولا يسمع لك احد

فتذكر……
ان هناك سميع عليم

يتنظر منك عوده فلا تنساه

سبحانه
فائده:
الله يحب؛ الذاكرين له والذاكرات

فلماذا تحرم نقسك هذا الأجر

وهو امر سهل …
وانت جالس في محاضره ولا جمعه

والعالم تسولف وانت ساكت

خل لسانك يتحرك وماحد درى عنك

قو لا اله الا الله شفايفك ابد ما تتحرك

سبحان الله وهي الكلمه الي شفيفك ماتحرك فيها

لذلك سميت كلمة الإخلاص




بارك الله فيكي

دمتي بحفظ الرحمن




التصنيفات
منتدى اسلامي

"إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي, أَيْنَ جِيرَانِي?"

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي, أَيْنَ جِيرَانِي?" قَالَ: "فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا! وَمَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ يُجَاوِرَكَ? فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ?". أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده" ( 16 / 1 ) وصحه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 6 / 512 ). وعمار المساجد هنا هم الذين يحافظون على الصلوات وذكر الله وطلب العلم فيها. ومن صور عمارة السلف للمساجد: قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة. وقال سعيد بن المسيب: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد. وقال ربيعة بن زيد: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضا أو مسافرا. وقال يحيى بن معين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة




جزاك الله الفردوس الاعلى



جزآك الله خيراً



خليجية



الله يجزاكي الخير



التصنيفات
منتدى اسلامي

" صبراً أهل الغربة فإن داركم الجنة "

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

و الصلاة و السلام على خير خلقه

صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

" صبراً أهل الغربة فإن داركم الجنة "

أخى الملتزم

أختى الملتزمة

صبرا صبرا

أما تكفيك بشارة الحبيب

صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم :

" بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"

أخى/أختى فى الله

لقد اصطفاك الله و اختارك من بين كثير من عباده

لتحمل همَ هذا الدين

و لتحقق شرع الله

وتقيم أمره و تجتنب نهيه فى أرضه

نعم أخى

أنت من اختارك الله

لتبقى بلحيتك تمثل حدا من حدود هذا الدين

أضاعه الكثيرون

و أنكره الكثيرون أيضا

اختارك لتنفذ أمر نبيه صلى الله عليه و سلم

و تقتدى به فى هيئته صلى الله عليه و سلم

ويا لها من نعمة عظيمة قد من الله عليك بها

فاصبر

مهما لاقيت من أذى

فاصبر

و استشعر عظيم فضل الله عليك و نعمته عليك بأن هداك لهذا

و أنتِ أختاه

بنت الإسلام الغالية

ودرته المصونة

التى حفظت بحجابها رمزا للعفة

لتعلن للكون كله

أنه و إن ماتت عائشة

التى كانت تستحى أن تدخل الحجرة التى دفن فيها النبى صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر بدون حجاب لأن عمر مدفون فيها وهو ليس من محارمها !!!

فحفيداتها باقيات

أنت أختاه

يا من اختارك الله لتقيمى شرعه بحجابك

هل علمتٍِ كم أنتِ غالية ؟

أختاه

إن كنت لا تدركين أهمية حجابك

فلقد قالها أحد أعداء الله يوما فقال :

" لن ننتصر على المسلمين إلا إذا نزعنا حجاب المرأة و غطينا به المصحف "

أعلمتِ الآن ما قيمته ؟

أعلمتِ الآن أنك بحجابك الكامل الذى أمر الله به

تنصرين أمتك

أعلمتِ كم هو عظيم فضل الله عليك حين اصطفاك أنت من بين نساء المسلمين لتنالى هذا الشرف و هذا الفضل ؟

انظرى الى المتبرجات فى الشوارع و كم عددهم

لتعلمى أن الله قد أنعم عليك بنعمة لم يعطها إلا لقليل من إمائه

أخى / أختى فى الله

إنكم القليلون الناجون من وعد إبليس اللعين :

{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً }

الإسراء62

فاسجدوا لله شكرا

واصبروا على أى أذى تجدونه

فلقد وعدكم الله بالفوز إن صبرتم

قال تعالى :

" فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ{101}

فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102}

وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{103}

تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ{104}

أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ{105}

قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106}

رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107}

قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ{108}

إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ{109}

فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ{110}

إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ{111} "

المؤمنون

أرأيتم ؟

" إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ "

فصبرا أهل الغربة

وليس صبرنا لدنيا

بل صبرنا لجنة عرضها السماوات و الأرض

بل

أعظم منها

" اليوم أحل عليكم رضوانى فلا أسخط بعده أبدا "

إنه رضا الله

اللهم اجعلنا أهلا لرضاك و ارضى عنا رضا لا سخط بعده أبدا

اللهم استعملنا فيما يرضيك عنا و يسره لنا و أعنا عليه

واصرف عنا كل ما تسخط و تكره

اللهم ارزقنا كل ما يرضيك عنا و بارك لنا فيه و لا تحرمنا منه

آمين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين

منقول ……




موضوع يستحق التثبيت



حياك الله

اثابنا الله واياك الجنان




جزاك الله خيرا وبارك الله فيك نقل موفق يعطيك العافيه



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

حتى لو " بيضاء "

خليجية

حتى لو "بيضاء"… بإجماع العلماء كذبة أبريل حرام

ما أن يأتي شهر ابريل من كل عام ألا وينتشر فيه المقالب وتتنوع فيه

أشكال المراوغة والتفنن في أشكال الخداع التي تؤذي مشاعر الناس وتؤرق حياتهم .

لا نعلم من أين أتت إلينا هذه العادة الكريهة المسماة بـ " كذبة أبريل " ،

وقد نهى عنها الله تعالي في عدة مواقع من كتابه الكريم

فقال " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" ،

وحذر منها الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ،

بل وجعل من يأتي بها فيه خصلة من خصال النفاق

** فعن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )قال:

" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"

رواه البخاري و مسلم . حيث أنه آسوا مدخل من مداخل باقي الذنوب والآفات .

وإذا ما خاطبت أحد بالكف عن هذه العادة ، تجده يسارع ويقول أنها كذبة بيضاء ،

والسؤال هل عندما نهى نبينا عن الكذب ميز بين لون ولون من الكذب

كأن قال الكذب الأبيض حلال والألوان الأخرى حرام ،

لم يحدد رسولنا الكريم أنواع من الكذب دون غيرها ،

أنه صلوات الله عليه لم يحلل الكذب إلا في حالات وهي :

الحفاظ على النفس والمصالحة بين المتخاصمين والمودة بين الزوجين ،

**فعن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )

" لا يحل الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ،

والكذب ليصلح بين الناس "

رواه الترمذي.

هذه هي فقط الحالات التي أجيز فيها الكذب أما أن نستخدمه من باب المزح

فقد نهي عنه ولم يروى عن الرسول أنه أتى به في أي صورة ولأي حال

**فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )قال:

" إِني لأمزح , ولا أَقُولُ إِلا حقا "

رواه الطبراني و صححه الألباني

وبالتالي وبناء على حديث الرسول الكريم لا يجوز الكذب بأي حال من الأحوال

وحتى لو كان من باب إسعاد الآخرين أو الترفيه فقد حذر الرسول من ذلك الفعل

وجعل البعد عنه من تمام إيمان الفرد ،

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :

" لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادق "

وتوعد لمن يأتي بهذا الأمر بشدة العقاب فيقول (صلى الله عليه وسلم ) :

"ويل للذي يُحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له"

رواه أبو داود و الترمذي و حسنه الألباني

**وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهمًا قال:

كنا مع رسول الله في مسيرة فخفق" نعس" رجل على راحلته،

فأخذ رجل سهمًا من كنانته، فانتبه الرجل، ففزع •

فقال النبي : " لا يحل لرجل أن يروع مسلماً " •

وأن مجرد تقليد هذه العادة السيئة الآتية إلينا من الغرب

يدخلنا في ذنب أخر وهو تقليد غير المسلمين ،

فعندما سأل الشيخ صالح الفوزان عن حكم " كذبة أبريل " قال :

الكذب لا يجوز مطلقاً في كل الأوقات ، ولا يجوز تقليد الكفار والتشبه بهم في هذا وغيره

لقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): " من تشبه بقوم فهو منهم ".

والخلاصة أن الكذب حرام في كل يوم،

وتزداد حرمته في ذلك اليوم خاصة،

لما ذكرنا من اعتبارات،

فلا يليق بمسلم المساعدة على ترويج هذا الزور .

وصلى وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد خاتم المرسلين

وإمام المهتدين , وعلى آله أجمعين .




بارك الله فيك
لوفكروا شو ي الكذب ماله الوان عقول



خليجية




جزاك الله خيرا
و فعلا حبيبتي " كذبة افريل" صارت كالعيد عندنا…
و الكثير منا تضرر منها …
الله يهدينا و يغفر لنا



خليجية



التصنيفات
منوعات

حملة : قبل أن يفوت الأوان "

خليجية

كيف الغوالي؟

عساكم بخير يارب

أخواتي في الله

آتي الصيف والإجازات تزامناً مع الشهر الفضيل شهر رمضان

ففكرت لماذا لا نستغل هذه الفرصة لنتقرب من الله؟!

فالله هو العالم كم صيف وكم إجازة ستأتي ولازالت الفرصة أمامنا للتضرع والتوبة!!

خليجية

ومن هنا جاءت فكرة الحملة

قبل أن يفوت الأوان

ومعاً بإذن الله ستكون هذه الحملة ناجحة ومثمرة

فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمنْكبيَّ فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ)

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ.[274]رواه البخاري.

فماذا ننتظر؟!!

وفكرة الحملة بسيطة

فقط تعالي هنا وذكري أخواتك بفرض أو سنة أو حتي فضل

أو فرغي محاضرة لنستفيد منها

أو فسري آية أو حديث شريف

وتذكري قول الله تعالي

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).[البقرة:159]

وقول الرسول صلي الله عليه وسلم

(من سئل عن علم وكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة )

فمرحباً بكن أخواتي في الله في حملة

قبل أن يفوت الأوان

خليجية




التذكير بأسباب سوء وحسن الخاتمة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: […إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا] رواه البخاري ومسلم.

أي العبرة بما يختم به عمل العبد، وما منا من أحد إلا ويخاف أن يكون ممن يختم له بسوء الخاتمة.

بكى سفيان الثوري ليلة، فقيل له: أبكاؤك هذا على الذنوب فأخذ تبنة من الأرض وقال: الذنوب أهون من هذه، إنما أبكي خوف سوء الخاتمة، لأنه الأمر الذي يبكي عليه، ويصرف الاهتمام إليه؛ ولذلك قيل:’لا تكف دمعك حتى ترى في المعاد ربعك’. وقيل:’ لا تكحل عينك بنوم، حتى ترى حالك بعد اليوم’.

وهذه تذكرة لي ولإخواني المسلمين بخطر الخواتيم، حتى يستحضر العبد هذه اللحظات الحاسمة التي يختم بها للعبد في الدنيا، ويترتب عليها مصيره في الآخرة .

1ـ خطر الخواتيم: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ فَقَالَ: [مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا] فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا] رواه البخاري ومسلم .

قوله: [ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا]؛ أي لا تصلح الأعمال الصالحة، حتى يختم للعبد بعمل صالح، فيدخل جنة الله .

فالخوف من سوء الخاتمة هو الذي طيَّشَ قلوب الصديقين، وحير أفئدتهم في كل حين، ليس لهم في الدنيا راحة:

أَرْوحُ بِشَجْوٍ ثُمَّ أَغْدُو بِمِثْلِهِ وَتَحْسَبُ أَنِّي فيِ الثِّيَابِ صَحِيحُ

كم سمعنا عمن آمن، ثم كفر، وكم رأينا من استقام، ثم انحرف؛ لذلك كان كثيرًا ما يردد عليه الصلاة والسلام من دعائه: [يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ]رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.

ولقد ارتد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بعض من آمن، فخرجوا من النور إلى الظلمات؛ منهم عبيد الله بن جحش، ودخل في النصرانية، وارتد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام خلقٌ، فقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

قال ابن الجوزي:’ من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته، فإنه ينتبه إنتباهًا لا يوصف، ويقلق قلقًا لا يُحَدُّ، ويتلهف على زمانه الماضي. ويود لو ترك حتى يتدارك ما فاته، ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف. فالعاقل من مثل تلك الساعة، وعمل بمقتضى ذلك. فإنه يكف كف الهوى، ويبعث على الجد.

فأما من كانت تلك الساعة نصب عينيه، كان كالأسير لها. كما روي عن حبيب العجمي أنه كان إذا أصبح، قال لامرأته: إذا مت اليوم ففلان يغسلني، وفلان يحملني.

وقال معروف لرجل: صل بنا الظهر، فقال: إن صليت بكم الظهر، لم أصل بكم العصر، فقال: وكأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر، نعوذ بالله من طول الأمل.

وذكر رجلاً رجلا بين يديه بغيبة، فجعل معروف يقول له: اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك’.

2ـ خوف السلف رضي الله عنهم من سوء الخاتمة

العبد قبل أن تخرج روحه، يبشر بالنعيم، أو العذاب، فمن بشر بالنعيم، أحب لقاء الله، واشتاق إليه، فأحب الله لقاءه، ومن بشر بالعذاب، كره لقاء الله وأشفق منه، فكره الله لقاءه، ومن هنا كان خوف السلف؛ لأنهم ينتظرون في هذه اللحظات إحدى البشارتين:

بكى أبو هريرة عند موته،وقال:’ والله ما أبكى حزنًا على الدنيا، ولا جزعًا من فراقكم، ولكن أنتظر إحدى البشريين من ربي، بجنة أم بنار’.

وعن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا مسلم قال: جئت أبا الدرداء، وهو يجود بنفسه، فقال:’ ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا، ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه، ثم قبض’.

ولما احتضر أبو بكر بن حبيب، وكان يدرس، ويعظ، وكان نعم المؤدب، قال له أصحابه لما احتضر أوصنا، فقال: أوصيكم بثلاث: بتقوى الله ـ عز وجل ـ ومراقبته في الخلوة، واحذروا مصرعي هذا، فقد عشت إحدى وستين سنة، وما كأني رأيت الدنيا، ثم قال لبعض إخوانه انظر هل ترى جبيني يعرق؟ فقال: نعم،فقال: الحمد لله هذه علامة المؤمن- يريد بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد .- ثم بسط يده عند الموت، وقال:

هَا قدْ مَدَدْتُ يَدِي إلَيْكَ فَرُدَّهَا بِالْفَضْلِ لا بِشَمَاتةٍ الأَعْدَاءِ
وقال الشعبي: لما طعن عمر، جاء ابن عباس فقال: يا أمير المؤمنين،أسلمت حين كفر الناس،وجاهدت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين خذله الناس، وقتلت شهيدًا، ولم يختلف عليك اثنان، وتوفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو عنك راض، فقال له: أعد مقالتك، فأعاد عليه، فقال:’ المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس، أو غربت، لافتديت به من هول المطلع.
ولما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة، بكى، فقيل له في ذلك، فقال: إني أنتظر رسولاً يأتيني من ربي، لا أدري هل يبشرني بالجنة، أو بالنار.

ولما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى فقيل له: ما يبكيك، فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية.

ولما حضرت الفضيل بن عياض الوفاة، غُشِيَ عليه، ثم أفاق، وقال: يا بُعْدَ سفري، وقلة زادي.

ولما حضرت الوفاة عامر بن عبد قيس بكي، فيل له: ما يبكيك، قال أبكي لقوله تعالى: }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[27]{ [سورة المائدة].

3ـ معنى سُوءِ الْخاتِمَةِ:

سوء الخاتمة أن يموت العبد على حالة سيئة، من كفر، أو جحود، أو شك، وهذه الداهية العظمى، والرزية الكبرى، فإن ذلك يوجب لصاحبه الخلود في العذاب، وأدنى من ذلك أن يموت، وهو متلبس بمعصية من معاصي الله، أو مُصِرٌّ عليها بقلبه، والمرء يبعث على ما مات عليه.

4ـ أسْبَابُ سُوءِ الخاتمةِ:

1ـ فساد المعتقد، والتعبد بالبدع:

فإن أهل البدع هم أكثر الناس شكًا، واضطرابًا عند الموت؛ وذلك لسوء معتقدهم، وفساد قلوبهم، ومرضها بالشبهات، والشكوك، ولا ينفع الزهد، والصلاح، وإنما ينفع الاعتقاد الصحيح، المطابق لكتاب الله، وسنة رسوله؛ لأن العقائد الدينية لا يعتد بها، إلا ما أخذت منها.

وكم ختم لكثير من البشر بالسوء بسبب ما ابتدعوا في دين الله، فهذا ابن الفارض، عمر بن علي الحموي [المتوفى سنة 632هـ]،والذي كان ينعق بالاتحاد، ويقول بحلول الله جل وعلا في مخلوقاته، وأن الرب عبدٌ، والعبد رب، عندما احتضر، نظم بيتين من الشعر، وهو في تلك الحالة، يعبر فيهما عن شقوقه وعن هلاكه، يبكي، ويقول:

إنْ كَانَ مَنْزِلَتِي في الْحُبِّ عِنْدكُمُ مَا قَدْ رَأَيْتُ فَقَدْ ضَيَّعْتُ أَيَّامِي

أُمْنِيَّةٌ ظَفِرَتْ نَفْسِي بِهَا زَمَنــًا وَالْيَوْمَ أَحْسَبُهَا أَضْغَاثُ أَحْلاَمِ

قال ذلك عندما عاين سخط الله، وكشف له عن حقيقة أمره، وقل أن يختم لمبتدع في دين الله بالإيمان نسأل الله السَّلامةَ،والعافية.

2ـ ومن أسباب سوء الخاتمة مخالفة الباطن للظاهر: فقد يكون العبد بظاهره يعمل بطاعة الله، ولكنه يبطن النفاق، أو الرياء، أو يكون في قلبه دسيسة من دسائس السوء؛ كالكبر، أو العجب، فيظهر ذلك عليه في آخر عمره، ويختم له به، فتكون الخسارة الأبدية، كما في قصة الذي كان يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبلى أحسن البلاء، ولكنه لم يفعل ذلك من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، فلما جرح استعجل الموت فانتحر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ]رواه البخاري ومسلم. فقوله صلى الله عليه وسلم: [فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ] يدل على أن باطنه، خلاف ظاهره، ولا يمكن أن تسوء خاتمة من صلح ظاهره، وباطنه، والله أعلم.

3ـ ومن أسباب سوء الخاتمة الإصرار على المعاصي،وإلفها: قال ابن القيم:’ ومن عقوباتها-أي الذنوب، والمعاصي- : أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه…- إلى أن قال-: هذا، وثَمَّ أمرٌ أخوف من ذلك، وأدهى منه، وأمر؛ وهو أن يخونه قلبه، ولسانه عند الاحتضار، والانتقال إلى الله، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة؛ كما شاهد الناس كثيرًا من المحتضرين، أصابهم ذلك، حتى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فقال: شاه رخ غلبتك، ثم قضى. وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فقال:

يا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ تَعِبَتْ كَيفَ الطَّرِيقُ إلى حَمَّامِ مِنْجَابِ

ثم قضى. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتنا تنتنا، حتى مات.

وقيل لآخر ذلك، فقال: ما ينفعني ما تقول، ولم أدع معصية إلا ارتكبتها؟ ثم مات، ولم يقلها.

وقيل لآخر ذلك، فقال: ما يغني عني، وما أعرف أني صليت لله صلاة؟ ولم يقلها.

وقيل لآخر ذلك، فقال: أنا كافر بما تقول، ولم يقلها، وقضى.

وقيل لآخر ذلك، فقال: كلما أردت أن أقولها، ولساني يمسك عنها’ [الداء والدواء، [141 ـ 143]].

والأمثلة كثيرة جدًا، على أن الإصرار على المعاصي من أسباب سوء الخاتمة.

وهذه بعض القصص المعاصرة، والعبر المتأخرة، نسوقها للعبرة، والعظة، ومن لم يعتبر بغيره كان عبرة لغيره، والسعيد من اعتبر بغيره والشقي من اعتبر بنفسه.

* حصل حادث مروع في طريق مكة إلى جدة، قال من حضر المشهد: فلما رأينا منظر السيارة، ومشهدها الخارجيِ، قلت أنا، ومن معي من الإخوة: ننزل، فننظر ما حال هذا الإنسان، وكيف أصبح، فلما اقتربنا من الرجل، وجدناه في النزع الأخير من حياته، ووجدنا مسجل السيارة مفتوحًا على أغانٍ غربية باطلة، فأغلقنا المسجل، ثم نظرنا إلى الرجل، وما يعانيه من سكرات الموت، فقلنا: هذه فرصة لعل الله ـ عز وجل أن يجعل على أيدينا فلاح هذا الرجل في دنياه، وآخرته، فأخذنا نقول له: يا هذا، قل: لا إله إلا الله. أتدري يا أخي ـ بماذا تكلم في آخر رمقٍ من حياته؟

ليته ما نطق، لقد قال كلمة رهيبةً عظيمةً: لقد قال ـ عياذًا بالله تعالى من ذلك ـ بكلمته العامية- فسب دين الله ثم قال: ما بدي أصلي، ولا بدي أصوم، ثم مات على ذلك.

* وهذه قصة أربعة من الشباب، كلما سمعوا ببلد يفعل فيها الفجور، طاروا إليها، فبينما هم في ليلة من الليالي، وفي ساعة متأخرة من الليل، يجاهرون الله ـ عز وجل ـ بالمعصية والفجور، بينما هم في غمرة اللهو، والمجنون إذا بأحد الأربعة، يسقط مغشيًا عليه، فيهرع إليه أصحابه الثلاثة، فيقول له أحدهم: يا أخي، قل لا إله إلا الله، فيرد الشاب ـ عياذًا بالله ـ إليك عني، زدني كأس الخمر، وتعالي يا فلانة، ثم فاضت روحه إلى الله، وهو على تلك الحال السيئة ـ نسأل الله السلامة، والعافية.

ثم كان حال الثلاثة الآخرين، لما رأوا صاحبهم، وما آل إليه أمره، أنهم أخذوا يبكون وخرجوا من المرقص تائبين، وجهزوا صاحبهم، وعادوا به إلى بلاده، ولما وصلوا المطار، فتحوا التابوت ليتأكدوا من جثته، فلما نظروا إلى وجهه، فإذا عليه كدرة، وسواد ـ عياذًا بالله.

4ـ ومن أسباب سوء الخاتمة حب الدنيا: قال يحيي بن معاذ: الدنيا خمر الشيطان؛ من سكر منها، فلا يفيق إلا في عسكر الموتى، نادمًا بين الخاسرين. قالوا: وإنما كان حب الدنيا رأس الخطايا، ومفسدًا للدين من وجوه:

أحدها: أن حبها يقتضي تعظيمها، وهي حقيرة عند الله، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر اللهُ.

ثانيها: أن الله لعنها، ومقتها، وأبغضها، إلا ما كان له فيها، ومن أحب ما لعنه الله، فقد تعرض للفتنة.

ثالثها: أنه إذا أحبها صيَّرَها غايته، وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله، وسائل إليه، وإليه الدار الآخرة، فعكس الأمر، وقلب الحكمة .

رابعها: أن محبتها تجعلها أكبر هم العبد؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ] رواه الترمذي.

5ـ ومن أسباب سوء الخاتمة العدول عن الاستقامة: فالاستقامة على دين الله نعمة من الله ، ومن شُكْرٍ هذه النعمة الاعتراف بها باطنًا والتحدث بها ظاهرًا، والاجتهاد في الطاعة، ودعوة الناس على دين الله ـ عز وجل ـ، فمن ترك الاستقامة، فقد كفر هذه النعمة العظيمة، ومن ذاق طعم الإيمان، وعرف طريق الرحمن، ثم تنكبه، وأعرض عنه، اختار طرق الضلال عليه، وأثر الغي على الرشاد، والضلالة على الهدى، والفجور على التقى، كان ذلك أعظم أسباب سوء الخاتمة.

6ـ ومن أسباب سوء الخاتمة تعلق القلب بغير الله: إذا تعلق القلب بغير الله محبةٍ، أو توكلاً، أو خوفًا، أو رجاءً فلا بد أن يشقى العبد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ…] رواه البخاري . فالقلب يشقى بإعراضه عن الله، وتلعقه بغيره؛ ولذا نهى الله أن يزداد حب العبد لابنه، وأبيه، وأخيه، وزوجته، وماله؛ فيكون أكثر من حبه لله، أو لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى:} قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[24]{[سورة التوبة].

7ـ التسويف بالتوبة، والعمل الصالح: فمن أضر الأمور على العبد أن يقول: سوف أتوب، وسوف أعمل صالحًا، وقد حذر الله في كتابه عباده من ذلك؛ ليستعدوا للموت قبل نزوله بالتوبة، والعمل الصالح، قال تعالى: }وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ[54]وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ[55]أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ…[56]{ [سورة الزمر].

سُمِعَ بعض المحتضرين عند احتضاره يلطم على وجهه، ويقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}، وقال آخر عند احتضاره، سَخِرَت بي الدنيا، حتى ذهبت أيامي، وقال آخر عند موته: لا تَغُرَّنّكُمُ الحياة الدنيا، كما غرتني.. وقال تعالى: }حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ[99]لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[100]{[سورة المؤمنون].

وقال تعالى: }وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ…[54]{[سورة سـبأ]، وفسره طائفة من السلف: بأنهم طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها، قال الحسن: اتق الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان؛ سكرة الموت، وحسرة الفوت . وقال بعض السلف: أصبحتم في أمنية ناس كثير؛ يعني أن الموتى يتمنون حياة ساعة؛ ليتوبوا فيها، ويجتهدوا في الطاعة، ولا سبيل لهم إلى ذلك.

5ـ علامات سوء الخاتمة:

منها ما يكون عند الموت، ومنها ما يكون قبل الدفن، ومنها ما يكون عند الدفن، ومنها ما يكون بعد ذلك، وقد رويت حكايات كثيرة من أحوال الناس في الدفن، وفي القبور لا يقطع بصحة جميعها، ولكن نشير إجمالاً بأنه يمكن لآحاد الناس أن يطلع على شيء من أحوال القبور في اليقظة، والمنام؛ كما أشار إلى ذلك الأئمة الأعلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:’ قد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره، وهو يعذب’ [مجموع الفتاوى 5/256].

وقال:’ وقد انكشف لكثير من الناس ذلك، حتى سمعوا أصوات المعذبين في قبورهم، ورأوهم بعيونهم، يعذبون في قبورهم، في آثار كثيرة معروفة'[السابق 24/376].

وقال ابن القيم:’رؤية هذه النار في القبر؛ كرؤية الملائكة، والجن تقع أحيانًا لمن شاء الله أن يريه ذلك'[ الروح [93]]. وقد ذكر كثيرٌ من العلماء جملاً مستفيضة، وحكايات غريبة لأحوال المقبورين؛ فشأنها كشأن الإسرائيليات التي لا نقطع بصدقها، ولا بكذبها، مع إرساء هذا الأصل، وهو جواز وقوعها، والله أعلم.

علامات سوء الخاتمة قبل الموت:

فبعضهم يقع عند اشتداد المرض في التسخط، والاعتراض على قضاء الله، أو الجحود، والكفر بـ:’ لا إله إلا الله’: أو يصرح بأنه لا يستطيع أن ينطق بكلمة التوحيد، وأنه يحال بينه، وبينها، أو يتكلم بكلام يغضب الله، ومن أمثلة ذلك: ما ذكره ابن الجوزي قال : سمعت شخصًا يقول-وقد اشتد به الألم-: ربي يظلمني، وهذه حالة إن لم ينعم فيها بالتوفيق للثبات، وإلا فالهلاك. وهذا ما كان يقلقل سفيان الثوري؛ فإنه كان يقول: أخاف أن يشتد على الأمر، فأسأل التخفيف، فلا أجاب، فأفتتن[الثبات عند الممات، لابن الجوزي[80]]. ومن علامات سوء الخاتمة: أن يموت العبد على عمل يغضب الله؛ فيكون ذلك خزيًا له، وفضيحة في الدنيا، مع ما ينتظره في خزي الآخرة، وعذابها.

قال ابن القيم: والحكايات في هذا كثيرة جدًا، فمن كان مشغولاً بالله، وبذكره، ومحبته في حال حياته؛ وجد ذلك أحوج ما هو إليه، عند خروج روحه إلى الله، ومن كان مشغولاً بغيره في حال حياته، وصحته، فيعسر عليه اشتغاله بالله، وحضوره معه عند الموت، ما لم تدركه عناية ربه، ولأجل هذا، كان جديرًا بالعاقل أن يلزم قلبه، ولسانه ذكر الله حيثما كان؛ لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت شقي شقاوة الأبد، فنسأل الله أن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته[طريق الهجريتين، [308ـ309].].

علامات سوء الخاتمة عند التغسيل:

قال في ‘تذكرة الإخوان بخاتمة الإنسان [47-48]’: ولقد حدثني عدد ممن يغسلون الموتى، من مناطق مختلفة، عن بعض ما شاهدوه أثناء التغسيل، من هذه العلامات، والغريب في الأمر أنهم يتفقون على صفات معينة، يرونها على هؤلاء الموتى،أكثر هذه الحوادث متشابهة؛ من ذلك أن الرجل الذي يموت على الخير يبدو؛ وكأنه نائم، وأما من مات على خلاف ذلك، فيظهر عليه الفزع، وخوف الموت، مع تغير في وجهه، ولقد غسلت، وشاركت في التغسيل، ورأيت بعض ذلك، والحمد لله.

حدثني أحدهم، فقال: غَسَّلْتُ رجلاً، وكان لونه مصفرًا، وفي أثناء التغسيل، أخذ لونه يتغير إلى السواد من رأسه، إلى وسطه، فلما أنهيت من التغسيل، فإذا به قد أصبح كالفحمة السوداء.

قال: وميت آخر كان وجهه أثناء التغسيل متوجهًا نحو كتفه الأيسر، فلما أرجعته نحو الكتف الأيمن؛ عاد إلى جهة اليسرى، حتى لما وضعته في قبره، ووجهته نحو القبلة انصرف وجهه عنها إلى أعلى.

وحدثني مُغَسِّلٌ آخر غَسَّلَ رجلاً لونه مصفرًا، فلما فرغوا من التغسيل اسود وجه ذلك الرجل، فقلت له: أسود مثل لحيتي؟ قال: أسود كالفحم، قال: ثم صار يخرج من عينيه دم أحمر؛ وكأنه يبكي الدم ـ والعياذ بالله ـ.
وحدثني مُغَسِّلٌ آخر، فقال: دخلت ذات مرة على بعض الإخوان، وهم يُغَسِّلُونَ ميتًا فرأيت وجهه مسودًا؛ كأنه قرص محترق، وجسمه أصفر، ومنظره مخيفًا، ثم جاء بعض أهله؛ لينظروا إليه، فلما رأوه على تلك الصورة، فروا هاربين؛ خوفًا منه’.







علامات سوء الخاتمة عند الدفن:

قال في ‘تذكرة الإخوان’: وأما ما ظهر عند الإنزال في القبر ـ والعياذ بالله، فحدثني أحد المغسلين، فقال: غسلت عددًا كبيرًا من الموتى لسنين طويلة، وأذكر أني وجهت أكثر من مئة ميت، كلهم صرفت وجوههم عن القبلة.

‘وقال أحد الفضلاء: كنا في رحلة دعوية إلى الأردن،وفي ذات يوم، وقد صلينا الجمعة في أحد مساجد مدينة الزرقاء، وكان معنا بعض طلبة العلم، وعالمٌ من الكويت، وبينما نحن جلوس في المسجد، وقد انصرف الناس، إذا بقوم يدخلون باب المسجد بشكل غير طبيعي، وهم يصيحون: أين الشيخ؟ أين الشيخ؟، وجاءوا إلى الشيخ الكويتي، وقالوا له: يا شيخ، عندنا شابٌ، توفي صباح هذا اليوم عند طريق حادث مروري، وإننا عندما حفرنا قبره، إذا بنا نفاجأ بوجود ثعبان عظيم في القبر، ونحن الآن لم نضع الشاب، وما ندري كيف نتصرف.

يقول الراوي: فقام الشيخ، وقمنا معه، وذهبنا إلى المقبرة، ونظرنا في القبر، فوجنا فيه ثعبانًا عظيمًا قد التوى؛ رأسه في الداخل، وذنبه في الخارج، وعينه بارزة يطالع الناس. قال الراوي: فقال الشيخ دعوه، واحفروا له مكانًا آخر.

يقول: فذهبنا إلى مكان آخر بعد القبر الأول بمائتي متر تقريبًا، فحفرنا، وبينما نحن في نهايته، إذا بالثعبان يخرج، فقال الشيخ: انظروا القبر الأول، فإذا بالثعبان قد اخترق الأرض، وخرج من القبر الأول مرة أخرى. قال الشيخ: لو حفرنا ثالثًا، ورابعًا، سيخرج الثعبان فما لنا حيلة إلا أن نحاول إخراجه.

يقول الراوي: فجئنا بأسياخ، وعصى، فانحمل معنا، وخرج من القبر، وجلس على شفيره، والناس كلهم ينظرون إليه، وأصاب الناس ذعرٌ، وخوفٌ، حتى إن بعضهم حصل له إغماء، حملته سيارة الإسعاف. وحضر رجال الأمن، ومنعوا الاتصال بالقبر، إلا عن طريق العلماء، وذوي الميت.

يقول الراوي:وبينما جيء بالجنازة، وأدخلت القبر، إذا بذلك الثعبان يتحرك حركة عظيمة ثار على أثرها الغبار، ثم دخل من أسفل القبر، فهرب الذين داخل القبر من شدة الخوف، والتوى الثعبان على ذلك الميت، وبدأ من رجليه، حتى وصل رأسه، ثم اشتد عليه، فحطمه: يقول الراوي: إنا كنا نسمع تحطيم عظامه؛ كما تحطم حزمة الكرات.

يقول الراوي:ثم لما هدأت الغبرة، وسكن الأمر جئنا لننظر في القبر، وإذا الحال كما هي عليه؛ من تلوي ذلك الثعبان على الميت، وما استطعنا أن نفعل شيئًا. وقال الشيخ: اردموه فدفناه، ثم ذهبنا إلى والده، فسألناه عن حال ابنه الشاب؟ فقال: إنه كان طيبًا مطيعًا، إلا أنه كان لا يصلي ـ نعوذ بالله من سوء الختام'[ رسالة عاجلة إلى المسلمين، [46ـ50]، وقال المصنف: سمعتها من الشيخ. سعيد بن مسفر].

وقد ورد في ‘تذكرة القرطبي'[1/170] قصة مشابهة، قال القرطبي:’وأخبرني صاحبنا الفقيه العالم أبو عبد الله، محمد بن أحمد القصر رحمه الله أنه توفي بعض الولاة بقسطنطينية فَحُفِر له، فلما فرغوا من الحفر، وأرادوا أن يدخلوا الميت القبر، إذا بحية سوداء داخل القبر، فهابوا أن يدخلوه فيه، فحفروا له قبرًا آخر، فإذا بتلك الحية،فلم يزالوا يحفرون له نحوًا من ثلاثين قبرًا، وإذا بتلك الحية، تتعرض لهم في القبر الذي يريدون أن يدفنوه فيه، فملا أعياهم ذلك سألوا ما يصنعون؟ فقيل لهم: ادفنوه معها، نسأل الله السلامة، والستر في الدنيا، والآخرة’.

علامات سوء الخاتمة بعد الدفن:

فمن ذلك: قصة الرجل الذي نبذه القبر في عهد النبوة: فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ فَرَفَعُوهُ قَالُوا هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا. رواه البخاري ومسلم .

ومن ذلك: ما ذكره ابن القيم قال: حدثني صاحبنا أبو عبد الله، محمد بن الوزير الحراني، أنه خرج من داره بعد العصر بآمد إلى بستان، قال: فلما كان بعد غروب الشمس توسطت القبور، فإذا بقبر منها، وهو خمرة نار؛ مثل كوز الزجاج، والميت في وسطه، فجعلت أمسح عيني، وأقول: أنائمٌ أنا أم يقظان؟ ثم التفت إلى سور المدينة، وقلت: والله ما أنا بنائم، ثم ذهبت إلى أهلي، وأنا مدهوش، فأتوني بطعام، فلم أستطع أن آكل، ثم دخلت البلد، فسألت عن صاحب القبر، فإذا به مَكَّاسٌ قد توفي ذلك اليوم’.

6ـ أسباب حسن الخاتمة:

1ـ من أسباب حسن الخاتمة تقوى الله: قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]{ [سورة آل عمران]. فتقوى الله من أعظم أسباب حسن الخاتمة، والموت على الإسلام.

والتقوى هي أعلى درجات الإيمان، وقد وعد الله أهل الإيمان بالتثبيت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،

فقال تعالى: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[27]{ [سورة إبراهيم].

كما وعد الله أهل التقوى بالمخرج من كل ضيق، فقال:}وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً[2]وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[3]{ [سورة الطلاق].

ولا شك أن العبد في حال السكرات في شدة، وقد وعد الله المتقين باليسر بعد الشدة، فقال:}وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[4]{ [سورة الطلاق].

2ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الاستقامة: قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ[30]{ [سورة فصلت].

فأهل الاستقامة هم الذين تنزل عليهم ملائكة الله، عند الموت بالبشارة بالجنة، والنجاة من النار، إشارة على أنهم يوفقون للخاتمة الحسنة، التي تكون سببًا في دخول الجنة، والنجاة من النار.

3ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الصدق:

قال الله: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[119]{ [سورة التوبة] فالصدق من أعظم أسباب حسن الخاتمة، عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ: [قَسَمْتُهُ لَكَ] قَالَ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: [إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ] فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَهُوَ هُوَ] قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: [صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ] ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: [ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ] رواه النسائي.

فالعبد إذا صدق في إيمانه، وفي أقواله، وأفعاله يوفق لحسن الخاتمة، وينال سعادة العاجلة، والآجلة.

4ـ ومن أسباب حسن الخاتمة ذكر الموت، وزيارة القبور .

5ـ ومن أسباب حسن الخاتمة حسن الظن بالله عند الموت، وعلى كل حال:

فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: [لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ]رواه مسلم . وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: [كَيْفَ تَجِدُكَ] قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ] رواه الترمذي وابن ماجة.

وعن المعتمر بن سليمان، قال: قال أبي حين حضرته الوفاة: يا معتمر، حدثني بالرخص لعلي ألقى الله، وأنا حسن الظن به، وعن إبراهيم قال: كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته، لكي يحسن ظنه بربه.

6ـ ومن أسباب حسن الخاتمة المبادرة بالتوبة، ورد المظالم:

قال تعالى: }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[31]{ [سورة النور].

7ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الحذر من أسباب سوء الخاتمة التي سبق ذكرها.

7ـ علامات حسن الخاتمة: إن الشارع الحكيم قد جعل علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة، فأيما أمرئ مات بإحداها، كانت بشارة له، ويا لها من بشارة.

الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت، وفيه أحاديث:

1ـ[مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود وأحمد.‌

2ـ عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلًا فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا فُلَانٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلَانٍ قَالَ لَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلَّا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ] قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ.رواه ابن ماجة وأحمد .

الثانية: الموت برشح الجبين: لحديث ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّه كَانَ بِخُرَاسَانَ فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ]رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.

الثالثة: الموت ليلة الجمعة أو نهارها: لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ] رواه الترمذي وأحمد.

الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال: قال تعالى: }وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[169]فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[170]يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ[171]{ [سورة آل عمران].

وفي ذلك أحاديث:

1ـ [لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.

2ـ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ قَالَ: [كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً] رواه النسائي.

الخامسة: الموت غازيًا في سبيل الله:لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود.

السادسة: الموت بالطاعون: عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَتْ قُلْتُ بِالطَّاعُونِ قَالَتْ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ] رواه البخاري ومسلم.

السابعة: الموت بداء البطن:لقوله صلى الله عليه وسلم: […وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-.

الثامنة: والتاسعة: الموت بالغرق، والهدم: لقوله صلى الله عليه وسلم: […الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ…] رواه البخاري ومسلم .

العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها:لحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ]رواه أحمد.

الحادية عشر، والثانية عشر: الموت بالحرق وذات الجنب: وفيه أحاديث أشهرها عن جابر بن عتيك مرفوعًا: [ الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ] رواه أبوداود والنسائي ومالك وأحمد.

الثانية عشر: الموت بداء السل: لقوله صلى الله عليه وسلم: [الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ، وَالْحَرِقُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ ، والسِّلُّ شَهَادَةٌ ، وَالبطنُ شَهَادَةٌ] رواه الطبراني في الكبير.

الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم.

الخامسة عشر: والسادسة عشر: الموت في الدفاع عن الدين والنفس:لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه الترمذي والنسائي وأحمد.

السابعة عشرة: الموت مرابطًا في سبيل الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ] رواه مسلم .

الثامنة عشر: الموت على عمل صالح: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أحمد.

8 ـ أمثلة لحسن الخاتمة

1ـ أنس بن مالك رضي الله عنه: عن أنس بن سيرين، قال: شهدت أنس بن مالك، وحضره الممات، فجعل يقول: لقنوني: لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها، حتى قبض رحمه الله.

2ـ مجاهد بن جبررحمه الله: قال الفضل بن دكين: مات مجاهد، وهو ساجد .

3ـ أبو بكر بن أبي مريم رحمه الله: عن يزيد بن عبد ربه، قال: عدت أبا بكر بن أبي مريم، وهو في النزع، فقلت له: رحمك الله، لو جرعت جرعة ماء؟ فقال بيده: لا. ثم جاء الليل، فقال: أذن؟ فقلت: نعم، فقطرنا في فمه قطرة ماء، ثم مات.

4ـ عبدالله بن المبارك رحمه الله: قيل: فتح عبدالله بن المبارك عينيه عند الوفاة، وضحك، وقال: لمثل هذا فليعمل العاملون.

5ـ بشر بن منصور رحمه الله :قال عبد الأعلى بن حماد البرقي: دخلت على بشر بن منصور، وهو في الموت، فرأيته مستبشرًا، فقلت له: ما هذا السرور؟ قال: أخرج من بين الحاسدين، والباغين، والمغتابين، وأقدم على رب العالمين، ولا أفرح؟.

من كتاب:’ تذكير النفوس المؤمنة بأسباب سوء وحسن الخاتمة’
للشيخ/أحمد فريد




الشيخ محمد العريفي برنامج ضع بصمتك–عنوان الحلقه ضع بصمتك في الاجازات الصيفيه




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

كلمات تجعل من لا يصلي " يصلــي "بإذن الله

كلمات تجعل من لا يصلي " يصلــي "بإذن الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمات تجعل من لا يصلي " يصلــي "بإذن الله

‏* هل تعلم أن المولى تبارك وتعالى يتبرأ من تارك الصلاة ؟

قال رسول الله صلى الله وسلم : (لا تترك الصلاة متعمدا ، فإنه من ترك ‏الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) أي ليس له عهد ولا ‏أمان.

‏* هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف تارك الصلاة بالكفر ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين الرجل وبين الكفر ترك ‏الصلاة )


‏* هل تعلم أن الذي لا يصلي إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين!!

‏* هل تعلم كيف يعذب تارك الصلاة في قبره ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتينا على رجل مضطجع ، وإذا ‏آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه – ‏أي يشدخه – فيتدهده الحجر – أي يتدحرج – فيأخذه فلا يرجع إليه ‏حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة ‏الأولى ، فقلت : سبحان الله ! ما هذان ؟ فقال جبريل عليه السلام
‏(إنه الرجل ينام عن الصلاة المكتوبة )

‏* هل تعلم أن أول ما تحاسب عليه الصلاة ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب به العبد يوم ‏القيامة عن الصلاة ، فإن صلحت ، صلح سائر عمله ، وإن فسدت ، ‏فسد سائر عمله )

‏* هل تعلم أن تارك الصلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها – أي الصلاة ‏كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ‏ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان ‏وأبي بن خلف )




التصنيفات
منوعات

حملة الصلآة على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم "نداء للجميع"

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة .. فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته .. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال
"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "
رواه الترمذي في (الحديث: 3546) – الإمام أحمد في الحديث: 1/201 …

يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها ا لذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}

لن تكلفك شيئا لو بلغتها لكل من تحب
الحملة العالمية للصلاة على النبي محمد وعلى آله وسلم
في إطار الحملة العالمية للصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم

الرجاء أن تصلي عليه إذا وصلتك هذه الرسالة 10 مرات، وأن تبعث بها لأكبر عدد ممكن من العناوين الإلكترونية المتوفرة لديك
نريد أن نصل إلى رقم مليار صلاة على النبي
ساهم في الحملة العالمية للصلاة على النبي
يكن لك أجرك وأجر من عمل به




اللهم صلي على سيدنا محمد
اختي بارك الله فيك



اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد صلى اله عليه وسلم

لشكرآ عزيزتي
مرورك أسعدني

دمتي بود"




اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد صلى اله عليه وسلم

شكرآ عزيزتي
مرورك أسعدني

دمتي بود"




اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد صلى اله عليه وسلم
موضوعك يستحق التقيم يسلمو ياعسل



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

هل تعلم ان "

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ناقله لكم معلومات بسيطه ومفيدة

هل تعلم أن

سبع ساعات لا تكفي للنوم اذا كنت تعمل بجد وانك تحتاج مابين 8 الى 10 ساعات لتقوم بكامل نشاطك وقادرا على العمل والعطاء

خير وسيلة لتنظيم الوقت هي اداء الصلوات الخمس عل وقتها مع الجماعة في المسجد

كثرة المسكنات للصداع تفاقم متاعب الصداع

مادة الطلع لذكور النخيل تزيد من انتاج الخصية للحيوانات المنوية وتساعد على علاج العقم لدى الرجال اذا خلط مع العسل الاصلي

الاصابة بمرض السكر قد يرجع إلى الكسل وعدم العمل

المشروبات الغازية تسبب عسر الهضم وزيادة الوزن بسبب السكر المضاف إليها

كما تدين تدان وان ماتفعله في الناس سوف يرد عليك خيرا أم شرا

أربعة تجلب الرزق: قيام الليل –وكثرة الاستغفار بالسحار –وتعاهد الصدقة — والذكر أول النهار وأخره

واربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة -وقلة الصلاة – والكسل – والخيانة

أربعة تزيد في العقل : ترك الفضول من الكلام -والسواك – ومجالسة الصالحين – ومجالسة العلماء

رفع اليدين في الصلاة يكون في أربعة مواضع — عند تكبيرة الاحرام -وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول

رفع اليدين في الصلاة يكون في أربعة مواضع — عند تكبيرة الاحرام -وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول

من ترك ركنا في الحج فلا يتم حجه الا به ومن ترك واجبا فعليه دم ومن ترك سنة فلا شيء عليه

الفرق بين السرية والغزوة أن الغزوة هي التي يكون فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قائدا
للمسلمين , أما السرية فهو الجيش الذي يبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم وؤمر عليه أحد الصحابة رضي الله عنهم

يستطيع الجواد أن يضل أشهرا واقفا على قدميه كما أنه ينام في هذا الوضع إذ حباه الله بجهاز عضلي
خاص يسمح لارجله بأن تظل مشدودة على الدوام لتحمل جسمه الثقيل دون عناء كبير

مجموع أطوال الاوعية الدموية في الانسان البالغ الذي يزن 50 كيلو غراما نحو 100000 كيلو متر وهو مايكفي للف الكرة الارضية عند خط الاستواء مرتين ونصفا وتبلغ مساحات سطوح هذه الاوعية نحو 6300 متر مربع

عدد غزوات الرسول صلى الله عليع وسلم 26 غزوة وبلغ عدد السرايا التي أرسلها 38 سرية

إذا أردت ان تقنع رجلا فالجأ الى عقله واذا اردت ان تقنع امرأة فالجأ الى قلبها أما اذا أردت ان تقنع الجماهير فأيقظ غرائزها

من عرف شأنه وحفظ لسلنه وأعرض عما لايعنيه وكف عن أخيه دامت سلامته وقلت ندامته

خير المال مأخذ من الحلال وصرف في النوال وشر المال ماخذ من الحرام وصرف في الاثام

مع تحياتي :11_1_123[1]:

نسومه




تسلمين ياعسل

معلومات روعه




تسلمى حبيبتى مشكووووووووورة



مشكورة عالموضوع الرائع



خليجية



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

رجـلٌ يـحومُ حـولـي " خصوصاً للفتيات التي تشار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رجـلٌ يـحومُ حـولـي .. " خصوصاً للفتيات التي تشارك فى المنتديات المختلطة"

..

رجل .. يحوم حولي .. !!

الرجل حولنا .. نحن النساء .. نعم ..
فهـو .. الأب .. الأخ .. الزوج و الإبـن ..

و لكـن الرجل المقصود هو ..
الغريب .. ضعيف النفـس .. الذي يحوم حول
أي إمرأة يصادفها فـي ..
الطريق .. العمل .. محل تجاري .. على الهاتف ..
و حتى في الإنترنت ..!!

في الطريق ..
كثيرون هم ضعاف النفوس الذين لا همّ لهم إلا تصّيد
الـنساء .. !!
فترى عـينه تسـترق النظـر إليها من قمة رأسها
إلى أخمص قدميها ..
كالذئـب يحوم حول فريسته .. و شيئاً فشيئاً يقترب ..
يُلقي سـلاماً .. كلمة .. ورقة .. أي
شيء يلفت إنتباه الفتاة إلى أنه ينظر إليها .. !!
بعضهنّ – للأسف – يسعدهنّ هذا الأمر و يـتجاوبنّ .. !!

لا تعيريه أي إهتمام و إمضي في طريقكِ ..
فهو لـيس إلا ذئـباً بـ ثوب حملٍ وديـع ..!!
هو لـيس إلا كاذب عابث ..
إرقَـي بنفسكِ عن منزلته الوضيعة ..

ألاعيبهم الخبيثة باتت مكشوفة للصغيرة و الكبيرة ..
و طرقهم الدنيئة لا يسلكها إلا المريضات مثلهم ..

و لـذا يلجأ بعضهم إلى سلوك طريقٍ آخـر ..
أحـدث ..
أسـرع ..
أكثر ورقاً .. للعب ..
أكثر تفرّعاً ..
و أقـلّ معرفة و خبرة لدى البعض ..

وهو ..

الإنترنت ..
المنتديات / الرسائل الخاصة / المسنجر ..
أسهل الطرق للتعارف ..
كثير من ضعاف النفوس يدخلون المنتديات لأجـل
التعرف إلى الفتيات بدرجة أولى ..
و كثيرة هي القصص التي قرأناها في هذا الشأن ..
و ربما لامسنا أحد أطرافها ..
فما وجدنا لها من ثمار إلا ..
آلام .. آهات .. حسرات و مصائب جمّة ..

أغلب الأحيان ..
تبدأ القصة بـ كلمات المدح منه لها ..
و الثناء على كتاباتها و مواقفها في ساحة المنتدى ..
و تليها الرسائل الخاصة ..
ثم يصـل إلــى المسنجر ..
و تستمـر القصـة .. !!

و أحياناً .. يبدأ مباشرة من الرسائل الخاصة ..
يُرسِل .. وردة .. || جسّ نبـض || ..
يُرسِل .. شكوى .. || كسر خاطر || ..
يُرسِل .. تحية .. || صباحاً و مساء || ..
يُرسِل .. كلمة .. || إعجاب و ثناء || ..
يُرسِل .. تأييد موقف .. || سيري و أنا معكِ || ..
خطوة خطوة ..
و تتوالـى الرسائـل ..

موقف الفتاة ..
البعض .. ببراءة الأخوة .. تقبل الوردة و الكلمة ..
تُصدِّق كلمات الثناء و الإعجاب ..
تتأثـر لهمومه و ينكسر قلبها لمصابه ..
فـتسمح له بالمرور .. !!
كلمة ثم كلمة
رسالة ثم رسالة ..

ثمّ ماذا .. ؟!

أخريات .. يرفضّنّ ..
و مـع تكرار المراسلة يلين جانبها و تُصدقه ..!!

و أخريات ..
يجدنّ أن هذا الفعل ليس إلا تقليلاً من قدرهنّ ..
و إستحقاراً لهنّ ..
فيصفعنّ المعتدي صفعة لا ينسى ألمها حتى الحشر ..
و يغلقنّ الباب على أصابع يديه و رجليه ..
فلا يجرأ على مضايقتهنّ مرة أخرى .. قويات ..

أخية ..
إعلمي أن الـذي يـتحرش بكِ في الطريق
هو نفسه على الإنترنت .. لا فرق .. !!
يسعيان للهدف و الغرض نفسه و لا يهمهما
ما تشعرين به .. و لا ما قـد يُصبكِ من ضرر .. !!

هذا الـذي ألقـى رقم هاتفه عليكِ في الطريق ..
ألقاه من قبلكِ على كثيرات ..
إذاً .. ليـس لميزة تختصين بها دون غيركِ ..!!

هـذا الـذي إدعى أنه أخطأ رقم الهاتف و قال لكِ
بعد الإعـتذار .. ما أجمل هذا الصوت .. !!
قالها لغيركِ من قبل ..
لـيس صوتكِ الجميل هو حقيقة الموضوع ..
و لكن قلبه و فكره المريضان هما الـدافع ..
أغلقي سماعة الهاتف في وجهه ..

هذا الذي أرسـل لكِ كلمات .. مـدح ..
غزل ..
شكوى ..
بمقدمة أو بدونها ..
بحجة أو بدون ..
لمناسبة خاصة أو دينية أو غيرها ..
هـذا ..
عابـث ..

حوّلي رسالته إلى إدارة المنتدى لتوقفه عند حده ..!!

فكما أرسل لكِ اليوم أرسل لغيركِ بالأمس ..
و سيُرسِل غداً لأخريات ..
حتى لو كانت رسالة واحدة فقط ..
فهـذه الرسالة تعني أن به مسّ من الشيطان ..
و الممسوسين من أمثاله يجب أن يُــنفَـوا ..!!
و حـتى لا يتجرأ غيره على مـثل عمله ..

كلماته المعسولة .. ملفّقة لكِ و لغيركِ ..
فهذا الشخص المريض لا يرى إلا نفسه ..
و لا يـهمه إلا ذاته ..

لا تغرُّكِ كلماته ..
و لا تُلينكِ آهاته ..

أغلقي الباب في وجهه مباشرة ..
ليعلم هو و أمثاله أنكِ لست محلاً لنزواتهم ..

بـل أنتِ فتاة مؤمنة ..
لا تقبل أن تكون فريسة للـذئاب البشرية ..
هو يحطّ من مكانتكِ بفعله ..
فهو يريد أن يلهو فقط ..!!
فهـل تقبلين أن تكوني أداة للهوه .. !!
أتقبلين أن تضعين نفسكِ في تلك المنزلة الدنية ..!!

مـن يحترمكِ يطرق بابكِ ..
لا يـقف عند النافذة يرميكِ بـسهام ظاهرها وردة
و باطنها حجرة .. !!

حذاري أخية .. حذاري ..

.. خذي مني نصيحة ..

موقف في الطريق ..
أكملي طريقكِ غير مُبالية ..

كلمة في الهاتف ..
إغلقي السماعة و إمتنعي عن الرد
على الإتصالات الواردة إن لم تعلمي
المتصل ..

و إن تكرر إتصال العابـث ..
فـلا تصدقي أنه فعلاً لحسن صوتك ..
بـل زيـادة في مـرض العابث ..
أخبري رجال البيت بالموضوع ..
ليعلم العابث أن هناك رجل ..
فهـذا قـد يبعده ..

إضافة على المسنجر ..
حظـر + حذف إلى سلة المـهـمـلات ..
لا مكان لدينا لأصحاب المسّ الـشيطاني ..

رسالة على البريد الإلكتروني ..
حظـر ..

رسالة في المنتدى بدون سبب حقيقي ..
فإن لها هـدف و غـرض شيطاني ..
و لو كان ظاهرها الرحمة ..
فـ باطنها العذاب ..
مباشرة ..
تحويل إلى إدارة المنتدى ..

..

لا أُخلِـي جانـب الفتاة مـن مـثل هذه الأفعال ..
و لا مـن مسايرتها للعابثين ..

..

أخواتي ..اخواني
الباب مفتوح لمشاركاتكم ..
مواقف مشابهة ..
نصائـح .. حلول أخرى ..
آراء ..
نقاش ..
الموضوع منقول و بـين أيديكم ..

في إنتظاركم ..

رعاكم الله ’تحياتي للجميع..