بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ,
,
أالرضا أي أن ترضا عن الله انطلاقا من قوله تعالى
{ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119 , الإمام الجنيد رضي الله عنه ورحمه الله يقول الرضا هو العلم , أنت حينما تعلم حكمت الله ورحمته وعدله لا بد من أن ترضا عته وحينما تنطلق من حقيقة دقيقة في الإيمان وهي أن كل شيء وقع أراده الله وأن كل شيء أراده الله وقع لأنه لا يليق بألوهية الإله أن يقع في ملكه ما لا يريد أيها الإخوة الكرام كل شيء وقع أراده الله وكل شيء أراده الله وقع وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق , فالشر المطلق لا وجود له في الكون لأنه يتناقض مع وجود الله , فهناك شر نسبي , فالإنسان أحيانا عندما يفتح بطنه ويخدر وتستأصل الزائدة الدودية هو شر نسبي من أجل سلامته واستمرار حياته .
في كل أنواع الشرور في الأرض هي شرور موظفة للخير المطلق لذلك نطلق في هذا المعنى الدقيق من قوله تعالى {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ{15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ{16}}الفجر ,
أي أن الإنسان إذا أكرمه الله بنعم لا تعد ولا تحصى في الدنيا يتوهم أن هذا إكرام له و حين يزيل الله عنه نعمة لحكمة بليغة بالغة يتوهم أن الله أهانه , فجاء الجواب بكلا , وهي ليست أداة نفي بل أداة ردع ونفي .
فلو أن إنسان سؤل هل أنت جائع , يقول لا , أما إذا قيل له هل أنت سارق وهو إنسان ذو أخلاق عالية جدا لا يقول لا يقول كلا , أي ما كان لي أن أسرق ولا أن أقبل بالسرقة ولا أن أدعوا إليها ولا أن أرضا بها ولا .. ولا .
علماء اللغة عددوا أكثر من عشر حالات نفي بهذه الصيغة .
فالله عز وجل قال كلا أي يا عبادي ليس عطائي إكراما وليس منعي حرمانا عطائي ابتلاء وحرماني دواء
المال هل هو نعمة ؟
الجواب نعم ولا
نعم إذا اكتسب من طريق حلال و انفق في وجه حلال فهو نعمة أما إذا اكتسب من طريق حرام وانفق في وجه حرام فهو نقمة فالزوجة نعمة أم نقمة ؟
غذا أعنتك على أمر أخرتك فهي نعمة أما إذا ضغطت عليك حتى حملتك على معصية الله فهي نقمة , كل حظوظ الإنسان ابتلاء أو موقوفة على طريقة الحركة من خلالها ,
فالمعنى الدقيق للأية يكون إذا ما امتحن الله الإنسان واعطاه المال فيقول ربي أكرمني اما إذا ابتلاه أي امتحنه بقلة المال فقل عليه رزقه فيقول ربي أهاني لذلك يكون الرد الإلهي كلا .
فجميع الحظوظ التي انت فيها و جميع الحظوظ التي زوية عنك امتحانات دقيقة , فأنت ممتحن شأت أم أبيت , ممتحن فيما اعطاك و ممتحن فيما زوي عنك ممتحن فيما أنت فيه ممتحن فيما انت لست فيه , ممتحن بالمال وممتنحن بفقدانه , ممتحن بالصحة وممتحن بفقدانها , ممتحن بالوسامة وممتحن بضدها , ممتحن بالصحة و ممتحن بالمرض .
أي شيء إيجابي هو مادة امتحانك مع الله وأي شيء سلبي هو مادة امتحانك مع الله ,
إعلم علم اليقين أنك في دار امتحان انت في دار امتحان , فهذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ومنزل ترح لا منزل فرح ,
فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء قد جعلها الله دار بلوة وجعل الأخرة دار عقبة فجعل بلاء الدنيا لعطاء الأخرة سبب , وجعل عطاء الأخرة من بلوا الدنيا عوضا فيأخذ ويعطي ويبتلي ليجلي
إذا الرضا أن ترضا عن الله إن أعطاك أو منعك غن قواك أو أضعفك , إن أغناك أو أفقرك , إن عمرة طويلا و إن كان العمر قصيرا ,
في بعض الأحاديث الشريفة يقول عليه الصلاة والسلام " إن الله ليحمي عبده من الدنيا كما يحمي الراعي غنمه من مراعي الهلاك " فحينما نفهم أن الله سبحانه وتعالى حينما يزوي عنا نعمة من نعمه فإن ذلك لحكمة بالغة بالغة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها , والحقيقة لن تكون راضيا عن الله إلا إذا استوى عندك أن تأتيك الدنيا او أن تزوا عنك لا تعد راضيا عن الله لا تبلغ مقام الرضا إلا إذا استوا عندك ان تؤتا الدنيا أو أن تزوا عنك , لذلك من أجمل أدعية النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم ما رزقتني مما أحب فجعله عونا لي فيما تحب وما زويت عني ما احب فجعله فراغا لي فيما تحب " هذا هو المؤمن أعطاه ربه المال ليقول يا رب اجعله قوة لي في التقرب إليك , و إذا زوى عنه المال يقول يا ربي اجعل الوقت الذي نتج عن ابعاد المال عني قربة إليك