الوسم: الإنترنت
بحث عن مضار وفوائد الإنترنت .
مقدمة عن الانترنت
ظهرت فكرة الإنترنت في بداية الستينيات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الغرض منها خدمة الأغراض العسكرية، وفي ينيات اخترع البريد الإلكتروني وكان الغرض منه خدمة العلماء في المشاركة بينهما، وفي بداية الثمانينيات بدأ استخدام الشبكة في الجامعات الأمريكية، وفي بداية التسعينيات انتشرت الإنترنت على مستوى العالم حتى وصل معدل نمو الإنترنت إلى 341% وما زالت تنمو حتى الآن بشكل رائع.
وتحوي شبكة الإنترنت في طياتها المفيد كما تحوي مواد ذات آثار سلبية، وهنا يظهر دور أهمية المدرسة والأسرة في توصية الأبناء إلى الأسلوب الأمثل لاستخدام شبكة الإنترنت والاستفادة من كافة إمكانياتها الايجابية..
وكل شي في الحياة له مضار وفوائد ونحن بعقلنا الذي ميزنا الله به عن سائر المخلوقات نعرف طريقنا..الطريق الصحيح الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة
فوائد الإنترنت :
• الرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام.
• محاربة البدع والتصدي لدعاتها
• نشر العلم النافع والأخلاق الحسنة.
• معرفة العلوم الكونية والأخذ بالأسباب التقدم والرقي.
• الاستفادة منه في الأبحاث العلمية .
• التعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات.
• سهولة الاتصال بالعلماء لأخذ الفتوى عنهم والاستنارة بآرائهم .
• الإعلان عن محاضرات العلماء ومتابعتها عبر الإنترنت.
• التعرف على أحوال الناس في العالم ومتابعة أخبارهم
• العثور على أصدقاء جدد والتواصل مع الأهل والأقارب
• الرد على الشبهات التي تثار حول الوطن والدين ودحضها
• نشر العلم والمعرفة والأخلاق الحسنة .والاستفادة من تجارب الآخرين
• معرفة العلوم والأخذ بأسباب التقدم والرقي .في كافه المجالات
• الاستفادة منه في الأبحاث العلمية .والدراسة والانفتاح على تفكير العالم
• التعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات .
مهما كانت سلبيات الإنترنت ومخاطرها فإن فوائدها أكثر بكثير .. هنا نوضح المخاطر بعدة نقاط .. للتوعية وأخذ الحذر والاحتياط وحماية أنفسنا و أولادنا منها ولنضع بين أيديهم إنترنت أكثر إنتاجية وفعالية .
مضار الإنترنت :
• إضاعة الأوقات
• التعرف على صحبة السوء
• زعزعة العقائد والتشكيك فيها.
• نشر الكفر والفساد والإلحاد
• تدمير الأخلاق ونشر الرذائل
• إهمال الصلاة وضعف الاهتمام بها .
• التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب.
• إشاعة الخمول والكسل .
• إضاعة مستوى التعليم
• الإصابة بالأمراض النفسية .
• التجس على الأسرار الشخصية .
• المواقع الاأخلاقية التي تكثر وتكاثر في الإنترنت والتي يتم نشرها ودسها بأساليب عديدة في محاولة لإجتذاب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة ومنافية للأخلاق
• التعرض لعمليات احتيال ونصب وتهديد وابتزاز.
• غواية الأطفال والمراهقين حيث يتم التحرّش بهم وإغواءهم من خلال غرف الدردشة والبريد الإلكتروني
• نشر مفاهيم العنصرية .
• الدعوة لأفكار غريبة مناقضة لدينا و لقيمنا ومفاهيمنا والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل عبادة الشيطان والعلاقات الغريبة الشاذة .
• الدعوة للانتحر والتشجيع له من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة.
• جرائم القتل التي ترتكب من خلا ل غرف المحادثة الغريبة من قبل جماعات تدعو لمارسة طقوس معينة لفنون السحر تؤدي بالنهاية إلى قتل النفس .
• الانغماس في استخدام برامج الاختراق الهاكر والتسل لإزعاج الآخرين وإرسال الفيروسات التخريبية والمزعجة .
• مشكلة إدمان الإنترنت. والأمراض النفسية التي تنجم عن سوء استخدام الإنترنت مثل الاكتئاب.
• الحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية مع شخصيات مجهولة وهمية أغلبها تتخفى بأقنعة وأسماء مستعارة .وما يترتب على مثل هذه القصص من عواقب خطيرة .
• استخدام الأسماء المستعارة وتقمص شخصيات غير شخصياتهم في غرف الدردشة وما يتبعه ذلك من اعتياد ارتكاب الأخطاء والحماقات واستخدام الألفاظ النابية .
• مارسة الشراء الإلكتروني دون رقابة من خلال استخدام البطاقات الائتمانية الخاصة بأحد الوالدين .
• مارسة القمار والتي تنتشر مواقعها ويتم الترويج لها بكل الوسائل عبر الإنترنت .
• التشهير بالأفراد والشركات ونشر الإشاعات المغرضة عبر نشرها بالمواقع أو من خلال غرف الدردشة أو البريد الإلكتروني.
• الإفراط في استخدام الهجات المحكية العامة والابتعاد عن استخدام الغة العربية الفصحى. في غرف الدردشة والمنتديات والرسائل الإلكترونية.
• مارسة انتهاك حقوق الملكية .بوضع نسخ للكتب والأغاني والأفلام على سبيل المثال في مواقعهم أو تداولها فيما بينهم من خلا ل أجهزتهم مباشرة .
• تعرض أجهزة الكمبيوتر للتلف والخراب بتأثير الفيروسات التي تصل عبر الأيميل والمواقع وملفات التحميل.
• تعرض خصوصية المعلومات التي في الأجهزة للاخترق من قبل المخترقين المحترفين وهواة الاختراق وبرامج التجس .
• التعب الجسدي والإرهاق والأضرار الصحية و التي يسبها الاستخدام الطويل للكمبيوتر والإنترنت من ضر للعيون والعمود الفقري والمفاصل والأعصاب وزيادة الوزن أو نقصان الوزن وغيرها من المخاطر الصحية الجسدية
****************************** ******************** ******************************
ادمان الإنترنت
إذا كانت الإنترنت أوجدت مفاهيم جديدة، وساهمت في إعادة صياغة تصور الإنسان عن الزمن والمكان ، بل والذات، فإنها أيضًا أحدثت أمراضًا جديدة ، لعل أبرزها مرض "إدمان الإنترنت" ، وعندما تصل الأمور إلى صحة الإنسان فيجب عليه أن يعيد النظر ليصل إلى سلوك متوازن.
هذا المرض يلقى الاهتمام مع القلق لدى علماء النفس الأمريكين خاصة؛ ما أدى إلى فتح عيادات متخصة لمدمني الإنترنت، لكن قد يبدو مثيرًا أن بعض تلك العيادات هي إنترنتية! وتذكر بعض المصادر أن "ماريسا" أول من فتح عيادة لعلاج إدمان الإنترنت في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد سنة 1996م .
لكن ما هو الإدمان؟ وما هي أعراضه؟ وكيف ينشأ؟ وما هي آثاره الصحية والنفسية والاجتماعية؟ وكيف يمكن علاجه؟ تساؤلات يحاول مقالنا هذا الإجابة عليها.
ويمكن استجلاء مفهوم "ا لإدمان" من خلال أعراضه، وحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن المصاب بهذا المرض يعاني من عدة عوارض هي:
– عدم الإشباع من استخدام الإنترنت وقضاء أوقات طويلة مع الشبكة.
– الشعور بالرغبة في الدخول إليها عند تركها.
– إهمال المستخدم للحياة الاجتماعية والالتزامات العائلية والوظيفية.
– بعد التعب الشديد من استخدام الشبكة يلجأ المستخدم إلى النوم العميق لفترة طويلة.
– ظهور آثار اضطرابات نفسية كالارتعاش وتحريك الإصبع بصورة مستمرة.
– القلق والتفكير المفرط في الشبكة وما يحدث فيها، وشعور بالحزن والاكتئاب لعدم الاتصال بها.
وفي ما يخص آلية حصول الإدمان، فإن الشخص المدمن لديه قابلية مسبقة للإدمان لتحقيق احتياجاته النفسية ومارسة الأنشطة التي لا يستطيع تحقيقها في الواقع المارس، ومن ثم يلجأ إلى محاولة تحقيقها من خلال الإنترنت في عملية مواءمة نفسية وهروب من الواقع المعيشي؛ لما توفره الإنترنت من إمكانات (كإخفاء كثير من الأسرار حتى الاسم) تعز سلوكه؛ ما يجعله يمضي شوطًا بعيدًا في التعامل مع الإنترنت وتكوين صلات وعلاقات عاطفية أو جنسية ونحوها، وهذا يشكل تجاوزًا للكبت الذي يعيشه في مجتمعه، ولكنه لا يلبث أن يصطدم بعد حين بالواقع ويجد أن ما توهمه مَخْلَصًا لا يحل المشكلة
• ومن شأن "ا لإدمان" أن يُحدث آثارًا صحية سلبية متعدة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أن حالات الإجهاد البصري تزيد بنسبة 55%لدى مستخدمي الكمبيوتر ؛ الأمر الذي يتطلب أخذ فترات متقطعة للراحة ، فضلاً عن استخدام الشاشة الواقية والنظارة الطبية العاكسة للأشعة المنبعثة من جهاز الكمبيوتر.
ويشير بعض الأطباء إلى بعض المشكلات النفسية التي اقترنت باستخدام الكمبيوتر مثل "انطوائية الكمبيوتر" التي تصيب المدمنين الذين يرغبون في الهروب من واقعهم، وكذلك الذين يتوحدون مع الجهاز ويستعيضون به عن الأنشطة الاجتماعية الأخرى ؛ ما يؤدي إلى انخفاض مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
ولتخلص من الإدمان يُنصح بالآتي:
• أن يعي المصاب أنه يعاني من الإدمان ، ليبدأ مرحلة العلاج.
• أن يضبط وقت اتصاله بالشبكة أو بالجهاز، ولا يفكر فيها عند تركها
• البحث في الأسباب التي تدفع المدمن إلى التوحد مع الكمبيوتر
والاستغراق فيه، ومحاولة معالجتها وعدم الهروب منها.
• وإذا لم يُفلح في ذلك، يلزمه طلب المساعدة من الأهل أو الطبيب النفسي
ان شاء الله تستفادون منه
تحياتي الكم
وتعتبر هذه نتيجة مرحلية لمشروع مشترك يتم الآن على شبكة الإنترنت. وقال فيليب كوفيرت، رئيس المشروع في جرايفسفيلد، إن أعراضًا ما بعد الصدمة تراجعت عند 80% من المشاركين في اتباع العلاج المذكور، مضيفًا أن حالات الخوف ومظاهر الإحباط قلت لديهم بصورة ملحوظة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأظهرت الدراسة أن كل مشارك ألف أحد عشر نصًا على مدار ستة أسابيع من طريقة العلاج بالكتابة، وتشمل هذه النصوص تجارب من مراحل حياتهم المختلفة.
والله صدقتي,,
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين، أما بعد
نحن أمة الإسلام قد من الله علينا بكتابه الكريم وهديه القويم والصراط المستقيم. ما من خير إلا قد دلنا الله عليه وما من شر إلا قد نهانا عنه. السعيد من اعتصم بحبل الله واتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ففاز بخيري الدنيا والآخرة.
خدمة الإنترنت هي ثورة العصر وحديث المجالس. ولكنها أيضا سلاح ذو حدين يستخدم للخير أو للشر. حالها في ذلك حال كثير من المصالح العامة الأخرى، فاستخداماتها تابعة لنوايا المستخدم، إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر. وخدمة الإنترنت خدمة منافعها جمة وعطاؤها غزير وهي مصدر لخير وعلم ومعرفة وهداية وصلة وتطور لأمما وأفواجا. وهي في الوقت نفسه قد تكون مصدر لشر عظيم لمن أصر على سوء استخدامها. فإذا أدركنا هذه الحقائق وجب علينا أن نقرر: أي الاستخدامين سنختاره؟
نحن أمة الإسلام جعلنا الله أمة وسطا. وينبغي علينا مراعاة التروي والاتزان في كل أمورنا. فلا إفراط ولا تفريط. ولكننا لا نجد إخواننا دائما يتحلون بهذه السمة. فنجد من يرى أن الإنترنت كلها شر. شر ما فيها شر ما تبعها شر من جاء بها، وهؤلاء في نظري قلة. وهنالك من قال إن الإنترنت كله خير ويتجاهل تواجد أي مصادر للشر في هذه الوسيلة النافعة. وهؤلاء في نظري أكثر. وإن النفس لأمارة بالسوء وكان الإنسان أكثر شئ جدلا. ومن طبيعة النفس البشرية الجدل والخوض في النقاشات. ويريد الله ليبين لنا ويهدينا سنن الذين من قبلنا ويتوب علينا وكان الله عليما حكيما.
أقدم بين يدي القارئ الكريم بعض الحقائق والدراسات ليقرأها على مكث بقلب واع وتأمل. ولا حاجة للشرح المطول فالحقائق تغني عن كلامي. وإن من حق الأخ على أخيه أن ينصحه وينبهه إلى ما قد يضره. ألا فالحذر الحذر والنجاة النجاة. فلينظر كل في نفسه وليتقي الله في رعيته.
بعض الآيات والأحاديث:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري في صحيحه
{ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا} (آل عمران: 14) قال عمر: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم في صحيحه
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن … } النور : 30-31
{ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما } الأحزاب : 35
{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} المؤمنون : 1-7
{ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } الإسراء : 32
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لكل بني آدم حظ من الزنا فالعينان تزنيان وزناهما النظر واليدان تزنيان وزناهما البطش والرجلان يزنيان وزناهما المشي والفم يزني وزناه القبل والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) رواه أحمد في مسنده
عن جرير قال (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال اصرف بصرك) رواه أبو داود في سننه
عن الهيثم بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له).
حجم وأبعاد المشكلة:
مقدمة وتاريخ :
إن مسألة الإباحية الخلقية والدعارة من المخاطر العظيمة على المجتمعات القديمة والمعاصرة وقد أوردنا سابقا قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما تركت بعدي فتنة هي أخطر على الرجال من النساء)
لقد ذكرت وزارة العدل الأمريكية في دراسة لها أن تجارة الدعارة والإباحية الخلقية تجارة رائجة جدا يبلغ رأس مالها ثمانية مليار دولارا ولها أواصر وثيقة تربطها بالجريمة المنظمة. وإن تجارة الدعارة هذه تشمل وسائل عديدة كالكتب والمجلات وأشرطة الفيديو والقنوات الفضائية الإباحية والإنترنت. وتفيد الإحصاءات الاستخبارات الأمريكية (FBI) أن تجارة الدعارة هي ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار حيث إن بأيديهم 85% من أرباح المجلات والأفلام الإباحية .
وهنالك في الوقت الحاضر في أمريكا وحدها أكثر من 900 دار سينما متخصصة بالأفلام الإباحية وأكثر من 15000 مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام ومجلات إباحية. وهذا العدد يفوق حتى عدد مطاعم ماكدونالد بنسبة ثلاثة أضعاف . ولقد كانت أمريكا في الماضي تحارب إلى درجة كبيرة انتشار الإباحية في مجتمعها بفرض بعض الأنظمة والقوانين، ولكن من الملاحظ في هذا العصر أن المعارضين لانتشار الإباحية بدءوا يخسرون هذه الحرب حيث نجحت الاستوديوهات بتخفيف المراقبة على الأفلام وتغيير مفهوم الإباحية لدى المقيّمين فأصبحت الأفلام التي كانت لتندرج تحت بند الأفلام الإباحية(X) قبل قرن يعاد تقييمها اليوم وإدراجها تحت بند (R) الأخف. كما تم إنشاء فئات أخرى بينية كفئة (NC-17) للهدف نفسه. ولقد تم بنجاح مؤخرا في أمريكا قلب وإلغاء قانون "العفة في الاتصالات" (Communications Decency Act of 1996) ليتمكن الناس من الاستمرار في أعمال الإباحية دون أي قيود قانونية.
ومن المعلوم أن أمريكا هي أولى دول العالم في إنتاج المواد الإباحية. فهي تصدر سنويا 150 مجلة من هذه النوع أو8000 عددا سنويا . وتجارة تأجير الأفلام الإباحية قد زادت من 75 مليون سنة 1985 إلى 665 مليون سنة 1996.
ولقد عرف أهل هذه التجارة في السابق أن هنالك فئة من الناس قد تطاوعهم نفوسهم الخوض في هذه الأمور لولا خوف العار من أن يراهم الناس وهم يدخلون أمثال هذه المتاجر أو دور السينما. لذا أخذوا في تسهيل هذه الأمور قدر المستطاع كالسماح للناس باقتناء هذه المواد عن طريق البريد. واستكمالا لهذه الجهود (وبعد ضغوط من الحكومة) قاموا بتغليف هذه المواد بورق بني (plain brown wrapper) يخفي محتوياتها قبل الإرسال. ومع ذلك أصبح الناس يعرفون محتويات أمثال هذه الرسائل فكان ذلك رادعا للبعض ممن لازالت فطرته سليمة ويخشى العار.
لاحظ تجار الدعارة هذه العوامل فأصبح من اللازم إيجاد طرقا لتوصيل هذه المواد إلى منازل الناس بطريقة مباشرة وخفية. ومن هذا المنطلق تم الاستفادة من البث المباشر والهاتف وشبكة الإنترنت. وقد تمثل شبكة الإنترنت في الوقت الحاضر اكثر هذه الطرق نجاحا في هذا الصدد حيث إن صفحات النسيج العالمي المتعلقة بالدعارة تمثل – بلا منافس – أشد الصفحات إقبالا في كل العالم.
ما هي شبكة الإنترنت ؟ :
شبكة الإنترنت عبارة عن مئات الملايين من الحاسبات الآلية حول العالم مرتبطة بعضها ببعض. ومع ترابط هذا العدد الهائل من الحاسبات أمكن إرسال الرسائل الإلكترونية بينها بلمح البصر بالإضافة إلى تبادل الملفات والصور الثابتة أو المتحركة والأصوات. وقد تم الاتفاق على نظام موحد لتبادل جميع هذه الأنماط من المعلومات تم تسميته النسيج العالمي.
انتقال الداء إلى الإنترنت وتوغله في المنازل
إن حجم الإقبال على شبكة الإنترنت يتضاعف تقريبا كل مائة يوم . حيث صرحت وزارة التجارة الأمريكية بأن عدد الصفحات في النسيج العالمي بلغ 200 مليون صفحة في نهاية عام 1997 و 440 مليون صفحة في نهاية عام 1998 وأن عدد رواد النسيج بلغوا 140 مليون في عام 1998م . ولقد أقر هذا العدد شركة جنيرال ماجيك ومجلة تايم . ولكن هنالك من يرى أن هذا العدد فيه تحفظ وأن العدد الحقيقي للصفحات في عام 1998 قد بلغ 650 مليون صفحة . ويتوقع لهذا العدد أن يزداد إلى 8 مليار في عام 2022م. وعدد الصفحات الإباحية في الإنترنت تقدر بنحو 2.3% من حجم الصفحات الكلية في الإنترنت . وهذا العدد يعد صغيرا نسبيا إلا أنه لا يعطي الصورة الحقيقية لحجم المشكلة.
وكمثال على ذلك يمكن أن يكون في مدينة واحدة مائة سوق ولكن أكثر الناس مقبلون على سوق واحد بين هذه المائة. وبالفعل نجد الأرقام تعضد هذه النظرية. فشركة (Playboy) الإباحية مثلا تزعم بأن 4.7 مليون زائر يزور صفحاتهم في الأسبوع الواحد . وقامت بعض الشركات بدراسة عدد الزوار لصفحات الدعارة والإباحية في الإنترنت فوجدت شركة (WebSide Story) أن بعض هذه الصفحات الإباحية يزورها 280034 زائر في اليوم الواحد وهنالك أكثر من مائة صفحة مشابهة تستقبل أكثر من 20000 زائر يوميا وأكثر من 2000 صفحة مشابهة تستقبل أكثر من 1400 زائر يوميا. وإن صفحة واحدة فقط من هذه الصفحات قد استقبلت خلال سنتين 43613508 زائر. وإن واحدة من هذه الجهات تزعم أن لديها أكثر من ثلاثمائة ألف صورة خليعة تم توزيعها أكثر من مليار مرة. ولقد قام باحثون في جامعة كارنيجي ميلون بإجراء دراسة إحصائية على 917410 صورة استرجعت 8.5 مليون مرة من 2000 مدينة في 40 دولة فوجدوا أن نصف الصور المستعادة من الإنترنت هي صور إباحية وأن 83.5% من الصور المتداولة في المجموعات الأخبارية هي صورٌ إباحية .
وفي عملية إحصاء أجرتها مؤسسة زوجبي (Zogby) في مارس عام 2000 وجد أن أكثر من 20% من سكان أمريكا يزورون الصفحات الإباحية. ويقول الباحث ستيف واترز أنه غالبا ما تبدأ هذه العملية بفضول بريء ثم تتطور بعد ذلك إلى إدمان مع عواقب وخيمة كإفساد العلاقات الزوجية أو تبعات شرٍ من ذلك.
وقد وجد التجار صعوبة فائقة في جمع الأموال عن طريق صفحات النسيج العالمي إلا في شريحة واحدة وهي شريحة صفحات الدعارة فإنها تجارة مربحة جدا ويقبل الناس عليها بكثرة ولو اضطروا لدفع الأموال الطائلة مقابل الحصول على هذه الخدمة. وفي سنة 1999 بلغت مجموعة مشتريات مواد الدعارة في الإنترنت 8% من التجارة الإلكترونية والبالغ دخلها 18 مليار دولارا كما بلغت مجموعة الأموال المنفقة على الدخول على الصفحات الإباحية 970 مليون دولارا ويتوقع أن ترتفع إلى 3 مليار دولارا في عام 2022 . وهذه الصفحات تتكاثر بشكل مهول تبلغ مئات الصفحات الإباحية الجديدة في الأسبوع الواحد، كثير منها تؤمن هذه الخدمة مجانا.
ولقد صرحت وزارة العدل الأمريكية قائلة: "لم يسبق في فترة من تاريخ وسائل الإعلام بأمريكا أن تفشت مثل هذا العدد الهائل الحالي من مواد الدعارة أمام هذه الكثرة من الأطفال في هذه الكثرة من البيوت من غير أي قيود" .
كما تفيد الإحصاءات بأن 63% من المراهقين الذين يرتادون صفحات وصور الدعارة لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحونه على الإنترنت علما بأن الدراسات تفيد أن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة . والصفحات الإباحية تمثل بلا منافس أكثر فئات صفحات الإنترنت بحثا وطلبا .
وهل نتأثر بما نشاهده ؟:
فمن قال إن الإنسان لا يتأثر بما يشاهد نقول له ليتأمل الآتي:
1) إن أكبر الشركات التجارية العالمية تدرك أهمية الدعاية والإعلام على استمرارية تجارتها وجلب الناس لشراء بضاعتها. فشركة ماكدونالد مثلا تنفق 287 مليون دولارا سنويا على الإعلام وحده. وشركة سيرز تنفق 225 مليون دولارا سنويا في نفس هذا المجال، وهكذا. ولو كان الناس لا يتأثرون بما يشاهدون لما أنفقت هذه الشركات تلك المبالغ السنوية الطائلة في هذا الصدد.
2) تثبت الدراسات العلمية المكثفة أن هنالك تأثيرا مباشرا وملحوظا للتلفاز على سلوك وتفكير مشاهديه. فمثلا لقد صرح الدكتور براندون سنتروال المتخصص بدراسة مصادر الأمراض (Epidemiology) أنه لو لم يخترع جهاز التلفاز لكان هنالك في أمريكا في هذا العصر انخفاض في الإجرام بنسبة عشرة الآف جريمة قتل سنويا وسبعين ألف جريمة اغتصاب وسبعمائة ألف جريمة عنيفة. ولقد توصل الدكتور براندون إلى هذه النتائج إثر دراسة دامت قريبا من ثلاثين سنة .
لاحظ الدكتور براندون أن جهاز التلفاز قد دخل في أمريكا وكندا في سنة 1945م. وفي الفترة ما بين 1945 و 1974 ارتفعت نسبة القتل في تلك الدولتين بنسبة 93% في أمريكا و92% في كندا. فرأى الدكتور أن يعضد نظريته بعلاقة وسائل الإعلام في تفشي الإجرام بأن أجرى بحثا على مجتمع جنوب أفريقيا.
كانت حكومة جنوب أفريقيا قد منعت دخول جهاز التلفاز في دولتهم لأسباب سياسية حتى سنة 1975م. ولقد كانت وسائل الإعلام الأخرى كالكتب والإذاعة والمجلات وغيرها متوافرة بكثرة ومتطورة، لذا أمكن استبعاد تأثيرها على دراسته هذه. لاحظ الدكتور براندون أن نسبة جريمة القتل قد انخفضت في جنوب أفريقيا بنسبة 7% في نفس الفترة ما بين 1945 و 1974 التي ارتفعت فيها نسبة جرائم القتل في أمريكا وكندا. وفي سنة 1975 دخل جهاز التلفاز في جنوب أفريقيا فرأى الدكتور أن يتابع أثر هذا الجهاز على سلوك المجتمع وقيمه.
تنبأ الدكتور براندون بأن مجتمع جنوب أفريقيا سيشهد ارتفاعا في نسبة الإجرام خلال 10 إلى 15 سنة من تاريخ 1975 – سنة دخول التلفاز، وأن أول فئة ستقبل على هذه الجريمة الشباب البيض، ثم يلحقهم الشباب السود بعد ذلك بحوالي ثلاث سنوات. وبالفعل، لقد نشرت سنة 1989 إحصاءات عن عدد ضحايا جريمة القتل في جنوب أفريقيا في سنة 1987 فوجدوا أن نسبة القتل في تلك السنة قد ارتفعت بنسبة 130% عما كانت عليه سنة 1975. أي أن عدد ضحايا جريمة القتل قد ازداد إلى أكثر من الضعفين خلال فترة الإثنا عشرة سنة هذه.
وحينما سُئل الدكتور براندون كيف عرف أن الشباب البيض سيسبقون الشباب السود إلى هذا الأمر صرح قائلا أن الطائفة الثرية في مجتمع جنوب أفريقيا في ذلك الوقت كانت طائفة البيض. لذا عرف الدكتور أنهم سيكونون أول المقتنين لتلك الأجهزة الجديدة وأن أطفالهم سيكونون أول الأطفال تعرضا لهذه الوسيلة وتشبعا منه. ثم بعد مضي ثلاثة سنوات سيشتري السود الأجهزة المستخدمة عند البيض فتبدأ بالتأثير عليهم. فإذا مضى قرابة عشرة سنوات فسوف يشب أولئك الأطفال البيض الذين تربوا على التلفاز فيبدأ ظهور تأثيره عليهم، وهكذا مع السود. وبالفعل حصل الأمر كما توقع الدكتور براندون.
ولقد بحث الدكتور براندون مجموعة أخرى كبيرة من العوامل المؤثرة المحتملة كفوارق السن والتمدن وانتشار الأسلحة والأحوال الاقتصادية وتناول الخمور وتطبيق القصاص والاضطرابات السياسية والقومية فلم يجد لأي من هذه العوامل تزامنا أو توافقا لهذه الأحداث حتى يتمكن من عزو هذه الظاهرة إلى شيء منها.
يلاحظ أن هذه دراسة واحدة فقط من ضمن عدد كبير جدا من الدراسات المشابهة التي تثبت تأثر البشر بما يشاهدونه والتأثير السلبي لتلك الوسائل على سلوكهم.
أثر الإباحية في انحطاط القيم وتفشي الإجرام:
ولقد وجد عالم النفس د/ ادوارد دونرستين من جامعة وسكونسون بأمريكا بأن الذين يخوضون في الدعارة والإباحية غالبا ما يؤثر ذلك في سلوكهم من زيادة في العنف وعدم الاكتراث لمصائب الآخرين وتقبل لجرائم الاغتصاب .
كما وجد عدد من الباحثين بأن مثل هذه الإباحية تورث جرائم الاغتصاب، وإرغام الآخرين على الفاحشة، وهواجس النفس باغتصاب الآخرين، وعدم المبالاة لجرائم الاغتصاب وتحقير هذه الجرائم .
ولقد قام الباحث الكندي جيمز شِك بدراسة عدد من الرجال الذين تعرضوا لمصادر مواد إباحية بعضها مقترنة بالعنف وبعضها لا تختلط بعنف. وكانت نتيجة هذه الدراسة أن وجد هذا الباحث أن النتيجة واحدة في كلتا الحالتين ووجد تأثيرا ملحوظا في مبادئهم وسلوكهم وتقبلهم بعد ذلك لاستعمال العنف لإشباع غرائزهم .
ولقد وجد الباحثان دولف زيلمان وجينينجز براينت أن من أكثر تداول هذه المواد أصبح لا يرى أن الاغتصاب جريمة جنائية كما لاحظ هذان الباحثان على هؤلاء المبتلين الإدمان والانحطاط والتدني والشغف بما هو أشنع وأبشع من ناحية الإباحية الأخلاقية كالاغتصاب وتعذيب المُغتَصَبين واللواط واغتصاب الأطفال وفعل الفاحشة بالجمادات والحيوانات وفعل الفاحشة بالمحارم وغير ذلك – نسأل الله العافية.
ويؤكد هذه الحقيقة بحث أجراه الباحثون اليزابيث باولوتشي ومارك جينيوس و كلوديو فايولاتو في كندا حيث قاموا بدراسة 74 بحثا مختلفا كلها تدرس تأثير المواد الإباحية الجنسية على الجرائم الجنسية بشتى أنواعها. ولقد شملت هذه الدراسات عددا من الدول الصناعية مثل أمريكا وكندا ودول أوروبا ما بين السنوات 1953 و 1997م تشمل في مجموعها دراسة 12912 شخصا قد تعرضوا لمثل هذه المواد. كان من نتائج هذا البحث أن نسبة الانحطاط الخلقي العام – حسب معايير الغرب- هي 28% (وتشمل التعري، والتجسس على أعراض الآخرين بالكاميرات الخفية، والاحتكاك الجسماني بالآخرين في الأماكن المزدحمة، الخ). كما وجدوا أن نسبة الازدياد في جرائم العنف والاغتصاب تزداد عند متداولي المواد الإباحية بنسبة 30%. وإن نسبة الانحطاط في العلاقات الزوجية والقدرة الجنسية مع الزوجة تتدنى بنسبة 32%. ونسبة تقبل جرائم الاغتصاب وعدم المبالاة بها تزداد بنسبة 31% .
ولقد قام دارل بوب الضابط في شرطة ميشيغان بأمريكا بدراسة 38000 حالة اغتصاب ما بين السنوات 1956 و 1979 فوجد أن نسبة 41% من مقترفي تلك الجريمة كان قد عرض نفسه قبل أو خلال ارتكاب جريمته إلى مواد إباحية. ويدعم هذا الموقف الباحث ديفد سكات الذي وجد أن 50% من المغتصِبين قد عرضوا أنفسهم لمواد خليعة لتهيئة وتنشيط أنفسهم جنسيا قبل المباشرة بجريمتهم . وإن الاستخبارات الأمريكية (FBI) قد وجدوا أن في 80% من حالات جرائم الاغتصاب يتم العثور على مواد إباحية إما في موطن الجريمة أو في منزل الجاني . وفي دراسة للدكتور وليام مارشال اعترف 86% من المغتصبين بأنهم يكثرون من استخدام المواد الإباحية واعترف 57% منهم أنه كان يقلد مشهدا رآه في تلك المصادر حين تنفيذه لجريمته .
أما بالنسبة لجريمة اغتصاب الأطفال فلقد وُجد بعد دراسة 1400 حالة من هذا النوع في مدينة لويسفيل ما بين السنوات 1980 و1984م أن صورا عارية للبالغين متواجدة عند جميع هؤلاء المجرمين وصورا خليعة للأطفال موجودة عند أغلبهم ووجد لاحقا في دراسة شاملة لهذه المأساة من قبل مجلس النواب بأمريكا أن أكثر سمة موحدة بين هؤلاء المجرمين – من غير منافس – هو تداولهم للصور العارية للأطفال . وإن الشرطة الأمريكية كثيرا ما يتقمصون شخصيات الأطفال في الإنترنت ليصيدوا المجرمين المستدرجين للأطفال والمغتصبين لهم.
ولقد صرح الدكتور مايكل مهتا من جامعة كوينز في كينجستون باونتاريو بكندا بعد دراسة دامت 18 شهرا أن هنالك اتجاها ملحوظا في الصور الخليعة إلى تصوير الأطفال وقد زادت نسبتها من 15% عام 1994 إلى 20% عام1996 .
كما قام عدد من ضباط الشرطة بدراسة ظواهر الاغتصاب والقتل المفرد والقتل الجماعي فوجدوا أن للمواد الإباحية تأثيرا مباشرا وملحوظا في جميع هذه الجرائم حتى أصبحت هذه سمة معروفة وموحدة لدى المكثرين من الاغتصاب أو القتل (standard profile among serial rapists and serial killers) .
شواهد حية:
ولقد وجد الدكتور فيكتور كلاين بعد دراسة له لمجموعة كبيرة ممن ابتلوا بهذا الداء أن تواجد المواد الإباحية بسهولة أمام الناس من غير حجب أو تصفية يشكل إغراء شديدا يصعب على الأفراد عليهم مقاومته حتى لو كلف ذلك فقدان مبالغ ضخمة من المال . كما وجد أن تواجد القنوات الفضائية الإباحية في المنزل يؤدي إلى نتائج وخيمة كاعتداء الأطفال على أخواتهم الصغار واغتصابهم جنسيا. وأخيرا وجد الدكتور فيكتور أن أمثال هؤلاء المعتدين ربما لا يُعرف عنهم سوء الخلق أو فعل الشر مثل ذلك الرجل المتفوق دراسيا والرئيس لشركته والفاعل للخير الذي ظهر بعد ذلك أنه كان يغتصب النساء بحد السكين أو المسدس في منطقتي فينكس وتوسون وكان الدافع الوحيد لهذه الأعمال الذي وجدوه هو سهولة حصوله على المواد الإباحية في صباه وتشبعه بها منذ الصغر.
ولقد قامت الاستخبارات الأمريكية (FBI) بمقابلة واستجواب 24 مجرما في السجون، كلهم قد اغتصب وقتل عددا كبيرا من البالغين أو الأطفال فوجدوا أن 81% منهم كان يعرض نفسه بكثرة للمواد الإباحية ثم يقوم بتطبيق ما قد رأى على الآخرين بطرق شنيعة وفظيعة تفوق الوصف. وكان من هؤلاء المجرمين رجلا اسمه ارثور جاري بيشوب (Arthur Gary Bishop) والذي قام بالاعتداء الجنسي المريع على خمسة أولاد ثم قتلهم جميعا. وكان اصغر ضحاياه سنا يبلغ من العمر 4 سنوات فقط(Danny Davis)! ولقد اعتاد هذا المجرم أمثال هذه الجرائم لدرجة أنه لم يعد يلقي لها بالا. فكان مثلا يقتل أحد الأطفال فيلقي بجسده في شنطة السيارة ثم يذهب إلى العمل ويتناول الغداء فإذا فرغ من جميع مشاغله ذهب وتخلص من الجثة. وكان أحد ضحاياه الطفل كيم بيترسون (Kim Petersen) والبالغ من العمر 11 سنة والذي قام آرثور بقتله بالرصاص والإغراق ثم شوهه جنسيا. ولقد وصف دون بيل الضابط في شرطة يوتا هذا المجرم بأنه رجل في ظاهره في غاية اللطف والمرح والامتناع عن السذاجة في الكلام ولا يمكن أبدا لأي كان أن يشك بحقيقة ما تخفيه نفسه. ويؤكد ذلك ما عرف عن هذا المجرم في نشأته من كونه عضو فعال في الكشافة ومن أحد البارزين والمتفوقين لديهم والحائز على أسمى أوسمتهم. كما كان أحد المبشرين لدين النصرانية(Mormon Missionary)
وبعد اعتقاله وإدانته ودخوله السجن صرح قائلا: "لو أن مواد الدعارة والإباحية قد مُنعت مني في صباي لم يكن شغفي بالجنس والشذوذ والإجرام ليتحقق" كما قال واصفا تأثير مواد الدعارة عليه: "إن أثرها علي كان شنيعا للغاية فأنا شاذ جنسيا ومغتصب للأطفال وقاتل. وما كان كل ذلك ليتحقق لولا وجود مواد الدعارة والإباحية وتفشيها" لقد اعدم جاري بيشوب في 10/6/1988م.
وهنالك مثال حي آخر للنتائج الوخيمة وتفشي الإجرام نتيجة الانغماس في مواد الدعارة. وهذا المثال هو مثال القاتل السفاح الذي ذاع صيته في كل أنحاء أمريكا والمعروف باسم تيد باندي (Ted Bundy). وكان هذا الرجل من بيت محافظ وعضو في الكشافة وطالب قانون وشاب وسيم وجذاب وخلوق. لقد تم القبض على هذا السفاح بعد أن اختطف وعذب وشوه وقتل قريبا من 40 امرأة. وكان لا يكتفي بتعذيب وخنق واغتصاب ضحاياه فحسب ولكنه كان يتفنن في ألوان الشناعة المريعة كأن ينهش ويأكل لحومهن ويشوه أخريات بالسكاكين. وكانت أصغر ضحاياه طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات. قام هذا السفاح باختطافها وتعذيبها واغتصابها وأكل لحم وِركها ثم قتلها شنقا وترك جثتها ليأكلها العفن في مرحاض للخنازير. ولقد تم إدانته بجريمة القتل تلك بعد أن تم تطبيق آثار أسنانه على آثار اللحم المفقود في جسم الطفلة القتيلة وتطابقهما. ولقد استمر هذا المجرم يدعي البراءة فترة طويلة جدا من الزمن حتى التف عليه آلاف من الناس الذين صدقوا مزاعمه وطالبوا بإطلاق سراحه فورا ومن غير تردد. ولكن في نهاية الأمر حُكم عليه بالإعدام فحينذاك اعترف بجرائمه. ففي مقابلة مصورة مسجلة معه قبل إعدامه بقليل صرح قائلا: "أنتم سوف تقتلونني، وهذا سوف يحمي المجتمع من شري، ولكن هنالك الكثير الكثير أمثالي ممن قد أدمنوا الصور الإباحية، وأنتم لا تفعلون شيئا لحل تلك المشكلة." وقال أيضا: "في البداية هي [الصور الإباحية] تغذي هذا النوع من التفكير … مثل الإدمان، فإنك تتطلع دائما إلى ما هو أصعب وأصعب، شيئا يولد درجة أعلى من الإثارة، ثم تصل إلى حد لا يمكن لصور الدعارة أن تشبع غرائزك وتصل إلى نقطة انطلاق حيث تبدأ تقول لنفسك هل تستطيع ممارسة هذه الأفعال أن تشبع تلك الغرائز بشكل أفضل من مجرد القراءة أو النظر؟”
واستطرد قائلا في اعترافه للدكتور جايمز دوبسون في اليوم السابق لإعدامه: "اشد أنواع المواد الإباحية فتكا تلك المقترنة بعنف أو بالعنف الجنسي. لأن تزاوج هذين العاملين – كما تيقنت جيدا – تورث ما لا يمكن وصفه من التصرفات التي هي في منتهى الشناعة والبشاعة"
وقال أيضا: "[أنا وأمثالي] لم نولد وحوشا, نحن أبناؤكم وأزواجكم, تربينا في بيوت محافظة, ولكن المواد الإباحية يمكنها اليوم أن تمد يديها داخل أي منزل فتخطف أطفالهم"
وقال قبل ساعات من إعدامه: "لقد عشت الآن فترة طويلة في السجون وصاحبت رجالا كثيرين قد اعتادوا العنف مثلي. وبدون استثناء فإن كلهم كان شديد الانغماس في الصور الإباحية وشديد التأثر بتلك المواد ومدمنا لها."
وبشكل مماثل فإن القاتل جيفري دامر (Jeffrey Dahmer) قد بدأ حياته الإجرامية بالاغتصاب المتكرر للنساء. ثم تطورت اتجاهاته الإجرامية بعد ذلك إلى الشذوذ والقتل الذي يفوق الأوصاف حيث اغتصب وقتل عشرات من الرجال والأطفال. وكان يحبس ضحاياه لفترات طويلة جدا يغتصبهم ويعذبهم ويشوههم فيها يوميا بطرق مبتدعة وجديدة في كل مرة، ثم إذا مل من ذلك قتلهم وقطع أجسادهم بالمناشير ثم أكل بعض أعضائهم وترك بعضها في الثلاجات وأذاب بعضها بالأحماض. وحينما قبضت الشرطة عليه وجدوا في منزله رؤوسا بلا أجساد في الثلاجات والدواليب وموزعة هنا وهناك. ووجدوا أيضا قلب أحد ضحاياه في الثلاجة، فحين سألوه عن ذلك قال "كنت احتفظ به لأكله لاحقا." وكان يهتم بالمشاركة في "مسيرات أهل الشذوذ" ووجدت الشرطة في منزله حينما قبضوا عليه أعدادا مهولة تكاد لا تحصى من الأفلام والصور الإباحية . ولقد توفي جيفري في حمام السجن عام 1996 إثر الضرب المتتالي بقضيب من حديد أنزله به سجين آخر.
لقد أصدرت مجلة (Hustler) الإباحية في عددها الأخير عام 1990 مقالا من خمسة صفحات بعنوان "دليل القتل" تصف فيه كيفية اقتلاع عين الضحية وكيفية تشويه فرجه. واثر ذلك بقليل في مدينة نورمان بولاية أوكلاهوما كان الطفل سام(Sam) والبالغ من العمر 9 سنوات يتمشى عائدا من مدرسته إلى المنزل عندما اختطفه شخص غير معروف ثم اعتدى عليه جنسيا ثم قتله واقتلع أحد عينيه وشوه فرجه – تقليدا لما قرأه في ذلك المقال.
وبشكل مماثل ففي مدينة سبرينجفيلد بولاية الينوي طُلب من رجل يبلغ من العمر 43 سنة أن يرعى(babysit) ولد اسمه جيم (Jim) يبلغ من العمر 11 سنة وثلاثة بنات أعمارهن 7 و 11 و 13 سنة. فاعتدى هذا الرجل على البنات جميعا ثم قتل الطفل جيم. وعندما فتشت الشرطة منزل الجاني وجدوا فيه عددا من المجلات الإباحية ومسدس تخدير وإعلان لبرنامج تلفاز يتحدث عن شواهد لتعذيب وتشوه الأطفال من قبل المربين (babysitters)- فهو بذلك كان يقلد ما ورد في برنامج التلفاز ذلك.
أما عن الذين ينتجون تلك المواد فحدث ولا حرج. ومثال ذلك مخرج الأفلام الإباحية جوني زِن الذي دفع عام 1986 لثلاثة من "ممثليه" 1500 دولارا حتى يحضروا له بنتا شقراء تمثل في أفلامه. فقام هؤلاء الثلاثة باختطاف امرأة اسمها ليندا لي دانيالز وجدوها تمشي في شوارع نيومكسيكو ثم خدروها واغتصبوها مرارا أمام كاميرات المخرج. وفي الصباح فقدها أهلها ونُشرت صورتها في الجرائد. وحينما رأى المخرج جوني صورتها في الجرائد أمر الثلاثة بقتلها فأطلقوا عليها النار مرارا – وهي تترجاهم أن يرحموها – حتى ماتت.
عواقب الإباحية وتأثيرها على المجتمع:
كما تفيد إحصاءات وزارة العدل الأمريكية بأن تفشي وسائل الدعارة من الأسباب المباشرة في تفشي أنواع أخرى من الجرائم والمآسي الاجتماعية، ومنها:
في بحث أجرته الوزارة سنة 1979 في فينكس ارازونا وُجد أن الأحياء التي فيها متاجر تتاجر بوسائل الدعارة تزداد فيها جرائم الممتلكات بنسبة 40% وتزداد فيها جرائم الاغتصاب بنسبة 500% مقارنة بالأحياء الأخرى .
وبشكل مماثل فإن دراسة مماثلة في تكساس وُجد أن نسبة الازدياد في الجرائم الجنسية تزداد في أمثال هذه الأحياء من 177% إلى 482% مقارنة بالأحياء الأخرى .
يرى العلماء أن السمة الموحدة لمقترفي القتل الجماعي (serial killers) هو كونهم غالبا ما يقدمون على جرائمهم لأسباب جنسية في بادئ الأمر. ثم تتطور عملياتهم الإجرامية بعد حين من إدمان الجنس إلى التعذيب والقتل وفعل الفاحشة في جثث الأموات وغير ذلك من الجرائم المريعة.
الذين يروجون الوسائل الإباحية غالبا ما تكون لهم علاقات وطيدة بالجريمة المنظمة، كما يدعون إلى تفشي جرائم أخرى. فمؤسسة Playboy تدعو منذ سنة 1966 إلى إباحة المخدرات . وقد بدأت المؤسسة منذ سنة 1971 بالتبرع سنويا بمبالغ لا تقل عن مائة ألف دولار لإلغاء قوانين منع المخدرات . وتصدر هذه المؤسسة سنويا عددا من المقالات التي تدعو الناس إلى نصرتهم في تلك المساعي.
إدمان الوسائل الإباحية كما أسلفنا يجر تبعات أسرية كتفكك الروابط الزوجية وضعف قدرة الرجل مع زوجته وتفشي الزنا وعواقب أسرية واجتماعية غير حميدة مشابهة.
وتفيد الإحصاءات أن 33% من ضحايا الاغتصاب يفكرون بالانتحار أو ينتحرون .
في الوقت الحاضر فإن نسبة 12% من نساء أمريكا يتعرضن لنوع من الاعتداء الجنسي في حياتهن
80% من ضحايا الاعتداء الجنسي من الأولاد الذكور يصبحون بعد ذلك مدمنين لأنواع المخدرات والمسكرات. و50% منهم يفكر بالانتحار و23% منهم يقدم على الانتحار و70% تبقى معهم عقد نفسية .
الذين يدمنون المواد الإباحية غالبا ما تصبح أحوالهم مثل مدمني المخدرات والمسكرات، فبعد حين من الزمن فإنهم يجدون أنهم لا يتمالكون أنفسهم أمام هذا البلاء وهم على استعداد لإفناء أموالهم من أجل إشباع غرائزهم .
لا يُعرف المدى الحقيقي لهذه الكارثة الاجتماعية لأن أكثر الضحايا يعرفون الجاني وغالبا ما يكون محرما أو قريبا أو صديقا للعائلة ويدوم الاعتداء سنوات طويلة متوسطها 7.6 سنوات عند البنات ويكون أول عهدهن بالاغتصاب في سن ست سنوات !
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كل هذه الأبحاث قام بها غربيون غير مسلمين. وإن القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية أرفع وأجل وأشمخ من قيمهم. فهم لا يقيسون مثلا نسبة الازدياد في جريمة الزنا لأنهم لا يرون ذلك جريمة. فكيف بهذه الإحصاءات كلها لو أخذت معايير الإسلام في الحسبان؟
التبعات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) رواه ابن ماجه
لقد قام الباحث الدكتور دايفد ويت في جامعة آكرون أوهايو بدراسة ظاهرة تفشي الفاحشة والإباحية بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16-20 سنة عبر العقود الستة الأخيرة فوجدوا ازديادا ملحوظا في هذه الظاهرة كما هو مبين في الجدول الآتي:
الإناث الذكور السنة
20% 40% 1940
21% 42% 1950
25% 60% 1960
40% 60% 1970
64% 77% 1980
70% 85% 1990
كما قام بتوزيع استبانات ورصد بعض الحقائق المتعلقة بزنا المتزوجين في أمريكا فوجد أن 50% من الرجال و25% من النساء قد اعترفوا بممارسة الزنا بعد الزواج.
وعند قراءتنا للآية السابقة نتوقع أن نجد الطاعون والأمراض الجديدة متفشية فيهم، وبالفعل ابتلى هؤلاء عبر السنوات الأخير بشتى أصناف الأمراض كالزهري والهربس(القُوباء) والسيلان والحرشفية والايدز وغيرها (Syphillis, Herpes, Gonorrhea, Chlamydia, AIDS). فمثلا لقد شاع وباء الزهري المسبب للعقم وأمراض الدماغ في أمريكا في فترة 1930 كما شاع من قبل قي القرن الخامس عشر. وهذا المرض لا ينتقل إلا بالإباحية الجنسية.
وفي عام 1981 صرح متحدث باسم مركز مكافحة الأوبئة بأمريكا (Center for Disease Control) أن هنالك قرابة 325000 مريض مصاب بمرض الزهري بأمريكا. كما أنه يتم رصد 2.5 مليون حالة جديدة سنويا لشباب في مرحلة الثانوية العامة مصابين بأمراض جنسية منوعة كالزهري والسيلان والحرشفية والالتهاب الكبدي الوبائي.
ولكن مرض هذا العصر بلا شك هو مرض الإيدز. ولقد صرح كثير من الباحثين بأن أكثر من 80% من حالات الإيدز مصدرها الإباحية الخلقية . أما اليوم فإن مركز مكافحة الأوبئة بأمريكا (Center for Disease Control) يقدرون عدد حالات الإصابة بفايروس HIV فيما بين 650000 إلى 900000 حالة وأن أكثر من 200000 منهم لا يعلم أنه يحمل هذا الفيروس . وحتى تاريخ 31/12/1999 فقد رصد المركز 430441 حالة وفاة من جراء هذا المرض الخبيث فأصبح مرض الإيدز يحتل المركز الخامس في قائمة أسباب الوفيات في أمريكا للفئة ما بين 25-44 سنة . وهذا الرقم يفوق عدد قتلى أمريكا في حربي فيتنام وكوريا معا. أما في نيويورك ولوسانجلوس وسانفرانسسكو فإن مرض الإيدز هو السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب والشابات.
وإن منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) تقدر عدد المصابين بفيروس الإيدز HIV حول العالم بـ 13 مليون حالة، منها 611589 حالة قد تطورت إلى مرض الإيدز.
ومن المعروف عن فيروس الإيدز أنه أسرع الفيروسات المعروفة على وجه الأرض تغيرا وتحولا إلى أشكال جديدة. كما أنه من المعلوم أن أول ظهوره في الغرب كان في أهل الشذوذ في مدينتي سانفرانسسكو ونيويورك، ثم انتقل بعد ذلك إلى ممارسي الزنا. وكان في بادئ الأمر يعرف هذا المرض باسم "مرض تدني المناعة في أهل الشذوذ" ("GRID" for Gay Related Immune Deficiency) وإن المعهد الوطني لدراسة الحساسيات والأمراض المعدية بأمريكا (NIAID) رصد في أول ستة أشهر من سنة 1996م تزايدا في تفشي الإيدز جله بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13-19 سنة يبلغ 524% وأن جل هذه الزيادة كانت في الشاذين منهم ثم الزناة . وفي عقد 1980 قام أهل الشذوذ بحملة إعلامية مكثفة لتوعية أفراد مجتمعهم الخبيث لمخاطر هذا المرض نتج عنها نزول ملحوظ في عدد المصابين. ولكن إثر وفاة كثير من الجيل الأول من أهل الشذوذ وتدني نسبة المصابين بهذا المرض في تلك الفترة فقد أخذ المراهقين الشاذين بالتشجع للعودة إلى أعمالهم الخبيثة مرة أخرى .
{ فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} الأنعام: 43
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
وإن لهذه الأمراض تبعات اجتماعية واقتصادية وسياسية عديدة. فمثلا من المعلوم أن متوسط تكلفة معالجة (وليس شفاء) شخص مصاب بالإيدز حتى يتوفى تبلغ 120 ألف دولار. كما أن هذه الأمراض تجلب كوارث عائلية واجتماعية وارتفاعا في نسبة البطالة وتفشي للفقر وغير ذلك من التبعات السيئة. ناهيك عما يتعرض إليه الأطباء والممرضون وغيرهم من الأخطار الجسيمة.
محاولة تصدير الإباحية بدعوى الحرية:
{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون, ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم }
أما في زماننا فإن أهل الغرب بقيمهم الفاسدة وأمراضهم الخبيثة ومبادئهم الذميمة لم يكتفوا بإفشاء الرذائل والمنكرات ودواعي غضب الجبار بينهم ولكن تمادى بهم الحال إلى محاولة تصدير هذه المصائب والأمراض إلى دول الإسلام. فنجد جمعية "مراقبة حقوق الإنسان" (Human Rights Watch) مثلا تذم وتنكر بشدة أي محاولات لدول الخليج العربي لحجب الإنترنت ويدعوننا إلى "الانفتاح والحرية" .
جدوى الحجب:
الحجب من الأساليب المجدية والفعالة التي هدانا إليه ربنا عز وجل في كتابه الكريم. فنحن نقرأ في قصة نبي الله يوسف عليه السلام أنه حينما وجد نفسه أمام فتنة النساء وخشي على نفسه المعصية دعا الله قائلا: {قال ربي السجن أحب إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } وبالفعل عصم الله نبيه يوسف عليه السلام من هذه الفتنة بحجبها عنه { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم، ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين }
نلاحظ أن مع كون سيدنا يوسف عليه السلام من الأنبياء والمقربين ومن أشد الناس طاعة لله وأكثرهم عبادة وأهداهم وأشدهم خشية لله فلم يأمن على نفسه هذه الفتنة الحاضرة المستمرة غير المحجوبة ولا الممنوعة فدعا ربه أن يحجب هذا الشر عنه فاستجاب ربه لدعائه. فإن قال قائل إن البشر – في غالبهم – يستطيعون ضبط أنفسهم والاستعصام عند حضور الفتنة، فهو بذلك أمير نفسه ولا حاجة للحجب، نقول له هل أنت خير أم نبي الله يوسف عليه السلام؟
وكدليل آخر على جدوى الحجب وجد الاستاذ الدكتور كاس سانستين بأن الدول التي تفرض قوانين صارمة في منع المواد الإباحية تنخفض فيها نسبة هذه الجرائم . وبعد دراسة لبرامج الحجب والتصفية في مدارس ولاية يوتا وُجد أنه بعد 54 مليون عملية تصفح فإن الخطأ في الحجب يبلغ 64 خطأ لكل 205737 عملية حجب صحيحة، وهذا يمثل نسبة نجاح 99.9994% .
ولقد قام باحثان من جامعة نيوهامبشير بأمريكا هما لاري بارون وموري ستراوس بدراسة ظاهرة تفشي الإباحية والدعارة وأثر ذلك على جريمة الاغتصاب. وبعد دراسة شملت جميع الولايات الأمريكية وجدا أن الولايات التي تكثر فيها وسائل الدعارة والإباحية ترتفع فيها نسبة جرائم الاغتصاب، والعكس صحيح. ووجدوا أن ولايتي الاسكا ونيفادا فيهما أكبر نسبة من المواد الإباحية (خمسة أضعاف ولايات أخرى) ترافقها أكبر نسبة من جرائم الاغتصاب (ثمانية أضعاف ولايات أخرى) .
دور وحدة خدمات الإنترنت:
والمملكة العربية السعودية هي من الدول القليلة جدا التي أدركت حكومتها الرائدة أهمية هذا الأمر فطبقت أمثال هذه البرامج على مستوى الدولة ككل فهي بذلك تعتبر من الرواد في هذا المجال. أما باقي الدول التي تتبع سياسة الحجب فإنها في غالبها تحجب شيئا قليلا جدا من المواد الإباحية بالإضافة إلى كون أجهزة الحجب لديها ضعيفة جدا ومقترنة بثغرات كبيرة. وإن إخوانكم القائمين على حجب الصفحات الإباحية يعملون جاهدين على حفظ وحماية المجتمع من سلبيات الإنترنت من غير أن يمنعوهم من محاسنها الجمة. فهم بذلك قائمون على ثغرة في بالغ الخطورة والأهمية على هذا المجتمع الإسلامي ، وهم يدركون جيدا حجم الأمانة الملقاة على عواتقهم ويسألون الله عز وجل أن يعينهم على حسن رعاية تلك الأمانة.
في عام 1417هـ(1997م) صدر قرار مجلس الوزراء رقم 163 بتاريخ 24/10/1417هـ الذي أناط بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مهمة إدخال خدمة الإنترنت العالمية إلى المملكة. وتبعا لذلك أنشئت وحدة خدمات الإنترنت التي تولت كافة الإجراءات اللازمة لإدخال هذه الخدمة وتشغيل الشبكة وتسجيل مقدمي الخدمة وترشيح المحتوى وتأهيل القطاع الخاص.
وقد بدأت الخدمة بالمملكة في 26/8/1419هـ حيث تم ربط الجامعات وشركات تقديم الخدمة المحلية بهذه الشبكة. وتتكون وحدة خدمات الإنترنت من أربعة مراكز أساسية هي:
مركز معلومات الشبكة: الخاصة بتسجيل النطاقات وعناوين الشبكة وتطوير صفحات المعلومات وإدارة خدمات المستفيدين
مركز تشغيل الشبكة: ويقوم بتركيب وصيانة كل مكونات الشبكة من معدات وبرمجيات ومتابعة الأعطال والصيانة.
قسم خدمات المساندة وعلاقات مقدمي الخدمة: ويتولى تأهيل مقدمي الخدمة والترخيص لهم وتنمية الموارد البشرية ومتابعة الشؤون المالية والإدارية بالوحدة
مركز أمن المعلومات: ويتولى الترشيح وتوثيق الطوارئ وتوعية المستخدمين والتنسيق مع اللجنة الأمنية فيما يخص الضبط الأمني للمعلومات.
لقد حرص موظفو وحدة خدمات الإنترنت على تقديم خدمة الإنترنت بشكل موزون إلى أفراد المجتمع وذلك بترشيح الصفحات الإباحية بطريقة تترك أكبر قدر ممكن من الحرية للمستخدمين ومع عدم إغلاق شيء من المنافذ أو الصفحات إلا للضرورة القصوى. فلقد تم وضع قوائم حجب بمئات الألوف من الصفحات الإباحية وجلبت أجهزة وبرمجيات خاصة لحجب تلك الصفحات الإباحية دون المساس بالصفحات المفيدة. كما قامت الوحدة بتطوير الخبرات الوطنية التي تمكنت على إثره من اكتشاف وإغلاق الصفحات الإباحية الجديدة بشكل آلي وآني ومنع بعض أساليب العبث.
ولقد نتجت تلك السياسة السمحة عن عدد من التعديات من قبل بعض أفراد المجتمع لاستغلال هذه المنافذ المفتوحة والسياسة السمحة لمحاولة تخطي أو كسر نظام الترشيح. ومع كثرة هذه المحاولات إلا أن الوحدة مصرة على سياستها بعدم الإفراط في إقفال المنافذ ولو تطلبت هذه السياسة مضاعفة الجهود لرد العابثين دون الإضرار بالباقين. وبذلك فإن كل عمل تقوم به الوحدة تعد سباقة ورائدة في العالم ومبتكرة، وما زالت بذلك تهتدي في كل يوم إلى أساليب جديدة لم يسبقهم إليها أحد لرد تلك المحاولات من غير أن تضطر إلى تغيير سياستها الأساسية السمحة.
ولكن الكمال غاية لا تدرك ولو أصر الإنسان على الوصول إلى هذه المنكرات فيمكنه تخطي الوحدة تماما والاتصال بإحدى الدول المجاورة للتواصل مع الإنترنت. وهنا ينبغي علينا أن ندرك أن الوحدة تمثل جهة فنية تنفيذية فقط وعلى أولياء الأمور أن يقوموا بما أوكله الله إليهم من حسن التربية والتوجيه والمراقبة والنصح لذراريهم ومن يعولونه.
خاتمة:
كلنا أمير نفسه وكلنا عليه الاختيار. خدمة الإنترنت واقع لا مفر منه. وهذه الخدمة تفتح أمامنا أيديها بعطاء وخير ومنافع لا تحصى. ولكنها خدمة تجر معها مسؤوليات. فعلينا نحن أن نكون خير مستخدمين وخير مربين لأبنائنا ومن نعول.
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فيا رب البيت هل تعلم ما يفعل أبناؤك وبناتك عندما ينعزلون ساعات لا تحصى في غرف مغلقة أمام شاشة الإنترنت؟
وهل سألت عنهم حينما غابوا عنك أياما في مقاهي الإنترنت في الغرف الخاصة أو وراء الشاشات المستورة ؟
هل تابعت ابنتك وعرفت ما تكتب للشباب في "ساحات الحوار" أو ما ترسل لهم من صور؟
إخوانك في وحدة الإنترنت لن يألوا جهدا بإذن الله في الوقوف معك لحماية أبنائك وبناتك من سوء استغلال هذه الخدمة النافعة ولكن الأمر بيديك وأنت مسؤول عن أهل بيتك. ألا هل بلغت؟
أسأل المولى عز وجل أن يعيننا على حسن استخدام هذه الخدمة وعدم استخدامها فيما يضر. وختاما نقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
إعداد
د/ مشعل بن عبدالله القدهي
وحدة خدمات الإنترنت
مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
وجعله فى موازين حسناتك
يلحق الرضع هذا الزمان سريعاً بركب التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، ويحدث هذا حتى قبل ولادتهم في بعض الأحيان.
وتبدأ صلة الأطفال قبل الولادة بالتكنولوجيا الحديثة مع صور الموجات فوق الصوتية التي تلتقط لهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وتمتد بعد ذلك لوضع صورهم بعد الولادة في مواقع الإنترنت، وأحياناً عمل حسابات خاصة بأسمائهم على الشبكة العنكبوتية.
وأظهرت دراسة قامت بها شركة "أيه في جي" للبرمجيات أن 92% من الأمهات في أمريكا يضعن صور أطفالهن الرضع على الإنترنت في عمر مبكر للغاية.
وقالت 71% من الأمهات في ألمانيا إنهن يضعن صور صغارهن على الإنترنت حتى قبل أن يكملوا عامين.
وشملت الدراسة 2200 أم في أمريكا وألمانيا وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا ونيوزيلندا واليابان.
حسابات خاصة للرضعوبشكل عام أوضحت الدراسة أن 81% من الأطفال في عمر العامين لهم صلة بطريقة ما بالإنترنت.
وذكرت الدراسة أن معظم الأطفال يعيشون "ميلادهم الرقمي" في عمر ستة أشهر.
وتوجد نسبة 30% من المواليد الجدد في ألمانيا على شبكة الإنترنت، بينما يوجد 15% بصورهم المأخوذة خلال فترة الحمل.
وينشأ 7% من الآباء والأمهات في ألمانيا حسابات خاصة على الإنترنت بأسماء مواليدهم الجدد، في حين تفعل نسبة 5% هذا الأمر مع موقع "فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وقال 70% من الآباء والأمهات إنهم يضعون صور صغارهم رغبة منهم في مشاركتها مع المعارف والأصدقاء، دون أن يقلقوا كثيراً بشأن كم المعلومات الموجودة عن أطفالهم على شبكة الإنترنت.
وعلق جيه أر سميث، رئيس شركة "أيه في جي"، على نتيجة الدراسة قائلاً: "يشعر الآباء والأمهات بالسعادة بصغارهم ويضعون صورهم على الإنترنت حتى يراها الأصدقاء والأقارب، وهو أمر مفهوم تماماً". لكن سميث وجه في الوقت نفسه سؤالاً للآباء والأمهات وقال: "ما نوع (البصمة الرقمية) التي ترغبون في أن تكون لأطفالكم؟ وماذا سيحدث للمعلوات التي تضعوها على الإنترنت في المستقبل؟
وتهدف الدراسة إلى توعية الآباء والأمهات بضرورة الحرص على ضبط الإعدادات في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يحمي الخصوصية، لا سيما خصوصية الصور التي يتم تحميلها.
وأوضح، جونثان واليس، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة كاليفورنيا والمشرف على تطوير الأبحاث، أنه ما يزال غير واضح ما إذا كانت هذه التغيرات السلبية التي تطرأ على روابط المخ العصبية ناجمة عن إدمان الإنترنت أو بفعل عوامل عصبية أخرى، حيث تظل هذه النظرية محل جدل وبحث بين العديد من العلماء في الوقت الذي لم تتوصل فيه العديد من الأبحاث الطبية التي أجريت في هذا الصدد إلى علاج فعال لإدمان الإنترنت في ظل تضارب التشخيص.
يأتي ذلك في الوقت الذي يرى فيه الكثير من الباحثين وأطباء المخ والأعصاب صحة ودقة الأبحاث في هذا الصدد، حيث إن مناطق المخ موضع الدراسة هي نفسها المناطق المسؤولة عن الإدمان والسلوكيات الاندفاعية والتي يزيد فيها النشاط عند قضاء الشخص لساعات طويلة أمام الإنترنت.
وكان الباحثون قاموا بإخضاع نحو 17 متطوعا من البالغين ومدمني الإنترنت للأشعة المقطعية للمخ، والذين عانوا من الاكتئاب وسرعة الانفعال، وسعوا بشتى الطرق للإقلاع عن إدمان الإنترنت والبقاء لساعات طويلة أمام الكمبيوتر ولم ينجحوا.
وأشارت صورة الأشعة المقطعية إلى وجود اختلافات متبانية في المادة البيضاء في المخ لدى مدمني الإنترنت، بالمقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه العادة السلبية، وهو ما قد يتسبب في خلل في وظائف الروابط العصبية بالمخ.
ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت
الجواب
بالنسبة للضوابط في التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت، فيحضرني منها الآن ما يلي:
أ – عدم استخدام الصورة بأي حال:
أولاً: لأن هذا ليس له حاجة مطلقاً، فالكتابة تغني وتكفي.
ثانياً: لأن هذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان، في تزيين الباطل وتهوينه على النفس.
وقد يستغرب بعض الإخوة، ويتساءل: وهل هذه الفكرة واردة أصلاً؟
والجواب: جيد بالمرة ألا تكون الفكرة واردة، لكن الذي يعرف طرق الغواية، ويعرف مداخل الشيطان على النفس الإنسانية لا يستغرب شيئاً، بل وأكثر من ذلك.. إن النفس المريضة أحياناً تُلبس الخطأ المحض الصريح لبوس الخير والقصد الحسن، نحن نخدع أنفسنا كثيراً.
ب – الاكتفاء بالخط والكتابة، دون محادثة شفوية، وإذا احتيج إلى المحادثة فيراعى فيها الأمر الرباني " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً" [الأحزاب : 32].
وإذا كان هذا لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكيف بغيرهن من النساء؟ وإذا كان هذا في عهد النبوة، فكيف بعصور الشهوة والفتنة؟
ج – الجدية في التناول، وعدم الاسترسال في أحاديث لا طائل من ورائها، وبالصدق. فالكثيرون يتسلون بمجرد الحديث مع الجنس الآخر، بغض النظر عن موضوع الحديث، يهم الرجل أن يسمع صوت أنثى، خاصة إذا كان جميلاً رقيقاً، ويهم الأنثى مثل ذلك، فالنساء شقائق الرجال، ويهم كلاً منهم أن يحادث الآخر، ولو كتابياً.
فليكن الطرح جاداً، بعيداً عن الهزل والتميّع.
د- الحذر واليقظة وعدم الاستغفال، فالذين تواجهينهم في الإنترنت أشباح في الغالب، فالرجل يدخل باسم فتاة، والفتاة تقدم نفسها على أنها رجل، ثم ما المذهب؟ ما المشرب؟ ما البلد؟ ما النية؟ ما الثقافة؟ ما العمل؟.. إلخ كل ذلك غير معروف.
وأنبه الأخوات الكريمات خاصة إلى خطورة الموقف، وعن تجربة: فإن المرأة سرعان ما تصدق، وتنخدع بزخرف القول، وربما أوقعها الصياد في شباكه، فهو مرة ناصح أمين، وهو مرة أخرى ضحية تئن وتبحث عن منقذ، وهو ثالثة أعزب يبحث عن شريكة الحياة، وهو رابعة مريض يريد الشفاء.
هـ – وأنصح بعناية الأخوات العاملات في مجال الإنترنت في التواصل بينهن، بحيث يحققن قدراً من التعاون في هذا الميدان الخطير، ويتبادلن الخبرات، ويتعاون في المشاركة، والمرء ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه، والله – تعالى – يقول: " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " [العصر : 1 – 3].
روى الطبراني في (معجمه الأوسط 5120)، والبيهقي في (شعب الإيمان 9057) عن أبي مليكة الدارمي، وكانت له صحبة، قال: كان الرجلان من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر، ثم يسلم أحدهما على الآخر، (الدر المنثور 8/621) .
كما أنصح الأخوات أن يجعلن جل همهن العناية بدعوة النساء ونصحهن، وتقديم الخدمات لهن من خلال هذا الحقل، والسعي في إصلاحهن، وليكن ذلك بطريقة لطيفة غير مباشرة، فالتوجيه المباشر قد يستثير عوامل الرفض والتحدي في بعض الحالات؛ لأن الناصح يبدو كما لو كان في مقام أعلى وأعلم، والمنصوح في مقام أدنى وأدون، فليكن لنا من لطف القول، وحسن التأتي، وطول البال، والصبر الجميل، ما نذلل به عقبات النفوس الأبية، ونروض بها الطبائع العصية.
وللأخوات صالح الدعوات بالحفظ والعون والتوفيق.
جزاكى الله خيرا
فيك البركة
الله يغزك على الموضوع
الاكثر ن ممتاز
ربنا يحفظ كل بنات ونساء المسلمين
امين
هام: طريقة فتح الإنترنت في مصر
هدية بسيطه إلى شعب مصر الكريم
ويلك يلي بتعادينا يا ويلك ويل
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
طبعا تم قطع الانترنت حاليا في مصر بسبب ما يحدث واليكم طريقة فتح الانترنت بكل سهولة وبساطة
اولا: افتح لوحة التحكم من قائمة ابدا ثم اعدادات اللغة او المكان ثم غير الدولة او البلد الحالية الى اي دولة اخرى غير مصر
ثانيا: تغيير التاريخ الحالي الى سنة 2022
وسوف يعمل معك الانترنت, الطريقة مجربة وتعمل 100%
الرجاء نشرها لكي تعم الفائدة ومساعدة اخوانكم في مصر
ودعائكم في ظهر الغيب
ودعوتكم لنا يا أهل مصر
وربنا معاكم
من مصر سيتغير وجه العالم العربي من ذليل وذيل إلى شعوب لها مكانتها وتأثيرها في الكون كله
وشعوب لها كرمتها
سامحوني الموضوع مره مهم وماعرفت فين أنزلو واللي تعرف بنات من المنتدىى وعندها رقمهم بليز تدلهم على الطريقه عشان نتواصل ترى أم جينا مره وحشتني وشايله همها أكبر من الجبل
طريقة من جد روعة
مرض العصر إدمان الإنترنت
تعريف مصطلح إدمان الإنترنت:
يختلف العلماء في تعريف كلمة "إدمان" فيصر البعض على أن الكلمة لا تنطبق إلا على مواد قد يتناولها الإنسان، ثم لا يقدر على الاستغناء عنها، وإذا استغنى عنها تسبب ذلك في حدوث أعراض الانسحاب لتلك المادة التي تعرضه لمشاكل بالغة، وبالتالي لا يستطيع أن يستغني عنها مرة واحدة، بل يحتاج إلى برنامج للإقلاع عن تلك المادة باستخدام مواد بديلة وسحب المادة الأصلية بشكل تدريجي كما هو الحال في أغلب حالات المخدرات.
في حين يعترض بعض العلماء على هذا المفهوم الضيق للتعريف حيث يرون أن الإدمان هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما.. بصرف النظر عن هذا الشيء طالما استوفى بقية شروط الإدمان من حاجة إلى المزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حتى يشبع حاجته حين يحرم منه.
وبالتالي اقتنع بعض العلماء أن هناك من يسمون بمدمني الإنترنت في حين اعترض آخرون وتعرضوا لاستخدام بعض الناس الإنترنت استخدامًا زائدًا عن الحد على أنه نوع من أنواع الرغبات التي لا تقاوم (COMPULSION) وبصرف النظر عن التعريف واختلاف العلماء في التسمية؛ فإنه لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية.
فيم يستخدم هؤلاء الإنترنت؟
حسب نتائج الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر مجالات استخدام المدمنين للإنترنت هي كالتالي:
* حجرات الحوارات الحية (chat rooms) حيث يقوم الناس بالتعرف على أصدقاء جدد، ويقضون أوقاتاً طويلة في الثرثرة مع هؤلاء الأصدقاء عن مشاكلهم الشخصية أو عن الأمور العامة، أو في كثير من الأحيان يكون الحوار عن الجنس، وقد يقوم الشخص بعمل علاقة غرامية عبر الأثير، وقد تستغرق تلك العلاقة شهوراً، وفي بعض الأحيان يتقابل الطرفان في الحقيقة ويحدث الزواج؛ ولا يلزم هنا ذكر مدى شرعية تلك النوعية من العلاقات التي يتحدث الطرفان فيها بما يعف اللسان عن ذكره من محرم الكلام.
* مجال آخر يسرف فيه المدمنون ألا وهو مواقع الجنس على الإنترنت التي تعرض الصور الفاضحة.. وللأسف فإن العرب لم يسلموا من استخدام تلك المواقع بل إن الكثير من شبابنا يقع في هاوية الدخول إلى تلك المواقع سواء مواقع الجنس أم حجرات الحوارات الحية التي يتحدث فيها المشتركون عن الجنس.
* ألعاب الإنترنت التي تماثل ألعاب الفيديو.
* نوادي النقاش حيث يقوم كل نادٍ أو مجموعة بتبني قضية معينة أو هواية معينة، ويتم عمل مقالات وحوارات بين المشتركين حول تلك القضية أو الهواية.
* عمليات البحث على الإنترنت حيث يحتوي الإنترنت على كم هائل من المعلومات، وقد يستهوي ذلك نوعية معينة من العقول التي لا تشبع من الرغبة في الحصول على كل ما تقدر عليه من معلومات في مختلف مجالات الحياة.
ما الذي يجعل الإنترنت مسببًا للإدمان لبعض الناس؟
لدى مدمني الإنترنت بصفة عامة قابلية لتكوين ارتباط عاطفي مع أصدقاء الإنترنت والأنشطة التي يقومون بها داخل شاشات الكمبيوتر، يتمتع هؤلاء بخدمات الإنترنت التي تتيح لهم مقابلة الناس وتكوين علاقات اجتماعية وتبادل الآراء مع أناس جدد، توفر تلك المجتمعات المعتبرة (Virtual communities) وسيلة للهروب من الواقع، وللبحث عن طريقة لتحقيق احتياجات نفسية وعاطفية غير محققة في الواقع.
كما أن مستخدم تلك الخدمات يقدر أن يُخبئ اسمه وسنه ومهنته وشكله وردود فعله أثناء استخدامه لتلك الخدمات، وبالتالي يستغل بعض مستخدمي الإنترنت -خاصة الذين يحسون منهم بالوحدة وعدم الأمان في حياتهم الواقعية- تلك الميزة في التعبير عن أدق أسرارهم الشخصية ورغباتهم المدفونة ومشاعرهم المكبوتة مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.. ولكن حين يصطدم الشخص بمدى محدودية الاعتماد على مجتمع لا يملك وجهًا لتحقيق الحب والاهتمام اللذين لا يتحققان إلا في الحياة الحقيقية، يتعرض مدمن الإنترنت إلى خيبة أمل وألم حقيقيين.
لاحظ د.جون جروهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا لاستخدام الإنترنت؛ بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد إلى حد كبير من استخدامه له، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت.
بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة الأولى حيث لا يتخطاها إلا بعد وقت أطول مما يحتاج إليه أغلب الناس.
من هم أكثر الناس قابلية لإدمان الإنترنت؟
حسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب حالات الاكتئاب وحالات الـ "bipolar disorder" والشخصيات القلقة… وهؤلاء الذين يتماثلون للشفاء من حالات إدمان سابقة. إذ يعترف الكثير من مدمني الإنترنت أنهم كانوا مدمنين سابقين للسجائر أو الخمور أو الأكل، كما أن الناس الذين يعانون من الملل (كربات البيوت مثلاً) أو الوحدة أو التخوف من تكوين علاقات اجتماعية أو الإحساس الزائد بالنفس لديهم قابلية أكبر لإدمان الإنترنت حيث يوفر الإنترنت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات اجتماعية بالرغم من وحدتهم في الواقع.
يقول العلماء: إن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضًا عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت.
ما هي أعراض إدمان الإنترنت؟
يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه في حالة ترقب دائم لفترة استخدامه القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل اجتماعية واقتصادية وعملية.
ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.
ما هي آثار الإدمان السلبية؟
* مشاكل صحية:
يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن مما يؤثر على أدائه في عمله أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome).
* مشاكل أسرية:
يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول وأطول عليه في اضطراب حياته الأسرية حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.
وبسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية من خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن أرامل الإنترنت (ctberwudiws). ويعترف 53% من مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشاكل، وذلك طبقًا للدراسة التي نشرتها كيمبرلي يونج في مؤتمر مؤسسات علماء النفس الأمريكيين المنعقد عام 1997.
* مشاكل أكاديمية:
بيّن الاستطلاع الذي نشره أ.بربر عام 1997 في مجلة USA Today تحت عنوان: "تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت" أن 86% من المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس.
وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج -السابقة الذكر- أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين للإنترنت اعترفوا بانخفاض مستوى درجاتهم وغيابهم عن حصصهم المقررة بالمدرسة، ومع أن الإنترنت يعتبر وسيلة بحث مثالية فإن الكثير من طلاب المدارس يستخدمونه لأسباب أخرى كالبحث في مواقع لا تمت لدراستهم بصلة أو كالثرثرة في حجرات الحوارات الحية أو كاستخدام ألعاب الإنترنت.
* مشاكل في العمل:
بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله.
ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل.
ولكن هل هناك علاج لإدمان الإنترنت؟
حسب رأي الدكتورة "يونج" فإن هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه –عادة- في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت؛ بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية:
أ – عمل العكس:
فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.
ب – إيجاد موانع خارجية:
نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً ـ حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.
جـ- تحديد وقت الاستخدام:
يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان –مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.
د – الامتناع التام:
كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت. فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.
هـ- إعداد بطاقات من أجل التذكير:
نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.
و – إعادة توزيع الوقت:
نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.
ز – الانضمام إلى مجموعات التأييد:
نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.
ح- المعالجة الأسرية:
في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.
مقال للدكتورة / نادية العوضي
تسلم الايادي
واحلى تقييم لعيونك
العفة بين أعاصير الفضائيات وطوفان الإنترنت
د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وأيقنوا أنّ التقوى هي العزّ والظَّفَر، وفي الحياة الدنيا ـ وايْمُ الله ـ خير ما يُدَّخَرُ، وأولى ما يُتَّعظ به ويُزْدَجَر، وأعدّوا واستعدّوا ليومٍ يُنادَى فيه: {كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}[1].
أيها المسلمون، الحقيقة التي يشهد بها الواقع، وينطق بها التأريخ، ولا تَتَخَلّف عنها السُّنن بحال؛ هي أنّ الأمم والحضارات لا تقوم أركانها، ولا يعلو بُنيانها إلا على قواعد الفضيلة، ولا تحلّ الانتكاسات، وتَدْلَهِمُّ الارْتِكاسات إلا إذا يَمَّمَتِ الأممُ شطرَ الرّذائل. ألا وإن مما يتحسّرُ منه الغيورون أنّ أمتنا الإسلامية الكَلْمَى لا تزال تَتَناوشُها الأرْزَاء من كل مَضِيق، والخُطُوب من كل فجٍّ عميق. يقال ذلك والأسى مِلْءُ جوانحنا، فمن أمعن النظر في بعض القضايا الاجتماعية وسَبَر غَوْرَها بمنْظَار الفَحْص والافْتِقاد، ودقَّقَ فيها بِمُقَلِ التسديد بُغْية الرشاد؛ أَلفاها ذاتَ سُلَمٍ تستوجِبُ الرُّفُوَّ والإرفاد، ووَهَاءٍ شَنِيع ذَرِيع يهْتِفُ بعاجل الرَّتَقِ والإعْضَاد، إنْ تراخت فيها الأمّة أو هَاوَدَت خَلَصت إلى بئيس القرار ووَبِيل المهاد.
ومع ما رُزِئ به العالم اليوم من حوادث العنف والتفجير، وأقضّ مضاجعه من أعمال الإرهاب والتدمير مما يتنادى العقلاء والشرفاء بتجريمه، ويتوارد علماء الأمة المعتبرون على تحريمه، وتتجرّع الأمة الإسلامية سَلبيّاته وآثاره، فإن من أخطر الحروب التي رُزِأَت بها الأمة، بل وانتكست يوم أن ارْتَكَسَت في حَمْأَتها الأممُ والحضارات هي الحرب على الفضيلة وإعلاء راية الرذيلة.
وقد قصدت الشريعة الغَرّاء إلى إيلاء كافة القضايا العناية والرعاية، ومن أهمها قضية حفظ الأعراض، بل قضية وقاية الأسر وحفظ المجتمعات والأجيال من لهيب الرّذيلة والسفور، وبراكين الفجور، وأعاصير الشرور، وجَحَافِل العُهْر وسَعَار اللذّة والإباحية البهيميّة. وإنّ أَنْكَى سلاحٍ بَتّارٍ أشهره العدو في صدورنا فمزّق به نَظِيم أمورنا، وكدّر به نَمِير حياتنا الروحية، وعَكّر به صفو أحوالنا الاجتماعية؛ هو ذلك الطوفان الغاشم من صنوف الرذيلة مما يُعدّ نوعًا من ألوان الإرهاب الأخلاقي والسلوكي ضد قيم الأمة ومُثُلِها وفضائلها، عبر القنوات الفضائية الإباحيّة، والشبكات العنكبوتيّة الدَّنِيّة في الفضاءات المفتوحة التي عَجَّت من قَتَامِها السماء، وضَجَّت من قَتَارِها الأرجاء، وتلك الأقراص الحاسُوبِيّة الخفيّة بَوْتَقة الإثم التي يَنْتَهِبُها الكبير والصغير والطَّرِير والغَرِير في غفلةٍ أو استغفال من الآباء والأمهات والمربّين والمربّيات، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[2].
والذي يصهر الفؤاد صهرًا من تلك الأرْجَاس والأدْنَاس أنها تُسَوَّق لنا، ونُرْجَمُ بها من قبل عدوٌ مبين، وخَصِيم وراء الأَكَمَة كَمِين عبر سَمَاسِرة الرّذيلة، وقَرَاصِنة الفِكر والفضيلة، من مُلاّكٍ ومُنْتِجِين ومُسَوِّقين يشوّهون بذلك مِلّة الإسلام وهدي سيد الأنام، {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[3].
إخوة الإيمان، لقد تبيّن الصبحُ لذي عَيْنين في غير مَوَارَبة أو مَيْن كون أعداء الفضيلة ودَهَاقِنة الإباحية وجَلاوِزَة المتع الجنسيّة الفاجرة مُنْيَةُ أبصارهم ومَعْقِدُ آمالهم المشؤومة تصديرَ الأوبئة التناسلية والرذائل، في طاعون قاصِف يدكُّ مَعَاقِل المسلمين دَكًّا، مَعَاقِلَ الشرف والفضائل، ومغادرةَ صروح العِفّة والنُّبْل والمروءة، وقد عَفَا عليها الزمان، وباتت في خبر كان.
فما أجسادٌ شبه مُعَرَّاة وسُحَنٌ بالأَصْبَاغ مُطَرَّاة وغِيدٌ رَعَابِيب عَارِمة الأنوثة والغَنَج، ترمي إلى إظهار المفاتِن بكل التّكَسُّر والتمَيُّع الهاتِن، إلا مكيدةٌ نَكْرَاء تُزيّن الفواحش، وتنشر الدعارة، وتصوّر الحياة غرائز يجب انتهازها وإشباعها عياذًا بالله. خرج الطبراني وغيره بسند صحيح أن النبي قال: "سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات مائلات مُمِيلات على رؤوسهنّ كأَسْنِمَة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها"[4].
أمة الطُّهر والفضيلة، إن الفضائيات المُتَهَتِّكَة الخليعة وكذا المجلات الفاضحة الرَّقِيعة والمشاهد الدَّاعِرة والأفلام الفاضحة ذات الصور العارية والأغاني الصاخِبَة التي تدعو جِهَارًا إلى الفحشاء مع الرقص المثير بهزّ الأعطاف والأرداف التي لا تزيد الغَرِيزة إلا شُبُوبًا وضِرَامًا؛ كلها تَتَرسَّبُ في أَحْناء المراهقين والمراهقات، وتتخطّفهم نحو البحث عن اللذة الفاتكة من أي سبيل وفَجّ، بل ما هي إلا السُّمُّ الزُّعَاف بذاته يُصَبُّ ناقِعًا في حياة كل زوج وشاب عَزَب؛ لأن نار الشهوة العاصفة المُلتهِبة في الصدور لا تَخْمُدُ بكل مَنْظر جديد من الخلاعة والتفسُّخ، بل تزداد أُوَارًا، وتستشرف في قَرَمٍ مشهدًا آخر أكثر إثارة وفتونًا عن العلاقة المشروعة برباط الزواج المقدس إلى حياة الجنس والنزوات المُتَقَلِّبة دون كابحٍ أو حاجز، {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا}[5].
إن تلك الشَّنَائِعَ والفَظَائِع ـ لَعَمْرُ الله ـ للنَّارُ الملتهبة والقنابل الموقوتة والخناجر المسمومة، تذيب قوالب المجتمع، وتُدَمْدِمُ من الأسرة أركانها، ومن الفضيلة شُمّ بُنيانها، {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}[6]. نعم: عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فهل أنتم ـ يا هؤلاء وأولئك ـ منتهون ومُرْعَوون، وإلا فَأُفٍّ لكلّ يدٍ تمتدّ لنشر الرذيلة، ولا قَرَّتْ لأصحابها عيون.
ومن لَفْح ذلك الأسى المُحْرِق قوله عليه الصلاة والسلام: "لم تظهر الفاحشةُ في قوم قَطّ حتى يعلنوا بها إلا تَفَشَّى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا" خرّجه البيهقي وابن ماجه والحاكم بسند صحيح[7]. وما يومُ تلك الأدواء بسِرّ، فهي كمثل ريحٍ فيها صِرّ.
ومن يتحرّش بالرَّدَى يَكْرَعِ الرَّدَى…زُعَافًا ومن يَسْتَنْبِتِ النارَ يُحرَقِ
ومن عدل الله وحكمته أن أعقب الفضيلة والنَّقَاء الصحةَ والنشاط، وأعقب الفساد والرذيلة الأدواء والانحطاط.
وأمّا من رَقّ دينُه، واضطرب يقينُه فزعم أن التخَلُّع تمدُّن ورُقِيّ، فالذي أتاه الفَدْمُ أمرًا كُبَّارًا فَرِيًّا، لا بدّ من الاسْتِيقَان بلا مِرَاء، لاسيما من المنهزمين البُلَهاء؛ أنّ الفضائل خيرات وبركات، ومن ثَمَّ عزائم وانتصارات، وأنّ الرذائل مصائب وجِراحات، ومن ثَمَّ هزائم وانتكاسات، {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}[8].
معاشر المسلمين، إن القلم المُجَلَّلَ بسواد الألم الرّاعِفَ بدماء اللَّوْعَة والظَّلَم والمآسي التي عصرت القلب بما به ألَمَّ لَكَهَامٌ تِلقاء وصف هذا الحال المرير الهالِع، والمآل الخطير الخالِع، برهان ذلك إحصاءات مذهلة، وحقائق مُروِّعة، وأعداد مُفْجِعة: (260) موقعًا إباحيًّا يتم إنشاؤها يوميًا على ما يُسمّى بشبكة الإنترنت، و(63) من المراهقين والمراهقات يرتادون صفحات الدَّعَارة ولا يدري آباؤهم ماذا يتصفّحون، (83) من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية صور إباحية، يا لله! هولٌ هائل، وبلاءٌ مُدْلَهِمّ نازل، لا تَسَعُه لَهَاتُ القائل! أليس من الأولى، بل من المتعيّن أن تصرف الأموال الطائلة في التسابق الإباحي على ما فيه إنماء المجتمعات ورفع مستوى الشعوب؟! وفي دراسة علمية لبعض الباحثين المتخصّصين عن سبب الإدمان الإباحي يقول: غالبًا ما ينطلق الإدمان بفضول بريء، ثم يتطور إلى إدمان له عواقب وخيمة دينية واجتماعية واقتصادية وأمنية، والله عز وجلّ يقول: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}[9].
إخوة العقيدة، إن الانحرافات الغَرِيزيّة وتجارة الإباحية التي أرخصت قيمة الإنسان، وأهدرت حقوقه ذَكَرًا وأنثى، وعَفَّرَت في الرَّغَام الأعراض، وطمست الحشمة والحياء دون خجل أو اعتراض؛ امتدّت في قذارة ودناءة إلى طهارة المجتمعات بأسرها التي تفتك بها ذئاب الرذيلة بينما هي تُلِّوحُ بالإنسانية والتقدُّميّة والمدنيّة، فيا ويحهم على الوِلا، وكلاّ للإغضاء ولا، {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[10].
أمة الإسلام، وفي عُرَام البثّ المباشر لسَعِير الشهوات القبيحة والحياة المنحرفة الذَّرِيحة التي تُؤجِّجُها في الصدور أوساط إعلامية؛ أنّى للجيل النَّزِيه النَّضِّ والنَّشء العَفِيف الغَضّ سواءٌ البنين والبنات أن تتوفر له بيئة نقية تُهذّب قواه الفكرية، ومداركه العقلية والذهنية، وعواطفه القلبية، وتهفو به إلى المعالي، وتَرْنُو ببصره إلى أسمى المعاني، فلا يجنح إلى امْتِطَاء أفكار منحرفة، ولا تُطَوِّحُ به عن شاطئ السلامة تيارات مُنْجَرِفَة.
ألا فلتشهد الدنيا يمينًا نعلنها صريحة مُدَوِّية دونها المَشْرَفِيّات البَوَاتِر أنه ما أُهدِرت الفضيلة وأدبرت، واستُرخِصت الرذيلة وأقبلت؛ إلا دُمِّرت القيم والأخلاق، وأَلَمَّ بالأمة الذلّ والهوان وحاق، وهل كان من وراء ذلك الفجور إلا انحلال عِرْض، واحتلال أرض، وفساد دين، واختلال أمن، وضَيْعة آمال، وتحطيم مآل، ومَحْو تاريخ، وتشتيت أجيال، وفشوّ زِيْجَات آنِيَّة سِرِّية، مُبتدؤها اللذّة والمُتعة، وخبرها الطلاق والفُرْقة، قد جَفّت منها مُضامين الزواج ومقاصده؟! وهل كان وراء المجاهرة بالفسوق إلا أن تَمَدَّل السفهاءُ الفُجّار بالمرأة، عَبْر مَوَاخِير السِّفاح، في أَفَارِين اللذّة والشهوة والغِوَاية على سمع وبصر من أنصارها المزعومين.
فيا أيها المُنْتَحِبُون على قضايا المرأة وحقوقها، دونكم قضيتَها الكبرى، انتَشِلوها بضاعة ساقطة من أوكار قنوات الزنا ومراقص الخنا، أنقذوها ينبوعًا للحنان ومدرسة للأجيال ومَحْضِنًا زكيًا للرجال، وانزعوا عن بُنَيّات الطريق وأُقْصُوصَتِها والأطروحات المثيرة التي تَتَلَمَّظُون بها حينًا بعد حين إن كنتم صادقين، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[11].
وقد يَتَشَبّث بعضُهم بأمور قد تكون في الأصل مشروعة، لكنّها تؤول إلى أمور ممنوعة، ومن القواعد المقرّرة في الشريعة: أنّ الأمر المشروع إذا أدّى إلى الممنوع فهو ممنوع، كما في قاعدة اعتبار المآلات التي نص عليها جمع من أهل العلم المحقّقين كالشاطبي وشيخ الإسلام رحمهما الله.
فيا إخوة الإيمان، ويا أيها المسؤولون مَعَاقِد الآمال، ويا أيها المصلحون حُمَاة الذِّمَار، هل تفلح أمةٌ تَبَطَّحَت أمام مُستنقعات الفَجَرَات، وأدمنت العَبَّ من قنوات الشهوات؟! لاهَ الله، رَبَّاه رَبَّاه، واخَجَلَتَاه؛ مما أصابنا من ضُمُور الغَيْرة واخَجَلَتاه!
ألا فَلْتَنْثَنُوا ـ يا رعاكم الله ـ في هِمّةٍ بَدْرِيّةٍ كاسِحَة، وَحَمِيّة إسلامية مَاسِحَة، دون تلك الخَلاعات والدِّنايات صَفًّا، وجمعًا مُلْتَفًّا؛ لِدَحْر تلك الويلات ساعدًا وكَفًّا، ودفعًا لأعاصير السُّفُور وكَفًّا.
هِمَمٌ غُرٌّ تَعَافُ الدَّنَسَا…وذِمَمٌ طُهْرٌ تُجَافِي النَّجَسَا
واعلموا أنه لا ارتفاع لرايات المؤمنين، ولا تَألّق لجبين الصالحين المصلحين، إلا بمقدار انتصارهم على شهواتهم، وامتلاكهم أَزِمَّة رغباتهم. وإن المسلم منيعُ حِجَاب القُبَّة الذي يغار لعينيه أن تسترقّهما وَهَنَانَةٌ حَسَّانة، فَيَكْْرَعُ من الإثم والندامة صَرَى، وتلك عاقبة التمرُّغ بأوحال الرذائل.
فيا هذا وذاك،
أتفرح بارتكابك للمعاصي…وتنسى يوم يُؤخذ بالنَّواصِي
فلا تَرْضَ المعايِبَ فهي عارٌ…عظيم يورِث الإنسانَ مَقْتًا
وتَهْوي بالوجيه من الثُّرَيّا… وتُبْدِلُه مَكان الفوق تَحْتَا
والدعوة الحرَّا موجّهة إلى الآباء والأمهات، وأرباب الفكر ورجال الإعلام، والمعنيين بقضايا التربية؛ أن يسهموا في انتشال الأمة من التردّي في مستنقعات الرذيلة، واضعين الأكفّ بالأكفّ لإيجاد البدائل المشروعة، والحلول العاجلة التي تُقَلِّم أظفار الإباحية، وتُجفّف منابع الرذيلة، مما يحقّق الطموحات والآمال، ويسير بالمجتمع نحو التوازن والاعتدال، ويقصد إلى جلب الخيرات والمصالح ودرء المفاسد والقبائح، وكان الله في عون العاملين المخلصين لدينهم وأمّتهم ومجتمعاتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[12].
أجارنا الله وإياكم من مُضِلاّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وحفظنا جميعًا من الرذائل والدنايا، وعصمنا من البلايا والرزايا، إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك، ونتوب إليك.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المُتفَضِّل بالإنعام وسابِغ المِنَن، حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نستعصم بها من مَهَاوِي الفتن، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله خير من دعا إلى أقوم الهدى وأزكى السُّنن، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه المُقْتَفِين لخير السَّنَن، ومن تَرَسَّم هداهم ما غَرَّدَتْ وَرْقَاءُ بِفَنَن.
أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله على الدّوام وأطيعوه، وراقبوه في الخلوة والجَلْوة ولا تعصوه.
أيها الإخوة في الله، ولما كانت الإجازة الصيفية مَظِنَّة الفراغ ومَوْئل الأفراح والمناسبات فإن التنبيه يوجّه إلى أهل الإيمان ـ سيّما الأخوات المؤمنات ـ بإعلاء راية الفضيلة، وذلك بالتمسّك بالحجاب والعفاف والاحتشام، وعدم التشبّه بأزياء غير المسلمات، والانسياق المذموم واللهَّثِ المَحْمُوم خلف الموضات والتّقْلِيعات التغريبية المستوردة، والحذر من التبرّج والسفور والاختلاط المحرّم، وما يصاحب ذلك من آلات اللهو والمعازف، إذ لا يُعْقِب ذلك إلا المهالكَ، والشرورَ الحَوَالِك، وإذا كانت بعض الأحوال من هذا السِّفَال أنّى تتنَزّل رحمات الله وبركاته؟! أبانتهاك حدوده وحرماته؟! فلا خير في الأفراح إذا أدّت إلى أَتْراح، أين الغيرة على الأعراض والمحارم؟! وأين الحفاظ على الشرف والمكارم؟! عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن الله تعالى يغار، وغَيْرة الله أن يأتي المرء ما حرّم الله عليه" رواه البخاري[13].
أحبّتي في الله، ومن مظاهر الرذيلة التي كَلَّت من سُوئها نَوَاظِر ذوي الشرف كَلاّ، وتلَّ الطُّهرُ والخجلُ للجَبِين تَلاّ؛ ما يُعرض بجسَارَة وصَفَاقة في بعض الأسواق ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية من الأزياء المحرّمة التي تُشِفّ، وللسَّوآت تُبَيِّنُ وتصفّ، فأي داء حَطّم الحياء وأي بلاء؟! هل تبكي الفضيلة من الرذيلة؟! هل تنتحِبُ الفضيلة بقولها على الأعراض والعفاف الرِّثاء، وسَطّروا على تلك الأطلال عبارات العَزَاء؟! يُضاف إلى ذلك ظاهرة حديثة مُنْكَرة وجريمة شنيعة مُدَمّرة تَسلَّلت لِوَاذًا لمجتمع الحياء والحشمة والطُّهر المكَين ألا وهي ظاهرة تصوير النساء المؤمنات الغافلات والفتيات الشريفات العفيفات عبر الهواتف المحمولة في الأفراح والمناسبات، ورفع تلك الصور على رِماح أغراض دَنِيئة مما عظمت به المصيبة على أهل الغَيْرة والحياء، فكم كانت سببًا في دمار البيوت وتفكّك الأسر وهتك الأعراض ونشر الأحقاد والضغائن! يأبى، ثم يأبى أهل الشرف والعفّة والفضيلة أن تُهدَر أعراضهم، وتُنْتَهك محارمهم بتصرُّف غِرٍّ مَأفُون قليل الذوق عديم المروءة لا يبالي بحرمات المسلمين وصون أعراضهم. ولكن نحمد الله، ونثني عليه أن أقام الصُّدُقَ والغُيُر من أهل الغَضْبة المُضَرِيّة لتلك الدسائس بكل مرصد، وفي صدارتهم رجال الحسبة الميامين، لازالوا بالتوفيق مَكْلوئين.
فيا من عزمتم على الأفراح، احذروا التلطّخ بهذه الأَتْراح، والتلبّس بهذه المنكرات والآثام، واسعوا جميعًا إلى مرضاة الملك العلاّم. فكيف ـ يا أمة الطُّهر والنّقاء ـ بما يُجاهَرُ به كثيرًا من تفسّخ وميوعة مرذولة، فإلى الله نَجْأر بشكوانا، فهو العالم بسرنا ونجوانا.
وها هو الغيور يصطرخ في وَجْدٍ لَهِيف لكل قلب شَفِيف: اللهَ اللهَ في مكنونات شرفكم، غارُوا عليها واحفظوها، وفي أعراضكم حَذَارِ حَذَارِ أن تهتكوها، ولا يستخِفَنّكم الذين أُشْرِبت قلوبهم التَّفَرْنُجَ والاستغراب، وانساقوا وراء شعارات العولمة والانفتاح والخراب.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وسيروا على دروب الفضيلة، وصونوها أن يمسّها يراعُ طائش، أو يَثْلِمَها تصرُّف دَعِيّ فاحش، واللهَ المسؤول أن يحفظنا والمسلمين من أدران المعاصي والرذائل، وأن يُزيّننا بحُلى الإيمان والفضائل، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول.
هذا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على سيد الأنام، النبي المصطفى من ولد عدنان، الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فقد أمركم بذلك المولى الرحيم الرحمن، فقال تعالى قولاً كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[14].
اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد…
اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد…
مشكورة حبيبتى
ربناآتنا بفضلك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين
جزاكي الله كل خير يا حبيبه
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت و باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد