التصنيفات
منوعات

حياض الجنه

حياض الجنه

حياض الجنة
الحمد لله، قضى ألا تعبدوا إلاَّ إيَّاه، لا مانع لِمَا أعطاه، ولا رادَّ لِمَا قضاه، ولا مظهر لما أخفاه، ولا ساتر لما أبداه، ولا مضلَّ لمن هداه، ولا هاديَ لمن أعماه، سبحانه خلق آدم بيده وسوَّاه، وأمره ونهاه، ثم تاب عليه ورحمه واجتباه، حاله ينذر من سعى فيما اشتهاه، طرد إبليس فأصمَّه وأعماه، وأبعده وأشقاه، وفي قصَّته نذير لمن خالف الله وعصاه. أشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أخذ موسى من أمِّه طفلا ورعاه، وساقه إلى حِجْر عدوِّه فربَّاه، وجاد عليه بالنِّعم وأعطاه، فمشى في البحر وما ابتلَّتْ قدماه، وأهلك عدوَّه بالغرق وَوَارَاه، خرج يطلب نارًا فشرَّفه الله وناداه. (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي)
حمدًا لمن نبيه قد بعث *** فدوَّخت بعوثه مَن قد عفى
ثم الصلاة والسلام ما حكت *** حمائم حمائمًا إذا بكت
وهزَّت الغصون أنفاس الصبا *** فهيَّج صبابة لمن صبا
وَلَمَعَ البرق إذا الغيث وكب *** وطاف بالبيت منيب واعتكب
على أجلِّ مُرْسَلٍ وآله *** وصحبه وتابعي من واله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مسْلِمُونَ) عباد الله؛ إنَّ النَّاظر بعين البصر والبصيرة إلى الخلق يجد عجبًا، يجدهم غادِين جادِّين في بيع أنفسهم؛ ففائز رابح، ومَغْبُون خاسر، فرابح قد رجحت ميزانه، وخاسر أَوْبَقَهُ عدوانه، رابح دان نفسه وحاسبها، وعمل لما بعد الموت فزكى، صعد بها وارتقى، وخاض المتاعب وركب الأهوال وانتقى، وإلى العلياء ارتقى، فكان الكيِّس العاقل الفاطن ذا الذكا. خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى. فآفة المرء الهوى، فمن علا على هواه عَقْلُه فقد نجا. أعتق نفسه وشرَّفها، وزكَّاها، وقد أفلح من زكَّاها.
فأَرْبِحْ بها من صَفْقَةٍ لمبايع *** وأَعْظِمْ بها أعظم بها ثمَّ أعْظِمِ
وخاسر نَسِيَ مصيره فانغمس في المحرَّمات على غير بصيرة، أقبلَ على الدنيا لاهِثًا في شَرَهِ بهيمة، يجيد السباحة من أجلها في كل بحر، ويلبس لها أكثر من ثوب، ويمثِّل بها أكثر من دور، ويتكلم لها بأكثر من لسان، ويركب لها كل مطيَّة. باع دينه بعَرَضٍ منها، وهبط والهبوط هيِّن، والهابط لم تكن نفسه يومًا أَبِيَّةٌ، أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني حتى داهمته المنيَّة.
فَهَمُّه في اليوم أكلٌ وكِسَا *** وهَمُّه بالليل خَمْرٌ ونِسَا
خاب عاجز خائر بَائِر، خسر نفسه فأوبَقَهَا وأهلكها، وبثمن بخسٍ باعها، فيا لها من رزيَّة! دسَّاها وقد خاب من دسَّاها.
فكان كفائق عينيه عمدًا *** فأصبح لا يضيء له نهار
بل كان كالحمار لا يُزكَّى *** فيدفع الجوع ولا يُزكَّى
شاد للأولى فهلا *** كان للأخرى يشيد
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ للْعَبِيدِ) لا نعجب من خطئه، واتباع هواه معشر المؤمنين؛ إذ لا عجب ولا غرابة أن يخطئ الإنسان، وتصدر منه الإساءة والسَّفه، والجهل والظلم، فكل ابن آدم خطَّاء، والمعصوم من عصمه الله، لكن العجب منه يوم، يدرك خطأه وإساءته وسفهه وجهله وظلمه، ثم يظل متلبسًا بذلك، مصرًّا عليه، آمنا مكر الله به، ووعيده له. (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) يقول [ابن القيم] -رحمه الله-: الذنب بمنزلة شرب السمِّ، والتوبة تِرْيَاقُه ودواؤه، والطَّاعة هي الصحة والعافية، وصحة وعافية مستمرة خير من صحة يتخللها مرض وشرب سمٍّ، وصحة يتخللها مرض وشربُ سمٍّ خير من بلاء دائم.
من حاد حب الكمال تعنُّتًا *** يتبدل الأدنى ويبقى الأحقرَ
فاغتنم حياتك عمرك فلكل *** غادٍ روحة ولكل وضَّاءٍ سِرَار
يا من بدرت منه الخطيئة وكلنا ذاك، عودة عودة إلى أفْيَاء الطاعة، الباب مفتوح، والظل والرخاء من وراء الباب فالزم سُدة الباب، وقم في الدُّجى، واصرخ بلسان الذُّل، مع وجيف القلب، وواكف الدَّمع، يا أيها العزيز مسَّنا وأهلنا الضُّرُّ. هيا فالنَّفَس يخرج ولا يعود، والعين تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يديْ العزيز الحميد، فلابد من ساعة طاهرة، تكون الرؤوس بها فاغرة، إذا استوفت النفس مكيالها، وزُلْزِلت الأرض زلزالها، فما لك من فرصة للإياب، ولن يرجع العمر بعد الذهاب، تقدم فما زال للصلح باب، وبالموت يغلق باب المتاب (وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا)
رِيدِي حياض النجا يا نفس واطَّرحي *** حياض حبِّ الهوى للشاء والنَّعِمِ
بادر قبل أن تُبَادَر، بادر بالإقلاع عن الذنب بشعور بالألم، يقضُّ المضاجع، ويؤرِّق المنام، ويقرِّح الجفون، ويزرع في القلب الحسرة والندامة، مع عزم أَكيد على استئناف حياة صالحة نقية تقية طاهرة. بادر فإن تأخير التوبة من الذنب ذنب يحتاج إلى توبة (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن) بادر فإن الذنب يجر إلى الذنب، فكم من ذنب صغير كانت النهاية معه بالتسويف أن يُحال بين صاحبه وبين قلبه، وقد يُسلَب إيمانه فبادر. أرأيت لو أن رجلا أُمِرَ باقتلاع شجرة باسقة، كبيرة أصولها وهو شاب، فرآها كبيرة فهابها، وقال: فلندعها إلى الغد، فلمَّا جاء الغدُ قال: لندعها إلى العام القادم، إلى الذي يليه، إلى الذي يليه، فإنه بمرور الوقت تضعف قوته ويخور، ثم لا يستطيع بعدها قلعها، فما لا تقدر عليه في الشباب لا تقدر عليه غالبًا وقت المشيب.
فمن العناء رياضة الهَرِم *** ومن التعذيب تهذيب الدِّيب
والقضيب الرطب يقبل الحَنَا فإن جفَّ وطال عليه الزَّمن صعب واستعصى، والغصن أقرب تقويمًا من الخشب وما عجزت عنه اليوم قد تكون غدًا أشد عجزًا.
فلا تُبقِ فعل الصالحات إلى غدٍ *** لعل غدًا يأتي وأنت فقيد
فبادر. يُفعل الذنب فَيَخْلَقُ الإيمان في القلب، كما يَخْلَق الثوب، ثم يُغلَّف بالرَّان فيذبل، ثم يقسو (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم من ذِكْرِ اللهِ) ثم يموت، وعندها يُحْرم الإنسان لذَّة مناجاة الله، فعباداته بعد ذلك آليَّة لا روح فيها، لا تزكِّي نفسه، ولا تطهِّر رجْسَه، تلك عقوبة وبلية أي بلية، ثم ينسى القرآن إن كان معه شيء من القرآن، ثم يَهْمِل الاستغفار، ثم يحرص على الذنب مع عدم التلذذ به، كلما حاول أن يعود أُرْكِسَ في ذنبه مع همٍّ وغمٍّ وحزن وخوف وذلٍّ لا يفارقه، أبى الله إلا أن يذلَّ مَنْ عصاه.
ذكر الحافظ [ابن كثير] -رحمه الله- في البداية، في حوادث سنة ثماني وسبعين ومائتين ما يلي بتصرف، قال: وفيها توفي [ابن عبد الرحيم] -قبَّحه الله- هذا الشقي، كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم، فلمَّا كان في بعض الغزوات، والمسلمون يحاصرون بلدة من بلاد الروم؛ إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن، ما غضَّ بصره، والله يقول: (قُل للْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) أتْبَع النَّظْرة النظرة، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل والآلام والحسرات.
كان كمن أدخل في جحر يدا *** فأخطأ الأفعى ولاقى الأسْوَدَ
نظر فهَوِيَهَا، ثم راسلها، هل إليك من سبيل؟ فقالت: لا سبيل إلا أن تتنصر وتتبرأ من الإسلام، ومن محمد –صلى الله وسلم على نبينا محمد- فأجابها، وقال –ونعوذ بالله مما قال-: هو بريء من الإسلام، ومن محمد، وتنصَّرَ وصعد إليها. لا إله إلا الله، نعوذ بالله من الحَوَر بعد الكَوَر، نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى، نعوذ بالله أن نردَّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله. المعاصي بريد الكفر، المعاصي بريد الكفر. كم من معصية جرَّت أختها وأختها وأختها، حتى كانت النهاية أن سُلب إيمان العبد، وهذا مَثَلٌ من الأمثلة. ما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتمَّ المسلمون لذلك غمًّا شديدًا، وشق عليهم ذلك مشقة عظيمة، صَدْرٌ وَعَى القرآن يعود ليعبد الصُّلبان، لما كان بعد فترة مرُّوا عليه، وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن، عليه ذلّ الكفر وغبرته وقترته، فقالوا: يا [ابن عبد الرحيم] ما فعل علمك؟ ما فعلت صلاتك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعل القرآن؟ فقال في حمأة ذل الكفر: أُنْسِيتُه، ما معي منه سوى آيتين، لكأنه المَعْنِيُ بهما (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ولقد صار لي فيهم مال وولد؛ يعني صار منهم (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك، يا رب ثبتنا على الإيمان، ونجِّنَا من سُبُل الشَّيطان. نسألك اللهم حُسْن الخاتمة؛ فهي –وربي- لحظات حاسمة. ونسأل الله لنا السعادة والفوز عند الموت بالشهادة. بادر قبل أن تُبَادَر. هل تنتظر إلا غنى مطغيًا، أو فقرًا منسيًا، أو هِرَمًا مفنِّدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدَّجال فشَرُّ غائب ينتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمَرُّ. إن أول قدم في الطريق بَذْل الروح، فإن كنت تستطيع على بذل الروح فتعال وبادر، وإلا فاذهب والْعب مع اللاعبين حتى يأتيك اليقين. بادر قبل أن تبادر، واصدق الله في توبتك، واجعلها نصوحًا خالصة؛ فإن الله يدعوك في عداد المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ) ويَعِد بالفلاح على ذلك فيقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
فلو داواك كل طبيب داءٍ *** بغير كلام ربي ما شفاك
الصادق في توبته لا يزال ذنبه نصب عينيه، خائفًا منه، مُشْفِقًا، وَجِلا، باكيًا، نادِمًا مستحيًا من ربه، نَاكِسًا الرأس بين يديه، دائم التَّضَرُّع إليه، واللجوء إليه، حتى يقول عدو الله إبليس: ليتني تركتُه فلم أوقعه في ذلك الذنب.
روى [مسلم] في صحيحه: أن امرأة وقعت في كبيرة الزنى في لحظة من لحظات ضعفها، فتذكرت عظمة الله وعقابه ووعيده، فأنابت بشعور عظيم، بمرارة المعصية، وعِظَم الكبيرة، وأرادت البراءة بطريق مُتَيَقَّن لا يتطرق له أدنى احتمال، فجاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالت: يا رسول الله، طهرني، فقال ويحك: ارجعي واستغفري الله، وتوبي إليه، كان يكفيها ذلك، لكنها قالت: يا رسول الله، أراك تريد أن تردني كما رددتَّ [ماعز بن مالك]، والله إني لحُبْلَى من الزنا، فطهرني يا رسول الله، قال: أأنت؟ قالت: نعم، فقال لها: ارجعي حتى تضعي ما في بطنك، وبضعة أشهر تمرُّ وهي على خوفها ووَجَلِها وإشفاقها، ثم تضع، وتأتي بالصبي في خِرْقة، وتقول: هو ذا قد وَضَعْتُه فطهرني يا رسول الله، قال: اذهبي فأرضِعِيه حتى تفطميه –وحولان كاملان على خوفها وإشفاقها وعزمها على تطهير نفسها بالحدِّ، والحد كفَّارة كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- فطمتْه، وأتت النبي –صلى الله عليه وسلم- بالصبي وفي يده كسرة الخبز، فقالت: هو ذا يا نبي الله، قد فطمته، وأكل الطعام، فطهرني يا رسول الله.
قلبها كأنه مهجة نِضْوٌ ببلقعةٍ *** يعتادها الضاريان؛ الذئب والأسد
دفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أُمِر بها فَحُفِر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فكان فيمن رجمها [خالد] –رضي الله عنه وأرضاه- فتنضَّخ الدم على وجه خالد، فسبَّها وشتمها، فسمعه النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: مهلا يا خالد، فو الذي نفس محمد بيده، لقد تابت توبة لو قُسِّمت على أمة لوسعتهم، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكسٍ لغُفِرَ له. ما ضرها؟ وكأن الذنب لم يكن، وقد بقيَ لها صدقها، وثناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها وعلى توبتها، وعملها الصالح، وبقي لها شرف الصحبة، والذي لا إله إلا هو لو سجد أحدنا حتى ينكسر صلبه ما بلغ منزلتها؛ إذ هي منزلة الصحبة وكفى بها من منزلة. بقي لها فوق ذلك صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها، ودفنه لها، فرضي الله عنها وأرضاها.
بالصدق زكى الأصل فطاب الفرع *** وطاب المولد فزكى المَحْتِد
فنبِّه فؤاداك من رقدة *** فإن الموفَّق مَن ينتبه
وإن كنتُ لم أنتبه بالذي *** وُعِظْتُ به فانتبه أنت به
بادر قبل أن تُبَادَر، ولا تيأس ولا تقنط وإن عَظُم الذَّنْب (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رحْمَةِ اللهِ إِن اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) في صحيح [مسلم] قال -صلى الله عليه وسلم-:" إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن الإنس، والبهائم والهَوَام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، حتى ترفع الدَّابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة، حتى إن الشيطان ليتطاول، يظن أن رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم"
فيا رب ارأف بعين حرمت طِيب الكَرَى تشكو ودمع المقلتين قد جرى
في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه قال:" قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَبيٌ، فإذا امرأة من السبي تبتغي وليدًا لها، وتسعى، حتى إذا وجدت صبيًا أخذته، ألصقته ببطنها، أرضعته، فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله، وهي تقدر على ألاَّ تطرحه يا رسول الله، فقال –صلى الله عليه وسلم-: لله أرحم بعباده من هذه بولدها" لا إله إلا هو. هو الغني بذاته، سبحانه جلَّ ثناؤه، تعالى شأنه، العفو أحب إليه من الانتقام، والرَّحمة أحب إليه من العقوبة، سبقت رحمته غضبه، وحلمه عقوبته، الفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع، لا إله إلا هو. يورد [ابن القيم] –رحمه الله- عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك بابًا قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده، حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي غير بعيد، ثم وقف مفكِّرًا، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أُخْرِج منه، ولا مَنْ يئويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينًا، فوجد الباب مُرْتَجًا مُغْلَقًا، فتوسَّدَه ووضع خدَّه على عتبة الباب، ونام، فخرجت أمه، فلمَّا رأته على تلك الحال لم تملك أن رَمَت بنفسها عليه، والْتزمته، تُقبِّله وتبكي، وتقول: يا ولدي؛ أين تذهب عني؟ من يئويك سواي؟ أين تذهب عني؟ من يئويك سواي؟ ألم أقل لك لا تخالفني؟ ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جُبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمَّتْه إلى صدرها، ودخلت به بيتها، فتأمل قولها: لا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جُبِلتُ عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، وتأملْ قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لَلَّهُ أرحم بعباده من الوالدة بولدها ". فأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء. رحمة الله هل تُنال بالتواني والكسل، أم بالجدِّ والعمل؟ لمن كتبها الله؟ اسمعوا معشر المؤمنين إلى قول الله: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيل) إنها للعاملين، كتبها الله للعاملين، لا للخاملين البطَّالين.
أتخطب الحور لم تهد الصَدَاق لها *** ولم تقدم لها عقدًا ولا قِرْطًا
أم تشترى الخلد بالمغشوش من عملٍ *** وسلعة الله لا تُشرى بما خُلِطَا
فيا عبد الله؛ اعرف عزة الله في قضائه، وبرِّه في ستره وحلمه في إمهالك، وفضله في مغفرته، فلله عليك أفضال وأفضال؛ أولها: ستره عليك حال ارتكابك للذنب، أما -والله- لو شاء الله لفضحك على رءوس الخلائق، فما جلست مجلسًا، ولا حضرت مَجْمَعًا إلا وعُيِّرت بذلك الذنب. فكم من عاصٍ نفس معصيتك فُضِحَ وسترك الله الذي لا إله إلا هو. ويا عجبًا لأقوام باتوا يسترهم الله، فأصبحوا يتحدثون بذنوبهم، قد هتكوا ستر الله عليهم!، أولئك غير معافين، إنهم المجاهرون، وكل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- معافى إلا المجاهرين، فاشكر ربك أنْ سترك، وتب إليه قبل أن يفعل بك ما فعل بغيرك، وقل: اللهم استر واجعل تحت الستر ما تحب، اللهم استر واجعل تحت الستر ما تحب.
ثانيها: حلم الله عليك، حلم الله عليك في إمهالك، ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة، فما كنت ممن يسمع الآن سعة رحمته.
ثالثها -وهو من أعظمها-: فرح الله -عز وجل- بتوبته، فرح إحسان وبرّ ولطف، لا فرحة محتاج إلى توبة عبده، فلن يَتَكثَّر بك من قِلَّة، ولن يتعزز بك من ذلَّة، ولن ينتصر بك من غَلَبَة، تبارك الله – وجل الله-. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح مسلم-: "لَلهُ أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيَّة مهلكة قَفْر خالية، معه راحلة عليها طعامه وشرابه، فنام، ثم استيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، توسَّد ساعده ينتظر موته؛ فإذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه وزاده، فأخطأ من شدة الفرح، فقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك" لا إله إلا الله كيف بلغ به الفرح حتى أخطأ فقال: أنت عبدي وأنا ربك. فرح لا تنقله الألفاظ، وحب الله للعبد أشد من حب العبد لله. فيفرح بتوبته، ويجازيه بأن يجعل في قلبه من اللذة والفرح والسعادة والسرور ما يُرى باديًا على قسمات وجهه إن صدق ونصح وأخلص، والله ما هو إلا كرجل برز للقتل، ثم عفي عنه، والجزاء من جنس العمل.
رابعها: تبديل السيئات إلى حسنات قال الله: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا) فما النتيجة؟ (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
فإن هوى بك إبليسُ لمعصية *** فأَهْلِكَنْه بالاستغفار يَنْتَحِبِ
بسجدة لك في الأسحار خاشعة *** سجود مُعْترف لله مُغْتَرب
روى [المنذري] بسند جيد عن [عبد الرحمن بن جبير] قال:" أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- شيخ كبير هَرِم، سقط حاجباه على عينيه، وهو مدَّعمُ على عصا –أي: متكئًا على عصا- حتى قام بين يديْ النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، لم يترك داجَّة ولا حاجَّة إلا أتاها، لو قُسِّمت خطيئته على أهل الأرض لأوبقتهم –لأهلكتهم-، أله من توبة؟ فقال –صلى الله عليه وسلم-: هل أسلمت؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك كلهن خيرات، قال: وغدراتي وفجراتي يا رسول الله؟ قال: نعم، وغدراتك وفجراتك، فقال: الله أكبر، الله أكبر، ثم ادَّعم على عصاه، فلم يزل يردد الله أكبر حتى توارى عن الأنظار". فضل الله واسع، لا تقتحمه العبارة، ولا تجسر إليه الإشارة، لا يهلك إلا هالك، ولا يشقى إلا شقي، فلا تيأس من رحمة ولا تجترئ على معصية الله، وتب كلما أذنبت. قال بعضهم لشيخه: إني أذنب، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان، ودَّ لو ظفر منك باليأس والقنوط .
دعاك رب بالندى يعرف *** يا من على أنفسهم أسرفوا
لا تقنطوا من رحمتي واعرفوا *** إني لغفار الذنوب العظام
يا من وسِعْتَ برحمةٍ كل الورى *** من قد أطاع ومن غدا يتأثَّمُ
إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ *** فبمن يلوذ ويستجير المُجْرمُ
بادر قبل أن تُبَادر، بادر ولا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، إنه الله الجليل الأكبر، الخالق البارئ والمصوِّر، بارئ البرايا، منشئ الخلائق، مبدعهم بلا مثالٍ سابق، الأول المبدئ بلا ابتداءٍ، والآخر الباقي بلا انتهاءٍ. الأحد، الفرد، القدير، الأزلي، الصَّمد، البرُّ، المهيمن، العلي علو قَهْر، وعلو الشان، جلَّ عن الأضداد والأعوان، من نظر إلى عظمة الله وجلاله عظَّم حُرُماته، وَقَدَره قَدْرَه، وأجَلَّ أمره ونهيه، وعَظُم عليه ذنبه ولو كان صغيرًا. لكأنه الجبل هو في أصله يخشى أن يقع عليه فيهلكه، فقلبه كأنه بين جناحيْ طائر، تجده منكسر القلب، غزير الدمع، قلق الأحشاء، له في كل واقعة عبْرَة، إذا هدل الحمام بكى، وإذا صاح الطير ناح، وإذا شدا البلبل تذكَّر، وإذا لمع البرق اهتزَّ قلبه خوفًا ممن يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، الذلُّ قد علاه، والحزن قد وَهَّاه، يضم نفسه على هواه، ويصدع بأوَّاه، أواه من غفلاتي، ومن عسى ولعل، يا من عليه اعتمادي؛ بك اهتديت، ومن لم يَرْجُ الهدى منك ضل. بادر وإياك ومحقِّرات الذّنوب؛ فإن لها من الله طالبًا. بادر وردَّ المظالم إلى أهلها، أو تحلَّلْ منهم، واطلب المسامحة؛ لا تتم التوبة إلا بذلك.
صحَّ أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "لتُؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقاد للشاة الجَلْحَاء من الشاة القَرْنَاء". وقال –صلى الله عليه وسلم- "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها اليوم، قبل ألا يكون درهمٌ ولا دينار، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مَظْلَمَتِه، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه، فطرحت عليه" وفي حديث [ابن أنيس]:" يقول الله يوم القيامة: أنا الملك، أنا الدَّيَّان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد عنده مظلمة حتى اللطمة" قال الله: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) لما حضرت [عبادة بن الصامت] -رضي الله عنه- الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فأخرجوه، قال: اجمعوا لي مواليَّ وخدمي وجيراني ومن كان يدخل عليَّ، فجمعوهم له، فقال: إني لأرى يومي هذا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا، وليلتي هذه أول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعلّه فَرَطَ مني إليكم شيء بيدي أو بلساني هو -والذي نفس عبادة بيده- القصاص يوم القيامة، أحرِّج على أحد منكم في نفسه عليَّ شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج روحي، فبكوا جميعًا وضجُّوا وقالوا: بل كنت والدًا، وكنت مربيًا، وكنت مؤدبًا، ولم يكن قال لخادم قط سوءًا، قال: تجودون لي بالدمع، وما يغني الدمع. أغفرتم لي؟ فضجُّوا وقالوا: أن نعم، قال: اللهم اشهد .. اللهم اشهد .. اللهم اشهد .. أشهد أن لا إله إلا الله، ثم لقيَ الله.
الخلد تدعوه فهل من مجيب *** والحور تهفو للقاء الحبيب
وافرحتاه لكل عبد منيب *** لبَّى ندا الداعي لدار السلام
فبادر بردِّ المظالم أو التحلل منها؛ فلن يجاوز جسر جهنم إلى الجنة ظالم حتى يؤدي مظلمته. خفف عن ظهرك؛ ظهرك لا يطيق كل ما تجني؛ ظلم هذا، وأكل مال هذا، والوقوع في عرض ذاك، وشتم ذا، خفِّفْ، قد خاب من حمل ظلمًا، قال الله: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) بادرْ قبل أن تُبادَر، ولا تصحب الفاجر؛ فإنه يزين لك فعله، ويود لو أنك مثله، وطبعك يسرق منه، والمرء على دين خليله، لا تسكن أرضًا موبوءة؛ فإن جرثومة المرض تسري فتفري. اهجر المعصية ومكانها، وعليك بقوم يعبدون الله بأي أرض، فاحبس نفسك معهم؛ فإن بيئة المعصية بيئة سوء، والله -الذي لا إله إلا هو- لأن تنقل الحجارة، وتأكل الحجارة، وتنام على الحجارة مع الأبرار، خير لك من أكل الحلوى، والجلوس على الحرير، والنوم على الحرير مع الفجار؛ أولئك يدعون إلى الجنة، وأولاء يدعون إلى النار.
فما ينفع الجرباء قُرْبُ صحيحة *** إليها ولكن الصحيحة تجربُ
قال الله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) اهجر مكان المعصية، وأطِلْ الصمت، وأَدْمِن السُّكوت، ولا تخُض مع الخائضين، وقف على أحوال التائبين، وإذا رأيت العصاة فلا تشمخ بأنفك، واحمد ربك، ودُلَّهم على ما أنت فيه، وقل: (كَذَلِكَ كُنْتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا) ففي ذلك ذكرى للمؤمنين. هاهو [أبو لبابة] -رضي الله عنه وأرضاه- لما أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة، وقد أجهدهم الحصار، وقد غدروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونقضوا العهد، فقام إليه الرجال والنساء والأطفال يبكون، فرقَّ لهم، فقالوا: أننزل على حكم محمد؟ –صلى الله وسلم على نبينا محمد- قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح، يقول فوالذي لا إله إلا هو ما زالت قدماي من مكانها حتى علمت أني خنت الله ورسوله، ورجع نادمًا أسيفًا، عظَّم الله –عز وجل- لم يرجع إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وإنما رجع فارتبط بجذع في المسجد، لا يُطلق منه إلا ليصلي، ثم يعود إلى ذلك الجذع، يتلمس عفو الله، ولطف الله، ورحمة الله، وتوبة الله، حتى إذا ما نزلت توبته، أَبْشِرْ بخير يوم مرَّ عليك يا أبا لبابة؛ لقد تِيبَ عليك. خرَّ ساجدًا لله –عز وجل- ثم قام إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأطلقه، فقال -وهو يرسم منهج لهجر المعصية، ومكان المعصية، وبيئة المعصية- قال: يا رسول الله –والذي لا إله إلا هو- ما وطئت قدمايَ أرض بني قريظة ما حييت، والله لا أُرَى في بلد خنت الله ورسوله فيه أبدًا.
بادر قبل أن تُبَادر، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، قال الله: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) لما راجع عمر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية، فقال: ألست نبي الله حقًّا؟ أو لسنا المؤمنين؟ أو لسنا على الحق وهم على الباطل؛ فعلام نعطي الدَّنيَّة في ديننا، ولمَّا يحكم الله بيننا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري. وقال أبو بكر: الزم غرزك يا ابن الخطاب، فوالذي نفسي بيده إنه لعلى الحق. يقول عمر: فعملت لذلك أعمالا يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق؛ مخافة مراجعتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية. بادر ولا تعجز إذا فرطت منك سيئة أن تتبعها حسنة، واذكر مسير العمر ما أسرعه!، وارقب هجوم الموت ما أفظعه!. وبادر قبل أن تبادر. دع المحدثات والبدع فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " صحَّحه [الألباني] -رحمه الله- في صحيح الترغيب والترهيب. تدري أخي أين طريق الجنة؟ طريقها القرآن، ثم السُّنة.
وخير أمور الدين ما كان سُنَّة *** وشر الأمور المحدثاتُ البدائع.
بادر وقف معي على أحوال التائبين؛ فإنها ذكريات متألِّمين، وذكر المتألم تنفع المؤمنين بإذن رب العالمين، يقول صاحب رسالة أخي الشاب إلى أين تسير: قال صاحب القصة: كنَّا ثلاثة من الأصدقاء يجمعنا الطَّيش والعبث، لا بل أربعة؛ فقد كان الشيطان رابعنا، نذهب لاصطياد أعراض المسلمين بالكلام المعسول، نستدرجهن إلى الاستراحة في المزارع البعيدة بعد موت قلوبنا وأحاسيسنا ومشاعرنا، هكذا كانت حياتنا. يقول: أيامنا ليالينا في المزارع والمخيَّمات في السيارات على الشواطئ، إلى أن جاء يوم، وذاك اليوم لا يُنسى، ذهبت إلى المزرعة مع أصحابي، كل شيء جاهز، الشراب جاهز ونعوذ بالله، الفريسة جاهزة ونعوذ بالله، نسينا الطعام، ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته في حوالي السادسة تقريبًا، مرت الساعات تلو الساعات دون أن يعود، وفي العاشرة شعرت بالقلق، شعرت بالضيق، انطلقت بسيارتي أبحث عنه، وفي الطريق شاهدت ألسنة النيران تندلع على جانبي الطريق، يا للهول! فوجئت بأنها سيارة صديقي، النار تلتهمها، مقلوبة على أحد جانبيها، كالمجنون أسرعت أحاول إخراجه من السيارة، وجدت نصف جسده قد تفحَّم، لم يزل على قيد الحياة، سحبته إلى الأرض، فتح عينيه وأخذ يهذي، النار، النار،النار، قررت حمله بسيارتي إلى المستشفى، فقال بصوت باكٍ حزين: لا فائدة، لن أصل، ما عسى يُغني غريق عن غريق، خنقتني الدموع، أراه يموت أمامي، ثم فوجئت به يصرخ بأعلى صوته، ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ دُهشت وقلت له: من هو؟ قال: الله، الله، ماذا أقول له؟ ثم صرخ صرخة مدوِّية، ولفظ آخر أنفاسه، اجتاح الرعب جسدي ومشاعري، صورته لم تفارقني، يصرخ النار، النار، والنار تلتهمه، وهو يقول: ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ تساءلت، وقلت: وأنا، ماذا أقول له؟ لا إله إلا الله. فاضت عيناي، اقشعرَّ جسدي، وإذا بالمنادي ينادي: الله أكبر، الله أكبر، نداء صلاة الفجر، أحيا فيَّ كل جارحة، أحسست لأول مرة أنه نداء خاص بي، يهز أعماقي، يدعوني بإسدال الستار على فترة مظلمة من حياتي، يدعوني إلى الهداية، إلى السعادة. اغتسلت، تطهرت، أسقطت عن جسدي وروحي ثقل رذائل غرقت فيها سنوات وسنوات، أدَّيت صلاة الفجر، ومن يومها لم تَفُتْنِي فريضة، والحمد لله رب العالمين. واأسفاه من حياة على غرور، وموت على غفلة، ومنقلب إلى حسرة، ووقوف يوم الحساب بلا حجَّة.
ازرع لكي تحصد يوم الزحام *** يا ويل من يلهيه عنه الحطام
يا عبد الله؛ أيها الشاب؛ مثِّل نفسك -أجارك الله- صاحب الحادث، ثم لا تسوِّف، عجِّل عجِّل، هيا هيا، إلى الله لا طاقة لقذارة الوسخ مع بياض الصابون، كن قلبًا وقالبًا.
أيا ملك الملوك أطلْ عِفَاري *** فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوانِ نفسي *** ولكن ليس غيرك لي طبيب
أيا ديان يوم الدين فرِّجْ *** همومًا في الفؤاد لها دبيبُ
وبادر قبل أن تُبَادَر. بادر قبل أن تُبادَر، ولا تغترَّ بكثير عملك؛ فأعمالك الصالحة من توفيق الله وفضله ومَنِّه عليك، ومع هذا فليست ثمنًا لجزائه وثوابه، بل غايتها أنها بعد النصح والوقوع على أكمل وجه شُكْرٌ له على بعض نِعَمِه سبحانه وبحمده، فلذلك لو عذَّب الله أهل سماواته وأرضه لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم. في الحديث المتفق عليه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لن يُدخل أحد منكم الجنة عملُه قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل"، ألا إن المنفي هنا استحقاق الجنة بمجرد العمل، وكون العمل ثمنًا وعوضًا لها. فما العمل ولو عظم يساوي نعمة البصر، فبادرِ وانتبه، وليكن حالك ومقالك:
إن الملوك إذا شابت عبيدهم *** في رِقِّهم عَتَقُوهُم عتقَ أبرارِ
وأنت يا خالقي أولى بذا كرمًا *** قد شبت في الرِّقِّ فاعتقني من النَّار
أخرج [الإمام أحمد] في مسنده من حديث [عبد الله بن أبِي مُليكة]، عن [ذكوان مولى عائشة] -رضي الله عنها- أنه استأذن [لابن عباس] -رضي الله عنهما- على عائشة وهي تموت، وهي في سكرات الموت، وعندها ابن أخيها [عبد الله بن عبد الرحمن]، فقال لها: هذا [ابن عباس] يستأذن عليك، وهو من خير بنيك، فقالت: دعني من ابن عباس، ومن تزكيته، فقال لها عبد الله: يا أماه؛ إنه قارئ لكتاب الله، فقيه في دين الله، حبيب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأذني له فليسلم عليك وليودعكِ، قالت: فَأْذَن له إن شئت، فأذن له، فدخل وسلَّم وجلس، ثم قال: أبشري يا أمَّ المؤمنين، والله ما بينك وبين أن يذهب عنكِ كل أذى ونَصَب وَوَصَب، وتلقي الأحبة؛ محمدًا –صلى الله عليه وسلم- وحزبه، إلا أن تفارق الروح الجسد، قالت: وأيضًا، فقال: إن كنتِ لأحب أزواج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إليه، ولم يكن يحب إلا طيبًا. قالت: وأيضًا، قال: وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، فليس مسجدٌ في الأرض إلا وهو يتلى فيه آناء الليل، وآناء النهار (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ منْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) قالت: وأيضًا، قال: وسقطت قلادتك بالأبواء، فَاحْتبِس النبي- صلى الله عليه وسلم- والناس معه في ابتغائها وطلبها، حتى أصبح القوم على غير ماء، فأنزل الله (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) فكانت رخصة عامة للناس بسببك إلى يوم القيامة. فوالذي لا إله إلا هو إنك لمباركة، فأجهشت وقالت: دعني مِن هذا يا ابن عباس، والذي لا إله إلا هو لوددتُ أني كنت نسيًا منسيًا، لوددت أني كنت نسيًا منسيا، تناست كل فضائلها أمام قوة استحضار الحياة الآخرة في قلبها، وخشيتها لله تعالى، وكذلك يكون رسوخ اليقين، وقوة الإيمان برب العالمين. وهذا [ابن مسعود] الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: الغُليِّم المعلَّم: يقول والذي لا إله إلا هو لوددت أني انقلب روثًا، ثم أُدعى عبد الله روثا، وأن الله غفر لي ذنبًا واحدًا. فبادر ولا تغتر، واحمد الله؛ فله المنَّة (لَمَغْفِرَةٌ منَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ ممَّا يَجْمَعُونَ) يا رب أنت المرجَّى، أنت العزيز القدير.
يا رب أنت المجير قد مسَّنا ما يضير *** فلا تكلنا لنفسٍ فيها تمادى الغرور
بادر أخيرًا قبل أن تُبَادَر، واستعن بمولاك يُعنك مولاك. قال أحد السلف لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إن سوَّل لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد، قال: أجاهده، قال: فإن عاد، قال: أجاهده، قال: الأمر بك يطول، أرأيت إن مررت بغنم، فنبحك كلبها، ومنعك العبور، ما تصنع؟ قال: أجاهده على العبور، قال: فإن لم تستطع العبور؟ قال: أجاهده، قال: فإن لم تستطع؟ قال: أجاهده، قال الأمر بك يطول، استعن بصاحب الغنم يكفَّ عنك كلبه. (وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هو السَمِيعٌ العَلِيمٌ). أقسم الشيطان قال: سوف لا أترككم إلا شقيًا أو شقيًا. يقول أحد السلف: رأيت كل أحد له عدو، من اغتابني فليس بعدوي، ومن أخذ مني شيئًا فليس بعدوي. عدوي مَن إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله، حتى إذا ما زلَلْت في معصية الله آيسني من رحمة الله؛ إنه إبليس وأعوانه من شياطين الجن والإنس، قد قطع العهد (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآَتِيَنَّهُم من بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) فالْبس لأمَةَ الحرب، وجرِّد السيف من الغِمْد، وأخرج سهامك من كنانتها، واتَّخذ موقفًا في صف جند الرحمن، وابدأ المعركة مع إبليس وأعوانه، واستعن بمولاك يعنك مولاك.
ذهب الزمان وأنت تقول عسى وأرجُو ربما
الماء عندك قد طَما ولم تزل تشكو الظَمَا
بادر قبل أن تُبَادَر، وقِفْ بالباب وأنت الذليل الحقير،و اضرع إلى العلي الكبير تضرُّع الأسير، بقلب كسير. وقل: يا إله العالمين، يا أكرم الأكرمين، عبدك أسير الخطايا، صاحب الهفوات والرزايا، واقفٌ ببابك ينتظر رحمتك، الخير دأبك، والحكم حكمك، وأنت أرحم الراحمين. هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأسألك سؤال الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه.
اللهم اغفر لنا قبل أن تشهد الأعضاء والجوارح، اللهم اغفر لنا قبل أن تشهد الأعضاء والجوارح، وتبدو السوءات والفضائح، يا رب من للبائس الفقير غير الكريم المالك القدير.
فحسبنا الله ونعم الملتجى *** وحسبنا الله ونعم المرتجى
ثم الصلاة ما تغنى الشادي *** على محمد النبي الهادي
ما هتفت وَرْقَاء بالنِّياح *** وغرَّد القُمْرِيُ بالصباح .
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.




مشكورة أختي وجزاكي الله خيراً



بارك الله فيك



تسلمين ع روعة طرحك وجزاك الله خير :/

بارك الله فيك واسعدك في كلاالدارين

تقبلي ودي




جزاك الله خير ياقلبو



التصنيفات
منتدى اسلامي

رؤسهن كأسنمة البخت المائله يدخلن الجنه و يجدن ريحها

دكتور أجنبي جاء من أوروبا ليلقي محاضره في إحدى الجامعات العربيه
حين دخل القاعه لفت نظره شكل البنات برؤسهن الأكبر من الطبيعي
فخرج فسأل أستاذ :
ما بال كل الطالبات بهن إعاقه في رؤوسهن؟؟؟؟!!!!
فوضح الأستاذ له أنه شعرهن، لكن الأوروبي لم يقتنع وأكد أن بهن إعاقه.
فشرح له أنها ماسكات شعر تستخدم بمفهوم الموضه.
فإندهش الأوربي أكثر وقال وهو مشمئز: لماذا يغيرن رؤسهن لمنظر أقبح!!!!

هذا قوله فكيف لو كان مسلم وعرف ما عقوبتهن عند الله وحديث الرسول صل الله عليه وسلم (رؤسهن كأسنمة البخت المائله ﻻيدخلن الجنه وﻻ يجدن ريحها). إنهن من أهل النار والعياذ بالله

و ان كانت قصة من نسج الخيال
لها عبرة




شكرا لك ياقمر



بارك الله فيكي



يعطيييكي العااافيه

ربي يسلمك

تشكري ياغاليه

لك ودي




شكرا لمروركم



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

دعاء عظيم قد يكون سببا فى دخولنا الجنه

دعاء عظيم قد يكون سبباً في دخولك الجنة

..
قال ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:
أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟
قيل: يا رسول الله وما ذاك؟
قال: يقول عند كل صباح ومساء
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير وتقربني من الشر وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
فإذا قال ذلك طبع الله عليها طابعاً ووضعها تحت العرش .
فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الله عهد؟ فيقوم فيدخل الجنة
انشرها وعلمها من تحب فإن لك مثل أجر من يقولها إن شاء الله .




جزاك الله كل خير

و ان شاء الله تكوني من اهل الجنة

يسلموواا حبيبتي على الدعاء

تقبلي مروري




جزاك الله خيرا
وادخلك الله الجنة من اوسع ابوابها
شكرا ليكى



جزاك الله خيرا وجعلنا واياكي من اصحاب الجنة
مع النبي المصطفى عليه افضل الصلوات والتسليم.



جزاك الله خيرااااا
شكرااا



التصنيفات
اللغة الانجليزية - اللغة الفرنسية - اللغة الاسبانية - اللغة الصينية

لغتي اللغه العربية لغه اهل الجنه ولغه القران — وافتخر بها

اهلين كيفكم اليوم
جايبه لكم موضوع عن لغتي

اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً، وإحدى اللغات الخَمْس الرسمية في هيئة الأمم المتحدة ومُنظَّماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون عربي، واللغة الرسمية في 18 دولة عربية، كما يُجيدها أو يُلِمُّ بها نحو 200 مليون مُسْلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية. ويُقبِل على تعلُّمها كثيرون آخرون من أنحاء العالم لأسباب تتعلَّق بالدين أو بالتجارة أو العمل أو الثقافة أو غير ذلك.
والعربية هي اللغة السَّامية الوحيدة التي قُدِّر لها أن تحافظ على كيانها وأن تصبح عالمية. وما كان ليتحقَّق لها ذلك لولا نزول القرآن الكريم بها؛ إذْ لا يمكن فَهْم ذلك الكتاب المبين الفَهْم الصحيح والدقيق وتذوُّق إعجازه اللغويّ إلا بقراءته بلغته العربية. كما أن التُّراث الغني من العلوم الإسلامية مكتوب بتلك اللغة. ومن هنا كان تعلُّم العربية مَطْمَحًا لكلِّ المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو مليار مُسلم في شتَّى أنحاء العالم. ويمكن القول إن أكثر من نصف سكان إفريقيا يتعاملون بالعربية.

خصائص العربية

الأصوات.
تتميَّز العربية بما يمكن تسميته مركز الجاذبية في نظام النُّطق، كما تتميَّز بأصوات الإطباق؛ فهي تستخدم الأعضاء الخلفية من جهاز النُّطق أكثر من غيرها من اللغات، فتوظِّف جذْر اللسان وأقصاه والحنجرة والحَلْق واللَّهاة توظيفًا أساسيًّا. ولذلك فهي تحتوي على مجموعة كاملةً لا وجود لها في أيِّ لغة سامية فضلاً عن لغات العالم، وهي مجموعة أصوات الإطباق: الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والقاف، ومجموعة الأصوات الخلفية، وتشمل الصَّوتين الجِذْريَّيْن الحَلْقيَّيْن: الحاء والعين، والصَّوت القصي الطَّبقي: الغين، والصَّوت القصي اللهوي: القاف، والصَّوت الحنجري: الهمزة.

المفردات.

يُعَدُّ مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات في المفردات ومرادفاتها (الثروة اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر من مليون مفردة. وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربية لغة اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر، والجِذْر الواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْر ع و د مثلاً تتفرَّع منه المفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ، واستعادَ، وعَوْد، وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة، ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد، واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة، وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماء المشتقَّة من بعض تلك المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها.

والعربية تتطوَّر كسائر اللغات؛ فقد أُميتَتْ مفردات منها واندثرت، وأُضيفَتْ إليها مفردات مُولَّدة ومُعَرَّبة ودخيلة، وقامت مجامع اللغة العربية بجهد كبير في تعريب الكثير من مصطلحات الحضارة الحديثة، ونجحت في إضافتها إلى المعجم المستَخدَم، مثل: سيَّارة، وقطار، وطائرة، وبرقيَّة، وغير ذلك.

التلفُّظ والتهجِّي.

تتكوَّن الألفباء العربية من 28 حرفًا، فضلاً عن ألف المدِّ. وكان ترتيب تلك الحروف قديمًا أبجديًا على النحو الآتي: أبجد هوَّز حطِّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ
وتُكتب لغات كثيرة في العالم بالحروف العربية، مع استبعاد أحرف وإضافة أخرى، منها الفارسية، والأُردية، والبَشْتُو، ولغة الملايو، والهَوْسا، والفُلانيَّة، والكانوري. وكانت التُّركيَّة والسَّواحيليَّة والصُّوماليَّة تُكتَب إلى عهد قريب بالحروف العربية.

وتعتمد العربية على ضَبْط الكلمة بالشَّكْل الكامل لتؤدِّي معنًى محدَّدًا؛ فالكلمات: عَلِمَ، وعُلِم، وعَلَّمَ، وعِلْمٌ، وعَلَمٌ، هذه الكلمات كلها مُتَّفِقة في التَّهجِّي، مختلفة في التَّلفُّظ والمعنى. إلا أن مُجيد العربية يمكنه أن يفهم معنى الكلمة دون ضَبْط من خلال السِّياق، وكان القدماء يقولون: شَكْلُ الكتابِ سُوءُ ظنٍّ بالمكتوب إليه.

ومن سِمات العربية أن تهجِّي الكلمة فيها موافقٌ للتلفُّظ بها، وهذه ميزة تمتاز بها العربية عن بعض اللغات الأوروبية. وهي ظاهرة عامة في العربية، إلا في بعض الحالات القليلة، كنُطق ألف لايُكتب في نحو: هَذَا، ولكنْ، وكتابة الألف الليِّنة على هيئة ياء، نحو: مَضَى الفَتَى.

ان شاء الله يعجبكم




بارك اله فيك
شكرا جزيلا



يسلموا
كلامك عين الصواب



خليجية



عنجد قمه في الابداع



التصنيفات
قصص و روايات

طفل يأتي بتراب الجنه لمعلمه . جميلة

طفل احضر تراب الجنة

· نعم طفل عماني احضر تراب الجنة : إليكم القصة كما وقعت:
في إحدى مدارس السلطنة وبينما كان معلم اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي يوزع أوراق الامتحان بعد أن صحها لطلابه فإذا بأحد طلابه يقول لو سمحت يا أستاذ أن درجتي 8 من 10 وأنت لم تشر بعلامة خطا إمام أي أجابه فرد عليه الأستاذ أن درجتك في التعبير أنقصت منك درجتين.

فقال أني أريد الدرجة كلها أي 10من 10 وكان الطالب مصر على أن يأخذ الدرجة كاملة واخذ يجادل الأستاذ فأراد الأستاذ بأن لا يحرج تلميذه باعتباره احد الطلاب المتميزين في الفصل فقال له إذا أحضرت "تراب الجنة" فلك الدرجة كاملة (من باب تحدي الطالب وعدم اخذ الدرجة كاملة ).

في اليوم الثاني أتى الطالب بكيس تراب لمعلمه. فقال المعلم: ما هذا ؟ فرد عليه: هذا تراب الجنة كما طلبت!! فقال كيف أحضرته؟ فرد عليه: جعلت أمي تمشي على التراب ومن ثم جمعته لك في هذا الكيس وأنت كما أخبرتنا أن الجنة تحت أقدام
الأمهات.

فنال الدرجة الكاملة وأعجب المعلم بذكاء تلميذه …

تحياتي :0136:




:confused:وينكم يا بنات



قصة روؤوؤوعة مشكور



عجد ذكيا الطفلا مشكواره



قصة رااااااااااااااااااااااااااااا اااائعة تسلمي



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

مقطع حول رؤيه الله عز وجل في الجنه

مقطع حول رؤية اله عز وجل في الجنة – راااااائع- لمن كان له قلب)))

——————————————————————————–

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا المقطع حول رؤية الله عز وجل في الجنة

http://way2gana.net/s/index.php?act=playmaq&id=648

اللهم ارزقنا الشوق إلى لقاءك
وارزقنا اللهم لذة النظر إلى وجهك الكريم
واجعلنا من المرحومين
اللهم اعف عن ذلاتنا وذنوبنا وارحم ضعفنا وتولى أمرنا




الأخت الفاضلة عبيرالورد جزاك الله خيراً على المجهود الذي تقومين به ونفع الله بك الاسلام والمسلمين




شكر الله لك اختي عبيرالورد




اللهم ارزقنا الشوق إلى لقاءك
وارزقنا اللهم لذة النظر إلى وجهك الكريم
واجعلنا من المرحومين
اللهم اعف عن ذلاتنا وذنوبنا وارحم ضعفنا وتولى أمرنا

مشكورة حبيبتى




خليجية



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

الله يسعدها ويرزقها الجنه اللى ترد عليا

حقيقة مره
هو كويس وكل حاجه
بس فيه عيب وحش
مش عارفه اعمل ايه معاه
بتكلم في التليفون كثير اوي

اوي اوي اوي……………………… ……………….. …….اوي اوي
ومش عارفه هو بيكلم مين
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
?????????????????????????????? ???????????????????? ?????????????
بس هو مبيتكلمش في البيت خالص
لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟????????????????
انا كل ما اتصل عليه الاقي تيلفونه مشغول
هبطت………………. وهبطت …….وانا برن عليه
لغايه اما هرن دماغي في الحيط
لو جوزك كده تعملي فيه او معاه ايه
ارجوكم عايزه حل




انا بشوف انو لازم ما تبينيلو انك زعلانة من هذا الشيء او انك عارفاه اصلا انتي حاولي تتعاملي معاه بشكل عادي واسمعيه الكلمة الطيبة واتجملي وكمان اعملي اي شيء هو يحبو سواء كان اكل او شيء رومانسي – طبعا انتي اعلم بهي الامور مني –
حسسيه بانو مهم عندك وظلي ابعثيلو على الموبايل كلام حلو ولا تتصلي خليه هو يتصل لما يشوف رسايلك
واخيرا الله يهديه ويبعد عنكم الشيطان

خليجية



ياحبيبتي لا تزعل امكن في مشكلة في العمل وشي وانتي وشاطرتك
مثال اليوم قلقت عليك حبيبي كل متصلت حصلت الجوال مشغول بس طمني مافي مشاكل وشوقي ايش يرد عليك
والله يوفقك ويسعدك مع زوجك



حبيبتي الاخوات ما قصروا وانا برأي حاولي تنصرفي عنه شوي يعني شوفي نفسك واهتمي بنفسك لاتحاولي تلاحقيه دائماً وفي موضوع راح انزله قريب يتكلم على هذي المشكلة ياروحي



اعطيه شوية ثقه مو شرط الخط مشغول عنده حاجه ممكن شغل لاتخربي بيتك



التصنيفات
العناية بالبشرة و الجسم

ساعدوني الله لايحرمكم الجنه للعناية بالشعر


السلام عليكم
صبـــاح / مســـاء الخير
كيفكم صبايا
انا عندي مشكله ببشرتي جايه اشكي لكم من حالي
انا كنت بالشمال ومعروف جو الشمال حار وبشرتي تعودت
على جو الشمال وبعدها جيت الجنوب وتعرفون ابها بطبيعتها جوها بارد
سمرت بشرتي والمشكله كل سنه عن الثانيه اسمر اكثر وبعده جاني عنقز
وسبب لي اثار ومو عارفه كيف ابعد هالسمار وهالاثار

المشكله
مهما استخدمت خلطات والمشكله فيه خلطه مضمونه مره اللي هي
خلطة الغار ومافادتني قعدت عليها 3 اسابيع ووالله ماشفت اي نسبة تفتيح بسيطه
والحين اشتريت حمام السونا اللي من اكسترا لونه وردي ورصاصي
ورجعت استخدم خلطة الغار عليه
خلطة الغار المعروفه اللي هي
صابون الغار.. وماء الورد.. علبتين جلوسليد الاحمر حجم صغير..
علبة جليسرين السائل"زيت الجلسرين".. فنجال قهوه من (زيت الزيتون+
زيت الخروع+ زيت اللوز المر).. ملعقتين كبيره كركم للجسم مو للطبخ..
علبة فكس كبيره..
المهم عملت المطلوب فيها وربي مافادتني وانا 3 اسابيع عليها
وبعد السونا صرت ادخل فيه 10 دقايق عشان افتح المسامات
وبعدها احط الخلطه ساعتين وبعدها افرك بليمون.. وبعدها ارجع لسونا واقعد
10 دقايق افرك جسمي بصابون مغربي سايل.. تعبت
( توني ابدا بهالاسلوب) وبقعد عليه يوميا
وماشفت نتيجه
بشرتي مو قادره تتقبل جو ابها
عطوني حل الله يخليكم.. اسفه طولت عليكم بس ماتكلمت الا من قهر.. بنات ابي شئ انتو
جربتوه وضامنينه
انتظر ردودكم ياعسلات




والله ياحبيبتي العسل الطبيعي واجد زين
وفي خلطة تبيض ومفعولها سريع ان شاء الله تفيدك وهي
ملعقة حليب سائل +ملعقة حليب بودرة+ملعقة ماء الورد
تمزجينهم مع بعض وتاخذين قطنة وتمسحين وجهك فيه
وتتركيه لمدة نصف ساعة وبعدين تغسلينه بماء دافيء
ان شاء الله تفيدك
وترجعين افتح واحلى من اول



حبيبتي موجودخلطات كثير في المنتدي اغلبها مجربه تقدرين ترجعين لها والي ترتاحين له تسوينها بالتوفيق انشاء الله



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مليار خليجية
والله ياحبيبتي العسل الطبيعي واجد زين
وفي خلطة تبيض ومفعولها سريع ان شاء الله تفيدك وهي
ملعقة حليب سائل +ملعقة حليب بودرة+ملعقة ماء الورد
تمزجينهم مع بعض وتاخذين قطنة وتمسحين وجهك فيه
وتتركيه لمدة نصف ساعة وبعدين تغسلينه بماء دافيء
ان شاء الله تفيدك
وترجعين افتح واحلى من اول

مليار اشكرك اختي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسة الخير خليجية
حبيبتي موجودخلطات كثير في المنتدي اغلبها مجربه تقدرين ترجعين لها والي ترتاحين له تسوينها بالتوفيق انشاء الله

الماسة الخير الخلطات كثيره صح
بس بشرتي انا عنيـــــــــــده بسبب تقلب الجو عليها




التصنيفات
منتدى اسلامي

العشره المبشرين بالجنه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواتي .. في كل المنتدى اشعر وهذا رأي شخصي طبعا ان المنتديات

الاسلاميه .. كسوله بعض الشيء وان شاء الله بمساعدة الملتزمين .. والمحبين

للدين .. ان نجعل هذا المنتدى نشيط كالنحله …

جميعنا نعلم ان هناك 10 اشخاص قد بشرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنه

وهم:

1.أبو بكر الصديق

2.عمر بن الخطاب

3.عثمان بن عفان

4.علي بن أبي طالب

5.طلحـة بن عبيد الله

6.الزبير بن العوام

7.سعد بن أبي وقاص

8.عبد الرحمن بن عوف

9.سعيد بن زيد

10.أبوعبيدة بن الجراح

ولكن بودي ان ندخل في تفاصيل قصصهم ونتشارك .. في البحث وجلب المعلومات

ولنرى ونتعض … عن الامور التي جعلتهم يبشورون بالجنه .. عسى ان نكون اخواتي من

اهل الجنه

… وانا عن نفسي اطمع لمعرفه الكثير عنهم .. وان شاء الله اخواتي تتحمسون وتبحثون

وتفيدونا .. وجزاكم الله خيرا مقدما ولنبدأ فيهم بالتدريج




ابو بكر الصديق …

سأبدأ بالمعلومه الاولى عن ابو بكر الصديق رضي الله عنه

هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم-

بثلاث سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة

ومـن أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها

من خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو

أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من

بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم

ابن أبي الأرقـم




يالله اخواتي .. شدوا الحيلكم .. واهتموا في الموضوع شنو تعرفون عن ابو بكر ….؟؟؟

فيدونا




جزاكى الله خيرا حبيبتى اميرة

واتمنى ان نتفاعل فى هذا الموضوع المفيد

ولا تكفينا صفحات كل المنتدى لكى نتحدث عن حياتهم الشريفة

ولكن اهو نتكلم عن حتى نبذات بسيطة عن حياتهم

لعل وعسى يجعله الله فى موازين حسناتنا

ولى رجعة ان شاء الله




خليجية



التصنيفات
منوعات

هل تريدي قصر في الجنه اذان ادخلي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله …والصلاة والسلام على رسول الله …

كلنــــــــا نحلم بدخول الجنة والعيش فيها ..

وفي قصورها .. والاستمتاع بنعيمها ..

ولكي ننال هذه القصور العظيمة ..

والبيوت الفارهة..

فان علينا العمل بالأسباب الموجبة لذلك ..

ومما ورد في العمل الصالح لنيل بيوت الجنة …

ولابد من الاخلاص فيها لله .. حتى يقبلها الله تعالى …

1- قال عيه الصلاة والسلام ( من بنى مسجدآ بنى الله له بيتآ في الجنة )

رواه البخاري ومسلم …

وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه )

قال رسول الله ( من بنى مسجدآ لله ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتآ في الجنة )..

رواه ابن ماجه ..

قَوْله ( كَمَفْحَصِ قَطَاة ) ‏
‏هُوَ مَوْضِعهَا الَّذِي تُخَيِّم فِيهِ وَتَبِيض لِأَنَّهَا تَفْحَص عَنْهُ التُّرَاب وَهَذَا مَذْكُور لِإِفَادَةِ الْمُبَالَغَة فِي الصِّغَر وَإِلَّا فَأَقَلّ الْمَسْجِد أَنْ يَكُون مَوْضِعًا لِصَلَاةِ وَاحِدٍ وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات . ‏

فانظري الى هذا الفضل العظيم .. يعني لو شاركت بمبلغ بسيط في بناء مسجد كان لك

من الأجر العظيم هذا .. لانه ليس كلنا يستطيع بناء مسجد كامل .. فنشارك ولو باليسير

والمعول على الاخلاص أولآ وأخيرآ …

واليك هذه القصة التي تبين مدى أهمية الاخلاص في العمل الصالح

يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا باالمال ولا بغيره…حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذروأنذر من ان يساعد احد في ذلك
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه
وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام
كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم أمراة
فلما أستيقظ الملك من النوم أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه
مازال على المسجد
فذهبوا ورجعوا وقالوا
نعم أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد
وقالوا له حاشيته هذه أظغاث أحلام
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا
رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد
وفي الصباح أستيقظ الملك وأرسل جنودة
يتأكدون هل مازال أسمه موجود على المسجد
ذهبوا ورجعوا وأخبروه
أن أسمه مازال هو الموجود على المسجد
تعجب الملك وغضب
فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا
فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ أسم التي يكتب أسمها على المسجد
أمر با أحضار هذه
فحضرت وكانت أمرأة عجوز فقيرة ترتعش
فسألها هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى
قالت يا أيها الملك
أنا أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن
وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه فلا يمكنني أن أعصيك
فقال لها
أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد
قالت
والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد إلا
قال الملك نعم إلا ماذا
قالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فأذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء
للمسجد مربوط بحبل الى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء
وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل والعطش بلغ منه مبلغ شديد
فقمت وقربت سطل الماء منه فشرب من الماء هذا والله الذي صنعت
فقال الملك أييييه…عملتي هذا لوجه الله فقبل الله منك
وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك فلم يقبل الله مني
فأمر الملك أن يكتب أسم العجوزعلى هذا المسجد

أنتهت القصة

2-قال عليه الصلاة والسلام (من صلى اثنتي عشرة ركعة في

يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة ) رواه مسلم ..

هذه السنن الرواتب .. وهي ركعتان قبل الفجر ..

وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها ..

وركعتان بعد المغرب ..وركعتان بعد العشاء ..

من حافظ عليها بني له بيت في الجنة ..

فهيا كريماتي لنحافظ عليها وننال بها الدرجات العلى ..

ولندع عنا التواني والكسل ..

فهذا قصر في الجنة وأي قصر …

3-قال عليه الصلاة والسلام (من قرأ قل هو الله أحد عشر

مرات بني له بيت في الجنة ) حديث صحيح ..

انظري الى هذا الفضل العظيـــــــــــــم .. بتكرار سورة

الاخلاص عشر مرات باخلاص يبنى لي بيت في الجنة ..

يالله أي فضل هذا …

دقيقة من فضلك ..

دعي القراءة قليلآ واقرأيها عشرمرات ..

ثم أكملي القراءة ..

4-قال عليه الصلاة والسلام (ابنوا لعبدي -اذا حمد واسترجع

عن موت ولده -بيتآ في الجنة وسموه بيت الحمد )

حديث حسن ..

فيه كمال فضل الصبر على فقد الصفي .. وأي فقد كفقد ثمرة الفؤاد الولد ..

فاذا صبر وحمد الله واسترجع .. بنى الله له هذا القصر في الجنة ..

انه قصر الحمد …يالله .. أي فضل هذا ..

فيا أخواتي الكريمات انظرن الى هذه الأعمال الجليلة ..

واغتنمنها وطبقنها لتنلن بها القصور واللذة والحبور ..

بناء مسجد …قد لانستطيعه ..لكن نساهم في بناءه ..

صلاة اثنتي عشرة ركعة ..كلنا والله نستطيعها ..نسأل الله التوفيق والتيسير ..

قراءة الاخلاص عشر مرات ..كلنا والله نستطيعها الآن وكل آن ..

الاسترجاع والحمد عند فقد الصفي والولد ..وهذه وقت المصائب ..

نسأل الله الثبات والصبر..

أسأل الله أخواتي أن يرزقني الله واياكن وكل من قرأ موضوعي

بقصور الجنة ونعيمها ..

وبارك الله فيكن ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




خليجية



خليجية



ام عزوزوي
مشكوره علي المرور



ضوء القمر
مشكورة علي المرور