التصنيفات
منوعات

القرآن والدعوة إلى الحياة النافعة

يخيل للبشرية جمعاء أن الكائن الحي هو ذلك الذي يتنفس ويأكل ويشرب ويتناسل ويقوم بكل وظائفه الحيوية المعروفة عن الكائنات الحية، فإذا ما فقدها بالكلية حسبوه من الأموات، وما عاد بينهم إلا ذكرى ومضت ثم مضت في حال سبيلها كغيرها.
ولكن الحق جل في علاه يخبرنا أن هذا الأساس الذي يرتكز إليه البشر في معرفة الأحياء والأموات قد جانبهم فيه بالصواب, ثم هو يرشدنا سبحانه وتعالى عن المعيار الذي تستقيم به الأمور وتنضبط به التصورات والمفاهيم عن عالم الأحياء وعالم الأموات كي ترشد البشرية وتستقيم على الدرب بغير شذوذ ولا انحراف فكري أو عقدي.
فليس يعد في عالم الأحياء من يقوم بالوظائف الحيوية فقط, فإذا ما فقدها انجر إلى عالم الأموات وحُسب من بينهم.. إنما الحياة الحقة هي في الاستجابة لله ولرسول، والموت هو في الإعراض والصدود عن دعوة الله سبحانه ورسله الكرام، يقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ الَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(الأنفال:24)
فهنا أخبر سبحانه وتعالى أن ما يأمر به ويدعو إليه فيه حياة القلوب التي تترتب عليها الحياة الكاملة السعيدة للأبدان في الدنيا والآخرة، قال ابن كثير في تفسيره: قال السُّدِّيّ: "لِمَا يُحْيِيكُمْ" أي في الإسلام إحياؤهم بعد موتهم بالكفر, ويقول السعدي في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان:"يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو الاستجابة للّه ولرسول، أي: الانقياد لما أمرا به والمبادرة إلى ذلك والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه والنهي عنه.. وقوله: {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} وصف ملازم لكل ما دعا الّه ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية الّه تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام".
ويقول صاحب الظلال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يدعوهم إلى ما يحيهم، إنها دعوة إلى الحياة بكل صور الحياة، وبكل معاني الحياة، فهذا الدين منهج حياة كاملة، لا مجرد عقيدة مسترة، منهج واقعي تنمو الحياة في ظله وترقى, ومن ثم هو دعوة إلى الحياة في كل صورها وأشكالها, وفي كل مجالاتها ودلالاتها, والتعبير القرآني يجمل هذا كله في كلمات قليلة موحية "لِمَا يُحْيِيكُمْ".
فالآية تضمنت أمورا عظيمة منها أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله, كما يقول ابن القيم في الفوائد, فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات, فالحياة الحقيقة الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا, فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم الأموات وإن كانوا أحياء الأبدان، ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول, فان كل ما دعا إليه فيه الحياة, فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة, وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.
فالموت الحقيقي للجنس البشري جد مختلف عن بقيه الكائنات, فهو عندهم في فناء الروح وعنده في موت القلب عن الاستجابة للدعوة الربانية, والحياة الحقيقية لهذا الجنس البشري في حياة القلوب واستجابتها للأوامر الشرعية يقول تعالي: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ الَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (الأنعام:36)
يقول ابن كثير:قوله"وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ الَّهُ" يعني بذلك الكفار؛ لأنهم موتى القلوب، فشبههم الله بأموات الأجساد وهذا من باب التهكم بهم، والازدراء عليهم.
فالحق في علاه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ (لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك) الَّذِينَ يَسْمَعُونَ" بقلوبهم ما ينفعهم، وهم أولو الألباب والأسماع, والمراد بالسماع هنا -والحديث للسعدي في تفسيره- سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن، يشترك فيه البر والفاجر, فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى، باستماع آياته، فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول, "وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ الَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور, أي: إنما يستجيب لك أحياء القلوب، وأما أموات القلوب، الذين لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون.
وفي دلالة موحية عن معنى الحياة والموت وارتباطهما بالاستجابة أو الإعراض والطواعية أو الصدود لأوامر الله، يقول سبحانه وتعالي: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام:122)
فهذا مثل ضربه الله تعالى للمؤن الذي كان ميتا، أي: في الضلالة، كما يقول ابن كثير, هالكا حائرا، فأحياه الله، أي: أحيا قلبه بالإيمان، وهداه له وفقه لأتباع رسله، {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} أي: يهتدي به كيف يسلك، وكيف يتصرف به, والنور هو: القرآن، كما رواه العَوْفي وابن أبي طلحة، عن ابن عباس, وقال السُّدِّي: الإسلام, والكل صحيح…"كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ" أي: الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة، "لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" أي: لا يهتدي إلى منفذ، ولا مخلص مما هو فيه.
يقول السعدي: قوله تعالى: "أَوَمَنْ كَانَ" من قبل هداية الله له "مَيْتًا" في ظلمات الكفر، والجهل، والمعاصي، "فَأَحْيَيْنَاهُ" بنور العلم والإيمان والطاعة، فصار يمشي بين الناس في النور، متبصرا في أموره، مهتديا لسبيله، عارفا للخير مؤثرا له، مجتهدا في تنفيذه في نفسه وغيره، عارفا بالشر مبغضا له، مجتهدا في تركه وإزالته عن نفسه وعن غيره.. أفيستوي هذا بمن هو في الظلمات، ظلمات الجهل والغي، والكفر والمعاصي "لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" قد التبست عليه الطرق، وأظلمت عليه المسالك، فحضرها الهم والغم والحزن والشقاء.. فنبه تعالى العقول بما تدركه وتعرفه، أنه لا يستوي هذا ولا هذا كما لا يستوي اليل والنهار، والضياء والظلمة، والأحياء والأموات.
وهذا المعنى نراه جليا واضحا في قول الله تعالي: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ*وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ*وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ الَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ* إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ}(فاطر22:19)
"وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ" يعني كما قال البغوي في تفسيره:المؤمنين والكفار. وقيل: العلماء والجهال. "إِنَّ الَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ" حتى يتعظ ويجيب، "وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ" يعني: الكفار، شبههم بالأموات في القبور حين لم يجيبوا.
ويقول ابن كثير: كما لا تستوي هذه الأشياء المتباينة المختلفة، كالأعمى والبصير لا يستويان، بل بينهما فرق وبون كثير، وكما لا تستوي الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور، كذلك لا تستوي الأحياء ولا الأموات، وهذا مثل ضربه الله للمؤني وهم الأحياء، ولكافرين وهم الأموات.. فكما لا يسمع وينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم، وهم كفار بالهداية والدعوة إليها، كذلك هؤلاء المشركون.
ولكن ما صلة النور والحياة بالاستجابة والهداية؟ وما صلة الإعراض بالموت والظلمة؟ لهذا الفتة يتصدى صاحب الظلال فيقول:"وبين طبيعة الكفر وطبيعة كل من العمى والظلمة والحرور والموت صلة, كما أن هناك صلة بين طبيعة الإيمان وطبيعة كل من النور والبصر والظل والحياة، إن الإيمان نور، نور في القلب ونور في الجوارح، ونور في الحواس..نور يكشف حقائق الأشياء والقيم والأحداث وما بينها من ارتباطات ونسب وأبعاد, فالمؤمن ينظر بهذا النور، نور الله، فيرى تلك الحقائق، ويتعامل معها، ولا يخبط في طريقه.. والإيمان حياة ..حياة في القلوب والمشاعر.. حياة في القصد والاتجاه.
والكفر عمى..عمى في طبيعة القلب.. وعمى عن رؤية دلائل الحق..وعمى عن رؤية حقيقة الوجود.. وحقيقة الارتباطات فيه.. وحقيقة القيم والأشخاص والأحداث والأشياء..والكفر ظلمة أو ظلمات..فعندما يبعد الناس عن نور الإيمان يقعون في ظلمات من شتى الأنواع والأشكال.. ظلمات تعز فيها الرؤية الصحيحة لشيء من الأشياء..والكفر موت..موت في الضمير..وانقطاع عن مصدر الحياة الأصيل..وانفصال عن الطريق الواصل..وعجز عن الانفعال والاستجابة الآخذين من النبع الحقيقي، المؤثرين في سير الحياة..ولكل طبيعته ولكل جزاؤه، ولن يستوي عند الله هذا وذاك.
لا يستوي الأحياء الذين يرفلون في الطيب"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(النحل:97), وأولئك الموتى في حياتهم الذين في معيشتهم كالأنعام "وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ"(محمد:12)
في النفس, كما يقول ابن تيمية في الفتاوى, من لوازمها الإرادة والحركة فإنها حية حياة طبيعية لكن سعادتها أن تحيا الحياة النافعة, فتعبد الله, ومتى لم تحي هذه الحياة كانت ميتة, وكان ما لها من الحياة الطبيعية موجبا لعذابها, فلا هي حية متنعمة بالحياة ولا ميتة مستريحة من العذاب, قال تعالى "لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى"(طه:74) فالجزاء من جنس العمل لما كان في الدنيا ليس بحي الحياة النافعة ولا ميتا عديم الإحساس كان في الآخرة كذلك, والنفس إن علمت الحق وأرادته فذلك من تمام إنعام الله عليها وإلا فهي بطبعها لابد لها من مراد معبود غير الله ومرادات سيئة، فهذا تركب من كونها لم تعرف الله ولم تعبده.



بارك الله فيك ..

خليجية




مشكوره



التصنيفات
منتدى اسلامي

أريد الدعوة ولكن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين…
في زمان ترى فيه تسارع أعدائنا في استهداف شبابنا وفتياتنا…
زمان كثر فيه الناعقون بإسم الدين وهو منهم براء…
زمان يعج بالفتن … كبحر هاجت به الريح فتلاطمت أمواجه…
إلا أنه ثلة من فتياتنا, وأخواتنا, وبنياتنا, كنَّ كجلمود صخر…تحطمت عليها آمال المفسدين… ومخططات المغرضين.
لله درهنّ…نساء صالحات مصلحات…حملن هم هذا الدين…وأشعلن مصابيح الهدى…في طرقات اعتلاها الظلام…
حملنها سائرات بها في قوافل الداعيات…وركاب الصالحات…على خطى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه…سائرات في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل…( قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف
وأثناء مسير القافلة…إذ بنا نسمع صوتاً قادماً من بعيد…يهتف قائلاً:
أريد أن ألحق بركبكم…وأنظم لقوافلكم…فإن قلبي يتفطر…والحماس بلغ مني مبلغه
لكنني!!!!
أعاني من الخجل…فكيف أكون داعية؟؟؟

نعم…إن هذا الأمر تعانيه كثير من الصالحات…هي تحمل في قلبها الخير الكثير…
وترى فيها حرقة لخدمة دينها والدعوة إليه…ولكن يحول بينها وبين تحقيق طموحاتها…الخجل…
ونحن هنا لا نقصد به الحياء المحمود…فالحياء مطلوب شرعاً… بل هو من الإيمان قال صلى الله عليه وسلم:(الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان) مسلم.

إذاً مالفرق بين الحياء والخجل؟
الحياء:خُلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح…وهو لا يمنع الشخص من قول الحق والدعوة إليه…قال تعالى:( والله لا يستحيي من الحق) الأحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم (‏استحيوا من الله حق الحياء، قلنا‏:‏ إنا نستحيي من الله يا رسول الله والحمد لله قال‏:‏ ليس ذلك ‏.‏‏.‏ الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة ، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل استحيا من الله حق الحياء ‏( الترمذي

أما الخجل: هو ضعف في الشخصية, يشعر المرء بالنقص,ويمنعه من ممارسة التصرفات السليمة, وقول الحق, خوفاً من الناس وتجنباً لإنتقاداتهم..

أسباب الخجل في مجال الدعوة:
لاشك أن الخجل يعود لأسباب عديدة نذكر منها:
1- طبيعة التربية التي تلقتها الفتاة منذ الصغر, فجعلت منها شخصية مضطربة تشعر بالنقص.
2- إعطاء الناس أكبر من حجمهم, وتهويل الموقف, يجعلك تحجمين عن المواجهة.
3- عدم الاستعداد النفسي للموقف مما يجعلك ترتبكين ولا توصلين الرسالة التي تودين إيصالها.
4- الخوف من الفشل, وإعطاء تصورات سلبيه بأنكِ عاجزة وغير قادرة.
5- التوجس من ردة فعل الشخص المنصوح وأنه قد يهاجمك بأسلوب جارح.

كل هذه الأسباب وغيرها…قد تؤدي بالداعية إلى القلق وعدم الإقدام في مجال النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

حتى تتجاوزي أسوار الخجل:
نحن لا نريد أن نرى فتاة الإسلام ذات شخصية سلبية…ترى المنكر ثم تعرض عن إنكاره…وترى المعروف فلا تذكِّر به…خوفاً من الناس وتردداً…لا
بل نريدك كغيث إذا أقبل استبشر الناس به, وإذا حط فيهم نفعهم, وإذا رحل عنهم ترك فيهم أثراً…
وإليك بعض النصائح والتوجيهات لعلها تفيدك في هذا المجال:
1- عليك بصدق الالتجاء إلى الله, وطلب المعونة منه دائماً..قال تعالى:( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) الأنفال
2- عليك بذكر الله كثيراً, فهو سبب لإنشراح قلبك ونزول الطمأنينة عليه..قال تعالى:(الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد.
3- اسلكي منهج التدرج في النصح, فابدئي بنصح أخوتك في البيت ثم انطلقي لصديقات المقربات ثم وسعي الدائرة شيئاً فشيئاً حتى تعتادي على ذلك.
4- اقرئي في سير سلفنا الصالح من الصحابيات ومن سار على نهجهن..وتأملي كيف لم يمنعهن الحياء من السؤال والتفقه في أمور دينهن..
5- أكثري من الإطلاع وتذكير نفسك بفضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- اتخذي لك صحبة صالحة…تشد من عضدك…وتقوي عزيمتك…ومع الوقت ستتأثرين بهن وتتعودين على الجرأة والإنطلاق.
7- لا يحطمك اليأس…ولا تكترثي بما يقوله الناس ما دمتِ على الحق..وتذكري أن رسولنا عليه الصلاة والسلام قوبل بالتكذيب والسب والطرد…وذاق ألواناً شتى من الأذى…فعليك بالصبر والتحمل…قال تعالى:( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ) المزمل.
8- تذكري أن الأمة بحاجة لجهودك…وأن الأعداء يتربصون بنا أيما تربص…فإن قصرتِ تركت لهم فجوة يتسللون منها إلينا..فاحذري أن يؤتى الدين من قبلك.
9- احملي شعار الرحمة بأخياتك…فإذا رأيتيها على خطأ أشفقي عليها ولا تبخلي عليها بالنصح فلربما كانت هدايتها على يديكِ…
10- إلتحقي بدورات لتطوير الذات وتنمية المهارات…حتى تتخطي أسوار الخجل وتتعلمي الجرأة والشجاعة…فإنما العلم بالتعلم…

وفي الختام..
تذكري أن مجال الدعوة واسع…وميدانها رحب فسيح…وليست قاصرة على مجرد إلقاء الكلمات والدروس…
بل تستطيعين الدعوة بأخلاقك..وبقلمك..وبابتسامتك… وبتوزيع الشريط النافع..والكتاب القيم…وبدعوة الناس لحضور المحاضرات والدروس…
فاحرصي أن لا تتخلفي عن الركب…ولا تتوقفي عن الدعوة بحجة الخجل…فإن الله أمرنا بتبليغ الدين والدعوة إليه قال صلى الله عليه وسلم:( بلغوا عني ولو آية) البخاري
أسال الله أن يجعلكنّ من إمائه الصالحات…ويجعلكنّ هاديات مهديات…غير ضالات ولا مُضلاَّت…




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

اساليب الدعوة الى الله

قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

1- فالدعوة بالحكمة بحسب حال المدعو وفهمه وقبوله:
ومن الحكمة: العلم و الحلم والرفق واللين والصبر على ذلك.
2- بالموعظة الحسنة: وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
3- المجادلة بالتي هي أحسن: وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً ولغة وعرفا.

مراتب تغيير المنكر

1- يجب إزالة المنكر باليد إذا قدر.
2- ثم باللسان.
3- ثم بالقلب: وهو أضعف الإيمان(( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
رواه مسلم، فمن لم يبغض المعاصي والعصاة بقلبه فليس عنده من الإيمان شيء.

من فضائل الدعوةقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
2- «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» رواه مسلم.
3- «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه» متفق عليه.
4- «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه» رواه مسلم.
5- «لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم» متفق عليه.
من فوائد الدعوة

1- القيام بالواجب.
2- إقامة الحجة.
3- الخروج من العهدة.
4- براءة الذمة.
5- حصول الأجر العظيم والثواب الجسيم.
6- حصول المعذرة إلى الله ولعلهم يتقون.
7- النجاة من العذاب قال تعالى{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165]

وصلى الله و سلم على نبينا محمد
خليجية[/IMG]
اذا عجبكم قييمونى
خليجية[/IMG]




خليجية



خليجية



جزاكي الله كل خير

يعطيكي العافية

ع الموضوع




التصنيفات
قصص و روايات

قصة وعبرة اسلوب راقى فى الدعوة

كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان.
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خليجية




الله يعطيك العافية.
ويجعله في ميزان حسناتك.



طرح اكثر من رائعـ طرح متميز
لاحرمنا الله نزف عبيركـ
نحن بأنتظاركـ بكل شوق
ودي لك واكثر



التصنيفات
منوعات

ماذا تحتسبين في الدعوة الى الله

خليجية

هل فكرت يوما أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟
أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحيانا..
(فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد، لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها ، فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها.

كيف تصبحين (دليل خير)؟
الأمر سهل جدا، إنك ياعزيزتي ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، والأشرطة والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على أماكن الخير كأماكن تحفيظ القرآن الكريم النسائية، والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، ب…إلخ.
هنا… ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله!.

ولكن يا إلهي!.. هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله؟.. هذا يعني أني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!! فهي كثيرة جدا ولكن حسبي أن أقول لك : إن ما تقومين به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات:

1) أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من دل على خير فله مثل أجر فاعله"رواه مسلم.
فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك بإذن الله مثل أجور أعمالهم التي كان لك الفضل بعد الله في دلالتهم عليها..
فما أسعدك أيتها الداعية المخلصة بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص.

2) أجر الدعوة إلى الهدى، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" رواه مسلم
وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.

3) ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحبين أن يصلي الله وملائكته عليك؟…
فصلاة الله على العبد: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. وصلاة الملائكة: الدعاء له..
ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير"رواه الترمذي وقال : حسن صحيح.

4) ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلماتك وأفعالك أيتها الداعية..وما يترتب عليه من حصولك على الفلاح وهو جماع الخير.
قال الله تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).

5) ثواب الكلمة الطيبة، " ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري:
"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاَ يرفعه الله بها درجات…".
ولقد ورد في فتح الباري:[والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب الله بها الرضوان هي التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يُفرج عنه كربة،
أو ينصر بها مظلوما…]
قال د. عبدالله الحسن: ( فكيف بالكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنه الكرب بدعوتهم إلى إقامة الشرع، وكيف بعبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية، فكيف بما يحقق المصالح الأخروية؟؟.. وعلى الأدنى يقاس الأعلى، وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم ..؟) .

6) أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"… فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري.

7) احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوبها أعظم .. فما ظنك بالدعوة إلى الله..؟.

8) أن يعطيك الله علم ما لم تعلميه، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة… وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشر بالناس وقد ترد عليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثم يزداد علمك ويتسع ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

9) زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه، وحفظا له من النسيان لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.

10) أنت بحاجة يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس ،ونشاطك الدعوي سيحقق لك ذلك الإحساس، لأنك تعملين وتنتجين والنفس تسعد
والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئا.

11) بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال:
"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها…" رواه الترمذي.
فبلغي واحتسبي.

12) ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:
"بلغوا عني ولو آية…"رواه البخاري
قال ابن القيم رحمه الله: " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه".

13) أن تحصل لك التزكية من الله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى الَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33).
والنفس يعجبها الثناء من الناس، فكيف إذا أتاك الثناء من رب الناس؟.

14) طاعة لله سبحانه..لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125) .
وأنت مأجورة على الطاعة.

15) ثواب حمل هم الدعوة إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" رواه البخاري. وهم الدعوة ثقيل… ثقيل، ولكنه رائع!
لأنه يدفعك إلى التفكير…ثم العمل، فيكون هذا الهم سببا في استغلالك للحظات عمرك السريعة بأعمال أجرها كبير.
بخلاف من لا تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومها مثل أمسها لا جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إلا جبالاً من ثقافة الملابس..الأثاث..المكياج..إلخ.
بالتأكيد عزيزتي لا أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الأحزان ويشل حركته ويؤثر على عبادته.
بل الذي أريده منك هو "الهم الإيجابي" الذي يدفع إلى العمل..
الهم الذي يجعلك تدعين للمسلين.تفقب قضاياهم…تعملين من أجلهم تتفاعلين مع أحداث الساحة…تنتجين…
" إن حمل هم المسلمين عبادة تتقربين بها إلى الله فيجب ألا تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الأخرى " .

16) احتسبي نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان لأن الهدف واحد، قال الله تعالى
{وَلَيَنْصُرَنَّ الَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40).
وأبشري بالنصر والعزة.

17) ثواب قضاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم ،وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"… ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة…"رواه البخاري .
وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟..
وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟
فكوني لها داعية صابرة محتسبة للأجور العظيمة.

18) ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني.. ونفسي.. وبدني.. ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"رواه الترمذي وقال:حسن صحيح.
فأبشري بالخير… والنصر… والفرج… واليسر!.

19) احتسبي إبراء الذمة أمام الله.

20) ابتغاء أن يحفظك الله في الشدة كما حفظته في الرخاء، لذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة…"رواه أحمد .
فانشطي أيام العافية والسلامة في الأعمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك.

21) أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقينه من جهل العامة
وأذى المخالفين، قال الله تعالى{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}
(الانسان:12).

22) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة:2). لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك
تتعاوني مع كل المصلحين على وجه الأرض…!

23) ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، وأن تحوزي على معيته الخاصة سبحانه عندما تحسنين وتقنين في الدعوة إليه فهو سبحانه يقول
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69).

24) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة الدعوة إلى الله تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة
عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فيم أنفقته؟.

25) احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلين بارك الله فيك.

26) احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك وغيرهم سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية.

27) احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك )
واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم والله يحب الشاكرين.

28) ثباتاً لك .. واعتباراً بالأخرين، لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها ..
ويزيد من خضوعك وتذلك لرب السموات..
كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات .




خليجية



جزاك الله خيرا




خليجية



التصنيفات
منوعات

أيتها الداعيات: لماذا التهرب من الدعوة إلى الله تعالى؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اهدني وسددني
أيتها الداعيات: لماذا التهرب من الدعوة إلى الله تعالى؟

الحمد لله رب العالمين، وفق من شاء لطاعته، وهدى برحمته من رغب في دعوته، وجعلهم للناس أئمة هدى، ومصابيح دجى، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين، وقائد الناس إلى رب العلمين، وعلى آله وصحبه الناصحين، ومن سار على نهجهم وهديهم إلى يوم الدين وبعد:
فإن الحديث عن الدعوة حديث شيق ولذيذ، وعن الدعاة إلى الله ذو شجون ولذة، وعن الداعيات وقفة إجلال وخاصة في هذا الزمن الذي أصبح الدعاة الصادقين قليل، والداعيات إلى الله أقل من القليل، مع أن هذه مهمة الأنبياء والرسل عليهم السلام.
إن الدعوة إلى الله تعالى شرف لا يقايسه شرف، كيف لا؟ والداعي يدل الناس على ربهم عز وجل، فكان قول الدعاة أزكى الأقوال وأحسنها، فإن الله لم يزكِ في القرآن قولاً بعد قوله إلا قول الدعاة إليه فقال عز من قائل حكيم:] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [ [فصلت:33].
إن الحديث عن الدعوة وفضلها يطول، وليس هو موضوعي هنا، بل موضوعي هنا عن تصحيح المسار وليس مسار الدعوة ككل بل مسار صنف من الدعاة، الذين ضحوا على ضعف حيلة، وقلة وسيلة مع قوة وعزيمة، على حياء وحشمة، مع جد يحدوه البذل والتضحية، هذا الصنف عزيز على المجتمع، أتدرون من هن؟، إنهن الداعيات إلى الله – تعالى – من أخواتنا الصالحات المصلحات المحتسبات.
إنَّ الحديث عن الداعيات حديث ذو شرف وشجون، إنهن تحملن – مع كثرة مسئوليتهن – همَّ النصح والدعوة، والدلالة والإرشاد، مع ما يقابلهن من التعب والعناء، والمشقة واللأواء.
وحيث أن هذا الصنف من الدعاة بحاجة إلى رعاية ونصح كان من الواجبات بذله لهن متى احتجن له، وحيث تعددت مجالات الدعوة، وفتحت أبوابها وكثر الداخلون فيها حصلت أخطاء وتراكمات، فكان الواجب تصحيح الخطأ، ونفض جلباب الحياء في بيان تلك التراكمات التي تؤثر سلبا في مسيرة الداعيات إلى الله – تعالى -، ومسيرة عملهن.
إنَّ الحديث عن تصحيح مسار الدعوة – وخاصة في هذه الزمن الذي كثرت فيه المناهج، والأفكار، والوسائل الدعوية – لهو من الأهمية بمكان، فبعد التقدم التقني والعلمي، ووجود مراكز الأبحاث والتخطيط كان لزاماً على أهل الدعوة أن يكونوا أهل الميدان، وأكثر الناس استفادة من هذه المعاهد والبرامج لتقويم العمل ونجاحه، وإن كان الداعية الذي ينطلق من هدي القرآن والسنة، وفهم سلف الأمة قد لا يحتاج إلى كثير مما يطرأ في هذا الزمن، لأن جميع ما يطرح هو صياغة جديدة عصرية لمواكبة الواقع في ظل التغيرات الحديثة بدون مخالفات شرعية، وإلا طريقة الدعوة وأساسياتها وفقهها قد أسسه نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وأئمتنا من علمائنا الأعلام، لكن لضعف اهتمامنا بهدي سلفنا كان الضعف واضحاً، والخلل بيناً.
أما من كان يرى في مثل هذه المراكز والمعاهد ما يُقَوِّمُ العمل، ويكون سبباً مهماً في سيره ونجاحه فلا مانع من الإفادة من مثل هذه البرامج والمعاهد والوسائل، وقد روي في الخبر:« الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا »(1).
وإنَّ من أهم ما يقوم عليه التخطيط في هذه المراكز والمعاهد هو تحديد الأهداف، والمتابعة، والتقويم، ومعنى التقويم هو التصحيح، فلأهمية التصحيح وخاصة في العمل الدعوي أحببت أن أشارك في هذا الموضوع ألا وهو: تصيح المسار.
وفي هذه العجالة سيكون حديثي عن موضوع غاية في الأهمية، وخلل يحتاج إلى تصحيح، وتلبيس يحتاج إلى تجلية، هذا الخلل والتلبيس أثر سلباً في سير كثير من الداعيات إلى الله – تعالى – ، إنه:( تهرب بعض الداعيات عن العمل الدعوي).
إن هذا الموضوع أجزم أنه يُشْتَكى منه، ويُتَألم له، كيف وهذا الخلل يؤخر الدعوة، ويضعف قوتها، ويفت في عضدها، ويزرع الوهن فيها وذلك كله من أهلها عفا الله عنهم.
عندما نريد أن نناقش أي مشكلة من المشاكل فلابد من دراسة أسبابها، والتعرف على بواعثها وذلك للتوصل إلى حلها، وهنا سندرس أسباب تهرب الداعيات من العمل الدعوي ثم نضع بإذن الله عز وجل علاجاً لهذه المشكلة، وسيكون النقاش في نقاط ليتم الإفادة من هذه النصائح التي أسأل الله أن يسددني فيها وأن ينفع بها.
عندما نتأمل في أسباب التهرب عن العمل الدعوي وخاصة في جانب الداعيات نجد أنه يدور حول مجموعة من الحيل الشيطانية، وتزيينٌ من النفس الأمارة بالسوء، مع هوى وحب خلود للدعة والراحة، فلبسها الشيطان بلباس بعد أن جعل على العين غشاوة، فأصبحن يرينه سبباً لترك العمل، مع أنه تلبيس شيطاني، فكان حقاً أن تنزع الأخت ذلك اللباس، وتستبدله بلباس التقوى فهو خير لباس، مع ترديد قول:(اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه).

وهنا نبدأ في المقصود فمن هذه التلبيسات:
أولاً: تتحجج بعض الداعيات بقلة العلم، ولابد من التحصيل وطلب العلم والتزود قبل التصدر.
فالجواب: أن كل ما قيل حق، ومن منا يدعي أنه قد بلغ الرسوخ في العلم، لكن لابد أن نعلم جميعاً أموراً تكون بياناً لمثل هذا التلبيس وهي في نقاط:
أ‌- لا يجوز لأحد أن يقول على الله بغير علم، وهذا أمر مقرر بالكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة.

ب‌- ليُعْلَم الوعيد الشديد في كتم العلم وعدم إظهاره للناس، وأنه قد يدخل العبد في قول الله تعالى:]وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [ [آل عمران:187]، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ الله بِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ فِي الدِّينِ أَلْجَمَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ »(2).
ت‌- لا غضاضة عند الصادقين من أهل العلم أنه إذا سئل العبد عن مسألة لا يعلمها أن يقول: لا أعلم، ولا يتجرأ على الفتيا بغير علم.
ث‌- لا يجوز لكائن من كان أن يدعو الناس إلا بما يعلم من علم، فإذا كان عند الداعية علم ولو يسير فيدعو الناس بهذا العلم، ولا يلبس على الناس.
ج‌- يمكن الجمع بين العلم والدعوة، وهذا أمر معروف ومتقرر، والذي يسبر حال الصحابة ومن بعدهم يرى مثل هذا الأمر جلياً، ولنا فيهم أسوة حسنة.
ح‌- من أسباب ثبات العلم الدعوة إلى الله به، وتعليمه للناس، وهذا ثابت مجرب.
خ‌- لو قال كل واحد مثل هذا القول، لم يوجد إلا قلة قليلة من الدعاة سلفاً وخلفاً، وهذا يخالف عموم الأدلة الدالة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعظم المعروف هو تعبيد العباد إلى ربهم الغفور التواب.
د‌- أن الناس في هذا الزمن قد كثر فيهم الجهل، والبدع والمنكرات، فيحتاجون من العلم اليسير الذي يرفعون به الجهل عن أنفسهم، وبمن يبصرهم بأمر دينهم، فهل هؤلاء يحتاجون لعلماء ينصحونهم، أو راسخين في العلم يدعونهم ويذكرونهم؟!.
ذ‌- أنه لو لم يقم كل واحد منَّا بالدعوة فيم يعلم لحل بالمجتمع الجهل، وكثرت فيه البدع والمنكرات، واستوجبنا جميعاً غضب الجبار.
ر‌- كثرة دعاء الله بالتوفيق والسداد.

ثانياً: تتحجج بعض الداعيات بكثرة مهام البيت والزوج والولد، وأنها لا تستطيع معها الدعوة إلى الله – تعالى -.
فالجواب: أن على المرأة واجبات مقدمة على الدعوة إلى الله عز وجل، ومتقرر لدينا جميعاً عظم المسئولية التي تقوم بها المرأة تجاه الزوج والبيت والولد، وأن حق الزوج والولد مقدم على حق الغير، ونحن هنا لا ندعو للتقصير في هذه الحقوق بل ندعوا إلى التكامل والقيام بجميع الحقوق ويكون إزالة مثل هذا التلبيس في النقاط التالية:
أ‌- إعطاء كل ذي حق حقه، فالزوج يعطى حقه، والولد كذلك، والبيت كذلك، والدعوة كذلك.
ب‌- تنظيم الوقت فيكون للدعوة وقت كما أن للزوج والولد وقت.
ت‌- إقناع الزوج بعظم شأن الدعوة، وحاجة الناس إليها، وبركتها على البيت والولد، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
ث‌- تربية البيت كله على هذا المبدأ، مبدأ الدعوة إلى الله عز وجل، وتحميلهم الهم.
ج‌- استخدام الآلات الحديثة التي من شأنها المساعدة في إنجاز كثير من المهام البيتية في وقت قصير، كآلات الغسيل والتنظيف السريعة وغيرها.
ح‌- إن كنتِ ممن يستطيع إحضار خادمة أو مربية تعينك فلا مانع لأجل التغلب على مثل هذه الحجة، والإفادة من الوقت في الدعوة إلى الله عز وجل.
خ‌- توزيع المهام وأعمال البيت على الأولاد من البنين والبنات بحيث يحملون شيئًا من المهام عنك، وتعويدهم وتربيتهم على الاهتمام بأنفسهم وببيتهم.
د‌- كثرة دعاء الله بأن يبارك في الوقت، وأن يصلح النية والزوج والذرية.

ثالثاً: تتحجج بعض الداعيات بأن غيرها أفضل منها، وأنها لن تؤدي العمل على وجهه الأكمل، ويظهر لها أن هذا من باب التواضع.
فالجواب: أن هذه الحجة إن كانت حق فجزاك الله خيراً على هذا الصدق، وإن كان تهربا من المسئولية، ومن العمل الدعوي فهذا أسميه تواضع مذموم، لا تواضع محمود، ويمكن علاجه من خلال النقاط التالية:
أ‌- لتعلمي أختي أن الشيطان قد نال منك، وأخذ مأخذه، فيجب عليك أن تجاهديه، وأن تستعيذي بالله – تعالى – منه.
ب‌- عليك أن تقومي بكل عمل تستطيعينه، بدون تأخر أو ضعف، وهذا نوع من المجاهدة التي أمرنا الله بها، ورتب عليها الهداية قال الله – تعالى -:]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [[العنكبوت:69].
ت‌- تفقدي ما الأسباب التي كان له الدور في مثل هذا التهرب، فمثلاً إن كان لضعف الترتيب، وعدم سرعة الإنجاز فعليك بمعالجة مثل هذا الموضوع، وباستشارة من يعينك على حل مثل هذه المشكلة، ولا مانع من المشاركة في كثير من الدورات التي فيها حل لكثير من المشاكل الإدارية والتربوية.
ث‌-مصاحبة أهل الهمة، والمبادرة من الأخوات الحريصات على العمل الدعوي.
ج‌- استشعار محبة الله لمن يدل عباده عليه، فالله يحب المحسنين وهذا نوع من الإحسان.
ح‌- وكذلك استشعار استغفار الله وملائكته لك يا من تعلمين الناس الخير، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ »(3).
خ‌- كثرة الدعاء بأن يعيذَك الله من شر النفس والشيطان، ومن العجز والكسل.

رابعاً: تتحجج بعض الداعيات بوجود بعض الآثام والذنوب، فتخشى من أن تكون ممن يقولون مالا يفعلون.
فالجواب: أنه يجب على الداعية إصلاح نفسها قبل غيرها، وهذا الشعور هو بداية العلاج، لأن معرفة الخطأ أول درجات علاجه، لكن هذه الحجة التي لبَّس بها إبليس على كثير من الناس وخاصة الدعاة فصدتهم عن تبليغ دين الله – تعالى -، وعلاجها كالتالي:
أ‌- أختي الداعية عليك بكثرة الاستغفار، والتوبة إلى الله – تعالى – من أي ذنب تقترفينه.
ب‌- إن وجود الذنوب والمعاصي لا تمنع الدعوة إلى الله تعالى، فمن منا ليس بينه وبين الله هنات، ومن منا ليس بينه وبين الله زلات، كلنا يقع منا الخطأ والزلل، وليس من شروط الدعوة العصمة، فالعصمة تكون للأنبياء والرسل – عليهم السلام – فيما يبلغون به عن الله – تعالى -؛ فلا تجعلِ الشيطان يستثمر ذنوبك فيصدك عن تبليغ دين ربك عز وجل، ولا يضرك تقصيرك ما دمت مخلصةً في نصحك حريصةً على تكميل نفسك وغيرك، فالسعي في التكميل كمال، ومن الذي لا يخلو من النقائص، ولو ترك الناس النصح بحجة التقصير لما بقي ناصح على وجه الأرض، وصدق من قال:
ولو لم يعضِ العاصين من هو مذنب *** فمن يعض العاصين بعد محمد ( صلى الله عليه وسلم )
وهذه الشبهة قد شكا منها الدعاة قديما وحديثاً، فعندما قال الإمام الحسن البصري لمطرف بن عبدالله- رحمهما الله تعالى -:( عظ أصحابك؛ فقال مطرف: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل؛، قال الحسن: يرحمك الله، وأيُّنا يفعل ما يقول؟ يّود الشيطان أنه قد ظفر بهذا، فلم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر).
وعلق الإمام الطبري على قول الحسن فقال:( وأما من قال : لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة، فإن أراد أنه الأولى فجيد، وإلاّ فيستلزم سدّ باب الأمر بالمعروف إذا لم يكن هناك غيره)(4).
قال الدكتور فضل إلهي ظهير:( لا يُفهم أننا لا نرى بأساً في ترك المعروف وفعل المنكر للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، بل نؤكد أنه يجب عليه فعل المعروف وترك المنكر، و أنه يعرض نفسه لغضب الله تعالى عند التساهل في هذا؛ ونقرر أيضاً بأنه ينبغي أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه كما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
غاية ما في الأمر أن فعل المعروف وترك المنكر ليس شرطاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يُقال لمن أمر بالمعروف ولم يفعله أو نهى عن المنكر وفعله: لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر، بل نقول له: استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتق الله تعالى في نفسك فمرها بالمعروف وانهها عن المنكر)(5).
إن الانجراف خلف هذه الشبهة يعطل الدعوة إلى الله ويحرم الناس الخير، فعلى الداعية الدعوة ومجاهدة نفسها على ترك ذنوبها.
وقال ابن حزم:(ولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء، ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي صلى الله عليه وسلم )(6).
ت‌- كثرة المحاسبة للنفس، فإن هذه طريقة ناجعة لعلاجها من أخطائها ومعاصيها.
ث‌- كثرة اللجاء إلى الله بالهداية، ومغفرة الذنوب.

خامساً: تتحجج بعض الداعيات بعدم استجابة الناس لدعوتها، وعدم اكتراثهم بقولها.
فالجواب: أن هذه الشبهة يمكن الجواب عليها بأمور منها:
أ‌- يجب عليك يا أختي أن تتصفي بصفة الإخلاص لله – تعالى -، فإذا تحققت هذه الصفة فلا يضيرك استجاب الناس لدعوتك أم لا، لأن دعوتك لله ليست للناس ولا لإرضاء الناس.
ب‌- أنه لا يشترط للدعوة إلى الله – تعالى – أن يستجيب الناس لقولك، نعم الأولى القبول، لكن إذا لم يستجيبوا فهذا لا يجعلنا نترك العمل ونتهرب من الدعوة، فليس عليك إلا البلاغ، فنحن مكلفون بالدعوة إلى الله ولسنا مكلفون بأن يستجيب الناس، قال تعالى:]وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [[الأعراف:164]، وقال تعالى: ]فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ [[الشورى:48].
ت‌- قولك إن الناس لم يستجيبوا ولم يتأثروا بدعوتك هذا افتآت على الله – تعالى -، لأن هذا من أمور الغيب التي لا يعلم بها إلا هو سبحانه.
ث‌- عند التأمل لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم يظهر جلياً أنه صلى الله عليه وسلم لم يترك الدعوة لعدم استجابة الناس له، ولو كان ذلك كذلك لما وصلت دعوته لنا صلى الله عليه وسلم ، والله يقول لنا:]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [[الأحزاب:21].
ج‌- عليك أن لا تستعجلِ الثمرة، فأحيانا تتأخر النتائج، لكن الدعوة الصادقة الناصحة يبقى أثرها في النفوس حتى تؤتي أكلها يوماً من الأيام بإذن الله – تعالى -.
ح‌- أكثري من الدعاء أن يهديك الله ويهدي بك.

سادساً: تتحجج بعض الداعيات بأن الزمان قد فسد، والخبث قد كثر فلا تفيد الدعوة في هذه الأيام.
والجواب: أن هذه الشبهة مردودة أصلاً، لأن الدعوة في مثل هذه الأوقات تتحتم على كل داعية، ويكون الحمل ثقيل، والواجب أوجب، وهذا المقولة قد تؤدي بالقائل – والعياذ بالله – إلى أمور منها:
أ‌- القنوط من رحمة الله – تعالى – ومغفرته للناس، قال الله – تعالى -:] وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ [ [الحجر:56].
ب‌- أنها قد تكون سببا لهلاك القائل، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:« إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ » أخرجه مسلم(6850) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ت‌- أنه شعور بالهزيمة النفسية، واثبات لنجاح إبليس في دعوته، وخسارة أهل الصدق والصلاح.
ث‌- أن ترك الدعوة بسبب مثل هذه المقولة قد تؤدي إلى العقوبة العامة.




خليجية




سابعاً: تتحجج بعض الداعيات بأنها لا تحمل مؤهلاً شرعياً، أو شهادة جامعية ونحو ذلك.
فالجواب باختصار: أن الدعوة لا تحتاج إلى شهادات علمية، ولا أكاديمية، ولا أوسمة شرف، ولا دورات تدريبية، بل تحتاج إلى صدق وعلم بما يُدعى له، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم حتى القراءة والكتابة لم يكن يعرفها صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء أئمة الإسلام السابقين لم تكن لديهم شهادات علمية، ولا أكاديمية، بل كانوا يحملون الصدق والعلم نحسبهم والله حسيبهم.
وبعد هذا العرض أختي الداعية: أحب أن أبين لك أن هذه الشُّبَه التي في هيئة حجج إنما هي حيلة شيطانية، وتلبيسات إبليسية، زينتها النفس الأمارة بالسوء، مع حب خلود للراحة والدعة.
وعلاجها مع بذل الأسباب هو في الإنطراح بين يدي الله – تعالى – بأن يعيذك من العجز والكسل، ومن شر الشيطان وشركه، ومن شر النفس والهوى، فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يستعيذوا بالله – تعالى – من الشيطان الرجيم، ومن النفس والهوى، ومن العجز والكسل.
وأخيراً: أكثري من دعاء الله الهداية والتوفيق والتسديد، وصدق من قال:

إِذَا لَم يَكُن عَوْنٌ مِنَ اللهِ لِلْفَتَى *** فَـأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلِيْهِ اجْتِهَادُهُ
والحمد لله رب العلمين.

(1) أخرجه الإمام الترمذي(2687)، وابن ماجه(4169)، والحديث ضعيف لكن معناه صحيح، فيستفاد من معناه ولا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
(2) أخرجه الإمام أحمد(2/344)، وأبو داود(3658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وابن ماجه(265) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، والحديث حسن بشواهده.
(3) أخرجه الإمام أبو داود(664)، والترمذي(2658)، وابن ماجه(239)، والدارمي(1/100) من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه وغيره، وهو صحيح.
(4) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(1/408).
(5) شبهات حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص: 65)، بتصرف يسير جداً، وهو كتاب نافع .
(6) الأخلاق والسير لابن حزم(ص:92).




التصنيفات
منوعات

مهمة المسلمين الدعوة الى الله لااسلمة الناس

أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه r: ] فإن تولوا فإنما عليك البلاغ[ (النحل: 82). وقال تعالى: ]فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد[ (آل عمران: 20).

قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا".[4]

قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: ] فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب[ (الرعد: 40): " أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، ]وعلينا الحساب[ أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك".[5]

وقال تعالى: ]فذكر إنما أنت مذكر # لست عليهم بمسيطر[ (الغاشية: 21-22).

ولذلك فإن المسلم لا يشعر بحالة الصراع مع شخص ذلك الذي تنكب الهداية وأعرض عن أسبابها، فإنما حسابه على الله في يوم القيامة ، فقد قال الله تعالى لنبيه r : ]ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء [ (البقرة: 272). وقال له وللأمة من بعده: ]فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير[ (الشورى: 15).

ج. التكريم الإلهي للإنسان، ومبدأ عدم الإكراه على الدين

خلق الله آدم عليه السلام، وأسجد له ملائكته ] وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً [ (الإسراء: 61)، وندبه وذريته من بعده إلى عمارة الأرض بمنهج الله: ] إني جاعل في الأرض خليفة[ (البقرة: 30).

ووفق هذه الغاية كرم الله الجنس البشري على سائر مخلوقات الله ] ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً [ (الإسراء: 70).

وأكد نبينا r وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي r مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)).[6]

ومن تكريم الله للجنس البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل }وهديناه النجدين { (البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء} إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً { (الإنسان: 3)} ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين { (يونس: 99).

وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد} لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي{ (البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه } وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها{ (الكهف: 29).

قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً".[7]

و يقول تعالى: }قل الله أعبد مخلصاً له ديني # فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين{ (الزمر: 14- 15)، ويقول: ]وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون # الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون[ (الحج: 68-69).

وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: ] لا إكراه في الدين[ (البقرة: 256).[8]

والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن من لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة.

قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم ينقل عن النبي r ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام … وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : ] لا إكراه في الدين [ (البقرة: 256)".[9]

وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً".[10]

وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ. [11]

ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل".[12]

لقد فقه المسلمون هذا ووعوه، فتركوا لرعاياهم من غير المسلمين حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر التعبدية، ولم يأمروا أحداً باعتناق الإسلام قسراً وكرهاً.

خليجية




استغفر الله مشكووورة اختي الله يحفظك



استغفر الله مشكووورة اختي الله يحفظك



لاالة الا الله جزاكى الله كل خير

خليجية[/IMG]




خليجية



التصنيفات
أزياء مول

الدعوة عامه

[COLOR="Blue"]معرض بجامعه الملك عبد العزيز بجده
بقاعه الموتمرات
معرض متنوع يشمل الماكولات =الللوحات والتحفم الفنيه= فساتين السهره- وغيره
ابتداء من يوم الاثنين 3/29
الى يوم الخميس 4/2
الاثنين من 5الى 8 ونصف مساء

الثلاثاء والاربعاءمن 9الى 1ونص ظهرا
ومن 5الى 8ونصف مساء
الخميس من 9 الى 1 ونصف ظهرا

الدخول مجانا ويمنع اصطحاب الاطفال

دعوة عامه لركني الخاصsimo
قسم تصميم الازياء وفساتين السهره
الاسعار مخفضه تبدا من 100 ريال[
/COLOR]

دعوة عامه لركني الخاصsimo
قسم تصميم الازياء وفساتين السهره
الاسعار مخفضه تبدا من 100 ريال




با التوفيق يا الغلا



موفقه ان شاء الله



خليجية



موفقة



التصنيفات
منتدى اسلامي

مناسك الحج خطوة خطوة :: إصدار وزارة الدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية‎

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين…. أما بعد
فهذا شرح مبسط لمناسك الحج تم نشره عن طريق وزارة الشؤون الاسلاميه والاوقاف والدعوة والارشاد وجدته مفيدا فنسخته في ملف لكي تعم الفائدة

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

والحمد لله رب العالمين




خليجية



خليجية



خليجية



شكرا لمروركم



التصنيفات
منوعات

الدعوة إلي الله بغير لحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل صلاة و أتم تسليم

إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وبصراحة .. بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلي الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته و أقصر ثوبه .. ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. و أسبل ثوبي .. وأدخن.. وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلي الله تعالي ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشياطين .

نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات .

بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلي أشخاص لن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلي أن يصلي .. فترك الصلاة كفر .. أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك .

بل قد يجالس الداعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أو يقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمام الصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامه أوراقهم .. ويظهرون كل شئ .. أما كيف تنصحهم وتدعوه .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحيانا ً.. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل ابن آدم خطاء ..

ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد – صلى الله عليه وسلم؟!

وقال أحد الشيوخ :

خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم ..

وقد قال صلي الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » رواه مسلم .

وقال أحد الشيوخ :

أعرف أثنين من الشباب المقصرين – يهديهم الله – هما منذ سنوات إذا أقبل شهر رمضان أو موسم الحج ركبا سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها إلي مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين و أصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف ذلك عنهما ..

وقال أحد الدعاة :

طرق علي الباب في آخر الليل .. فخرجت فزعاً فإذا شابُ عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته ماذا تريد ؟! .. فقال : معي في السيارة إثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد أحضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عن أسئلتهما .. !! فقلت .. كيف دعوتهما ؟ .. فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب و الأشرطة حتى أسلما ..

– وحدثني أحد العاملين فى مكتب للدعوة والإرشاد أن شابا ًمدخناً وعنده معاصٍ أخرى ، ومع ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجار ثم اشترى الآف الأشرطة وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم في رمضان ، طالما اشتكي العاملون في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونين معهم ، يقسم لي أحدهم : أن بعض العمال الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلا أن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلي مكتب الدعوة لحضور المحاضرات ، ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا .

بل كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولا شريطاً عن الإسلام ، فبقيت على كفرها ، وكم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه ، وأصحابه ما نشطوا في نصيحته .

وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بل وأرقام الهواتف المشبوهة ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاج إلي من ينصحني أنا مقصرة ، إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .. عجباً .

ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..

كيف دخل الإسلام إلي أفريقيا والهند والصين !! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعا هؤلاء ؟؟

إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار .

لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين في محطات البنزين أقول لأحدهم : منذ متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات وسبع سنوات .. فأقول : هل أعطاك أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟! فيعتصر قلبي بقوله : لا .. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون ..

يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و أخيراً …

وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية … »

.. أفلا تحفظ آية فتبلغها .

إن توزيع الأشرطة ونشر الكتب وتوزيع بطاقات الأذكار أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا إذا سافر أخذ معه مجوعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ، والبعض الآخر في مسجد المحطة أو وزعها على السيارات الواقفة .. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى أي شئ فكن معيناً لهم على سماع الذكر والخير ..

من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ووزعها في مسجده أو أهداها لزملائه في العمل أو طلابه في المدرسة ..

وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي أو أجد العذر لأصحابها …. ولكن ذكرّ إن نفعت الذكري ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمة هذا الدين ..

قصة أبو محجن الثقفي

أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين كان قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :

إذا مت فادفني إلي جنب كرمة

ترمي عظامي بعد موتي عروقها

ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي

أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهــــــا

فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي رضى الله عنه وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسها بين متاعه فلما وصلوا القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قائد المسلمين ، وبدأت المراسلات بين الجيشين ، عندها وسوس الشيطان لأبى محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر ، فلما علم به سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل وأغلق عليه في خيمة .

فلما أبتدأ القتال وسمع أبي محجن صهيل الخيول وصيحات الأبطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق إلي الشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله تعالي .. نعم .. وإن كان عاصياً .. وإن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله فأخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلاً :

كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى

وأترك مشدوداً علـــــــي وثاقيــا

إذا قمت عناني الحديد وغلقــت

مصاريع من دوني تصم المناديا

وقد كنت ذا مال كثيـــــر وأخوة

وقد تركوني مفرداً لا أخا ليـــــــا

فلله عهد لا أحيــــــف بعهــــده

لإن فرجت ألا أزور الحوانيــــــا

ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..

فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟؟

فقال : فكي القيد من رجلي وأعطني البلقاء فرس سعد فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعى القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت قيده وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..

علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين … حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله … نعم مضى أبو محجن ..

أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يراقب القتال من بعيد ، فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله .. وقال : الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء .. وأبو محجن في القيد والبلقاء في الحبس !! فلما انتهي القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضى عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً . فقال أبو محجن : وأنا والله

لا شربت الخمر أبداً …

رضى الله عنهم …..

د/الشيخ محمدعبدالرحمن العريفي




يعطيكي العافيه موضوع شيق وقيم جزاكي الله خير



حياك الله