وقد أصبحت شيكاغو بفضل المركز، زعيمة وطنية في ترويج الأبنية الخضراء. وتقول مفوضة شيكاغو البيئية سوزان مالك-ماكينا، إن الأبنية الخضراء "تطأ الأرض برفق وتؤدة." إنها ليست فقط مبنية جزئيا من مواد أعيد تدويرها، بل إنها أيضا شديدة الفعالية من حيث الماء والطاقة وهي صحية أكثر لأن يسكن فيها الناس ويعملوا."
ووفقا لخبراء فإن الأبنية المصنفة على أنها "خضراء"، تستهلك طاقة أقل من الأبنية الأخرى بنسبة الثلث. وقد أتاح تخفيض استهلاك الطاقة للمدينة أن تخفض فاتورة الكهرباء، وتعمل بصورة غير مباشرة، على معالجة أولويتها البيئية الرئيسية، وهي تخفيض ابتعاث غاز الدفيئة المسبب للاحتباس الحراري.
وقالت مالك-ماكينا إن المدينة استخدمت "افضل الممارسات" والتكنولوجيا الجديدة في ترويج الأبنية الخضراء. وقالت، "إننا نؤمن بتجربة أشياء جديدة حتى لو انطوى ذلك على بعض المجازفات."
وشيكاغو هي أول مدينة في الولايات المتحدة تزرع حدائق على سطح الأبنية، مما يوفر طاقة، ويساعد على ضبط مياه المطر ويقلل من الارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة في مراكز المدن المزدحمة بالسكان. ومنذ العام 2001، عندما أنشأت أول حديقة من هذا النوع على سطح بناية المركز البلدي المؤلفة من 11 طبقة، زرعت حدائق مماثلة على أسطح 100بناية أخرى عامة وخاصة. بحسب موقع دوت غوف امريكا.
غير أن مضخة حرارية أرضية أثبتت في محطة سلامة المارين في شيكاغو – وكانت أيضا الأولى في الولايات المتحدة، أثارت جدلا. وقد قالت مالك-ماكينا إن التكنولوجيا كانت جديدة بحيث "ظن الناس أننا فقدنا عقولنا. والآن هناك عدد كبير من مشاريع الأبنية في المدينة تستعمل الطاقة الحرارية الأرضية."
وقالت، على الرغم من أن بعض التكنولوجيات تتعطل في النهاية، إلا أن المدينة تجعل فقط تلك التي تثبت فعاليتها في متناول البنائين أو أصحاب المنازل.
وبوجه عام، تروج شيكاغو الأبنية الخضراء عن طريق الجوائز ومباريات التصاميم والمعارض. إنها مثلا تسرّع عملية إصدار التراخيص للبنائين الذين يبنون أبنية خضراء وترجىء تقاضي عمولات خدمة من المقاولين الذين يزرعون حدائق على سطوح أبنية، وتوفر سلسلة من الإرشادات لأصحاب منازل يجددون أو يعيدون بناء منازلهم. إضافة إلى ذلك، يجب أن يلبي أي بناء عام أو بناء ممول من الحكومة معيار الشهادة الفضية بشأن القيادة في تصميم الطاقة والبيئة الذي حدده مجلس الأبنية الخضراء الأميركي (ليد).
وقد وضعت نتائج الحملة الخضراء مدينة شيكاغو في أعلى مستوى من الأبنية الأميركية الخضراء. فمع وجود 28 يناية حائزة على شهادة ليد في شيكاغو، أصبحت شيكاغو المدينة الثالثة بعد بورتلاند، أوريغون وسياتل في تشرين الثاني/نوفمبر، 2022. وفي ذلك الحين كانت هناك 130 بناية إضافية في شيكاغو تنتظر الحصول على شهادة ليد. وقد أعادت المدينة تأهيل أبنية تابعة للبلدية مما شكل أكثر من مليون متر مربع من السطوح.
إضافة إلى ذلك، عقدت المدينة في تشرين الثاني/نوفمبر، 2022، شراكة مع مؤسسة كلنتون مما أتاح إجراء عملية إصلاح خضراء لمساكن خاصة ومعلمين بارزين في شيكاغو هما برج سيرز والسوق التجارية، وهما أعلى بناء في البلاد وأكبر مبنى تجاري على التوالي. وقد اكتمل الآن تغيير سقف المبنى التجاري.
وتستمر المدينة في مواجهة تحديات بيئية؛ مثل الشوارع المزدحمة بالسيارات، والبنية التحتية لتصريف المياه والشواطىء الملوثة بالبكتيريا.
ووفقا لمالك-ماكينا فإنه ثبت أن إقناع الرأي العام بمنافع وفوائد الأبنية الخضراء من حيث التكلفة في المدى الطويل هو تحد عويص. وهي تعتقد أنه ينبغي على مسؤولي المجلس البلدي أن يقوموا بدور أفضل بإظهارهم لسكان شيكاغو أنه على الرغم من أن التكاليف الأولية لمثل هذه الأبنية قد تكون مرتفعة، إلى أن المنافع في المدى الطويل من حيث انخفاض الكلفة فضلا عن الصحة العامة تتجاوزها.
ثم خلصت إلى القول إنه رغم كل شيء، فإن الأبنية الخضراء تتيح لسكان المدينة أن يعيشوا حياة صحية أفضل وأن يكونوا أوفياء للبيئة.
ما في شي اجمل من لــون الطبيعة الخضرااء
الف شكر عيوني