أكد الباحثون في جامعة ميتشيجات الأمريكية أن الصداقة و العلاقات الإجتماعية الفاعلة و التحدث مع الآخرين تبقي الدماغ نشطاً و تحافظ على وظائفه الحيوية و الفكرية
و أوضح هؤلاء أن ممارسة النشاطات الفكرية كالقراءة و المطالعة و لعب الشطرنج و الكلمات المتقاطعة و التعلم على الحاسوب تنشط الوظائف الذهنية و الإدراكية و تحفظها في مرحلة الشيخوخة و عند التقدم في السن
حتى أن التحدث و الدردشة مع الأصدقاء و الأسرة و التفاعل في المجتمع قد يكون فعالاً في ذلك أيضاً , و قام العلماء بإجراء سلسلة من الدراسات على الشباب و المسنين لتحديد تأثير المشاركة الإجتماعية على الوظائف الذهنية و الادراكية , حيث تم في أحدها تحليل البيانات المسجلة عن 3617 أمريكياً , تراوحت أعمارهم بين 24 – 96عاماً , و متابعة عاداتهم الإجتماعية من حيث التحدث مع الأصدقاء و الجيران و الأقارب و الإجتماع معهم و الزيارات العائلية و مراقبة آدائهم في الإختبارات الذهنية التي تقيّم الذاكرة و الإدراك مع الأخذ في الإعتبار عوامل السن و العرق و التعليم و الدخل المادي و الحالة الإجتماعية و الصحة العامة و ممارسة الرياضة
و وجد الباحثون أن المشاركين الأكثر نشاطاً من الناحية الإجتماعية تعرضوا لأقل مستوى من الضعف الإدراكي و أعلى مستوى من الذاكرة العاملة
و بينت دراسة ثانية حللت الإرتباط بين المشاركة الإجتماعية و الوظائف الإدراكية عند ألفي شخص من المسنين المقيمين في دول الشرق الأوسط شملت البحرين و مصر و الأردن و تونس , مع ضبط جميع العوامل التي قد تؤثر على هذا الإرتباط , أن الضعف الإدراكي كان أقل ما يمكن عند الأفراد النشطين إجتماعياً , مما يدل على وجود علاقة وثيقة بين النشاط الإجتماعي و الوظائف الذهنية , و تنطبق هذه العلاقة على جميع المجتمعات مع إختلاف عاداتها و ثقافاتها
و في ضوء هذه النتائج , أكد الخبراء ضرورة تشجيع الأطفال على تنمية مهاراتهم الإجتماعية و الفكرية , و تشجيع الموظفين على المشاركة الإجتماعية بدلاً من حصر مهامهم أمام شاشات الحاسوب فقط