إلى أى مدى يكون دواء (HRT) المعاصر آمن؟
هل الأعشاب حقاً تساعد؟
تحاول جيليان وهى سيدة فى عمر التاسع والأربعين أن تجد حل لحالات فوران الدم المخيفة.
حرانه فى عز البرد
بدأت أول ثورة وفوران فى الدم تهاجمنى فى منتصف الليل أثناء نومى فى سريرى وكان ذلك فى أكثر أيام الشتاء برودة التى لم أرى مثلها منذ سنوات. لم يكن زجاج غرفة النوم سميك وكانت الغرفة شديدة البرودة وفجأة وبدون مقدمات أحسست بأن جسمى يحترق من الحرارة حيث إزدادت حرارته بدرجة يمكن أن (تقلى عليه بيضة).
أدركت فى هذه اللحظة أن ما يحدث لى ليس ارتفاع عادى فى الحرارة بسبب صعودى على السلالم جرياً أو التجول داخل منزل به تدفئة مركزية فى ليلة شتاء باردة.
وفى تلك الليلة كان هذا يحدث لى لأول مرة وهذا ما أبقانى مستيقظة بعد ذلك أسابيع.
فى البداية تفاجأت مثل كثير من النساء عند دخولهن سن الأربعين ولكى أكون صريحة كانت عندى حالة من الرفض التام لما يسمى بسن اليأس الذى بدأ يهاجمنى مثل شبح.
بعد فترة من التوتر صحوت من صدمتى وأدركت أننى مع كل هذا محظوظة لكونى من نساء هذا الجيل الذى يرتدى ملابس على الموضة ويتصرف ويمارس انشطة تتمتع بروح الشباب ومفعمة بالحياة مما يخفى ملامح سن اليأس.
وعلى الرغم من هذا المظهر الشاب إلى أن تكوين الجسد له رأى آخر الذى بدوره يعكر صفو البال بآلام فوران الدم التى تقلق نومى وتدفعنى إلى ارتداء ملابس خفيفة جداً مع الطقس الشديد البرودة.
كانت تجربة مزعجة وما يواسينى الآن هو قدوم الربيع وبعده الصيف. أعددت نفسى للقيام بمهمة للبحث عن أفضل طريقة لترويض الثرموستات الخاص بى.
هنا بعض الخطوات لمقاومة متاعب سن اليأس
الخطوة الأولى: زيارة الطبيب
طبيبتى كانت تعلم أن وفاة أمى بمرض سرطان الثدى فى سن (52) عاماً وأن هذا كان يقلقنى. فقلت لها هل يوجد حل لهذه المشكلة؟
النصيحة:
قالت الطبيبة أن كلاً من المخ والثرموستات (thermostat) و الهيبوتلاموس (hypothalamus) يستقبلون إشارات مختلطة ويحدث هذا عندما يقل إنتاج الجسم لهرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون مما يسبب تمدد للأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم بشكل غير منتظم ومن هنا يبدأ الشعور بالحر الشديد يغمر الجسم.
والأخبار غير السارة هى أن الأطباء مازالوا لا يعرفون سبب حدوث هذا. وقالت الطبيبة أن بعض المرضى لديها وجدوا علاج يسمى Clonidine حيث تم تطويره أساساً لمعالجة إنخفاض ضغط الدم وتخفيف آلامه عند تناوله بجرعات صغيرة.
الرآى الآخر:
حيث أننى دائماً كنت أعانى من إنخفاض ضغط الدم فهذا الدواء ليس بالجديد. ولم تقييس الطبيبة ضغط دمى عند وصف هذا الدواء وقالت انها سترسلنى إلى طبيب متخصص لهذا السن إذا لم يساعدنى على الشفاء. ومن هنا قررت أن أوقف هذا الدواء فى الوقت الحاضر.
الخطوة الثانية: زيارة إلى الطبيب النسائى
وهنا Dr. Janice Rymer الطبيبة والمستشارة فى الطب النسائى فى مستشفى ومؤسسة Guy’s and St Thomas وأيضاً تدير عيادة متخصصة فى متابعة سن اليأس. ذهبت إليها أولاً لأننى لم أكن رافضة تماماً لك (HRT) وثانياً لرغبتى فى الحصول على استشارة من هو خبير فى هذا المجال.
نصيحة الطبيبة لى:
أخبرتنى الطبيبة أن إستعمال هذا الدواء لمدة تزيد عن 5 سنوات قد يزيد من خطورة إحتمال حدوث سرطان الثدى على الرغم من أن إحتمالات الإصابة بهذا المرض قليلة وفى مدة لا تزيد عن خمس سنوات من عدم إستعمال الـ (HRT) فإن حوالى (45) من بين (1000) سيدة يمكن أن ينمو لديهم مرض سرطان الثدى وفى المقابل فإن (47) سيدة من اللآتى يأخذن الـ (HRT) ليست لديهم هذا المرض.
ومن ناحية أخرى اخبرتنى بأن أضع فى إعتبارى المنافع الإيجابية لإستعمال هذا الدواء مثل الشعور بحال أفضل والعناية بقلبى وعظامى خاصةً إذا بدأت استعمال هذا الدواء مع بداية مرحلة سن اليأس.
الرأى الآخر:
من المؤكد لدى أنه إذا إزدادت أعراض سن اليأس سوءاً فإن إستعمال الـ (HRT) ربما يكون العلاج المناسب.
وكما قالت Dr. Rymer "يجب أن نزن الأمور لكن لا داعى لرفض الـ HRT"، ومع العلم بأن هناك بعض النساء فى هذه المرحلة العمرية تصبح حياتهم مُدمَرة ويفقدون رغبتهم فى الحياة ويكون الشغل الشاغل لهم هو إرتباط الـ (HRT) بمرض سرطان الثدى ويغفلون عن حقيقة أن هذا الدواء له فائدة عظيمة للاوعية الدموية للقلب.
الخطوة الثالثة: اللجوء إلى طبيب الأعشاب
على الرغم من مهاجمة الصحافة للعلاج بالأعشاب، لكن رشحت لى صديقه طبيب أعشاب وهو Dr. Peter Conway
النصيحة التى قدمها:
أخبرت Dr. Peter بشرح مفصل لآخر ما أعانى من أعراض فقام بقياس ضغط دمى وكان منخفض، أيضاً قاس ضربات قلبى وأخبرنى أن هذا مؤشر لضعف فى طاقة جسمى.
ورغم أنه أراد أن يساعدنى فى مشكلة فوران الدم فقد ركز على تنشيط طاقة جسمى وطريقة سريان الدم به. ووصف لى بعض الأعشاب مثل جذر الطرخشقون وعشب تقليل الرغبة الجنسية و Red Clover نبات عشبى والمريمة والإستراجلس لإستعمالهم مرتين فى اليوم لمدة شهر وتكرارة مرة أخرى.
وكانت تكلفة الإستشارة المبدئية (60) جنيهاً وما يليها (32) جنيهاً.
الرآى الآخر:
بدأت حرارة الجسم فى الإزدياد سوءاً فى أول إسبوع من العلاج ولكن بعد حوالى ثلاثة أسابيع لاحظت أن هذا الإرتفاع بدأ فى الإنخفاض ومع نهاية الإسبوع الرابع إختفت الأعراض نهائياً.
هناك بعض الأقاويل الشائكة تفيد بأن حرارة الجسم تظهر وتختفى لسنوات أثناء سن اليأس ولكن كان هذا الكلام يرعبنى.
الخطوة الرابعة: إستشارة أخصائى تغذية
من المعروف أن لكلاً من النظام الغذائى واسلوب الحياة تأثير كبير على الصحة. لذلك من الممكن أن يكون تغيير بعض السلوكيات الخاصة بالغذاء عامل مساعد فى تخفيف متاعب سن اليأس. ومن هنا كان حديثى مع أخصائية التغذية Nigel Denby
النصيحة التى قدمتها:
تحدثت Nigel عن الخطورة المتزايدة لمرض القلب وهشاشة العظام لدى النساء فى مرحلة سن اليأس، لكنها نصحت ببعض التغيرات البسيطة فى النظام الغذائى التى من الممكن أن تحقق إختلاف واضح.
وإقترحت بنظام غذائى متوازن وصحى يتضمن الحصول على ثلاثة وجبات تحتوى على الصويا والغنية بالكالسيوم يومياً.
وأيضاً تحتوى على الأغذية النباتية التى تساعد فى حالات فوران الدم. كما نصحتنى بتخصيص 30 دقيقة لممارسة تمارين الأيروبكس والتمشية خمس مرات فى الإسبوع وتمارين الأثقال لتقوية العظام.
الرآى الآخر:
الإبتعاد عن تناول الكحوليات وذلك لأن تناول الكحوليات والكافيين والأطعمة الحارة يؤدى إلى فوران الدم والأرق. أحاول أيضاً أن امشى لمدة نصف ساعة كل يوم وأن أتناول اللبن العادى ولبن الصويا أو الزبادى رغم صعوبة هذه العادات الجديدة على إلا أننى أحاول تناولها كغذاء تكميلى.