لا شك ان جميعنا لديه آمال يصبو لتحقيقها ويرجو من الله نوالها .. واسمع هنا انين بعضكن واقرأ شكواهن .. وقد قدر الله ان التقي بأخت فاضلة ملتزمة منذ نعومة اظفارها ، الكل يثني عليها خيرا ، تشعرين انها الاخلاص بذاته يمشي على الارض .. جلست معها وجرنا الحديث الى الكلام عن الزواج فسألتني عن سبب تاخري ؟ قلت لها ارجو الله ان يرزقني زوجا مجاهدا في سبيل الله تعالى ولازلت ادعو الله واساله ولكني في هذه الفترة اشعر بالاحباط والأسى ..
قالت لي : أنتِ تمتلكين طموحا كبيرا
وانك صاحبة فطرة صافية
و ان املك و ايمانك بالله كبيران
وهذا كله من فضل الله عليك
فله الحمد و الشكر
ونسأله المزيد
وفتاة تمتلك مثل هذه الجوانب
ولديها مثل هذه المزايا
ستشرق السعادة في حياتها باذن الله
فمن بدأك بوفير النعم سيتمها عليك فضلا و كرما
فما اوقفك على بابه داعية الا و هو ير يد ان يكرمك
باكرام متميز ولكن قد يكون التاخر احيانا لحكم
لكن ثقي بفضل الله الكبير
و ستكو نين أما متميزة باذن الله
ولعلي هنا اعطيك توجيها مهما سينفعك في حياتك الدنيا والآخرة بإذن الله عز وجل .. وصدقيني اني اسير على هذا فما رايت الا خيرا وما رفعت يدي الا واستجاب الله دعائي …
ثم اخذت تسرد علي بعض الدعوات المستجابات لها فقالت :
انتِ تعرفين اني غير سعودية ودخولي الجامعة كان ضربا من المستحيل ومع هذا دعوت الله في سجودي ان يرزقني الله العلم النافع والعمل الصالح ..
فرزقني الله اكثر من 8 آلاف فاشتريت بها كتب العلم الشرعي من فتح الباري الى سير اعلام النبلاء .. عقيدة وفقه وحديث وسيرة وتاريخ .. ولعلك شاهدتِ مكتبتِي المتواضعة ..
وبعد 4 سنوات قبلت في جامعة الإمام محمد بن سعود بأبسط ما يكون ولله الحمد والكل متعجب …
ظلمت في قضية فرفعت اكفي للسماء فنصرني الله تعالى على من ظلمني ..
كنت مصابة بمرض دام سنوات ولم افكر ان ادعوة الله ان يشفيني ، ولكني الهمت الدعاء بعد هذه السنين فدعوت الله عز وجل وقمت بالرقية الشرعية فشفيت في ايام !!
ذات يوم اتصلت بي احدى الاخوات تبحث لاخوها عن عروس وكانت تريدها سعودية فرحت لاني اعرف احدى قريباتي سعودية وبلغت 32 سنة ولم تتزوج وهي ذات دين وخلق وعلم وتلقي محاضرات ، فتمنيت ان اسعى لزواجها ، فقلت لهذه الاخت عن قريبتي فقالت لي كلميها عن مواصفات اخي ، فعندما كلمت قريبتي قالت الكلام الاول والاخير لاهلي فدعيهم يكلمون والدي .. رغم اني لاحظت عليها الفرحة لان الشاب جدا مناسب لها ولسنها ..
فاتصلت بعد اسبوع لانشغالي بهذه الاخت فقالت ان اخي صرف النظر عن الموضوع لانه يريد واحدة صغيرة !! فتضايقت ولكن قلت لعلها خيرة ..
وذات يوم بعد 8 اشهر كنت متضايقة وتذكرت قريبتي وخصوصا اني فاتحتها في الموضوع وكنت ادعو لها المهم اني ذلك اليوم الذي كنت متضايقة تذكرتها فشعرت بالحزن والاسى لان الله لم يسر لي السعي في خطبتها وادخال السرور لقلبها ، وإذا بالمفاجأة في اليوم التالي تتصل تلك الاخت وتقول ان اخي استخار في الموضوع واتصل بي يخبرني انه قر يتقدم لخطبة قريبتك !!
بعد ان اغلقت السماعة جلست ابكي من الفرح وحمدت الله تعالى كثيرا على فضله وكرمه وقربه واحسانه …
هناك مواقف كثيرة ربما تكون بسيطة ولهذا لان اذكرها ولكن لها وقع كبير في نفسي وتزيد ثقتي برحمة الله واحسانه بعباده ..
ثم قالت لي : ان الله تعالى يا غنوجه فدائية يريد منا ثلاثة امور والنتيجة التي سنحصل عليها ( حياة طيبة سعيدة ) :
قلت لها وانا متحمسة : وماهي هذه الاشياء الثلاثة ؟
قالت :
1- عقيدة صالحة
2- قول طيب
3- عمل طيب
ثم اخذت توضح لي هذه الامور :
الأمر الأول / العقيدة الصالحة :
احذري من الشرك الاصغر والاكبر والرياء ، فاقراي في كتب التوحيد الصافي كثيرا وتعلمي العقيدة الصحيحة من مصادرها الموثوقة ومن علماء السلف ..
الشرك الاكبر مثل : الطواف بالقبور ، والاستغاثة بالاموات ودعاؤهم أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك .
والشرك الاصغر : مثل الحلف بغير الله حيث تجدي كثير من الناس يحلف بالنبي او الامانة والذمة فيقول امانة عليك او بذمتك او والنبي … فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (من حلف بغير الله فقد أشرك)
ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضا: ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، ونحو ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: (ما شاء الله وحده) أو (ما شاء الله ثم شئت)؛ سدا لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات وقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: توكلت على الله وعليك، وقولهم: لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع .
ومن امثلة الشرك الاصغر ان تعملي الاعمال الصالحة من اجل دنيا فانية وليس لك نية عند عملها ان يكون لك اجر عليها في الاخرة .. لهذا اعملي العمل الصالح لتسعدي في الاخرة وتنالي الثواب من الله وتفوزي برضوان الله وجنته وستسعدي لا محالة في الدنيا لان الله تعالى قال :
( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
والرياء : ان تعملي الصالحات من صدقة وصلاة وقيام ليل وقراءة قرآن ليذكرك الناس ويمدحوك ويقولون انها امرأة صالحة
ولكن من الامانة ان اقول لك ان الشرك الأصغر لا يخرج من وقع فيه من ملة الإسلام ، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبد الله بن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ) .
– ايضا الحذر من الكفر بالله مثل عمل السحر ..
– فهم عقيدة الولاء والبراء وتطبيقها على الواقع
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
ولكن هذا المفهوم للاسف غائب عن كثير من الناس فتجدينهم يوالون ويعاديون في الجنسات والاوطان لا في العقيدة والاسلام .
الأمر الثاني / القول الطيب :
كان التابعي يونس بن عبيد يقول:
( خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما: أمر صلاته، ولسانه ).
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت )
فقول الخير من الإيمان، حتى أن الكلمة الواحدة لترفع صاحبها درجات، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات )
الم تتأملي قول الله تعالى { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24
فهل تعلمين يا غنوجة فدائية ماهو الطيب من القول ؟
انها خمس عبارات بسيطة في المبنى لكن كبيرة في الاجر والمعنى إذا تدبرتيها .. عند الله باقية في الميزان حتى بعد هلاك الانسان وقيل انها هي التي قال الله عنها الباقيات الصالحات
إنها :
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولاحول و لا قوة الا بالله
فإذا كان لسانك محافظا على تلاوة القرآن ، وعلى استغفر الله وعلى هذه الكلمات الاربع ( سبحان الله والحمد لله … الخ ) تقولين الخير للناس والطيب من القول مع والديك واخوانك واقاربك وجيرانك ومن تتعاملين معهم .. وتحتسبين في ذلك الاجر عند الله تريدين ان تكسبي رضا الله قبل ان تكسبي رضا الناس ومدحهم انك وانك ..
وتجنبين عكس ذلك من غيبة ونميمة وكلام سيء ..
فقوله تعالى : ( فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) آية تجمع لنا الطيب من القول , في معاملة الوالدين ..
ثم ساقت لي هذه القصص سمعتها في محاضرة :
– احد الاشخاص حصل بينه وبين زوجته خلاف , فغضبت زوجته غضبا شديدا .. وبدأت تخرج ملابسها وتضعها في حقيبتها ,, وتطلب منه او يوصلها الى بيت اهلها , وان لم يفعل .. فستصل على اخوانها ..
فقام هذا الرجل .. وضع يده على كتفها , وقال لها كلمة واحدة فقط ..
فابتسمت … ثم سألها : لماذا تخرجين الملابس ؟؟
فقالت .. ذهب الصيف وجاء الشتاء , واريد ان احضر ملابس الشتاء
– كادت ان تبدأ المشاكل .. وربما لا تنتهي ,, ولكن بالكلمة الطيبة .. وبكلمة واحدة فقط .. عاد كل شي لطبيعته
– حدث في الرياض قبل حوالي 30 سنة , وكان في ذلك الوقت .. من النادر ان ترى المعاصي تنتشر
يقول بأن شخص ما خرج بالسيارة وقد رأى رجلا ً مسكا ً بجهاز الراديو , ويستمع للأغاني .. فوقف بجانبه هذا الشخص وقال له :
اطفىء الراديو .. اطفىء الراديو ..
فقال له ذلك الشخص : مالك دخل ..!!
فذهبوا .. واراد الرجل الناصح .. ان يحتال ,, فقابله عند شارع آخر ,, وقد غطا وجهه بشماغه , وقال له .. لو سمحت .. لو تطفىء الراديو اذا تسمح
فقال له .. ابشر .. ولا قليل الادب الي قبل شوي !!
رغم ان الشخص واحد … ولكن لأننا نحتاج الى الطيب من القول !
الأمر الثالث والاخير / عمل طيب ..
– تحافظي على صلاتك بخشوع وفي اوقاتها واياك اياك في التفريط فالصلاة عمود هذا الدين كله
– تحسنين الى الناس
– وان كان لديك عمل نافلة من قيام ليل وصلاة راتبة وصدقة سر فخير الى خير ..
– ولا تكوني الا في موضع يحبه الله ، اسألي نفسك اذا اردتِ ان تعملي عمل هل يرضي الله ام يغضبه ..
سألتها : هل الباس يدخل في ذلك ؟
قالت بالطبع .. هذا من العمل الذي يحبه الله او يبغضه ..
ويا سبحان الله رغم ان المباحات كثيرة ولا تحصى الا ان الناس يذهبون للحرام مع انه قليل !!
مثال1:
المباحات من الاكل والشرب كثيرة ولا نستطيع ان نحصيها ولكن الحرام منها نستطيع ان نحصره .
مثال2:
الباس مباح ولكِ ان تكوني انيقة وذواقة .. ولكن الحرام محدود جدا ( الحجاب غير الشرعي ، الضيق والقصير والعاري ولبس البنطال عند غير الزوج ) .. اشياء قليلة ومع هذا تجدي النساء تذهب لهذا الحرام ..
فانتبهي ان يفتقدك الله حيث امرك ، ويجدك حين نهاك ..
صدقيني يا غنوجة فدائية إن فعلتِ تلك الامور الثلاثة التي يريدها الله منك ولا يريد اكثر منها :
( عقيدة صحيحة ، قول طيب ، عمل طيب )
ما ترفعي كف وتقولين : يارب الا اجاب الله دعوتك ، ولا قلتِ يارب اسألك الا اجاب الله سؤالك ..
ولذلك ورد في الحديث ان العبد اذا كان صالحا وافعاله صالحة واقواله طيبة اصبح معروفا في السماء لان العمل الصالح يصعد لله عز وجل فإذا صعدت منك الكلمات الطيبة دائما لا اله الا الله ، استغفر الله ، الكلام طيب .. تحسنين الى الناس تفعلين الاعمال الصالحة ، فإذا بالاعمال الصالحة تصعد فبكثرتها تحبك الملائكة ، فيجعل الله حب الملأ الاعلى لك في السموات فإذا جاء كرب من الكروب .. جاءتك مشكلة .. جاءك شيء تخافينه .. فقلتِ : يارب .. قالت الملائكة في السماء : صوت معروف من عبد معروف ؟ من هو ؟ المطيع لله عز وجل
إذا اصبحتِ في لحظة بعبوديتك الخالصة ، وطاعتك الصادقة لله عز وجل ، اذا قلتِ يارب … اجاب الله دعائك !!
فاي مقام اصبحتِ !! اي منزلة اي شرف اصبحتِ فيه !! هذا هو العز وهذا هو الجاه ، وهذه هي الحياة الطيبة التي ينبغي لكل انسان ان يفكر فيها وان يجتهد في تحقيقها ..
هذا في الدنيا فما بالك بالآخرة بل حتى في اصعب الحظات عند الموت وسكراته تجدي هذا المؤمن يبتسم مسرورا .. !
فالضيق كل الضيق في معصية الله ، والسعة كل السعة في رحمة الله والقرب من الله عز وجل ..
منقول